إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد: حديثنا اليوم بعنوان ” فتح مكة ومعاهدة فرساي ” ، هي نص ساعة وهتعدي بالطول بالعرض نستحمل بعض كده هتمشي إن شاء الله.
ولي عهد النمسا يتم اغتياله في سربيا على يد المخابرات الصربية فتعلن النمسا الحرب على صربيا
روسيا حليفة صربيا تعلن الحرب على النمسا.
المانيا حليف النمسا تعلن الحرب على روسيا.
فرنسا حليفة روسيا تعلن الحرب على المانيا.
انجلترا حليفة فرنسا تعلن الحرب على المانيا.
ثم السلطنة الإسلامية أو دولة الخلافة تضطر إلى دخول الحرب إلى جانب هؤلاء.
يقول الله تبارك وتعالى وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَوَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ
يخبر الله تبارك وتعالى عن اليهود وكيف اجرامهم في حق ربهم تبارك وتعالى ورميهم ربهم سبحانه وتعالى بالنقائص والمنكرات، ثم يخبر تبارك وتعالى عن جرم آخر لهم لا يقل عن جرمهم الأول وأنهم كلما أتتهم بينات ربهم، كلما أتتهم آيات الله لم تزدهم هذه الآيات إلا طغياناً وكفرا، وكان حق هؤلاء الآيات أن يؤمنوا بها وأن يزعنوا لها، ثم ذكر سبحانه وتعالى جرماً ثالثاً: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يبئى إذن هذه النفسية السيئة أثر الطغيان أثر الكفر بالله تبارك وتعالى هو أن يلقى بين هؤلاء الناس العداوة والبغضاء، هذه العداوة والبغضاء والكراهية تحملهم على أن يبذروا بذور العداوة والشقاق والعداء بين عباد الله، فهم حريصون أشد الحرص على إيقاد الحروب بين الأمم وبين الشعوب.
والله تبارك وتعالى يبطل كل حين كيدهم ومكرهم كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وكلمة كلما تدل على المداومة، الاستمرار ن التكرر، هذا ديدن وعادة لهؤلاء أنهم حريصون أشد الحرص على ايقاع العداوة والبغضاء والعداوة والحروب بين عباد الله، وأن الله سبحانه وتعالى يتتبع كيدهم ومكرهم في كل مرة فيطفئ نارهم التي يوقدون فإذن هم الذين يريدون الحرب، هم الذين يريدون ايقاد العداوة والبغضاء، والله سبحانه وتعالى لا يحب ذلك لعباده فهو سبحانه وتعالى الرحيم بهم
ثم قال تعالى في ذكر جريمة رابعة وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا بكل أنواع الفساد، والله سبحانه وتعالى لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ.
ثم يدعو ربه عباده منها من هؤلاء ومن غيرهم لأنه يخاطب ههنا أهل الكتاب من اليهود والنصارى أنهم لو لم يسلكوا هذا السبيل، وعادوا وآبوا إلى ربهم وسلكوا سبيل الحق لأمدهم الله عز وجل بخير الدنيا وخير الآخرة، لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، هذا هو جزائهم الأخروي عند الله تبارك وتعالى ولكن ليس هذا فحسب وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ-من هذا القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأكلوا من الخيرات والثمرات والنعم والمنح الإلهية- لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ثم قال تعالى مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ
وكما قلنا أضطرت السلطنة الإسلامية أن تدخل هذه الحرب دفعاً لأن الروس والانجليز لازالوا متربصين بدولة الإسلام، لازالوا متربصين بأهل الإسلام بعدما اقطتعوا منها ما كانوا اقتطعوا قبل ذلك.
أرادوا أن يستثمروا الحدث فيقسموا بقية دولة الإسلام إلى أشلاء ممزقة يبتزون خيراتها ويحاربون نور الله تبارك وتعالى، والعجيب أنهم سموا استخرابهم سموه” استعماراً ” واستعمار هو احداث العمار والخير في الأماكن التي يحل فيها العبد، بينما كانوا يفعلون عكس ذلك تماماً ولكنهم من التلاعب بالألفاظ وتسمية الأشياء بغير أسمائها
قال صلى الله عليه وسلم: يأتي زمان على أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها. هو لا يستطيع أن يشربها لا يستطيع أن يتظاهر بها وقد حرمت في دين الله تبارك وتعالى
فهو يريد أن يسمي الحرام باسم غير اسمه حتى يحول هذا الحرام إلى حلال أو على الأقل يتصادم مع النصوص التي أنزلها الله تبارك وتعالى في النص على هذا التحريم.
فلما كان ذلك دخل العرب المسلمون في هذا الحرب ضد أهل الإسلام مع أهل الكفر والشرك من النصارى.
فزعيم العرب في جزيرة العرب الشريف حسين بن علي، يتحالف مع الإنجليز ليطعن في ظهر أهل الإسلام،طمعاً في أن يملكوه على العرب بعدما تنتهي الحرب، يعني على أنقاض هذه الدولة الإسلامية التي سوف أشارك أنا المسلم في هدمها سوف يعطيني هؤلاء عوضاً عن ذلك أن يملكوني على العرب جميعاً.
فما أن انتهت الحرب حتى وجد هذا سراب بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
ثم هو بعدما انتهت الحرب يعتذر فيقول إنّا كنا قوم بدواً لا علم لنا بالسياسة: هوه بيعتذر إن الإنجليز ضربوه على أفاه بإعتبار إن هوه راجل بدوي أعرابي لا يفقه في السياسة.
إذا كان لا يفقه في هذه السياسة فلماذا تقحمها ودخل فيما لا يحسن هذا أولاً ثمّ أنت لا تفقه في السياسة وما اشتملت عليه من مكرٍ ومن كيد… نعم لقد فهمت ذلك لكنك لم تقرأ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ألم تسمع أيها الشخص الذي لا تعلم في السياسة قول الله تبارك وتعالى وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ألم تسمع قول الله تبارك وتعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ألم تسمع أيه الشخص الذي لا تعلم بالسياسة قول الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
نعم أنت لا بصر لك بالسياسة ولكن ألست مسلماً ألا بصر لك في كتاب الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ لاعذر لأحد بعدما نزل الله عز وجل كتابه مفصلا، بيّن فيه سبحانه وتعالى كل ما يحتاجه الإنسان المسلم، بيّن له مواطن الحق ومواطن الباطل، بيّن له كيف يميز بين الصديق وبين العدو، بيّن له كيف يسلك سبيل الهداية وكيف يتوقى سبيل الضلالة قال الله عز وجل وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ هذا عدو ظاهر وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
قال الله تبارك وتعالى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا هكذا يقول الله تبارك وتعالى ثم يخبر أنه هناك من الناس ناساً أصحاب عداوة ظاهرة، وهناك من الناس ناساً مترصدون متربصون، طالما بقينا أقوياء لا تظهر عداوتهم ولا ضغائنهم، متى سوف تظهر؟
حينما ينتابنا الضعف والوهن والخور، ولذلك قال وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
متى سيظهر هؤلاء إذا تخلينا عن هذا الأمر الذي أمرنا الله تبارك وتعالى به.
والله سبحانه وتعالى لم يكلف عباده بما لا يطيقون قال مَا اسْتَطَعْتُمْ ثم وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
قال الله تبارك وتعالى إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ الله سبحانه وتعالى يأمر ملائكته أن تنزل لتثبت المؤمنين وأخبر تعالى أنه سيتكفل بإلقاء الرعب هو بنفسه سبحانه وتعالى في قلوب الكافرين.
قال صلى الله عليه وسلم مفسراً هذه الآية في كتاب الله قال تعالى وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ قال صلى الله عليه وسلم مفسراً موضحاً مبييناً: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي. المقصود بالقوة في الآية ؛يقول المقصود بالقوة: الرمي
إذن عنصر القوة، المتملك لهذا العنصر هو الذي سيملك السيادة العسكرية، الطيارة، الصاروخ، المدفعية، حركة المشاة والدبابات مش ديه الحركة المؤثرة، النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القوة :العنصر المؤثر اللي هيعطي السيطرة هو الرمي.
ثم اندلعت الحرب وانسحبت روسيا من الحرب بعدها واضطرت ألمانيا إلى طلب الهدنة، لماذا اضطرت إلى طلب الهدنة، ليس لضعف القوات العسكرية ولكن لأنهيار بنيانها الداخلي، أزمات اقتصادية أدت إلى حدوث شيء من الحركة الرافضة للحرب نتيجة للضغوط، ظهور الشيوعيين ثمّ اليهود.
إذن تزمر في الشارع ثم أيدٍ تعمل لزعزعة هذه الجبهة. لما اضطربت الجبهة الداخلية لم يستطع الألمان الاستمرار في الحرب فطلبوا الهدنة. يبقى إذن عنصر القوة أو عنصر الضعف الأساس بيتمثل في قوة البنيان الداخلي لأي مجتمع، إذا انهار المجتمع داخلياً حينئذ لابد إن هو ينهار عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
ولذلك الله تبارك وتعالى قال لنا في كتابه واصفاً لنا صفة المنافقين قال هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ما ألش على فكرة لا قريش ولا غطفان ولا هوازن ولا بني قريظة ولا بني النضير، ليه، ليه هم العدو؟
لأن همه مش ظاهرين مش متميزين مش واضحين لهم من وسائل المكر والكيد ولهم من الدسائس ما يصعب عليك إنك تقدر تحتويه
ولذلك الله تبارك وتعالى واصفاً إياهم قال: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ خارجين مع النبي صلى الله عليه وسلم للقتال لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
يبئى إذن ده دورهم، طيب المشكلة بقى فين، مش في دورهم وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ هيفتوا في عضد الناس، ولذلك حذر الله تبارك وتعالى من هؤلاء أشد التحذير وصفهم بأنهم العدو حق العدو
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم محذراً من الدعاة على أبواب جهنم، قيل يا رسول الله – قال حذيفة -: فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم -يدعون الناس إلى النار عياذً بالله- من أجابهم قذفوه فيها، قال: صفهم لنا، قال:هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
من جلدتنا يعني:من أهلنا، يتكلمون بألسنتنا بلغتنا وبما نتكلم به وربما بما ننطق به من آيات وأحاديث أيضاً،هذا هو الخطر، ولذلك عمر رضي الله عنه كما قلنا قبل ذلك، أنكر أول ما أنكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض،ليه؟ لأنه بقيت للنفاق في المدينة بقية، وأنه لن يقبض ولن ينتقل إلى جوار ربه تبارك وتعالى حتى يطهر المدينة من هؤلاء، طب ليه؟ لشدة إحساس عمر رضي الله عنه بخطر هؤلاء على أهل الإسلام.
هم طلبوا الهدنة – وهو ده الشاهد الأساسي أو المقصد الأساسي من الخطبة فعملوا اجتماع عسكري في عربية قطر، جم العساكر القادة العسكريين الألمان أقعدوهم في كراسي حديد الدرجة التالتة، وهما في نفس القطر، جابوا عربية القطر، كراسي كده وكراسي كده، ديه كراسي الأولى المكيف،النضيفة ديه؛ ديه هيعد فيها مين :الحلفاء، وكراسي الدرجة التالتة هيعد فيها مين الألمان ده أول الإذلال.
جم قعدوا واستنوا التانيين لما يجوا، لما التانيين جم قاموا وقفوا، وفضلوا واقفين لحد ما التانيين أعدوا وبعدين أذنوا لهم بالقعاد يبئى ديه أول المهانة. بعد ده وقعوا المعاهدة اللي احنا بتكلم عليها، المعاهدة ديه فيها ايه، أول حاجة هيقطعوا البلد قطع وكل الناس اللي حولهم كل واحد ياخد حته، الأنساس واللورين الأقليم الاستراتيجي الألماني هتاخدوا فرنسا، وبرنيا هتخدها بولاندا، وتشيكسلوفاكيا هتاخد حته، بريطانيا هتاخد حته، وبلجيكا هتاخد حته والدنمارك هتاخد حته، ونهر الراين: هيبقى الشرق مع ألمانيا منزوع السلاح،منزوع السلاح، والغرب مع فرنسا لمدة 15سنة، هيحتلوا ده كمان ويحطوا فيها العساكر بتعتهم لمدة 15سنة، طب كده بس، لأ الجيش – ألمانيا كانت حوالي 80 مليون – الجيش هينزلوا عدده يخلوه 100 ألف أخره ميزدش عن 100 ألف أخره، والبحرية متزدش عن 15 ألف، طيارة لأه، غواصة لأه.
التجنيد الالزامي الاجباري هيتلغي، العسكري آخره 12 سنة، صف الظباط عسكري أمباشي صول وانته طالع كده أخرهم 12 سنة، والظابط آخره ربع قرن 25سنة أكتر من كده لأ، هما مش عاوزين الناس تطول عشان ميبقاش في حد موجود في الخدمة عنده خبرة موجود في الجيش.
في غير كده حاجة تانية، آه، 132 مليار مارك هيدفعوهم لأن هما في النهاية سبب المشاكل وسبب الحروب فهما هيدفعوا الديون كلها اللي ادينتها فرنسا وانجلترا وهما، فاليهود هيخدوا كل الفلوس ديه طيب
هذه الاتفاقية،وهذا الازلال المتعمد قال الله تبارك وتعالى على لسان ملكة سبأ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ طيب، هذه المرأة وصفت في كتاب الله، في قول الهدهد وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ فدول ناس كفار وبيعبدوا الشمس طيب
هي عرفت منين ومن أين أتت بهذا العلم: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً عرفت منين ده هنا مش من الرجوع إلى الكتاب الهادي، وإنما إلى استقراء ودراسة أحداث وحوادث التاريخ
ثم قال الله تبارك وتعالى مصدقاً ومعلقاً قال وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ هذه هي سنتهم وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً لابد من الازلال، طب ده لمين؟ للملوك، ولذلك إحنا وضعنا هذا في بداية كلمتنا مقارنةً بدخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة.
يبئى إذن هناك دخول للملوك، وهناك دخول للأنبياء والصالحين والمصلحين، ده له شكل، وده له شكل، ده له صفة، وده له صفة، ده له طابع وده له طابع مختلف تماماً.
يبئى إذن من كلمة هذه المرأة علمنا أن من أسباب العلم وأصوله أن يدرس الإنسان التاريخ وسنن الله سبحانه وتعالى في السنن والمجتمعات ديه أول حاجة.
الحاجة التانية: إن ربنا سبحانه وتعالى صدّق على هذا الاستقراء الصحيح من هذه المرأة مع كونها كافرة عابدة للشمس، ولذلك احنا قلنا قبل كده إن أهل الحق يقبلون الحق من كل من جاء به برًّ كان أو فاجراً، مؤمناً كان أو كافراً.
وذكرنا إن النبي صلى الله عليه وسلم صدّق على مقولة الشيطان التي ذكرها ذكرها لأبي هريرة رضي الله عنه حينما قال له ” إذا أخذت مضجعك، فتوضأ وضوئك للصلاة، ثم ذكر له أ يقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ” ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ” ثم قال إن هذا شيطان
فكون النبي صلى الله عليه وسلم جمع هنا بين أمرين، أمرين عظيمين: الأول: أنه قد صدق هذا الشيطان على ما قال لكنه نبّه وحذر من تصديقه على طول الخط قال: ” صدقك وهو كذوب “
كذوب أي: عادته وديدنه كثرة الكذب.
طب أنا أزاي بئه هميز ما بين ما صدق فيه وما كذب قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا يبئى التبين هنا؛ هستوثق من الخبر واقعياً وعملياً: حصل ولا محصلش أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
يبئى إذن ربنا سبحانه وتعالى قال لنا فيه قوم عدالة وأهل إيمان وأهل خير، هؤلاء يقبل قولهم مباشرةً لأنهم أهل أمانة يتوقون الكذب لأنه نقيصةً عند الله تبارك وتعالى
وأهل فسقٍ لا يقبل خبرهم ولا يرد، وإنما يُبحث فيه ويُتأمل فينظر: هل صدقوا في ذلك أم كذبوا، ثم كانت هذه المسالك، وكان هذا الازلال وكان هذا التركيع، هو السبب في أن ظهر هتلر وأصحابه في ألمانيا،مين اللي أظهر هتلر في ألمانيا، مش الألمان، الانجليز والفرنساويين.
اصرارهم على الازلال، الحصار الاقتصادي اللي هما بيعملوه، وضع الناس في مستوى معيشي سيء للغاية، ده لابد إن هو يدفعهم للحرص على تغيير هذا الوضع والسعي للإنتقام.
يبئى إذن الإنسان إذا كان ليه وضع قوة أو نوع سلطان أو نوع تمكين فاستعمله في الازلال والاخضاع والتركيع لعباد الله تبارك وتعالى، أن هذا الأمر سرعان ما يزول وينقلب السحر على ساحره.
ولذلك هتلر لما دخل فرنسا، احتلها في أثناء الحرب ؛احتلها احتلالاً كلياً، فوقع الفرنسيون معاهدة استسلام، فين؟ في نفس العربية، نفس عربية القطر، -هيه بئه عملنها متحف وعملين جنبها نصب تذكاري يدل أو إشارة إلى هزيمة ألمانيا.
راح عند نفس العربية وعمل عندها نفس الوضع بل بصورة ازلال ومهانة أعلى، وبعدين أخد عربية القطر وحطها في المتحف، الكلام ده خلال أد ايه، 20 أو 21 سنة.
قال الله تبارك وتعالى وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ . إذن النقطة الأساسية اللي عايزين نتكلم عليها: هو هذا الأسلوب في التعامل. هذه الطريقة التي اتبعها هؤلاء في الاخضاع والازلال هي التي حملت هؤلاء على الرغبة في الانتقام، هذا الضغط سوف يولد إن عاجلاً أو آجلاً الرغبة في التغيير والانتقام.
طيب دول بيعملوا كده ليه، احنا قلنا إن دول-خلي بالك- شله مع بعض عاملين سوق أوروبية مشتركة، يعني مفيش بينهم عداء لا عقدي ولا ديني ومع ذلك كان هذا مسلكهم. يبئى إذن أهل الدنيا هذا هو أسلوبهم، هذه هي طريقتهم.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه من المدينة إلى مكة، النبي صلى الله عليه وسلم كان بينه وبين قريش صلحاً وعهداً، هدنة لمدة عشر سنوات بعد سنتين بالظبط لم تصبر قريش وحلفاؤها على هذه الهدنة.
بنو بكر حلفاء قريش أعتدوا على خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في الحرم، حتى في موازين وأعراف الجاهلية بتاعتهم كانوا أشد الناس إنكاراً للاعتداء في الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا لقي قاتل أبيه في الحرم لا يهيجه كأنه مشفوش تعظيماً لحرمة بيت الله تبارك وتعالى وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
مع ذلك، بالرغم من كده الشحناء والضغينة والعداء لأهل الإيمان يحمله على أن ينتهكوا حرمات الحرم اللي قريش أصلاً إنما عظمت لأجل هذا البيت بس الضغائن والأحقاد اللي في النفوس أقوى من أي شيء بيعظم حتى لو كان بيت الله تبارك وتعالى.
فذهب رؤساء خذاعة للنبي صلى الله عليه وسلم يستنجدوه ويطلبون صلحهم وحلفهم وذكر أبياتاً فيها التعظيم لشأن المسلمين ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وللرحم بينه وبينهم حتى انتهى لقوله:
هم بيتونا بالوتير هجداً وقتلونا ركعاً وسجداً
المفروض عمرو بن ثابت بيذكر هذه الأبيات حتى انتهى إلى هذا البيت.
بيتونا :أي قتلونا ليلاً ونحن نياماً آمنون في بيت الله تبارك وتعالى، والوتير: ماء في أسفل مكة، هجداً:متهجدون متعبدون
وقتلونا ركعاً وسجدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” نصرت يا عمرو بن ثابت ” لم يزد على ذلك، ثم أمر الصحابة بالخروج إلى مكة
النبي صلى الله عليه وسلم بيخرج إلى مكة ليقاتل قوماً نقضوا عهدهم واستوجبوا عقوبتهم وقتّلوا أناسًا مسلمين أو حلفاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت الله تبارك وتعالى، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصاً أشد الحرص على ألا يكون ثمَّ قتالٌ مع قريش، ولذلكحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يبلغ خبر خروجه إلى أهل مكة، وذكرنا هذا قبل ذلك وذكرنا قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حينما أرسل كتاباً إلى أهل مكة يعلنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج يتوجه إليهم
وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فأخبره الخبر فأرسل علياً والزبير إلى محلةً في الطريق وأخبرهما أن هناك امرأة معها هذا الكتاب فيستعيد الكتاب، ثمّ عادا بالكتاب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بحاتب رضي الله عنه فسأله عن فعله فاعتذر إليه فقبل عذره صلى الله عليه وسلم لا أحتاج تفصيل ذلك فقد ذكرناه قبل.
المهم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن يصل الخبر إلى قريش لكي لا تحملها حمية الجاهلية على القتال، يريد أن يدخل بيت الله عز وجل بدون إراقة دم.
ثمّ انتهى صلى الله عليه وسلم إلى مشارف مكة فأمر أصحابه أن يوقدوا ناراً عشر آلاف مقاتل، كل واحد هيولع شعلة نار، هتتحول المنطقة من ليل إلى نهار، طب ده ليه؟ حتى ترى قريش ذلك فتعلم أنه لا طاقة لها ولا قبل لها بقتال رسول الله، فخرج أبوسفيان يستأمن لأهل مكة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل بيت الله ومن دخل بيته وألقى سلاحه آمناً
ثم بعدما دخل مكة صلى الله عليه وسلم وطاف بالبيت وحطم الأصنام، وأذن بلال فوق ظهر الكعبة.
دعى لأهل مكة ثمّ سألهم: ” ماذا تظنون أني فاعل بكم ” قالوا: خيراً، أخٌ كريم وأب أخٌ كريم.
فقال صلى الله عليه وسلم: ” أذهبوا فأنتم الطلقاء “
” لا تثريب عليكم اليوم أذهبوا فأنتم الطلقاء “
لا تثريب: أي لا مؤاخذ ولا معاقبة ولا معاتبة
ولذلك كان عاقبة ذلك أن دخل هؤلاء الناس في دين الله أفواجا.
فكان هذا هو مسلك النبوة، كان هذا هو مسلك أهل الإيمان،كان هذا هو مسلك أهل الحق الذين لهم غاية ولهم هدفٌ وهو هداية الناس واسعادهم وردهم إلى ربهم تبارك وتعالى.
أما أهل الدنيا فلهم شأن آخر، ولهم حال آخر، ولهم مسلك آخر في ازلال عباد الله عز وجل وتركيعهم،
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين.
كلمة عن شارع محمد محمود باشا، أظن شارع محمد محمود ده معروف بالنسبة لكم، لكن أنا مش عاوز أتكلم عن شارع محمد محمود، عايز أتكلم عن محمد محمود نفسه، شارع محمد محمود احنا شفناه كلنا ورأينا كيف تعاملوا مع الناس فيه وكيف كانوا حريصين أشد الحرص على أن يمتهنوا الناس ويذلوهم، يتبولوا عليهم ويسحلوهم. كان هذا شيئاً متعمداً لإيصال رسالة معينة للخلق، طيب.
الشارع ده اسمه شارع محمد محمود باشا ليه؟
احنا بنسمي الشوارع بأسماء المفروض يعني- احنا بنتكلم في اطار الناس العقلاء – بنسمي الشوارع بأسماء ليه؟ عشان تخلد في الناس وفي الأجيال ذكرى هؤلاء الناس الذين نريد من الناس أن يعرفوا سيرهم وأن يتأسوا بهم،ده المفروض يعني ولذلك مثلا: شارع فرنسا أو شارع البطالسة أو شارع 45 ،30 ،25 ،27 أيه طيب، احنا عاوزين ايه بالظبط، معرفش، المهم مش مشكلة.
محمد محمود باشا رئيس الوزراء في أواسط الأربعينات، المهم الراجل طلع تصريح كالعادة رئيس الوزراء، قال إن هو سوف يضرب من يد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد أو إشاعة الفوضى أو النيل من كرامة الحكام.
فالمهم سيد قطب – الله يرحمه – كتب مقال بينتقد الكلام ده، فكان من جملة اللي قال: ” يا صاحب اليد الحديدية إنك لو نظرت في يدك الحديدية تلك لوجدتها قد صدأت واحترقت ” – يعني وضع الحكومة وسلطانها ضعيف، يعني متصعش يعني-
فرئيس الوزراء قرأ المقال فغضب، طب، غضب يعمل ايه؟ طبيعي كده رئيس الوزراء غضب على واحد اعتبر إن هو أهانه يعمل ايه؟ فالراجل لما غضب عمل ايه؟ استدعاه إلى مكتبه.
التعبير عن الغضب الشديد أخدوا استقبله في مكتب رئيس الوزراء، فلما دخل لقاه شاب صغير فاستغرب، افتكر إنه راجل كبير.
فقال له :انت اللي كتبت المقالة ديه؟
قال له: آه
قال له: لماذا كتبتها بهذه اللهجة العنيفة.
فقال له مجيباً: هذا ما أؤمن به.
فقال له الرجل: اذهب يابني فاكتب كما تشاء.
احنا عايزين نقارن بين محمد محمود نفسه، والشارع محمد محمود بص ده من ده. هو رأه أنه ينبغي عليه أن يحافظ على هذا القلم الشاب الذي يكتب ما يؤمن به. يريد أن يحافظ في هذا المجتمع على الذين يصدعون بما يرونه صواباً على الذين عندهم رغبة في أن يقيموا حقاً، على الذين عندهم القوة على أن يصدعوا بما يريدون ويكتبون كيفما يشاءون، هو لا يريد أن يكسر هذا القلم. مش، مش عايزين نقصف أقلام نقصف أقلام، رقبة الراجل نفسه اللي بتتئصف، والنموذج ده مش بعيد أوي، ده قبل الثورة بحاجة بسيطة، ده كان المسلك اللي كان بيتبع في هذا الزمان، اللي هو زمان الملك اللي احنا بنشتمه، قبل الثورة.
يبئى إذن لابد أن ندرك هذا البون الشاسع بين ما كان في هذا الزمان القريب وبين ماحدث قبل ذلك، هذا التحول الذي قد أصاب هذه البلاد وأصاب الناس والقيادات والرؤساء والزعماء في هذه البلاد، ههنا الحفاظ على الحرية حقيقةً، احترام حرية التعبير حقيقةً، عدم التعرض لصاحب كلمة حقيقةً، ثمّ علمنا ورأينا بعد ذلك كيف كان الفرق بين هذه الصورة وبين ذلك الصورة.
طيب، لكي نختم هذه الكلمة نرجع بئى شوية لمعاهدة الفرساي، اللي عايزين نقوله بالأساس: إن الإنسان لابد أن يتعامل بالعفو والصفح والسماحة والسعة إذا ملك وإذا مُكِّن من صاحب خطأٍ أو صاحب جناية
يعني احنا أحياناً كتير أصحاب السلطان، يعني مثلاً واحد: زوج في بيته، رجلٌ مع أبناءه، مدير مع موظفيه ؛يريد أحياناً كثيرة ممن هو تحت سلطانه أن يوقع معاهدة استسلام، لابد أن يخضعه وأن ييقهره،هذا يفسد أكثر مما يصلح ولا يثير إلا عداوة وضغينة
قال الله تبارك وتعالى وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ مفيش وقته، مش هقدر أشرحها،المهم إن النبي صلى الله عليه وسلم-ربما نعرض لها بعد ذلك- أخبره الله تبارك وتعالى بالوحي والغيب عما وقع بين نسائه مما قلنَّ، فهو صلى الله عليه وسلم لكريم خلاله وعظيم صفاته لم يخبرهنَّ بجميع ما أخبره الله عز وجل به مما قلنَّ أو فعلنَّ، وإنما عرّف بعضه، بس عشان يعرفهم إن هو عنده خبر أو عرف بللي حصل وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فهو صلى الله عليه وسلم لعظيم صفاته وخلاله حتى لم يرد أن يعنف لم يرد أن يثرب لم يرد أن ينكر، وإنما فقط يخبرهنَّ أن الله سبحانه وتعالى قد أطلعه، فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ برده مجاش في دماغها إن ده ربنا، لأ هي أكيد قالت لوحده والواحده ديه سيحت، فمين اللي قال لك قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّه مما فعلتنَّ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا انتم واجب عليكم التوبة لأن القلوب مالت، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْه لو مصرين أن تستمروا فيما أنتم عليه فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا،
اللهم من ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه،
اللهم إن نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفرالله لي ولكم.