Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

فاتقوا الله ما استطعتم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم الأنبياء وصفوة المرسلين؛ صلى الله عليه وعلى وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد:

الخطبة اليوم ان شاء الله ليست مرتبة ولا على نسق واضح مثل الخطب السابقة لأنها عبارة عن مناقشة حول موضوع، والمناقشة بطبيعتها لا تكون متسقة ولا متتابعة ولا مسترسلة كالحوار الطبيعي.

تساؤل لمجموعة من الرفقاء…..يقول التساؤل:

1) زمن الجمل وزمن الطائرة…..هل في حل يجمع بين سرعة زمن الطائرة وبين إيمان زمن الصحابة يأخذ به المسلم المعاصر؟ كيف يمكن لشخص يعمل من 8 – 10 ساعات يوميا ومواصلات ساعتين ونوم من 6 – 8 ساعات بالإضافة للأولاد والأهل وتعليم ذاتي ومنافسة في عالم مادي مثل هذا، كيف يستطيع أن يعبد الله بصيام وقيام وتفكر في آيات القرآن؟

2) كيف يواجه الدين تحديات الحداثة الغربية؟ الحلول الدينية المطروحة كلها مستمدة من الماضي وبالتالي ستظل تفشل.

سوف نحاول مناقشة هذه الكلمات…..

أولا: زمن الجمل والخيمة وزمن الطائرة بل مركبة الفضاء وناطحة السحاب …. ما الفرق بين الزمنين؟

أولا يوجد فرق بين شيئين، بين مقولة أن الدين الذي كان ينفع في ذلك الزمان الغابر أصبح غير صالح لهذا الزمان الآن بسبب هذه المتغيرات.

هذا شيء، وبين مقولة أن ممارسة الدين كما مارسه الصحابة أصبح صعبا في هذا الزمان بمتغيراته الصعبة الحالية.

المقولة الأولى تقول أن الذي أنزل الدين عياذًا بالله لم يكن في علمه أن التطورات ستتجاوز قدرات أو مستوى الدين أو ستكون أعقد وأصعب من المنهج والشرعة التي خاطب الله بها سبحانه الإنسان، جنس الإنسان كله، على امتداد الزمان والمكان. هذه نقطة غاية في الأهمية وعليها أساس كل شيء، أن الذي أنزل هذا الدين هو رب العالمين سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. هذه أول وأهم نقطة، طالما أن ربنا سبحانه وتعالى قال أن هذه الكلمات صالحة الى نهاية الزمان إذا يقينا هي كذلك ولكن من الممكن أن نكون نحن لا نعرف كيف نتعامل معها أما قضية صلاحيتها كأصل فهي مرتبطة بإيمان الإنسان بالله وإيمانه بهذه الكلمة … إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ الحكمة والعلم، هذه هي أول نقطة وأهم نقطة.

النقطة التي تليها، القانون العام الذي يحكم حركة الإنسان، قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ… ما معنى حق التقوى؟ أن يعبد الإنسان الله كما ينبغي وكما يستحق الرب سبحانه وتعالى وهذا شيء بالغ الصعوبة. قال ابن مسعود رضي الله عنه (إن حق التقوى أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر). طاعة دائبة، الذكر التام وعدم الغفلة، إعطاء النعم حقها من الشكر، وهذا مستحيل، لكن الرحمة الإلهية قالت بعد ذلك فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ… إذا هذا هو القانون. الإنسان في أي وضع فى أي إحداثيات، المطلوب منه أن يجهد أن يتقي الله سبحانه وتعالى قدر ما يمكنه، لقد ذكرنا كثيرا من قبل أنه لما نزل قول الله تبارك وتعالى لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ شق ذلك على الصحابة، لو سيسائل الله سبحانه الإنسان عما يجول في خاطره وعما تتحدث به نفسه، سيكون الإنسان أولا أمام نفسه شكله سيء للغاية فما بالك أمام الرب تبارك وتعالى، فلما شق ذلك على الصحابة، قالوا (يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق، الصلاة الصيام الجهاد الصدقة وقدد نزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها) نحن لا نستطيع أن نتعامل على هذا المستوى وأن نسيطر على خواطر النفس ووساوسها وتجاوبها مع وساوس الشيطان، لا نستطيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم سمعنا وعصينا؟ ولكن قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله تبارك وتعالى آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ۝ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ثم أرشدنا أن نقول رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فإذاً القانون لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.

 نقطة أخرى، الجمل والطائرة، الرسالة قد خاطب الله بها الإنسان، هل الإنسان المخاطب للرسالة يتطور؟ أم الإنسان هو الإنسان، نحن الآن نتكلم عن حدوث تغير حول الإنسان أو ما يمكن أن نسميه تغير تقني، ليس تطوراً وإنما تغير تقني، هذا التغير التقني يمس خصائص الإنسان؟ يمس طبيعة الإنسان؟ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ هذا هو الإنسان، إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ الله سبحانه وتعالى يعطيه ويمنحه منن ومعارف وعلوم وقدرات ويسخر له أشياء، لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا إنما هي الفكرة في توظيف هذه الأشياء، هذا هو الفرق، حقيقة لم يكن هناك شيء قد جد على الإنسان، بالعكس.

 حسناً، الجمل أم الطائرة؟ أولاً ما فائدة التقنية؟ المفترض أنها تفعل شيئين، تختزل الزمن وتزيد من مساحة الرفاهة، لا يوجد شيء آخر، شيئين فقط، تختزل الزمان، الأشياء التي تفعلها في زمان طويل تختزلها في زمان قصير، لكي توفر فائض الزمن لتفعل فيه شيئاً أرقى، ولكن إذا وفرت الزمن ولم تفعل فيه شيئاً أرقى أنت لم تفعل شيئاً، أو كما قلنا تزيد من مساحة رفاهية الإنسان، لكن الجمل، الجمل أرقى من الطائرة، لماذا أرقى من الطائرة؟ لأن الجمل كائن حي، أنت حين تتعامل مع الجمل تتعامل مع روح ومع حياة، مساحة من التفاعل، بخلاف ” المعدن ” ، يقول ربنا سبحانه وتعالى أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ” دا توجيه لإيه؟ ” وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا المعادن أيضاً مسخرة، لأنك حين تقرأ القرآن لن تجد شيئاً يسمى جماداً، لا يوجد شيء يمسى هكذا، وإنما هي درجات، هناك كائنات حية ذات أرواح، وكائنات حية غير ذات أرواح، نسميها نحن جمادات خلقها الله سبحانه وتعالى وأشياء قد أعطاها الله للإنسان وقد مارس عليها عمليات تحويل، مراتب، والذي يفعله الإنسان هذا أقل شيء، فربنا سبحانه وتعالى يدعو الإنسان أن ينظر إلى شيئين، نعمة ربنا بتسخير هذه الأشياء التي من الممكن أن تكون أقوى من الإنسان للإنسان، الشيء الثاني عظمة خلق ربنا سبحانه وتعالى لهذا الكائن، وكيف هيئه لأداء وظيفته في طبيعة بيئته الصعبة وتحمل المشاق، وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ فالإنسان حين يتأمل في خلق هذا الكائن بكل تفصيلة من تفصيلات خلقه فيدرك أو يتذكر عظمة ربنا سبحانه وتعالى وعظمة خلقه، يقوده هذا إلى الله، و” الصفيح “؟ من الممكن أن يصنع جواً إلحادياً، أو نحن من الممكن أن نسوقه لهذا، ما الفرق؟، لماذا هذه الروح موجودة ولم تكن موجودة عند الناس الطبيعيين؟، لأن إحساسهم بعظمة خلق ربنا أكثر لأنهم يحتكون بهذا الخلق، أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وتتأمل الأبل وهي تسير، وهذا شخص يتعامل معها فيعلم ما أتاها الله، سواءً من أهداب وأشفار أو طبيعة الفم أو طبيعة الخفاف أو تحمل العطش الشديد، أشياء كثيرة يعلمها الذي أدرك هذه النعمة بالممارسة، وهو ينظر تطمح عينه إلى السماء أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ۝ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وهو ينظر إلى السماء تنتقل عينه إلى الجبل ثم إلى الأرض، الآية مرتبة ولم يأت الترتيب عشوائياً، الأبل ثم السماء كيف خلقت وإلى الجبال كيف نصبت، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ۝ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۝ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ولذلك شيء طبيعي حين تكون جميع تعاملاتنا مع ” الصفيح ” تجد الناس يهتمون بتربية القطط والكلاب وأشياء أخرى، لماذا؟ لماذا تربي كلباً أو قطة أو حتى سلحفاة؟ أنت تريد شخصاً تحس معه بالتجاوب بينك وبينه، لن تجد ذلك في ” الصفيح ” ، ولذلك الكلب في الولايات المتحدة كائن معظم، لماذا؟ هم يرون أن الكلب أكثر وفاء من الإنسان، الآلة لا تستطيع أن تحل محله.

الأمور متوترة جداً، انهيار برجين، وهناك من قتل ومن أصيب، في ظل هذه الكارثة، تخرج بيانات أن من يعرف شخصاً قد قتل في هذه الهجمات ولديه كلب يبلغنا لأنه من الممكن أن يكون جوعاناً فنطعمه !، هذا ليس بعد الكارثة بيوم أو يومين، تخيل كل هؤلاء الأناس الذين هلكوا في انهيار البرجين، في وسط هذه الفوضى من المفترض أن تكون الأزمة مسيطرة على العقول، من الطبيعي أنك تحتاج أن تطعم الكلب، ولكن لن تفكر في هذا الأمر الآن.

 حسناً، هل فعلاً الإنسان قد تطور؟ هل الحياة أصبحت أفضل؟ من الممكن أن نقول أن الحياة أصبحت أعقد وأصعب، وهذا بسبب ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا، هل نحن الآن نعيش حياة أفضل؟ الإنسان اليوم أكثر حرية أم أكثر عبودية؟ هل هو تحرر أم صار أكثر رقاً لقيود كثيرة تقيده لا يستطيع أن يتحرك يمنة ولا يسرة؟، فهل الإنسان اليوم أرقى وأحسن أم لا؟ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ من الطبيعي أن في زمان النبوة لم تكن السفن توصف بأنها مثل الجبال، هذا حالنا الآن وليس في زمان النبوة، لأن النقل البحري الآن من أكثر وسائل النقل التي نعتمد عليها، وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ مثل الجبال إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ لا تتحرك إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ۝ أَوْ يُوبِقْهُنَّ تغرق.. لماذا؟ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِير وَيَعْفُ عَنْ كَثِير هذه أول نقطة، أن ربنا سبحانه وتعالى إذا قال أن هذا الدين يصلح أن نعيش معه باختلاف الأزمنة فهو كذلك، إذا قال لنا لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في كل وقت وفي كل زمن وفي كل المتغيرات وفي كل جيل، النقطة الثانية الغاية في الأهمية، ربنا سبحانه وتعالى لا يطلب منك أكثر مما تطيق وأكثر مما تستطيع.

 حسناً، ما المطلوب كواجب عبادة؟ هل مطلوب منك في اليوم أكثر من خمس صلوات؟ هل أوجب علينا ربنا شيئاً أكثر من ذلك؟ إذا لا يوجد شيء يدل على أنه عبء علينا.

 في حديث طلحة بن عبيد الله أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن العبادة، قال: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: يا رسول الله هل عليّ غيرها؟ قال: لا إلا أن تطّوع شيئًا… ثم ذكر بقية الفروض، ثم ولّى وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق. إذا استطاع أن يوفي بهم كما ينبغي لكي يجيئ ميزانهم وافي يوم القيامة، لذلك قال صلى الله عليه وسلم ( فإذا انتقص من فريض شيًا قيل انظروا هل له من تطوع) ما أهمية هذا التطوع؟ أننا نصلي الصلاة منقوصة، ومن الممكن ألا تكون موجودة – حتى الممارسة – والإنسان له من الصلاة ما يعقل من الصلاة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفلح إن صدق ) إذا قدر أن يفعل هذا فعلًا، قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمّار بن ياسر ( يخرج العبد من الصلاة وليس له إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها حتى انتهى إلى العشر ) وبدأ من النصف، بدأ من النصف، كأن الطبيعي أن نصف الصلاة لاغي، ونحن نتكلم من الأقل، فهو بدأ من النصف.

إذًا ما الواجب عليّ؟ هذا الواجب هل يمثّل ثقل في أي ظروف، طيب؛ هذا الواجب عليّ ما وظيفته؟ أي أن وظيفة الصلاة في حياة الإنسان،، فنحن الآن عم نتكلم؟ نتكلم عن الحياة والصعوبة والتعقيد الذي يشوبها، هل الصلاة لها دور في فك هذا التعقيد؟ هل الصلاة لها دور في معالجة نفسية الإنسان؟ هل الصلاة لها دور في مواجهة الضغوط؟ هل الصلاة لها دور في علاج المشاكل؟ فالآن أنت تؤمر بأن تنسحب من هذا الضغط ومن هذا الصراع، تنسحب إلى الصلاة، فلماذا؟ بالأساس لكي تستطيع أن تكمل اليوم، ولذلك حينما نتساهل فنحن نخسر، بعيدًا عن الخسارة الأخروية، بعيدًا عن عدم إدراك أننا واقفون بين يدي الله، بعيدًا عن كل هذا، وما أعظم هذا الكلمات، لكن بعيدًا عنها نحن نتكلم عن المنظور الدنيوي الآني الذي أنا من المفترض أستمده من الصلاة، هذه الصلاة موجودة لكي تستطيع أن تعيش اليوم، لكي تستطيع أن تعيش اليوم، ولذلك حينما تقرأ سورة البقرة أن هناك مشاكل ويوجد اضطرابات في البيت، وهناك من يطلق زوجته، ووسط هذه الآيات التي تتكلم عن هذه المشاكل وإدارتها، يقول الله تبارك وتعالى حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ لماذا هنا؟ لماذا في منتصف المشاكل – منتصف المشاكل – لماذا؟ لماذا؟ لأن هذا جزء أساسي من الدواء وعلاج المشاكل، فإذا كنت في حالة استنفار وبعد ذلك ذهبت للصلاة، هل ستعود مثلما ذهبت؟ لكن المشكلة أن المشاكل والغضب يجعله الشيطان أداة لتفويت الصلاة أو تضييع الصلاة أو الانشغال عن الصلاة، فلابد أن يُقال لي هنا، أنت يجب أن تكون أحرص ما يكون على الصلاة في هذه الظروف، فهي لها وظيفة لابد أن تؤديها لكي يبقى الإنسان إنسانًا، ولكي يستطيع أن يمارس الحياة.

نقطة ثانية؛ نذكرها ونكتفي بها وإن شاء الله الجمعة القادمة سنجمع شتات الموضوع، هل الصحابة كانوا يعيشون حياة أسهل فعلًا؟ أم أننا من الممكن أن نكون نتوهم هذا توهمًّا؟ هل حياتهم كانت الضغوط فيها أقل بكثير؟ وكانت حياتهم فيها قدر من الفراغ كبير، هل هذا حقيقي؟ هل هذا كان موجودًا أم كان هذا مجرد توهّم؟

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

أول شيء مفهوم ” يوم الإجازة ” مفهوم ” يوم الإجازة ” هذا غير موجود؛ هذا غير موجود، يقول الله تبارك وتعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ماذا نفعل في الحياة الطبيعية؟ من المفترض أنت تقوم تأكل الفول وتشرب الشاي وتستحم وتكوي الجلباب الأبيض وجئت إلى المسجد،، فهذا ليس له علاقة بالحياة التي كانوا يعيشونها، إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ هم من أين سيأتون؟

فبعدما نصلي؟ سنشتري بطيخة ونأكلها وننام فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ يوجد لدينا شيء يسمى سنة غسل الجمعة، السيدة عائشة تقول ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّال أنفسهم فكانوا يأتون إلى الصلاة ولهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم ) ما معنى ” عمال أنفسهم “؟ أي أنهم يعملون في بساتينهم وزروعهم بأنفسهم، فيأتون للصلاة من العمل ” فلهم أرواح ” أي أن رائحة العرق بطبيعة الثياب الصعبة الخشنة التي يلبسونها ستكون صعبة حينما يجلسون معًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ( لو اغتسلتم ) سيكون أفضل،، إذًا هم من أين يأتون؟ هذا هو يوم الإجازة ” يوم الإجازة ” .

عمر رضي الله عنه قائم على المنبر يخطب، يقول ابن عمر: ( إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عمر: أي ساعة هذه ) كم الساعة في يدك؟ فقال له: إنني انشغلت فلم انتبه إلا عندما سمعت التأذين، فلم أزد على أن انقلبت إلى أهلي فتوضّأت وجئت، أي إنه كان مشغول في التجارة، ولم ينتبه وغفل،، – وهذا في زمان عمر وليس زمان النبوة – فهو يقول أنني سمعت الأذان فأسرعت فذهبت إلى البيت وتوضّأت وجئت مباشرة، أي إن سيدنا عمر بدأ الخطبة وسيدنا عثمان في السوق فذهب إلى البيت مسرعًا، توضّأ مسرعًا وجاء، ( قال: والوضوء أيضًا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل ) لماذا فعل ذلك؟ نحن تكلمنا في هذا الموضوع قبل ذلك، من الداخل هذا؟ الداخل هو عثمان بن عفان – أعظم الصحابة بعد القائم على المنبر هذا – لن يصلح أن يكون قدوة الناس يأتي متأخّرًا، وهو تأخر وقتًا غير قليل، لأنه بعد الأذان ذهب إلى بيته وتوضّأ وجاء، فحينما ترى الناس عثمان بن عفان جاء إلى الجمعة متأخرًا، ماذا يصنع هذا الفعل؟ ولذلك هو كلمه على المنبر، فسيدنا عثمان أبدى عذره، فأصبح الموضوع واضح واضح أن هذا حدث عارض وتم لحالة من حالات السهو.

ثم أشار عمر رضي الله عنه إلى أن السنة هي الغسل، وهذا حقيقة الفقه، عثمان أمامه أمرين إما أن يلحق الجمعة أو يغتسل، فإذا اغتسل فإن عمر لا يخطب طويلًا مثلنا ويجلس وقتًا طويلًا، فهو إذا اغتسل من الممكن أن يحضر والصلاة انتهت أو أنه لا يلحق الخطبة، فما الأولى؟ عندما تتعاض لديك أشياء وهذه الأشياء كلها من المفترض أنها مهمة، ماذا ستفعل؟ ستفعل الأولى، فالأولى ماذا يفعل؟ ألا يغتسل، يتوضّأ ويدرك الصلاة.

ولذلك عثمان رضي الله عنه حينما أصبح خليفة ماذا فعل؟ وضع أذان في السوق، هذا الموضوع ظل مستذكرًا له حتى أن كان خليفة، اشترى دارًا في سوق المدينة – اسمه الزوراء – وأمر شخص قبل الجمعة بقليل يصعد فوق سطح هذا البيت ويؤذن، لماذا يؤذن؟ لئلا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى، الناس الذين في السوق تسمع نداء يقول لهم انتبهوا يا جماعة ينبغي أن تنقلبوا إلى بيوتكم الآن لأجل إن أراد أحدكم أن يغتسل فليغتسل لكي تدركوا الجمعة، فهذا نتيجة لأي شيء؟ أنه أدرك – أدرك – الموقف، إذًا عثمان كان قادمًا من أين..

سنجد معاذ بن جبل رضي الله عنه، كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يعود إلى قومه فيصلي بهم – العشاء – ، أي أنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يضيّع فضل وثواب الصلاة معه، ثم يرجع إلى الناس الذين يسكنون المكان الذي يسكنه، فهم ينتظرونه، لماذا؟ لأن معاذ يحسن – يحسن – أن يسمعهم القرآن، هو سيصلي بهم،، إذًا هو صلى الفريضة، وسيصلي العشاء نافلة لكي يصلي هؤلاء الناس الفريضة خلفه، وهو يفعل ذلك كل يوم.

ففي مرة،، معاذ شباب ومحبة القرآن، فأراد أن يسمع الناس للقرآن، فقرأ البقرة، فجاء شابٌ من الأنصار، بناضحين له وقد جنح الليل، الناضحين؛ هما الجملين الذين يسقي عليهم زرعه، أي يضع الماء عليهما ويذهب ليسقي، فهو على هذا طوال النهار، معه الجملين يذهب ويعود بهما، فأتى ليلًا، أتى ليلًا، والنبي صلى الله عليه وسلم انتهى من صلاته، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخّر العشاء أحيانًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء وانتهى، وأتى هو ووجد سيدنا معاذ يصلي فصلى معهم، فوجد الصلاة لا تنتهي، لا تنتهي وهو لن يستطيع أن يقف، فأكمل صلاته بمفرده وذهب،، إلى هنا الأمر عادي، فلما سلّم معاذ، قالوا له: إن فلان كان يصلي معك، وثم صلى مع نفسه وذهب، فماذا قال سيدنا معاذ؟ قال: لقد نافق، واشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم، فعندما استدعى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصاري، فقال: يا رسول الله إنّا نعمل بأيدينا وعلى نواضح لنا، أي أنه يعمل طوال النهار، هذا يعمل طوال النهار، وأتى على صلاة العشاء وهو متعب جدًا، يريد أن يصلي العشاء وينام؛ – فلا يوجد القميص الأبيض المكوي، لا يوجد هذا – يريد أن يصلي العشاء وينام، ومعاذ يصلي صلاة طويلة، قال صلى الله عليه وسلم (أفتانٌ أنت يا معاذ – ثلاث مرات – هلا قرأت ” والشمس وضحاها ” هلا قرأت ” سبح اسم ربك الأعلى ” )

عمر رضي الله عنه يحكي أنه كان له شريك من الأنصار، وكانوا يعملون في زرع في عوالي المدينة – أي بعيد كبرج العرب اليوم – أرضهم كانت هناك – بعيدة – فهم ماذا كانوا يفعلون؟ سيدنا عمر يقوم بالمهام يوم، والأنصاري يقوم بالمهام يوم، فلماذا؟ شخص يذهب ليباشر الأرض، وشخص يلازم النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم، وي آخر الليل الشخص الذي كان ملازمًا لرسول الله يذهب لصاحبه الآتي من العمل ومتعب ويحكي له ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم اليوم، وما الذي تعلموه جديد، يوميًّا، فهو لا يعمل يوم ويرتاح يوم، لا، هو اليوم الذي يعمل فيه لا يفوته، فنحن نحاول أن ندير – ندير – الأمور، فماذا سنفعل؟ فأنت ستتولى الأمر اليوم، وأنا سأتولى الأمر غدًا، فنحن نقوم بعملنا ولا نستهلك طاقة زائدة، فكل الأشياء التي نريد أن نفعلها نستطيع أن نفعلها، ونحن كثيرون، يقول عقبة بن عامر ( كنّا نتناوب رعية الإبل ) هم مجموعة من الناس، وكل شخص معه جمل أو اثنين، فبدل أن كل شخص يأخذ جمله ويذهب معه طوال النهار، فنحن معًا خمسة أو ستة أشخاص ومعنا عشرة أو اثنا عشر جملًا، فكل يوم شخص واحد يأخذهم ويسرح معهم طوال اليوم، ويرعاهم ويرجع بهم ليلًا، والباقون يرعون مصالحهم الأخرى، فلا يلزم أن نذهب جميعًا كل شخص معه جمل أو اثنين، فهم يعرفون كيف يديرون أمورهم، فهم مشغولون لكنهم يعرفون ويفكرون كيف يديرون أمورهم، فأنت اليوم من الممكن أن تفعل ذلك؟ هذا المنطق نفسه غير موجود، المنطق نفسه غير موجود، منطق التآزر والتعاون غير موجود، فلو شخص أخذ الجمال أنت لا تدري هل سيرجع بهم مرة أخرى أم لا، فأنت من الممكن ألا تراهم بعد ذلك.

فهو يقول: أني كانت نوبتي اليوم فروحتها بعشي. أي أن ربنا أكرمني واستطعت أن أرعاهم في مساحة زمنية أقل، فرجعت قبل المغرب، فماذا فعل؟ قال أنه أوصلهم وذهب مسرعًا إلى المسجد، فهذه فرصة أنني رجعت مبكرًا، ففرصة أسمتع إلى أي فائدة،، فالنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب الناس؛ فذكر لهم حديث يحث فيه على الوضوء وبيان فضل الوضوء، عقبة بن عامر قال: ما أحسن هذا. أي أنه كلام جميل، فإذا رجل بين يدي يقول: والتي قبلها أحسن، أو والتي قلبها أجود، فإذا عمر بن الخطاب.

أي أنه جاء وقال إن هذا الكلام جميل جدًا، فعمر قال له أنك قبل أن تأتي فاتتك جملة أخرى أنا سأقولها لك، فاتتك جملة أخرى أنا سأقولها لك.

فالفكرة أن هنا هل توجد الحياة الوادعة الهادئة التي لا يوجد بها أي ضغوط، وهنا حياة بها ضغوط؟! ويوجد أصعب من هذا.

يقول أبو العالية رحمه الله، يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة عشر سنين؛ يدعون إلى الله تبارك وتعالى وإلى عبادته وجده لا شريك له سرًّا خائفين من الناس ولا يؤمرون بقتال؛ حتى قدموا المدينة فأمرهم الله بقتال، يقول: فلما قدموا المدينة وأُمروا بالقتال كانوا على حالٍ من الخوف يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح، فغبروا على ذلك ما شاء الله، أي أنهم ظلوا زمانًا طويلًا في هذا الوضع،، دعك من كل هذه القصص،، حالة الفزع والخوف الدائم والاضطراب وأن هناك تعبئة عامة طوال الوقت، ( يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح، فغبروا على ذلك ما شاء الله) بقوا زمانًا طويلًا ( حتى قال قائل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أبد الدهر فيما نحن فيه؟ ) هل سنظل إلى يوم القيامة هكذا، ( خائفين، نمسي في السلاح ونصبح في السلاح ) ألن يأتي الوقت الذي نعيش فيه مثل الناس، نهدأ قليلًا ونستقر ونطمئن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا، لا تغبرون إلا قليلًا ) أي لن يمر عليكم وقتًا طويلًا ( لا تغبرون إلا قليلًا، حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيًا ليس فيهم حديدة) الصبر، سيأتي بعد ذلك وقتًا يجلس الرجل في الملأ العظيم، أي جماعة كبيرة جالسون، محتبيًا (أي يجلس على الأرض ويلف يديه على ركبتيه) ( ليس فيهم حديدة) ليس سلاح، لا ليس معهم أي شيء، دليلًا على الأمن الذي سيوليهم ربنا إياه، فأنزل الله عز وجل وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.

يقول ( فأظهر الله تبارك وتعالى نبيه فأمنوا، فبقوا ذلك حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، حتى أحدثوا من أمرهم ما أحدثوا فأبدل أمنهم خوفًا، غيّروا فغيّر الله عليهم) قال إن الأمن الذي كانوا يطلبونه أعطاه لهم ربنا، وظلوا عليه، إلى أن فعلوا ماذا؟ إلى أن أفسدوا هم هذا، وعدوا على أمير المؤمنين فقتلوه، فزال الأمن الذي أعطاه لهم ربنا، ثم عادوا إلى الخوف، يقول ( غيروا فغيّر الله عليهم).

فالحياة؛ هل الحياة كانت كما نظن، أن هؤلاء الناس قاعدون ليس لهم عمل، ويعملون ساعة أو ساعة ونصف في اليوم، ويجلسون دائمًا في المسجد…. الموضوع ليس هكذا تمامًا، الموضوع ليس هكذا تمامًا، هذه الحياة كانت حياة صعبة جدًا، من كل الوجوه، أناس موجودون في مكان، في حالة من حالات الحصار الدائم، كل من حولهم هو عدو لهم، والعرب عليهم جميعًا إلبًا واحدًا، فهل هم استطاعوا مع ذلك أن يعبدوا ربنا؟ نعم، ولكننا محتاجين أن نعرف ما معنى أنهم كانوا يعبدون ربنا؟ هل عبادة ربنا هي التزام مجموعة من الأوراد؟ هل الواجب على المسلم أو المطلوب منه أن يبقى نهاره في صيام وليله في قيام، هل يكون هكذا حقق العبودية، ولو لم يفعل ذلك لا يكون عابدًا؟ ما هو المفهوم؟ السؤال الذي نحتاج أن نتفكر فيه، وسنحاول معًا أن نجيب عنه، ما هو المطلوب؟ ما الذي يريده ربنا من العباد؟ ما الصورة التي نقول معها أن الناس تعبد ربنا، تحقق الغاية من الوجود وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ متى تقول أنك تعبد ربنا؟ وكيف تعبد ربنا في الزمان الصعب؟ وما الأجر لمن يعبد ربنا في الزمان الصعب؟ وما الثواب الذي سيعطيه ربنا لمن يعبد الله في الزمان الصعب؟ كيف يعيش الإنسان مع الفتن؟ هل هذا موجود في الكتاب أم غير موجود؟ هل هذا الكلام ربنا سبحانه وتعالى بيّنه لنا أم لا؟ هل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنه أم لم يخبرنا؟

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

اللهم استر عوراتنا، اللهم آمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.