إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
صف لنا ربك.
ذكرنا في ما مضى مراراً كيف كان وجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه المقرب أن يبتدئ في تعليمه وفي توجيهه وفي دعوته بأن يعرّف الناس بربهم سبحانه وتعالى، وقد غرس الله تبارك وتعالى برحمته ومنّه وكرمه وفضله غرس أصل معرفته في قلوب عباده جميعاً وفطرهم على محبته وعلى تطلّب مرضاته، ثم تكرّم سبحانه وتعالى في كتابه وعبر كلماته بأن عرّف عباده به؛ بعظمته ورحمته وبرّه وقدرته وحكمته ودعاهم إلى بابه ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعرف الناس بربه سبحانه وتعالى فتمم هذا وكمّله بأن عرّف العباد بربهم تبارك وتعالى وبصفاته ونبّههم على أنهم على قدر ما يدركون من عظمته وعلى قدر ما يملكون من معرفته على قدر ما يكون لهم من النجاة والفوز والفلاح والسعادة ” إن لله تسعةً وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، ثم تأمّل فيما نعيش، قلّب النظر حولك وأصغي إلى حديث كل متكلم، وأصغي إلى حديث كل متكلم وانظر فيما ننشغل به، كلنا ما الأمور التي ننشغل بها ومستهلكين فيها ونتكلم حولها، وربنا سبحانه وتعالى كم يأخذ من المساحة في دائرة الانشغالات والاهتمامات وفي دائرة الحديث وتبادل الجمل والكلمات، كم؟
سيأخذ سبحانه وتعالى من اهتمامنا على مقدار وجوده في قلوبنا، هذه مؤشرات خطرة، هذه مؤشرات خطرة.
ربنا سبحانه وتعالى يقول فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ريحين فين إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ربنا سبحانه وتعالى بيّن لنا في القرآن بأنه وضع طريقين، نحن قلنا الجمعة – أظنها – قبل الماضية، في قول الله سبحانه وتعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى وضع التيسير في الطريقين وأنهما اثنان فقط، نحن قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى قال إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى شتى: أي كثير، شتى أي كثير؛ وأنت إذا تأملت في حياتنا ستجد فعلاً نحن توجهاتنا كثيرة، والمسارب الجانبية والفرعية التي نسير فيها كثيرة، وأغراض وغايات الناس كثيرة، لكن في النهاية هما اثنان أيضاً إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إذاً هما شخصان وهما طريقان، لكن يوجد طريق صفته أنه طريق متيسّر، ويوجد طريق صفته أنه متعسّر، هذه تسمى اليسرى وهذه تسمى العسرى، هذه متيسّرة وهذه متعسّرة، فمن يريد الطريق المتعسّر ومصّر عليه ما صفاته بَخِلَ وَاسْتَغْنَى عن الله وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى التي هي الجنة بأن أعرض عن سبيلها، هو يريد هذه الطرسق ستتماشى معه ولكنها في الحقيقة عسرى، قال تعالى وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ الخير والشر، الطاعة والمعصية، الطريق المورث لمرضاة الرحمن، والطريق المؤذن بطاعة الشيطان، هما اثنان وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ النجد: هو المكان المرتفع، فهذا الطريق يصعد، الطريقان عبارة عن مرتفعات، لأجل ذلك كان من فقه ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن طريق الإنسان إلى الله، بماذا سمى الطريق؟ أسماه مدارج، مدارج السالكين؛ الناس الذين يسلكون طريقهم إلى الله تصعد هذه المدارج، أي سلالم، واحدة بعد واحدة..، لأن الطريق هكذا صاعد إلى أعلى، نجد؛ أنت تصعد إلى مكان مرتفع، لكنّ هذا طريق مصنوع عليه مدرج فأنت تستطيع أن تصعد، هو متيسّر للصعود، لأن ربنا أسماه يسرى، أما الآخر، هو مطلاعايا بردو لكن كلها تعتير، لكننا نحن، نحن لغلبة الغفلة والشهوة والعوى، نحن نريد المصعد المتعسر، هكذا سيصعد، وهكذا سيصعد، سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا هذا طريق، وهذا طريق.
ربنا سبحانه وتعالى أراد أن يعرّفنا بنفسه، والنبي صلى الله عليه وسلم كانت مهمته أن يضعنا على طريق معرفة ربنا ومن جملة ما قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل حييٌّ ستّير يحب الحياء والستر ” وقال ” إن ربكم حييٌّ كريم يستحيي من العبد إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً.
إذاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وله علينا أعظم الفضل والمنة يضعنا على طريق معرفة ربنا، فنحن منذ وقت طويل نتكلم عن الخالق، فالخالق تعرّف علينا بأن ما صفاته وبالتالي ما علاقته به، وأعرف الخلق بالله عندما عرّفنا بالخالق العظيم سبحانه وتعالى ماذا قال لنا عليه، هو قال لنا هنا أن ربنا سبحانه وتعالى صفته الحياء؛ طيب هل تعرف أن تفسّر ذلك، أتستطيع أن تشرحه، يوجد معاني عندما تسمعها هذه المعاني تخاطب قلبك، فأنت تحس بها، تستشعرها لكنك لا تستطيع أن تعبّر عنها أو تترجمها، فعندما نقول أن الحياء في صفات بني آدم من الممكن أن نفهمه، لكن عندما يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن الله ويقول ” إن الله حييٌ ستّير ” مقدمة ونتيجة ” إن ربكم حييٌ كريم ” ” حييٌ كريم يستحيي من العبد ” شخص جعل ربنا سبحانه وتعالى ملجأه، وهنا هذا العبد لم يوصف أي لم يوضع له قيود، هو حسن سيّئ كويس، متطهّر، متنقي، مدنّس، متنجس،، هو عبد، وعبد يعرف أن له رب، فالعبد قرر أن يلجأ إلى الرب فقط، ” إن ربكم حييٌّ كريم يستحيي من العبد – أي عبد – إذا رفع إليه يديه ” يلجأ ويستغيث ويطلب – فأين يذهب؟ – رفع يديه إلى الله ماذا يحدث؟ الكريم سبحانه وتعالى يستحيي من أن يرده بدون إكرام، ” يستحيي من العبد إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ” لا يضع فيهم شيء، لا يجوز، فلماذا لا يجوز، لماذا لا يجوز؟
هو صلى الله عليه وسلم علام بناها؟ بناها على صفات، أشياء نحن نعرف بها ربنا، الحياء صفة ربنا سبحانه وتعالى والكرم ما أثره؟ أثره أنك لا يمكن أن تعلّق أملك بربنا وربنا سبحانه وتعالى يخذلك، لا يمكن أن تتوجه إليه ويردّك بغير شيء، لأجل هذا إذا سأل الإنسان نفسه لماذا يحب ربنا؟ يعرف أن يجيب، لماذا يعبد الله؟ هو يعلم لماذا، فوق الفطرة هو عنده حيثيات، لأن به من الصفات التي تحببه بالله وتربطه به سبحانه وتعالى ما يمتلئ به قلبه، هو يعلم، هو يعبد ربنا على بصيرة، هو يعلم من يعبد، ولماذا قرر أن يتوجه إلى الله، ويقول صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل حييٌّ ستّير ” الستر، الستر أثر من الحياء، الستر أثر من آثار الحياء، ما معنى الستر؟ ومتى يعمل عمله ويقع أثره؟ عندما يكون هناك سوءة وعورة محتاجة أن تغطى حينئذٍ يكون الستر، الستر لا يكون لشخص مستور، عندما يتنكب الإنسان الطريق وحينما يعصي ويخطئ ربنا سبحانه وتعالى يتدخل بالستر لئلا يفتضح العبد، نحن كلنا سوءات لكن ربنا سترنا، فكلنا نرى بعضنا فنستطيع أن نتعايش مع بعضنا، لكن لو كان خلاف ذلك.
فما الذي ينتجه الإنسان وما الذي يقابله به الرحمن سبحانه وتعالى، أنا أنتج المخالفة والسوءة وأحياناً المجاهرة وربنا سبحانه وتعالى بماذا يعامل العبد؟ لكي يسهّل عليه أن يعرف الرجوع، ويحفظ صورته بين الخلائق، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” كل أمتي معافىً إلا المجاهرين ” ليه؟ ” وإن من المجاهرة ” المجاهرة: أن الشخص يفعل شيء بمرأى من الناس، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا، ويشرح أن هناك أشياء أخرى من جملة هذا وأحياناً تكون أسوأ ” أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله ” النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول ” ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ” يفتخر، يفتخر بالمخالفة، سعيد من المعصية، ” فيبيت وقد ستره ربه، ثم يصبح فيكشف ستر الله عنه ” النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن ماذا؟ أن ربنا سبحانه وتعالى الحيي الستير هو يغطينا ويوجد أناس منا يكشف هو الستر لكي يفضح نفسه، والستير سبحانه وتعالى هو لا يريد.
ابن عمر رضي يالله عنه سأله شخص، قال ” ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول صلى الله عليه وسلم يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه ” يتكلم عن يوم القيامة، يوم القيامة يقترب الإنسان ويقترب إلى أن يضع ربنا كنفه عليه، يستره عن الناس، لهذا سماها نجوى، ربنا يكلمه، نحن نتكلم عن يوم القيامة التي يحشر فيه الخلائق، كل الناس من أول سيدنا آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولذلك الفضيحة في هذا اليوم هي حق الفضيحة، وربنا يستخلص أناس ويضع عليهم كنفه، يسترهم من الناس وبعد ذلك ” فيقول له: ألم تعمل يوم كذا كذا وكذا، فيقول: نعم، ألم تعمل يوم كذا كذا وكذا ” هذا تقرير بالأشياء التي عملتها ولم يعرفها إلا ربنا، كل الأسود خاصتي الذي سترني ربنا به في الدنيا، هو يذكّر به الإنسان ” حتى إذا ما قرره بعمله وظنّ أنه قد هلك ” ،، خلاص هذه الأشياء إلى أين ستذهب بي،، يقول الله تبارك تعالى ” أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ” ” حتى إذا ما قرره بعمله وظنّ أنه قد هلك قال أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم “
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وحوله جمع من أصحابه إذ أقبل ثلاثة نفر، ثلاثة جاءوا ودخلوا المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يعظ ويذكّر، هم جالسون في حلقة، فوجد شخص مكان خالي في هذه الحلقة فجلس فيه، والثاني جلس خلفهم والثالث ذهب، والنبي صلى الله عليه وسلم أكمل كلامه عادي، حتى إذا ما انتهى قال ” ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ” بعدما انتهى من كلامه علّق، وقلنا أكثر من مرة أن هذه عظمة النبوة، أن كل موقف حتى ولو كان صغيراً به تعليم، كل موقف به تعليم كل موقف فيه تعليم لابد أن يستخرج منه عظة التعليم، كل شيء من الممكن أن تستثمر في غرس معنى لم يكن يتركها، لأن عموماً المواقف والأحداث تأثيرها وانطباعها في النفس أقوى من الكلام المجرد، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم أي حدث يمرّ،، ومرّ معنى من كذا خطبة حينما رأى امرأة من سبي أوطاس وهي تبحث عن رضيعها وتذهب يمنة ويسرة إلى أن وجدته فألصقته بصدرها ثم أرضعته قال ” أترون هذه طارحة ولدها في النار ” ” أترون هذه طارحة ولدها في النار، قالوا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه، قال: فالله أرحم بعباده من هذه بولدها “
دخل السوق وبه جدي أذنه مقطوعة وميّت فملقى على الأرض – جيفة – فجذبه من أذنه المقطوعة ورفعه إلى فوق، قال ” من يحب أن يكون له هذا بدرهم ” من يشتري هذا بدرهم ” قالوا: يا رسول الله لو كان حيّاً كان عيباً فيه أنه أسك ” لا أحد يشتري جدي أذنه مقطوعة ” فكيف وهو ميّت، قال: للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ” لا يترك شيء.
فالموقف انتهى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعقّب، فالآن ثلاثة أشخاص أتوا ووجدوا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وينصح ويرشد ويوجّه ويذكّر ويعظ، فواحد وجد مكان فدخل فيه، فهذا ماذا يفعل؟ ماذا يفعل؟ ما تفسير هذا؟ والثاني لم يفضل أن يحشر نفسه ويضيق على الناس، هم جالسون مرتاحون، فهو سيحشر نفسه فسيضايقهم فاستحيى أن يدخل في الحلقة فجلس وراءهم وواحد مشى، فالذي مشى وراءه شيء؟ يوجد لديه شيء ضروري؟ لأن إذا كان يوجد شيء ضروري لم يكن عليه وزر ولا إثم ولا إنكار ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال عنه؟ ” أعرض ” أي لا يشغله هذا، فجزاء أنه أعرض؟ ليس بسيطاً ” فأعرض فأعرض الله عنه ” وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ما معنى أوى؟ هو يريد أن يستدفئ بهذا الوسط، يريد أن يحتمي هذا الحمى، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أوى إلى المجلس، ما معنى أوى إلى الله؟ ما معنى أوى إلى الله، إذاً هو مقصوده من هذا أنه يريد أن يدنو ويقترب من الحمى الإلهي فدخل وسط هؤلاء الناس، فعندما أوى إلى الله أواه الله أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى يضمه ويحفظه ويرعاه، والآخر استحيى أن يضايقهم واستحيى أن يذهب، النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم لن يتركه ويذهب فحياؤه حمله على ماذا؟ إذا الأول أعلى مرتبة من الثاني، لأن ” أوى ” هذه معناها أن حرصه على هذا أشد والثاني: تذمم واستحيى أن يعرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوجّه ويعظ، واستحيى أن يؤذي أحد فجلس في الخلف،، فلما استحيى ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فاستحيى الله منه ” مرة أخرى هل تستطيع أن تشرحها؟ هل يستطيع أحد أن يعبّر عن هذا بكلمات؟ لا تستطيع، لا تستطيع، ونحن قلنا قبل ذلك أن الكلمات العظيمة، الكلمات العظيمة ربنا سبحانه وتعالى جعلها بحيث لا تحتاج إلى شرح، نحن قلنا الحب لا يستطيع أحد أن يشرحه، أنت تفهم جيداً ما معنى حب جيد جداًن فإذا شرحته يبهت، تفهم جيداً ما معنى رحمة، تفهم جيداً معنى الحنان، تفهم جيداً، لكنك إذا عبّرت عنها بكلمات تضعفها، كل المعاني الأساسية ” الدين ” كلمة الدين، أنت تشعر بها وتستشعر أثرها أكثر من أنك تستطيع أن تستخدمها في جمل أو كلمات، كل الأشياء الأساسية بالنسبة إلى الإنسان في تكوينه ربنا غرسها حتى كمعاني، ولذلك أي أحد يستطيع أن يفهمها أيّاً كان مستواه الشخص العلمي أو الفكري أو الثقافي يفهم هذا جيداً، يفهم معنى الحياء جيداً لكنه لا يستطيع أن يعبّر عنه، يدركه من الصفات والتصرفات ” أوى إلى الله فأواه الله ” فآواه الله، ” استحيى فاستحيى الله منه ” ” أعرض فأعرض الله عنه “
” إن الله حييٌّ ستير يحب – يحب – الحياء والستر ” التماس العبد لمحبوبات الله، أننا نحب الذي يحبه الله ونتمثّل الذي يحبه الله ونتخلق بما يحبه الله ونتحلى بما يحبه الله.
خلاصة الكلام: مقصد كل هذا أين نحن من التعرف؟ وبالتالي أين نحن من التحبب؟ أين نحن من التعرف على الله؟ أين نحن من إقامة صلة حقيقية عميقة بالله؟ أين نحن من التحبب والتقرب إلى الله؟ لا يوجد شيء آخر ذات قيمة أعلى من هذه القيمة، لا يوجد شيء آخر ذات وزن أعلى من هذا، لا يوجد شيء يستحق أن تشغلنا عن هذا لا يوجد.
وإذا كان يوجد من يعتقد أنه لو أوى إلى الله واستحيى من الله سيوجد شيء من الذي يريده أيّاً كان سيفقده فهو غير فاهم،، لو الإنسان يعتقد أن ربنا سبحانه وتعالى لن يرضيه ولن يغنيه فهو غير فاهم، هو مازال لا يعرف ربنا، ولم يفهم بعد معنى الدين، كل شيء خزائنه بيد الله، كل شيء تدبيره لله يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ربنا يقول لنا إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ سنترك هذا ونذهب إلى أين؟ سؤال لابد له من إجابة لأن ربنا الذي يسألنا، ليس أنا من أطرح السؤال ربنا الذي يسألنا فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ لابد أن يوجد إجابة.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك،أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم اهدنا واهد بنا واهد لنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا واهد لنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين.
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم