الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أطهر عبدٍ وأشرفه وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هديه واهتدى بهداه.
كنا في حديثٍ عن خلق الله سبحانه وتعالى وعن عظمة هذا الخلق، وعن آفاق بعيدة يحدث الله سبحانه وتعالى الإنسان هذا المخلوق الضعيف عنها وعن علاقاتٍ وامتدادات لهذه الحياة ربما لا يدركها الإنسان ولا تخطر له ببال.
ربط الله سبحانه وتعالى العلاقة بين هذ الكائن الضعيف الذي خلقه سبحانه وتعالى وكرّمه وشرّفه، وبين سائر المخلوقات في علاقة واجبة تجاه الرب الخالق سبحانه وتعالى، فقال أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ثم فصّل فقال سبحانه وتعالى وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ثم قال وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ميزان الكرامة والإكرام السجود والخضوع لله رب العالمين، وميزان الإذلال والإهانة عياذاً بالله؛ الخروج عن دائرة السجود والتكبر على عبادة الله تبارك وتعالى.
ولازلنا مع صفة الخالقية العظيمة ومع قول الله تبارك وتعالى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ وتحدثنا عن هداية الله تبارك وتعالى، عن تعليمه للإنسان وعن افتقار الإنسان لهداية الله وتعليمه في كل أمر من الأمور، وذكرنا كيف بقي هذا العبد المفتون الذي تنكّب أمر ربه تبارك وتعالى وسفك الدم الحرام، كيف بقي خاسراً ندماً حائراً، لا يدري كيف يصنع حتى بعث الله سبحانه وتعالى مبعوثاً ليعلمه وليرشده.
يقول صلى الله عليه وسلم ” نزل نبيٌّ من الأنبياء تحت شجرة ” يعني هو كان مسافر ففرش فراشه تحت شجره كي يقيل أو يرتاح، فلدغته نملة، فأمر بجهازه، المتاع والفرش بتاعه، ” فأخرج من تحتها ” من تحت الشجرة، ” ثم أمر ببيتها فأحرق، فأوحى الله تعالى إليه؛ فهلا نملة واحدة ” وفي رواية، ” قرصت نملة نبيّاً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبّح ” أحرقت أمة من الأمم تسبّح.
هناك رب وهناك عبد، العبد يرتقي في مراقي الإيمان والطاعة حتى يمنّ الله سبحانه وتعالى عليه أو يراه أهلاً لأن يصطفيه بالوحي فيصير نبيّاً، أو يبلغ منزلةً أرقى من ذلك فيجعله تبارك وتعالى رسولاً.
والرسل كذلك منازل ومراتب، قال تعالى وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا وقال تعالى فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
فهو يخبر صلى الله عليه وسلم عن نبيٍّ من الأنبياء وكان الأنبياء في بني إسرائيل هداة وساسة يدبرون أمر الناس فيما يتعلق بدينهم وأمر دنياهم، قال صلى الله عليه وسلم ” كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي جاء نبي، ويكون خلفاء فيكثرون ” وقال صلى الله عليه وسلم ” العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر “
انت تسوسهم الأنبياء ثم انقسمت هذه المهمة في أمته صلى الله عليه وسلم بين فريقين علماء وأمراء وهم المذكورون في قوله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فهم بين علماء وخلفاء.
لكن يبقى النبي بشراً من اليشر وهذه من حكمته تبارك وتعالى أن يجعل القدوة للبشر من البشر لكي تكون صالحةً للاقتداء والتأسي، ولأنه بشر من البشر فلما لدغته النملة وآذته اعتمل ذلك في نفسه فأراد أن يردّ أو أن ينتصر لنفسه، فلم يقتل نملة لأنها قد آذته وإنما أحرق قرية النمل بأكملها، فكان نداء الرب إليه، نداء الرب الخالق لعبده إزاء هذه المخلوقات التي لا نعرف لها وزناً ولا نقدّر لها قدراً، أن أنكر الله تبارك وتعالى عليه فعله وأشار إلى أن لهذا النمل عملاً عظيماً يستحقّ به أن يحفظه الله تبارك وتعالى وهو التسبيح وجعلها الله تبارك وتعالى أمة، مع أن هذه القرية ليست هي كل النمل، وإنما هذه عند النمل، هذه دولة، دولة بأكملها حرقت في ثانية لماذا؟ لأن النملة، نملة قرصت هذا النبي.
إذاً أي إنسان،، أي إنسان يحتاج التعليم والتوجيه والإرشاد المستمر وإنما حظ النبيين ثم حظ الصالحين أعلى من غيرهم لأنهم تعرّضوا أو عرّضوا أنفسهم لتربية الرب تبارك وتعالى أكثر مما عرّض غيرهم أنفسهم لتربية الله لهم، لكن يبقى الإنسان أي إنسان يحتاج إلى تربية وتوجيه وتعليم وترقية مستمرة، ولذلك كان القرآن تربية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوجيهاً لنبيهم صلى الله عليه وسلم من حين ما بدأ التنزيل إلة أن نزل قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فإنما اكتملوا – الصحابة نفسهم – اكتملوا باكتمال الدين، كل موقف يحدث ينزل توجيه وإرشاد وتعليم، مرحلة تلو مرحلة، كل حدث ينزل معه قرآن، لماذا؟ لكي يربي ويوجّه ويرشد، حتى أننا نرى في حنين، ومن المفترض أن حنين هذه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بزمان وجيز، يعني بعد اكتمال – من المفترض – التربية النبوية للصحابة سنجد في كتاب الله قوله تبارك وتعالى إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ونحن قلنا قبل ذلك، أن هذا له مستند ديني، وهذا هو الفرق بيننا وبين الصحابة.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لن يهزم اثنا عشرة من قلة ” أي إذا كان المؤمنون الذين هم المؤمنون عددهم 12 ألف لا يمكن أن تأتي الهزيمة من قبل العدد، وهم كان عددهم 12ألف فنحن مؤكد لن نهزم،، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال قال ” من قلّة ” يعني لن تكون العلة هي القلة، لكن يوجد علل كثيرة، يوجد علل كثيرة.
فالعلل هنا ماذا كانت؟ كان الإعجاب بالنفس، ففي النهاية وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
هم رأوا أننا بما أننا 12ألف ونحن لم يكتمل لنا هذا العدد أبداً، ولم نكن أعلى من عدونا إلا في هذا الموطن، فالموضوع… ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يوجد أفضل من هذا.
فربنا قال فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ كل الأفعال هذه إنما مردها إلى الله، ثُمَّ أَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
” أحرقت أمة من الأمم تسبّح يقول تعالى قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ يجمع ما بين التسبيح والحمد، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ وبالتسبيح يحفظ الخلق أيّاً كانوا، بشر أو غيرهم، وبتضييع التسبيح يهلك الخلق أيّاً كانوا، بشر أو غيرهم، وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا لأن لابد أن يكون هناك تقصير في التسبيح، فيأتي الحلم ويأتي المغفرة، ولولا الحلم، ولولا المغفرة؛ قال الله تبارك وتعالى وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ليس بني آدم، مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ أي شيء يدب على الأرض، إنما تؤتى من قبل التقصير في التسبيح، ولذلك أولى الله تبارك وتعالى هذا الخلق الضعيف أولاهم اهتماماً ورعاية وعناية في كتاب الله، الشيء الذي تريد أن تعرف به قيمة شيء هو القرآن، قال تعالى حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ نحن ذكرنا قبل ذلك في قصة ذو القرنين – هذا الرجل الصالح – أنه كان له اتصال وتفاعل بكل أمم الأرض الصالح منهم والطالح، القوي منهم والضعيف، القادر على الحيلة وغيرالقادر على الحيلة، وأما النبيين فهم على صلةٍ بكل خلق الله تبارك وتعالى ليس البشر وحدهم، قال الله تبارك وتعالى يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ وسخرنا، وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ فمفهوم الجماد الذي نعرفه نحتاج إلى أن نراجعه، فلا يوجد ما يسمى بذلك، قوله تبارك وتعالى وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ يستوعب كل شيء، ربنا يقول يَا جِبَالُ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ رددي التسبيح وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ وذكرنا قبل ذلك مراراً قول الله تبارك وتعالى فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ والإرادة هي تمام العقل، والتوجه فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ تعبان، الجدار نفسه تعبان يريد أن يقع فيرتاح، وضع الاضطراب الذي هو فيه لا يريحه، يريد أن يقع فيرتاح، يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ كل هؤلاء في منظومة الأمر والتوجيه الإلهي، أم موسى عليه السلام ربنا أمرها أن تضع موسى عليه السلام في التابوت، وأين ستضع التابوت؟ في البحر، وستتركه، فماذا سيفعل البحر؟ سيلتزم بالأمر – لأنها تسير متتابعة – فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ مثلما أمرت، هو يؤمر بالضبط فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ هو يعرف أين سيضعه بالضبط، أين سيضعه بالضبط؟ هو لن يلقيه في أي مكان، أين بالساحل؟ سيضعه في مكان معيّن بعينه، وسيأخذه فرعون، لا يستطيع أن يمتنع من هذا، مثلما لا يمتنع اليم من هذا، يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ والأمثلة على هذا كثيرة.
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ فالآن نحن لدينا ليس فقط كائن يعقل، هذه أمة من الأمم ويوجد من يوجّه ومن يتابع ومن يراقب، ويعطي توجيهات لكي يمنع الضرر أو الخطر قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ إذاً هي توجههم أن يذهبوا إلى مكان محدد، مكان محدد لكي يوجد ويتوافر عنصر الحماية والرعاية، فلو سليمان عليه السلام وجنوده سيمرون فوق المساكن لن يحدث شيء، فالمكان الذي سيؤوا إليه مكان مرتب ومُعد ان يكون بعيد عن الخطر، فهم كانوا بالخارج لعمل أو لسغل أو لتحصيل غذاء، والآن يوجد خطر مقبل، هذا الخطر المقبل محدد، هذا محدد، هؤلاء القادمون ليسوا أرجل بشر لا، هؤلاء معروفين لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ هذه أصعب جملة، لأن هذا من الممكن أن يكون في دائرة الرؤية، لكن وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ كيف عرفتها، فهذه الجملة كيف بُنيت؟ أن سليمان وجند سليمان من المؤمنين ليس من طبعهم تعمّد الإيذاء ولو لنملة لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
فهذا المستوى من الإدراك كيف أتت به وكيف يُحصّل؟ فنحن عندما تمر بجوارنا نملة، ونريد أن نضغط عليها بيدنا لكي نقتلها لابد أن نفكّر ونحن نفعل هذا، هذا الكائن عبارة عن ماذا؟ هل نحن مترجمين له أم لا؟ ماهذا؟ ماذا قال ربنا على هذا؟ وماذا يفعل هذا في الحياة؟ وماذا قال ربنا عنه؟ وماذا يفعل؟
لذلك ابن عباس رضي الله عنه يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة أو أربع من الدواب؛ النملة والنحلة، والهدهد، والصُرَد، فلماذا هؤلاء الأربعة؟ لابد أن يكون هناك حكمة، من الممكن أن يوجد منها ظاهر ومنها الخفي، لكن يوجد حكمة، فالنبي صلى الله عليه وسلم نصّ على أشياء، نهى عن قتل أربع من الدواب؛ النملة والنحلة، والهدهد، والصُرَد
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
وفي المقابل؛ يقول صلى الله عليه وسلم ” خمسٌ فواسق ” خمسٌ فواسق ” يقتلن في الحل والحرم؛ الحيّة، والفأرة، والكلب العقور، والحديّا ” وهي الحداية.
” خمسٌ فواسق ” خمس أشياء مباح للإنسان المحرم أن يقتلهم أو بالأولى في خارج الحرم أن يقتلهم، فهذا مفهوم.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول ” خمسٌ فواسق “؟ مامعنى فواسق؟ هذا، هذا تعليل لإباحة أو الأمر بقتل هذه الأشياء، الحيّة، والغراب الأبقع والأبقع هو الذي به بياض في ظهره أو في بطنه، وفي رواية بدل الحيّة العقرب، والكلب العقور – كل حيوان مفترس – والحداية والفار.
فالنبي صلى الله عليه وسلم علل الأمر بماذا؟ بالفسق، فالفسق يتصور من الإنسان، فسق الإنسان أن يخرج الإنسان عن أمر الله الذي أمره ويحيد عن طاعة الله إلى معصيته.
فنحن كلنا نعصي، هل كل معصية فسق؟ المجاهرة مع الإصرار، المجاهرة مع الإصرار، لماذا؟ لأن الفسق أن يحيد الشخص عن الطريق، يخرج ويخرج ويحيد، فهو سيسلك مسلك يخرج به عن الصراط، فمفهوم هذا هو البني آدم.
لكن ” خمسٌ فوسق ” خارجين عن ماذا؟ خارجين عن الأصل العام الذي وضع ربنا سبحانه وتعالى للخلق، في النفع والإصلاح إلى الإفساد والإيذاء، الخروج إلى الإفساد والإيذاء خروجٌ إلى دائرة الفسق
” خمسٌ فواسق يقتلن في الحل والحرم ” فالنبي صلى الله عليه وسلم عم يتكلم هنا؟ عن وصف الفسق، وأن الحرم لا يعيذ فاسقاً.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن سرجس يقول ” إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت ” فهذا جزء من تعليل الفسق، ماذا تفعل؟ تأخذ فتيلة المصباح فتقلب السراج على أي شيء فبحيث أن تضطرم النار فيحرق البيت والناس نائمون لا يشعرون.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول لنا؟ النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم معنا إلى هنا، يتكلم معنا إلى هنا، ماذا تفعل عندما تريد أن تنام لكي يحفظك ربنا،، خذ بأسباب الحفظ.
النبوة والرسالة ليست مجرد كلمات ألقاها إلينا وذهب، الموضوع أكبر من هذا بكثير، أكبر من هذا بكثير، قدر عظيم جداً جداً من الحب والحرص والرعاية والحدب لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ أي مشقّة، أي تعب، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وفي حديث جابر بن عبدالله في المسند أيضاً، النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” أغلقوا أبوابكم وغطّوا آنيتكم، وأطفئوا سرجكم وأوكوا أسقيتكم ” أربع أشياء، غلق الأبواب، تغطية الأكل – علب الأكل أو أطباق الأكل – إطفاء السرج، ربط إرب الماء
” فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، ولا يكشف غطاءً ولا يحلُّ سقاءً، وإن الفويسقة لتضرم النار على أهل البيت ” يقول جابر: يعين الفأرة.
فهنا بم وصفها؟ قال الفويسقة، فما معنى الفويسق، ما الفرق بين الفويسق والفاسق؟ التصغير تحقير، أي فاسف وحقير الاثنين.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال أربع أشياء، تغطية الإناء، إغلاق الباب، إيكاء السقاء، هذه الثلاثة تبع الشيطان، وإطفاء السرج تبع للفويسقة، التي هي الفأرة.
يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه والحديث في الصحيح: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ – هو البرص – وسماه فويسقاً.
تقول عائشة رضي الله عنها والحديث في سنن ابن ماجة، ودخلت عليها سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة فرأت رمحاً موضوعة،، عائشة في البيت ويوجد رمح – ماذا ستفعل بالرمح هل ستحارب!! – قالت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا؟ قالت: نضرب أو نقتل به الوزغ، وهو البرص، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار ما كان على الأرض من دابة إلا أطفأت النار إلا الوزغ فإنه كان ينفخ عليه فأمر بقتله.
انظر من أين أتت؟ من الوراء،، لما ألقي إبراهيم في النار عليه السلام ماكانت في الأرض من دابة إلا أطفأت النار، كانت تحاول أن تطفئها إلا الوزغ، فإنه كان يحاول أن ينفخ في النار لكي تضطرم وتشتد اشتعالاً فتزداد قدرة على إحراقه عليه السلام، فهذه صورة من صور العداء.
وهذا يفتح باب أن الشيطان من الممكن أن يكون له تأثير على الدواب وليس فقط على الإنسان، لأن هذا لن يفعله من عقله، فما الذي سيجعل الوزغ يأتي، لكنه استقبل الحث الشيطاني، فماذا أسماه النبي صلى الله عليه وسلم؟ سماه فويسق، وبماذا علل هذا؟ بحدث تاريخي.
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم عندما يتكلم في وصف هذه الأشياء المفسدة والمؤذية بالفسق، وهذا الفسق توجّه إرادي يفيد أن كل ما حولنا تصورنا عنه أو إدراكنا له محتاجين أن نفكّر فيه بشكل مختلف، كل شيء، نحن الآن لازلنا وسنستمر قليلاً في تثبيت هذا المعنى،،،، ما هي الخالقية؟ وما مقدار عظمتها؟ وما مقدار اتساعها؟ وكيف ندركها؟ وكيف من المفترض أن نتعامل معها؟ وإلام يمتدّ إطارها؟
هل ربنا سبحانه وتعالى خلق ثم ترك؟ فكثير مننا يعتقد هذا، أن ربنا خلق ثم ترك ثم يستقبل الإنسان في يوم القيامة فيحكم فيما مضى بين الخلائق، هل الوضوع هكذا؟ الموضع الوسيط هذا هل به فجوة؟ فهل الخالقية تنتهي عند مجرّد الإيجاد أم لها امتداد؟ فما تأثير هذا الكلام علينا؟ ما نظرتنا للأشياء من حولنا؟ ما مدى تقبلنا لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم لنا في كل أمر؟
يقول أبو ذر رضي الله عنه: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – حين مضى إلى ربه – وما من طائر يحرك جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً.
لا شيء نحن محتاجين أن نعرفه أو محتاجين أن نفهمه إلا وأفهمه حتى الأشياء التي فوقنا هذه،، علاقة وامتداد كبير.
يقول صلى الله عليه وسلم ” خرج نبيٌّ من الأنبياء يستسقي فإذا هو بنملة رافعةً قوائمها إلى السماء، فقال: ارجعوا فقد سقيتم من أجل شأن هذه النملة ” تخيل الآن؛ نبي يخرج بأناس، أمة من الناس إلى الصحراء، يبتهل إلى الله يطلب منه سبحانه وتعالى أن يسقيهم وهو يسير وجد نملة على ظهرها ترفع رجليها، تدعو ربها أن يرزقها،، قال: انتهى الموضوع.
تبيان هذا في مصنّف ابن أبي شيبة عن أبي الصدّيق الناجي، يقول: خرج سليمان بن داوود عليه السلام يستسقي فرأى نملة رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللهم إنّا خلقٌ من خلقك لا غنى بنا عن رحمتك ورزقك فاسقنا، قال: ارجعوا فقد كفيتم بدعوة غيركم.
يوجد علاقة واتصال ما بين الإنسان وما بين الأشياء التي من حوله، ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ليس بما كسبت أيدي الدواب بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ هنا الصورة العكسية، الدابة هي التي تستسقي، وربنا يستجيب لها فنحن نعيش على حسّها.
وذكرنا قبل ذلك أكثر من مرة، حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذّر من خصال، فذكر منها ” وما منع قومٌ زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا ” لأنهم ليس لهم ذنب، لأنهم ليس لهم ذنب.
سمع أبوهريرة رضي الله عنه رجلاً يقول: إن الظالم لا يضرُّ إلا نفسه، قال: لا والله، إن الحبار – طائر – لتموت هزلاً في وكورها – في أعشاشها – من أجل ظلم الظالم،، يقول: إن الظالم لا يضر إلا نفسه قال: لا والله، إن الحبار لتموت هزلاً في وكورها من أجل ظلم الظالم
يقول قتادة: إن دواب الأرض لتلعن خطائي بني آدم إذا احتبس القطر في السماء، يقولون: هذا عمل ابن آدم، اللهم العن عصاة بني آدم.
وفي قوله تبارك وتعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ قال مجاهد: إن دواب الأرض إذا اشتدّت السنة – أي القحط – إذا اشتدّت السنة، قالوا: هذا من عمل بني آدم، اللهم العن عصاة بني آدم، وهنا، هو أين قال هذا الكلام؟ في قول الله تبارك وتعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا فما العلاقة ما بين كتمان العلم، وما بين المعصية والفساد، انتبه هذا كلام خطير جدا جدا جدا.. خطير جدا جدا جدا.. نأخذ الصورة المقابلة ونرجع له.
قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلّم الناس الخير ” لماذا؟ ” إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون ” أي يدعون ” ليصلون على معلّم الناس الخير ” لماذا؟ لأن تعليم الخير سيأتي نفعه وتأتي مصلحته على كل شيء من إنسان أو طائرٍ أو هوامٍ أو دابة، لأنه سيلتزم بأمر الله وبالتالي يدرأ الفساد وينشر الخير ويحقق النفع، ” ليصلون على معلّم الناس الخير ” فالذي يعلّم من المفترض أن يعلم ماذا؟ يعلم خير.
الدين، الدين يساوي خير، لا يساوي شيء آخر ” ليصلون على معلّم الناس الخير “
ولذلك في المقابل كان من فقه مجاهد أن قال ذلك، لأن سبب كتمان العلم ينتشر الجهل وتتفشّى الأهواء، هذه نقطة مهمة،، العلم،، نحن لدينا – يا جماعة – العلم ماذا يساوي؟ يساوي المعرفة، لا، الموضوع اعمق من هذا، ما معنى العلم يساوي المعرفة؟ أي أن هذا العلم يجعل من لا يعلم يعلم، لكن ليس له تأثير في التوجّهات النفسية، أو في المقاصد أو في الإيرادات، هذا الكلام غير صحيح.
يعني؛ الآن من الممكن أن اعرف الحقيقة، أو أعرف ما هو الصحيح الذي من المفترض أن أفعله ثم أسير في اتجاه آخر، هذا يحدث صحيح؟ من الممكن أن يفعل الإنسان هذا، وهذه عادة يهود؛ يعرفون الحق ويحيدون عنه، اتّباع الهوى وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا – هذا اتّباع الهوى – جَهُولًا فالعلم ينير السبيل، تمام.
هل له وظيفة أخرى؟ نعم بالطبع، العلم هو الذي يحثّ على الخير، وهو الذي يمنع من الشر، فربنا سبحانه وتعالى قال لنا أين طريق الحق، وقال لنا أين طريق الباطل وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ وقال وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ هذا موجود، هل هذا فقط؟ لا
يذكّر بعظمة الله، يذكّر برقابة ربنا سبحانه وتعالى، يحيي في قلب الإنسان الحياء من الله، يذكّر الإنسان بالجنة فيطمح لها، يذكّر الإنسان بالنار فيقلق منها، كل هذا هو العلم، ولذلك العلم ليس فقط أن يقول لك الصواب، لا لا لا
العلم يزرع شيء في القلب، وإن لم يفعل لم يكن علماً، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم سأل علماً نافعاً واستعاذ من علم لا ينفع، وعبادة بن الصامت رضي الله عنه في تعليقه على قول رسول الله ” هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس ” قال لجبير بن نفير؛ إن شئت حدثتك بأول علم يرفع؛ الخشوع؛ يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيهم رجلاً خاشعاً.
عبادة بن الصامت الصحابي رضي الله عنه علماً وفقهاً يفسر الخشوع على أنه علم،، الخشوع حالة، الخشوع والإخبات هذا حالة قلبية ليس معلومة، المعلومة تؤثّر في القلب فتترجم فتسمى علم، تساوي علم، إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ فكتمان العلم ينشر الجهل ويفشي في الناس الأهواء، يئد الحق ويبث الباطل، ولذلك استحقّ هؤلاء اللعنة لماذا؟ لما يترتب على أفعالهم من فساد وضرر وشر، وفي المقابل ” حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلّم الناس الخير ” ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ وبعد ذلك فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ العلم الحقيقي،الوحي الذي أنزله الله يساوي ما ينفع الناس، ربنا سبحانه وتعالى قال هذا.
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً هذا هو القرآن لكي يحي به الأرض الميتة، وهي قلوبنا، وسيعلو فوق هذا الحق النافع الخيّر، زبد – رغاوي وكياس بلاستيك وخشب – تكون في الأعلى والماء النافع في الأسفل، وعندما تتحرك الماء ستجرف هذه الأشياء بعيداً، فما الذي سيبقى؟ الأثر الحقيقي النافع للوحي، بماذا سماه ربنا، بم وصفه وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ هذا هو ميزان الوحي، ميزان العلم الصحيح، مَا يَنْفَعُ النَّاسَ ” ليصلون على معلم الناس الخير ” الخير وما ينفع الناس هذا هو الدين، أي شيء آخر لا تسير في هذا الاتجاه هذا هو الزبد، ليست دين، حتى لو نسبت إليه لأنها علت فوق ظهر الحق، هذا ليس ديناً.
هذا هو الميزان، إذاً كل هذه المخلوقات في حلقة متّصلة متشابكة، الخير الذي نفعله ينفع كل المخلوقات، والفساد الذي نفسده يضرُّ كل المخلوقات رحمة ربنا سبحانه وتعالى بالمخلوقات تعمّ الإنسان بالتبع وإن كان لا يستحقّ، وإفساد الإنسان يضرّ كل مخلوق على وجه هذه الأرض، ولذلك إما أن هذه المخلوقات تكون معنا في دائرة الثناء والصلاة وإما عياذاً بالله في دائرة الدعاء واللعنة.
ونحن الذي نضع أنفسنا إما هنا أو هنا، ولذلك ربنا تكلّم على الكفّار فقال فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ففي المقابل، في حق المؤمنين الصالحين الخيّرين المصلحين في المقابل هكذا، مثلما يقول ربنا كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وفي المقابل بما إن ربنا سيحجب الكفار عن رؤية نوره، فهو يشير سبحانه وتعالى إلى إن المقابل في المؤمنين كذلك، وهذا من عظمة البلاغة والبيان القرآني، الصورة والضد يعرف بالضد،، هؤلاء لا شيء يبكي عليهم، فيكون المؤمنين الذين عمروا أوقاتهم وأماكنهم بعبادة ربنا سبحانه وتعالى هؤلاء سيكونوا في دائرة أن تبكي عليهم السماوات والأرض، هذا ما يقوله ربنا سبحانه وتعالى، وهذا هو الذي يبيّنه ربنا سبحانه وتعالى لنا، وهذا هو الذي شرحه لنا النبي صلى الله عليه وسلم ليس فقط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن المجتمع كله مركب واحدة، لا فالموضوع أكبر من هذا بكثير.
النبي صلى الله عليه وسلم قال هكذا، قال إن المجتمع كله مركب واحدة إذا سيّرناها بشكل صحيح كلنا ننجو وإن سيّرناه بشكل خاطئ كلنا نهلك، ” هلكوا وهلكوا جميعاً ” هذا ليس المجتمع فقط، فربنا يعلّمنا والنبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا أن الكون كله وحدة، الكون كله وحدة واحدة، يوجد أشياء كثيرة جداً محتاجين أن نعيد النظر فيها ونعيد التفكير فيها، وهذا هو التفكّر الذي أمرنا ربنا به.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين.
اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.
اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن عضال الداء، ومن خيبة الرجاء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم