Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

فلسفة التبسم والعيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

كنا تحت هذا العنوان الكبير: ” فلسفة التبسم “

 وكان حديثنا في جمعتنا الماضية عن الحزن وكيف أن الله تبارك وتعالى قد نفى عن عباده المؤمنين أن يصيبهم الخوف أو يصيبهم الحزن وكيف أنه سبحانه وتعالى قد عالج هذا الحزن الذي لابد أن يصيب قلوب العباد طالما هم في هذه الدار، دار الكدح والكبد والمعاناة

واليوم في هذا الإطار نتحدث عن العيد.

العيد: هو اسم للشيء الذي يعود ويتكرر في أوقات وفي آناء محددة ومعينة، فكل ما عاد علينا في يوم أو أسبوع أو في شهر أو في سنة عدّ هذا عيداً ونحن نستعمل هذه الكلمة، ” كلمة العيد ” فيما يعود على الناس بالبشر والفرح والسرور

ومرادنا من الحديث عن العيد أن نتدبر هذه النعمة العظيمة التي ربما لا نلتفت إليها، وربما لا نعي عظمة ما شرعه الله عز وجل لنا فيه، ولا ندرك الحكم البالغة من هذه الشعيرة وهذه الشريعة العظمى

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما وطأت قدمه الشريفة أرض مدينته الطيبة الطاهرة المنورة وجد الأنصار الذين هم أهل المدينة، وجدهم يحتفلون في يومين في سنتهم، فسأل عن هذا الاحتفال الذي يحتفلون به فقالوا: هذان يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم :إن الله قد أبدلكم بهما خير منهما يوم الفطر، ويوم الأضحى

وإذن فأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما منّ الله عز وجل عليهم بنعمة الإيمان ونعمة الإسلام واستقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقبلوا إخوانهم من المهاجرين بقي لهم هذان اليومان اللذان امتدا معهم من أيام الجاهلية،هذان اليومان هما كما عبروا أيام يلعبون فيها، فالإنسان لابد له بين الوقت والوقت وبين الحين والحين، من أن يروح عن نفسه، وأن يرفه عنها، وأن يستعيد طاقته وروحه ونشاطه، هذا في طبيعة الإنسان

والإسلام لم يأت لكبت أو منافاة الطبائع وإنما لتصحيحها وترقيتها وإعلائها وتصويبها.

فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرً منهما فأبدلكم هذه تشير إلى معان.

أولاً: أنه لم ينف ولم يلغ ولم يزل تلك الأيام ولم يمنع هذه العلة التي أشاروا إليها وهي أنهم يحتاجون إلى أن يلعبوا في هذين اليومين

لكنه أيضاً صلى الله عليه وسلم لم يقرهم على هذين اليومين الجاهليين وإنما قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما.

وهذه هي نعمة ربنا تبارك وتعالى علينا أنه يبدلنا بهذا الذي هو أدنى، الذي هو خيرٌوأمثل وأفضل وأنفع للعباد في معاشهم وفي معادهم، في دنياهم وفي أخراهم.

 ” فإن الله قد أبدلكم بهما خيرٌ منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى “

هذا الإبدال له في حكمة ربنا تبارك وتعالى معان عظيمة أنه سبحانه وتعالى أراد أن يمن علينا بدين يحوي ويستوعب حياتنا كلها، قال الله تبارك وتعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ومحياي ومماتي، هو سبحانه وتعالى لم يقتصر على الصلاة وعلى النسك الذي هو الذبح التي هي شعائر وعبادات، وإنما أراد سبحانه وتعالى أن يجعل حياتنا كلها، بل يجعل مماتنا كذلك، كله في إطار هذه النعمة العظيمة وفي ظلال رحمة الله عز وجل والاستظلال بنوره وبركته ومنته وشريعته، هذا أولاً.

فلا نحتاج بعد نور ربنا تبارك وتعالى إلى شيء من الخارج، يكمله ويتمه.

وأما الأمر الآخر فهو قول الله تبارك وتعالى قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ

ترقية شعور الفرح: أن يرتبط فرحنا وبشرنا وسرورنا بأيام وفقنا فيها لطاعة ربنا، ولذلك جُعل عيد الفطر مرتبطاً بإتمام عبادة عظمى من العبادات وهي عبادة الصيام، فنحن نفرح بفضل الله، نفرح بتوفيق الله تبارك وتعالى نفرح بمنة الله عز وجل ونعمته، وحينما نفرح بفضل ربنا، نكبر ربنا تبارك وتعالى ونهلله ونحمده.

ثم نفرح أيضاً في هذه الأيام المباركات بهذه الشعيرة العظمى التي هي شعيرة الحج، التي هي من أركان الإسلام العظمى، التي تحوي من النعم والفضائل الشيء الذي ربما لا يأتي عليه العد، وليس لفضله حد، ولسنا في مجال تعداد حكمة ولا فضائل هذا الشعائر

وإنما ما أردنا أن نقوله أن الله تبارك وتعالى ربط فرح المسلم وسروره بأنه هو في كل يوم هو أقرب إلى الله عز وجل وأقرب إلى فضل الله عز وجل ورحمته قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ

وربط سبحانه وتعالى هذا العيد وهذا الفرح وهذا السرور بالتكبير والتهليل والتحميد، قال تعالى وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ عدة رمضان وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ

هذا في أيام فطرنا، وأما في هذه الأيام، أيام الأضحى فقد أشار الله تبارك وتعالى إلى هذا الأمر أيضاً فقال: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لما ذكر الهدنة وذبح الهدى، فذكر تكبيره تبارك وتعالى في هذا الحين وفي هذا الحين، في هذا الوقت وفي ها الوقت، ولذلك نحن نهلل بهذه الكلمات التي نعظم بها ربنا تبارك وتعالى ونستعلن بهذه الكلمات العظمى فنقول: الله أكبر، الله أكبر، ثم نقول لا إله إلا الله، ثم نقول الله أكبر الله أكبر ثم نقول ولله الحمد

فنستشعر كبرياء الله عز وجل وعظمته وخضوعنا لربنا تبارك وتعالى وتكبيرنا له، ثم نثني بالشهادة له تبارك وتعالى بالوحدانية، ثم نختم ذلك بحمده تبارك وتعالى على أن وفقنا لتكبيره وتهليله وعلى أن منّ علينا بهذه الشعيرة العظمى وهذه الشريعة الكبرى

فهو سبحانه وتعالى يريد لنا فرحاً وسروراً وبشراً، ولكنه فرح وسرور وبشر راقٍ مرتبط بمعانٍ عظمى وغاياتٍ سامية.

تحكي عائشة – رضي الله عنها – أنها كانت في يوم عيد – الحديث في البخاري – أنها كانت في يوم عيد وكانت عندها جاريتان – فتاتان صغيرتان لم تبلغا الحلم – من فتيات الأنصار وهما ينشدن أشعاراً مما كانت تتقوله الأنصار في يوم بعاث، فيوم بعاث: هي آخر معركة اشتبك فيها الأوس مع إخوانهم من الخزرج في الجاهلية قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسنوات،وكانت كل قبيلة بطبيعة الحال تفتخر بإنتصاراتها وتذكر رجالها وشجعانها، فكانت هاتان الجاريتان، تجلسان مع عائشة في يوم العيد – رضي الله عنها – ويغنيان هذا الغناء، قالت: وليستا بمغنيتين، يعني: من البنات الصغيرة تغني، كبنات المدارس، يعني ليس عندهم الطرب.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد تمدد نائماً وحول وجهه، النبي صلى الله عليه وسلم باصص الناحية التانية وهو مشغول، وهن يلعبن، فدخل أبو بكر رضي الله عنه فانتهرهن، وانتهر عائشة وكانت صغيرة، وقال: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله، الأغاني والكلام الفاضي ده في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم كان يظنه نائماً، لأنه هو يبدو في هيئة النائم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال دعهما يا أبابكر فإن لكل قوم عيد وهذا عيدكم.

ثم قالت عائشة :فلما غفل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني هو خلاص غفل عنهم وعاد إلى ما كان فيه أخرجتهما وسربتهما من البيت.

وتحكي أيضاً هي رضي الله عنها: أن الحبشة، غلمان صغار سمر – اللي هما من الصبية – أنهم جاءوا في ساحة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم العيد ومعهم حرابهم ودرقهم؛ – الدرق: اللي هي دروع كده من جلد – فجعلوا يلعبون ويسكنون ويتصايحون برماحهم في ساحة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فأومأ صلى الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها أتحب أن تنظر إليهم، فأشارت أن نعم ففتح الرسول صلى الله عليه وسلم الستر من حجرة عائشة الذي يطل على المسجد وجعلت هي تنظر إلى لعبهم من ورائه صلى الله عليه وسلم وضعت ذقنها على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم وألصقت خدها بخده صلى الله عليه وسلم وبقيت تنظر، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتحرك حتى تنتهي من نظرها ومن متابعتها، بل إنه صلى الله عليه وسلم لم يكتف بذلك، بل جعل يشجع هؤلاء الغلمان على لعبهم وعلى لهوهم فقال: ” دونكم يا بني أغفلة ” هذا اللقب يطلق على هؤلاء الأحباش، دونكم – كلمة حث وتشجيع – على أن يستمروا في لعبهم، فجعلوا يلعبون ويتكلمون بكلام لا يفهم لأنهم يتكلمون بلغتهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم مش فاهم هما بيقولوا ايه، فسأل، ماذا يقولون؟ فقال: يقولون: محمدٌ عبد صالح، فرحانين إن النبي صلى الله عليه وسلم بيشجعهم

قالت عائشة: فلم أفهم من كلامهم إلا قولهم :أبا القاسم طيباً؛ طبعاً مش عربي خالص يعني، أبا القاسم طيباً، أبا القاسم طيباً، يعني هو راجل طيب، زي مثلاً لو أنت هندي – هو في كبير كلم – كده يعني، هو زي كده بالظبط، المهم

فبقيت على ذلك حتى جاء عمر رضي الله عنه فطبعاً ايه،، ايه العيال اللي بتلعب في الجامع ديه!، طبعاً المسجد: رمل وحصى: حصباء، فمسك بقى الحصى ” صوت الرمي ” يالا يالا انت وهو من هنا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال دعهم يا عمر، ثم قال لهم: أمناً يا بني آفلة، يعنى: مفيش حاجة يا جدعان، بيس يعني ميهمكوش منه يعني، كملوا عادي

ثم قالت عائشة :فحفظت من قوله أن قال صلى الله عليه وسلم قال: لتعلم يهود أن في ديننا فسحة وأني قد بعثت بحنيفية سمحة، كان هذا تعقيب النبي صلى الله عليه وسلم على أنه قد نهى عمر رضي الله عنه عن أن يتعرض لهؤلاء.

فإذن في الحديث الأول الذي ذكرناه أن أبابكر رضي الله عنه، وهنا في هذين الموقفين، احنا معانا أبابكر، ومعانا عمر، رضي الله عنهما، أعظم رجلين في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً وفهماً وحالاً وسلوكاً، فهما يستنكران هذا الذي يريان، سواءً ما رآه أبوبكر في بيت ابنته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما رآه عمر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

لكنه صلى الله عليه وسلم أمرهما أن يكفا وعلل بعلةٍ عظيمة في الحالين، فقال لأبي بكر رضي الله عنه قال: دعهما يا أبا بكر – ليه؟ – قال إن لكل قوم عيداً وهذا عيدهم

فإذن هو صلى الله عليه وسلم ينبه أبابكر رضي الله عنه إلى أنه عليه أن يتسع في رؤيته ليدرك سمو وعظمة هذا الدين وأنه اشتمل على كل ما تحتاجه النفوس فلكل قومٍ عيدٌ يلعبون فيه ويمرحون، ونحن كذلك قد جعل الله عز وجل لنا عيداً فهذا عيدنا الذي تميزنا به عن غيرنا، أنه كان كما قلنا عيد شكرٍ وعيد برٍ لا عيد فسقٍ ولا عيد فجور

ثم نبه عمر رضي الله عنه أيضاً حينما أمره أن يدع هؤلاء يلعبون فعلق صلى الله عليه وسلم قائلاً قال: لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، فهو صلى الله عليه وسلم يستثمر كل حدث ليبين عظمة النعمة التي امتن الله عز وجل عليه بها، وأنه يريد بذلك أيضاً أن يوصل رسالةً حتى لغير المسلمين من اليهود وغيرهم بما منّ الله عز وجل عليه من شريعة سمحةٍ سهلةٍ ميسرة، ليست كشريعة يهود التي تملأوها الآصار والأغلال.

قال: وأني قد بعثت بحنيفية سمحة، بعثت بحنيفية؛ قلنا مراراً الحنيفية: هي كلمة التوحيد، أن هذا الدين يقوم على توحيد الله عز وجل والإخلاص له وأنها شريعة سمحة سهلة تسع الناس جميعاً، ونحن نلاحظ هاهنا أنه صلى الله عليه وسلم قد حثّ عائشة على أن تفعل ذلك،وترك هؤلاء يلعبون، وترك الجاريتان تغنيان.

فإذن هذا اللعب والمرح والفرح والسرور إنما هو للرجال وللنساء وللأطفال أما عظماء الرجال، فلهم شأنٌ آخر، لكنهم لابد أن يراعوا هذه النفسيات وهذه الطبائع وأن يعطوها ما تستحقه من لعبٍ ومن لهو.

ثم هو صلى الله عليه وسلم يسأل عائشة رضي الله عنها، هل فرغت مما تريد، هى اتفرجت، يعني كفاية كده ولا ايه؟

فقالت: يا رسول الله لا تعجل علي، لألألأ سبني شوية سبني شوية، فالنبي صلى الله عليه وسلم سبها شوية، وبعدين قال: أشبعتي، يعني :مش خلاص كده ولا ايه، فقالت: يا رسول الله لا تعجل علي، وبعد كده ايه، قالت خلاص.

فهي تقول هى عملت كده ليه؟ قالت أول ما قال لي أول مرة،قلت: خلاص، أصل هما عيال سمر بيلعبوا بحراب حاجة ملهاش، يعني مش هتقعد ساعتين تتفرج عليهم. لكن قالت إن هيه حبت تعمل ايه؟ حبت ترى مكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم يعني هو هيفضل مستحمل عشان خاطرها كده بالمنظر اللي هيه عملاه ده، ولا خلاص،،، خشي بقى خلاص

فإذن النبي صلى الله عليه وسلم هنا هو يأتي على حساب نفسه لمصلحتها، هي محبة لهذا، هي عايزة تتفرج، فالنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ربما هذا لا يروقه أو قطعاً هو مشغول عنه، لعظيم الشئون والأحوال التي تشغله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ربما يأتي على حساب مراده الشخصي لكي يدخل السرور على من حوله، ثم هو يتحمل أيضاً في سبيل أن يفرحوا وأن يسروا.

آخر نقطة في هذا المعنى.

النبي صلى الله عليه وسلم كان في المدينة، لو احنا تتبعنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وطبعاً في مكة هنجدها مفعمة بالهموم والأثقال والمسؤوليات وربما أيضاً بالأحزان والمصائب.

لكنه صلى الله عليه وسلم رغم كل ذلك كان يراعي كما قلنا احتياجات هؤلاء الصغار والضعاف وأنه كان يحرص على أن يدخل عليهم الفرح والسرور، وأن في هذا العيد الذي هو عود الفرح والسرور حيناً بعد حين بشارة دائمة بأنه لابد أن يأتي اليوم التي تزول فيه الهموم والأحزان وأنه لابد أن يأتي اليوم الذي فيه يغاث الناس وفيه يعصرون

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كده الجزء السلمي من الخطبة انتهى، نبتدي بقى الجزء التاني، في العادة احنا في هذه الخطب لا نعرض أبداً لأي مسائل فقهية ليه؟ لأن احنا دوماً بنحاول إن احنا نركز على قضايا الأصول وقضايا الكليات التي يستقر عليها بنيان الإسلام والتي تبيين عظمة الدين وعظمة الشريعة، والفلسفة التي يجب أن يتصور بها المسلم الإسلام وعظمته وصورته، لكنني أتكلم الآن عن مسألة فقهيه للحاجة إليها، اللي هيه العيد والجمعة في يوم واحد هنعمل ايه؟

