Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

كل قد علم صلاته وتسبيحه

بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال الله تبارك وتعالى اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

يعلمنا الله تبارك وتعالى من آيات كتابه أن لنا خالقاً رباً عظيماً كبيراً عليماً خبيراً حكيماً يعلم السر وأخفى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء حي قيوم يدبر أمر هذه العوالم السماوية والأرضية بتدبيره وتيسيره سبحانه وتعالى وهو سبحانه وتعالى القائم على كل نفس بما كسبت ويعلمنا ربنا تبارك وتعالى أيضاً أننا كما أننا نتعبد ربنا تبارك وتعالى فإن هذا الكون من حولنا بسماواته وأرضه وأفلاكه ونجومه وكواكبه وشمسه وقمره وجباله ووهاله وضروبه كله يتعبد لله تبارك وتعالى ويسبح له.

قال الله تبارك وتعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ يخبر الله تبارك وتعالى أن هذا الكون كله ساجد عابد خاضع لله تبارك وتعالى طوعاً وأنه لا يخرج عن هذا الناموس ولا يخرج عن العبودية لله تبارك وتعالى إلا فسقة الجن والإنس وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ.

ثم قال تعالى: مَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إن الذي يأبى أن يسجد وأن يخضع لله تبارك وتعالى فهذا هو الذليل المهين الذي يأبي أن يعفر جبهته لله الذي يأبى أن يخضع لربه تبارك وتعالى ليس هذا هو العزيز بل بالعكس هذا هو المهين الذليل مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ويقول الله تبارك وتعالى تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا يخبر الله تبارك وتعالى أن هذا الكون بما فيه ومن فيه يسبح لله تبارك وتعالى تسبيحاً حقيقياً لذلك قال تبارك وتعالى وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ لا تدركون ذلك قال الله تبارك وتعالى مخبراً عن داود يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ أي رددي معه التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لله تبارك وتعالى: يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ.

وقال سبحانه وتعالى وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا من خشية الله تبارك وتعالى وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وقال الله تبارك وتعالى لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وإذن فالكون كله عابد ساجدٌ راكعُ لله تبارك وتعالى… هذا يعطي الإنسان المسلم اتساعاً في النظر واتساعاً في الرؤية خارج هذا الإطار الضيق الذي نعيش فيه إن هذا الكون كله الذي يدور ويجول من حولنا كله يعبد ربنا تبارك وتعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آيبٌ قافلٌ من بعض غزاواته وقد رأى أعلام المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه طابا المدينة الطيبة التي يحبها التي امتزج الإيمان فيها بهذه الدور وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ثم نظر فقال وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه يخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا الجبل الذي هو صخر جلمود أصم أنه يحب المؤمنين ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأنهم يبادلونه حباً بحب فهذا الجماد الذي تعودنا على أن ننظر له أنه لا روح فيه ولا حياة ولا إدراك ولا سمع ولا بصر يخبر الله تبارك وتعالى أنه ليس بهذه المثابة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ليس فقط هم أردوا أن يخضعوا لله عز وجل طوعاً بلا اختيار وإنما العلة التي حملتهم على ذلك الإشفاق والخوف من أنهم لا يقوموا بالأمانة التي أئتمنهم الله عز وجل عليها إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَاوَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا فيخبر صلى الله عليه وسلم عن جبل أحد أنه يحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبهم لما لابسهم ولابسوه من هذه المحنة وهذه الشدة التي كانت في غزوة أحد والتي عاشوها جميعاً عاشها معهم وأوى إليه جمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسندوا ظهورهم إلى هذا الجبل.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلالاً قال مخاطباً الهلال ربي وربك الله هلال بر وخير فالكون كله الذي نعيش فيه ساجد خاضع لربنا تبارك وتعالى هو مثلنا تماماً يسبح ويركع ويسجد لله عز وجل.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

أضف تعليق