إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
حديثنا اليوم عنوانه فلسفة التبسم وبدعة التجهم.
إبراهيم النظام إمام من أئمة الاعتزال، والاعتزال مذهبٌ نشأ في زمان التابعين وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر من حصول الافتراق والحيدة عن طريق الحق وعن الصراط المستقيم
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن عمرو قال: افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة.
الله سبحانه وتعالى أنزل كتبه بالحق والميزان وأمر عباده في هذه الكتب أن يلتزموا صراط الله عز وجل المستقيم وأن يعتصموا بحبله سبحانه، لكنهم أبوا إلا التفرق والاختلاف بغياً من بعضهم على بعض وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء يفترقون ويختلفون فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ بغياً واعتداءً وتجبراً من بعضهم على بعض ولذلك لم يكن لهم في اختلافهم عذر لأنهم قد جاءهم العلم وجائهم البينات.
ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن النصارى يختلفون في دينهم على ثنتين وسبعين فرقة.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة كما قال في حديث آخر منبهاً ومعلماً ومحذراً وموخوفاً: لتتبعن سنن من كان قبلكم – طريقهم وسبيلهم – شبراً بشبر وذراعاً بذراع – خطوة تلو خطوة – حتى إذا دخلوا جحر ضبٍّ دخلتموه. هذا الحيوان الصغير الذي يجعل له جحراً يختبئ فيه ضيقٌ منتن الريح، فإذا دخل هؤلاء هذا الجحر الضيق المنتن تابعناهم فيه.
دلالةً منه صلى الله عليه وسلم أنها متابعةً في كل شيء، ليس فيما ربما يتصور أن فيه نفعاً أو فائدةً، لا يمكن لعاقل أن يدخل بإرادته جحر ضبٍ ضيق منتن.
ثمَّ هذا الجحر الضيق المنتن واسع مدخله ضيق مخرجه، هوه بيعمله واسع شوية بحيث لو في حد بيطردوا، حشر دماغه فيه وبعدين المخرج بتاعه ضيق بس يعديه، فهوه يعدي واللي وراه يخش ميطلعش.
ويكأنها إشارة إلى أن من يصل إلى هذه المرتبة وهذه المنزلة فإنه لا يستطيع أن يستدرك أو يفارق ذلك لأن هذا قد أشربه
فيقول إن هذه الأمة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة وأن كل هؤلاء من أهل الوعيد ومن أهل النار.
قال: ” إلا واحدة ” فسأله الصحابة رضي الله عنهم عن هذا فقال؛ هم الجماعة، قال: هم السواد الأعظم أي:عامة الناس، وقال: ماكان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي فذكر صفتين: صفة الجماعة والاجتماع أن هؤلاء اجتمعوا على الصراط المستقيم الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم، ولم يحيدوا عنه يمنة ولا يسرة، ولذلك كانوا من أهل السعادة ومن أهل النجاة وأنهم تمسكوا بما كانوا عليه صلى الله عليه وسلم والصحابة تمسكاً تاماً، قال ” من كان على مثل ” والمثلية تقتضي المطابقة التامة لم يحيدوا عنها يمنة ولا يسرة.
فكان من هؤلاء الذين فارقوا السنن المستقيم هؤلاء المعتزلة وسموا معتزلة لأن أئمتهم كانوا تلاميذ الحسن البصري – رحمه الله – ثم خالفوه في مسألة فاعتزلوا مجلسه فسموا معتزلة.
وكان من غلاة هؤلاء إبراهيم النظام الذي نحكي عنه وعن حاله.
وكان من مذهب هؤلاء وفي مذهبهم كثير من العجب العاجب، ولكن الذي يعنينا هاهنا أنه كان في مذهب هؤلاء أنه من أتى كبيرةً من الكبائر فقد خرج من دين الله عز وجل واستوجب الخلود في النار، وأنه لا شفاعة في الآخرة لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل
وكان أبو نواس، وهو شاعر اشتهر بالفسق والمجون قولاً وفعلاً،كان قد تتلمذ على النظام في حال صغره وصباه ثم فارقه ثم عاد إليه بعد ذلك بسنوات، وعاد إليه حينما عاد وهو على فسقه ومجونه ومداومته على الخمر وشربها، فكان النظام ينهاه عن فعله ويخبره أن قد فارق دينه وخرج من اسلامه وكفر بعد ايمانه واستوجب الخلود في النار، فلم يقبل منه ذلك وفارقه واعتزله، وذكر قصيدة عرض به فيها قوله:
دَعْ عَنْكَ لَوْمِي فإن اللوم إغراء… وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها… لو مسه حجرٌ مسته سراء
ثم قال بعد أبيات في نهاية هذه القصيدة :
فقل لمن يدعي في العلم فلسفةٌ… حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
لا تحظر العفو إن كنت امرءً… حرجاً فإن حظركه للدين إزراء
فهاهنا نحن أمام رجلين، رجل ينتسب إلى دين الله عز وجل وإلى الدعوة إليه وإلى تبيين أحكامه لعباد الله عز وجل.
ورجل بعيد عن جادة الحق والصواب غارقٌ في أوحال الأثم والمعصية، هذا الغارق في أوحال أثمه ومعصيته، أبى أن يطيع هذا الذي يدعوه إلى مذهبه أو إلى ما يراه ديناً، فقال مخاطبا إياه في هذه الكلمات التي ذكرنا قال دع عنك لومي :أي اتركني، لا تلمني على ما أفعل من هذه السيئات.
يقول: فإن اللوم إغراء: وهذا عجيب، يقول إن كثرة اللوم على الفعل هي بمثابة الحث له على الاستمرار عليه وفعله، وهذا عجيب في المنطق لا يدرى له أصل ولا يدرك له سبب لكنه هكذا يقول.
ثم يقول :وداوني بالتي كانت هي الداء،وهذا أعجب: أنه جعل أصل دائه ومرضه هو سبب علاجه وشفائه، فهو قد أصابه هذا الداء بسبب مداومة على شرب الخمر، فيكون علاجه أن يستمر في شرب هذه الخمر
ثم يقول في وصفها: صفراء – طبعاً حاجة أصفره، ديه معروفة –
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها… لو مسه حجرٌ مسته سراء
إذن ما الذي يحمله على سلوك هذا السبيل، ما الذي يحمله على منادمة ومداومة شرب الخمر: البحث عن الفرح والسرور والسعادة ” لا تنزل الأحزان ساحتها ” تذهب الأحزان وتذهب الهموم وتذهب الآلام عن قلب العبد، لو مسه جحرٌ – حتى الحجر اللي معندهوش احساس القاسي – سوف تصيبه هذه الخمر لو أرقناها عليه بالسراء والحبور والفرح والسرور
إذن، هذا المنطق الذي دفعه إلى هذا السبيل هو البحث عن السرور وإذهاب الأحزان
وهذا هو أيضاً الذي يحمل الناس في زماننا من ابتلي منهم بذلك أو بما يخدر أو بما يفتر على أن يسلك هذا السبيل أيضاً.
هو يبحث عن السعادة أو عن أن يذهب ما يجول في خاطره، أو ما يعانيه في حياته من هموم ومن ضغوطٍ ومن أحزان، كيف يعالج ذلك؟ بأن يغيب عقله حتى لا يشقيه وحتى لا يؤذيه هذا هو فكره، وهذه هي فلسفة هؤلاء الخلق.
ثم في نهاية هذه الأبيات يخاطب هذا الذي يدعوه إلى دينه أو إلى مذهبه، بأنه لا يراه على حقٍ ولا على صواب، لأن هذا المذهب الذي يدعوه إليه هذا الداعي هو في الحقيقة ليس هو دين الله عز وجل الذي أنزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم
فهذا المذهب من التضيق والتحريج والتشديد على عباد الله والتيئيس من رحمة الله، لم يجد في هذا الرجل قبولاً أو استساغه
لم يستسغ ولم يقبل هذا المذهب لأنه ربما مع معصيته، ربما بقي في أصل فطرته أن الله عز وجل رحيم بعباده، وأن هذا ليس مايعرفه أو ما يعلمه من دين الله عز وجل، فكان هذا المذهب وكان هذا الدعاء وكانت هذه الكلمات، وكان هذا المذهب مما ينفر هؤلاء الناس عن أن يفيؤل إلى ربهم أو أن يعودوا إلى دينه تبارك وتعالى
وكان على فسقه ومجونه أكثر دراية وأكثر فهماً وأعمق علماً من هذا الذي اشتهر بعلمٍ وبدين، فهو يحلل هذه الظاهرة فيقول:
قل لمن يدعى في العلم فلسفةً: هو يرى نفسه أو يظن نفسه ممن وصل في العلم أو في فهم الدين إلى شأوٍ بعيد وإلى منزلة عالية رفيعة.
فهو يقول له: ترفق فلست في علمك معصوماً، ولست فيما وصلت إليه حاكماً على عباد الله تبارك وتعالى، حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء: فهو يعلم إذن على حاله أن هذا قد حاد عن منهج الحق والصواب وأن هذا ليس هو الدين الذي أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
وأنه إن كان قد أدرك شيئاً من العلم احتج به، فهو قد ترك فيما يقابله كثيراً من العلم وكثيراً من النور الذي أنزله الله، ولذلك لا ينحرف أحد عن منهج الحق والصواب، إما إلى غلوٍ وإفراط وإما إلى تسيب وتفريط إلا بأنه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، يأخذ نصوصاً ويترك نصوصاً، يفهم أحاديث أو يستند إليها، ويترك ما ربما يخالفها في ظاهرها
ولذلك لم يهتدي أهل الحق للحق إلا لأنهم نظروا إلى دين الله عز وجل وإلى الوحي الذي أنزله الله على أنه كالنص الواحد يجمعون بعضه على بعض، يضمون هذا إلى هذا.
هذا الذي قد أجمل هاهنا قد أجمل هاهنا، هذا الذي سيق مساراً عاماً قد خصص هاهنا، هذا الذي قد أطلق هاهنا قد قيد هاهنا، فبجمع هذا وهذا الذي يتميز به أهل العلم الذين هم أهل العلم عن غيرهم، فيقول: إنك قد ضيعت أشياء من العلم قادتك إلى ما ذهبت إليه.
ثم يقول: لا تحظر – رحمة الله عز وجل عن العباد – العفو إن كنت امرءٍ حرجاً – إذا كانت تركيبة الشخص النفسية فيها شدة أو فيها غلو، لا يجعل هذه الشدة أو هذا الغلو هو دين الله تبارك وتعالى لأنه بذلك يفتري على الله وعلى دين الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، ويسند إليه وينسب إليه ما هو منه براء، لا تحظر العفو إن كنت امرءً حرجاً، والحرج: ضيق الصدر، قال الله عز وجل فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ يوسع صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
لا تحظر العفو إن كنت امرءً حرجاً… فإن حظركه – حظرك لهذا العفو – بالدين إزراء
انتقاص وتضييع لهذا الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى فهو بهذا يصد هؤلاء الناس عن دين الله عز وجل وعن نوره وعن فطرته التي فطر الناس عليها، ولذلك كان هذا الرجل الضيق الحرج فتنةً وابتلاءً لهؤلاء العباد إذ هو بمذهبه وبمنهجه وبطريقته قد صدّ هؤلاء عن الحق وأبعدهم ثمّ أبعدهم عن نور الله عز وجل
في سنن أي داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان رجلان من بني اسرائيل متآخيين – اتنين صحاب – فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهدٌ في العبادة
رجلان متآخيين أي: متصاحبين مجتمعين، ولا تديم الصحبة إلا بانسجام وائتلافٍ واجتماع، فقوله إذن صلى الله عليه وسلم، كان أحدهما يذنب: ليس معرضاً عن دين الله عز وجل أو عن اتباع أمره، لكنه يلتزم بطاعات ويجمع إلى ذلك أحيانا فعل المنكرات بين حين وحين، أما الآخر مجتهد في الطاعات بعيدٌ عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، وليس من عبدٍ إلا وله ذنب
قد أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم في غير محل، فما من مؤمن إلا وله يعتاله الفينة بعد الفينة، الفينة بعد الفينة يعني: يأتي الذنب ثم يتوب، ثم يسير زماناً ثم يذنب ثم يتوب، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارقه – هو مش عارف يبطله – يعني فيه حاجة حينما آب إلى الله تبارك وتعالى امتنع عن هذه المنكرات لكنه بقي عليه ذنبٌ يجاهد نفسه فيه، يروح ويرجع يروح ويرجع يروح ويرجع، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارقه، فيه حاجة مش عارف يبطلها، يعني كل ما يحاول إنه يتخلص منها مش عارف
” إن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذُكر ذًكر ” هذه تتمة الحديث.
مفتن تواب معناها ايه، مفتن يعني: كثيراً ما يفتن، كثيراً ما يغويه الشيطان، لكنه إذا فتن تاب،، نسياً: يغفل وينسى ويبعد وربما استدرجه الشيطان في خطوة من خطواته، لكنه إذا ذُكر بالله ذًكر
إذن وصفهم صلى الله عليه وسلم أي وصفه للمؤمن: بأنه يفتن ويتوب، ويغفل ويتذكر، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ يبقى المشكلة فين، في الاسرار والمداومة وعدم تحديث النفس بضرورة ترك هذه المخالفات، فكان أحدهما يذب والآخر يجتهد في العبادة، فكان كلما رآه على ذنب قال له: أقصر، أقصر يعني: أكفف، انتهي
فلقيه يوماً على ذنبٍ فقال له: أقصر – هو واخده بقى في الرايحة وفي الجاية، فالراجل يعني ايه، فقال له: خليني وربي – فكك مني، فكك مني .
خلني وربي إنك لم تبعث عليّ رقيباً – ربنا اللي بيحاسب، اتكل على الله يا عم، اتكل على الله –
أصل ساعات البني آدم، – بتعتريه أحوال – أحياناً يتقبل النصيحة، وأحياناً تبقى بيظه منه والشيطان راكب دماغه، وطلعله أرنين خلاص وماسك شوكة.
في هذه الحالة، ولذلك من فقه النصيحة إن الإنسان بيراعي الظروف والأحوال والحالة النفسية للإنسان لأنه ربما إذا وضع النصيحة في وقت غير وقتها الصحيح، ربما يحمل الإنسان على شيء من التكبر أو شيء من العناد فيضيعه، أراد أن يصلحه فضيعه.
طيب، حينما قال له ذلك، الراجل بقى اتخنئ منه، قال: والله لا يغفر الله لك،،، هنا بقى المشكلة
فيقول صلى الله عليه وسلم: فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً، أم كنت على ما في يدي قادراً، ثم قال للذي أذنب: أدخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار.
طب احنا دلوقتي عندنا نموذجين هنطبقهم على الشخصين اللي كانوا معانا، فدلوقتي، ده شخص بيذنب والآخر يحاول أن يصلحه، طيب أقصر… تكفي للإصلاح، ديه أول حاجة
هوه معدي فشايف واحد، بيعمل حاجة غلط، فلم يزد إلا على قوله له أقصر، – ما تبطل يا جدع انته اللي بتعمله ده –
طيب ” ما تبطل يا جدع انته اللي بتعمله ده ” هل ديه كافيه أو كفيله بإن هيه تحيل الشخص ده عن ما هو فيه، ما هيه المشكلة، إن فيه ” أصل مشكلة ” أو ” أصل داء ” فيه حاجة عندي، فيه مرض في القلب، المرض ده يحتاج إلى دواء ويحتاج إلى متابعة ويحتاج إلى علاج، فيه مشكلة.
المعصية ديه عرض، العرض ده له سبب، لو أنا ما اجتهدتش في محاولة علاج السبب هو مش هيتصلح، مش هيتغير، ” أقصر ” ديه مش هتعمل حاجة.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان في تعامله مع الناس، كان طبيباً يداوي هذه الأدواء والأمراض، يحاول أن يبحث عن عللها الخفية في قلب العبد ويحاول أن يزيل هذه العلل
احنا تقدم معنا قبل ذلك، اسلام عدي بن حاتم رضي الله عنه، وإن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أتاه عدي بن حاتم إلى المدينة وكان قد فرّ إلى الشام.
استتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، يعني أخذه معه إلى بيته، هو دخل بيه المسجد، كان ممكن أعد معاه في المسجد أو في أي مكان، أما إن هو يستتبعه أو يستقبله أو يستضيفه فب البيت، محل الخصوصية والإكرام، وهذا الرجل لازال على شركه، كان نصرانياً، هذه لها معنى ولها دلالة، ديه أول حاجة.
طيب لما دخل البيت لئه ايه، لئه في مسند، فالنبي صلى الله عليه وسلم اداههوله يعد عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم أعد على الأرض، مبالغة في الأكرام ومزيد تواضع منه صلى الله عليه وسلم.
طيب ديه اترجمت ايه؟، ماهي الفكرة برده إن فيه نظرة الشخص بينظرها لي، نتيجة لسلوك أنا بسلكه معاه، ده مقدمة إن هو هيستجيب لما هكلمه أو هوه مش مقتنع بيه، ومش هيسمع للي أنا بقولهوله، طب هوه بقى ترجمها ايه، قال إن هذا ليس بملك، مينفعش ده يبقى ملك.
أصل هوه دلوقتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل بيدعو الناس إلى شيء يريد أن يجتمع الناس عليه وأن يتابعوه.
يا إما الراجل ده عايز يبقى زعيم، بهذا الافتراق والتقول على الله، يا إما الراجل ده فعلاً صادق، أصل مفيش احتمال تالت
هما احتمالين: يا ده رسول صادق فيما يخبر به، يا إما ده راجل دعيّ، وبيتخذ الدين وسيلة عشان يبقى زعيم.
طب اللي عايز يبقى زعيم، ده شخص لازم يبقى ورمان في نفسه، وفيه ميل للتكبر والتعالي على الناس، والناس لازم تعامله بطبقيه وبصورة معينة.
طب اللي بيعد على الأرض بالصورة ديه، يدي المسند للراجل اللي أصلاً ده كافر مش على دينه، ده لابد أن ليس بطالب ملك، يبقى في النهاية البديل التاني مفيش غيره ديه أول حاجة.
قال: ووجدت عنده امرأةً وصبياناً – فاطمة رضي الله عنها والحسن والحسين – فهوه آعد بيكلمها وبيلاعب العيال الصغيرين، فبرده ده مش المنظرة اللي
أصل احنا اتكلمنا المرة اللي فاتت عن البساطة واللي قبلها، الحياة السهلة البسيطة
في بيته عادي، بيت عادي بسيط وهو آعد،ودول أحفاده وهوديه بنته بيكلم معاها وبيلعب مع العيال الصغيرة، ومش في دماغة على فكرة إن هو آعد مع مين أو إن هو هيرسم على الراجل اللي جاي ده أو مرة، وده أصلاً زعيم في قومه وسيّد قبيلة فلازم اتعامل معاه بشكل معين، كل الكعابيل والكلاكيع اللي احنا عايشنها ديه مش موجودة الدنيا ماشية عادي
طيب النبي صلى الله عليه وسلم قال له ايه، برده رسالة سهلة وبسيطة.
قاال له: ما أفرّك، انته بتهرب ليه، الموضوع بسيط، احنا قلنا البساطة ديه سمة الإسلام في كل حاجة، فالنبي صلى الله عليه وسلم جه يخاطبه بيقول له ايه،، هوه دلوئتي هرب راح الشام، هو هربان من النبي صلى الله عليه وسلم، فبيقول له: ما أفرّك – أنته بتهرب ليه – .
ءأفرّك أن يقال ” لا إله إلا الله ” ، أنا اللي بدعو إليه، بدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، هل تعلم إلاهاً غير الله، أفرّك أن يقال ” الله أكبر ” وهل تعلم أحد أكبر من الله، بس، ده في النهاية اللي أنا بدعو إليه إن ربنا أكبر من كل حد وإنه هو لا يستحق التوجه إليه ولا تعظيمه إلا ربنا، ده يزعل في حاجة،ده يعملك مشكلة يعني، ده يخليك تهرب.
فقال عدي إني على دين، علشان مش عايزين نكتر في الموضوع، يعني هو عايز يقول، إن أنا أصلاً على النصرانية، أنا مش بعبد أصنام زي الناس التعبانة اللي مخها بايظ ديه.
لأ احنا برده عندنا كتاب، وعندنا انجيل، عندنا برده شيوخ وأساوسة وصلبان، متفتكرنيش أنا كده مبعرفش حاجة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا أعلم بدينك منك. إذن لا يمكنك أن تخاطب هذه الشريحة من الناس أو توصل لها اللي انته مدركه من الحق إلا إذا كنت على علم بما كيفية تفكيرهم، بالمذاهب، بالآراء، بالاتجاهات، بالثقافات بالنظريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عشان تظهر للناس عظمة وقوة الدين وإلا على فكرة الناس مش هتقتنع، فقال: أنا أعلم بدينك منك، فقال: أنت أعلم بديني منك
قال:نعم، هدي أعصابك،، قال :ألست أركوسياً – اسم فرقة من الفرق – اللي هيه الملة التي يستند إليها أو يرجع إليها أو ينتمي إليها. قال: بلى، حلو كده تمام، مش انته ياعم مذهبك كذا، قال له:آه.
قال:وأنت تأكل مرباع قومك، لما يكون فيه عركة أو فيه معركة وبيلموا الغنايم، الربع لوحده للباشا، ده أبل ما يتكلموا في أي موضوع، وغير المرباع ” الصفي ” الحجات اللي هوه بيصطفيها وتعجبه على جنب، وبعد كده يبتدوا يئسموا بقى بعدين، وياخد برده نصيبه مع الناس، بس هو في النهاية الربع ده معاه الأول كده، قال: وأنت تأكل مرباع قومك، قال: بلى
قال: فإن هذا لا يحل لك في دينك، متعملش بقى شيخ وراجل بقى ملتزم، مش انته أصلاً، ديه الملة، وده العك، مش ده مظبوط، مظبوط يا عم، مش ده عك.
طيب الشاهد بقى من القصة ديه كلها فين؟
النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يجتذب هذا الشخص للدين، صح كده.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له ايه، قال: أنا أعلم ما أفرّك
هيه دلوقتي القضية هوه الراجل ده مشكلته فين، هو كل القصص ديه مش موجودة، هوه عارف إن ده صح، ومع ذلك هرب منه، طب يهرب منه ليه؟
أنه قد رأى هؤلاء المسلمين ضعفاء، ليس لديهم القوة، ورأى الناس عليهم إلباً واحداً، العرب كلهم متالبين متجمعين عليهم، فدول ناس غلابة هيتعركوا ويتفرموا، أنا بقى مفيش بني آدم عاقل دماغه عليه هيسيب ملكه وسلطانه ويخش في دين في الآخر عشان ياخد على قفاه.
يبقى المشكلة فين، في عمق نفسية هذا الشخص إن هوه قلقان إن هوه هيخسر دنيا لو انتمى إلى دين هو يعلم أنه حقّ.
طيب، النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يصل إلى هذا العمق النفسي، لو لم يصل إلى هذه الآفة، لو لم يدرك حقيقة المشكلة، هل يقدر يعالجه، هل يقدر يزيل الحواجز اللي ما بينه وبين ربنا مش ممكن، مش ممكن
إلا إن أنا أحاول أفهم ده بيفكر ازاي واحاسيسه ايه، وده لايمكن إلا إن أنا أوليه، عناية واهتمام، أنا هعرف منين،هعرف منين، ماذا يددور في خاطره؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبره أنه لم يلبث إلا وشيكاً حتى تأتي الظعينة من الحيرة، الحيرة ديه:اللي هيه جنوب العراق، المكان اللي فيها القبيلة بتاعته اللي هو مسيطر عليها
حتى تأتي الظعينة اللي هيه المرأة، ماشية لوحدها.
من الحيرة حتى تطوف بالبيت ليس في جوار أحد، هو النبي صلى الله عليه وسلم عايز يقول له ايه؟، عايز يقول له: لن تلبث إلا وشيكاً حتى ينتشر الإسلام، فإذا انتشر الإسلام انتشر الأمن، يبقى إذن النبي صلى الله عليه وسلم على فكرة مئلوش بس إن الاإسلام هينتشر لألأ.
هو عايز يقول له، الاسلام هينتشر ديه تساوي ايه في واقع الحياة، هوه قال له كلام هيفهم منه الإسلام هينتشر.
دلوقتي هما ايه، فيه فزع وفيه قطاع طرق، ازاي النبي صلى الله عليه وسلم قال له كده، هو الراجل اتجاوب شوية مع نفسه، قال: فأين زعار طيء، الزعار: اللي هما قطاع الطريق اللي هما بتوع القبيلة بتاعته، مبيسبوش حد على الطريق ده يعدي، لا رايح ولا جاي
ما بالك بواحدة لوحدها لا معاها حراسة ولا معاها رجالة، هتعدي كده ليس في جوار، مفيش حد بيحميها
يبقى إذن النبي صلى الله عليه وسلم عايز يقول ايه، مش عايز يقول بس الإسلام هينتشر، الإسلام هينتشر تساوي ايه، تساوي تغييرات في واقع هذه المجتمعات، تغييرات في واقع العالم، ينتشرالأمن والأمان بانتشار الإسلام
إذن مفيش اسلام، مفيش أمن، اللي بيبحث عن الأمن في غير الإسلام مش هيلائيه
فالنبي صلى الله عليه وسلم مش بس بيقول له، إن الإسلام هينتشر، لأ، عايز يقول له إن الإسلام هينتشر ديه قيمة عظيمة، وان انته لو شخص عندك مبدأ أو هتتبنى قضية عليك إن انته تنتمي للإسلام عشان تكون فرد ممن يعين على نشر الخير والأمن، الحسابات مش حسابات دنيوية بس،لأ فيه معاني أو قيم الإنسان المفروض يعيش لها أهم من الحسابات الدنيوية
لو انتمى ظغظلى هذا الفصيل كيف يكون نظر الناس له وكيف يكون احسانه إلى الناس وكيف يكون ثوابه عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة، الحجات ديه لازم تتحسب
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز. مش بس الإسلام هينتشر في جزيرة العرب لألألأ، ده بعد كده، بلاد كسرى وبلاد قيصر، القوتين العظمتين في الأرض الأتنين هيدينوا إلى حكم الله
فالراجل قال له: كسرى بن هرمز؛ اللي هوه كسرى كسرى، ملك الفرس يعني، قال له :آه آه، كسرى بن هرمز
ولا كسرى ده واحد جارنا مثلاً أو اللي ساكن في الشارع اللي ورانا، تكون ديه تشابه أسماء، أكيد فيه حاجة، لكن كسرى اللي هوه كسرى متأكد من اللي انته بتقوله
الألانية مئلش حاجة – فأين زعار طيء – قالها في نفسه، لكن التانية ما أدرش بقى، لألألأ استنه بس، كسرى اللي هو كسرى يعني
قال له: آه كسرى بن هرمز.
” وليوشكنّ المال أن يفيض حتى لا يقبله أحد ” ينتشر الخير وينتشر النعيم على أهل الإسلام بالتزامهم بالإسلام حتى إن الفلوس، فلوس الزكاة مكومة مش لائيين حد ياخدها، وده في أيام عمرو بن عبدالعزيز.
فبيقول عدي بن حاتم: فلقد رأيت – أنا بعيني – فلقد رأيت الظعينة تأتي من الحيرة حتى تطوف بالبيت، ولقد كنت – أنا – فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز – أنا – ولتكونن الثالثة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنها.
يبقى إذن اللي احنا عايزين نقوله، إن دلوقتي النبي صلى الله عليه وسلم مدخلش في أغوار هذه النفس، محاولش ان هو يعالج المشكلة، مش هتتصلح، ولك ” أقصر ” لوحدها متعملش حاجة ديه أول حاجة.
قلنا الحاجة التانية: إن الواحد يتحرى أوقات النصيحة.
الحاجة التالتة بقى، وديه كانت المشكلة ” والله لا يغفر الله لك ” ، ربنا سبحانه وتعالى قال له ايه، قال: أكنت بي علماً، أم كنت على ما في يدي قادراً.
مهي حاجة من الاتنين، يا إما انته اطلعت على اللوح المحفوظ فعندك علم مثل علم الله، مهو العلم ده مختص بيه ربنا سبحانه وتعالى ن
يا إما انته اطلعت على اللوح المحفوظ فوق السماوات فعرفت إن الراجل ده متسجل اسمه في أصحاب النار
أم كنت على ما في يدي قادراً، انته بقى هتلزم ربنا سبحانه وتعالى بما تريد.
يعني هوه ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يملك المغفرة والعقوبة، مش أنا،أنا مجرد عبد، فأنا حاجة من اتنين: يا إما أنا اطلعت على اللوح المحفوظ، يا إما أنا عاوز ألزم ربنا باللي على مزاجي، أنا اتخنقت منك، فهخلي ربنا ميغفرلكش.
وعكسها بقى الناس اللي بيعد الواحد يحكي شوية حواديت، خلاص انته اتغفر لك اتوكل على الله.
فهنا، الأمر ده ليس إلا لله تبارك وتعالى
يبقى إذن ده مقصر آه، ده في النهاية بيميل إلى الطين والشهوات والشيطان بيغلبه، لكنه لم يصل إلى هذه لدرجة من الكبر والتعالي،، خلاص ده حط نفسه فوق وهيلزم ربنا سبحانه وتعالى، بإنه يفعل ما يريد.
ولذلك احنا اتكلمنا قبل كده كتير عن آدم وابليس، قلنا آدم هو طين فمعصيته طينية، هو بيميل للدنيا، بيميل أحياناً إلى الركون إليها عايز يعد هنا ما يمشيش
ولذلك كان مدخل الشيطان له ايه :شجرة الخلد، وملك لا يبلى
طب الشيطان أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ الكبر والعلو والحسد والضغينة ورفض التوبة.
طب هو أذنب: ” طب أنا غلطان ” لألألأ، قال أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ طب ليه، أنا بقى رايح في داهية هخدهم كلهم معايا، نفسية غريبة
أما آدم فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
طيب اللي احنا عايزين نقوله دلوقتي من الموضوع ده سواء من القصة أو من الحديث، إن الإنسان اللي بيحيد عن جانب الحق والصواب إلى جانب المعصية، ربما يكون على خطر، لكنه أحياناً بيكون أفضل حالاً ممن يفتري على الله الكذب أو ممن ينسب نفسه إلى دين الله عز وجل وليس منه في شيء
وأن لا يمكن علاج هذه السلبيات وهذه الآفات إلا بالبحث عن عللها وعن أسبابها، احنا زي ما قلنا هو أبو نواس ده ليه بيعاقر الخمر عشان يدفع عن نفسه الحزن والغم، يبقى إذن هو بيبحث عن حاجة بس ده مش طريقها، أنا مش هقدر أخرجه منها إلا لو وصلت له وفهمته إن طريق إذهاب الحزن هو اللجوء إلى الله، اللي فعلاً يجلب للإنسان الفرح والسرور يدفع عنه الشقاء والندم ليس هو معاقرة الخمر، ولا تغييب العقل ولا معصية الله، وإنما الفرار إلى الله
هيه هنا المشكلة لو أنا ما عالجتش ده مش هيحصل حاجة.
يبقى إذن – أقصر – ديه لوحدها مش هتعمل حاجة.
الحاجة التانية إن العرض للإسلام أو العرض للدين إذا كان بصورة مشوهة بصورة ليست حقيقية، لا تمثل دين الله عز وجل لا فطرته كما في صورة هذا النظام وهؤلاء المعتزلة فإنها لا يمكن أن تجعل الناس يقبلون أو يفيؤن إلى ربهم تبارك وتعالى بل بالعكس.
يعني كان من أسباب صدود أبي نواس عن الحق، يعني معلش هو أبو نواس ده بيروح للنظام ليه هو بيروح له لأن ده راجل شيخ، يعني هو بيروح له ليه، هيشرب معاه شيشا، هوه ما بيروحلوش، إلا إن ده راجل عالم وإمام في الدين، فالدعوة اللي دعاه إليها والأسلوب اللي تعامل بيه، والمذهب اللي دعاه إليه لم يكن حاملاً له على أن يراجع نفسه ولا أنه يراجع الحق والصواب.
لا هوه حاول يعالج مشكلته أو أزمته ولا حتى جعله أمل في رحمة الله سبحانه وتعالى، طب هيرجع ليه، لذلك إحنا قلنا قبل كده النبي صلى الله عليه وسلم ذكر، الراجل اللي قتل الميت بني آدم.
ده واحد قتل تسعة وتسعين بني آدم، ده في النهاية في نظرنا: ده مينفع على فكرة يتوب ولا يرجع لربنا، لكن لازال في عمق فطرة الإنسان، وده من رحمة ربنا إن الإنسان ربنا جبله على هذه الفطرة، على الإحساس بالحنين إلى الله، احساسه في كل وقت إن هوه عايز يرجع لربنا، فلما بضلم منه وبتئفل معاه بيفتكر ربنا.
فدا بعد ما باظت خالص عايز يدور على الطريق إلى الله فسأل عن عالم، مهي ديه الفكرة،،، ده زي النظام، عايزواحد ياخد بإيدي،، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدله الناس على رجل راهب.
احنا عندنا عمى حيسيي، احنا مبنبئاش معندناش معايير للتميز.
الراهب ده ماشي راجل بيصلي، ايه علاقة الصلاة بالفهم والعلم، ايه علاقة الصلاة بالدراية، ايه علاقة الصلاة بالفقه، ملهاش علاقة خالص.
فالناس عندها كده، ده راجل بيصلي كتير،، احنا عندنا، لو واحد ماشي في الشارع كده بدئن، أولي ياعم الشيخ، انا أقلت لمراتي امبارح – مش عارف ايه – ، طب هوه عشان أنا طالع لي شعر في وشي ده معناه إن أنا عندي فقه وعندي فهم.
النيلة بقى أكتر إن أنا ممكن ايه، طب الراجل سمعتنا احنا كشيوخ هتتدبهدل لو أنا مجوبتوش، هئوم ضربه أي فتوى، هيه اللحية ديه عبارة عن إن أنا قررت إن أنا مستخدمش الموس، ده فعل سلبي، اللحية ده أنا مش بعمل حاجة، مش بتعلم، العلم ده شيء اجابي، لكن اللحية.
أنا هجيب الموس هرميه في الزبالة، أنا بئيت ملتحي، على فكرة مفيش حاجة حصلت يعني، هل ده ترتب عليه حاجة لأ، فالناس كده، ألي أشيخو كده الله يكرمك.
فدلوه على الراجل الراهب، الشيخ الفاضل، قال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً هل له من توبة.
انته بتستهبل يعني بعد كل ده عايز تتوب طب ما كان من بدري، قال له:لأ، طبعاً – لأ – يعني بايظه بايظه، مهو الفكرة أنا لو وصلت واحد لمرحلة اليأس من الرحمة خلاص بقى.
تسعة وتسعين، ليه ميبئوش تمن تلاف وتسعة وتسعين، فكمل به المائة.
يالا هبعتك، انته راجل كويس وكده، راجل صالح انته بقى محتاج تروح الآخرة عشان تتنهم في الآخرة، اتوكل على الله…. ما خلاص كده
طيب بعد ما بعته، برده الراجل ده غريب، دلوقتي هوه بيصلي وبيتعبد ومعندوش معرفة بربنا، هوه مش عارف إن باب التوبة مفتوح لا ينغلق للعبد، ديه المشكلة
طب نفترض إن الراجل ده نفسه، الشيخ الفاضل ده اللي هو آعد بيصلي على طول، افترض إن هو وقع في موبقة من الموبقات هيعمل ايه، هو كده باظ الراجل ده باظ، لأن هوه هيستعظمها فمش هيتوب ديه مشكلة، طب الحاجة التانية.
طب أنا دلوقتي مش فاهم في الدين، عادي طيب، ابقى فاهم شوية في البني آدمين، ده راجل أتال أتله، يعني لو واحد ماكن ده ودماغه عليه، هيقول له بص أخويه معرفش، اتوكل اسأل حد تاني، روح ياعم الله يسهل لك، مش هشؤبه واروح في ستين دهيه، أزحلئه واخلص، لألألأ هيه طلبت معاه إن هوه يفهمه الصح، قاله الصح،،،،، طب اتوكل عالله
بعد ماقتله، هو لسه في نفسه، بعد ما الشيخ ده أفتاه إن هيه مأفوله، هوه لسه في نفسه – لالالا رحمة ربنا أوسع من كده – هوه مش مقتنع رغم إنه أتله، لف لفتين كده، وحس إن هيه مش جاية لألألأ الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من ذلك
فسأل تاني عن أعلم أهل الأرض فدلوه على رجل عالم، الرة ديه الحمد لله ربنا وفقه لناس بتفهم قالوا له، بص الراجل ده شيخ، الشيخ ده طلع بجد.
قال له انه قتل مائة نفس: تسعة وتسعين ضاف عليهم الراجل، فهل له من توبة.
قال: ومن يحول بينه وبين التوبة، على فكرة ديه حاجة معلومة من الدين بالضرورة مش محتاجة سؤال مين اللي هيحجزك عن ربنا، باب ربنا سبحانه وتعالى مفتوح دائماً، مين اللي هيحجزك عن الله، ده مش موجود، لكن قال له ايه:
فال: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قوماً فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى قريتك فإنها قوم سوء، هوه لازم يديله الحل، أنا قلتله ممكن تتوب، بس هوه اداله؛ إن التوبة ديه مش هتحصل إلا لو غير الواقع بتاعه لذلك قلنا أقصر ديه كلمة متنفعش، لو انا مدلتوش على السكة هيرجع تاني لازم أساعده، هوه بيسألني فيه توبة ولا لأ، ده سؤال أنا جاوبته.
طيب لكن هوه محتاج لسه مني نصيحة، محتاج مني موعظة، مينفش إن أنا أبخل عليه بيها، لازم أقول له يعمل ايه عشان ربنا سبحانه وتعالى يَمُن عليه بهذه التوبة.
فكان هذا الرد للراهب سبباً في صد هذا الرجل عن الحق.
ولذلك كان أبو نواس هذا على كل ما فيه، لكن في النهاية الله سبحانه وتعالى في أخريات أيامه أرشده إلى سبيله، فالراجل تاب وطلع يحج ويستغفر الله سبحانه وتعالى مما فاته.
فإذن ربما يكون هذا الشخص بهذه الصورة مع هذا التقصير ربما يكون أقرب للخير من التاني ليه؛ لأن ده في النهاية هوه بيعصي بس هو عارف إن هوه غلطان، وربما إذا ربنا أعانه وحدثته نفسه بالتوبة ممكن يبقى كويس، إنما التاني ده لأه، التاني ده عامل برنامج ديني غلط مش هيصّلح، ولذلك العلماء قالوا إن البدع أحب إلى الشيطان من المعاصي ليه؟ لأن المعصية الإنسان بيتوب منها لأنه عارف إنه هوه غلطان، أما البدعة فلا يتوب منها لأنه هوه متخيل إن ده الصح، فكلما ازداد اجتهاداً في بدعته ازداد بعداً عن الله تبارك وتعالى هيه ديه المشكلة، فإدراك الإنسان للصح، ديه أول خطوة في إنه يعمل الصح، أول خطوة في إنه يعمل الصح
يبقى ديه، ديه، أما إذا كان عنده الموازين مختلفة وإذا الشخص المتكعبل اتكعبل في ناس تزود الكعبلة كعبلة ديه هتبقى مشكلة تانية، ولذلك احنا كنا عاوزين النهارده نتكلم عن ايه، نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم زمنهجه في التعامل مع الناس، طبعاً الكلام ده محصلش، المهم إن الكلمتين دول كويسين وإن شاء الله المرة الجاية،وعليكوا خير، احنا قلنا العنوان ايه، العنوان قلنا: فلسفة التبسم وبدعة التجهم، ليه أنا قلت عليها بدعة، لأن التجهم ده ممكن يكون واحد هوه طبيعته كشري عامل كده.. ديه مش مشكلة، لكن لو جعلت ده دين، جعلت التجهم والعبوس في وجه الناس والبعد عن نشر روح التفاؤل والتبسم ده دين، وإن هوه ده الوقار والسكينة وهوه ده الاحترام، هنا بقى المشكلة، لو طبيعة نفسية عادي، لكن لو قلت ده الشرع، أصبحت حينئذٍ ديه بدعة، مبئتش على فكرة مشكلة، مبئتش مشكلة نفسية، مبئاش اختيار شخصي، فأنا لو جعلت زي مثلاً هذا النظام لو جعل ضيق نفسه، ده حاجة شخصية مش مشكلة، لكن لما ينسب ده للإسلام، هنا بقى المشكلة، لابد من تصويب هذه الأخطاء، لابد من معالجة هذه الآفات، لأن ديه من أخطر الحجات اللي بتصد الناس عن السبيل.
أنا لو لفيت كده وحاولت إني أرجع ولم أجد من يعينني، لم أجد من يأخذ بيدي، يبقى في النهاية ده هيدفعني إني أفضل في الولوغ والوقوع في المعصية
آخر كلمة: أبو نواس في السكرات يقول :
يارب إن عظمت ذنوبي كثرةً.. فلقد علمت بأن عفوت أعظم
ده مكنش موجود عند النظام، هوه ده اللي كان موجود عنده بالفطرة، مكنش موجود عند النظام، وهوه ده ربما اللي بيحمل الإنسان بحسن ظنه بالله سبحانه وتعالى وبرحمة الله على إن هوه يوماً ما يعود إلى الله فلقد علمت بأن عفوت أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ… فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ
طب أنا هروح فين، يعني لو في النهاية الجنة ديه، أو رحمة ربنا معموله بس للنا س الكويسه، طب الناس المضيّعة تروح فين.
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً… فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
ديه الكلمات اللي الإنسان فعلاً ممكن يستجلب بيها رحمة ربنا سبحانه وتعالى، احساسه بالفقر والفاقة والاحتياج إلى الله
لذلك ربنا علّم سيدنا آدم يقول ايه رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم تب علينا لكي نتوب، اللهم تب علينا لكي نتوب، اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
اللهم إن نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم انصر الإسلام واعز المسلمين وأعلي كلمة الحق والدين
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، سلماً لأوليائك، حرباً لأعدائك، نحب بحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة