Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

عمر بين القحط وبين الزلزلة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاوَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

حديثنا عنوانه عمر رضى الله عنه بين القحط وبين الزلزلة منذ أيام وافانا وزيرٌ جديدٌ للداخلية في اليوم الثاني وبينما أنا أسير في شوارع الاسكندرية رأيت كثيراً من السيارات قد وضع عليها كلبشات جديدة صفراء اللون ويكأن الوزير قد أُمِدَّ بهذه الكلبشات التي طالت كثيراً من السيارات، هذا الوضع ربما يذكرنا أو يشابه إلى حَدٍ كبير الوضع العام الذى تعيشه هذه البلد هي مكبلة عن الحركة بسببٍ غير مفهوم وغير معلوم السيارة كأصل بحالة ليست سيئة الموتور كويس فيها بنزين الكاوتش شغال على 32 بس هي ما بتدورش هي مش بتمشي تستنى بكرة تمشى بعده تمشى هي مش هتمشي طيب هي واقفة ليه سؤال ربما لا تجد له إجابة هو قطعاً الكلبش الخارجي هذا الأمر أعده أمراً غير مستغرب فهذه البلد لا يراد لها أن تتحرك بسهولة لأنها حقيقة إذا تحركت وإذا استقلت استقلت فإنها لم تستقل إلى يومنا هذا، ربما خرج الأعداء من ديارنا بالصورة العسكرية الظاهرة لكنهم لم يخرجوا بالحقيقة فهي لا يراد لها أن تستقل ولا أن تستفيق لأنها إذا استفاقت حقيقة تغيرت الديموجرافية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا الوطن الإسلامي وفي أرجائه المختلفة ولذلك ربما يكون شيئاً طبيعياً أن يحدث مثل هذا لكننا نحتاج إلى أن نبحث عن سبب.. عن علة لهذا الوضع غير المفهوم..

 نتحدث اليوم في كلمات عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أولاً كيف ننظر لعمر بن الخطاب عليه رضوان الله؟ هل ننظر إلى عمر على أنه حاكمٌ عادل؟ كان يراعي حقوق الرعية عليه ويرى أن لهم عليه حقاً واجباً؟ هذا كلام صحيح في الحقيقة أم ننظر إلى عمر على أنه رجلٌ صنعه القرآن وصنعه الإسلام هذا التوصيف يختلف كثيراً عن التوصيف الأخر إذا نظرنا إليه كحاكم عادل وقد كان كذلك فإننا ننظر إلى شخصية فذة استمدت قوتها من مقوماتها الشخصية أو من أخلاقيات معينة درجت عليها وربما هذا الذي صاغه العقاد رحمه الله في عبقرياته هذا التعبير تحدث عن عبقرية النبي صلى الله عليه وسلم وسماها عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم، وتحدث عن عبقرية الصديق، وعن عبقرية الفاروق، كلمة عبقرية إنما يعني بها أنها كانت شخصية فذة في صفاتها وهذا يعني أنه إنما كان مردُّ الأمر إلى ما اتسمت به هذه الشخصية في نفسها وهذا وإن كان يمكن أن يُمَّرَّ في حق الصحابة رضي الله عنهم فلا ينبغي أن يمرر في حق الرسول صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي أن تسمى النبوة والرسالة والاصطفاء والوحى الإلهي.. تسمى عبقرية وإنما كان المدَّدَّ الإلهي من الله تبارك وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فالإسلام هو الذى صنع الصحابة أم الصحابة هم الذين صنعوا الإسلام؟ إذا اختلط علينا الأمر ولم يتبين الفرق بين الصورتين حدث فساد عظيم.. إن الإسلام هو الذى صنع هؤلاء الصحابة هؤلاء الصحابة الذين رباهم رسول صلى الله عليه وسلم والذين صنعهم القرآن والذين فهموا حقيقة الإسلام هم من طبقوا الإسلام في الواقع بالصورة التي ينبغي أن نستشفها لكي نتأسى بها.

 ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ حينما قال رضي الله عنه وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا، فَكان من وصيته صلى الله عليه وسلم أن قال: إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة فنجده صلى الله عليه وسلم قد ردَّنا إلى سنته وهى طريقتهُ وهديهُ وسيرتهُ وردَّنا كذلك إلى سنة هؤلاء الراشدين المهديين، الراشدين أنهم قد اكتسبوا الرشد من دينهم وهم مهديوُّن بتوفيق ربهم تبارك وتعالى فإذن هم جمعوا بين صفتين الرشد المستمد من العلم ومن الوحي والهداية التي تكون مَدَّدَّاً من الله تبارك وتعالى لأصحاب القلوب الطيبة الطاهرة ولذلك مقوم هذه الإدارة في الإسلام يختلف عن مقوم الإدارة بعيد عن الإسلام.

 وهذه قضية غاية في الأهمية لا ينبغي أن نغفل عنها إن الله تبارك وتعالى له في عباده المؤمنين سنناً تختلف عن سنَّنِّهِ في غير المؤمنين ربنا سبحانه وتعالى بيعامل المؤمنين على وفق قواعد معينة ويعامل غير المؤمنين على وفق قواعد أخرى فالله سبحانه وتعالى قال: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يبقى إذن هنا إن هؤلاء يسلط بعضهم على بعض بِسببِ ظلمهم فإذن هناك سُنَّنّ مادية في غير أهل الإيمان أما أهل الإيمان فهم يستمدون عوناً ومدَّدّاً إلاَهِيَّا يفتقر إليه غيرهم ولذلك تكلمنا كثيراً عن قول الله تبارك وتعالى: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ۝ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ قلنا إن هذه المعية إن ربنا سبحانه وتعالى قال: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا المعية دي إن ربنا سبحانه وتعالى محيط بالعباد جميعاً القاهر فوق عباده تبارك وتعالى هذا عام.. يبقى إذن بعلمه وإحاطته وقهره وقدرته هو مع العالمين سبحانه وتعالى لكنه مع المؤمنين بالنصر بالتأييد التثبيت الرحمة الإنجاء الإخراج من المضايق ولذلك سيدنا موسى هاهنا اختص المعية به هو لم يجعل فرعون وقومه ولا حتى بني إسرائيل اللي معاه مستحقين لهذه المعية الخاصة ولذلك حينما استند إلى هذه المعية آتاه المدد الخارق من الله تبارك وتعالى.

 ولذلك احنا لازم نحدد موقعنا زي ما قلنا قبل كده احنا اتكلمنا قبل كده عن موقفنا من الإسلام وعن قضية تخلف المسلمين فهي نفس القضية هل دلوقتي احنا حندخل في إطار هذه المعية حندخل في إطار هذا المدد الإلهي ولا لأ طب مين اللي حيحدد الإجابة عن السؤال ده؟ ده احنا إذا احنا أخذنا بأسباب الدخول تحت هذه المعية وهذا الظل للعرش الإلهي استحققنا هذه المعية طب لو مدخلناش أو مأخذناش بالأسباب اللي تدخلنا حنبقى بالخارج طب إذا بقينا خارج هذه المعية ثم انتظرنا المدد من السماء فإنه لن يأتي ولذلك في كتاب العبَّر أن رجلاً قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ما بال الناس اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكرٍ وعمر فكان الجواب قال لأن أبا بكرٍ وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم والٍ على مثلك هو عايز يقول إيه عايز يقول له إن القضية هنا مكنتش متعلقة بشخصي أنا أو سياستي أو إدارتي إنما كانت متعلقة بالمجتمع ومدى استمساكه بالتقوى والتزامه بالوحدة والاجتماع.. فلما تغيرت أحوال الناس غيَّر الله تبارك وتعالى عليهم كما قال الله تبارك وتعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّر بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ُ مَا قلنا قبل كده إن هذا التغيير في الصعود وفي الهبوط على حدٍ سواء يعني إذا كنا احنا في نعمة ثم حدث تغير تعلم يقيناً إن هذا التغيّر مردّه إلى تغيّرنا احنا لعلاقتنا احنا بربنا سبحانه وتعالى طيب إذا أردنا أن نعيد الأمر إلى ما ينبغي أن يكون عليه..؟ بنفس الطريقة يبقى الإنسان إذا غيّر حاله أو المجتمع لأن احنا قلنا إن الحساب العام هو حساب اجتماعي ينظر فيه إلى الكثرة الكاثرة أو غالبية المجتمع ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ احنا قلنا إن الحساب في الآخرة يعامل فيه كل واحدٍ على حده لكن الوضع العام في المجتمع هو ده اللي في الآخر اللي حيحكم على مصير هذا المجتمع فعلي رضي الله عنه هنا بيلفت إلى أثر الوضع الاجتماعي على الأحوال العامة.

 طيب احنا كنا بنتكلم في قول النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي. مفهوم السنة للأسف برده دي من الحاجات اللي احنا تشربناها معرفش منين بينحصر عادة فيما يتعلق بأمور العبادة يعني سنة وبدعة سنة وبدعة دي يعني مثلاً في إيه..؟ في صلاة في صيام في ذكر.. لأ مفهوم السنة.. ده طريق المنهج السبيل الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم هل النبي صلى الله عليه وسلم أرسله الله تبارك وتعالى لكي يكلم الناس في أمور العبادة بمعنى الشعائر؟ أصل دي برده مشكلة ثانية احنا مفهومنا عن العبادة إن العبادة دي عبارة عن إيه؟ عبارة عن مجموعة من الشعائر التعبدية التي يتقرب بها العبد إلى الله.. أما مفهوم العبادة في دين الله تبارك وتعالى فهو معنى عام يشمل أن يفعل الإنسان أو يتحرى كل شيء ربنا سبحانه وتعالى بيحبه وأن يترك الإنسان ويتجنب كل شيء بيسخط ربنا تبارك وتعالى ولذلك قال الله تبارك وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يبقى إذن هذه الخلافة في الأرض جزء من العبودية لأن ربنا سبحانه وتعالى جعل هذه العبودية هي الغاية يبقى ماينفعش العبادة تبقى مجرد إن الإنسان يلتزم بمجموعة من الشعائر في العلاقة الخاصة بينه وبين الله ده المفهوم العلماني بالضبط إن الدين علاقة خاصة بين العباد وربهم في دور العبادة أما بره الدين ملوش علاقة بتنظيم أمور الحياة.. طب الدين اللي هو إيه؟ اللي هو أحكام ربنا تبارك وتعالى اللي هو ما أنزله الله تبارك وتعالى على العباد يبقى إذن كأن العبارة دي ترجمتها إن ربنا سبحانه وتعالى ليس له أن يتدخل في تسّيير أمور عباده أو توجيههم ما الدين ده عبارة عن إيه؟ هل الدين ده أتى به أناس من عند أنفسهم مجموعة من الأحبار والرهبان أو القساوسة؟ المفروض الدين ده النور الإلهي فلما أقول إن الدين ملوش علاقة بتنظيم أمور الحياة يبقى أنا بقول إن ربنا سبحانه وتعالى بعدما خلق الخلق إن العباد نحّوا ربنا سبحانه وتعالى عن أن يتصرف في كونه وأن ينظمهم كيفما شاء سبحانه وتعالى.. طيب التنحية دي هل لأن احنا بنفهم أو بندرك أو بنعرف الخير أو المصلحة أو النفع أكثر من الرب تبارك وتعالى أصل ملهاش تفسير تاني.. هيه ملهاش تفسير تاني.. فقول النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ده طريقي وهديي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ طريقهم وهديهم، طب الخلفاء دول كانوا بيعملوا إيه؟ إيه وظيفة الخليفة وظيفته إن هو يسوس أمور الناس على وفق نور الله تبارك وتعالى يبقى إذن هذا الحديث يدخل فيه بالأولوية قبل ما نتكلم عن البدع أو السنن في العبادة يدخل فيه بالأولوية ما يتعلق بالسياسة والإدارة هي سنة الخلفاء دي الخلفاء دول كانوا مجرد مجموعة من المفتين أو العلماء ولا كانوا ساسة ومديرين وقواد فلما يقول سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ يبقى المقصود بها منهجهم وهديهم في السلّم والحرب اللي استمدوه من نور ربنا سبحانه وتعالى ومن تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ولذلك كان اجتهاداتهم في هذه الأبواب أصول ينبغي إن احنا ندرسها ونستقي منها وهيه دي المشكلة احنا قلنا قبل كده كثير إن الصحابة بينظر إليهم للأسف على إن هما زي ما قلنا مجموعة من الناس الطيبين الصالحين اللي هما كان قلبهم أبيض وربنا سبحانه وتعالى كان بيكرمهم على فكرة الكلام ده غير إن كونه صطحي وهامشي في تحقييير كبييير لأقدار الصحابة رضي الله عنهم الكلام ده احنا أكدنا عليه مراراً إن كل من طالع سيرهم في أمور السياسة والحكم والإدارة والاقتصاد الاجتماع… العلاقات الدولية الاستراتيجية العسكرية حيجد أن مستوى ما لديهم من الفهم والتعمق وحسن السياسة والإدارة كبير جداً فإذن الإسلام بيمد أتباعه أو الإسلام يصنعُ رجالاً، هؤلاء الرجال يبلغوا ما يقرب من درجة الكمال البشري في كل الجوانب، مش مجرد تهاويل أو أوراد عبادية أو إن القلوب صالحة، طبعاً نحن لا نستنكر كون هؤلاء كما وصفهم ابن مسعود أبر هذه الأمة قلوباً وأطهرها أفئدة هذا صحيح فهذا أصل، وربنا سبحانه وتعالى قال هذا أصل، أن الإنسان كلما كان قريباً من الله كلما كان موفقاً لكن ليس هذا فقط، بل شخصيات متكاملة في كل الجوانب التي يجب أن تتوافر فيها، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ:فَمَنْ. وفي حديث آخر.. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ. هنا لما ذكروا اليهود والنصارى كان هذا في سَنّنّ الدين والتعامل مع الشرع، اليهود المادِّيين الذين جحدوا عظمة ربنا تبارك وتعالى وفي مقابلهم الخرافيين، وهؤلاء المادِّيون استنَّ بهم من هذه الأمة أُناس كثير وهؤلاء الخرافيون أيضاً استنَّ بهم في هذه الأمة أناس كثير، لكن لما يذكر إن سنن الناس هم فارس والروم فهذه ليس لها علاقة بالتعامل مع الشرعة فهذه لها علاقة بالسياسة والإدارة والحكم، يبقى إذن التبدل سيشمل جانب السياسة والإدارة وسيشمل جانب العلاقة مع الله تبارك وتعالى والعقيدة والمنهج.. التحول، ولذلك النبي صلى الله عليك وسلم ذكر الوصية إذا حدث اختلاف كثير أو تحولات أو تباينات، الاستمساك بالذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم والذي عليه الخلفاء الراشدين المهديين، قال: إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ. التحولات التي ستشمل هذا الجانب وهذا الجانب.

 طيب الاستمساك بهذا لازمه معرفته وإدراكه، ماهو دلوقتي أنا مقدرش التزم بحاجة أو أمشي على طريق معين إذا لم يكن هذا الطريق واضح بالنسبة لي، حينما يقول الله تبارك وتعالى وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ربنا سبحانه وتعالى بيأمرنا بالتزام الصراط، الطريق المستقيم الذي بينه سبحانه وتعالى ووضحه ورسمه لنا، لا يمكنني التزام هذا الصراط إذا لم أكن أنا أراه، إذا لم يكن واضحاً بالنسبة لي، أنا قررت أن التزم الطريق لكني لا أعرفه ولا أعلم معالمه لا أعرف كيف شكله لا أعرف أين المسارات الجانبية التي ممكن أن تخرجني عنه، النبي صلى الله عليه وسلم خَطَّ خَطًّا وقال: هذا صراط الله مستقيما،ثم خطَّ عن يمينه وعن شماله خطوطاً فقال:هذه سبل – طرق جانبية بتَصرِف الإنسان عن الصراط المستقيم – قال: وعَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثم تلا وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ الطرق الجانبية التى تصرف الانسان عن الصراط فالاخر هيضل الانسان الطريق،يبقى أنا محتاج إنى أعرف صفة الصراط عشان أنا هسلكه دى ضرورة، ومحتاج أن أعرف الطرائق الجانبية التي من الممكن أن تبعدني عنه، ولذلك أحياناً لا تكتمل معرفة الحق والصواب إلا بمعرفة أصول طرق الضلال التي من الممكن أن تصرف عنه، ولذلك جعل الله تبارك وتعالى منة عظيمة في أعناقنا قوله تبارك وتعالى وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ التفصيل هو الإيضاح الشديد وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين بتفصيل الآيات وتتضح لنا بتفصيل الايات ستستبين وتتضح لنا سبل وطرق المجرمين في حَرّف الناس عن المسار وفي صدهم عن سبيل الله. فإذا لم تكن هذه منة عظمة علينا بتفصيل الآيات؟ لم يكن لهذا الكلام نفع أو له فائدة.

إذن من تتميم معرفة طريق الحق أن تعرف ما يمكن أن يصرفك أو يصدك عنه، يبقى إذاً هذه الوصية النبوية العظيمة أين نحن منها؟ حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم أولاً مبيناً لنا أن هناك تغيرات مستقبلية ستحدث وهناك تباينات كثيرة سترد وهذا من فضل ربنا سبحانه وتعالى علينا،إن الله عز وجل امتن علينا برسول صلى الله عليه وسلم وأمد هذا الرسول بوحي، هذا الوحي بيَّن لهذه الأمة كل ما تحتاج إلى علمه أو إلى معرفته إلى أن تنتهي رسالتها وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك سيدنا أبو ذر كان يقول: لقد ترَكَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما طائرٌ يُقلِّبُ جَناحَيهِ في السماءِ إلا وهو أذكّرنا مِنه عِلماً، وقال صلى الله عليه وسلم لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ – الطريق الواضحة النيرة – لَيْلُهَا كنَهَارِهَا – ليس فيها غبش ولا ظلمة الليل مثل النهار، يبقى إذن هي نيرة بشكل دائم بحيث أنها لا يعتريها غبش في أي وقت أو في أي مرحلة من مراحل تاريخ الأمة – لَيْلُهَا كنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ بَعْدِي عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ،الذي سيزيغ وينحرف ويميل سيهلك، لماذا؟ لأنه ليس معذوراً في الانحراف لأنها كانت باينة وواضحة ونيرة.طيب باينة وواضحة ونيرة معناها إن هي متاحة وإلا نحن لن يوحى إلينا بمنهاج الحق والصواب، لابد أن نسعى له، لابد من محاولة معرفته، فهل هو صعب؟ هل هو بعيد؟ لا هو سهل وقريب ومتاح، ولذلك سيدنا أبو الدرداء كان بيقول: إن أَخْوَفُ مَا أَخَافُ أَنْ يُقَالَ، لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا عُوَيْمِرُ، أَعَلِمْتَ أَمْ جَهِلْتَ؟ – أنت كنت عارف ولا مش عارف؟ -؟ فَإِنْ قُلْتُ: عَلِمْتُ، لَا تَبْقَى آيَةٌ آمِرَةٌ أَوْ زَاجِرَةٌ إِلَّا أُخِذْتُ بِفَرِيضَتِهَا، الْآمِرَةُ هَلِ ائْتَمَرْتَ؟ وَالزَّاجِرَةُ هَلِ ازْدَجَرْتُ؟

 ربنا سبحانه وتعالى أوحى إلينا بعلم هذا القرآن، هذه الآيات التي وضحت المنهاج سيسأل عنها يوم القيامة هل كنت تعرف أم لا؟ فبحسب الإجابة سيكون السبيل. لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذا عَمِلَ فِيهِ. هل نحن سنسأل عن العلم أم عن إتاحة العلم؟ هذا العلم لن يأتي إلينا حبواً، الفكرة هي أن العلم إذا صار متاحاً بالنسبة لي صرت مسئولاً عنه، ونحن كما قلنا أيضا فيما سبق أنه قد أُتيح لنا في هذه الأوقات من وسائل العلم ومن المعرفة ومن الدراية والإدراك بتيسيرها بحيث أنها وصلت إلى كل واحد منا في بيته، مش محتاج لأن يبذل مجهود لكي يبحث عنها أو يدور، موجودة، وسائل المعرفة متاحة وسهلة وميسرة، وكلما أُتيحت أكثر كلما يُسِرَت أكثر وكلما كانت المسئولية أكبر وأكبر، قال الله تبارك وتعالى قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فالنبي صلى الله عليه وسلم بيِّن طريقه وسبيله، ما هو طريقه وسبيله؟ أنه يدعو الناس إلى ربهم تبارك وتعالى، لكن بشرط قال عَلَى بَصِيرَةٍ والبصيرة هي عمق العلم والفهم، أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فكل من كان مستحقاً لوصف المتابعة أو كل من أراد أن يستحق وصف المتابعة وأن يكون تابعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أن يلتزم بهذا… أن يسلك منهاجه في الحياة على البصيرة.

 ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. ولما آتاه ابن العباس رضي الله عنه بوضوء وأراد أن يكافئه على ما فعل وكان كريماً صلي الله عليه وسلم لا يترك شخصاً يسدى إليه معروفاً وإن قلّ حتى يكافئه المكافأةً عظمى التي لا يقادر قدرها فلما أراد أن يكافئ ابن عباس ماذا قال قال: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ. أن يفهم وأن يعلم معاني كلام الله سبحانه وتعالى كانت هذه هي المكافأة العظمى،اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم…

الحمد لله رب العالمين

 هو طبعاً موضوع الخطبة طار خلاص.. هو الموضوع أصلاً كنا بنتكلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما بين القحط والزلزلة، نذكر بقه الافكار الرئيسية كده بسرعه في كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا عن صفية بنت عبيد تقول زللزلت المدينة على عهد عمر.. فقال: أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم لإن عادت لا أساكنكم فيها..تخبر صفية بنت عبيد رحمها الله أنه في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدث زلزال في المدينة.. فماذا كان رد فعل عمر قال يا أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم. أحدثتم يعني إيه يعني غيّرتم وبدّلتم.. يبقي إذن هو رد الزلزلة لإيه؟؟ لفساد.. وإفساد.. وتغير استوجب العقوبة، ثم قال لئن عادت – لو ده اتكرر تاني لا اساكنكم فيها – يبقي أصبح المكان ده محل مهدد بنزول النقم.. سوف يتركه ويرحل.

 طيب حينما حدث القحط والجدب في المدينة لم يكن هذا هو رد فعل عمر رضي الله عنه، وإن كان سيأتي معنا أنه ما نزل بلاء إلا بذنب كما سيأتي في كلام عمر وفي كلام العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حينما خرج يستسقي للناس، قال العباس أيها الناس ما نزل بلاء إلا بذنب وما انكشف إلا بتوبة، لكن الشاهد إن سيدنا عمر فرّق ما بين القحط والجدب وما بين الزلزلة.ربنا سبحانه وتعالى بيقول وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ هذه سنة وقانون عام إلهي من قوانين الرحمة الإهية العظمى، أنه لا يصيب الناس أدني مصيبة إلا بسبب التقصير في حق الله تبارك وتعالي وبسبب المخالفة.. ولكن لأن الله تبارك وتعالي رحيم لا يحاسبنا أو لا يؤاخذنا على كل ما فعلنا وعلى كل ما أجرمنا ولذلك عقب سبحانه وتعالى فقال وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ولذلك قال تبارك وتعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا…. فالله سبحانه وتعالي بيقول أنه لو أراد أن يحاسبنا على كل تقصير وعلى كل مخالفة وعلى كل إجرام في حقه تبارك وتعال لم يستحق أي مخلوق – من دابة – لم يستحق أي مخلوق مما يدب على الارض أن يبقى على ظهرها ولكنه حلمه تبارك وتعالى على خلقه وعفوه وصفحه عنهم.

 ولذلك قال تبارك وتعالى حينما تعجب أهل الايمان أن يصيبهم ما أصابهم وهم المؤمنون قال تعالى أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا …. كيف يحدث لنا هذا؟ كيف نصاب بهذا الابتلاء ونحن المؤمنون وهم الكافرون، هنا الصراع بين أهل الايمان وأهل الكفر المفروض أن يدان أهل الايمان على أهل الكفر، فلما أدين أهل الكفر على أهل الايمان، تعجب المؤمنون وفيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا أَنَّى هَذَا؟ كيف يحدث هذا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يبقي إذن اسم الإيمان لوحده ميكفيش انتسابنا للإسلام بمجرده مش كفاية مش هينفع، لازم يكون ده امتثال والتزام حقيقين لذلك الصحابة كانوا ممتثلين للإسلام لكنهم لما عصوا أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن استحقوا العقوبة قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ يبقي إذن ربنا سبحانه وتعالي وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ.

 فإذا وجد الخلل يبقى الخلل ده قطعاً على وفق الرحمة والحكمة والعدل الإلهي وعلى وفق هذا النور القرآني الذى بينه الله تبارك وتعالى مرده إلى أنفسنا وبالتالي إصلاحه بيبدأ من هاهنا، بيبدأ من الأرض حينما يأتي الإصلاح من الارض يأتي العون والمدد والرحمة من السماء، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من انتشار المخالفات وشيوع المنكرات وسكوت الناس عنها، وإن حيكون من عقوبة ذلك، قال صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى: قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلَا يُسْتَجَابَ لَكُمْ. ودي أخطر حاجة أصل احنا لازلنا في خير طالما إن احنا مازلنا إذا رفعنا أيدينا إلى الله تبارك وتعالي استجاب.. طب لما احنا نقطع ده إذا كنا احنا حنرفع أيدينا وندعي وما تأتيش الإجابة.. أصل احنا مالناش في النهاية.. ليس للعباد إلا ربهم تبارك وتعالي مفيش لا ملجأ ولا مفزع ولا ملاذ إلا إليه تبارك وتعالى، فإذا احنا قطعنا الصلة دي انقطع عنا كل خير، ولذلك يجب علينا إن احنا نسعى جاهدين على الأقل أن نُبقي الصلة بينا وبين السماء موجودة الصلة بينا وبين ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع.

 ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر العقوبات وذكر المصائب اللي بتأتي عشان تعيد العباد إلى الله، قال تعالىوَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا عشان احنا نخاف فنرجع، ثم قال بعدهما وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا لو احنا مش هانستجيب أو نتجاوب مع الرسائل الإلهية التي تأتي مش حنحسن الترجمة للأحداث التي تجري مش هنعرف الخلل منين فنحاول إن احنا نعالجه مش هنعرف مشكلتنا فين فنحاول نسلك السبيل لإزالة أسباب الخلل مش حنتقدم للأمام والمشكلة إننا بتزداد علينا حجج ربنا – سبحانه وتعالى – نحن ذكرنا كثيراً قول ربنا تبارك وتعالىوَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ۝ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ولذلك قولنا قبل كدة إن من رحمة ربنا بينا إن احنا لسه في المرحلة دي فمعنى فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ أن هؤلاء الناس مفيش منهم رجاء لا في حال النعمة شكروا ولا في حال البلاء تضرعوا وعادوا وآبوا فدول ملهمش لزمة.. طب ملهمش لزمة بيحصلهم إية؟ على فكرة مش بيهلكوا.. لأ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ يأخذوا من أسباب الدنيا أصل هو مالوش في الأخرة فخلاص، فاحنا قولنا قبل كدة إن طالما بقيت الأمة لازالت في إطار الضراء مع المخالفة يقبا لسه فيها بقيت الخير اللي يمكن أن تستجلب الرحمة، طيب لو احنا فضلنا زي ماحنا على حالنا من التقصير والمخالفة والأعراض والنأي والبعد وبعدين مشت معانا على فكرة دا مش كويس يعنى لو احنا كدة وبشبشت معانا الدنيا وسلكت دا اللي ربنا بيقوله فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ۝ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 ولذلك لابد أن نحسن الترجمة عن الله تبارك وتعالى، احنا قلنا النبى صلى الله عليه وسلم قال: من يرد الله به خيراً يفقه في الدين الفقه معناها الي هو يفهم، احنا عندنا من البلايا اللي احنا أصيبنا بيها إن لما نقول كلمة الفقه يبقى كتاب مثل فقه السنة فيه أحكام الطهارة والصلاة الفقه هو الفهم إن الواحد يفهم عن الله عز وجل وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقل يعي لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ يستوعب واعية بتفهم وبتحفظ وبتحسن الترجمة، احنا محتاجين أن نفهم سنن ربنا عز وجل وبالتالي نحسن التعامل معها وبالتالي نخرج من الأزمة اللي احنا فيها نفك الكلبش اللي احنا مش عارفين هو جاه منين ده احنا في الآخر عايزين نفك الكلبش علشان العربية تمشي. احنا مش لاقينه ومش شايفينة واحد يقولك أرفع الكبوت وواحد يقولك حط بنزين احنا قاعدين بنلوش هو الكلبش لازم يتفك احنا بقا مش شايفين الكلبش دي مشكلة تانية لازم نعرف هي بتخرّ منين أصلاً علشان فى الآخر نسدّ الخرم حتفضل هيه تخرّ وكل واحد جايب خرقه وقاعد يسيق بس مش حيصل حاجة هيفضل النزيف مستمر بشكل دائم لازم تعرف المشكلة فين، طيب المشكلة دي علاجها فين؟؟

 هذا سيتوقف على مقدار اليقين اللي عندنا هل احنا عندنا يقين حقيقةً؟؟ هل احنا عندنا يقين إن فعلاً الحلّ أو المخرج عند ربنا تبارك وتعالى وبالتالي نلجأ له؟ هل احنا عندنا يقين فعلاً إن الدواء والعلاج قد سطر في كتاب الله عز وجل وبالتالي نستمد منه؟ هذا هو معيار الأيمان، احنا قولنا قبل كدة أن هناك فرق ما بين المعرفة والأيمان.. المعرفة إن أنا أبقى عارف أو مدرك الصح أنا مُدركه ذهنياً الكلام ده في دماغي.. طب إيه الفرق بينه وبين الإيمان الإيمان ده حاجة في القلب يقين بيحرك الأنسان، احنا عايزين ننتقل من مرحلة المعرفة إن احنا فاهمين إيه الصح وعارفينه ونقدر كلنا نتكلم بس علشان نمارسه لازم نستشعره ونتأثر به، فنحن كلنا عندنا المفروض يقين إن الأمر بيد الله عز وجل وإن العباد إذا فاؤا إلي الله سبحانه وتعالى إن ربنا عز وجل يكشف ما بهم وأن كتاب الله عز وجل هو النبراس وهو النور وهو المنهاج كلنا موقنين ومؤمنين بهذا لكن فيه مشكلة لو احنا لم نصل إلى مرحلة التعامل أو التناول أو الانفعال أو التفاعل أو التعاطي مع الكتاب يبقي احنا عندنا مشكلة في اليقين لازم نحل المشكلة دي، احنا لو لم نقدر أن نضع أيدنا على المشاكل فعلاً فين لو لم نقدر نواجه الحقيقة وأن يكون عندنا جرأة أن نواجه أنفسنا وموقفنا الحقيقي من الدين وهل احنا مقتنعين أو مش مقتنعين؟؟؟ لو احنا مقتنعين يبقى لازم نمشى على وفق القناعة.. لو مش مقتنعين يبقى لازم أن يكون عندنا الشجاعة والجرأة أن نقول احنا مش مقتنعين ونبحث عن أسباب القناعة.. إما إن احنا مش مقتنعين نقتنع فعلاً أو نبحث عن سبيل آخر بس نسلكه ونخلص زي ما قولنا في قضية التخلف لو التخلف سببه الإسلام خلاص خلي الإسلام على جنب.. لو سببه احنا يبقى نعالجنا، المرة القادمة – إن شاء الله – هنتكلم عن عام الرمادة أيام سيدنا عمر.

اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه.

اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تجمع بها شتات قلوبنا وترد بها غائبنا وترحمنا بها برحمتك يأ أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات, وحب المساكين, وحب المساكين, وأن تغفر لنا ترحمنا وتتوب علينا, وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.