حلف العماية وثالوث الغواية
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيدا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ،،،
كنا في حديث عن الصدر وعن القلب امتدّ عبر مجموعة من الخطب ” ثلاثة أو أربعة ” وانتهينا فيه إلى مجموعة من الأسس وإلى مجموعة من المنارات، نحن درسنا زمان شيء اسمه الجهاز الدوري، من المفترض أن القلب يمدّ أعضاء الإنسان جميعاً بالدم النقي المحمّل بالأكسجين الذي من المفترض أن تؤدي به هذه الأعضاء وهذه الخلايا وظائفها، عندما يستهلك يعود مرّة أخرى إلى القلب ليعاد تنقيته وتطهيره.
إذاً العلاقة بين القلب عبر الإمداد إلى كافة أعضاء وجوارح الإنسان؛ ثم عبر الاسترداد لهذا الدم الذي صار مستهلكاً مستعملاً، ثم بعد ذلك القلب حينما يستمدّ هذا الدم من الأعضاء يذهب به إلى الصدر حيث يعاد تجديده ثم يعاد إلى القلب ثم يُعاد ضخّه، هذه هي الصورة الظاهرية للأمر.
نحن كنّا نتكلم عن هذا الجزء – الصدر – وهذا رسم تقريبي لأن من المفترض أن هذا – القلب – موجود بداخل هذا الصندوق – الصدر – كما ذكرنا
هذا الصدر ماذا يحوي – كما قلنا -؟ وبالتالي القلب حينما يستمدّ هذا الدم من الصدر ماذا يحمل معه، ما الأشياء التي ستدخل القلب من الصدر عبر هذا الدم الذي ينتقل من هاهنا – الصدر – إلى هاهنا – القلب – .
نحن قلنا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذكر أن هذه المضغة هذه هي محور الصلاح والفساد للإنسان، قلنا كثيراً قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ” عبر ما تمدّه به من هذا الدم النقي، الأشياء التي تضخّها فيه من المعاني ومن الإيمان طيب ” وإذا فسدت ” ستضخّ دم في الصور الظاهرة هو صالح، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، فنحن عندنا يوجد صورة حسّية ويوجد بُعد معنوي، المرئي بالنسبة لنا الصورة الحسّية، وصاحب الوحي – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا عن الصورة المعنوية التي لن نستطيع أن نصل إليها إلا من خلال بيانه وتعليمه، لكن سندرك شيء من بعض مظاهرها.
طيب، الشيطان،، ذكرنا قبل ذلك أكثر من مرّة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان معتكفاً فأتته صفيّة رضي الله عنها في أمر فزارته بليل تحدّثه في شيء، ثم أرادت أن تنقلب إلى بيتها، وكانت تسكن في دار أسامة بن زيد، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليقلبها – أي يوصلها – فلقيه رجلان من الأنصار فلمّا رأى هذان الرجلان النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعه المرأة أسرعا، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – قال ” على رسلكما ” بالراحة متجروش، ” إنها صفيّة بنت حيي ” فقالا: ” سبحان الله يا رسول الله ” أي نحن هل يمكن أن يقع في قلبنا شيء من الشك أو من الريبة – هو النبي – صلى الله عليه وسلم – واقف مع من – أكيد لا، فماذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ” إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم – مجرى الدم – فأحببت ألا يقذف في قلوبكما شرّاً ” أو قال ” شيئاً “
” إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فأحببت ألا يقذف في قلوبكما شرّاً ” هل سيقذفها في القلب مباشرةً؟ لا هنا – الصدر – أين الوسوسة؟ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ هي هنا – في الصدر – هو سيقذفها هنا – في الصدر – ” فتندفع مع هذا وتدخل هنا، فأحببت ألا يقذف في قلوبكما شرّاً ” أو قال ” شيئاً “
وقال – صلى الله عليه وسلم – ” إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان ” سيذهب بعيد، ” وله ضراطٌ حتى لا يسمع التأذين ” صوت الأذان يؤذيه فهو يريد أن يشوّش عليه لكي لا يسمعه، ولذلك عموماً التأذين يطرد الشيطان، ففي أي عراك أو اضطّراب قف وأذّن،، – طبعاً الناس ستقول عنك مجنون، لكن إذا وقفت فأذنت الناس فالشيطان سيذهب فالناس ستهدأ.
” أدبر الشيطان وله ضراط ” وقيل لأن هذا أيضاً لأن كل إنسان يسمع المؤذّن يشهد له يوم القيامة أنه قد بلّغ هذا الأذان، فالشيطان لا يريد أن يبلّغ فلا يريد أن يسمع، فلئلا يسمع يشوّش – يعمل دوشة – فهو لا يسمع.
وبعد ذلك ” فإذا قضي التأذين أقبل ” رجع مرة أخرى، ” فإذا ثوّب بالصلاة ” الإقامة، ” أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطُر بين العبد وبين قلبه، فيقول له اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يبقى العبد لا يدري كم صلّى ” ، هو لا يدري شيئاً، هم ركعتين أم ثلاثة، سبّح أم لم يسبّح، هو لا يدرك شيء.
طيب النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول أن الشيطان سيرجع لماذا؟ قال ” حتى يُخطِر بين العبد وبين قلبه ” وفي رواية ” حتى يَخطُر بين العبد وبين قلبه ” فما معنى هذه وما معنى هذه؟
” يُخطِر ” ما معناها؟ يلقي الخطرات والوساوس هنا – في الصدر – فهذه الخطرات والوساوس تتحرك هكذا، فتشوش على البني آدم فلا يستطيع أن يركّز، فهو مشغول، يوجد هنا شواغل – في الصدر – وبالتالي هنا لا يوجد إدراك – في القلب – هذه ” يُخطِر “
طيب ” يَخطُر ” أي يفصل ويعبر ويمرّ، يمر من هنا – بين القلب وبين الصدر – يَخطُر بين العبد وبين قلبه، – هو رايح جي، رايح جي – ماذا يفعل؟ يلقي الخطرات، إذاً هو يتحرك هنا ” يخطُر بين العبد وبين قلبه، فيقول له اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يبقى العبد لا يدري كم صلّى ” ، قال – صلى الله عليه وسلم – ” إذا قام أحدكم من منامه فصلّى فليستنثر ثلاثا ” ً، والاستنثار هو إخراج الماء من الأنف، فالاستنشاق أن تدخل الماء إلى داخل الأنف، والاستنثار تخرج الماء من الداخل إلى الخارج، قال ” فإن الشيطان يبيت على خيشومه ” جالس على مدخل النفس، ويدخل بداخل الصدر.
إذاً هذا الكائن موجود يعمل أعمالاً يوجد هنا ويوجد هنا ويوجد هنا، الوسوسة كما قلنا أين تلقى؟ تلقى هنا – في الصدر – الوساوس تلقى هنا.
طيب نحن قلنا ماذا سنفعل مع هذا؟ إذاً الأشياء التي ستلقى هنا ستنتقل إلى هنا، فإذا لم يتمّ معالجتها وفلترتها هنا، ستنتقل إلى الباقي، إذاً أنا أحاول أن أدافع هنا – الصدر – فإذا لم أستطع أحاول أن أدفع هنا – القلب – أنقي هذا – القلب – فإذا لم يتمّ؟ فأثر هذا لابد أن ينضح على جوارح العبد.
وقلنا أن النفس محلّها هنا – الصدر – هذه النفس ماذا تمثّل؟ تمثّل محل الإرادة والميول للإنسان، إرادتك وميلك النفسي وتوجّهاتك إنما تحددها هذه النفس التي هي أيضاً شيء معنوي ونحن لا نملك تعريف حسّي لها.
طيب هذه النفس التي هي هنا – في الصدر – قلنا أنها كم أقسامها؟ أو هي على كم صورة؟ كما أخبر الله تبارك وتعالى، أمّارة بالسوء، ولوّامة، ومطمئنّة.
ما الفرق بين كل واحدة؟ قلنا أن هذه صور وطبائع مختلفة لشيء واحد، ربنا – سبحانه وتعالى – قال ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ كل هذا في إطار الإسلام، يوجد شخص كثير الظلم، ويوجد شخص متّزن؛ مقتصد؛ ويوجد شخص يكثر من التطوّعات والتقرّبات إلى الله، فكذلك طبائع النفس، داعية إلى السوء غالباً أو دائماً، مترددة بين بين، تميل إلى الصالحات وتحاول أن تفعلها، ثم تقع في السيئات بطبيعة الضعف النفسي الطبيعي، ثم تلوم نفسها وتندم وتريد أن تأوب وترجع، وبعد ذلك نفس مستقرّة في الطاعة والخير والحرص على مرضاة الله – تبارك وتعالى – تمام.
نحن الآن نريد أن نتكلم عن نقطتين، الأولى: تحالف النفس الأمّارة مع الشيطان، الأمر الثاني ضيق الصدر واتّساعه.
هذا الصدر ربنا – سبحانه وتعالى – وصفه بأنه يضيق ووصفه بأنه ينشرح، هذا الكلام قلناه قبل ذلك، فما الأشياء التي تجعله يتّسع وينشرح وما الأشياء التي تجعله يحرج ويضيق؟ وبالتالي ما أثر هذا الكلام على القلب؟ أي أن الصدر حينما يتّسع والقلب بداخله ما أثر هذا على القلب، فلما يضيق ويختنق، نحن نستخدم هذا التعبير حينما أكون متضايق أقول ” أنا صدري مقفول ” ، يعني الأمور التي يضيق بها تكاد تكون قد أطبقت عليه، وشخص يقول ” أنا حاسس إن في حاجة طابقة على صدري ” خلاص هو الآن مخنوق ومكتوم، هذا هو حقيقة ضيق الصدر، فمن أين يأتي؟ ما الأشياء التي تضيّق صدر الإنسان؟
إذاً فالأصل أنه يتنفّس هواء نقي، وألصل أنه به اتّساع أو قابل للاتّساع، فما الأشياء التي تضيّقه؟ الوساوس عندما تضغط هنا – على الصدر – الشواغل التي تشغل الإنسان، الحوائج التي طلبها أو يسعى إلى تحصيلها، المصائب التي تصيب الإنسان، الهموم والغموم والأحزان التي تعتري قلب الإنسان، فهذه الأشياء إذا تكاثرت، تغقله، فلما تغلقه؟ يشعر بالاختناق والقلب يضغط، فما الأشياء التي توسعه؟ إذا أردنا أن نوسعه، النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا يقول؟ في حديث ابن مسعود قال ” ما أصاب عبداً قط همٌّ ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وذهاب همي وجلاء حزني، إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانهم فرحاً، قيل: يا رسول الله أفلا نتعلّمهنّ، قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلّمهن ” ، فالآن النبي – صلى الله عليه وسلم – عمّ يتكلم؟ يتكلم عن الإنسان يصيبه هم هذا أين مكانه؟ هنا – الصدر – سينعكس بأثره أين هنا – القلب – ولكنه يقع أين بالأساس هنا – في الصدر – ولذلك المعالجة هنا – الصدر – مهمّة جدّاً لئلا يتعب هذا – القلب – لأن التعامل هنا – القلب – يكون أصعب من التعامل هنا – الصدر – ، المعالجة هنا – القلب – أصعب من المعالجة هنا – الصدر – ، فالمعاملة في الصدر وتوسعته أرفق بالقلب من إخراج الهموم أو الأحزان أو الدغل منه، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول.
هل يوجد إنسان يخلو من هذه الأشياء؟ النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول ” ما يصيب المسلم من همّ ولا غمّ ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة إلا كفّر الله – عز وجل – بها من خطاياه، لا يوجد إنسان بطبيعة الحياة، قال تعالى لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ وهذا من رحمة ربنا – سبحانه وتعالى – لماذا؟ لأمرين أساسيين جدّاً، الأول: فزع الإنسان ولجوئه إلى الله دائماً لإحساسه الدائم بأنه محتاج إلى ربنا – سبحانه وتعالى – في معالجة هذه الأمور هذا واحد.
الأمر الثاني: تعلّق قلب الإنسان بالجنّة والدار الآخرة، أنا لو كنت في الدنيا كل احتياجاتي المادية والنفسية أنا أجدها، فما الذي سيجعلني أطمح وأعلّق قلبي بالدار الآخرة، فأنا سعيد هنا ومرتاح، فنحن على هذه الحالة – الضيق المادي الدنيوي – ونحن هكذا – معرضين عن الله – ، فما بالك إذا لم نكن هكذا، فكيف يكون حالنا، فمن رحمة الله أن نظلّ هكذا، لكن المشكلة يوجد شخص يفزع إلى الله وشخص ربما يفزع لغير الله أو شخص يضيق به الأمر لدرجة أن يكون في حالة من الاحباط أو الاكتئاب ويكون على وشك الانتحار، فهي في النهاية السبل والطرائق التي يسلكها الإنسان، ربنا – سبحانه وتعالى – جعل أشياء لكي تقود الإنسان بفطرته إلى الله، لكي يمنّ عليه ربنا – سبحانه وتعالى – ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول هذه الستة أشياء حينما تصيب الإنسان ربنا – سبحانه وتعالى – يجعلها هكذا؟ لا ” إلا كفّر الله – عز وجل – بها من خطاياه ” فأنا لابد أن أستحضر هذا، من رحمة ربنا أنه لأ، فأنا ليس لازماً أن أقول أن هذا البلاء إنما جاء للحط من الخطيئات فأنا أحتسب عند ربنا، من رحمة الله أن هذا يحدث تلقائي، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – ذكر كم شيء؟ ستة
النصب: هو الكد والتعب؛ والمشقّة عموماً، والوصب: المرض، والأذى: أي تعامل سيّء من الناس، فهؤلاء ثلاثة، وثلاثة بالداخل حزن وهم وغم.
الحزن ما هو؟ الضيق النفسي بسبب حدث ماضي، شيء حدث فأنا حينما أتذكّرها أتضايق، أما الهم هي ظروف صعبة أنا أعيشها فضاغطه عليّ نفسيّاً، أما الهم: التوقّعات السيئة للغد، فأنا حزين من البارحة، ومضغوط اليوم وقلق من الغد، فأنا ماذا يجب عليّ أن أفعل؟ أول شيء أتذكّر أن ربنا – سبحانه وتعالى – يريد أن يوجّهني إليه، أتذكّر أن ربنا – سبحانه وتعالى – إنما يضع عني من خطيئاتي بهذه الأمور التي يقدّرها، إنما هي في الحقيقة رحمات أهداها الله إلى الإنسان في صورة شيء من العذابات أو شيء من الضيق، وتذكير الإنسان نفسه أنه لن يجد حقيقة الراحة والطمأنينة إلا حينما يمنّ الله – سبحانه وتعالى – عليه بالجنّة فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول أن الإنسان حينما يصيبه هم أو حزن ماذا يفعل؟ يتوجّه إلى الله فماذا يقول؟ ” اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ” تايخي طويل في العبودية والخضوع لله، أبعد ما أكون عن الكبر، الصفة الإبليسية ” ناصيتي بيدك ” أنا مسلّم نفسي لربنا – سبحانه وتعالى – كيفما يقضي ويقدّر ” ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ” عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك ” فأنا أستمطر رحمات ربنا من خلال أسماء الله وما تحويه من معاني العظمة والرحمة والبر والكرم، ” أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك ” وهذا هو الأصل العام، ” أو أنزلته في كتابك ” ربنا – سبحانه وتعالى – علّمنا إياه عبر القرآن ” أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ” فأنا أسأل ربنا – سبحانه وتعالى – يمنّ عليّ بمقتضى رحماته المضمّنة في أسمائه ما علمت منها أو لم أعلم، فهذا الاستئثار أنا لا أعلم عنه شيئاً، فأنا ماذا أسأل أو أطلب؟ أن ربنا – سبحانه وتعالى – يجعل القرآن يقوم بهذه الوظيفة.
إذاً ما الذي سيشرح الصدر، وما الذي يحي القلب، وما الذي سيذهب الحزن والهم؟ القرآن، ولذلك قلنا أن هذا الدعاء لا يعمل بدون قرآن، مثلما قلنا الإنسان يأخذ الدواء – يأخذ بالسبب – ويسأل ربنا – سبحانه وتعالى – باعتبار أن ربنا – سبحانه وتعالى – هو الطبيب وهو الشافي على الحقيقة أن يجعل هذا الدواء مؤثّراً، فأنا إذا دعيت ولم أتناول الدواء، فهذا يكون ليس له معنى، فأنا أدعو ربنا أن يجعل الدواء، الدواء سبباً للشفاء، فهذا أثر لتناول الدواء، فأنا أقول يا رب اجعل القرآن يقوم بوظيفته، فأنا أقول هذا الكلام بين يدي – قبل – قراءة سأقرأها.
” أن تجعل القرآن ربيع قلبي ” فالربيع ما معناه؟ الربيع: هو المطر الذي يحصل به الحياة، إذاً التعبير في القلب يتردد حول الحياة والموت، القلب يحيا، والصدر يستنير أو يظلم، ” أن تجعل القرآن ربيع القلب ” فما معنى ربيع القلب؟ المطر الذي سيحي القلب، اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ، ربيع القلب، وبعد ذلك
” نور الصدر ” إذاً هذا النور هو الذي سيجعل الصدر يتّسع أو ينشرح، ” وذهاب الهم ” لأن هذا الهم والتوقّع مستقبلي، أما الحزن فواقع، الحزن واقع والهم متوقّع، فيسأل ربه – تبارك وتعالى – أن يذهب الهم وأن يجعل القرآن جلاءاً للصدر من الحزن، فهذا موجود، فهو سيحكه فيزيله، لكن الهم لا يستقبله، يدفعه فلا يستقبله، النبي – صلى الله عليه وسلم – ذكر ثمانية أشياء، هذه هي الأشياء التي تغلق هذا، ” اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل، غلبة الدين، قهر الرجال ” ما هذه الأشياء التي تغلق الصدر هم هؤلاء الثمانية، النبي – صلى الله عليه وسلم – جعلهم كلهم في محل واحد، يستعيذ بربنا – سبحانه وتعالى – أن يجنّبه هذه الأمور التي يضيق بها هذا الصدر ” اللهم إني أعوذ بك من الهم ” نحن فهمنا معناه ” والحزن ” المستقبل والماضي، ” العجز ” عدم قدرة الإنسان على أن يفعل ما يريد أن يفعله من الخير أو من دفع الضر، ” والكسل ” الكسل: الإنسان عنده قدرة لكن ليس عنده إرادة، لا يوجد لديه الدافع النفسي، ليس لديه العزيمة والهمّة ” الجبن ” نفسه لا تطيعه على أن يحسن بنفسه ” والبخل ” نفسه لا تطيعه على أن يحسن بماله، وبعد ذلك ” غلبة الدين ” كثرته بحيث أن الإنسان لا يدري ماذا يفعل، انكسر بسبب كثرة الأعباء عليه وبالتالي أصابته الغلبة، أصبح لا يملك أمر نفسه، فهذه الأشياء لا يستطيع أن يتعامل معها، كلها تغلب عليه، فماذا يحدث؟ يضيق بها صدره، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يوجّهنا ماذا نفعل؟ نتوجّه إلى الله – سبحانه وتعالى – ” اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل، غلبة الدين، قهر الرجال “
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
طيب، الصدر لكي يتّسع وينشرح، ربنا – سبحانه وتعالى – ذكر هذا في القرآن ممتنّاً به على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال تعالى أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ النبي – صلى الله عليه وسلم – ربنا – سبحانه وتعالى – امتنّ عليه بالمنّة العظمى؛ النبوة والرسالة، فهو – صلى الله عليه وسلم – يستشعر ثقل هذه الأمانة والمسئولية هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: يضيق صدره بعدم الاستجابة من الناس لما آتاهم به من الخير قال تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ باخع: أي مهلك النفس من شدّة الحزن فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا مهلك نفسك أسفاً على آثارهم؛ تجري وراءهم، لاستدراك عدم الإيمان، فربنا – سبحانه وتعالى – يمتنّ على نبيّه – صلى الله عليه وسلم – فماذا يقول أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ فبماذا انشرح واتّسع؟ بالهداية، الإيمان، القرآن، المغفرة، وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ هذا الوزر أمران، ربما ذنوب الإنسان كان عملها فخائف من عاقبتها فربنا – سبحانه وتعالى – غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، الأمر الثاني: الوزر هو العبء والأمانة والمسئولية، أن ربنا – سبحانه وتعالى – قال إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ لكن هو قلبه لأنه مجبول على عظيم الرحمة، فهو حزين عليهم، لكن ليس هناك مسئولية، طالما هو بلّغ الذي أمره به ربنا فليس عليه تبعة إزاء عدم الاستجابة، غير النظام الذي نتّبعه في المبيعات، فلابد أن يكون هناك تارجيت – معدل – معيّن تأتي به، إذا لم تأتي به لن تأخذ العمولة أو ربما يوجّه إليك خطاب إنذار مرّة واثنان وثلاثة، فإذا كانت الناس لا تريد أن تشتري، فأنا مطالب بماذا، أن أحسن تسويق وعرض المنتج الذي من المفترض أن أعرضه، وهذا هو الذي يضطرنا أن نتّبع وسائل نعتبرها غير قانونية أو غير شريفة أو غير شرعية في تسويق المنتجات، ” أعطي الرجل نسبة، أبعت واحد لفين أجيب له كذا ” لأنني مطالب الآن أن أأتي بالترجت.
عند ربنا – سبحانه وتعالى – هذا الكلام غير موجود، هو مهمّته يؤدّيها عبر ماذا؟ أنه قال بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ بس وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ هذا ثقيل أم خفيف الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وهذا فقط؟ لا وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ وبعد ذلك، يوجد حالة من الضيق، هي موجودة، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فماذا يفعل؟ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قم بين يدي ربك فتعبّد، وارغب إليه في أن يشرح صدرك، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ
قال تعالى فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ إذاً أي إنسان يتعرض صدره للضيق بس هناك فرق بين أمرين، الفرق بين المؤمن وغيره، ما الأشياء التي يضيق بها صدر المؤمن، يوجد أشياء مشتركة، الهموم الدنيوية والمشاغل والمصائب هذه أشياء مشتركة بين البني آدمين، بس المؤمنين عندهم وسائل علاجها، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ هناك أشياء تحدث، هذا أثر نعمة الإيمان، كلنا يصيبنا الهموم والغموم والشواغل والضوائق والأشياء التي تثقل الظهر، لكن المؤمن عنده مخرج وغير المؤمن ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ – أيضاً – مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ كلنا عندنا هذا، هذا هو الجزء المشترك، لكن المؤمنين، المؤمنين لهم ترجمات ولهم توجّهات وهناك أشياء أخرى أن المؤمن ينشرح صدره بالإيمان وبإقبال الناس على الإيمان ويضيق صدره بعكس هذا، وأما غير المؤمن بالعكس قال تعالى إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ولذلك ربنا يقول وهذا أمر غاية في الصعوبة وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ على فكرة تعبير قوي جدّاً، تعبير قوي جدّاً، شخص يتكلم عن ربنا، الأمر الذي هو فطرة في الإنسان، من كثرة أنهم ملؤوا قلوبهم وضيّقوها بهذا الشرك، يشمئز، اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ هنا ربنا يتكلم عن ربنا، على فكرة هذه، عن ربنا، الذي هو الإنسان بفطرته بفطرته يتوجّه إلى الله، بفطرته يبحث عن الله، كيف يحدث الإنسان في نفسه من آثار الضلال وتضييق الصدر بحيث أن يصل إلى مرحلة لا يطيق أن يسمع اسم ربنا، لا يطيق أن يتجاوب مع ذكر الله، هذا لا يصدّ، ليس جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ هذا يشمئز، وهذا سيأتي معنا، لأن هذا صفة من صفات القلب، نحن من المفترض سنتكلم عنها إن شاء الله من خلال القرآن، وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ عن ربنا – سبحانه وتعالى – أو بما يجابهونه به من التكذيب، فماذا يفعل؟ هذا هو الحدث، فما العلاج وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَما الأجل؟ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي أن هذا سيستمرّ معه إلى أن يلقى الله – تبارك وتعالى – وحينئذٍ يستشعر الروح والراحة، طالما هو في دار الدنيا ستظلّ هذه الأشياء موجودة، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ هو سيستطيع أن يتكلم معهم، أنا سيضيق صدري بتكذيبهم، وسأختنق، سأختنق أي سيغلق صدري فلن أستطيع أن أتكلم، سيخرج الكلام ويوجد ما يغلقه، فهارون سيستطيع أن يتصرّف وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى قَالَ رَبِّ أول كلمة قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي أول ما قاله سيدنا موسى، أول طلب لكي يعينه ربنا – سبحانه وتعالى – على ما أمره به قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي لماذا كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا هذه هي الغاية في النهاية وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى
إذاً الذي نريد أن نقوله أن هناك علاقة مباشرة ما بين هنا وهنا – الصدر والقلب – وعلاقة مباشرة ما بين هنا – القلب – وما بين الباقي هذا كله – أعضاء الإنسان – .
البداية من هنا – الصدر – كلما كان هذا بفضل الله أكثر إنشراحاً، كلما كان هذا – القلب – أكثر طمأنينة كلما كانت الجوارح أكثر استقامة وأكثر سكينة، هذا – الصدر – ما الذي يشرحه وما الذي يضيّقه، وكيف نتعامل معه، ولابد أن ندرك أن هنا – الصدر – لابد أن يكون هناك أسباب للضوائق فكيف يتعامل معها المؤمن، وكيف يحذر من وساوس الشيطان.
النقطة الثانية: التي سنرجئها إلى الجمعة القادمة إن شاء الله، الكلام عن النفس الأمّارة بالسوء حينما تقع في إطار التحالف مع الشيطان وتكون عدوّة للإنسان وعدوّة لهذا القلب، كيف نتعامل مع هذا وكيف نتعامل نعالجه، وهذا هو الذي عنونّا به الخطبة لكنّا لم نتكلم عنه.
فاليوم بماذا نريد أن نخرج؟ أن أعظم نعم ربنا على الإنسان أن يشرح صدره، فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ فهل ربنا هو الذي يضيّق صدره؟ لا هو فتح المساحة كلها عياذاً بالله لكل ما يسخط الله، فعندما فتح المساحة لم يبقى شيء، فهو يزيد من مساحة الكفر والضلال والغواية في صدره ويزيدها ويزيدها إلى أن تملأ الصدر، فعندما يأتي الإيمان لينفذ، فمن أين سينفذ؟ فلا يوجد مساحة له، ولذلك ما المطلوب من الإنسان؟ أن يضيّق مساحة الكفر والضلال، لكي يوسّع لهذا – الإيمان والهداية – لكي يدخل الصدر.
فهذا هو الصدر وهنا يوجد جدار في المنتصف، وهذه هي الأشياء التي ترضي ربنا – سبحانه وتعالى – وهذه هي الأشياء التي تسخطه، فأنا أين أوسّع وأين أضيّق، فأنا أحاول أن أضيق وأضغط هنا أم هنا، المؤمن يضغط هنا ليزيد صدره انشراحاً، وغير المؤمن وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا وبعد ذلك فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ما الذي جعله يفعل هذا، كل شيء معلل في القرآن، لا يوجد شيء يسسير هكذا، كل شيء معلل وكل شيء معروف له أسبابه ومن أين يأتي وكيف يعالج.
وآخر شيء نريد أن نذكّر به الدعاء الذي علّمنا إياه النبي – صلى الله عليه وسلم – أن ربنا – سبحانه وتعالى – يجعل القرآن هو المحيّ للقلب المنير للصدر، المذهب للهمّ، وهو الجلاء للأحزان.
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، ونور صدورنا، ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن عضال الداء، ومن خيبة الرجاء.
اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم