Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

لا تحصوها

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا أما بعد..

عنوان خطبتنا اليوم ” لا تحصوها “

كنا في الجمعة الماضية والتي سبقتها نتحدث عن اختيار الله سبحانه وتعالى للعبد وكان حديث جمعتنا الماضية .. العبد بين العتب والإعتاب فكنا نتكلم عن هذه القضية الهامة وهذا المعنى الخطير الذي ينبغي على كل عبدٍ مؤمن أو كل عبدٍ أراد الله عز وجل به خيراً أن يعيا هذه الحقيقة وهي أن الله سبحانه وتعالى إنما يختار لعبده ما هو خيرٌ له في العاجل والآجل ما هو خيرٌ له في معاشه ومعاده ما هو خيرٌ له في الدنيا والآخرة أدرك ذلك أو لم يدرك. ..

رأى ذلك بعينه أو لم يره .. فإذا رآه .. لم يكن ثمّ إشكال .. أي أن الأمر الذي اختاره الله سبحانه وتعالى أو قدره أنا رأيت أو مدرك أو مقتنع أنه خير. .. هذا لم يكن فيه ثمّ مشكلة .. ولكن متى تظهر المشكلة .. لو أنني أظن أو أعتقد بنظري .. أن الذي اختاره الله سبحانه وتعالى الذي اختاره الله سبحانه وتعالى .. الذي ساقه الله سبحانه وتعالى إليَّ أن هذا ليس خيراً .. وحينئذٍ .. تظهر المشكلة فتكلمنا عن أن الإنسان الذي يعرف ربه عز وجل بحكمته ورحمته لا يتهم ربه عز وجل فيما يقدره أو فيما يقضيه أو فيما يختاره له .. وذكرنا أن الله سبحانه وتعالى حينما يعطي .. فهو يعطي ليكرم وينعم وحينما يحجب شيئاً من رزقه .. إنما يحجب ليكرم وينعم .. فهو سبحانه وتعالى يمنح لينعم وهو سبحانه وتعالى يمنع لينعم أيضاً .. وأن العبد إذا لم يعي هذه الحقيقة وهو أحوج ما يكون لهذه الحقيقة فإذنه ولابد يبقى ساخطاً على قدر ربه تبارك وتعالى غير راضٍ عن ربه سبحانه وتعالى فيما يختار له وحينئذٍ فهو يبعد من الإيمان بقدر ما يبعد

من الرضا بما يختاره الله تبارك وتعالى له..

وذكرنا لذلك أمثلة كيف أن الطفل الصغير حينما تعطيه دواءً مرّاً لا شفاء له إلا به .. يبقى ساخطاً عليك متهماً لك أنك إنما أردت أن تضره وتؤذيه .. بهذا الدواء المرّ أو بهذا الدواء الذي يؤلم .. وأنت في الحقيقة إنما أخترت له الخير كل الخير والصلاح كل الصلاح .. والبرّ كل البرّ ولكنه لمحدودية عقله وضعف إدراكه لا يستطيع أن يترجم هذه الحقائق على ما هي عليه ..

فإذا كبر هذا الطفل ونضج حينئذٍ يستطيع أن يدرك أو أن يترجم هذا الخير أو هذا الإحسان الذي كنت قد أحسنت إليه به وهو صغير .. وكذلك العبد مع ربه تبارك وتعالى في كثير من شأنه .. هو لضعف عقله ولمحدودية إدراكه .. يرى الخير النازل له من الله سبحانه وتعالى هو بذاته خير .. هو لا يراه خيراً .. ولذلك يبقى ساخطاً على ربه تبارك وتعالى .. والرب سبحانه وتعالى في علياءه ينظر لهذا العبد .. الذي ينظر إلى الخير وإلى النعمة وإلى الحكمة وإلى الرحمة على أنها شرٌ وبلاءٌ ونقمة. .. كما قال الله تبارك وتعالى فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ فهاهنا هذا العبد لا يحسن ترجمة ولا يحسن تفسير الأقدار التي لا تنطوي إلا على الخير والبر فإذا .. وصل العبد لهذا الإدراك أو لهذه المعرفة حينئذٍ استقامت علاقته بربه وحينئذٍ وحينئذٍ فقط طاب له أن يقول الحمد لله .. فإذا طاب له أن يقول الحمد لله حينئذٍ وحينئذٍ فقط أيضاً. .. تطيب له الحياة ..

فالإنسان لا تطيب له حياة حتى يستشعر معنى الحمد لله…

ولا يمكن للإنسان أن يستشعر أو يعي أو يعقل معنى الحمد لله إلا إذا أحسن ترجمة ما اختاره الله عز وجل له على وجهيّه سواء ما يبدو أنه خيرٌ أو ما يبدو أنه بخلاف ذلك. .. فالله سبحانه وتعالى لا يقضي ولا يقدر إلا الخير .. ليس في قضاءه ولا في قدره سبحانه وتعالى شرٌ .. ولكن هو الإنسان… ..

ولذلك كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يدعو .. فيقول ” اللهم رضني بقضاءك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ” ..

هو القضاء خير .. قال لصلى الله عليه وسلم ” الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ” فهو يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يشعره هذا المعنى وأن يرزقه حقيقة الرضا .. فإذن من أين يأتي الرضا ..؟

هذه نعمة يمن الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان حينما يعيى حينما يعقل وحينما يفهم .. ” اللهم رضني بقضاءك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ” ثم يقول عمر بن عبد العزيز ” فوالله ما برح بي هذا الدعاء حتى صرت وما لي في شيء من الأمور هوىً إلا في مواضع القضاء ” .. أي أنني بقيت أدعوا بهذا الدعاء أدعوا بهذا الدعاء أردد هذه الكلمات حتى رزقني الله سبحانه وتعالى خيرها .. فما برح بي هذا الدعاء حتى أصبحت أهواء النفس أو رغباتها تابعة لاختيار الله سبحانه وتعالى .. ” فأصحبت وما لي في شيء من الأمور هوىً – ليس هنالك رغبة – إلا في مواضع القضاء ” إلا فيما يختاره الله سبحانه وتعالى..

ولذلك ربما أحياناً الأمور على خلاف ما هي بها .. وهذا الكلام قد ذكرناه في الخطبة الماضية والتي سبقتها..

ومن جملة ذلك قول مالك بن دينار رحمه الله يقول ” : إن الله عز وجل إذا أحب عبداً انتفقصه دنياه وكفَّ عنه ضيعته وقال لا تبرح وقال لا تبرح من بيد يدي فهو متفرغ – أي القلب – لخدمة ربه عز وجل – رايح فين. .. ارجع هنا أحسن – وإذا أبغض عبداً – هو جالس في هذه الدائرة وليس من أهلها – دفع في نحره شيئاً من الدنيا .. وقال أعزب من بين يدي لا أراك بين يدي .. فهو مشغول القلب بأرض كذا وتجارة كذا .. ” ما الذي يريد أن يقوله ..؟ هو يريد أن يقول أن أحياناً الشيء يكون ظاهره نعمة لكنه في الحقيقة ليس كذلك .. والشيء يكون في ظاهره تضييق لكنه في الحقيقة ليس كذلك .. ربنا سبحانه وتعالى يريد لهذا العبد خيراً فيعينه على أنه يحقق ذلك ..

بما؟ بأنه يخفف عنه الشواغل فيُأتيه ما يكفيه .. ولا يُأتيه ما يطغيه .. يُأتيه قدر ما يحتاج ولا يعطيه فوق ما يحتاج ..

وإذن متى ينشأ الإشكال – كما قلنا – ..؟ إذا لم يحسن العبد ترجمة هذه الأقدار ..

أما حديث يومنا هذا .. فهو ينصب حول نعمة الرزق .. أن جزء كبير من مشكلة الإنسان في عدم الرضا عن إحسان الله سبحانه وتعالى .. أو عن هبته .. أو عن نعمته .. أنه ينظر إلى مفهوم النعمة والرزق مفهوماً ضيقاً ينحصر في المال وفي المال فقط .. وينسى قدراً عظيماً من الهبات والنعم قد غمره الله تبارك وتعالى به .. فيكون هذا العبج مغموراً في نعم الله لكنه لأنه لا يرى هذه النعم نعماً أو لا يذكر أنها نعم ولا يعد الرزق إلا في الأموال وفي الأموال فقط فإذا كان ليس مبسوطاً له في المال رأى أنه مسخوطاً عليه في القدر ومنقوصاً في الإنعام وفي الإحسان وفي الإكرام ..

فكثيراً ما يذكر الإنسان المال وينسى.. .. الصحة .. نعمة عظمى أنعم الله ز وجل عليه بها .. أين مرتبة الصحة من المال ..؟ قال صلى الله عليه وسلم ” نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ” قلنا مغبون تعني أنه لا يعطيها حقها .. بل يضيعها بما لا يعود عليه بطائل بل ربما فيما يضره في الآخرة .. فيفسد عليه دنياه وآخرته ..

معنا حديثٌ ينبه على نعمتين عظيمتين لا يقادر قدرهما ولا يفطن العبد عادة إليهما ” كُنَّا فِي مَجْلِسٍ – أي الصحابة – فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ – واخد دش وطالع – ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ – ما معنى طيب النفس .. أي أنه يبدو عليه أمرات الاستبشار والارتياح .. وجهه يبدو عليه أمرات الارتياح .. نرك طيب النفس أليس هذا هو الطبيعي؟ فإنك لما تقول لأحد اليوم أراك كذا فإذن هذا ليس منظر كل ساعة أراك عليها .. النبي صلى الله عليه وسلم هو أحسن حالاً وأقرب الناس إلى الله وأعظم الناس إيماناً .. فالمفترض أن يكون ذلك حاله دائماً، لكن مشاكل الناس والأعباء التي يتحملها صلى الله عليه وسلم تثقل كاهله ولذلك لما خرج في هذا اليوم يبدو عليه هذا الأثر .. الطيب والاستبشار قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ – قَالَ: نَعَمْ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى – فهم رأوه مظهره طيب ومستبشر أول ما جاء في عقولهم المال .. ما الذي يجلب راحة البال ..؟ ما الذي يأتي بالطمأنينة ..؟ ما الذي يجلب الثقة للإنسان؟ ما الذي يركن عليه فيشعر أنه مطمئن ..؟ المال..ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى – ومعنى أفاض أنه أكثروا فإذن هم قرنوا بين شكله صلى الله عليه وسلم الذي يدل على الراحة وما بين المال. .. هذا هو الإنسان .. عادي جداً .. – ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى – هذا التعبير .. لا بأس لماذا استعمل النبي صلى الله عليه وسلم استعمل هذا التعبير فقط .. فكلمة لا بأس تعني أنه إن شاء الله خيراً .. – يعني مش مشكلة .. يعني .. يمشي .. – لما؟ لأنه عادة ما يكون سبب فتنة ومقدمة لانحراف .. إلا إذا ربنا سبحانه وتعالى حفظ الإنسان – فقال لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى – فإذن لكي يكون هذا الغنى أمراً طيباً لابد أن يكون في أيدي المتقين لما؟ حتى لا يوظفه في أمرٍ تستجلب عليه سخط ربنا سبحانه وتعالى أو العقوبة في الآخرة – لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى – لو فضّلنا بين النعمتين فإذن نعمة الصحة على الإنسان أفضل من نعمة المال .. فلابد أن نضيف هذه على تلك حتى إذا ما حسب المرء نعم الله عليه .. ولذلك جعلنا عنوان الخطبة لا تحصوها .. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ وليس نعم وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ واحدة لَا تُحْصُوهَا لا يستطيع الإنسان أن يحصي ما في هذه النعمة الواحدة من الفضائل والإحسان والإكرام والمنَّ من الله تبارك وتعالى – وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى – أيضاً لابد من شرط التقوى لكي تكون خيراً ولذلك قلنا قبل ذلك .. أن ربنا سبحانه وتعالى ذكر بركات بتفتح بالنسبة للمال وذكر في الجانب الآخر أبواب بتفتح قلنا ما الفرق ما بين هذه وهذه ..؟ البركة .. هي الخير .. أن يكون هذا المال حسن مأتاه .. وحسن تصريفه .. والأخرى .. أبواب ..؟ هذه فتنة فقط .. الشكل الخارجي واحد .. هذا رزق وهذا رزق هذا مال وهذا مال .. ولكن هذا المال هنا فيه بركة والمال هنا باب الشر والفقتنة ولذلك ما الفرق بين ذاك وذاك .. التقوى وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ والأخرى فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ – وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيمِ ” هذه ليست في حسبان المرء ..

اي أن الإنسان ربنا سبحانه وتعالى يرزقه الهدوء .. أو راحة البال .. أي أنني لو وضعت رأسي على الوسادة أنام .. هذه لا تحسب .. لابد أن تحسب .. أن ربنا سبحانه وتعالى يرزق الإنسان الصحة فهو معافى في بدنه ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ, فَقَدّ حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ” النبي صلى الله عليه وسلم أن الدنيا ثلاث أمور الشعور بالآمان .. هذا أول أمر .. ثم ذكر السرب .. السرب ليس سرب الطائرات هو عش الطائر .. – هنالك علاقة بين الطائر والطيارة – لماذا قال السرب ..؟ السرب يعني أنها شقة ضيقة .. أي ليست متسعة .. لكنها ذات حائط مغلق .. فاضع رأسي فأنام مستشعراً الأمن في المكان هذا أمرٌ .. ومعافىً في بدنه .. فإذن أول أمر الأمن في السرب .. العافية في البدن .. قوت اليوم .. حتى أنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر مدخرات .. اليوم الذي أنا فيه مر. .. ذاك تمام الأمر. .. فالنبي صلى الله عليه وسلم فقد حيزت له الدنيا أي أننا لو جمعنا له الدينا التي تشاكلنا النبي صلى الله عليه وسلم قال أنها تلك الأمور الثلاث .. ثلاث احتياجات .. احتياج الأمن .. الأمن في المسكن هذا أمر .. الأمر الثاني العافية والصحة .. الأمر الثالث القوت .. الغذاء الأساسي الذي يقضي به الإنسان حياته .. ولذلك يوسف بن عبيد جاءه رجل يشكو إليه الفاقة .. ليس لديه مال. .. فقال أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم ..؟ أخذ منك عينيك وأعطيك مائة ألف؟؟ قال له لا .. قال فبيديك مائة ألف قال لا .. قال فبرجليك قال لا .. فمازال يعدد عليه نعم الله عليه .. ثم قال .. أرى عندك مائيين الألوف – مئات الألاف – وأنت تشكو الفاقة ..

نحن اليوم نستطيع أن نحسب ذلك بشكل أفضل شيئاً ما .. لأن هذه الأشياء في هذا الزمان لم تكن مقدرة .. لكن الآن هذه الأشياء تباع بالأموال .. فإذا مثلاً تم شاء كلية لنقلها .. كم ستكلفه .. أو لو أراد أن يزرع نخاع شوكي كم سيكلفه ..؟ أو ثلث فص كبد كم سيكلفه ..؟ وهذه الأشياء لو نجحت فغالباً لا تنجح .. سيغير شرياناً .. هذه الأشياء نحن نقدر أن نحسبها جيداً .. فلو حسبتها وقدرتها سيستشعر الواحد منا فضل الله عز وجل عليه .. ونعمته .. فالواحد منا إذا حدث له أي مشكلة بسيطة أي أمر بسيط .. شيء من الصداع .. حينئذٍ يدرك نعمة العافية .. هذه قد لا تستشعرها ..

هنالك أمر آخر قد لا تخطر على عقل العبد .. أن الله عز وجل قد وهب الإنسان عقلاً .. أعطاه عقل. .. أعطاه علم .. هذا لابد أن يحسبه الإنسان أيضاً ..

ولذلك أبو العلاء رحمه الله إن يقول .. ما رزق عبدٌ بعد الإسلام بنعمة أفضل عليه من عقلٍ صالح .. – دماغ كويسه – لما ..؟ لأن العقل نعمة تقود العبد إلى الخير .. ولذلك سفيان بن عيينه رحمه الله يقول من زيد في عقله نقص من رزقه .. هذا لم يحسب؟!! العقل والفهم والدراية والإدراك والعلم أليس تلك الأشياء نعم؟ أليس ذلك رزق ..؟ لابد أن نحسبه؟

ولذلك قيل لأحدهم ما بال العقلاء فقراء ..؟ قال لأن عقله محسوب عليه من رزقه .. وأنه إذا قيل له – أي لو أن هذا العاقل قاعد يضرب كفً بكف !! ويتسخط على حاله وعلى حظه وأن هذا الرجل الذي لا يدري أي شيء ولا يستطيع أم يفك الخط .. انظر إلى السيارة التي يمتلكها .. فهو يقول لو أننا أخذنا منك العقل والعلم وأعطيناك السيارة هلا رضيت ..؟ لا يرضى .. – ولذلك لو لم يفهم هذا الرزق .. تحدث المشاكل ..

لو لم يحسب المرء تلك على أنها نعمة وأن ذلك فضل وأن ذلك رزقٌ .. ولذلك القاضي الغساني كان يقول إن الفقيه هو الفقير .. وإنما راءُ الفقيرِ تجمعتْ أطرافها أي أن الفقيه يساوي الفقير هي هي نفس الكلمة لكن الراء في الفقير مفكوكة فلما لفّت أصبحت الهاء .. فهذا هو ذاك ..

ولذلك شعبة بن حجاج كان يقول .. إذا رأيت المحبرة في بيت رجلٍ فارحمه .. وإذا كان في كمك شيءٌ فأطعمه .. – أول ما ترى المحبرة في بيت أحد فاعلم أن ذلك مسكين فأعطف عليه لما؟؟ لمجرد وجود هذا العلام .. –

لو لم يفهم العبد تلك الأمور .. حينئذٍ تحدث المشاكل ..

كهذا الذي لم يدرك مثل تلك الأمور فأشكلت عليه الأمور..

كم عالم عالم .. ضاقت مذاهبه ..

وجاهل جاهل تراه مرزوقاً .. هذا الذي سير الأوهام حائرة وسير العالم النحرير زنديقا ..

ما الذي يقوله ..؟ هو لا يملك شيئاً فيقول كم عالم عالم يقصد نفسه – أعيت مذاهبه أو ضاقت – ذهب يمنة ويسرة حتى يأتي بالمال فلم يجد المال .. وجاهل جاهل .. تراه مرزوقاً .. فيقول أن ذلك الذي جعل المرء عقله تختلط بها الأمور وجعل العالم إلى زنديق .. والزنديق كافراً بالله – عياذاً بالله تعالى – فمشكلة هذا الرجل أنه لم يفهم فاعتبر ذلك غير سبيل الحكمة في التوزيع .. ألست عالماً؟ !! أليس العلم رزقاً ونعمة .. هل هذا الرجل كان حقيقة عالم ..؟ يستحق وصف العالم ..؟ فإن أقل درجات العلم أن الإنسان يدرك حكمة ربنا سبحانه وتعالى في خلقه وفي رزقه وفي عطاءه .. لكن المشكلة لما يكون الإنسان يفكر بعيداً عن هداية الله .. بعيداً عن نور الله سبحانه وتعالى حينئذٍ يضل عقله ويضيع فهمه .. ولذلك لابد الإنسان يكون قريب من النور الإلهي .. قريب من القرآن لما ..؟!

لأن القرآن هو الذي سيعطي الإنسان النور كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ سوف يدرك حينئذٍ حقيقة الأشياء .. سيدرك حينئذٍ مقدار فضل الله سبحانه وتعالى ومقدار نعم الله عليه ..

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ..

الحمد لله رب العالمين ..

ولذلك أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: من لم يرى نعمة الله عليه إلا في طعامه وشرابه – فقط لا يستطيع أن يترجم نعمة أخرى .. – فقد نقص علمه وحضر عذابه .. – الإنسان الذي لا يرى نعمة الله عز وجل عليه إلا في الماكل والمشرب فقط .. – فقد نقص علمه – هذه مفهومة .. ولكن ما معنى – وحضر عذابه ..؟ – لماذا حضر عذابه. ..؟ لأنه حينئذٍ بما أنه لا يدرك مدى عظمة نعمة الله عز وجل عليه ما الذي سيفعله ..؟ سوف يتسخط على قدر الله وبالتالي يستجلب على نفسه – عياذاً بالله – عذاب الله سبحانه وتعالى..

يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: جَاءَ ناسٌ فسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُمْ – أي من المال – ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى أَنْفَذَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: ” مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ ” وفي رواية ” مَا رُزِقَ عَبْدٌ رزقاً أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ” فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الصبر من أعظم الرزق الذي يرزق الله سبحانه وتعالى به إنسان .. لما؟؟ لأن هذا الصبر هو الذي سيكفل للإنسان الحياة الطيبة قال سيدنا عمر رضي الله عنه: إِنَّا وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبِرِ. أفضل الحياة !! بما؟! بأن الله سبحانه وتعالى يرزق الإنسان الصبر، يصبر على أوامر الله عز وجل فيلازمها وصبر عن المعاصي والمنكرات فيبتعد عنها ويصبر على الأقدار المؤلمة فيرضى ويسلم .. ” إِنَّا وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبِرِ ” فالنبي صلى الله عليه وسلم قال أنه ليس هنالك من سيرزق رزقاً أفضل عليه من نعمة الصبر ..

ولذلك عمر بن عبد العزيز كان يقول: ما أنعم الله على عبدٍ من نعمة فأنتزعها منه ثم عوضه مكانها الصبر إلا كان الذي أعطاه خيراً من الذي انتزعه منه لأن الله تعالى يقول إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ فهذه نعمة .. هلا حسبت ..؟ أم لا تحسب ..؟

فطالما أن – الشيت البنكي – هو الشيء الوحيد الذي يحسبه الإنسان سيظل دائماً في التسخط أو في عدم الرضا أو في عدم الإدراك دائرة النعم عظيمة. ..

أوسع من كل ذلك وأعظم من كل هذا.. .. الإسلام !! هذه أعظم نعمة وكثيراً ما ننساها هل هنالك نعمة أنعم الله عز وجل بها علينا أفضل من نعمة الإيمان والإسلام أعظم من الله سبحانه وتعالى ساقنا إليه أعظم من أن الله سبحانه وتعالى اختصنا من بين هؤلاء الناس بنعمة الإيمان ونعمة المعرفة لله .. نحن حينما نصلي ربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نقول اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هؤلاء هم أهل النعمة .. نحن نتكلم عن النعم وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ما هي أعظم نعمة؟ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ من الذين أنعم الله عليهم الذين أرشدهم الله تعالى فعرفوا الحق عرفوا طريق الحق وساروا فيه .. والمغضوب عليهم ..؟ علموا طريق الحق لكنهم لم يحبوه فتركوه .. والضالين؟ حيث التخبط .. لا يعرف شيئاً ..

فإذن صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ التي نقولها في كل ركعة من ركعات الصلاة .. ما الذي نتذكره؟ أن هذه أعظم منة وأعظم نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان .. فهل هذه النعمة هنالك ما يكافؤها؟ فلا قدر الله على أحد فسلب منه هذه النعمة هل هنالك شيء آخر يعوضها؟؟؟!!!

ولذلك ابن مسعود يقول: ” إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَسَمَ بَينَكُم أَخلاقَكُم كَما قسمَ بَيْنَكُم أَرزَاقَكُم، وإنَّ اللَّهَ تَعالى يُعطِي المَالَ مَن أَحَبَ ومَن لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الإيمانَ إِلَّا مَن يُحِبُ.

فإذن عطاء المال هذا عام .. كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ هذا متاح موجود .. لكن ما هي النعمة الحقيقة الي يختص الله عز وجل بها الذين يحبهم .. والذين يحبهم فقط؟؟ !!

الإيمان.. .. قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ هذا العهد .. عهد الإيمان عهد الإمامة في الدين لا ينال الظالمين .. لا يصل إليهم .. لا يتجاوز الصالحين إلى الظالمين .. لا !!

وبعدها .. بشيء بسيط حين أدرك سيدنا إبراهيم أن هذه النعمة لا يستحقها كل الناس…ما الذي قاله؟ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ هو أدرك الآن أن هذه النعمة لمن؟ وأن هذا العهد لا ينال الظالمين !! فقال لربنا سبحانه وتعالى وارزق أهلها من الثمرات .. كلهم؟ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ هذه أعطيها لأي أحد .. قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

فإذن النعمة الأولى التي ذكرها ربنا تبارك وتعالى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ والثانية؟ الثانية متاحة ليست هذه هي الفضيلة وليست هذه هي النعمة الحقيقية هذه مجرد ابتلاء لكن النعمة حق النعمة أن ربنا سبحانه وتعالى يرزق العبد نعمة الإيمان ونعمة المعرفة ونعمة الدنو والقرب من جناب الله سبحانه وتعالى ” يُعْطِي الإيمانَ إِلَّا مَن يُحِبُ ” فإذن هذه النعمة ألا تستوجب الشكر ..؟ إلا تستوجب من العبد أن يحمد الله تبارك وتعالى؟

فإذن خلاصة الذي قلناه اليوم .. أمرين ..

الأمر الأول .. ألا يتهم الإنسان ربه سبحانه وتعالى في عطاءه ولا في نعمه ..

الأمر الثاني .. أن علينا أن ندرك مقدار سعة رحمة الله .. مقدار نعمة ربنا سبحانه وتعالى علينا .. ولذلك أعظم نعمة ربنا سبحانه وتعالى ينعم بها على الإنسان ما هي ..؟ أعظم النعم كلها .. أن الإنسان يشعر بالنعم .. أعظم من أي نعمة أن الإنسان يدرك أن هنالك نعمة أن الإنسان يشعر أنه هنالك نعمة – أو أنه في نعمة – وحينئذٍ يحمد الله سبحانه وتعالى وهو يستشعر معنى الحمد .. فأعظم نعمة على الإنسان أن يحس بالنعمة قال تعالى وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا وماذا بعد ذلك إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وبعدها وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ فإذن ربنا سبحانه وتعالى ذكر نعمه وأن النعمة الواحدة الإنسان لا يحصي قدرها .. وإذن فما الذي نفعله إزاء النعم ..؟ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ هذا هو موقفنا من النعم .. ما معنى الظلم أن أوظفها في غير محلها أن ابتعد بها عن الله .. هذا هو الظلم فما الكفار إذن ..؟ ناسي أو جاهد الفضل والنعمة ..

فما إزاء أنني ظلوم وكفار ما يكون الله عز وجل معي..؟! وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وهذه أيضاً من أعظم النعم أن ربنا سبحانه وتعالى يقابل الظلم مني والكفر للنعمة مني بأنه دائماً سبحانه وتعالى يعاملني بالمغفرة والرحمة فإذا كنت أنا ظلومٌ كفار .. فالله سبحانه وتعالى يذكرني دائماً أن بابه مفتوحٌ للتوبة والعودة والأوبة .. فهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم قال تعالى وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ هذا عطاء وهذه نعمة فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.

متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا, واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, واجعل الجنة هي دارنا.

اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا.

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القسط في الفقر والغنى، ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك نعيماً لا ينفذ، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.

اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.