الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم الأنبياء وصفوة المرسلين؛ صلى الله عليه وعلى وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد:
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ
حين ذكر الله تبارك وتعالى الفرار قال تعالى: ” يوم يفر المرء من أخيه ” هذا أولا ثم قال ” وأمه وأبيه ” ثانيا ثم قال ” وصاحبته وبنيه ” ثم علل سبحانه فقال ” لكل إمرء منهم يومئذ شأن يغنيه ” لا يلتفت أحد الى أحد بل يفر المرء من تبعات وحقوق وأمانات ومسئوليات ربما لم يقم بها ولم يرعى حق الله فيها وهو يخشى من كل حميم ومن كل قريب أن يلقاه فيتعلق به يطلب منه حقه الذي لم يوفه إياه.
فهو يفر من الدوائر، من الأبعد الى الأقرب، أي أنه أولا يفر ويهرب من الأخ ثم لدائرة أخرى أقرب الى القلب وأعظم حقا ” يوم يفر المرء من أخيه ” ثم ” وأمه وأبيه ” ثم تبقى الدائرة الأقرب الى قلبه، الصاحبة ثم الولد، ثم علل سبحانه وتعالى فقال ” لكل إمرء منهم يومئذ شأن يغنيه “.
جاء في سنن أبي داوود عن الحسن البصري أن عائشة رضي الله عنها بكت يوما، فجأة بدون موجب للبكاء، فقال صلى الله عليه وسلم: ” ما يبكيك؟ ” قالت: ” ذكرت النار ” ثم سألت وقالت: ” يا رسول الله، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ ” قال: ” أما في ثلاثة مواطن فلا، عند الميزان حتى يرى أيثقل ميزانه أم يخف، وعند تطاير الصحف حيث يقول هاؤم اقرأوا كتابي، حتى يرى أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصراط حين يوضع على ظهر جهنم ” . كل إنسان ينشغل بنفسه انشغالا كليا ويذهل عن كل ما يحب.
لذلك ذكرنا عن قريب قول أبي سليمان الداراني: ” إذا قال الرجل لأخيه موعدنا الصراط، فاعلم أنه لا يعرف الصراط ” أي أن شخص ما له حق عن آخر أو شخص ظلم آخر فهو يقول له سوف أقتص منك عند الله وسوف نلتقي عند الصراط، فأبو سليمان يقول إن الشخص الذي يقول هذا لا يعرف حقيقة وهول وعظم الصراط، لأنه لو عرف الصراط لأحب ألا يتعلق بأحد ولا يتعلق به أحد، فقط يتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ينجيه، لو عرف الصراط حق المعرفة لأحب ألا يتعلق بأحد ولا يتعلق به أحد.
” ولا يسأل حميم حميما ” لا أحد يعول على آخر ولا يطمئن عليه، فهل لا يراه؟ كلا ” يبصرونهم ” أي يراه، أي يرى أحبائه والذين كان يتعلق بهم وهم فيما هم فيه من الكرب ولكن على الرغم من ذلك لا يبالي ” يبصرونهم “، ثم قال ” يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ.. ” أي أنه يريد أن ينجي نفسه وهو على أتم استعداد على أن يبيع كي يفدي نفسه، فهنا تدور الدائرة بالعكس أي من الأقرب الى الأبعد، فتنعكس الدائرة حين الفداء والبيع والتضحية من ” من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ” الى ” يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ” أي أنه يضحي بأعز ما لديه، لذلك الترتيب في الفرار، من البعيد الى القريب، عكس الترتيب في البيع والفداء ومحاولة النجاة. كما أنه أيضا يضيف ” يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاخبته وأخيه، وفصيلته التي تؤيه، ومن في الأرض جميعا ” رجاء شيء واحد فقط ” ثم ينجيه، كلا.. “.
هنا عبر الله سبحانه وتعالى بالصاحبة، لماذا هذا التعبير بالذات؟ ولماذا ليس بالزوجة؟ ومتى تكون الصاحبة زوجة ومتى لا تكون؟.
وصاحبته وبنيه وصاحبته وأخيه، الصاحبة، هذه الكلمة مشتقة من الصحبة والرفقة والملازمة، فإذاً الحديث هنا عن شخص يقضي رحلة في هذه الدنيا فيحتاج في لحظة ما إلى أن يصاحبه ويلازمه ويرافقه إلى انتهاء هذه الرحلة، الصحبة، ولذلك الصحبة ستكون امرأته وأوسع منها، كل من يصاحبهم ويرافقهم ويلازمونه فهم من صحبه، ولكنها درجات، وإنما اختصت اسم الصاحبة لأنها ألصق شخص به، فكلمة الصحبة تذكر بالرحلة، وتذكر بأن العلاقات علاقات مصاحبة، وهذه المصاحبة إما أن تكون بالخير أو لا تكون.
حسناً، كلمة المصاحبة.. ماذا تعكس؟ تعكس مفهوم الرحلة وأن الرحلة إلى انقضاء، ولذلك أياً كان شكل الرحلة فهي إلى انقضاء، قال أبو قتادة رضي الله عنه: مُر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه، في الناهية الإنسان له وصف من هاذين الوصفين، مستريح ومستراح منه، قيل يا رسول الله ما مستريح وما مستراح منه؟ قال: العبد المسلم يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب، في النهاية ما تصحبه هو واحد من هؤلاء، شخص لديه قدر من المعاناة فيريحه ربنا سبحانه وتعالى بالمفارقة، أو شخص هو سبب المعاناة فيريح ربنا سبحانه وتعالى منه بالمفارقة، ولذلك كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبن عمر، يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، وضع يده على كتفه، وقال: كن في الدنيا كأن غريب أو عابر سبيل، هي رحلة، هو يوصيه كيف يتعامل مع هذه الرحلة، فهو يريد أن يقول له كن خفيفاً، لا تتحمل من أثقالها بكثير عناء، كن في الدنيا كأنك غريب، هذه لها علاقة بشيئين، لها علاقة بالعلاقات ولها علاقة بالمتعلقات، شيئين، المتعلقات هي ما يحتاجه من متاع وكيف يتعامل مع الدنيا لأنه إذا كان غريباً ويأمل أن يعود إلى وطنه بعدما تنتهي حاجته من رحلته، لا يحتاج أن يفعل أشياء تجعله يستقر في هذه المحلة، فالأفضل له أن يؤجر شقة مثلاً عن أن يشتري، لأنه بسهوله يستطيع أن يتخلص منها، أو إذا اشتري لا يهتم بأعمال تشطيب شقته كثيراً باعتبار أن هذه الأشياء سيتركها فلا يحزن على أمواله التي أنفقها عليها.
الشيء الثاني: العلاقات، الغريب لديه قدر من الاستيحاش، دوائر علاقاته محدودة، لا يريد أن يوسع علاقاته لأن ذلك سيمثل له أعباءً هو في غنى عنها، فترة إقامته لا تحتاج كل هذا، وبعد ذلك قال له ما هو أصعب من ذلك، فالآن أنت تنتقل بالشخص بمرحلتين، تقول له كن هكذا ولو استطعت أن تكون هكذا فهذا سيكون أفضل، لأن الغريب لديه قدر من الإقامة، الغريب سيضطر أن يقيم إقامة مؤقته طالت أم قصرت، وهو لا يعلم متى ستنتهي هذه الرحلة، أما عابر السبيل فهو شخص مر على المكان، شخص مسافر وهو في استراحة على الطريق، لن يفعل أكثر من أنه سيبحث عن المرحاض ويتوضأ إن كان عليه صلاة ويأكل ويشرب، لن يفعل شيئاً آخر، فهذا لا يشغله جودة المكان ولا فخامته، فهو الآن يقول له أن الغريب له متعلقات ولو تستطيع أن تصل لما هو أكمل من ذلك فتقل تعلقاتك إلى هذا الحد فأنت السعيد، ولذلك انقسم أهل الجنة إلى مقربين وإلى أصحاب يمين، هؤلاء الأولون هم عابروا السبيل وهؤلاء الآخرون إنما هم الغرباء، قال صلى الله عليه وسلم: بدء الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء.
فهذا المفهوم يجعل الرحلة أسهل قليلاً، فالآن مادامت مصاحبة فالمطلوب مني هو أنني أقوم بالحق الذي على في حسن الصحبة، وهذا يجعلني استحمل قليلاً لو لم تكن الصحبة على الشكل الذي أتمناه وأرجوه، من أكبر أزماتنا أننا نعتقد أن الله تبارك وتعالى قد خلق جنة أرضية ولم يفعل، ولم يفعل، نحن نعتقد أن الله خلق جنة أرضية، فنحن نريد أن نعيش الجنة أو شوباً من الجنة أو حياة من الجنة في هذه الدار الدنيا ولم يكن هذا موجوداً ولن يكون، لم يخلق الله ذلك وإنما يأمل المؤمن أن يجد مستراحه تحت شجرة طوبى في جنة عدن، هذا هو مستراح الإنسان، إذا كان أمله أو رجاءه أو طلبه في غير ذلك وفي قبل ذلك فهو يطلب محالاً، قال الله تبارك وتعالى: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ثم لم يوصيه بحقه وإنما أوصاه الله بهذا الحق، لقمان يوصي ابنه بما يراه مصلحاً له في معاشه ومعاده لكنه لإخلاصه لابنه في النصيحة لم يوصيه بحق نفسه الذي جعله الله له، ولذلك جاءت كلمات الله لتكمل الفراغ في الوصية لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ثم بعد ذلك بقليل يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ وبين ذلك قال الله تبارك وتعالى وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ لم تكن في كلمات الأب وإنما أدخلها هنا الرب سبحانه وتعالى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ تذكير بأمر قديم قد نسي، القديم دائماً يُنسى، القديم دائماً يُنسى ، فانت تتذكر ما تعيشه الآن ولكنه يُذكر بشيء لم أكن أدركه قط لأنني لم أشعر به، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ولكن، ذكر هاهنا الصحبة وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا أما المسلك فقال وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فهنا حين يكونون أهلاً للشكر، للإيمان، لأداء الحقوق، قال أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس، لا يشكر الله من لا يشكر الناس، الشخص الذي سخره الله وجعله سبباً في أن يصل إليك إذا لم تكن شاكراً له فأنت عن شكر ربك الذي وهبك أبعد وأبعد، لا يشكر الله من لا يشكر الناس، إذا جحدت السبب فأنت لجحود المسبب سبحانه أحرى وأحرى، وإن لم يكونوا؟ قال فَلَا تُطِعْهُمَا سيسلك سبيل المنيب الراجع إلى الله ولكن وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وهذا ما نتكلم عنه، الصحبة علاقة محددة بمساحة زمنية، والمآل في الآخرة؟ المآل في الآخرة شيء آخر، ولذلك الصاحبة لكي تكتمل الصحبة في الآخرة يجب أن تكون زوجة، وهذا لن نتكلم فيه اليوم لأنه ربما يطول نوعاً ما فسنرجئه بإذن الله المرة القادمة، الصحبة والزوجية، هذا شيء وهذا شيء آخر، الصحبة العلاقة المؤقتة المحددة وما ينبغي فيها من حقوق، ما لك وما عليك، إن كانت صالحة فهو خير وإن كان غير ذلك فإنها إلى زوال، خرج أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه من الكوفة فشيعه أهلها ثم طلبوا منه الوصية قالوا: أوصنا، قال: بتقوي الله، أي أوصيكم بتقوى الله، قالوا: أوصنا، قال: بتقوي الله والصبر حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، قال: والصبر حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟، الصحبة بالحسنى في هذه الدنيا حق، من أولى الناس بهذا الحق؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك، لماذا؟ عادةً عطاء الأم يكون قديماً فإذا شب الرجل كانت حاجته إلى أبيه أعظم من حاجته إلى أمه، واعتماده على أبيه أعظم من اعتماد على امه، واستغناء أبوه عنه أعظم من استغناء أمه عنه، فهو يحتاج إلى أن يوصى بالوصية العظيمة بمن هو إليه أحوج ومن لا يستشعر حين يبلغ أشده أنه في حاجة إليه، كان وهو صغير إذا احتاج إلى شيء ذهب إلى أمه، نعم ربما أبوه يلاعبه فإذا احتاج إلى أن يطعم أو إلى أن يتخلص مما يطعم بكى وفزع إلى أمه، هذه الأشياء اختفت منذ فترة لكن لهم حقوق ولهم فاتورة يجب أن يدفعها الإنسان، لذلك ربنا سبحانه وتعالى يوصيه بما يحتاج أن يوصيه به، فحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال له ذلك وفهم الرجل المقصود، ولكن لماذا يعيد عليه؟ هو يؤكد الحجم والأهمية والمقدار.
فنحن الآن لدينا شيء يسمى الصحبة، علاقات تلازمك فترة من الوقت ولا تعرف متى تنقضي، قال الله تعالى وهو يقسم ماله بين عباده، المال مال الله يقسم الله ماله بين عباده فيعقب فيقول آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا من الذي سيورث من؟ من يبقى ومن يرحل؟ لا تعرف لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فالصحبة علاقة محددة لها حقوق تؤدى وقانونها الإحسان والصبر، الإحسان من العبد والصبر على ما لا يوائمه منِ من يصاحبه، واستيفاء الحق والشكر على الإحسان؟ إنما يكون من الله تعالى لعباده في الجنة، قال تعالى وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ثم وصف ثم قال هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ من العبد إِلَّا الْإِحْسَانُ من الله وليس العبد، هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ من العبد إِلَّا الْإِحْسَانُ من الرب سبحانه وتعالى.
الحظيرة إذا كان يشوبها الفوضى ويتناقر فيها الديكة، فحق على الدجاجة العاقلة أن تنتحي ببيضها جانباً وتترك هذه الفوضى وهذا الصخب وتقوم بالواجب عليها من رعاية هذا البيض وتدفئته حتى يأتيه أجله، أما أن تخرج أفراخاً فهذا ليس إليها، إنما الحياة هبة من الله، هي تقوم بالواجب عليها، أما أن يخرج من هذه البيضة فرخ فهذه حياة، ربنا هو الذي يهب الحياة ولا يملك العبد أن يهب الحياة لكنه يملك أن يؤدي حق الله تبارك وتعالى عليه، والذي يظن أن الدجاجة لا تفرق بين بيضها وبين بيض النعامة فهو أخرق، فهو أخرق.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا
، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين
اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِنا، وَتَرْحَمَنِا، وتتوب علينا، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍين.
اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك وحب عمل يبلغنا إلى حبك.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.