إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
تلاعبت بها الرياح فألقتها الى ساحل من السواحل فتركها أهلها ليستريحوا ويستروحوا، وبينما هم يطوفون في الأرض التي قد حلوا فيها، إذا هم برجل في عبادة وعكوف ولكنه لا يعبد الله رب العالمين، فتعجب هؤلاء من حاله وقالوا له مشيرين الى بطلان ما يفعل والى فساد ما يتوجه، قالوا: ” إن معنا من يستطيع أن يصنع إلاها كإلاهك هذا ” فقال الرجل متسائلا: ” وأنتم، من تعبدون؟ ” ويكأن العبد من حيث هو عبد لابد له من عبادة ولابد له من توجه ولابد له من تعلق إما يعبد الله وإما أن يعبد غيره وإن ظن خلاف ذلك، قال الله تبارك وتعالى: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ربما يعبد نفسه وربما يعبد ماله، قال صلى الله عليه وسلم: ” تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم ” وربما يعبد وضعه الإجتماعي ومظهره الذي يتباهى به فيمن حوله ” تعس عبدالقطيفة، تعس عبد الخميصة ” ، وكل هؤلاء في النهاية يعبد الشيطان، قال الله تبارك وتعالى:أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
فكل عبد هو عابد لا محالة وإن ظهر بمظهر المستكبر عن العبادة، فهو عبد بلا شك.
قال: ” فما تعبدون؟ ” قالوا: ” نعبد الله ” قال: ” فما الله؟ ” قالوا: ” الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي الأحياء والأموات قضاؤه ” ، الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي الأحياء والأموات قضاؤه.
قال: ” وكيف علمتم به؟ كيف اهتديتم اليه؟ كيف وصلتم الى ربكم؟ ” قالوا: ” أرسل إلينا الملك سبحانه وتعالى رسولا كريما فهدانا إليه ” ،لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، قال: ” فما فعل الرسول؟ ” قالوا: ” لما أدى رسالته قبضه الله ” قال: ” فهل ترك فيكم علامة؟ آية وشيئا تهتدون به؟ ” قالوا: ” نعم، ترك لنا كتاب الملك ” ، ترك لنا كتاب الملك، قال: ” فأروني هذا الكتاب، فإنه ينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا ” قال: ” فإنه ينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا ” ، كلمات الله ينبغي أن تكون غاية في العظمة وغاية في الكمال وغاية في الحسن وبهذا يميز العبد بين كلمات الله وبين كلمات غيره، كما قلنا قبل كما أن الله تبارك وتعالى الخالق لا يلتبس في صفاته بمخلوق فكذلك كلمات الخالق لا يمكن ولا يتخيل ولا يتصور أن تشتبه علينا بكلمات الخلق وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ
قالوا: ” فأعطيناه مصحفا ” قال: ” ما أعرف هذا ” لا أستطيع القراءة، قالوا: ” فقرأنا عليه سورة، فجعل يبكي ونقرأ حتى ختمنا السورة ” فقال: ” إنه لا ينبغي لمن قال هذه الكلمات أن يعصى ” ” إنه لا ينبغي لمن قال هذه الكلمات أن يعصى “
إنه لا ينبغي لمن قال هذه الكلمات أن يعصى، فأسلم، إنه لا ينبغي لمن قال هذه الكلمات أن يعصى، وبالتالي فأسلم، لا مدعاة ولا معناً ولا مبرر للتلكؤ إذا تبين للإنسان رشده، إذا تميز عنده الحق من الباطل، إذا تجلت له الحقائق، فعلام يتلكأ؟ قال تعالى وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، ثم حملوه في مركبهم وعلموه شرائع الإسلام وبعض سور من كتاب الله، ثم دخل الليل فأووا ليناموا فتسائل..قال: يا قوم هذا الإله الذي دللتموني عليه إذا جن عليه الليل ينام؟ قالوا: لا، قالوا: لا يا عبد الله إنه عظيم قيوم لا ينام، قالوا: إنه عظيم قيوم لا ينام، قال: فبئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام، فخاصة العبد أن يكون خادماً لمولاه ما بقي مولاه متيقظاً فهو متيقظ لعله يطلب منه شيئاً أو يأمره بأمر، فإذا نام مولاه وجب عليه أن يكون بين النائم واليقظان لكي ينتبه سريعاً إذا أنبهه، لكننا نعبد إلهاً يكلئنا ولا نكلأه، يحفظنا ولا نحفظه، يعطينا ولا نعطيه، يرزقنا ولا نرزقه، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، ” يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، فأعجبهم كلامه، ثم أتوا على مدينة من المدن فاجتمعوا على أن يجمعوا له مالاً ليعطوه إياه وقد أحسنوا، وقد أحسنوا، فإنه ليس له محل للاكتساب وهو حديث عهد بدين يحل بمدينة لا قريب له فيها ولا حميم، قجمعوا مالاً ليعطوه إياه، فقال: ما هذا؟ قالوا: دراهم تنفقها، أنت تحتاج إلى المال، قال: يا هؤلاء قد دللتموني على طريق ما سلكتموها، قال: يا هؤلاء قد دللتموني على طريق ما سلكتموها، قد كنت في جزيرة من جزائر البحر أعبد غيره فلم يضيعني أفيضيعني وأنا أعبده؟ قد كنت في جزيرة من جزائر البحر أعبد غيره فلم يضيعني أيضيعني وأنا أعبده؟، ثم لم يلبث إلا قليلاً حتى وافته منيته، فقيل له إنه في النزع فأتوه فقالوا: ألك حاجة؟ أهناك شيء تريدنا أن نفعله من أجلك؟ فقال: قد قضى حوائجي الذي قد ساقكم إلى جزيرتي، فقال: قد قضى حوائجي الذي قد ساقكم إلى جزيرتي.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين
وماذا بعد؟
إن الله تبارك وتعالى إنما يدبر كونه بحكمته وبرحمته، إن الله تعالى إنما يدبر كونه بحكمته ورحمته، عبد في مكان ناءٍ لم يعلموا به من قبل، ولم يكن طريقهم عليه ولكن الله سبحانه اللطيف الخبير العزيز الرحيم قد ساقهم سوقاً رغماً عنهم إليه حتى أوقفهم عليه، قد ساقهم سوقاً رغماً عنهم إليه حتى أوقفهم عليه، هو سبحانه قد ساق الهداية إلى العبد لأنه في علمه سبحانه أنه مستحق لها، حريص علي العبادة لكنه لا يهتدي إلى ربه فساق الله له من يرشده إلى الله، وهي فطرة عميقة في قلب العبد، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ” كل مولودٍ يولد على الفطرة ” فلم يكن بينه وبينها إلا هذه الكلمات اليسيرة التي ذكرنا، ليست مناظرات، وجدل طويل ولقاءات ويقلب النظر، فمعرفة الله تعالى عميقة في قلب العبد، ربما يغشاها ما يغشاها من أثر البيئة والضلال، لكنها أبدًا لا تزول، ولذلك سُمي الكافر كافرًا لأنه يحجب الحقيقة، يدفنها ويغطيها، لكنها أبدًا لا تغادر محلّها، ولكنها أبدًا لا تغادر محلها.
” إن العبد ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار، ثم يسبق له ما قدّره الله من السعادة، فيتحول فيعمل بعمل أهل الجنة فيكتب الله له الجنة، ولا يضنّ سبحانه بهدايته، على مريد لها، ولا على مستحق لها.
ثمّ بساطة القوانين التي يتعبد بها العبد لله، وحسن ظنّ المؤمن بربه، ولا يحتاج لأن يكون حسن الظن، بالله إلى تاريخٍ طويل بينه وبين الله، هو يعلم علم اليقين أن الذي كان يحفظه وكان يرزقه، وكان يطعمه وهو على شركٍ وكفر لا يمكن أن يخذله أو يضيّعه وهو على هداية وإيمان، ثم يختم كلماته بأنه لم يكن له ثمَّ حاجة إلا حاجته إلى الله فالذي ساقهم إليه قد قضى حوائجه.
آخر جملة: ” دللتموني على طريقٍ ما سلكتموها ” من الممكن أن أكون عارف، بل أكون سببًا لإيصال خيرٍ لعبد، لكن يكون هذا الذي سيقت له أسعد بهذه الهداية مني، ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم في العلم وهو قسمٌ ورزقٌ من الله، قال ” نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقهٍ ليس بفقيه ” ، فليحفظ كلمات النبوة، وليؤديها كما سمعها، حرفًا حرفًا، لأنها ربما تصل إلى من هو أسعد بالعلم وبالفقه وبالفهم منه، فيدرك من معاني كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يدركه الناقل القائل، وإنما الشأن أن يحيا الإنسان بهذه المعاني، الإنسان يعيش، يعيش بالدين، يتفاعل معه، يتأثّر به، ” دللتموني على طريقٍ ما سلكتموها ” الشخص يكون عارفًا ولكنه لا يشعر بما يعرف، ليس له تجربة حقيقية مع الله. ما الذي يتفاضل فيه الناس؟ ما الذي يتمايز به الخلائق؟ ما الذي يرتفع به شخص عن شخص؟ علام المعول؟ قلنا قبل ذلك أكثر من مرة؛ الإمام مالك؛ إمامٌ منّ الله عليه بأن كان في زمانه أعلم أهل الأرض لأنه جمع حديثًا وفهمًا، فالعلم عبارة عن ماذا؟ العلم عبارة عن أن الشخص يعي – يعي – قدر كبير من العلم وأن يفهم ما منّ الله عليه به من علم، فقد جمع حفظًا وجمع فقهًا فكان أعلم أهل زمانه.
وكان زائع الصيت؛ حتى كان الناس يأتونه من أقطار بعيدة ليسألوه عن دينهم، فقد كان الناس في هذه الأزمنة يعظّمون دينهم، ولا يأخذونه من كل من هبَّ ودرج، أتاه آتٍ من الأندلس إلى المدينة يركب ناقة من الأندلس إلى المدينة يستفتي في مسألة واحدة، واحدة، الناس هناك يريدون أن يسألوا أعلم من يعلمون، فأرسلوا رجلًا من هذه المحلة البعيدة يتجاوز بحرًا ويقطع فيافي وقفارًا حتى يصل إلى المدينة ليسأل عن مسألة واحدة، واحدة، فقال مالك: ” لا أحسنها ” لا أعرف، قال: قد جئتك من بلادٍ بعيدة، قال: لا أحسنها، قال: جئتك لا أعرف غيرك، قال: لا أحسنها، فماذا أفعل؟ لا أحسنها، لا أحسنها، قال: فماذا أقول لمن ورائي، قال: قل لهم: يقول لكم مالك: لا أحسنها، لا أحسنها لا أعرف.
ورغم كل هذا يقول عبد الله بن المبارك: لا أعلم أحدًا ارتفع مثل مالك، ما معنى ارتفع؟ له قدرٌ ومكانة وتعظيم في نفوس الناس، أكل هذا العلم، والتاريخ الطويل من التحديث والفتيا وأنه إمام دار الهجرة، إمام المدينة، ومجلسه أعظم مجلسٍ ي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا يكفيه ذلك لكي يكون عظيمًا في نفوس الناس، لا، قال: ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، لم يكن له كبير صلاةٍ ولا صيام، وألا يكفي العلم؟ وما هو الحال مع الله؟ وما حال العبادة؟ الذي يرفع الإنسان هو حاله مع الله، وبعد ذلك ماذا قال؟ ” إلا أن تكون له سريرة ” إخلاصٌ وخشية في قلبه، ” ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، لم يكن له كبير صلاةٍ ولا صيام ” فيما نرى، أما القلب فلا يطلع عليه إلا الله، قال: إلا أن تكون له سريرة. فلم يلتفت إلى حديثٍ وإلى فقهٍ ولا إلى رواية ولا إلى طول زمان، ولا إلى عظم مجلس، وإنما كيف حاله مع الله.
قال: دللتموني على طريقٍ ما سلكتموها، ولذلك حينما نراه صلى الله عليه وسلم يبتهل إلى الله أن يرزقه علمًا نافعًا، ويستغيث بالله أن يرزقه علمًا لا ينفع، ندرك حقيقة هذا الدعاء، ” اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ” ” اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ” يسأله سبحانه وتعالى أن يرزقه علمًا ينتفع به، ويستعيذ به سبحانه أن يرزقه علمًا ثم لا ينتفع به، لأن هذا العلم الذي بطبيعته يهدي إلى الله، أعظم ما منّ الله به على عبد، شكره أم لم يشكر؟ قام بحقه أم لم يقم؟ فإن لم يقم؟ كان غيره ممن ربما حُرِم هذا أسعد منه، وأخفّ مساءلة عند ربه تبارك وتعالى.
فإذا هدى الله العبد إلى الطريق وجب عليه أن يسلكها، إذا هدى الله العبد إلى الطريق وجب عليه أن يسللكها، ولا يعرض عنها، أما نحن فقد شُغلنا، أما نحن فقد شُغلنا عنها، وما شُغِلنا به لم يعد علينا بنفعٍ في دينٍ ولا في دنيا، ياليتنا شُغِلنا بما يقيمنا، أو بما يعلي من شأننا، أفرادًا أو مجتمعات، لا شيء، لا شيء، لا شيء، لا يوجد شيء. أومن يشغل عن الله يبارك له فيما قد اشتغل به ! أومن شغل عن الله يبارك له فيما تلهى عن الله به ! لا يكون فيه ثمَّ بركة، بل ينبغي أن يكون لعنةً ثم يكون حسرة، أن يكون لعنةً ثم يكون حسرة، فقد هدانا الله بحمده وبفضله إلى طريقه وعرّفنا به، والواجب علينا ألا نشغل عن الله، ألا نشغل عن الله، ومن اشتغل بالله… أعطاه وأغناه، فلا داعي للقلق، أيظنّ المؤمن ألو اشتغل بربه أخزاه! ألو اشتغل بربه أضاعه أو أضناه !
قال صلى الله عليه وسلم ” قال الله تبارك وتعالى أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء “، أنت وذاك ” أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء “
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنا نسألك علمًا نافعا، وقلبًا خاشعا، ولسانًا ذاكرا، ويقينًا صادقا، ورزقًا طيبًا وعملًا صالحًا متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.