إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
أما بعد،
قبلوا وأقبلوا ولو أخلصوا تقبلوا، يقول عمران بن حصين رضي الله عنه أنه أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأنخت ناقتي عند الباب وعقلتها ثم دخلت، وبينا أنا عنده إذ أقبل عليه ناس وفي رواية قوم من بني تميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أقبلوا البشرى يا بني تميم ” ، قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم، قالها مرتين، يقول عمران: ثم جاء ناس من أهل اليمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم ” قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، جئناك كي نتفقه في ديننا ونسألك عن أول هذا الأمر، ما كان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ” يقول عمران: ثم أتاني آتٍ فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت، قال: فأنطلقت أطلبها فإذا بها ينقطع السراب دونها، يقول: وأيم الله لوددت لو تركتها ذهبت وأني قد بقيت.
عمران بن حصين رضي الله عنه يحكي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأناخ ناقته وعقلها، يعني هو ربطها قبل ما يدخل، طيب، هو ربط الناقة، بقيت أم ذهبت؟ ذهبت، لكنه قد أخذ بأسباب إبقائها، لكنها ذهبت.
ولذلك يقول عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه: جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، بل اعقلها وتوكل. وفي حديث أنس: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل أم أعقل ناقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل. ليست من العقل الذي هو التفكير، إحنا لما نقول الحديث نروح عاملين كده ” نشاور على العقل ” ونقول اعقلها وتوكل، اعقلها يعني اربطها بالحبل.
طيب هو هنا السؤال ده عن إيه؟ مع شيء من التأمل ندرك العمق اللي كان موجود عند هؤلاء الناس اللي إحنا محتاجين ندركه، هو الآن الناس ماشية طبيعي، طب الطبيعي بتاعهم إيه؟ إنهم يأخذون بأسباب تحصيل الخيرات وأسباب دفع الشرور والمنكرات ده الطبيعي، أنه يأخذ بالأسباب، طيب جاء الدين بالتوكل، هي الأسباب دي كانت موجودة والطبيعي إننا كنا بنتناولها، فلما جاء الدين بالتوكل فهو بيسأل هو التوكل ده هبيقى إيه موقفه من قضية الأسباب؟ إبقاء الأسباب أم إذهاب الأسباب؟ أصل التوكل ده معناه إيه؟ أنه يعتمد على الله سبحانه وتعالى هيكل أمره إلى الله، يعني سيكل أمر حفظ الناقة اللي كان هو بيحفظها أو بيعتقد أنه يحفظها، سيكلها إلى الحفيظ سبحانه وتعالى، طيب أنا كنت باربطها قبل كده، فخلاص ربنا سبحانه وتعالى سيحفظها دون النظر إلى الأسباب أم الأسباب لازالت معتبرة، أو لازال لها تأثير أو الشرع يقبلها؟ هذا هو السؤال، فأول شيء أنه يريد أن يطبق التوكل، هو الآن جاءه الدين بالتوكل، فما موقفه؟ إحنا بالنسبة لنا إحنا مكملين جاء الدين بالتوكل أو ماجاش إحنا ماشيين، إحنا نظامنا ماشي مابيتغيرش، هم تقبلوا الدين فهم يريدون أن يعيشوا على وفق هذا التوجيه الإلهي، أعمل إيه؟ فهو يسأل سؤال بسيط، وهذا السؤال البسيط عن قضية جزئية عن الناقة يربطها ولا يسيبها؟ هذا السؤال وراءه معنى عميق جدًا، عمومًا بقى قضية التوكل على الله في كل سبب من أسباب الحياة، فهو يقول الآن أرسل الناقة وأتوكل ولا أعقلها وأتوكل؟ فإذًا التوكل ثابت في كل حال، لكن معه أنا هاسيبها ولا أربطها؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: اعقلها، فما الذي أضافه التوكل؟ أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظها وليس الحبل، وبالتالي إذا شاء الله أن تنطلق انطلقت، ولذلك ناقة عمران هو ربطها ومع ذلك فكت الحبل ومشيت، بس هو لو ماكنش ربطها هيبقى هو مسؤول ومؤاخذ عن أن أنه قصر ولم يربطها.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجلان يختصمان في قضية، فحكم لأحدهما على الآخر، فقال المقضي عليه: حسبنا الله ونعم الوكيل، طيب حسبنا الله ونعم الوكيل دي معناها إيه؟ الحسب هو الكافي والكفيل، فلما أن بأقول حسبي الله يعني الذي يكفيني كل ما أهمني الذي يقوم على أمري الذي يحفظ شأني الذي أكل إليه أموري هو الله سبحانه وتعالى، وهو حسبي ليه؟ لأنه نعم الوكيل، طب يعني إيه وكيل؟ الوكيل هو اللي أنا أفوض إليه أمري ثقة مني به، ثقة في حاجتين، في أنه قادر وأنه رحيم، أصل أنا ممكن أعمل توكيل لواحد في حاجة يكون حريص على مصلحتي بس هو ضايع فهيضيعني، وممكن أعمل توكيل لواحد عنده دراية وعنده ذكاء لكنه ليس حريص علي أو ضعيف الأمانة، فالنتيجة النهائية في الحالتين إني أضيع برده، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ لابد من اجتماع القدرة والأمانة والتقوى لازم الاثنين مع بعض، فالراجل بيقول حسبي الله ونعم الوكيل يعني أكل أمري إلى الله لأنني مظلوم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قاله إيه؟ إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإن أصابك شيء فلتقل حسبي الله ونعم الوكيل. النبي صلى الله عليه وسلم عايز يقوله إيه؟ إن أنت بالأساس مقصر، لو إحنا أفترضنا مثال جدلي لتفسير الموقف، واحد أخذ من واحد فلوس قرض مثلًا ولم يوثق لا بشاهد ولا بوثيقة وبعدين جحد المال، أنا مأخدش منك حاجة، فإذا ترافعوا إلى القاضي هيحكم بإيه؟ أول حاجة لازم يكون في بينة في وثيقة؟ مافيش وثيقة، طيب فيه شهود مفيش شهود، فأنا كده بالتالي سأحكم بأن الأصل براءة الذمة، أنا مأخدتش حاجة أنت هترمي بلاويك علي ليه؟! فالقاضي سيحكم بالظاهر، فالمقضي عليه حينئذ هيقول إيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيقول له لأ، ده مش محلها، محلها لما أنا أوثق ببينة أو بشاهد، بعد كده لو القاضي ظلمني أو الوثيقة سرقت مني أو الشهود كذبوا، حينئذٍ تصدق هذه الكلمة، ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيت أدوية نتداوى بها وتقًى نتقي بها ورقًى نرتقي بها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال: ” هي من قدر الله ” يعني إحنا دلوقتي بناخد دواء هل الدوا ده سيرد القدر بتاع المرض، بنتقي بلبس أو بدرع هل ده يرد القدر بتاع الإصابة بمرض أو ببرد أو بإصابة جراح، بنعمل رقى هل الرقى دي تدفع ربما عينًا أو حسدًا هل ترد القدر؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ” بل هي من قدر الله ” بمعنى أن الله قدر شيئًا وقدر له أسبابه متقدرش تفصل بين السبب والنتيجة، يعني قدر إن فلان يمرض ثم يتحرك إلى طبيب ثم يتناول دواءً فيكتب الله له به الشفاء، طيب لو أنا عزلت الاثنين قلت أنا الله قدر المرض وهو يقدر الشفاء، أيوة إن الله قادر على كل شيء بلا سبب، لكن الله سبحانه وتعالى جعل تقديره على وفق هذه السلسلة من الحركة، ولذلك عمران في النهاية ذهبت ناقته، لكن هو عمل إيه؟ هو ليس مؤاخذًا، حينئذٍ لو أدركها يحمد الله وإن لم يدركها يسلم أمره إلى الله الذي يخلفه خيرًا منها إن هي ذهبت، ولا تتقطع نفسه على الناقة حسرات، لأن هذا من قدر الله، ” فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قَدَر الله وما شاء فعل ” وفي رواية ” قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ” الوساوس والهواجس.
فإذًا عمران يحكي أنه كان جالسًا عند رسول الله فأقبل ناس من بني تميم، دول ناس مسلمين جايين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أول ما استقبلهم – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم – قال لهم: ” أقبلوا البشرى يا بني تميم ” يبشرهم أنهم بإقبالهم على الله وإقبالهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجابتهم للإيمان والإسلام وإقامتهم لأمر الله يبشروهم بمغفرة من الله ورضوان، طب هما قالوا إيه؟ قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، ها ها ماشي هات أعلى بقى!! فإحنا بنتكلم دلوقتي على عالمين غير بعض، فالنبي صلى الله عليه بيتكلم عن بشارة الإيمان وتبشيرهم بما سوف يعطيهم من النور ومن الهدى اللي هيزيدهم بصيرة ويقين، هما بيفكروا في إيه؟ هما مش بيفكروا في الكلام ده، طب هما جايين لمين؟ أصل دي غيبوبة! دلوقتي إحنا جايين لمين؟ من نجالس؟ نجالس رسول الله المؤيد بالوحي من الله هذه هي رسالته أن يهدي الناس إلى الله، أن يرشد الناس إلى طريقه سبحانه وتعالى، أن يوصل هذا النور إلى الناس؟ طيب إحنا بنفكر في إيه؟ في الفلوس، قال: أقبلوا البشرى يا بني تميم. طيب إيه وبعدين؟ قد بشرتنا فأعطنا، طيب من قال هذا الكلام؟ الأقرع بن حابس سيد بني تميم، طيب وبقية الناس؟ كلهم نفس النظام، هما كلهم شبه بعض، كلهم كان ليهم نفس التوجه، طيب إيه كان رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما هما تجابوا هذا التجاوب أو ده كان رد فعلهم؟ تغير وجهه، النبي صلى الله عليه وسلم ساءه ذلك وتضايق منه، طب ليه؟ لأن الناس دي وفكرها وتوجهها بعيد تمامًا عما ينبغي أن يكونوا عليه، هم لا يفكرون إلا في هذا العاجل الدني الفاني، وحينما يقبلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللي هما مفروض يجتذبوا منه الخيرات التي تعود عليهم بالسعادة في الأولى والآخرة هم لا يرونه إلا موردًا ماليًا!! لا يرون من الرسالة العظمى ومن المقام الرفيع إلا الفلوس وبس، هما مش طالبين إلا ده ومش عايزين إلا ده، ولذلك هو مش هيقدر يصلح ده، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يناقش ولم يتكلم، تغير وجهه صلى الله عليه وسلم وأعرض عنهم، وهي دي النقطة الخطيرة؛ إن الموقف ده إيه اللي ترتب عليه من جهة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم؟ الإعراض، الناس دي معندهاش قبول وبالتالي معندهاش قابلية، هي مش فاتحة المسار اللي هايخليها تجتذب هذا النور مش مركزة معاه ولا يمهمها، ولذلك لن تصغي ولن تتأثر ولن تتجاوب.
ثم جاء من أهل اليمن دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحال وقد تغير وجهه وأعرض عن هؤلاء، فاستقلهم قائلًا صلى الله عليه وسلم: أقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، هم لم يرضوا، طب هل هما لم يقبلوا البشرى؟ آه هما لم يقبلوا البشرى الحقيقة، هما ماقلوش مش عايزين، هما قالوا: قد بشرتنا؟ تمام إحنا قابلين أهو هه وبعدين فين بقى؟ بتعبيرنا إحنا: أصل الكلام ده مابيأكلش عيش، أنت هتقعد توعظنا، هما جايين المدينة مخصوص لكي يجلسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك هذا هو التوجه وهذا هو التأثير، فأهل اليمن قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قبلنا البشرى التي تبشرنا بها، إحنا مش عارفين هي إيه، وده حقيقة القبول والتسليم، أي حاجة هتيجي منه صلى الله عليه وسلم طيبة وهي نافعة وهي متقبلة وهي محبوبة كائنة ما كانت، ثم قالوا جئناك لنتفقه في ديننا، ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟
طيب إذًا ما هو فيصل التفرقة بين هؤلاء وهؤلاء؟ أول حاجة إن بنو تميم هما اللي استقبلوا البشرى أولًا، طيب هما لما لم يتقبلوها تجاوزتهم إلى غيرهم، يبقى إحنا بتجيلنا بشرات الإيمان أو الخير وتفتح لنا أبواب الهداية لكي نستقبلها ونقبلها فنقبل على الله، طيب إذا أعرضنا عنها نظرًا وتعلقًا بما هو أدون هتفضل واقفة؟! هتفضل مستناينا؟! رسول الله سيضعنا في موضع الإعراض عنا سيشيح عنا بوجهه ولو أشاح عنا بوجهه هنعمل إحنا إيه بقى؟ طيب لو أشاح عنا بوجهه سيشيح عنا بوجهه لفين؟ لأناس آخرين جايين ورانا علطول هما جايين يستقبلوا ده فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ هي مش هتقف على حد، طب إيه الفرق بين دول ودول؟ الآخرين قالوا: جئناك لنتفقه في ديننا، إحنا جايين لكده أصلًا، جئناك لنتفقه في ديننا ونسألك ما أول هذا الأمر، أول هذا الأمر اللي هو إيه؟ هما بيسألوا عن إيه؟ يسألوا عن أصل هذا الكون كيف كان؟ على فكرة سؤال بعيد، إحنا دلوقتي بنتكلم عن ناس إحنا بنعتبرهم أعراب، الناس دي ملهاش في التعليم ولا المدارس ولا خريجي جامعة، هما جايين يسألوا عن إيه؟ يسألوا عن أعظم سؤال يسأله الإنسان مذ أن كان، أصل هذا الكون وأصل نشأته وأصل خلقته كيف كانت؟ هما بيسألوا فين؟! بيسألوا بعيد، عن نقطة البداية لهذا الكون كيف كانت؟ الناس دي فكرها عالي جدًا وبعيد جدًا لأن أنت إذا لم تدرك البدايات أو لم تدرك الصور الكلية أو الحقائق الكبيرة لن تستطيع أن تتعامل مع التفاصيل ولذلك لو أنا مشغول بالتفاصيل الصغيرة ومش شايف المنظومة الكبيرة شكلها عامل إزاي أو رايحة فين؛ مش هبقى فاهم حاجة، ومش هعرف أوظف الجزيئات الصغيرة دي في حتة، علامة سعة الإدراك النظر الكلي الرؤية الاستيعابية، هي الدنيا دي ماشية إزاي؟ وبالتالي أنا أعرف كنقطة صغيرة في هذا الكون الفسيح أنا مكاني فين؟ وأنا إذا أدركت البدايات بناءًا عليها هستوعب النهايات.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاب فقال: ” كان الله ولم يكن شيء قبله ” . هذه هي نقطة البداية، فالله سبحانه وتعالى هو الأول والآخر ليس له بداية وليس له منتهى، ” وكان عرشه على الماء ” . هذا الكون لم يكن موجودًا ” ثم خلق السموات والأرض ” ثم بعد ذلك الله سبحانه وتعالى خلق وأنشأ وأوجد هذا الكون ” وكتب في الذكر كل شيء ” النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن أول ما خلق الله القلم ” أول حاجة خلقت في الكون! أول حاجة خلقت في الكون! القلم، ” ثم قال له اكتب، قال وما أكتب؟ قال اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة ” جف القلم بما هو كائن، قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ” رفعت الأقلام وجفت الصحف ” ” قال: يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة ” أي الناس، الأمة هذه الخلق برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم أولهم وآخرهم ” واعلم أن الأمة لو اجتمعت ” كلهم ” على أن ينفعوك بشيء ” أي حاجة حتى لو كانت حاجة صغيرة حتى لو كانت حاجة هي بنظرنا حقيرة أو بسيطة، لكن لا أحد يملك شيئًا كل شيء مملوك لله، محدش يملك حاجة ” وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ” ” لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء ” حتى لو كانت حاجة بسيطة ” لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ” الأقلام التي كتبت بها المقادير رفعت، والمداد الموجود في الصحف جف، نشف فالأمر قد قضي لا تبديل لهذه المقادير الإلهية.
فناقة عمران طارت! ثم يقول عمران فجالي واحد فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت، فهو عامل إيه؟ هو اتفجع طبعًا فقام عشان يلحقها، فهو بيقول بعدين وايم الله لوددت أنها قد ذهبت وأني لم أقم، ليه؟ لأنني أدركت إن الناقة اللي أنا حصلتها أقل من الذي فاتني من تتميم هذا الكلام العظيم، ولذلك كان عمران على نفس رؤية أو فكر أو فقه أهل اليمن.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين، فإذًا إحنا دلوقتي أمامنا صورتين، صورة من القبول وصورة من عدم القبول، لكن المشكلة إن صورة عدو القبول اللي هي صورة بني تميم هي صورة عدم قبول مغشاه بغشاء من القبول، أصل هما لم يقولوا لأ مش عايزين، هما قالوا قد بشرتنا تمام وبعدين فأعطنا، يبقى إذًا الصورة فيها قبول هما مش رافضينه لكن في النهاية هما عايزين إيه؟ عايزين حاجة تانية، عايزين يحولوا طريق البشارة إلى أنها تصبح بهذا العرض الدينوي الزائل المفقود وفقط، طيب أهل اليمن هم أهل القبول الحقيقي للإيمان، قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، طيب حينما قبلوا ما الذي ترتب على القبول؟ الإقبال، قبلوا وأقبلوا، أنا إذا قبلت الإيمان أو قبلت البشارة أو قبلت الهدية أو قبلت الهداية لازم يترتب عليها أن أقبل عليها يعني أتوجه بوجهي إليها، قلبي يبقى قبالتها، لأن أنا ممكن أقبل بوجهي وقلبي معرض، يبقى أثر أني قبلت أني أقبلت وإذا أقبلت بإخلاص قبلت، ماهو مش أي حد هيقبِل هيقبَل، عشان الإنسان يقبل من الله سبحانه وتعالى لابد يكون من أهل الخلوص والإخلاص لله، ودي أصعب إحنا لسه في الأولنية، يبقى لازم نكون مدركين إن ربنا إذا منَّ علينا فأصبحنا من أهل القبول أي قبلنا، لسه محتاجيت درجة أعلى عشان نبقى من أهل القبول من الله سبحانه وتعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ كل واحد قدم صدقة يتقرب بها إلى الله وكان في هذا الزمان السحيق تأتي نار من السماء فتحرق القربان علامة على القبول فروي أن أحدهما كان صاحب زرع فقدم زرعًا رديئًا. يعني بعد ما خلص الكام قفص اللي معاه وباع كل حاجة في السبتة والمعفص اللي محدش بيشتريه وضعه قربانًا بين يدي الله، وأما الآخر فكان صاحب ماشية فأتى بأفضل ما لديه، فوقع القبول على الزكي ولم يقع على الخبيث، طب إيه الحل؟ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ طب هو ماله! حل المشكلة إن أنا أخلص من ده لأني شايفه عند ربنا إن هو أحسن مني فهو بيقول له هي مش كده قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَهي حلها سهل، هي الفكرة إن في حاجة معينة تستوجب القبول، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىهي كانت متخيلة إن هذا المولود ولد وهي نذرته لله ليخدم بيت الله، الناس دي كانت تجعل من أبنائها ومن أولادها ومن أصلابها ومن أرحامها أوقافًا لله ودا أعلى وقف أعلى من الوقف المالي إحنا دلوقتي لا عندنا مالي وطبعًا ولا ده، فهي كانت متخيلة إن ده هيطلع ولد وإن الولد هو القادر على الخدمة لبيت الله فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى هي نذرت وهي طلعت كده لكن هي مش هاترجع، بس هي شايقة إن ده قربان ناقص وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَاهي كانت خالصة لله فولد أو بنت هو ربنا تقبلها لأنها كانت بتبتغي بها مرضاة ربنا فعلًا فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ بس كده لأ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا بس؟ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا طيب بس كده؟ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا يبقى قبول ربنا سبحانه وتعالى مش مجرد أنه قبل هذا القربان لأ تقبل القربان وأنبته، هي مش هاتربيها، التربية من الله، التربية من الله وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وبعدين؟ وجعل لها كفيل أيضًا، فربنا سبحانه وتعالى هو الذي يتكفل بالإنبات وجعل لها كفيلًا يرعاها طب كفلها مين؟ زكريا أفضل أهل زمانه، جعل كفالتها لنبي الله زكريا وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ دي كانت عركة وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ دي كانت عركة كبيرة كلهم عايزين ينالوا هذا الشرف وعاملين قرعة ولذلك ربنا قال وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا يعني مش هو ماكنش فيه غيره، لأ مش كده دي كانت عركة كبيرة وربنا سبحانه وتعالى هو الذي أوقع هذا الأمر في يد هذا الرجل طب كفلها زكريا، هو اللي بيجبلها الأكل؟ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا هو بيكفلها فجيبلها أكل من الموجود في السوق هو قائم بدوره فلما دخل وجد حاجات مش موجودة أصلًا حاجة مش في الموسم بتاعها قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا مش مين اللي جابوه، لأ ده ماينفعش يتجاب أصلًا، أَنَّىدي يعني كيف، مش مَنْ، إزاي ده هنا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ مين بيعلم مين الدرس؟ اللي بيكفل ولا المكفول؟ لأ المكفول بيعلم الكافل الدرس، هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ طب هو زكريا مكنش عنده اليقين إن ربنا سبحانه وتعالى ممكن يرزقه على الكبر؟ كان موجود، لكن أحيانًا الإنسان بيحتاج الهزة أو الصدمة، فدي حاجة مفروض عندنا في حد الاستحالة، طب ما أنا أتوجه، أنا عايز ده أعمل إيه؟ أتوجه أتوجه فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ فين؟ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ هو دلوقتي عايز ده بيرتجيه من الله هيتوجه إلى الله هيروح فين؟ يصلي ويسجد ويدعو، طب هو لو صلى وسجد ودعا هيحصل إيه؟ هيحصل إي حاجة حتى لو إنت تظن إن هي ما ينفعش تحصل، حتى لو انت شايف إن دي فوق المقدور البشري، حتى لو انت شايف إن دي الأسباب والإمكانيات المعتادة، حتى لو انت شايف أي حاجة فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.
يبقى إذًا اللي إحنا قلناه انهارده إن فيه نموذجين للتلقي والاستجابة للهدى الإلهي، في الورقة الصفرة اللي على الحيطة اللي هناك دي النبي صلى الله عليه وسلم بيقول في حديث أبي موسى في صحيح البخاري: ” مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا ” الغيث المطر، طب ليه اسمه غيث؟ ” فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” اللي ربنا بيغثنا به يعني بيخرجنا من الهلكة لولاه لهلكنا طب الغيث ده شوية صغيرين لأ يغطي كل احتياجتنا، الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ” أرض طيبة استقبلت هذا الماء وتشربته فأخرجت زرع يستفيد منه الناس والأنعام ” وكانت منها أجادب ” أرض صخرية بس بتحفظ الماء عامله زي الآبار ” أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ” وأصابت طائفة منها أخرى فإنما هي قيعان لا تمسك ماءًا ولا تنبت كلأ فذلك مثل من نفعه الله بما أرسلت به من العلم فعلم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ” يعني هو كان مشغول كده مالتفتش ” ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت له ” فهو قسم الناس إلى قسمين؛ ناس هتقبل وربنا هاينفعها وناس مش هاتركز ولا هاتلتفت فإحنا قدمنا نموذجين، يا إما إحنا هنبقى بني تميم يا إحنا هنبقى أهل اليمن، إحنا قدمنا الاختيار ” وهديناه النجدين ” دي صورة ودي صورة، إيه الفرق بين الاثنين؟ إن هؤلاء لم يدركوا حقيقة الحياة ولا حقيقة الدار الآخرة والآخرين أدركوا الحقائق فبحثوا عنها، والاثنين أقبلوا إلى رسول الله، الاثنين أقبلوا الاثنين سافروا الاثنين هاجروا إلى رسول الله لكن دول فأعطنا، والآخرين جئناك لنتفقه في ديننا فإحنا دلوقتي لازم نضع نفسنا في دائرة القبول، طب إيه علامة القبول؟ علامة القبول الإقبال على الله الإقبال على نور الله، إدراك عظمة نعمة الله، ثم الخضوع والخشوع لله، طيب إذا أقبلنا نقبل مباشرة؟ لأ، إذا أقبلنا وأخلصنا نكون حينئذٍ من أهل القبول طب إذا كان الإنسان في دائرة القبول من الله هل يرتجي وراء ذلك مطلب هل فوق ذلك من نعمة؟ هنجاوب بإيه بآه ولا لأ؟ إحنا نظريًا كلنا بنقول آه ولكن واقعيًا هل سلوكنا يصدق ما نعتقد ولا يخالف ما نعتقد لأن هذا هو الحالك الحقيقي على الإنسان.
يبقى نريد في النهاية ألا نكون من أهل الإعراض اللي النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عنهم، إذا أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنا أو تغير وجهه من إجابتنا هذا خسران الدنيا والآخرة لأننا غدًا وليس بعد غد نلقاه على حوضه صلى الله عليه وسلم بأي وجه يستقبلنا وإحنا بنو تميم يبقى إحنا عارفين هيبقى وجهه عامل إزاي، ولو إحنا أهل اليمن هيبقى برده عارفين وجهه عامل إزاي، يبقى مين اللي هيحدد كيف يستقبل؟ الشخص نفسه بقبوله هو وبسلوكه وبأدائه وبفعله يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا صورتين من صور الاستقبال مبنية على صورة القبول وصورة الإقبال، قبلوا وأقبلوا ولو أخلصوا تقبلوا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم خذ بأيدينا إليك، وأقبل بقلوبنا عليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، وأقبل بقلوبنا عليك.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وشماتة الأعداء، وعضال الداء، وخيبة الرجاء.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك، ومن جميع سخطك يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من كل شيء استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون.
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك.
أقول قولي هذا وأستغفر اللهم لي ولكم.