إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ،،،
كان حديثنا في الجمعة الماضية عن ضحك الرب تبارك وتعالى تلك الصفة العظيمة التي تورث القلب محبة الله عز وجل والطمع في فضله ورحمته ورجائه وبره تبارك وتعالى.
واليوم في حديث الضحك، لكنه ضحك آخر، الضحك الذي يسخر به الإنسان من حاله ومن واقعه، الضحك الذي يمر به الإنسان المرارة التي تصطبغ بها حياته وعنوانها، وشر البلية ما يضحك.
قال أبو الطيب:
وكم ذا بمصر من المضحكات … ولكنه ضحكٌ كالبكى
أمور مضحكة لكنها في الحقيقة تستجلب أو تستحق أن تستجلب الحزن والهموم، يقول:
بها نبطيٌ من أهل السواد … يدرس أنساب أهل الفلا
أهل الفلا: اللي هما أهل الجبلين، أهل الجزيرة، العرب الأقحاح ذوي الأصول العربية العميقة الجذور. شخصٌ يدرس أنساب العرب، من أين أتى هذا الشخص؟ أو إلاما ينتمي؟ هو نبطيٌ أي: أعجميٌ ليس له أي أصول عربية، من أهل السواد أي:من ريف فارس، هذا الرجل العجمي من ريف فارس ما أدراه بأنساب هؤلاء العرب.
فهو يريد أن يشير أو ينبه إلى توسيد الأمر إلى غير أهله، الناس اللي بيوكل إليهم العلم أو التعليم أو التوجيه ربما لم يكونوا أهلاً لهذا الذي تبوءوه من المكانة أو المنزلة.
ثمّ يقول:
وأسود مشفره سم
مشفره :شفايفه يعني، الشفايف البعيدة، احنا بنسميها شلاضيم. وأسود: ده اللي هو كافور الحاكم حينئذٍ، طبعاً بقطع النظر عن كونه هو، طبعاً ده شاعر، الشاعر بيبالغ في المدح وبيبالغ في الذم، لأن القضية بالنسبة له، هي قضية مصالح، وقضية فلوس، يقول:
وأسود مشفره نصفه … يقال له أنت بدر الدجى
ثم يقولمعتذراً عن نفسه، لأن هو طبعاً هو أول ما جه مصر قعد يمدح في الحاكم ليستجلب منه مالاً، فالراجل ما ادالوش فلوس، ما ادالوش فلوس ومش سايبه يمشي، بحيث طالما هو قاعد، يبقى الناس تقول: الراجل ده كريم جداً حتى إن المتنبي ترك كل الملوك وراءه، وأعد بقا عشان الراجل ده بيغدق عليه.
هوه مبيدلوش فلوس ومش عايزه يمشي عشان خاطر يستفيد منه إعلامياً.
فهو بقا، بيعتذر عن الشعر ده يقول:
وشعرٌ مدحت به الكركدن
الكركدن ده: اللي هو الخرتيت
بين القريض وبين الرقى.
هو شوية شعر وشوية رقى، رقى: أنت بتقرأ على واحد عشان عليه عفريت، عشان تأمن شره يعني، يعني هو بيمدحه عشان يخلص منه، يقول
وما كان هذا مدحاً له … ولكنه كان هجو الورا
يعني ده أنا مكنتش بمدحه، أنا كنت بشتم كل الناس اللي حوجوني الحوجة المهببة ديه، إن أنا أمدح هذا الرجل، المهم الشاهد قوله:
وكم ذا بمصر من المضحكات … لكنه ضحكٌ كالبكى
بعد تسع ميت سنة أو أكتر، يهجي حافظ إبراهيم من حوالي ميت سنة تقريباً، ويلتقط نفس العبارات ويستشهد بهذا البيت من الشعر ليبين أن هذا أصلاً ثابتاً مستقراً في حالة المسلمين، الملهاة من قلب المأساة، وشر البلية ما يضحك، قال أبيات طويلة، فمثلاً من جملة الحاجات اللي هو قالها، يقول مخاطباً مصر:
أيعجبني منك يوماً الوفاق سقوط الجماد ولعب الصبي.
الوفاق: مابين بريطانيا وفرنسا، هما بيتنازعوا على المستعمرات، فاتفقوا فرنسا تسيب بريطانيا تعمل اللي هي عايزاه في مصر، وبريطانيا في المقابل تسيب فرنسا تعمل اللي هي عايزاه في مراكش في المغرب براحتها خالص.
طيب إحنا إيه رد فعلنا: مفيش حاجة، قرارات دولية خطيرة تتعلق بمصائر أمم وشعوب، واحنا عادي، يقول:
وكم غضب الناس من قبلنا … لسب الحقوق ولم نغضب
عادي مفيش حاجة، ثم يقول:
أفي الأسبكية مثوى البنين … وبين المساجد مثوى الأب
تناقض كبير جداً في الوضع التربوي في المجتمع، الآباء في المساجد وفي الاجتهاد والعبادة، طب وأولادهم؟ الأسبكية اللي هي من ميت سنة، اللي هي المفروض دلوقتي مثلاً إيه، الناس بتروح فين كارفور مثلاً؟ مش عارف. احنا بقا عندنا تمن تلاف أسبكية، هما كان عندهم أسبكية واحدة بس.
هو عايز يقول إن في تناقض كبير، إن الآباء في طريق العبادة ولكنهم، يتركون أبنائهم حبلهم على غاربه، ومفيش أي مشكلة، ومفيش أي غضاضة، ومفيش أي احساس بإن فيه مشكلة، أو إن فيه مسؤولية.
أفي الأسبكية مثوى البنين … وبين المساجد مثوى الأب
وكم ذا بمصر من المضحكات … كما قال فيها أبو الطيب
أمور تمرُ وعيشٌ يُمر … ونحن من اللهو في ملعب
بيقول: حجات كتير بتمر، وحياة مرة الناس بتعشها، ونحن مع ذلك ” ونحن من اللهو في ملعب “
وشعبٌ ، ده كلام حافظ إبراهيم .
وشعبٌ يفر من الصالحات … فرار السليم من الأجرب
ناس أصلاً بتهرب من الخير، أو من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى أو من الفرار إلى فضله أو إلى نعمته أو إلى حماه، أو إلى رحمته، كما يفر الإنسان السليم من الأجرب
وصحفٌ تطنُّ طنين الذباب … وأخرى تشنُّ على الأقرب
الذباب لا يقع إلا على الدنس والقذر. زمان من ميت سنة مكنش فيه إلا الصحف بس، دلوقتي وسائل الإعلام، أكثر تأثيراً وأعظم انتشاراً بكتير من الصحف، لكن هو نفس المسلك.
وصحفٌ تطنُّ طنين الذباب … وأخرى تشنُّ على الأقرب
وهذا يلوذ بقصر الأمير … ويدعو إلى ظله الأرحب
اللي هو الخديوي
وهذا يلوذ بقصر السفير
المعتمد البريطاني
ويطمن في مرقه الأعذب
وهذا يصيح مع الصائحين … على غير قصدٍ ولا مأرب
ناس لقاهم في الشارع، نزل واحد وقف معاهم، ناس بتهلل أهو بيهلل معاهم، طب أنت عاوز إيه، معرفش، ده الكلام ده من ميت سنة.
وهذا يصيح مع الصائحين … على غير قصدٍ ولا مأرب
إيه المطلوب بالظبط، المهم كلام كتير، نخش في الموضوع …
حديث في صحيح مسلم يبيّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة هذه الحياة فيقول صلى الله عليه وسلم :إن الله علمني، أو إن الله أمرني، أن أعلمك ما جهلتم مما علمني يومي هذا – بدأ كلامه صلى الله عليه وسلم بأمر إلهي خوطب به، يقول :إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مالٍ نحلته عبدً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي مالم أنزل به سلطان.
يقول صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، قال الله تبارك وتعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يخبر سبحانه وتعالى أنه أخرج الناس إلى هذه الدنيا ولا علم لديهم، لكنه سبحانه وتعالى لمنه وفضله ورحمته، آتاهم أدوات ووسائل هذا العلم ، السمع والأبصار والأفئدة، السمع الذي تتلقى به معلومات، البصر الذي تلاحظ به وتجرب فتستنتج، ثم الأفئدة التي تترجم هذه المسموعات وهذه المرئيات إلى علومٍ تستفيد بها، طيب
السمع والأبصار والأقئدة ديه، ربنا ألهلنا ليه؟ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، نوظف هذا فيما يرضي ربنا تبارك وتعالى، فمن رحمته سبحانه أن آتانا أدوات هذا العلم وأنزل علينا ما نحتاج إلى علمه وإلى معرفته، ولذلك كان من أعظم منن الله سبحانه وتعالى على العباد أن أرسل إليهم رسلاً وأنزل عليهم كتباً.
إن الله امرني – كان أمراً والزاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم بالأمانة التي أأتمنه الله عز وجل عليها، ” إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا “.
قال: كل مالٍ نحلته عبدً حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، هذا هو الذي فطر الله عز وجل عليه الإنسان، أنه مقبلٌ على الله تبارك وتعالى معظمٌ لله تبارك وتعالى موحداً له، حنيفاً أي مائلاً عن الشرك إلى التوحيد، مائلاً عن الباطل إلى الحق، حائدً عن الظلم إلى النور.
وهذا فضله تبارك وتعالى ومنته ورحمته، إن الإنسان يسكن للحق، ولا يسكن للباطل، حتى يسهل عليه اتباع الحق، والحيدة عن الباطل، فالله سبحانه وتعالى حينما امتحن الناس بهذا الامتحان في هذه الحياة الدنيا جعلهم مفطورين على طريق الجنة لا على طريق النار.
خلقهم جميعاً حنفاء سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم :كل مولود يولد على الفطرة، هذا أولاً، ثمّ وهب لهم خيرات هذه الحياة وأحلها لهم.
كل مالٍ نحلته عبدً حلال، فإذن الله سبحانه وتعالى فطر الناس على الإيمان وأعطاهم هذا الحلال الطيب لكي يستمتعوا به ويوظفوه فيما خلقهم الله عز وجل من أجله.
ثمّ، ” وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ” يبقى أين بداية الإنحراف، حينما تظهر الشياطين. فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي مالم أنزل به سلطانا، طيب.
الشياطين حينما أتت لهؤلاء الناس، ذوي الفطرة السليمة وذوي الحياة الطيبة التي أحل الله عز وجل لهم فيها كل شيء، قال تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
اجتالتهم:أي ازاحتهم وأبعدتهم عن دينهم، ” وحرمت عليهم ما أحللت لهم “، إذن حينما ظهرت الشياطين، ظهر الحرام، إذا لم يظهر الناس الخمر لم تشرب ولم يأتي هذا الشر والفساد، إذا لم ينشئ الناس التعامل بالربا لم يظهر ولبقيت الأمور على جادة الصواب، إذا لم يسرق السارق، لم تكن ثَمّ سرقة، لذلك قال صلى الله عليه وسلم ” إنه لا تُقتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ منها لأنه أول من سنّ القتل “، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ قبل أن يقتل هذا القاتل هل كان ثَمّ هذه الجريمة على وجه هذه الأرض :لم تكن.
ولذلك كلما قُتل مقتولٌ ظلماً، أخذ هذا القاتل الأول الذي سنّ هذه السنة الشيطانية السيئة أخذ نصيباً وكفلاً من هذا الوزر ومن هذا الأثم.
فظهرت الشياطين، فظهر الحرام، ” وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطان ” طيب، ظهرت الشياطين وظهر الحرام فولغ بعض الناس فيه، ثم يستشري الحرام في الأرض، ثم يقنن الحرام، فيتحول إلى حلال وحينئذٍ يأتي الشرك، طالما بقي الحرام حراماً، إذن بقي الرب تبارك وتعالى معظماً، وبقيت كلمات الله عز وجل وأوامره هي السائدة، ثم حينما يلغ الناس في المنكرات، يحولون هذه المنكرات إلى مباحاتٍ وإلى حلال، لأنهم لن يطيقون على مر العصور وكر الدهور أن يبقوا على فعل الحرام وهم يقرون ويعترفون أنه حرام.
فإذن أظهرت الشياطين الحرام أولاً، ثم أظهرت الشرك ثانياً، ثم تأتي البلية والمصيبة وإن الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض – وهم على هذه الحالة – فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب.
كيف يكون حالنا حينما ينظر الرب تبارك وتعالى إلينا نظرة المقت والسخط والغضب.
هل يرتجي الناس من خير وربهم تبارك وتعالى ينظر إليهم في علياءه نظرة السخط والغضب والمقت.
لكنه تبارك وتعالى كريمٌ رحيم: أنزل كتاباً وأرسل رسولاً لكي نستخرج هؤلاء من السخط والغضب والمقت إلى الرحمة والرضوان من استجاب منهم، فقال تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم قال: ” إنما بعثتك لابتليك وابتلي بك “، فهو صلى الله عليه وسلم مبعوث رب العالمين، بعثتك لأبتليك وابتلي بك هو اختبارٌ وابتلاء وامتحان للرسول أولاً صلى الله عليه وسلم وللناس ثانياً، قال : لابتليك – أولاً – وابتلي بك. ابتليك: هل تقوم بحق الله الذي أوجب عليك، هل تؤدي رسالة الله تبارك وتعالى كما أمر، أم تتخاذل عن هذه الأمانة، ” إنما بعثتك لابتليك ” أولاً: فإذا أديت رسالتك، بلغت ما أمرك الله عز وجل به يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فإذا فعلت ما أمرت به، ابتلي بك الناس أيطيعون أم يعصون.
” وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرؤه نائماً ويقظان “، أنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، هو باقٍ محفور محفوظ في صدور المؤمنين، لأن الحبر بيتغسل بالميه إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
” لا يغسله الماء ” لا يقبل الإضاعة ولا التبديل ولا التحريف، وهذه من نعمة الله، لكي تبقى حجة الله عز وجل على باقية، لابد أن يبقى بين ظهرانيهم كتاب الله تبارك وتعالى ” وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء ” أي محفوظٌ محفورٌ في صدور المؤمنين بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَولذلك كانت كتب أهل الكتاب تقبل التحريف والتبديل، لماذا؟ لأنها لا تحفظ، فيمكن أن يحذف منها ويضاق إليها، أما هذا الكتاب الذي حفظه المؤمنون في صدورهم فإنه لا يملك أحداً كائناً من كان أن يزيد فيه أو ينقص منه لأنه سوف يدرك تحريفه وتبديله.
” تقرؤه نائماً ويقظان ” قدم حال النوم على حال اليقظة، الإنسان يقرأ وهو صاحي، لكنه سبحانه وتعالى يريد أن يبيّن أن هذا الكتاب يشمل حياة الإنسان كلها، يعايشه الإنسان في كل لحظات حياته حتى في حال نومه، وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍمَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ، وهذه هي النعمة العظمى.
” لا يغسله الماء تقرؤه نائماً ويقظان ” ثم قال إن الله أمرني أن أحرق قريشاً – طب ليه قريش؟ ليه قريش دون عن سائر الناس؟، لأنهم في هذا الزمان كانوا رؤوس الفتنة والضلال، هم الذين يصدون الناس عن دينهم، لذلك حينما دخلت قريش في دين الله، قال الله تبارك وتعالى وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا بقي الناس ينتظرون بإسلامهم، ماذا تصنع قريش؟
” إن الله أمرني أن أحرق قريشاً أزيل رؤوس الضلال الذين يصدون الناس عن الحق، قلت: ربي إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزاً “، هو ضعيف وهم أقوياء، ليس له سندٌ من أسناد الأرض وهم أهل قوةٍ وأهل شكيمةٍ، هو ضعيفٌ مستضعف
يثلغوا رأسي:أي يكسروه، فيدعوه خبزاً: دماغة تتطرتش بره.
فقال الله تبارك وتعالى ” استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وانفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسةً مثله، وقاتل من أطاعك من عصاك “
هاهنا يطمئن ربنا تبارك وتعالى رسوله ونبيه الذي أرسل، هو يأمره أن يعزم عزيمة الحق، يأمره أن يسلك مسلك السداد، يأمره أن يلتزم أمر الله تبارك وتعالى لكنه صلى الله عليه وسلم وهو من هو، هو بشرٌ من البشر، يخشى الكيد ويخشى البطش، ويخشى الجبروت، فهو يخاطب ربه تبارك وتعالى أن هؤلاء سوف يقتلونه إن هو مضى على هذا السبيل، وهذا هو محل القدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بشرٌ من البشر، لكي يكون قدوةً كاملةً تامة لمن وراءه من عباد الله المؤمنين.
فيأتيه المدد من الله تبارك وتعالى، امض على أمر الله تبارك وتعالى الذي أمرك به ولا تبالي، قال ” استخرجهم كما استخرجوك ” وفي رواية ” كما أخرجوك، واغزهم نغزك – نمدك بكل ما تحتاجه من أسباب النصر والتأييد والمدد – وأنفق – من وقتك ومن جهدك ومما آتاك الله، لا تدخر جهداً في نصرة الحق الذي أمرك الله عز وجل به، فإذا انفقت فسننفق عليك
إذن قال له، اغزهم، يبقى الفعل منه أولاً، فإذا فعل أتاه المدد، فإذا لم يفعل مش هيجي المدد من فوق، انفق :ده الأول، فإذا أنفقت، ننفق عليك، طب فإذا لم ينفق ، يمنع عن نفسه مدد الله تبارك وتعالى طيب
وابعث جيشا – ده واحد، طب الجيش ده منين، ده بش – وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله – خمس أضعاف، طيب الخمس أضعاف دول بشر؟، بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مش البشر بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَبس دول هينزلوا امته؟ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا ده واحد وَتَتَّقُوا اتنين وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا – تلاتةالصبر، التقوى، وإن هو في طريق حق مش طريق باطل، والتالتة: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يعني تنزل الملمة فعلاً، الملايكة هتنزل امته؟، هتنزل حين الحاجة، مش مدخرين هما في الخزنة لأ، هينزلوا حين الحاجة، وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ
ثم قال ” وقاتل بمن أطاعك من عصاك ” طب..، دول عددهم كام، ودول عددهم كام، أمره سبحانه وتعالى أن يجيش معه أهل الحق، طب افرض هما ألييلين، افرض أهل الباطل كتير، هيه ملهاش علاقة بالعدد، من، و من، دول كام ودول كام وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍطب ده مقدار ممكن يكون مكافئ، ولا مش مكافئ، مماثل ولا مش مماثل، احنا ملناش دعوه، احنا أمرنا إن احنا نلتزم منهاج معين، نلتزم أمر إلهي معين ووعدنا إذا التزامنا ده إن ربنا سبحانه وتعالى يعطينا المدد، طب إذا ما التزمناش بده، مش هناخد مدد، وإذا كنا احنا لو بنمثل حق مكافئين لأهل الباطل، ما قيمة المدد، ما قيمة الاعتماد على الله تبارك وتعالى
” وقاتل بمن أطاعك من عصاك ” ثم قال صلى الله عليه وسلم ” وأهل الجنة ثلاثة “
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين.
إذن، فقد رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى الطريق الذي يسلك لإقامة حقٍّ واقرار صدقٍ وإزهاق باطل، فإذا فعلنا ما أمرنا به، حينئذٍ يأتينا المجتمع المؤمن الصالح.
ولذلك عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات قال ” وأهل الجنة ثلاثة ” ايه صفة المجتمع المؤمن الصالح، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة ثلاثة، يشير صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه هي الجنة، أن هناك في الدنيا جنة تورث وتقود إلى جنة الآخرة، وأيضاً أن هناك في الدنيا ناراً تورث نار الآخرة ولذلك قال الله تبارك وتعالى إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ده في الدنيا والآخرة، منغمسين في النعيم، والتانيين منغمسين في الجحيم عياذاً بالله.
” أهل الجنة ثلاثة ” مين هما؟ :ذو سلطانٍ مقسط متصدق موّفق، – ده واحد – ، و رجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم – ده اتنين – ، وعفيفٌ متعفف ذو عيال – تلاتة –
المجتمع اللي بينشئه الإسلام فيه تلت أشخاص، ذو سلطان، الحاكم، صفته ايه؟، ذو سلطان مقسط، أول حاجة العدل، متصدق: البر والاحسان، موّفق: وده أهم من الاتنين، بيأتيه العون والمدد والتاييد والتسديد من الله تبارك وتعالى لحسن قصده ونيته. مقسط، متصدق، موفق، طيب ده الحاكم، والرعية، الرعية: اتنين.
واحد عنده سعة وعنده انعام واحسان من الله ، ده ايه صفته؟ رحيم، رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، للقريب والبعيد، فهو بيتعامل مع الناس بالرحمة والبر والاحسان والتصدق وسد الحوائج، ، طب ده اللي معاه، طب واللي معهوش، التالت
عفيفٌ متعفف، وعنده عيال، هو عنده أعباء على فكرة مش معندوش، ، عفيف عن الحرام ومتعفف عن سؤال الناس، مع إنه ذو عيال.
يبقى ده الرحيم، بيحاول يدي ويبحث، والتاني بيقول له :لأ أنا مش عايز، أنا الحمد لله مبسوط أنا كده، مرضية، الدنيا طيبة معايا. وفوق منهم ذو سلطان مقسط متصدق.
يبقى إذن ” وقاتل من أطاعك من عصاك ” هتودينا فين، لده، طب إذا معملناش ده، أو إذا اتخلينا عن ده.
” وأهل النار خمسة ” أكتر بقا من التانيين، احنا مش عايزين المجتمع ده، هناخد المجتمع التاني، المجتمع التاني فيه مين؟
الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعاً لايبغون أهلاً ولا مالاً، – ده واحد – والخائن الذي لا يخفى له طمعٌ وإن دقّ إلا خانه – الخيانة – ، ورجلٌ لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، المخادع: ده التالت، وذكر البخل والكذب، بخيلٌ كذاب: ده الرابع، والشنظير الفحّاش، سيء الخلق فاحش اللسان.
إحنا لو مش عايزين ده، هناخد المجتمع التاني، المجتمع التاني شكله ايه، هما دول بقا قوام المجتمع التاني، أول واحد: الناس اللي هما ملهمش لازمة في الحياة، ” لازبر لهم ” لا عقل يحجزه وينهاه أو يدفعه للخير، مفيش حاجة خالص، هو عايش الحياة كده سبهلله، كما قال سيدنا عمر: ” إني أكره أن أرى أحدكم سبهلله، لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة ” مفيش أي طموح، مش عايش لحاجة.
” لا يبغون أهلاً ولامالاً ” حتى على فكرة الحجات الدنيوية، هو بيقضي اليوم كده بالعرض وخلاص، ملوش أي لازمة، تبع، لا فكر ولا عقل ولا رؤية ولا منطق وللأسف ما أكثر هؤلاء، ودول ذكرهم الأول لأن دول الأرضية بتاعت المجتمع، دول كتير، متلئحين في كل حته، ده أول حاجة، ، طب والتاني:
” الخائن الذي لايخفى له طمع ” مفيش حاجة من أسباب الطمع تخفى عليه وإن دقّ، يعني حياته بيعمل ايه، بيتتبع ايه اللي في جيوب الناس عشان يخروا وياخد اللي في جيوبهم، بس هي الحياة كده، يدور على الفريسة وبعد كده يصطاد الفريسة، يخلص عليها يخش على التانية، يبقى هؤلاء الفارغين ثم هؤلاء الخائنين، وبعدين
” ورجلٌ لا يصبح ولا يمسي ” ديه شغلنته ” ورجلٌ لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ” انتهاك الحرمات في الأموال والاعراض، على طول ليل ونهار ” لا يصبح ولا يمسي “، و” البخل مع الكذب “، والأخلاق السيئة والفحش في القول، وفي نهاية الحديث ” وإن الله قد أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد “.
إذن النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا بيّن لنا الحياة، خط الحياة كله، كيف خلق الله عز وجل الخلق مؤمنين موحدين على الفطرة، كيف ظهرت الشياطين وأظهرت الحرام وأظهرت الشرك، وكيف أرسل الله تبارك وتعالى رسوله لكي يرد الناس إلى الحق وإلى الجادة وإلى الحياة الطيبة وكيف أن هذه الحياة الطيبة لن تعود إلا بأن يحمل هذا الرسول ومن اتبعه هذه الأمانة.
طيب هيواجههم قريش هيعمل ايه، لابد إن هو يسلك معهم المسلك الذي أمره الله عز وجل به ولكنه إذا فعل فإن الله سبحانه وتعالى سوف يمده وسوف يؤيده، ولابد إذا أراد أن يمضي شخصٌ حقاً أن يجيش وأن يحشد أهل الحق، ” وقاتل بمن أطاعك من عصاك ” طب إذا لم يحتشد أهل الحق، لن يقوم حقّ، هو لابد يكون في سبيل
الحجاج بن يوسف الثقفي، قامت عليه حرب لكي تزيحه وتزيح بطشه وظلمه وفشلت بعد فترة طويلة، قام بها أحد قواده، اسمه عبدالرحمن بن الأشعث، وانضم له من العلماء والقراء في الكوفة وفي البصرة.
فلما انتهت الحرب وانتصر الحجاج، بدأ ينتقم من هؤلاء الذين حاولوا أن يزيحوه وكان من جملة هؤلاء ” الشعبي ” إمام التابعين، فأوتي به إلى الحجاج، فالحجاج سأله عن الخروج اللي خرجهن فقال له جملة غاية في الحكمة قال: ” أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء “
هي حاجة من اتنين، الواحد عشان ينتصر أو عشان يقيم أي حاجة أياً كنات لازم يكون هو حاجة من اتنين.
بررة أتقياء: يعني ناس أصلاً يتلتزم منهاج الله فعلا فربنا معاهم بينصرهم، طب لو مكانوش كده، هما فجرة، يبئوا أقوياء، عندهم بقا أسباب القوة وأسباب العقل والحكمة والكيد والمكر عشان يعرف يسيطر، مفيش حاجة تالتة، احنا منظرنا كده ملوش معنى، لا يمين ولا شمال، محنا حاجة من اتنين، يا ناخد الصف ده، نبئه بررة أتقياء” وقاتل من أطاعك من عصاك ” نبئه كده
يا إما مش كده، فجرة أقوياء، غير كده بقا، ديه الرئص على السلم لا كده نفع ولا كده نفع، هي ديه المشكلة احنا معندناش رؤية، ولا صورة واضحة، احنا عايزين نبئه ايه؟، احنا يا نبئه بررة أتقياء، يا نبئه فجرة أقوياء، نختار واحدة من اتنين، لكن المنظر ده مش مفهوم.
فإذا كانت بررة أتقياء، فسكتها زي ما النبي صلى الله عليه وسلم بيّن وزي ما ربنا أمر، ” واستخرجهم كما أخرجوك واغزهم نغزك، انفق سننفق عليك، ابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، قاتل بمن أطاعك من عصاك ” حينئذٍ يأتي هذا المجتمع الطيب الصالح، لو احنا عاوزين نعيش حياة طيبة، إن ما كنش.
هيبقى بقا النموذج التاني بتاع الشعبي، هنبئه فجرة أقوياء، ماشي هتبئه مفهومه، لكن لا كده ولا كده، طيب، احنا بقا كناس أعدين كده في الجامع مش عارفين نعمل ايه في الحياة، احنا حاجة من اتنين، يا إما هنلاقي جيش كويس ناس فعلاً عندها صدق، يبقى احنا المفروض هنخش في ” قاتل بمن أطاعك من عصاك ” لأن ده أمر، طب مش عارفين نعمل كده، يبقى على الأقل في ظل هذه الأوضاع نستعصم بالله، وثقّ إن انته لو استعصمت بالله فإن ربنا سبحانه وتعالى لن يعطيك إلا خيرا.
احنا ذكرنا قبل كده حديث إن واحد كان ماشي في الصحرا، في الصحرا، فلائه سحاب ماشي، وسمع صوت في السحاب أن اسقي حديقة فلان، فالسحاب كله اتلم، وصب نفسه في مجرى الميه.
احنا عندنا ديه أرض، فيها ناس كتير، قطع أرض جنب بعضها كده، المطر كله نزل عند واحد بس دون عن بقية الخلايق اللي في المنطقة ديه كلها، فالراجل وصل لحد المكان اللي فيه الميه نزلت، فلائه واحد معاه فاس وبيحول الميه، بيجبها يمين وشمال عشان يسقي، فقال: ” يا عبد الله ما اسمك ” انته اسمك ايه، ” قال فلان للاسم الذي سمعه في السحابة ” هو سمع في السحاب اسقي حديقة فلان بعينه، قال له انته مين، قال له أنا فلان، الاسم اللي هو سمعه، قال له طيب أنا سمعت الصوت كذا، انته بتعمل ايه، قال له: والله الناتج بتاع الأرض ديه بقسمه تلت أقسام: قسم بعيد استثماره فيها، وقسم باكله أنا والعيال، وقسم بتصدق بيه، هما تلت تتلات، الشاهد أنا عايز أقول ايه، عايز أقول إن ربنا سبحانه وتعالى في ظل هذا الجدب ساق الميه لبني آدم، يعني ممكن تكون الدنيا حواليك بايظه، بس انته عايش كويس، ممكن تكون الدنيا تضرب تقلب، بس انته ماشي فل الفل، المطر بيجيلك انت لواحدك دون عن خلق ربنا ليه؟، لو انته ماشي على ده.
الإنسان مع ربنا سبحانه وتعالى حقيقةً، بيتقي الله سبحانه وتعالى قدر المستطاع، بيستعين بالله سبحانه وتعالى ويتوكل عليه، ربنا معاه.
طب افرض الدنيا حواليه بايظه انته ملكش دعوه، انته ملكش دعوه، اعمل التلت تتلات، طلع حق ربنا، استعن بالله وملكش دعوه، بس … ما هي حاجة من اتنين، يا إما احنا في الجيش، يا إما احنا زي الراجل الطيب ده، اللي بيحول الماء بمسحاته.
ونصيحة أخيرة: أنا امبارح قعدت قدام التلفزيون ساعتين، نصيحة أخيرة للناس اللي أنا بحبهم، بلاش تتفرجوا على التلفزيون، أنا قعدت ساعتين بس جالي اكتئاب، والله احنا لو قعدنا نقرا قرآن أو ذكرنا ربنا سبحانه وتعالى أو دعينا إن ربنا يصلح الأحوال أحسن بكتير من حرق الدم ده، حرق دم صرف، ملوش لازمة، وناس بتستهدف إن هي تعمل لنا اثارة، على فكرة ده أكل عيش، ده أكل عيش، واحنا كلنا عارفين إن هما بيشتغلونا، ده بقا اللي يجن، احنا كلنا عارفين إن هما بيشتغلونا وإن هما على فكرة هجاصين ونخاعينن وبعد ما البرنامج يخلص، بنعد نشتمهم، بس طول البرنامج، احنا على فكرة بنعد التلت ساعات بنشربهم، بنشربهم، ونفضل في اكتئاب لحد اليوم التاني ما يجي التوك شو اللي بعده، طب ليه، والله العظيم احنا مبهدلين نفسنا على الفاضي ملهاش لازمة، وبعدين الوقت ده احنا مسؤلين عنه ديه أمانة، ده عمرنا، ديه حياتنا، الوقت أغلى من كده وأسمى، ده كلام ملوش لازمة.
وبعدين ربنا قال سبحانه وتعالى إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا على فكرة هما غالباً مفهمش واحد محترم، احنا كل الناس اللي بنسمعهم دول مفهمش واحد محترم، يمين شمال مفهمش واحد محترم، وربنا أوصانا سبحانه وتعالى لأنه بينا رؤوف رحيم، لو في واحد فاسق جاءك بنبأ فتبين، فاحنا مفيش داعي إن احنا نعمل في نفسنا كده، طب نعمل في نفسنا كده ليه، السبيل واضح بيّن، يا إما هنسلك المسلك ده، لو احنا قدرنا عليه، طب ول مقدرناش، لعلنا معذورين، يبقى نحاول إن احنا في خاصة نفسنا، في الدواير المحيطة بينا، في الدواير القريبة نحاول نعمل ما نستطيع من البر والإحسان، واحنا في حالة اجتماعية صعبة للغاية، في ناس كتير غلابة ومساكين، محتاجين مننا أي قدر من الإعانة والإحسان على قد ما الواحد يقدر يعمل أي خير، على أد ما ربنا سبحانه وتعالى هيكرمه وينعم عليه، ويسأل من ربنا سبحانه وتعالى، ربنا سبحانه وتعالى قال ايه لما ذكر المواريث، قال: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ عنده عيال صغيرين خايف عليهم يعمل ايه؟ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ على فكرة أنا مسمعتش أي حاجة متعلقة بالاستثمارات خالص، خالص، خالص، فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا مفيش حاجة تانية، مفيش حاجة تانية فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ربنا سبحانه وتعالى أرسل الخضر مخصوص لهذا المكان مخصوص، عشان الجدار المايل ده يعدله ويمشي، بس، بس، لأن الجدار لو وقع دلوقتي فلوس العيال ضاعت.
أبوهم مات على فكرة، هو سابهم في كلائت ربنا وحفظه، هو ربنا هيحفظهم، ربنا أرسل الخضر – هذا العبد المقرب – مخصوص لهذه القرية عشان يعدل الجدار، الجدار ده هيفضل معدول لأمته، لحد ما يكبروا بس، لأن لعيال مش عارفة إن في فلوس تحت، العيال متعرفش، هو الجدار ده هيفضل واقف لحد ما يجي المعاد اللي ربنا حدده، اللي هما يقدروا يستفيدوا فيه بمالهم اللي أبوهم سابه، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تجمع بها شتات أمرنا، وتهدي بها ضالنا، وترد بها غائبنا.
اللهم إن نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.