إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله
عليه وسلم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
حديثنا اليوم بعنوان فلسفة البسطاء.
ومقصودنا بهذه الكلمات هو ذم التعالي وذم التعالم وذم
التكبر الذي تنطوي عليه قلوب كثيرٌ من العباد. سواء كان الاستعلاء بعلمٍ يظنه
العبد علماً، أو بجاهٍ أو بمالٍ أو بمنصبٍ إلى غير ذلك مما يتعالى به ويتكبر على
عباد الله أصحاب النفوس المريضة.
وأما البسطاء وإنما يراد بهم من ليس لهم كبير حظٍ من
ألقاب علمية أو شهاداتٍ دراسية، أو ليس لهم حظٌ واسع مما يعدُ معرفة وثقافة، وهم
أيضاً الذين ليس لهم كبير حظٍ من جاه هذه الدنيا وثرائها المتسع.
فنحن حينما نصف أناساً بأنهم من البسطاء، إنما نعني أنهم
ليسوا من ذوي التكثر لا في المعارف ولا في الأموال والمناصب، ولكن البسيط في لغة
العرب :هو الممتد الواسع. وهذا من عجيب التسمية.
أنه إذا أردنا أن نرجع إلى أصل هذه الكلمة، فإنما ينبغي
أن تطلق كلمة البسيط أو كلمة البسطاء على ذوي الاتساع وذوي التمهيد.
والبسيط أيضاً من الأرض هو المنبسط الذي ليس فيه كبير
تعرجات أو ارتفاعات وانخفاضات.
فإذن هؤلاء البسطاء هم أصحاب السواء النفسي الذين لا
تنطوي قلوبهم وصدورهم على كثير تعقيد يحملهم عليه التواء نفسي أو تعرج في الطبيعة
وفي التركيب.
هؤلاء البسطاء هم أتباع المرسلين.
حينما استدعى هرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب وكان إذ
ذاك على الشرك في رحلة إلى الشام، مابين صلح الحديبية وفتح مكة أي في السنة
السابعة من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم، استدعاه اليه بعدما وصله كتاب من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، فأراد أن يتعرف على صفة هذا الرجل وأن
يحدد موقفه منه هل هو نبي أم ليس كذلك، فطرح على أبى سفيان كثيراً من السؤالات نقف
منها عند سؤال واحد وتعقيب عليه، قال له هرقل: ” ءأشراف الناس يتبعونه أم
ضعفاؤهم؟ ”
فقال أبو سفيان: ” بل ضعفاؤهم. ”
وهذه الكلمة إذا خوطب بها ملك من الملوك استوجبت نفرته
من هذا الدين واتباعه، أنه إنما يدخل في هذا الدين – طبعا على سبيل الأكثرية بمعنى
أن هذه السمة الغالبة وإلا ففيهم من أهل الجاه وأهل الثراء ولكن الصفة أو الوضع أو
الحال الغالب – أنك إذا قلت إلى ملك عظيم شريف أن هذا الدين لا يدخل فيه إلا
الضعفاء الفقراء حين إذن يحمله هذا على أن ينفر من هذا الأمر وأن يباعده.
لكن هرقل حينما أجاب أبو سفيان على هذه السؤالات وعقب على
هذه الكلمات قال عن هذه الكلمة ” ءأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ”
قال: ” بل ضعفاؤهم ” ، قال هرقل: ” أولئك أتباع الرسل ”
لماذا كان أولئك البسطاء الضعفاء هم أتباع الرسل لأنهم
لا يحملهم التعاظم بما يظنون عندهم من العلوم، ولا يحملهم التعاظم بما عندهم من أموال
ومن جاه على أن ينفروا عن دعوة الحق أو أن يخضعوا لسلطان ربهم تبارك وتعالى
قال الله تبارك وتعالىفَلَمَّا جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ
بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
وقال الله تبارك وتعالىكَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى
وقال الله تبارك وتعالىوَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا
فإذن الله تبارك وتعالى بيّن أن من أعظم أنواع الصدود عن
الحق استكبار الإنسان بما لديه، أو بما يظن أنه لديه من علم، فهو أعلم ممن يخاطبه،
وأعلم ممن يحادثه، فلا ينبغي له أن يخضع لمن يراه أقل منه شكلاً، وكذلك جعل سبحانه
وتعالى من علة ذلك شعور الإنسان بالاستغناء، أنه آتاه الله سبحانه وتعالى مالاً أو
جاهاً أو سلطاناً استشعر بهذا المال أو بهذا السلطان أنه أصبح في غنى عن الله، هذا
الشعور بالاستغناء هو الذي رتب حال الطغيانكَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ – يعنى أنه ليس حقيقة، لكن هو يراه كذلك –
يقول سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ
الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ هذه صفة ثابتة في الإنسان،فهو محتاج إلى الله –
سبحانه – وتعالى في كل وقت وحين.
ومن الذي أمده بالجاه والمال والعلم والسلطان؟ أليس هو
رب العالمين تبارك وتعالى، وهل يستطيع الإنسان أن يحفظ على نفسه ماله أو جاهه أو
سلطانه إن لم يحفظه الله – عز وجل عليه، لكنه رأى نفسه في غنى عن الله فطغى وتجبر
وتكبر.
وقال الله تبارك وتعالىوَجَحَدُوا بِهَا أي
بهذه الآيات وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ هم على يقين بأنها
حق،لكنهم يجحدونها بألسنتهم لماذا؟ ظُلْمًا وَعُلُوًّا هذا الاستكبار
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
فإذن هذا الاستكبار هو الذي حملهم على أن عتو عن أمر
الله تبارك وتعالى ولذلك جاء في كتاب الله عز وجل عن أناس قالوا لنبيهم
قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ، وَمَا نَرَاكَ
اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى
لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ، وَمَا نَرَاكَ
اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ جمعوا هنا
بين سببي الاستعلاء جميعاً
الأراذل: هم الضعفاء والغلابة والمساكين. وبادي الرأي:
يعني بدون تفكير وتمحيص، حتى هؤلاء الضعفاء لو أمعنوا النظر وأعملوا فكرهم فيما
جئتهم به لكانوا قد ردوه ورفضوه
فهؤلاء إذن هم أراذل – أي: ضعفاء ومساكين في الحال – وهم
أيضاً ليسوا ذوي علم وذوي اتساع ثقافة ومزيد معرفة ورؤية.
فهذا هو الذي حملهم على أن اتبعوا هذا النبي الأمين نوح
– عليه السلام – .
فإذن هذه البساطة هي التي تقود الإنسان إلى سعادة الدنيا
والآخرة، هذه الطبيعة وهذا التركيب هي سبب الخير والنصرة والبر
قال صلى الله عليه وسلم: ” وهل تنصرون وترزقون إلا
بضعفائكم ”
احنا عايشين على حس هؤلاء الناس، لابد أن نكون مدركين
لذلك.
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: من أفاضل الصحابة ومن
السابقين الأوليين خال رسول الله صلى الله عليه وسلم،ذو شكيمة وذو قوة وذو نكاية
في الحروب فظن أن له فضلاً على غيره من أصحاب رسول الله – اللي هما الغلابة –
لأنهم ليس لهم كبير تأثير، هو ذو أثر عظيم في إقامة الدين ونصرته.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يصحح له هذا المفهوم،
أراد أن يضبط له الرؤية والتصور فقال له معقباً صلى الله عليه وسلم ” وهل
تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ” وقال صلى الله عليه وسلم في موطن آخر ”
إن الله عز وجل ينصر هذه الأمة – بمن،ينبغي أن يكون النصرة والنصر بأهل القوة وأهل
الشكيمة وأهل القدرة على البذل من مالٍ أو قوة – ” إن الله ينصر هذه الأمة
بضعيفها – بماذا؟ – بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ”
هذه هى الأمور التى يجلب بها ربنا سبحانه وتعالى الخير
والرحمة والنصرة، بهؤلاء الضعفاء، طب الضعفاء دول بيملكوا ايه، ايه اللي هم
بيملكوه مش عندنا؟
الصلاة والدعاء والإخلاص.
يرفع يديه إلى الله عز وجل متوسلاً متضرعاً مخلصاً
فيرحمه الله سبحانه وتعالى برحمته وتعم هذه الرحمة من حوله من الناس، فنعيش نحن في
كنف هؤلاء الضعفاء البسطاء
هؤلاء البسطاء الذين نتحدث عنهم، إنما نتحدث اليوم عن
فلسفتهم، فلسفتهم إنما تعني رؤيتهم للحياة وطريقتهم في التعامل معها، هل هؤلاء
البسطاء الذين نتحدث عنهم هم حقاً أقل منا فهماً وعلماً ورؤيةً ودراية.
هل نحن بما اكتسبناه من دراساتٍ وشهاداتٍ واتساع قراءات
صرنا بها فعلاً أكثر رؤية وأكثر نضجاً وأكثر فهماً للحياة من هؤلاء الناس؟ أم
أنهم هم في بساطتهم وفي رؤيتهم وفي نظرهم وفي فكرهم هم أعمق علماً وأشد فهماً
لحقيقة هذه الحياة التي نعيش.
أولاً: لابد أن ندرك أن هذه البساطة التي نتحدث عنها هي طبيعة
وسمة هذا الدين وطبيعة وسمة هذه الأمة التي تربت على هذا الدين.
لقد بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم في أمة تتسم في
ثقافتها وفي معالجتها لأمور الحياة بالبساطة والسهولة في مقابل أمتين عظيمتين
عرفتا حين إذن باتساع الحضارة وامتلاك الثقافة، ألا وهي أمة الفرس وأمة الروم.
لكن هذا الاتساع والامتداد الظاهري إنما يعكس تعقيدات
والتوائات في الفكر وفي السلوك وفي طريقة الحياة، وعكست هذه الأنظمة السياسية التي
سيطرت على الحياة، عكست حالاً من القهر والاستبداد والاستعباد، ولذلك عبر عن ذلك
ربعي بن عامر أنه جعل رسالة هؤلاء الناس، أنهم يخرجون هؤلاء الذين هم عبيد هذه
الحضارت من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن
جور الأديان إلى عدل الإسلام كانت هذه هي الرسالة.
فإذن هؤلاء الذين خرجوا من قلب الصحراء هم الذين سيصلحون
عوج وفساد هذه الأحوال بما لديهم من طبيعة فطرية وبساطة في تناول الحياة
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البساطة هي سمة
الدين وسمة الأمة كما أسلفنا.
عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال وهو
يتحدث عن الصيام في رمضان ويتحدث عن إدراك دخول هذا الشهر ووجوب هذه العبادة؛ قال
صلى الله عليه وسلم ” إنّا أمة أمية ” هذه الأمية التي يتحدث عنها رسول
الله صلى الله عليه وسلم إنما نفهمها – نحن الأميون – عدم القدرة على معرفة
القراءة والكتابة،وهذه مشكلة من مشكلاتنا الكبيرة أننا نترجم ما ورد في كلام ربنا
وفي كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم على مفاهيم أخرى تغيرت وتبدلت أو اختصت بنا
ولذلك يحدث كثيراً من الخلل في الفهم والادراك والاستيعاب.
فهو صلى الله عليه وسلم يصف هذه الأمة بأنها أمية.
أمية: أي منسوبة إلى الأم أي أن الإنسان على فطرته
وبساطته التي فطره الله عز وجل عليها، يتعامل مع الأمور باليسر والبساطة والسهولة
بعيداً عن كثرة التعقيدات وكثرة المشكلات وكثرة الخلافات.
قال ” إنّا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا
وهكذا ”
النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقول، نحن من فضل الله
عز وجل علينا ورحمته جعل عبادتنا وتقربنا إليه عز وجل على غايةٍ من اليسر والبساطة
والسهولة بحيث يسهل على كل الناس، أياً كانت أوضاعهم، أياً كانت أحوالهم، أياً
كانت ثقافتهم، أياً كان وجودهم في أي سقعٍ من أسقاع الأرض، أن يتعبدوا لربهم تبارك
وتعالى
فلم يجعل عبادتهم موقوفة على علم بالحساب ومواضع النجوم
بحيث يقتصر هذا العلم على بعض من الناس دون بعض أو يختلف ويضطرب فيه الناس كما نرى
فيختلفون في عبادتهم وكيف يقيمونها،فقال نحن لا نعتمد ذلك، وقال الشهر عندنا له
حالٌ من حالين لا يعدوهما إما أنه 30 أو 29
النبي صلى الله عليه وسلم مبالغةً في التبسيط والتيسير
لم يقل ثلاثون، وتسعة وعشرون،إنما أشار بيده ” الشهر هكذا،وهكذا ”
إذن، إذا كان هذا اليوم هو 29شعبان، هناك أحد احتمالين
لا ثالث لهما، إما أن غداً 1رمضان،أو30 شعبان، ماذا نفعل؟ نترائى الهلال، إذا
رأيناه كان الغد هو الاول من رمضان، إذا لم نره كان الغد هو المتمم لشهر شعبان
وتلقائيا الذى بعده هوالأول من رمضان.
إذا حاولنا أن نترائى الهلال ووجدنا غيوماً ” صوموا
لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم – فيه سحب – فأتموا عدة شعبان ثلاثين ”
إذا طلعنا نترائى الهلال وجدنا الدنيا مغيمة منقعدش نلطم، ولا هنجيب جنيه نعمل
طس،خلاص يبقى بكرة 30 وبعده واحد.
الموضوع على فكرة غاية في اليسر والبساطة والسهولة من
غير أي تعقيد.
طيب هنفترض إن احنا اتكعبلنا، يعني طلعنا نشوفه لقينا
الدنيا مغيمة،وطلع إن الهلال موجود بس احنا اللي اتعمينا مشفناهوش، هنلوص احنا
كده، لا … النبي صلى الله عليه وسلم قال ” صومكم يوم تصومون وفطركم يوم
تفطرون والأضحى يوم تضحون ” ، ربنا سبحانه وتعالى سيجعل الشهركما رأيناه
هيظبط الهلال علينا، مش احنا اللي نتظبط على الهلال.
يعني احنا دلوقتي عملنا اللي علينا، طلعنا وترائينا
الهلال معرفناش نشوفوا خلاص، فالله سبحانه وتعالى هيجعل يوم الصيام هو اللي احنا شفناه،
حتى لو مكنش متوافق مع الهلال الظاهري الموجود في السماء، والفطر كمان، والأضحى
كذلك
يعني احنا لو لوشنا كلنا مفيش مشاكل لأن المقصود امتثال
الأمر وتحقيق العبادة بعيداً عن العنت والمشقة والصعوبة، هكذا طبيعة الدين، اليسر
والبساطة والسماحة والسرور مفيش أي مشاكل ومفيش أي تعقيد، فلما كانت هذه هى طبيعة
الدين كانت طبيعة من يمتثلونه ويتعبدون لله به أن تكون صفتهم اليسر والسماحة
والبساطة والسهولة، ولذلك جاء في وصف هذا الدين، قول الله سبحانه وتعالى
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى
اليسرى :الشرعة السمحة السهلة البسيطة، ونيسرك: أن يكون
النبي صلى الله عليه وسلم في حاله وفي صفته وفي تطبيقه سمحاً سهلاً يسيراً مبسطاً.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الدين يسر
” ،وقال ” يسروا ولا تعسروا ”
إذن الدين المفترض أن يجعلنا أهل يسر وتيسير وسماحة
وبساطة
قال صلى الله عليه وسلم ” بعثت بالحنيفية السمحة
”
الدين عبارة عن هما كلمتين، الحنيفية: هي التوحيد، الأصل
إن الدين مبني على توجه الإنسان لله، تعلق العبد بالله سبحانه وتعالى لا يلتفت عن
ربه طالباً رغبة ولا مستدفعاً رهبة من غيره تبارك وتعالى لأن الأمر كله لله،
والملك بيده سبحانه وتعالى لا ملك لسواه.
السمحة: الشريعة التي تعبدنا الله بها سهلة وميسرة
وبسيطة مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي
كَانَتْ عَلَيْهِمْ