لأنه هو انتشر في الكام سنة الأخيرة إن هو لو في عيد مع جمعة وانته صليت العيد يبقى كده الجمعة شكراً مفيش حاجة، ولو برده مصلتش العيد برده مش مشكلة كنت نايم، برده الجمعة شكراً مفيش حاجة،ده ابشن فانته فكك منه، وحاجة بقى ايه، انتشرت فجأة انتشار النار في الهشيم، لأن احنا طبعاً يعني ايه: في مشاكل في المرور بتاع محرم بك، كلنا طبعاً بنحب الرخص،أي حاجة فيها ايه، هتسقط حاجة شيء جميل، طيب

في المسألة ديه، أول حاجة نستعرض أولاً كلام العلماء؛ مذهب الحنفية ” الأحناف ” ومذهب المالكية، ومذهب الظاهرية إن هو لابد على من شهد العيد أن يصلي الجمعة، لأن ده عند الحنفية، أصلاً صلاة العيد أصلاً ديه سنة والسنة مابتخدش صلاة الفرض

وعند الظاهرية إن هو واجب والواجبات لا يحل بعضها مكان بعض، زي صلاة الظهر، لما بتطلع صلاة الظهر، ” الحمد لله مش هصلي العصر، ليه؟ ” ديه واجبات، وعند المالكية كذلك إنها واجبة.

عند الشافعية ورواية عند الحنابلة، أنه يرخص لأهل البادية وأهل العوالي – هنشرح ايه معنى الكلام ده – إذا شهدوا العيد ألا يشهدوا الجمعة، وأما المشهور عند الحنابلة فهو الرخصة المطلقة، وديه أصلاً اللي هي دلوقتي انتشرت وأخذ بها الناس،يبقى ديه الرواية المشهورة في مذهب الحنابلة،خلافاً لما عليه جمهور العلماء من عدم جواز ذلك.

طيب احنا عندنا النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في سنن أبي داوود عن أبي هريرة، النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد وقال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزءه من الجمعة وإنا مجمعون. وده اللي استدلوا بيه على إن هو ينفع ان انت تصلي العيد ومتصليش الجمعة.

أول حاجة المقرر، إن الأصل إن الصلتين بيتصلوا ده الطبيعي، فالنعمان بن بشير رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين والجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية وربما اجتمعا في يوم فقرأ بهما فيهما

، يعني ربما العيد والجمعة في يوم واحد فيقرأ بسبح والغاشية، يعني في ديه وديه، يبقى إذن بيصلي ديه، وبيصلي ديه،طيب

سيدنا عثمان رضي الله عنه، والحديث في صحيح البخاري يعطينا تفسيراً أو فهماً لهذا المعنى أنه صلى بالناس العيد؛ عيد فطر؛ وكان في يوم جمعة، فلما خطب قال للناس: أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ومن أحب أن يرجع لأهله فليرجع، فإني قد أذنت له…. طيب

يبقى هو إذن أذن لمين؟ أهل العوالي، أهل العوالي، اللي هيه أهل ايه؟ العوالي ديه: مكان على بعد أربعة ميل أو خمسة ميل من المدينة، فهؤلاء كانوا يشهدون الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بيصلي الجمعة في المدينة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بس، مفيش كذا جامع هو مسجد واحد بيصلى فيه، فكل الناس اللي في المدينة كلها، وفي ضواحي المدينة، وفي البادية وفي العوالي حوالين المدينة كلهم، بيجتمعوا لصلاة الجمعة، ساعتين مشي أو بالحمار، من بره لحد مايجي للجمعة، طب لو جمعة وعيد، يبقى هو هيطلع قبل الفجر،عشان يجي يصلي العيد، آدي ساعتين ويرجع يبقى الساعة عشره إلا ربع، أول ما هيرجع، هياخد كباية الترمس بتاعته، يؤوم جي راكب الحمار بتاعه أو ماشي يوصل الساعة 12 يصلي الجمعة ويرجع الساعة اتنين،، وده عيد!!!

يعني هياخد تمن ساعات رايح جاي، صد رد كده عشان يصلي العيد والجمعة، فلما كان الدين؛ دين سعة ورحمة وتوسعة، وده يوم عيد، مثلا الراجل يعني فيه خروف عايز ياكله، ولا في كحكاية عايز يكلها، هيفضل بقى طول النهار رايح جاي، فالنبي صلى الله عليه وسلم رخص لهؤلاء ولذلك قال ايه، قال: وإنا مجمعون، احنا مين، يبقى احنا أهل المدينة، يعني هو هيصلي لوحده، طب هو هيطلع على المنبر، افرض هو طلع على المنبر، والناس كلها قالت: خلاص أجدعان هي رخصة شكراً،،، طب هيكلم مين؟! لازم يكون في حد يجب عليه صلاة الجماعة، مهي لو اتحولت الجمعة لأبشن، طب هو هيقيم الجمعة لمين.

وده ورد أيضاً في مصنف عبدالرزاق؛ مش عايزين نطيل، المهم إن ديه مبنية على حاجتين.

أول حاجة رخصة لأهل الأماكن البعيدة جداً، في نفس الوقت، في الوقت اللي كانت فيه الجماعة جماعة واحدة، أما الآن فأول حاجة، حتى الناس،، لو في حد بعيد مثلاً في الكنج، في البرج، مع ما يسرته المواصلات، يسهل عليه إن هو يجي مفيش ناس بتمشي مشي

الحاجة التانية: إن دلوقتي أصبحت صلاة الجمعة في كل المساجد، فكلنا ما بين بيوتنا، المساجد موجودة تقام فيها الصلاة فالموضوع يختلف تماماً عن اللى ليه رخصة، من وجهين زي ما قلنا إن هو تيسر الوسائل.

الحاجة التانية تعدد الجماعات

احنا عندنا الجماعة في الإسلام تلت مستوايات، مستوى صلاة الجماعة العادية اللي هيه بتاعت كل الصلوات وديه بيجتمع فيها أي عدد من الناس، المراد اجتماع الناس، مش لازم تروح مكان بعيد، أما الجمعة فالمفروض فيها، الأصل يعني أن يجتمع أهل المدينة، أو أهل الحي كلهم في مكان واحد، لأن المقصود أن يحصل اجتماع ما بين الناس.

يبقى عندنا كذا مستوى من الجماعة: مستوى الحد الأدنى، اللي هيه جماعة الصلاة العادية.

مستوى أعلى من الاجتماع، المفروض يجتمع فيه ناس أكتر: ديه صلاة الجمعة.

وبعد كده المستوى الأعلى خالص من الجتماع على صلاة العيد، اللي هيه بيخرج فيها النساء، يخرج فيها الأطفال الصغيرين، يخرج فيها حتى مش أهل الصلاة من الحيض، اللي هما معلهمش صلاة أصلاً، النبي صلى الله عليه وسلم قال يعتزلن المصلى، فيشهدن الخير ودعوة المسلمين.

يبقى إذن إذا كان عيد وجمعة فلابد إن احنا نصلي العيد ولابد إن احنا نصلي الجمعة، إشارة أخيرة كده.

احنا قلنا دلوقتي مين اللي أباح إن العيد تنوب عن الجمعة مطلقاً، دول الحنابلة، طب احنا عندنا الحنابلة دول في الفقه بتاعنا، يقولك يا جدع متحنبلهاش، انته محنبلها كده ليه، انته حنبلي يا جدع مالك في ايه

الحنبلي ديه اللي هو المتشدد المتنطع، فقهياً بتتبع الفتوى الكلام ده مش موجود، احنا هنا أهه بنتكلم في مسألة من مسائل العبادة، والوحيدين اللي رخصوا فيها بهذه الصورة هم الحنابلة، ولو راجعنا أبواب المعاملات ده اللي عنده شيء من التخصص في علم الفقه أبواب المعاملات والبيوع أوسع المذاهب وأيسرها هم مذهب الحنابلة، طب احنا جبنا منين إن هما ناس متشددين جداً، ومتنطعين،ممكن قال إن فيه واحد كان لابس قبقاب في الفيلم، فقال أحمد بن حنبل قال لازم يتوضا، وبعد كده قال أبو حنيفة قال مفهاش حاجة، إذن يبقى الحنابلة متشددين لأن هو لازم الواحد لما يسلم على المديرة بتاعته يروح يتوضا

وبعدين في الآخر أبو حنيفة قال مفهاش حاجة، إذن يبقى الحنابلة متشددين لأن الراجل اللي كان لابس قبقاب في الفيلم، الكلام ده جبناه منين، لازم يكون فيه أصل، يعني احنا برده لازم نراجع ثقافتنا بنيناها على ايه؟

احنا عندنا في ثوابت ومسلمات ثقافية وفكرية عندنا، أصولها فين؟ يعني جملة زي ديه دلوقتي، يعني وصف المتشدد إن هو اسمه حنبلي طب ديه جت منين.

لازم يكون في حاجة يعني.

طيب نقطة بقى أخيرة: أحمد بن حنبل قال يتوضا، وأبو حنيفة قال مفهاش حاجة، على فكرة ده مينفعش دين، يعني مينفعش في الدين الواحد هينقي على مزاجه، يعني هو دلوقتي لما كان مستنفخ المديرة، فكان لازم يتوضا، لما صعبت عليه وهي سايبه الشغل.

قال لك: خلاص أبو حنيفة قال مفهاش حاجة، على فكرة ده نوع من أنواع الاستخفاف، أنا بلعب بئه، ده حكم، يا إما هتوضا، يا إما مش هتوضا، ده عبادة أنا مقتنع بيها وبدين بيها لربنا سبحانه وتعالى، فماينفعش الواحد ينقي كده، زي ما تيجي معاه، واحنا برده أخدناها من الفيلم وبلعناها، على فكرة هو زحلئلنا اتنين وشربناهم احنا، لأ احنا لازم نخلي بالنا ونراجع الأصول الفكرية والثقافية، طبعاً طبيعي، إن هو الانتقاء في الدين بالأهواء ديه مصيبة كبيرة، ميكفيش إن احنا نعرض لها هذا العرض، لكن احنا بس بنشير إشارة

إن احنا أحياناً بنتلقى في الأدبيات والثقافات والإعلاميات والتعليم أحياناً حاجات نحتاج إن احنا نراجعها، كتير ربما من الحاجات اللي عندنا في أصولنا الثقافية تحتاج إلى مراجعة

المهم الشاهد إن هو يعني ايه لو في عيد وجمعة، مش هطلع أنا أقف أكلم نفسي، لازم الناس تيجي وتصلي الجمعة، وإلا ممكن أنا كمان أنام، وأنا مش بني آدم، على فكرة أنا صحيت بالعافية الساعة 11، وأنا كمان أبقى عايز أنام وخلاص، ولذلك هما أوجبوا على الإمام حتى الحنابلة، إن هو لازم يقيم الصلاة.

طب اشمعنا أنا يعني الناس كلها عندها رخصة، وأنا اللي عامل عليا البوبي، ماهي لو رخصة يبقى أصلي الظهر وخلاص مينفعش إن هو يعني ايه عشان هو طالع يخطب يبقى هيتذنب

فالمهم،خلاصة مانريد أن نقول، إن هو في إطار المعنى الكبير لعظمة الإسلام وعظمة هذه الشريعة وفلسفة التبسم التي نتكلم عنها، وإن شاء الله هنستمر في الكلام عليها على مدى خطبة أو خطبتين، إن لابد أن نستشعر إن هذا العيد نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى

وإن هو ربنا سبحانه وتعالى منّ علينا بدين يستوعب كل حياتنا، يستوعب كل احتياجات الناس النفسية، يستوعب كل التباينات ما بين الناس، بيراعي الضعيف والإنسان الصغير السن بما يحتاج من ترفيه.

وإن زي ما قلنا، إن نعمة العيد ديه، نعمة عظمى مرتبطة بعبادة الله سبحانه وتعالى ولذلك لابد أن تكون دائماً قائمة على الحمد والشكر لله تبارك وتعالى كما نحن في التكبير الذي شرع لنا في العيد، دائماً نختم هذا التكبير ولله الحمد.

كما أيضاً في التلبية، نقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،إن الحمد والنعمة والملك لك، لا شريك لك.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم زهدنا في دنيانا، اللهم زهدنا في دنيانا.

اللهم إن نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم