Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

عن رمضان

الحمد لله أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً مزيداً.

ثم أما بعد:

قال الله تعالى وَأَنْ
تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
الله سبحانه وتعالى يبين
لنا خيرية هذه العبادة وحاجة الناس كل الناس إليها، نحن في أيامنا هذه أحوج ما
نكون إلى هذه الخيرية إلى هذه العبادة، إلى أن يظلنا الله عز وجل بظلال رحمته
وكرمه، نحن اليوم أعظم وأكثر من أي يوم مضى، نحن في حاجة إلى أن يظلنا ربنا سبحانه
وتعالى بظلال رحمته وفضله وكرمه، قال الله تعالى آمراً عباده بهذه العبادة
العظيمة، ومن شأن الرب سبحانه أن يأمر، ومن واجب العبد أن يمتثل وأن يطيع لا يسأل
عن علّة الأمر أو عن حكمته وليس له أن يتباطأ في تنفيذ أو تلبيت أوامر سيده سبحانه
وتعالى لكن ربنا عز وجل حينما خاطبنا بهذه العبادة العظيمة تلطّف لنا غاية التلطف
وأفصح لنا سبحانه عن كثير من أوجه الحكمة ليحث هذه القلوب على أن تقوم بهذه
العبادة كما يحب ربنا ويرضاه، خاطب المؤمنين بهذه الكلمة التي ينبغي أن تكون حبيبة
إلى قلب كل عبدٍ مؤمن بالله عز وجل يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم أي
فرض عليكم من ربكم عز وجل ” الصيام ” هذه العبادة كما كتب على
الذين من قبلكم
فهذه سنّة من سنن الله عز وجل في أوامره، ركنٌ من أركان
الدين، أمر الله عز وجل بها المؤمنين أتباع كل نبي من أنبياء الله عز وجل، فهي
سنّةٌ ماضيةٌ في أتباع النبيين والمرسلين كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وعدم التفرد في هذه العبادة وأن لنا
فيها سابقين قد مضوا ييسر على القلوب ويسجل لها فعل هذا الأمر لأن السابقين قد
فعلوا هذا مراراً وتكراراً في كل زمنٍ من الأزمن التي كان فيها أهل الإيمان.

فإذاً أركان الدين الخمسة هي
أركانٌ ثابتةٌ :الشهادة لله عز وجل بوحدانيته واستحقاقه للعبادة، والشهادة للرسل
بالرسالة،وإقام الصلاة وايتاء الزكاة، والصيام وحجّ بيت الله كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
فالغاية من وراء
هذه العبادة هي أمرٌ أبعد مدىً وأعلى قدراً من مجرد هذا الإمساك في هذه الأوقات
المحددة، الغاية هي حصول التقوى،والتقوى كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
محلها هاهنا، قال صلى الله عليه وسلم: ” التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى
هاهنا وأشار إلى صدره ثلاثاً ” صلى الله عليه وسلم

فإذاً الغاية المقصودة هي حصول
التقوى،والتقوى كما قلنا هي عملٌ قلبي،فإذاً الغاية من وراء هذه العبادة لظاهرة؛
حصول شيء في القلب سماه الله عز وجل التقوى، قال الله عز وجل يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
آية نرددها غالباً في بداية كل خطبة، إذ كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم في كثير من خطبه يسستفتح بآيات ثلاث من كتاب الله يجمعها
جامعٌ واحد وهو الأمر بتقوى الله عز وجل .

قال ابن مسعود في قوله تعالى
اتقوا الله حق تقاته
إن حق التقوى أن يطاع فلا يعصى أن يذكر فلا ينسى، أن
يشكر فلا يكفر، حق التقوى في ثلاثة أشياء :الذكر الدائم لله عز وجل، وترك
الغفلة،الشكر على نعم الله عز وجل وترك الكفران لها، لكن الله عز وجل لرحمته
بعباده قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فالحق لله عز
وجل هو في هذه الآية، حق الله عز وجل الواجب على العباد أن يتقوه سبحانه حق
التقوى، لكنّ هذا لما كان أمراً عظيماً ربما لضعف الإنسان وخوره لا يستطيع أن
يقيمه حق القيام خفف الله عز وجل عنه،وأمره بأن يجتهد طاقته وأن يحرص على طاعة
الله قدر استطاعته فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
والإنسان لا يدري متى يأتيه
الأجل، فالله عز وجل يأمره أل يأتيه أجله إلا وهو مسلم مُسلّمٌ أمره لله عز وجل
فهذا أمرٌ لنا بالمداومة على الإسلام والطاعة والإستسلام حتى إذا بغتنا الأجل في
أي لحظة من اللحظات وجدنا مسلمين مسلّمين لأمر الله عز وجل .

سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
سأل أُبيّ بن كعب عن معنى التقوى، فقال أُبيّ: يا أمير المؤمنين أما سرت يوماً في
طريق فيه شوك، قال:بلى.، قال: فما صنعت.،قال: شمّرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.

مثّل التقوى بأن الإنسان يسير في
طريق فيه عواسير وعقبات وأشواك فهو لابد له أن يتحسس موضع قدمه في كل خطوة يخطوها،
كل ما يتحرك خطوة يتحسس موضع أقدامه، هذا الموضضع موضع أمنٍ أم موضع خوف، موضع
طاعة لله، أم موضع مخالفة له،موضع نجاة،أم موضع هلكة، فهو دائم التشمير والتحسس
لمواضع الأقدام.

التقوى: أن تعمل بطاعة الله، عل
نورٍ من الله ترجو ثواب الله، أن تترك معصية الله على نور من الله، تخشى عقاب الله
عز وجل