إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
قال ابن مسعود: إن حقّ التقوى أن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى.
حق التقوى في ثلاث أشياء: أن يذكر العبد ربه تبارك وتعالى في كل وقتٍ وحين، أن يشكر العبد ربه تبارك وتعالى على كل نعمة ظاهرة وباطنة، أن يسعى العبد جهده أن يطيع ربه تبارك وتعالى وأن ينأى كل النأي عن أي معصيةٍ أو أي محادٍّ أو أي مخالفة لما يحبه الله ويرضاه اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
قال الله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا هذا الكون الفسيح الذي خلقه الله تبارك وتعالى بيّن لنا سبحانه وتعالى حكمة وعلّة هذا الخلق العظيم اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا خلق الله عز وجل هذا الكون بما فيه وأنزل شرعه وهديه وقرآنه سبحانه وتعالى وأنزل أقداره عز وجل كل هذا لأجل علّة جليلة نصّ عليها تبارك وتعالى فقال لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فأرادنا الله عز وجل أن نؤمن وأن نوقن بهاتين الحقيقتين العظيمتين، نؤمن، نؤمن بعلم الله عز وجل، علم الله عز وجل الكامل الشامل المحيط الذي لا يعزب عنه ولا يندّ ولا يشذّ مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ونؤمن ونوقن بقدرة الله عز وجل النافذة التي لا يعجزها من شيءٍ في الأرض ولا في السماء، وقال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذاً أرادنا الله عز وجل أن نوقن بهاتين الصفتين وهاتين الحقيقتين العظيمتين فإذا أيقن العبد بعلم الله عز وجل، وقدرة الله عز وجل حينئذٍ كان ممهداً لأن يكون عبداً لله تبارك وتعالى فإن علم العبد أن الله على كل شيء قدير وأيقن العبد أن الله قد أحاط بكل شيء علماً، حينئذٍ كان حقيقاً بأن يخضع وأن يخشع لعظمة ربه تبارك وتعالى فكلما قرب العبد من اليقين بهاتين الحقيقتين كلما كان سائراً في طريق مرضاة الله تبارك وتعالى، كلما بعد عن هاتين الحقيقتين كلما ضلّ طريقه في الحياة الدنيا، وضل طريقه في الدار الآخرة.
قال الله عز وجل وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ القحط والجدب وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ هذا الضيق الذي قدّره الله عز وجل على هؤلاء الأقوام الذي كفروا برسالة الله عز وجل إليهم إنما قدّره عليهم لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ يتّعظون ويعتبرون وينيبون ويأوبون، فماذا كان حالهم مع هذه التذكرة، يتقلبون بين حالي السرّاء والضراء فإذا كانت النعمة لم يكن الشكر، قَالُوا لَنَا هَذِهِ بفضل تخطيطتا وفضل تدبيرنا، وفضل سياستنا الحكيمة الرشيدة، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ هل يعيدون هذا لفضل سياستهم الحكيمة الرشيدة، يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ إنما حصل لنا ما حصل بشؤم هؤلاء، هؤلاء المؤمنون هم سبب كل فساد وسبب كل نقص وسبب كل بليّة، ليس بفعلٍ يفعلونه وإنما بأصل وجودهم، أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إنما شؤمهم راجعٌ إليهم بجريرة أفعالهم وجريرة حيدتهم عن نور الله تبارك وتعالى.
ثم أعلنوا إصرارهم على ألا يستجيبوا لداعي الله عز وجل رغم ما يتوالى عليهم من الآيات التي ينبغي أن تقودهم إلى الله تبارك وتعالى مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ جعلوا هذه الآيات التي أيد الله عز وجل بها موسى عليه السلام رحمة بهم ولكي ترشدهم وتوقظهم من غفلتهم جعلوها سحرا.
فحينئذٍ شدد الله عز وجل عليهم البلاء فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَوجعلها سبحانه وتعالى آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ علامة على قدرة الله عز وجل وعلى ضعف الإنسان لكي يتذكّر الإنسان خالقه عز وجل، لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ اشتدّ عليهم العذاب بهذه النوازل التي تنزل بهم لم يجدوا بدّاً من الرجوع إلى نبيّ الله تبارك وتعالى قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ هذه وعودٌ يطلقونها إذا فرّج الله عز وجل عنهم وكشف الله عز وجل الغمّة التي أصابتهم، فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ فهي فتنةٌ لهم ومتاعٌ إلى حين لأنهم لا خروج لهم ولا خروج لغيرهم عن قبضة الله عز وجل وحبل سلطانه يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ هو سبحانه وتعالى المهيمن وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا أغرقناهم بأنهم كذبوا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ لله يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فهذه الأرض مخلوقة مملوكة لبارئها وخالقها سبحانه وتعالى يحكم فيها بأمره ويقضي فيها بحكمه تبارك وتعالى ليست لأحدٍ غيره تبارك وتعالى إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ بالأمس مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا هذا أيضاً فعلٌ إلهي ليس فعلاً بشرياً ردّهم الله عز وجل إلى نفسه وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ بمجرد ما أنجاهم الله تبارك وتعالى وأتمّ عليهم هذه النعمة التي هي من أعظم النعم وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ بمجرد أن تجاوزوا هذا البحر، وقد رأوا بأعينهم آيةً عظيمةً جليلة من آيات الله تبارك وتعالى تستوجب شكراً وتستوجب طاعةً وتستوجب اخباتاً لله تبارك وتعالى فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ لهم أصنامٌ وأوثنانٌ يطوفون حولها ويتعلقون بها من دون بارئهم تبارك وتعالى فماذا قالوا، كان حقّهم لما رأوا هذه الآية العظيمة ورأوا هلاك هذا الذي كان يقول بالأمس أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى أن يرشدوا هؤلاء وأن يوجهوهم إلى عبادة الملك الحقّ تبارك وتعالى الذي أزمة كل شيءٍ بيده، ما كان هذا، بل قالوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا ألم يكن لهم ثمَّ إله ألم يكونوا قبل أن يعبروا هذا البحر لهم إله، أليس إلههم هو الذي نجّاهم من هذا الموبقة المهلكة اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كأنهم ليس لهم إله، اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ من هذا الجنس، هذه الآلهة المادية الحسيّة ليست الغيبية اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ متبر ما هم فيه وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ فواجب الخلق أن يعلمواأَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا يزدادوا على الأيام معرفةً وتعظيماً وإجلالاً ولُجأً إلى ربهم تبارك وتعالى.
إننا لو تدبّرنا مسيرتنا في هذه الأيام الماضية وقبل ذلك ولكني أركّز على هذه الأيام التي كشف الله عز وجل فيها عن العباد كثيراً من البلاء وكشف لهم في طياتها عن عظيم قدرته، يذّكرهم بعظمته تبارك وتعالى وأن العباد كل العباد لا يملكون من الأمر شيئاً، وأنه مهما طغى العبد وتكبّر وتجبّر فإن الله عز وجل هو القاهر فوق عباده، وكلما تبيّنت الآيات وكلما أزيحت الغفلات كان حقُّ الله عز وجل على العباد يزداد يوماً بعد يوم، وأعذار الخلق عند الله عز وجل في إعراضهم أو إدبارهم تنمحي وتزول يوماً بعد يوم، فكان الواجب وهو الواجب في كل وقت ألّا تفتر الألسن عن ذكر الله تبارك وتعالى، أن يكون ظلّ الله تبارك وتعالى هو المهيمن على هذه الأرض بما فيها ومن فيها، لكننا وللأسف نبعد كل يومٍ عن هذا الظل الظليل.
تسمع كل اسمٍ إلا اسم الله تبارك وتعالى ترى كل وجهة إلا وجهته تبارك وتعالى ينحسر الظل الإلهي عن هذه الأرض يوماً بعد يوم، وخذا خلافاً لما يتوجّب علينا أن نفعل.
الطغيان المادي على الحياة تكاد ألا تسمع ذكراً للدار الآخرة، تكاد أن تنسى آيات الله تبارك وتعالى وقرآنه من كثرة ما يطرق مسامعك في كل لحظة من أي كلامٍ غير كلام الله تبارك وتعالى.
فبدل أن ندنو ونقرب إنما نحن ننأى ونبعد، حتى في بعض الأشياء التي تعد ملاحظتها دليلاً على هذا النأي والبعد، حتى في كلامنا الذي نتكلم به، مثلاً: كنت إذا رأيت أُناساً يشتجرون تجد القائل يقول: ” يا جماعة استعيذوا بالله من الشيطان ” حتى هذه الكلمة لا تكاد تسمع لها ذكراً، ذكر الله وأن هذا من الشيطان، ” طب أجماعة صلّوا على النبي ” حتى ” صلوا على النبي ” حتى هذه الكلمات، بقية الدين التي كنّا نسمع،، في نبي، نحن نصلي عليه فنسكن ونطمئن، إذا كنت تكلم شخصاً بكلام ولا يعجبه هذا الكلام، وأراد أن يسكتك يقول لك ” صلي على اللي هيشفع فيك ” يعني: اقعد ساكت، ولكن في النهاية؛ الصلاة والشفاعة التي هي فرع عن تذكر الدار الآخرة، هذه الشفاعة التي يستنقذ بها العبد من النار ويصل بها إلى الجنة، كنت إذا أردت أنك لا تبالي كنت تقول ” أنا لا أخاف إلا من اللي خالقني ” لا تسمع كده ” أنا مبخفش من حد ” كان الأول نقول هكذا ” أنا مبخفش إلا من اللي خالقني ” ” مبخفش من حد ” نكرة في سياق النفي تفيد العموم.
ذكر الله تبارك وتعالى حتى في هذه الأشياء، كل هذه الأشياء لها دلالات، نحن نبعد ونبعد، بدل من أن نقرب وندنو، نحن نبعد ونبعد والله عز وجل يقول اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
كلمة عن الشريعة؛ أكثر الكلمات تردداً في هذه اللحظات في هذه المساحة الزمنية، الشريعة الشريعة.
لقد خاطب الله عز وجل بهذا الدين وبهذا القرآن خاطب قوماً من العرب، خاطبهم بلسانٍ عربيٍّ مبين، أدركوا سواءً قبلوا أم ردّوا أقبلوا أم أدبروا، آمنوا أم كفروا ولكنهم في كلا الحالين قد فقهوا وقد فهموا معنى ما يخاطبون به حينما خاطبهم الله عز وجل بالشرع والتشريع والشريعة وعوا من ذلك مراد الله عز وجل، فإنما الشريعة، هذه الكلمة التي عبّر بها عن معنى الدين إنما تعني في لسانهم وفي لغتهم التي خوطبوا بها مورد الماء العذب الزلال الذي لا حياة لهم إلا به، الشريعة: هي منحدر إلى الماء العذب الصافي المعين الظاهر الذي لا انقطاع له، فأدركوا من هذه الكلمات أن هذه الشريعة إنما تعني الحياة، وأنهم لا حياة لهم إلا بورود هذا المنهل العذب الصافي الظاهر الذي لا تنقطع عطاياه ولا تنقطع مننه عليهم.
أدركوا أن هذا الماء هو قوام حياتهم منه يشربون ومنه يستقون ومنه يسقون دوابهم، ومنها يسقون أرضهم التي منها يأكلون وعليها يقتاتون، فإذا كان ليس ثمَّ شريعة فليس ثمَّ حياة، ولذلك كان طبيعيّاً أن يقاتلوا على شرعة الحياة كما يقاتلون على شرعة الماء، نحن نتكلم كثيراً عن الحروب القادمة وحرب المياه، هم أدركوا هذا المعنى حينما خاطبهم الله عز وجل بهذه الكلمات، أما نحن فنحن لا ندرك هذا المعنى بل لا ندرك لهذه الكلمة معنى، الذين يتكلمون عنها والذين يطالبون بها والذين يبدون في الظاهر من أهل الروغان أو من أهل الرفض لها، يشتركون جميعاً في أنك إذا سألت عامّتهم ما معنى هذه الشريعة ما معنى هذه الكلمة الذي خاطبه الله عز وجل بها ربما لم تجد عنده جواباً وبالتالي ستكون مواقفهم منها على حسب علمهم بحقيقتها، أما هم سواءً الذي عاند وكابر بعد علمه، أو الذي أدرك وأزعن، أنهم أدركوا أن الله يخاطبهم ويكلمهم عن الحياة، أنه قد قدّم لهم تبارك وتعالى معين الحياة، هو ظاهر ليس غائراً في باطن الأرض، فهذه الشريعة سهلٌ يسيرة قريبة، ثم لا تكون الشريعة شريعة، إلا إذا كان الماء كثيراً لا انقطاع له، فعطائات هذا المدد الإلهي لا تنقطع وفيها كل ما يحتاج إليه العباد في معاشهم ومعادهم ولذلك كان طبيعياً أن يفيؤا إلى هذه الشريعة التي يخاطبهم الله عز وجل عنها، أن يسارعوا إلى هذا المعين السرّ العذب الزلال الذي هو قوام حياتهم ولا غنى لهم عنه طرفة عين، فإذا غابت هذه المعاني حينئذٍ لابد أن يحدث الإعراض ولابد أن يحدث التلكؤ لأننّا نتخاطب ونتكلم عن أشياء نحن لم نعقل معناها أصلاً، ليست الشريعة هي مجموعة من الاحكام القانونية التي نخضع لها رقاب الناس، الله عز وجل إنما أراد من العباد قلوبهم، لم يرد الله عز وجل من العباد رقابهم وأعناقهم إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
إنما أراد الله عز وجل من العباد قلوبهم وخاطبهم بهذه الكلمة لكي يدركوا منها حقيقة ما يدعوهم الله عز وجل إليه، إنما يدعوهم إلى الحياة أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا هو لم يذكر هنا حياة فلا حياة إلا حياة القلب الذي يتّصل بالله تبارك وتعالى إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى جعلهم الله عز وجل من جملة الموتى.
فالله عز وجل إنما يكلمنا عن الحياة يخاطبنا عن معين الحياة، يخاطبنا عن الزاد الذي لا حياة لنا إلا به،هذه هي الشريعة التي يتحدث الله عز وجل عنها ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ ما أعظمها من نعمة، جعلناك على شريعة، وضعك على رأس الشريعة حتى لا تحتاج إلى أن تسير أو تهتدي إلى طريقها هذه هي الشريعة وأنت جاءك الوحي فوضعك على رأس الشريعة، ليس عليك إلا أن تشرب وترتوي وتنهل وفقط، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا طبيعي وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ بمعناه الشامل العام شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي يصطفي بهذه الشرعة اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ
تقول عائشة رضي الله عنها وهي تسأل عن تحزيب القرآن وعن ترتيبه فتقول: كان أول ما نزل آياتٌ فيها ذكر الجنّة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل تحريم الخمر وتحريم الزنا ولو كان أول ما نزل لا تشربوا الخمر لقالوا: ما تركنا الخمر أبداً، ولو كان أول ما نزل ” لا تزنوا ” لقالوا: ما تركنا الزنا أبدا، – ليه؟ – .
لأن ربنا سبحانه وتعالى إنما يخاطب بهذه الأحكام، يخاطب بهذه الآيات المؤمنين، بين يدي كل أمرٍ ونهي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ليس ” يا بني آدم ” ولا ” يا أيها الناس ” ، وقع الإيمان أولاً، فكان عاقبة هذا الإيمان وأثره وثمرته المباشرة أن المؤمن هو حريص، هو حريص بنفسه على أن يسارع إلى تلبية أمر الله تبارك وتعالى لأن هذه هي الشريعة، لأن هذه هي الحياة لأنها بدونها ميّت كما أخبر الله، هو يبتغي الحياة ولا يبتغي الموت، هو بالطبيعة سوف يتوجه إلى هذا بمجرد أن يسمع هذه الكلمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يحتاج إلى أكثر من ذلك.
كان أول ما نزل آيات فيها ذكر الجنة والنار، الإيمان، تعظيم الله تبارك وتعالى، تعظيم الدار الآخرة، أنه موقوفٌ غداً بين يدي الله، فحينئذٍ لما قيل له افعل ولا تفعل، كان قلبه ساكناً مطمئناً مقتنعاً موقناً غاية الإيقان، فامتثل
تقول عائشة رضي الله عنها، لو بدّل الأمر لكان هذا أولاً ” افعل ولا تفعل ” لم يكونوا يفعلون، لأنهم ليسوا أهلاً لهذا الخطاب أصلاً لأنهم لم يتحقق فيهم هذا الأصل الذي خوطبوا عليه وهو أصل الإيمان.
لقد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب – أي في مكة – في ذلك التنزيل بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ وما نزلت سورة البقرة والنساء التي تشتمل على الأحكام إلا وأنا عنده، زوجته في بيته صلى الله عليه وسلم ، فهذه هي الشريعة التي خاطبنا الله عز وجل بها التي حدثنا الله عز وجل عنها التي دعانا الله عز وجل إليها، دعانا إلى الحياة، دعانا إلى معين الماء، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ خاطبهم بهذه الكلمات، بل إنه سبحانه وتعالى خاطبهم في سورة النساء التي ذكرت عائشة رضي الله عنها في أخريات هذه السورة فقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اللي جي بقى ” اعملوا حاجة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا يخاطب المؤمنين يقول لهم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا نحن نحتاج دائماً إلى تثبيت وتجديد الإيمان لكي نستمر على أن ننهل من هذا المعين لكي نستمر ساعين جادين في الوصول إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، فالإيمان يزيد وينقص، الإيمان يحتاج إلى تجديد ولذلك هو سبحانه وتعالى لم يأمرهم فقط – خلاص هم حصلوا الإيمان وخلاص – وبالتالي بعد هذا خلاص تأتي الأوامر والنواهي فقط تذكّرهم بأنهم مؤمنون، لا
هي تأمرهم أيضاً أن يحافظوا على هذا الإيمان لأن هذا هو العاصم من الزلل، هذا هو الحافظ للإنسانن قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في سورة محمد صلى الله عليه وسلم وقد نزلت بعد غزوة بدر 15 أو 16 سنة من بدء تنزيل الوحي يقول له تبارك وتعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يقول له بعد16 سنة فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ألم يكن يعلم صلى الله عليه وسلم ، كان يعلم، لكنه يحتاج إلى تجديد ونحتاج نحن من باب أولى إلى تجديد هذا العلم وتجديد هذا الإيمان حالاً بعد حال ووقتاً بعد وقت، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا،وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
اللهم فقهنا في ديننا،اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في الدين وعلّمنا التفسير والتأويل.
اللهم اجعلنا من العلماء بكتابك،اللهم اجعلنا من العلماء بكتابك.
اللهم اهدنا سبل الرشاد، اللهم جنّبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها برحمتك، وأتمّها عينا يا رب العالمين
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.