إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ذاق طعم الإيمان، يخبر صلى الله عليه وسلم أن للإيمان طعماً يذاق ولا يكون ذوقه إلا لمن عيّنهم صلى الله عليه وسلم.
تحدثنا عن ذوق العذاب الذي هو لا محالة واصل إلى كل من لم يذق طعم الإيمان، ذاق طعم الإيمان من رضي، ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، فذوق طعم الإيمان ووجدان حلاوة الإيمان إنما هو قرين الرضا وقرين الحب كذلك، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار، وشتان ما بين ذوق وذوق، أناس يذوقون حلاوة الإيمان وأناس يذوقون مرارة العصيان، ومن لم يذق حلاوة الإيمان ذاق بالضرورة مرارة العصيان ولا بد، وإنما يختار المرء لنفسه، الإيمان هو القيمة الكبرى والنعمة العظمة في هذه الحياة، جعله الله تبارك وتعالى هو الأمانة الكبرى ولكونه أمانة عظمى أخبر سبحانه وتعالى أن المخلوقات العظيمة من خلقه تبارك وتعالى تناءت وتراجعت عن أن تحمل هذه الأمانة الكبرى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ولكنه استخف بحقها لأنه كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، غار الله سبحانه وتعالى عليه أن ينسب إليه من ليس من أهله أو أن يدخل فيه من ليس منه، قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا أما الإيمان فشأن آخر، وقمة عليا، يرتقي إليها العبد بعد جهد ونأي، ذاق طعم الإيمان، إذاً الذين قالوا أسلمنا لم يكونوا من أهل هذا الذوق ولم يكونوا من أهل هذا الوجدان وإن كانوا من أهل الإسلام والعبادة، قال تعالى وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا هم قد أسلموا وقاموا بشرط الإسلام من الطاعة ومن العبادة وهذه الطاعة يؤتيهم الله تبارك وتعالى أجرها ويعطيهم ثوابها، أما الإيمان فشيء آخر، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وقلنا مراراً أن لما هي للشيء الذي يرتجى، قلنا قبل حينما تقول إن فلاناً لم يأت، غير أن تقول إن فلاناً لما يأت، لم يأت أي أنه لم يحضر بعد وأنا لا أعلم أيأتي أم لا، ولكن حينما تقول فلاناً لما يأت فالمتوقع أو مرتجى أو منتظر أن يحضر، ولكن هل سيأتي وحده؟ إنما يأتي مع المحبة والرضا فقد يعيش الإنسان عمره في ظل الإسلام ممارسة ولا يعيش أبداً في ظل الإيمان وجداً ومحبة، يعيش مسلماً ويموت مسلماً لكنه قط لم يعش مؤمناً، لكنه قط لم يعش مؤمناً، ما ذاق له لذة ولا وجد له حلاوة.
إذا تلبس المرء بصورة الإسلام ولم يعش حقيقة الإيمان كيف يكون حاله؟ ألا يكون الإسلام بالنسبة إليه عبءًا وثقلاً؟، واجبات تؤدى وأعمال ينوء بها كاهله ولا يجد في قلبه لها أثرا، ولا يكون في وجدانه لها من حلاوة.
أول الإيمان أن تؤمن بالإيمان، أول الإيمان أن تؤمن بالإيمان، قال تعالى وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ أول الإيمان أن تؤمن بالإيمان، ما معنى أن تؤمن بالإيمان؟ تؤمن بقيمته، وتؤمن بعظمته، وتؤمن أن في الإيمان ما ترجو وما تصبو إليه، لماذا يبحث الإنسان عن السعادة بعيداً عن الإيمان؟ لأنه يعتقد أنها لا توجد في هذا المحل وهو حريص على سعادته، حريص على لذته حريص على وجدان هذا الذوق وهذه الحلاوة، فهو يبحث عنها بكل سبيل، إذاً إنه لم يؤمن بالإيمان، أولاً يؤمن الإنسان بالإيمان، يتيقن أن ما يبحث عنه هو بين يديه، وهذا نجده كثيراً في الحياة، أن ما يطمح إليه الإنسان ويرجوه أقرب ما يكون إليه وهو يبحث في أماكن بعيدة جداً، وهو أدنى شيء إليه، ولذلك حينما يقول القائل: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أن أهل الدنيا اتبعوا طريق الملذات والشهوات والبحث عن العظمة وعن المال وعن السلطة وعن القوة طلباً لنيل لذة نفسية، لأن هذه الأشياء ليست لها قيمة في نفسها بل بالآثار التي يجدها الإنسان في نفسه، فلماذا يتبع الإنسان الشهوة؟ من أجل اللذة، لماذا يبحث عن القوة؟ من أجل الإحساس الذي سيستشعره حين يحس بالقوة والتمكن والسيطرة والاستعباد للعباد، يتعاظم في نفسه، هو يبحث عن شيء هذا الشيء في نفسه، هذه الأشياء كلها هي صور وفي النهاية هو يبحث عن حالة معينة بداخله، فهو يقول أن هؤلاء الناس قد عاشوا وخرجوا وسعادة الدنيا الحقيقية لم يمروا عليها لماذا؟ لأنهم لم يسلكوا سبيلها قط، وهم يسألوه ويقولون: وما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة الله ومحبة الله وذكره والإقبال عليه والإعراض عما سواه، هذا الكلام هل من الممكن أن يقال من غير منطلق تجربة؟ هل يمكن أن يقال بدون إحساس؟ كل إنسان يتكلم هو يتكلم عن ما يشعر به وما يعيشه.
وذكرنا منذ مدة عن أربعة رجال خرجوا من العراق إلى الإسكندرية، حينما كانت تصلح أن يهاجر الناس إليها، أما اليوم فلا تصلح إلا أن يهجرها الناس، فمروا على نهر الأردن فجلسوا يستريحون، فهم ذاهبون على أقدامهم، فأخرج أحد منهم بعضاً من كسرات الخبز اليابسة وتناولها ثم قام أحدهم وتوجه نحو النهر حتى بلغ الماء إلى ساقيه، ثم تناول الماء بيديه فسمى الله ثم شرب ثم خرج فاستلقى ثم قال: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم وطيب العيش لجالدونا عليه بالسيوف، ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أن هؤلاء الناس أيضاً يبحثون عن شيء، نفس الفكرة، هم يبحثون عن شيء، ولكنهم لم يقربوا من هذا الطريق لأنهم لا يرون فيه مبتغاهم، فهو يقول أنهم لو أدركوا أن ما يبحثون عنه حقيقته هنا ولا يستطيعون أن يصلوا إليه إلا أن يحاربونا فيدفعونا ويأخذوه منا، وهذه هي عظمة الإيمان وعظمة طريق الآخرة أنه يتسع للجميع أما الدنيا فلا، أما الدنيا فلا، قال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ الدنيا ضيقة ولابد فيها من الصراع أما الصراط المستقيم فهو طريق رحبٌ واسعٌ لاحمٌ يتسع للجميع، لا تحتاج أن تزاحم أحداً فيه أو تتعارك معه أو يأخذ منك حقك أو تأخذ منه حقه، فهم سيجالدوهم؛ وهذا تمثيل فقط، لكنهم في الحقيقة لن يحتاجوا أن يتشاجروا معهم؛ لأن هذا يسع هؤلاء ويسع هؤلاء ويسع كل الناس.
فأجابه صاحبه، قال: يا أبا اسحق طلب القوم الراحة والنعيم، طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم؛ فالغاية واحدة والسبل شتى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى لكن غاية الجميع واحدة؛ طلب القوم الراحة والنعيم وأنت تطلبه كذلك، فكلنا يطلب ذات المطلب؛ طلب القوم الراحة والنعيم، ولكن أخطأوا الطريق المستقيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
فأول الإيمان أن تؤمن بالإيمان؛ أن تصدق بالإيمان، ثم أن تعاين آثار الإيمان، أيقنت أن ما تبحث عنه هاهنا، هذا أولًا ولابد أن يكون يقينًا، فنحن لدينا معرفة ولكنها لماذا لا تحركنا؟ لأنها لا ترقى لمستوى الإيمان، نحن لم نؤمن بالإيمان، لئلا نتيه، المشكلة هنا، المشكلة هنا، لئلا نضيع عمرنا على الفراغ، أو نضيع الباقي من عمرنا على الفراغ؛ نحن لم نؤمن بالإيمان.
رقم أن نعاين أثر الإيمان؛ نراه، تراه في صورة شخص يعيشه أو شخص عاشه،، من أكبر مشاكلنا أننا لم نؤمن به ولم نرى أحدًا يعيشه، ولذلك لماذا ربنا سبحانه وتعالى قصّ علينا في الكتاب؟ لأننا محتاجين نرى شكل الإيمان، أثر الإيمان؛ نلمس أثر الإيمان، وقلنا قبل ذلك مرارًا عن الرجل العاقل الذي كان يعتزل أقرانه ليرافق كتابه ” ابن المبارك ” وهو يخرج من المسجد بعد صلاة العصر ليجالس الصحابة والتابعين، هو لماذا يفعل ذلك؟ وقلنا أن هذا التعبير لابد أن ننتبه إليه، لذلك هم استغربوا؛ قالوا: أنى لك بالصحابة والتابعين؛ هؤلاء الناس ماتوا أصلًا، هؤلاء الناس ماتوا ولم نرهم ولكنه يبحث عن آثارهم، فماذا سيفعل بها؟ ماذا سيفعل بها؟ لكي يرسخ في قلبه حقيقة الإيمان. قال: أنظر في كتبي فأطالع سيرهم وأحوالهم، فهو لماذا يفعل ذلك؟ فإذا أنت لم تجد في الواقع الذي تعيشه هذا النموذج؛ فابحث عنه ستجده، ولكنك ستبذل مجهود أكبر لأنك محتاج أن تستحضره وتستحييه، فأنت تريد أن تحول الكلمات أو تحول الكتاب إلى حقيقة تراها، ربنا سبحانه وتعالى يقول لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هل انقضت وانقطعت؟ لو انقضت وانقطعت فهذا خطاب لجيل الصحابة وفقط، لمن عاينوه شحمًا ولحمًا ودمًا، ولو ربنا يكلمنا كلنا، إذًا هو موجود، ونستطيع أن نستحييه، ونستطيع أن نتعلم منه ونقتدي به، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا وقلنا قبل ذلك أن هذا خاص بعد عام، ما معنى ذلك؟
ربنا يقول وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ هذا واجب، ولكن من الذي لابد أن يذهب؟ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فهذا هو الواجب العام، والذي سينفذه من عنده إمكانية أن ينفذه، ومن لم يستطع؛ هو يبقى على نيته وعلى شوقه حتى يرزقه الله ذلك أو يقبضه رضيًا عنه، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هذا هو الواجب، لكن من الذي سيأتسي؟ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ واستعان على ذلك وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا هو قدوة موجودة ومنصوبة، ولكن من الذي سيستطيع أن يسير خلفها، من يريد هذه السكة، فلو أنا أريد سكة أخرى فلماذا سأسير خلفه، فأنا لا أريد هذه السكة، أنا أصلًا لا أريد أن أذهب إلى هذا الطريق، فمن الذي سيسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ من كان يرجو الله ولقاء الله، فمن يرجو أشياء أخرى سيقتدي بشخص أخر، وهذا طبيعي لأنه ليس هذا الذي يريد أن يصل إليه، لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ هذه الغاية، ويستعين على ذلك بماذا؟ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا حينئذٍ يصلح أن يكون ممن يقتدي ويأتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا اكتمل هذا اليقين حينئذٍ أصبح الإنسان مهيّأً ومؤهلًا أن يحاول أن يمد يده لهذا الإيمان فيتذوق منه، وقبل ذلك لن يستطيع، قبل ذلك لن يستطيع، فأولًا يؤمن بالإيمان وبعد ذلك يعاين حقيقة الإيمان، حينئذٍ يصلح؛ يصلح أن يأخذ خطوة تجاه تذوق طعم الإيمان فنحن ما الواجب علينا، أول شيء نؤمن بالإيمان، تصدق فعلًا، تؤمن فعليًّا، أن هذه هي القيمة وهذه هي الحقيقة، وهذه هي العظمة وهذا هو ما نبحث عنه، ونرى أثره على الناس الذين عاشوه، فما الفرق بين الحقيقة وبين الخيال، بين الواقع وبين الأسطورة، هذا الكلام هل يعمل فعلًا أم لا يعمل؟ يفعل شيئًا أم لا يفعل؟ هل يؤثر فعلًا أم لا يؤثر، ونحن لماذا معرضون عنه؟ فنحن لسنا أغبياء، لأن ممارساتنا وسلوكياتنا، ومسالكنا الدنيوية تقول أننا واعيين ولا يوجد من هو غير منتبه، فلماذا نحن زاهدون في هذا؟ لأننا لا نرى أو غير مؤمنين أن ما نبحث عنه ونسعى إليه ومحتاجينه موجود هنا، لابد أن نتعامل بصدق مع أنفسنا، نحن أناس منطقيين، إذا وجدت سلوكنا غير منطقي فلابد أن يوجد خلل في المنظومة الفكرية، لابد هكذا، المقدمات تؤدي إلى نتائج، نحن لدينا مقدمات معيّنة تؤدي إلى نتائج مغايرة لها، وهذا لا يصلح أن يكون موجودًا، فهذه المقدمات ليست مقدمات صحيحة، نحن غير مؤمنين بها، نحن في الحقيقة مؤمنون بأشياء أخرى، هذه الأشياء الأخرى هي التي موجودة في الحياة، فأنا أقول كلامًا وأعيش كلامًا آخر، فالذي أنا مؤمن به حقيقة هو الذي أعيشه وليس الذي أقوله، الذي أعيشه، لكي أضيّق هذه الفجوة ونصنع هذه المطابقة فلابد أن أؤمن بما أقوله لكي أكون مهيئًا لكي أعيش ما أقوله، وبعد ذلك نرى فنصدق، نرى فنصدق أنه يفعل ويؤثر وينتج، نحن في بيئة لا إنسانية، نحن لسنا متخيّلين كم دمّر الغرب حياة العالم، ليست حياة الغرب فقط، الغرب دمّر حياة العالم؛ لأنه عندما صنع ثورة الماكينات؛ قد حوّل الناس إلى ماكينات، هو لغى الإنسانية في الإنسان، لغى الآدمية في الآدمي، كل شيء هكذا، حتى تفكير الإنسان في السعادة أو المتعة كله مادي، كله عبر الإحصائيات، الإنسان يستطيع – الإنسان عمومًا أيًّا كانت ملته – يستطيع أن يكمل هذا إلى متى؟، فهذا أتى بآخره، أتى بآخره، ونحن نُدمّر، كلنا نُدمّر، كلنا نُدمّر، لا يغرّك أنها تمشي بالقصور الذاتي، فهي لم يصبح بها ما يدفعها، هي ستقف، ولما ستقف كلنا سنضيع، الناس محتاجة لله، ومحتاجة الإيمان، لأنها لا تستطيع أن تتجاهل الإله ولا الرب، ولا تتجاهل الإيمان، ولا تستطيع أن تستغنى عنه، وهذه الفطرة التي في قلب الإنسان لا يستطيع أن يلغيها، لا يستطيع أن يلغيها، يغطيها لفترة، لكنه لا يستطيع أن يلغيها، وللأسف للأسف، نحن، نحن بمظهرنا هذا نحن المنوط بنا أن نقدم الهداية والإيمان والسعادة للعالمين، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ لا نصلح أن نكون نحن خير أمة، فمظهرنا لا يطابق ذلك أبدًا، مظهرنا لا يطابق ذلك أبدًا، إذا كنا نحن المنوط بنا أن نحمل الرسالة ومظهرنا هكذا، فماذا هو شكل الناس الآخرون؟ مؤكد لن يكونوا أفضل؛ كأخلاقيات، كقيم، كمبادئ، إذا كان المسلم هذا هو شكله، فأكيد غير المسلم أسوأ يقينًا، فكيف يكون غير هذا،، فإذا كان هذه صورة الإيمان فماذا ستكون صورة الكفر.
حتى متى وإلى متى؟ إلام سنظل هكذا؟ حتى متى وإلى متى؟ أول خطوة؛ عليك أن تؤمن بالإيمان، صدّق ما تقول، أوّلًا صدّق ما تقوله، وانظر إلى الناس التي صدّقت ما تقوله كيف كانت تعيش، لكي تتأكد أن ما تبحث عنه أنه موجود مع الله، ليس بعيدًا عن الله، موجود مع الله وليس بعيدًا عن الله، لابد أن يقف هذا، لابد أن يكون ما نحن فيه له آخر، وإلا فهذا خسران الدنيا والآخرة، خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ هذا هو حقيقة الخسران، خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ.
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم