إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستتهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا، إنه من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هاد له، ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد
عود إلى حديث الوسواس
قلنا فى الجمعة الماضية نتحدث عن وسوسة الشيطان وذكرنا أن العبد المؤمن لا ينفك عن هذه الوسوسة وإنها ترد على العباد من وجهين إما فيما يتعلق بأمور العبادة إما فيما يتعلق بالإزو الحث على مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى وذكرنا أن الله سبحانه وتعالى قد اوصانا بأن نتعتصم ونتجه إليه سبحانه وتعالى فهو الحمى الذى يحمى الإنسان من كيد الشيطان ثم إنتهينا إلى ذكر ماينقطع به عن اللإنسان وسوسة الشيطان.
وذكرنا قول أبى بكر رضى الله عنه وكان هذا القول هو هنوان خطبتنا لآنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد لقد ذكرنا انه حينما – رضى الله عنه – بدأيبعث جيوشه إلى بلاد الشام جمع الروم حدهم وقوتهم لكى يقسموا جيوش الإسلام وهى كانت مفرقة فى 4 اجزاء وهو رضى الله عنه حينما ارسل جيوشه إلى الشام فرقها فى 4 انحاء و4 إتجاهات فجمع الروم جيوشهم وقوتهم ليواجهوا هذه الاجياش وهذه القوات الواحدة تلو الاخرى فيجتمعون فى جيش كبير وهذه الجيوش المفرقة ضعيفة حتى ولو إجتمعت ادنى من الجيش المجتمع إذ كان قوام جيش المسلمين من 30 إلى 40 الف، وكان الروم يزيدون عن 200 الف، فأمر أبو بكر رضى الله عنه جيوشه أن تجتمع فى محلة واحدة ثم بلغه إن الروم قد قالوا والله لنجبرن ابى بكر على أن يرسل جيوشه إلى بلاده فقال رضى الله عنه: ” والله لآنسين الروم وساوس الشيطان بخالدبن الوليد ” ، فأمره إن ينتقل من العراق إلى الشام فى 10000 جندي ويترك ابن حارثة فى العراق ب 10000 آلاف جندي.
ويستوقفنا ها هنا قبل الدخول فى قضية الوسوسة كيف كان أبو بكر رضى الله عنه يدير دولته فهو فى موقف صعب وخطير فهو يقاتل فى أن جيوش الفرس على قوتها وعلى خبرتها وعلى عدتها ويقاتل فى ذات الأن جيوش الروم الفرس على قوتها وعلى خبرتها وعلى عدتها فكان موقف عصيب لكنه كان فى بلاد الفرس يقاتل المشركين تباعا من مكان إلى مكان من مدينة إلى مدينة لكن لما أراد الوم على الساحة الأخرى أن يجعلوا صراعهم قتالآ فاصلا كى يقسموا المسلمين فى ضربة واحدة فاراد رضى الله عنه أن ينقل نقطة الثقل العسكرية لقوته إلى الشام لكى يواجه الروم فى هذه المعركة الفاصلة فإذا نصره الله سبحانه وتعالى حينئذ إنكسرت شوكتهم ولكنه لم يترك الساخة الاخرى مع الفرس وكنه ترك الباقى مع ابن حارثة ليناوش الفرس ريثما ينتهون من قتالهم الفاصل فى الشام لذلك نقل خالد بن الوليد ومن معه من القوة إلى الشام.
لماذا لم يكتف أبو بكر رضى الله عنه بقيادة عبيدة وهو من هو فى السبق والعلم والفضل والخبرة؟
هو رأى رضى الله عنه إن هذه المعركة الفاصلة تحتاج إلى ما يتمتع به خالد بن الوليد رضى الله عنه من حنكة وخبرة لذلك قال رضى الله عنه وهو ينقل خالد من ها هنا لها هنا لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد هو يريد إن يقول أننى حين ارسل خالد إلى الشام سوف يمثل هذا ضغط على الروم هذا الضغط سوف ينسيه ما يوسوس به الشيطان من وساوس فى قلوب الناس حينما تكون قلوبهم فى فراغ يعنى أن يشغلهم انشغالا تاما على أن يفكروا فى اى شىء كما ذكرنا فى خطبتنا حينما كنا نتحدث عن الانشغال والتفكير ذكرنا الإنسان وقضاء حاجته كيف إن حينما ترد عليه فى هذه اللحظة تسيطر على تفكيره وتشغله عن اى امر اخر ولذلك ذكرنا حين ئذ انه جاء فى وصف خالد رضى الله عنه انه لا ينان ولا ينيم قلنا لا ينام انه دائما متيقظ يرصد ما حوله يعد للأمر خطته يخرج دائما عن التقليدية فى النظر والمعالجة والإدارة والسياسة ولذلك هو دائما كان يملك زمام المبادرة ولذلك كان دائما يغير تفكير هم لذلك منشغلون دائما بمتابعة ما يفعل ومتابعة ما يجريه ولذلك لا ينيم اى لا ينيم أتباعه وبالتالى لا ينيم اعداؤه وأنه بسبب يقظته كان له فتح دمشق قلنا انهم قد حاصروها حصارا طويلا وأنه دخل عليهم فصل الشتاء والمدينة حصينة منيعة ومعهم من المؤن والعدد والطعام ما يكفيهم زمان طويلا وشتاء دمشق شتاء قارص لا يطيق المحاصر فى العراء إن يبقى قترة طويلة وذات يوم ولد للحاكم أو الامير مولود فصنع طعام وجمع الناس ليأكلوا فأكلوا وشربوا خمرا حتى تغافل الذين على الابواب من حراسها بسبب شربهم للخمر فادرك خالد رضى الله عنه ذلك فاقتحم احد الابواب ففتح المدينة برمتها.
فاذا ما يرشدنا أبو بكر إليه ويعلمنا إياه من خلال هذه الحكمة إن الفراغ الذى يعانى منه المرء هو السبب الاساس لسيطرة الشيطان على عقل الانسان فالدأب والجد والإنشغال والعمل أو بما يعترى الإنسان أحيانا من مصائب أو شدائد هذه بسبب أنها تشغله وتسيطر على تفكيره فهى إذا لا تدع مجالا لنزغات أو وساوس الشيطان أن تسيطر عليه فاذا محل الوسوسة هو القلب فإذا كان العبد منشغل قلبه مستجمع نفسه على امر من الأمور حينئذ لا ترد هذه الوسوة على قلبه لأنها لا تجد لها مكانا الذى يبقى فيه مساحة اوفراغ كى تهبط عليه هذه النزغات والساوس وإذا الفراغ وعدم الإنشغال والبطالة هى سبب اشاش لأنتشار الوساوس البطالة فى إصطلاحنا نحن وفيما درجنا عليه تطلق حينما لا يجد الإنسان عملا يقتات منه أو يكتسب فنحن نعنى بالبطالة إلا يجد الانسان عملا يكتسب منه وهى بلية ومصيبة إذ الإنسان يحتاج ضرورة للإنفاق وللإرتزاق وهذه البطالة تحدث اثار نفسية سيئة فى اى مجتمع لأنها تساعد أو تساهم على انتشار الرذائل والأخلاق الردية بل ربما تختلق العباد بسبب هذه البطالة وظائف تقوم على اساس هذه البطالة لذلك كان الشاعر يقول إن الشباب والفراغ اوجدا مفسدة للمرء اى مفسدة الصحة والوقت والمال هذا المفهوم عن البطالة هو شىء مفسد ولكن هذه ليست حقيقة البطالة هذه ممكن إن تسمى ندرة وظيفية اما البطالة ففى اصل اللغة حينما نقول بطل الشىء اى أنه ذهب ضياعا وخسرا لذلك تعريف البطالة فى اللغة هى أن يشتغل المرء بما لا يعود عليه بنفع لا فى دنياه ولا أخرته إذا البطالة تساوى الفراغ والتبطيل هو اتباع المرء للهو وللجاهلية ولذلك سمى الله سبحانه وتعالى مايقابل الحق باطلا ليه بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ
اسمه باطل لأنه ليس له حقيقة وليس له بقاء الشىء الباطل ليس له مكث ولا بقاء قوله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قيل فى تفسير البطلة السحرة لأن ما يأتون به باطل وانها تبطل سحرهم وقيل ولا تستطيعها البطلة اى لا يستطيعها المتكاسلون اى مش هيصبر على انه يقرأ أو يحفظ هذه السورة لما لها من طول إذا حقيقة البطالة هى كون المرء فارغا إذا التعطل الوظيفى مشكلة ولكنه ليس مبرر للبطالة البطالة هى الفراغ تضييع الانسان عمره فيما لا نفع له لا فى دنياه ولا فى اخرته صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس؛ الصحة، والفراغ.
مغبون تعنى فى البيع والشراء كون الانسان معه حاجة غالية اوى يبيعها بثمن رخيص فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول انها حاجات غالية اوى ولكن تضييع فيما لا فائدة منه ولا طائل فصحة الانسان من أعظم نعم ربنا سبحانه وتعالى عليه ووقت النسان كذلك ده عمره ده حياته استثماره الحقيقى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ.
أى إنسان هيسأل هذه السؤالات ولذلك سيدنا عمر كان يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأكره أن ارى احدكم سبهللا – فارغا – لا في عمل دنيا ولا في عمل آخره إذا يشتغل النسان بما ينفعه اما فى امر الدين أو امر معاشة ودنياه يذكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إني لأمقت الرجل أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
إذا التعطل الوظيفى هو مشكلة ولكنه ليس مبرر لبطالة قال الله تبارك وتعالى فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً وقت طويل تسبح فيه ربك تبارك وتعالى فاذا فرغت من عمل دنياك فاجتهد فى طاعة ربك تبارك وتعالى.
إذا ربنا سبحانه وتعالى وضع لنا الدواء الذى يقضى على هذه الافة الذى يفتح باب الوسواس الذى الذى يجعل للانسان فراغ قاتل لذلك استخدم ربنا سبحانه وتعالى تعبير النصب استخدام كل الطاقة حتى لا يبقى للنسان فى طاقته متبقى فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ فاذا انتهيت اجعل دعائك وطلبك إلى الله تبارك وتعالى إن يرزقك التوفيق إلى هذا العمل وإن يرزقك الاخلاص فيه ولذلك إذا اراد الانسان إن يعالج هذه النزغات إن ينزع من نفسه اثار هذه الوساوس فعليه إن يسلك هذا المسلك ولذلك منظومة القهوة عندنا محتاجة تتراجع المساحة الزمنية إلى كتير من الناس فى هذه الصورة لقتل الوقت فيما لا يعود على النسان بنفع لا فى امر الدنيا ولا فى اخرته عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَ, فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ.
فهو صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى ترك هذه المجالس حيث إنها تضييع الاوقات وفى نفس الوقت ربما يحمل الانسان اوزار قالوا مالنا بد حيث البيوت ضيقة ولابد إن نتقابل للمذاكرة وللمراجعة فقال, فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ هناك حد ادنى لا بد من مراعاته اولا غض البصر عن المحارم أو ملا ينفع الانسان النظر اليه من مراقبة الذاهب والجائى هذا فعل وذاك ثم رد السلام ثم كف الاذى وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وعن أبي طلحة زيد بن سهل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا قعوداً بالأفنية نتحدث فجاء رَسُول اللَّهِ فقام علينا فقال: ما لكم ولمجالس الصعدات! اجتنبوا مجالس الصعدات. فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس؛ قعدنا نتذاكر ونتحدث. – نتذاكر يعني يذكر بعضنا بعضاً بعظمة الله سبحانه وتعالى، ونتحدث فيما يعود عليهم بنفع فيما يتعلق بأمور الدنيا – قال: إما لا فأدوا حق الطريق: غض البصر ورد السلام وحسن الكلام.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد من غزوة المريسيع رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِى يَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِى يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ.
استخدام الرسول لفظ منتنة يدل على انها شىء خارج الدين وخارج الاسلام وهذه الكلمات المستعملة فى الاغاثة ُّيَا لَلأَنْصَار وُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ رغم إن المهاجرين هم منتركوا ورائهم ديارهم واموالهم ابتغاء مرضاة الله هى كلمات جاهلية رغم انها نشأت فى محض الاسلام وتمثل أعظم معانى الاسلام. لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ بينما الانصار هم من نصروا رسول الله الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ مفيش اسماء اعظم من هذه الاسماء حيث تعكس أعظم معانى التضحية لو كانت عصبية وهتقسم دعوى الاسلام النبى صلى الله عليه وسلم سماها دعوى الجاهلية وقال دعوها ثم بلغ الخبر عبد الله بن ابى بن سلول فقال فقال أوقد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما عدنا وجلاليب قريش إلا كما قيل ” سمن كلبك يأكلك ” أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل هو يقصد العز نفسه حيث له اهل وعشيرة والاذل والعياذ بالله رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في جمع من أصحابه منهم عمر بن الخطاب الذي أشار بقتل ابن أبي ولكن الرسول قال له: كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه؟ لا ولكن أذن بالرحيل وأمر الرسول بالرحيل لئلا ينشغل الناس بهذه الفتنة ويجد الشيطان سبيلا إلا قلوبهم وذلك في ساعة لم يكن الرسول يرتحل فيها.
فارتحل الناس فلقيه أسيد بن حضير فحياة وقال للنبي والله لقد رحت في ساعة منكرة ساعة حر مكنش بيمشى فيها فقال له رسول الله أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟ قال وأي صاحب يا رسول الله؟ قال عبد الله بن أبي قال: وما قال؟ قال الرسول زعم انه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال أسيد: فأنت يا رسول الله والله نخرجه منها إن شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال:يا رسول الله أرفق به فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه يري انك قد استلبته ملكه يبقى المشكلة فين هوه خلاص بيعملوله تاج هيلبسوه اياه فهو يحقد ويبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انه سيسلبه تاجه شى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم حتى أمسى ليلتهم حيث اصبح وصدر اليوم التالي حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياماً وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من عبد الله بن أبي وتابع الرسول سيره حتى عاد إلى المدينة.
وهذا شاهدنا حين اراد النبى صلى الله عليه وسلم إن يشغل الناس عن الكلام الكتير والرط عمل إيه مشى 24 ساعة محدش فيه نفس لاى حاجة حر مشيين بالليلو النهار اول ما قعدو ناموا يبقى اذن الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يعالج الفتن التى هى من الفراغ النبى صلى الله عليه وسلم عالجها بحل عملى تبحث للناس عن وظيفة حقيقية أو عن عمل ينفعهم أو عن شىء يشغلهم إذا انشغل الناس سواء بما ينفعهم أو امر مهم أو ملم احيانا يبقى من رحمة ربنا سبحانه وتعالى إن ينشغلوا بشىء من المحن أو البلايا ومن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم إن شغل الناس بالحركة لذلك كان الناس زمان بيقولو الحركة بركة وده فعلا حركة الانسان فيما ينفعه تعو عليه بالبركة يبقى إذا الفراغ شىء مفسد العلاج حرص الانسان على ما ينفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ترك الفراغ وترك البطالة وترك العراء سواء احنا فى ظرفنا الدنيوية متوفر ذلك ام لا فالانسان عليه إن ينشغل بما ينفعه ويقربه إلى الله تبارك وتعالى أو يسعى إلى اكتساب الرزق نْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَاضِي إِجَازَةً, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَحَلِّيَّ, يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ, يَقُولُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: قال جماع الخير في ثلاثة أشياء.. أولها إن لم تنفق مالك في مايُرضِي الله فلا تنفقه في مايسخطه, وإن لم تصحب الأخيار فلا تصحب الأشرار, وإن لم تمض نهارك فيما لك فلا تمض نهارك فيما عليك.
يبقى الواحد الأفضل إنه يصاحب الصحبة الطيبة التي تقربه من رحمة الله سبحانه وتعالى ” المرءُ على دين خَلِيلِه ” طب لو عجز عن فعل ده؟ على الأقل بقى مايصحبش صحبة سيئة تُرديه, طب الحاجة التانية المال إذا وفق فأنفقه فيما يرضي الله فهو خير طب لو مكنش الأقل يُبعده عن الإنفاق في الحرام اللي حيضره في الدنيا والآخرة, طب والتالتة إذا لم يمضي وقته في نهاره فيما يُقربه من الله على الأقل ما يُمضيش وقته فيما يُبعده عنه تبارك وتعالى. لذلك احنا كنا بنقول زمان إيه؟ نوم الظالم عبادة إذا كان بينام! يعني هو حينام عشان خاطر ميعكننش على حد وميعملش مشاكل بس لازم عشان يبقى عبادة لازم ينوي كف الأذى عن الناس.. فليكف أذاه عن الناس فإنه صدقة منه على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم.
آخر حاجة.. سأل الفضيل بن عياض رجل قال: كم أتت عليك من سنين؟ قال: ستون سنة.
قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى الله توشك أن تَبلُغ – قصده إن العمر بيخلص – فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. إذاً الأعمار اللي مضت دي بتقرب الإنسان من لقاء الله سبحانه وتعالى فستين سنة من عمر الإنسان كتير ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: أَعذَرَ اللهُ من الرجل أَمَدَ عُمرَه حتى بَلَغَ ستين سَنة. بعد ستين سنة أصل حيبقى له عذر في إيه؟! كل الشهوات مضت أوقاتها فبعد الستين إيه؟ لكن ستين – سن المعاش – دي مشكلة حنتكلم عليها بعدين لأن أصلا فكرة إن الإنسان يُحال للتقاعد ده حكم على الإنسان بالإعدام ده شيء أصلا مالوش أي معنى, محتاجين أصلا إن احنا نفكر فيه كتير لأنه بيدي الإنسان شعور هم بيقولوا له إنت كده عامل زي الخيل الحكومية اللي اتكهنت اتكل على الله! بيدي إحساس للإنسان إن هو لو مكنش عنده أعمال أو شواغل أو حاجات تانية بيمضي فيها حياته لأ هو على فكرة كده خلاص إنت كده عمرك انتهى – مش عارف الكلام ده جبناه منين – المهم, فهو عنده ستين سنة وهو بيقوله ستين سنة دي يعني إيه, احنا فكرتنا إيه عن ستين سنة؟ احنا كنا بنقول إيه زمان؟ سنة راحت بالسلامة وسنة جاية بابتسامة لأ الكلام ده غلط أصل راحت بالسلامة دي معناها إن مكنش فيها مصايب, ماشي بس عشان تبقى بالسلامة لازم فعلا ترافق الإنسان بالسلامة عند الله, يعني لما يُحاسب عليها عند ربنا سبحانه وتعالى فعلاً يصل للسلامة والأمن!
فالراجل طبعاً قال: إنا لله وإنا إليه راجعون – مصيبة دي طبعا –
قال: أتعلم ما تقول؟ قال: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون!
قال: أتعلم تفسيره؟ – يعني عارف الكلام اللي بتقوله ده معناه إيه؟ وديه المشكلة عندنا أول حاجة احنا مش فاهمين احنا بنقول إيه! وإيه مترتباته وإيه معانيه –
قال: وما تفسيره يا أبا علي؟ قال: تقول إنا لله أي أنا لله عبدٌ وأنا إلى الله راجع. فمن علم أنه لله عبد وأنه إلى الله راجع علم أنه بين يدي الله موقوف, ومن علم أنه موقوف علم أنه بين يدي الله مسؤل, ومن علم أنه مسؤل فليعد للسؤال جوابا.
قال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة. قال: وماهي؟ قال: أن تُحسِن فيما بقي يغفر لك ماقد مضى وما قد بقي, فإنك إن أسأت فيما بقي أُخِذت بما مضى وما بقي.
الموضوع بسيط.. الإنسان يمكنه أن يستدرك ما فاته بمجرد إقباله على الله سبحانه وتعالى, باب ربنا سبحانه وتعالى مفتوح للعباد دائما, باب التوبة مفتوح للعبد مالم يُغرغر مالم تبلغ الروح الحلقوم, ومفتوح للعباد كلهم حتى تطلع الشمس من مغربها, ويتوب الله سبحانه وتعالى على من تاب. الإنسان يمكنه أن يستدرك ما فاته بل إن الله سبحانه وتعالى قال أعظم من ذلك وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ما أعظم ربنا سبحانه وتعالى وما أكرمه السيئات نفسها اللي الإنسان عملها ربنا سبحانه وتعالى سوف يُحلها إلى حسنات إذا الإنسان أخلص وصدق في التوبة مع الله سبحانه وتعالى!! سبحانه وتعالى.. ما أعظمه من رب وما أعظمه من دين وما أعظمها من نعمة وما أعظمها من منة لو كانوا يعقلون!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. اللهم كن لنا ولا تكن علينا وأعنا ولا تعن علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وانصرنا على من بغى علينا..
اللهم اجعلنا لك ذكارين واجعلنا لك رهابين واجعلنا لك مطواعين إليك أواهين منيبين.. اللهم تقبل توبتنا وامحُ خطيئتنا وثبت قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين..
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم