Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

عن القرآن

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

أما بعد،،،

ذكرنا فى الخطبة الماضية آيات الصيام التى أمر الله عز وجل فيها عباده بأن يؤدوا هذه الفريضة وبين سبحانه و تعالى فى ثنايا هذه الآيات عللاً وحكماً للأمر بهذه العبادة فكان من جملتها قوله تبارك وتعالى معرفا بشهر رمضان شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فالله عز وجل حين حث على اداء هذه العبادة أشار إلى فضيلة الشهر وعلة اصطفاء الله عز وجل له لأن يكون شهر أداء هذه العبادة و القربة لله عز وجل. وإذاً فالله عز وجل حينما يصطفى ويختار فهو يصطفى و يختار لحكمة بالغة يعلمها تبارك وتعالى ليس اختياراً عشوائيا هكذا كيفما اتفق،  ولكنما قال تبارك و تعالى وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وقال تعالى وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ . أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ وقال تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فالله عز وجل إنما يجعل اصطفائه واجتبائه وتفضيله فى المحل الذى يستحق بناءً على علم الله عز وجل ومشيئته وحكمته فالله عز وجل حينما حث على صيام رمضان ذكر بأن الله سبحانه وتعالى قد اختاره و قد اصطفاه لأن يكون محلا لبدأ التنزيل ويكأن هذه الفضيلة وهذه المزية كفيلة بتعظيم هذا الشهر. فتعظيم رمضان فى هذه الآية انما كان نتيجة وفرعاً عن تعظيم كلام الله عز وجل شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ثم بين سبحانه وتعالى أوصاف هذا الكتاب المنزل قال تعالى هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فالقرآن كلام رب العالمين سبحانه وتعالى يصفه ربنا تبارك وتعالى فى كتابه بأوصاف مبيناً جليل شأنه وعظيم فضله لكى ننزله منزلته ولكى نضعه فى المحل اللائق بكلام رب العالمين سبحانه وتعالى فقال سبحانه وتعالى الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ثم بين بعض حكم وعلل التنزيل أنه هدىً للناس .. الله سبحانه وتعالى إنما أنزله لكى يهدينا السبيل لكى يبين لنا طريق السعادة وطريق النجاة، هدىً للناس جميعاً إنما أنزله الله ليكون هداية للعالمين ولكن انما ينتفع به الذين يبحثون عن الهداية ويريدونها ولذلك جعله الله عز وجل هنا هدى للناس وجعله فى صدر هذه السورة سورة البقرة هُدًى لِلْمُتَّقِينَفإذاً إنما أنزله تبارك وتعالى ليحقق الهداية المعروضة المتاحة للكافة لكل الناس فهو صالح لهداية الخلق أجمعين لم يستثن سبحانه وتعالى منهم أحدا و لكن من الذي ينتفع بهذه الهداية هم الذين يبحثون عن مراضى الله تبارك و تعالى هم اهل التقوى الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ.

 فالصلاحية أنه هدىً للناس جميعاً وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ذكر الهدى أولاً ثم أعاد الهدى ثانياً شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ثم وصفه بوصف آخر أنه يحتوى البينات كما قال تباك وتعالى حم .  وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ وقال تعالى  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء الله سبحانه و تعال لم يستثن من هذه الأشياء ولا شيئا واحداً. كل ما يحتاجه الناس للسعادة فى معاشهم ومعادهم قد بينه الله عز وجل ووضحه أتم البيان وأكمله قال تعالى وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ كل هذه الأوصاف إنما تتحقق لأهل الإسلام والاستسلام لله عز وجل ولحكمه ولأمره ولتنزيله ولكلماته فالله عز وجل وصفه بأنه هدى يهدى لأصل الطريق، ووصفه بأنه يحوى البينات التى تبين تفاصيل الطريق. هذه البينات تنقسم إلى قسمين بينات هدى وبينات فرقان.

بينات هدى التى تبين التفصيل بعد الإجمال يعنى أصل الهداية اجمالية ( فيه هدى للناس ) فإذا استجاب له الناس أتتهم البينات التى تفصل طريق الهداية تفصيلاً لكل جزئية نحتاجها ثم هو يحوى فوق ذلك فرقاناً. الفرقان الذى يحدد المعالم التى تفصل الحق عن الباطل فهو يبين طريق الهداية ويبين حدوده لئلا يختلط به غيره لئلا يلتبس بغيره من الطرائق لئلا يتمكن أحد من أن يلبس على الناس الحق بالباطل، فالله عز وجل وصفه بأنه هدى .. وصفه بأنه بيان وتبيان .. وصفه بأنه فرقان يفرق بين الحق و الباطل تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا هكذا وصفه الله تبارك وتعالى ووصفه ربنا تبارك وتعالى بأنه برهان يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا فهو الهدى وهو التبيان وهو الفرقان و هو البرهان.

 البرهان هو الذي أتي بالحجة النيرة علي أنه لا ينبغي إلا أن يكون كلام رب العالمين تبارك وتعالى، ففيه من دلائل إعجاز ما يقطع ويجزم كل ناظر فيه إذا نظر بعين الإنصاف لا بعين الهوى يتيقن أن هذا هو كلام الله عز وجل لا يمكن أن يكون هذا كلام بشر من خلق الله تبارك وتعالي ولذلك الله سبحانه و تعالي في كتابه كرر التحدي بالقرآن لأنه يحمل براهين صدقه ومصداقيته وقال تعالي: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وقال تعالي: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ الله عز وجل قطع أن الناس لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال أولًا فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ يعني بمثل القرآن ثم تنزل معهم سبحانه وتعالي قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ فتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن ثم تنزل سبحانه وتعالي معهم فتحداهم أن يأتوا بعشر سور من سور القرآن طويلة كانت آياتها أو قصيرة وقال بعشر سور مثله مفتريات – ما معني مفتريات؟ أي تحوي أي كلام . الله سبحانه و تعالي أنزل كلامًا معجزًا في أسلوبه وفي طريقته وتضمن هذا الكلام المعجز الحق في كل شيء وفي كل أمر. فالله عز وجل لم يكلفهم أن يقولوا حقاً بل لهم أن يقولوا باطلًا، لكن يصيغوه هذه الصياغة وبهذا المستوي من البلاغة وفقط . فهم عجزوا عن ذلك ثم تحداهم أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا عن ذلك ، فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله أي لا تشابهه مشابهةً او تماثله مماثلة تامة قريبه منه بلاش بالظبط طب حاجة قريبة من كده فقال تعالي بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.

اجمع من تستطيع أن تجمعهم ثم قال فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا و هذا قمة التحدي هم لم يفعلوا ولن يستطيعوا أبد الدهر أن يأتوا بمثل كلام الله تبارك و تعالي فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ فمثلهم وشبههم بالحجارة التي لا تعي و لا تعقل.

فجعله الله عز وجل حجةً وبرهاناً جعله الله عز وجل أو سماه كتاباً والكتاب هو الشيء الذي ضم وجمع بعضه الي بعض فالله عز وجل من رحمته جمع لنا كل ما نحتاج إليه في كتاب واحد في موضع واحد لا يتفرق في كتب كثيرة بحيث يشق علي الانسان المريد للهداية أو أن يصل إلي الله يشق عليه ان يقرأ مئات أو عشرات من الكتب بل جمع الله عز وجل هذا الخير كله ووضعه في موضع واحد بحيث يسهل علي كل إنسان مريد للهداية أن يجد توبته وحاجته في كتاب الله عز وجل بلا مشقة و بلا تعسير بل جعله الله عز وجل فوق كونه كتاباً واحدًا مجموعًا بعضه إلي بعض جعله ميسرًا مسهلًا هذا الكتاب هو كلام الله عز وجل لا يطيق بشر أن يعي أو أن يفهم أو أن يحفظ كلام الله عز و جل لان كلام الله عز و جل مثالا لعظمته تبارك و تعالي لكنه من رحمته تبارك و تعالي يسر لنا أن نقرأ وأن نعي وأن نفهم فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

ذكرها الله عز و جل مراراً ولقد يسرنا القرآن للذكر ثم فهل من مدكر بعد ما يسره الله فلماذا لا يقبل الناس علي هذا الذكر الميسر؟؟

سماه الله عز و جل قرآناً اسم للشيء الذي ينبغي أن يردد وأن يتلي وأن يقرأ في كل وقت وحين.

سماه الله عز وجل بلاغاً قال تعالي: هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ البلاغ هو الشيء الذي يبلغك إلي مرادك الإنسان حينما يسافر يأخذ معه زاد هذا الزاد يسمي بلاغًا يتبلغ به أي يحمله ويوصله إلي مراده فالله عز وجل سمي القرآن بلاغًا لأن فيه ما يبلغنا الي غايتنا إلي طلبتنا إلي نيل رضوان الله عز وجل والجنة ولذلك قال تعالي كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ بعد هذا البلاغ لا يهلك علي الله إلا هالك لا يهلك علي الله إلا فاسد.

سماه الله عز و جل نوراً قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ

سماه الله عز و جل روحاً وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فالله عز وجل سمي كتابه روحاً لأنه به تحل الحياة ، فالإنسان بدون معرفة الله بدون الاتصال بالله هو ميت أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا .

سماه روحًا و سماه نوراً الروح التي تقوم به الحياة والنور الذي به تتم وتكمل الحياة وليتجنب الإنسان مواطن الزلل ومواطن الهلكة.

سماه الله عز و جل ذكري والذكر هو ما يذكر به العبد ربه وما يذكر به عند الله عز وجل وما به شرفه ومكانته ورفعته لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ فالله عز وجل وصف كتابه وسماه بأسماء دالة هذا الأسماء في جملتها علي عظمة كلام الله عز وجل الذي يرتب أن يكون حقيقا لكل إنسان أن يتدبره ويتأمله لذلك قال ابن عباس في صحيح البخاري: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ ثم ذكر علة لماذا وكان أجود ما يكون في رمضان حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ  فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول ابن عباس- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

فهو يقول أن جبريل عليه السلام كان يتنزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في رمضان في كل ليلة فيدارسه كتاب الله يراجعان معاً القرآن فكان رسول الله صلي الله عليه و سلم وجبريل يجتمعان معاً طوال شهر رمضان في كل سنة فيراجعان ما معهما من كلام الله عز و جل يعرضان القرآن عرضاً فالانسان في كل رمضان يحتاج أن يعرض نفسه كما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعل يعرض نفسه علي كتاب الله ويراجع حاله وهذا يرتب آثاراً فالرسول صلي الله عليه وسلم كان جوادًا لكن جوده كان يزيد حينما يلتقي جبريل وهذا أثر مخالطة الصالحين وحينما يراجعان معاً كتاب الله عز وجل الذي يزيد الثقة بالله فينفق الإنسان في مرضاة الله الذي يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ويحث الانسان علي أن يقدم بين يديه غدًا في لقاء الله عملاً صالحاً يجد أثره، يرقق قلب الإنسان على الناس فيرغب بالإحسان عليهم وإيصال الخير لهم، فإذاً مدارسة القرآن كان لها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو أعظم الأثر، فهذا اقتران بين القرآن وبين رمضان ولذلك في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري: أن فاطمة رضي الله عنها أخبرتها فقالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته قد  أَسَرَّ إِلَيَّها “إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي” فالنبي صلى الله عليه وسلم استنبط من أن جبريل كثَّف مقدار المراجعة أنه جعلها مضاعفة مرتين بدلاً من مرة واحدة أن هذا إيذاناً بقرب الأجل، ويكأنه أن الإنسان إذا اقترب أجله اجتاج أن يراجع نفسه أكثر، أن ينظر في أمره أكثر؛ لأنه مقدمٌ بعد قليل على ملاقاة رب العالمين تبارك وتعالى، فالإنسان كلما تقدم سنه كان أولى وأحرى أن يراجع نفسه على كتاب الله عز وجل.

 بل إن الله سبحانه وتعالى قد وصف كلامه بست أوصاف مما يختص به من أوصاف جلاله وعظمته تبارك وتعالى فوصف كلامه بأنه “علي” وصف كلامه بأنه “عظيم” وصف كلامه بأنه “مجيد” وصف كلامه بأنه “حكيم” وصف كلامه بأنه” كريم” ووصف كلامه بأنه “عزيز”.

 أولاً: الله سبحانه وتعالى قال: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ الله سبحانه وتعالى يصف كلامه بأنه علي، فالله سبحانه هو العلي الذي له العلو المطلق على خلقه ولذلك كان كلام الله تعالى يعلو ولا يعلى قال تعالى : وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وهنا الله سبحانه وتعالى لم يقل : وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا  لا بل رفعها على الابتداء أي أن كلمةَ الله هي العليا دائماً لا يعلو عليها ولا يسمو عليها أي كلمة أخرى لأي عبد كائناً من كان، لكن الكفار يريدون أن يرفعوا كلمتهم لكي تسامي كلمة الله، فالله سبحانه وتعالى يحط كلمتهم وتبقى كلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم.

 ثانياُ: وصف الله تبرك وتعالى كتابه بأنه عظيم وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي – أي التي تعاد وتكرر زتررد في كل وقت وحين فنحن في كل ركعة من ركعات صلاتنا يلزمنا أن نردد هذه الآيات العظيمة – وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ . لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ فالله عز وجل ذكَّر نبيه بهذه النعمة الجليلة بأنه آتاه هذا القرآن ووصفه بأنه عظيم، فالله سبحانه وتعالى هو العظيم فكان كلامه سبحانه وتعالى أيضاً يتصف بهذه الصفة كلاماً عظيماً .. ثم قال : لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ لأنك إذا أدركت فضل الله ونعمته عليك بأنه آتاك الشيئ العظيم فلا يمكن بعدها بعد أن أدركت عظمة هذه الشيئ العظيم أن تلتفت إلى محقر حقير وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ لإعراضهم عن الحق ثم الأثر الثاني وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ.

 سماه الله كتابا عزيزاً قال تعالى وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ وصف الله كتابه بأنه عزيز، والعزيز هو الذي يعلو ويلا يعلى .. هو الذي يغلب ولا يغلب .. هو الذي يمتنع عن التحريف وعن التغيير وعن التبديل، فلا تطوله يدٌ بتحريف أو تغيير قال تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

 فالله عز وجل سماه عزيزاً وبين أنه لا تطوله يد، وسماه علياً وسماه عظيماً وسماه مجيداً ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ . فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ فالله عز وجل سماه مجيداً .. الشرف والعلو والرفعة لا يساميه ولا يدانيه كلام فهو كلام رب العالمين.

 وسماه سبحانه وتعالى حكيماً، والحكمة أصلها من الحكم من حَكَمَ ، ومن حَكُمَ أي من الحكمة .. فهو من الحكم أي هو الذي ينبغي أن يسود ويحكم، وهو من الحكمة أي الإتقان والإحكام كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ وهو الذي يحوي الحكمة يضع كل شيئ في موضعه اللائق به فلا يتقدم عنه ولا يتأخر .

ثم أخيراً سماه الله سبحانه وتعالى كريماً إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ والكريم هو الذي يعطي بلا حدود، فعطاء كلام الله عز وجل بلا حدود قال الله سبحانه وتعالى : قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا لذلك قال الله تبارك وتعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ . وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ . وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ . إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ يصف الله تبارك وتعالى فيقول وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ أي إذا أدبر وذهب وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أي إذا جاء الصبح وظهر فهو سبحانه وتعالى يقسم بلحظة انبلاج الفجر وظهور الصبح بعد ظلمة طويلة طبقت على هذا الكون .. أطبقت على صدور الناس، فالله سبحانه وتعالى أزاح الليل بحلكته وظلمته وأتى بالصبح الذي بدأ  يتنفس، فإذا تنفس الصبح فلابد أن يأتي بكلام الله، فإذا لم يأت الصبح بكلام الله فهو من جملة الليل الساري قال الله تعالى إِنَّهُ -أي هذا القرآن –  لَقَوْلُ – من الذي تنزل به؟ هو قول رب بالعالمين قاله وتنزل به أمين السماء على أمين الأرض – إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ – قوة لتحمل هذا القول الثقيل إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا.

 عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ – ذو مكانة عند رب العرش سبحانه وتعالى.

مُطَاعٍ ثَمَّ – هناك في السماوات ثم أنه فوق ذلك . أَمِينٍ ثم انتقل إلى الرسول البشري وصفته فقال: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ صاحبكم الذي تعرفون وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ذكر صفة هذين الرسولين وفضلهما، ثم بين أنه تلقاه منه مباشرة برأي العين وسمع الأذن فلا احتمال لأن يكون قد غفل أو قد نسي أو قد وهم وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي لا يكتم شيئاً مما أنزله الله إليه وفي قراءة بِظَنِينٍ أي بمتهم فهو ليس متهماً ولا بخيلاً .. ثم قال سبحانه وتعالى فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ الله سبحانه وتعالى يستنكر على عباده بعد كل هذا التبيان بعد كل هذه الأوصاف أن يذهب يمنة أو يسرة بعيداً عن كتاب الله عز وجل الموصوف بكل هذه الأوصاف فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ . إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ . لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..

 الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك لى محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

 فإذاً كتاب الله عز وجل العزيز الحكيم العلى العظيم الكريم المجيد هو الذى يستحق ويستحق وحده ان يعلو ولا يُعلى ,هو الذى يستحق ان يحكم لا ان يُحكم , هو الذى يستحق ان يسوس لا أن يُساس قال الله تبارك وتعالى أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا  وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ  . وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا

ماذا نحتاج وراء ذلك وبعد ذلك تمت كلمات الله عز وجل صدقاً فى كل خبر وعدلاً فى كل …

ولذلك قال تعالى أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وقال تعالى: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ  قال تعالى:  أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ جعل لها قيداً ومن أحسن من الله قيدا .اهل الايمان الذين يعرفون الرب الذين يعرفون كلمات الله هم فقط الذين يدركون هذا المعنى العظيم اما غيرهم فهم فى ريبهم يترددون  قال تعالى  قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً  وذكر الولى وهو الذى يتولى أمرنا ويقون بشؤوننا  قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ  قال تعالى  قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ   قُلْ أَغْيَر اللَّه أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْء وَلَا تَكْسِب كُلّ نَفْس إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِر وَازِرَة وِزْر أُخْرَى ثم  إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 

فالله عزوجل ذكر أربع كلمات الرب والإله والحكم والولى فى مقام الاستنكار أن يبتغى أو يطلب الانسان رباً غير الله أو إله غير الله أو ولياً غير الله أو حكماً غير الله تبارك وتعالى .

 أعلق سريعا على قضية الدستور . نحن بقينا مدة نستمع الى هذه الجملة الدستور أولاً أم الدستور آخراً . هذه الثنائية  إما أن تختار الدستور أولاً وإما أن تختار الدستور أخرأً مثال أنت تشجع الاهلى أم تشجع الزمالك ليس فرضاً أن فى إنسان لايشجع الكرة ده مش موجود فى الحياة  لكن  أهلى أو زمالك ..

ريال مدريد ولا برشلونة  لازم يبقى كده بيحب الغناء القديم ولا الغناء الشبابى .. عبده الحامولي أو تامر حسني!

كذلك حتى فى الدين أنت إخوان ولا أنت سلفى  مينفعش أبقى مسلم؟  كما قال الله تبارك وتعالى : هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ  كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة .. تلك الثنائيات غير المفهومة التي تصنف الناس إما لتلك الجهة وإما إلى الجهة المقابلة . الدستور أولاً أو الدستور آخراً.

 هؤلاء الذين يتكلمون هم لم يدركوا قبل ما هو الدستور  أصلاً يعنى ايه دستور؟؟ وهل الدستور ده ملزم؟؟ وهل لازم يكون هذا الدستور بهذه الصورة عندنا فى بلادنا.

أولاً  كلمة الدستور هذه أصلها كلمة فارسية فهى ليست من أصول ديننا ولا لغتنا ولا ثقافتنا ولا حضارتنا الدستور هو اسم الدفتر الذى تكتب فيه أسماء الجنود ويكتب فيه قانون الملك هذا هو الدستور ثم نقلت إلى تركيا حينما الدولة العثمانية تحكم على معنى القانون ثم انتقلت الى العربية وأصبحت تطلق اصطلاحاً على الأحكام التى تحو النظام الأساسى للدولة وشكل الدولة وتنظيمها ومؤسساتها  وحقوق وواجبات المواطنين , من الذى يضع الدستور يضع الدستور أعضاء البرلمان  . إذاً من الذى سوف يحكم؟ ليس الله وليس كتاب الله إنما الذى سوف يحكم أو الذى سوف يحكم ما يحل وما يحرُم ما يجوز وما لايجوز ما يلتزم به الناس رغماً عنهم هم أعضاء البرلمان هم ممثلو الأمة , أصل هذا النظام المستورد لنا من أوروبا  يقوم على مبدأ أساسى هو مبدأ سيادة الأمة  , السيادة هى إلارادة العليا التى لا تعلوها إرادة فى حديث عبد الله بن الشخير رضى الله عنه فى سنن داوود: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا أَنْتَ سَيِّدُنَا فَقَالَ السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى – لمن السيادة؟ – قُلْنَا وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا فَقَالَ قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ” أى لا تغالوا فى المدح حتى لا يأخذكم الشيطان بعيداً باتجاه الإطراء والغُلو.

فإذاً هم عندهم أن السيادة ليست لله وإنما للأمة  يعنى أنا وفلان وفلان  وحضرتك , الأمة دى عبارة عن كينونة معنوية , مجلس الشعب كينونة معنوية يعنى الشعب كله؟ خمس وثمانين مليون حيحطوهم فى الخلاط حيطلع حاجة “مكس” دى اسمها الأمة  , يعنى إذاً أنا كفرد ليس لى حق فى هذه السيادة الحق ده لمين؟ للأمة , طب مين بيمثل الأمة؟ هم أعضاء البرلمان اللى احنا بننتخبهم هؤلاء هم الذين لهم حق السيادة , الذين لهم حق التحليل والتحريم وال.. ,

فاذا نحن إذا ذهبنا إلى صناديق الأقتراع فنحن ننتخب مجموعة من الألهة يحكمون لا مُعقِّب لحكمهم ,  وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  , هذا ينافى تماماً أصول ديننا , الحكم لله عز وجل ليس لمخلوق الحق فى أن يُشرِّع ,  البرلمان اسمه المجلس التشريعى ده مش موجود فى الإسلام  احنا معندناش ده , التشريع ده حق لله وحده  تبارك وتعالى , الأمر والنهى     إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ  فالله عز وجل هو الذى يحكم ودور العلماء فى الإسلام أن يستنبطو من أصول  القرآن والسنة  الأحكام التى تناسب الواقع , الجهاز القضائى عندنا الأصل فيه أن القضاة لابد أن يكون من العلماء لأنهم الذين بيستنبطوا من الأصول ما يناسب وقائع الخصومات التى يتخاصم بها إليهم الناس وهناك طبقة المفتون الذين يرجع إليهم رجالات الدولة فيستشيرونهم فيخبرونهم بأحكام الشرع , فنحن ليس عندنا بالأساس هذا الوصف أو هذا المجلس أو هذه القبة . القبة التشريعية فلابد أولاً أن ندرك حقائق هذه الآمور وأصولها وهل تتناسب مع ديننا أم لا هى حتنفع ولا مش حتنفع احنا الله سبحانه وتعالى قد أغنانا بنظام ، النبى صلى الله عليه وسلم أقام أمة  وورثها الصحابة ثم الخلفاء إلى عهد قريب.

هذا التراث السياسى والاقتصادى الإدارى الاجتماعى لا يوجد لأمة من الأمم ، إذا لم نجد فى أصولنا ما يُغنينا نظرنا عند غيرنا فأخذنا ما يتناسب مع أصولنا ومع ديننا. فلابد أن نضع كل آتٍ لنا من غيرنا على أصول ديننا فذكرنا فى يومنا هذا كيف وصف الله عز وجل كلامه كيف عظم الله سبحانه وتعالى كلماته كيف عظم الله سبحانه وتعالى كتابه بما حوى من أوامر ونواهى كيف وصفه بأوصاف فيها كل الغنى، فيها كل ما يحتاجه العباد فى معاشهم ومعادهم ليس ليس لهم عذر بعد ذلك أن يحيدوا عن كتاب ربهم عز وجل إذا غير ذلك من طرائق الشرق أو الغرب لأنهم قد اكتفوا بما أتاهم الله عز وجل به قال النبى صلى الله عليه وسلم  ” لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآن ”  وذكر فى جملة تفسيرها أنه يستغنى بكلام الله عز وجل عن غيره . إن فى كتاب الله عز وجل الغنى للمسلم فى كل ما يحتاجه هذه قضية اعتقاد ويقين لايتصور للمسلم أو لا ينبغى للمسلم ولا يتصور له أن يتشكك فى هذه القضية أو أن يعرض عن كتاب الله عز وجل أو أن يظن فيه النقص أو العيب فيحسد عنه إلى غيره فإذا علينا فى أيامنا القادمة أن نصنع كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رمضان أن نراجع كتاب الله عز وجل  بعين متبصر بعين متدبر بعين الذى يريد أن ينجو بعين الذى يريد أن ينجو.

الطريق بعين الذى يريد أن يتلمس طريق الهداية ليس بالطريقة الآلية التى اعتدنا عليها نحن نقرأ لا نتدبر لانتفهم  قال تعالى كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك  كثير الخير كثير الفضل  لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ  .