Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

مخدة تاكي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

أما الوسادة فشيء عرفه الإنسان من قديم، قال الله تبارك وتعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ۝ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ۝ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى قال تعالى: الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى الله سبحانه وتعالى من رحمته أنه يهدي خلقه لما يحتاجون إليه ولما ينفعهم ولما يحقق لهم حياة أهدأ وأمتع وأهنأ، هو سبحانه وتعالى يرشدهم ويوجههم ويهديهم، وقال تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ هذه هداية فطرية من الله وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ۝ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فمن هداية الله للإنسان أن صنع الإنسان وسادة، شيء يضع عليه رأسه، ونحن نسميها مخدة وهذا لغة صحيح، المخدة هي الشيء الذي يتوسد عليه الإنسان بخده، فالوسادة الشيء الذي يتوسده الإنسان، يجعل نومه أو اتكاءه أكثر راحة، السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: كانت وسادة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ينام عليها بالليل من أدم ” جلد ” ، حشوها ليف، جلد من الخارج ومن الداخل ليس محشوة بالقطن، وإنما حشوها ليف، يقول علي رضي الله عنه: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا وفاطمة، ذاهب لزيارة ابنته وزوجها ابن عمه، فوجدهما في خميل لهما ” الخميل ده ملاية بيضة خشنة أقرب للصوف ” قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزهما بها، ووسادة من أدم حشوها إذخر، وقربة، يقول علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم، فلما جاءهم وجدهم قد تغطوا ” بملاية ” الملاية دي جهاز بنت النبي صلى الله عليه وسلم، بماذا جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته؟ بهذا الخميل ووسادة حشوها إذخر، الإذخر هذا نجيلة، حشيش الأرض، هذا هو الحشو، وقربة ماء، هذا هو جهاز بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، عمرو بن العاص رضي الله عنه، ذهب ليشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنه يصلي طوال الليل، ويصوم كل يوم، ثم زوّجته فأخذ البنت ووضعها فوق الدولاب، ويصلي طوال الليل ويصوم كل يوم، لم ينتبه لها، تفضلي وفقط.

فسيدنا عمرو ذهب يشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: فدخل عليّ، النبي صلى الله عليه وسلم لم يستدعيه، لا – وانتبه عبدالله بن عمرو هذا شاب صغير – النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، شخصيّاً هو الذي سيذهب له إلى البيت لكي يتكلم معه وينصحه، قال: فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف – واضح أن هذا هو النظام، أي مسند يسند عليه – قال: فجلس على الأرض، ووضع الوسادة فيما بيني وبينه، – في المنتصف – فقال: أما يكفك من كل شهر ثلاثة أيام – هذا حسن – فقلت يا رسول الله – هو يريد أن يقول.. – ، قال: فخمسة، فقلت: يا رسول الله، قال: فسبعاً، فقلت: يا رسول الله، قال: فتسعاً، فقلت: يا رسول الله قال: إحدى عشر، فقلت: يا رسول الله، قال: لا صوم فوق صوم داود عليه السلام، صيام الدهر صوم يومٍ وفطر يوم.، فوق ذلك لا يصلح

ويقول عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو قادم من الشام، – ذكرنا هذه القصة زمان أكثر من مرة – قادم من الشام وكان على دين النصرانية، فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنبي أخذه معه البيت، عدي بن حاتم سيّد قومه، وهو شخصية مشهورة، عندما دخل المدينة شاوروا عليه – عدي بن حاتم، عدي بن حاتم – وبعد ذلك، فوضع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وسادته فجلس عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض، يقول عدي: فقلت في نفسي ما هذا بملك. هذا ليس سلوك الملوك؛ التواضع الشديد، إكرام الضيف، وضع الضيف في محلّة من الإكرام أعلى؟ هذا يجلس على موضع أعلى منه، قاعد على وسادة وهو جالس على الأرض، فقلت: ما هذا بملك، ووجدت عنده امرأةً وصبياناً – فاطمة وأولادها –

المخدة – لما تعرضّ بقي ده كويس ولا مش كويس؟ –

عدي بن حاتم نفسه، بمناسبة – المخدة – قرأ قوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ فماذا فعل؟ أتى بخيط أبيض وخيط أسود وأطفأ النور، وقعد يأكل – لحد ما تنور بقي.. – سيظل يأكل إلى متى؟ إلى أن يظهر الأبيض من الأسود، هذا الكلام يظهر قبل الشروق بكم؟ يعني الدنيا تكون مظلمة وعندما تبدأ تنير بحيث أن تميّز، فأنت سيمر بعد الفجر نصف ساعة.

فهو قعد يأكل إلى أن ظهر الخيطان، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا، قال: إنما هو ظلمة الليل ضوء النهار – هذا الخيط الأبيض في السماء، ليس خيط حقيقي – ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال له؟ قال: إن وسادك إذاً لعريض، يعني: أن ليلتك لن تنتهي، ليلك سيمتدّ جدّاً، فلماذا قال له ” إن وسادك لعريض “؟ إذاً فالوساطة العريضة تطيل الليل، أي أرستريح في النوم أكثر، فقال: إنّ وسادك إذاً لعريض.

فالآن إلى أين سنذهب؟ هذه ” مخدة تاكي ” ملك هذا الرجل، هذا الرجل اشترى مخدة وهذا شيء طبيعي، إلى هنا لا يوجد مشاكل، اشترى مخدة، وعندما اشترى المخدة مر بي ومعه المخدة، إلى هنا ولايوجد أي مشاكل، ولكن متى بدات المشكلة؟ عندما رأيت المخدة وسندت عليها، ونظرت إلى المخدة التي أملكها التي أنام عليها كل يوم منذ سنوات – على فكرة عادية جدّاً – أنا إلى أن نظرت إلى هذه المخدة وسندت عليها لم أكن أشعر بأي مشاكل، الدنيا عادية جدّاً وطبيعية، – مخدة الواحد بينام عليها ومفيش أي مشكلة – لكن عندما سندت على هذه وهذا شيء عجيب جدّاً، بدأت نظرتي للمخدة تتغير، أنا أتكلم عن موقف حقيقي، أنا لا أتكلم عن موقف افتراضي، أو مثال،لا لا هذا موقف حقيقي وأنا هاهنا، وهذه هي المخدة، ليس مثال للمخدة، هذه عين المخدة سبب الأزمة، هذه هي المخدة.

فأنا بدأت أنظر إلى المخدة التي أمتلكها، المخدة لم تتغيّر، وأنا متعايش مع مخدتي من زمان، ولا أشعر بأي مشكلة نهائياً، نهائياً.

وبعد ذلك اكتشفت إنني أصلاً نائم – على ورقة بفرة، ديه ورقة بفرة – حقيقةً هذه ليست مخدة، نحن الآن عما نتكلم؟ نتكلم في مخدة، المخدات مهما كان التباين ما بينها محدود جدّاً، يعني الفرق بين أعلى مخد وأقل مخدة كم؟ ليس كبيراً جداً، فما بالك إذا تكلّمنا في شيء أوسع، إذا تكلّمنا في قصور وفلل وعربيات مثلاً، فمن الممكن أن نتكلم في أسوأ، من الممكن أحياناً تكون زوجة، وهذا أصعب وأصعب.

أن زوجته هو يعيش معها منذ عشرين سنة ولا يوجد مشاكل ثم بدأ يشعر أنه – أخد على قفاه وأن هذه ليست حرمة أصلاً – فهذا ما يكون أثره على الإنسان وعلى نفسيته.

نرجع إلى المخدة، الآن هذه المشكلة ماذا سأفعل؟ أنا أمامي حل من حلين إما أنني سأستمر متعايش مع المخدة ولكني لن أستطيع فسأكون دائماً متضايق وحزين، وشاعر بأنني مبخوس الحظ من الدنيا، وأن غيري يعيش أفضل مني بكثير، أو أن أنا لابد أن أعوض الفرق أو الفجوة بيني وبين هذه المخدة، أريد أن أشتري هذه المخدة، فإذا اشتريتها، هل سينتهي طموحي الدنيوي، أم إنني من الممكن أن أتعثّر في شيء آخر أشعر معي بنفس الشعور، لأنها إذا كان الأمر على المخدة لا مشكلة، فهي كلها بـ50 جنيهاً فلا مشكلة، لكن افترض جاء هذا الأمر في شيء أعلى من ذلك؟ سأظلّ ألهث على الأشياء إلى متى وإلى أين؟ فهنا كل المشكلة، أنا لن أفعل شيء، فأنا شخصيّاً لن أشتري مخدة، لكني لازلت – على فكرة المخدة التي كانت عندي رمتها – تخلّصت منها، فعلاً أنا تخلّصت من المخدة، مع أن هذا الرجل – طبيب – أن هذه المخدة مثاليّة ولكنني كنت قد تخلّصت منها، كنت أتّصل أسأل أن ما الأفضل طبّياً للرقبة، فهو يمثّلي بأن المخدة التي عندي صالحة جدّاً، لكن بعد أن مرّ ثلاثة أيام من تخلصي الفعلي منها.

فشعرت أنني محتاج أن أراجع نفسي، هذه المخدة التي كانت عندي هذه التي لم أكن أشعر بها وكنت محتقرها هي طبيّاً أفضل – هذا ما اكتشفته – ولكن بعد ماذا؟ كنت فعليّاً تخلّصت من المخدة، جبت مخدة تانية تكون سميكة قليلاً لكي أشعر أن الجانب التعويضي عندي أنا عالجته – ، أنا أتكلّم في مشكلة حقيقية، ماذا نفعل في هذه المشكلة؟ كيف نحلها؟ وما الصواب الذي من المفترض أن يسلكه الإنسان إزاء هذا الوضع ماذا يفعل، أكيد كلنا مرّت بنا مخدات، يقيناً لأننا نعيش في الدنيا، فلقد مرّت بنا كلنا مخدات، فماذا نفعل في مشكلة المخدة، فماذا سنفعل؟

أول شيء: النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك من خيرٍ إلا وأرشدنا إليه، وما ترك من شرٍ إلا وحذّر منه صلى الله عليه وسلم، يقول أبو ذر رضي الله عنه: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من طائرٍ يحرّك جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً، لا يوجد شيء نحن محتاجون إليها لم يقل لنا عليها، فهو قال لنا موصياً وناصحاً صلى الله عليه وسلم قال ” انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ذلك أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم ” أو قال ” أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ” هذا أول أمر، أول أمر.

أنا من المفترض – عيني ماذا أفعل بها – فالمشكلة كلها في نظر الإنسان ربنا سبحانه وتعالى ماذا قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ غض البصر بمفهومنا نحن متعلّق بالنظر للنساء، وهذا جزئي، هذا هو مقصود الآية نعم، لكن هذا جزئي، لكن عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى۝ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى يتكلم عن نظر آخر وهذا – على فكرة – أخطر، هذا أخطر، لأن هذا عندما أرى أكون مدركاً أني أفعل شيء خطأ، لكن الآخر؛ إطلاق البصر للزينة الدنيوية، أنا – مش مسيّفه أصلا ” حافظه ” – ولا أركّز فيه، فعيني تعمل تذهب يمنة ويسرة، وهذه الصور التي أسجّلها هذه أين تذهب؟ ستحفظ، الفكرة أن الصور التي أصوّرها طالما أنا أسير، – على فكرة – نحن أحياناً، وأسوأ من هذا – نحن عايشين في مصر أهوه – أنا عبر كتالوجات وعبر ألبومات وعبر الإنترنت أنقل نفسي إلى الخارج أيضاً، – يادي النيلة – فنحن هنا أيضاً لا يعجبنا ونريد أن نذهب بصرنا ونعلّق أنفسنا بأشياء موجودة في – الهونولولو – نحن نفعل ذلك، يعني مثلاً سأفصّل – عفش بسبعة جنيه هنا – مالي ومال الكتالوجات وأشياء في أوروبا وأمريكا والسويد وفلاندا – فلماذا؟ لماذا أفعل هذا.

فأول شيء النبي صلى الله عليه وسلم قال ماذا سيفعل الشخص بعينيهن قال انظر هكذا ” لأسفل ” ولا تنظر هكذا ” لأعلى منك ” لماذا؟ لكي لا يزدري نعمة ربنا، إذاً أنا في نعمة، أنا بفضل الله في نعمة، فأنأ حينما أنظر إلى فوق أحتقر وأزدري النعمة.

قال صلى الله عليه وسلم ” من رأى من فُضّل عليه بخلقٍ أو رزق ” خلق: أي شكله أجمل، أكثر وسامة، أطول أعرض أي شيء، هذا هو الشكل، الصورة، أما الرزق: كل ما أُوتيه الإنسان من متاع، فأنا رأيت أحداً هكذا، علّقت معي فماذا أفعل؟ ” فلينظر إلى من هو أسفل منه ” ممن فضّل هو عليه، قال ” ذلك أجدر ألا يزدري نعمة الله تعالى عليه ” هذا أول شيء.

أنا بفضل الله في نعمة لكن نظرتي للنعمة وتعايشي معها هو الذي سيفرق، وهذا ما نتكلم عليه، أنا كنت أعيش طبيعي، والمخدّة تؤدي دورها معي، وأنا غير متضايق منها، أنا غير متضايق منها، وكل ما حدث أنني لما نظرت مشاعري تغيّرت مع أن الإحداثيات التي حولي كلها كما هي لم يتغيّر شيء، قناعة الإنسان ورضاه وقبوله بما آتاه الله هذا أمر بداخله، ليس أمر خارجي، ولذلك نحن ذكرنا قبل ذلك في حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما في ذكر قصّة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وبناء الكعبة أن سيدنا إبراهيم جاء يتعهّد تركته، جاء من فلسطين يزور ابنه، فكان في الخارج وليس موجود في البيت، فسأل زوجه عن حالهم، فاشتكت إليه ضيق العيش، فقال لها عندما يأتي إسماعيل أبلغيه مني السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه، فعندما جاء سيدنا إسماعيل أدرك أن هذا أباه عليه السلام، قال: هذا أبي وقد أمرني بفراقك فالحقي بأهلك.

هنا نريد أن نركّز على أمر مهم جدّاً، سيدنا إبراهيم، بماذا أمر ابنه؟ هذا الموقف – على فكرة – غاية في الصعوبة، لكننا لا ندركه، هو بماذا أمر ابنه؟ أمره بأن يطلّق، يطلّق هذه ليس سهلة؟ يطلّق هذه ليس سهلة؟، وليس سيدنا إبراهيم عليه السلام المفطور على الرحمة وعلى اللين وعلى البرّ يأمر ابنه بطلاق امرأته.

إذاً هو يتكلم عن مر خطير وصعب استصلاحه، وستحوّل الحياة لجحيم، هي ليست راضية بالوضع، فسيبقى دائماً يوجد تنغيص وهناك مشاكل، وهو لن يعرف كيف يرضيها؟ وماذا يفعل؟ ولذلك سيدنا إبراهيم، أفكان ينصحها أولاً، يوعظها – يا بنتي قولي الحمد لله – أي أمر من هذه الأمور؟ لم يفعل هذا نهائياً ! لم يفعل هذا نهائياً !، إذاً الموضوع في غاية الصعوبة.

ثم جاء بعد ذلك، فلم يجده، ووجد زوجته التي تزوجها الآخرى، فسألها فذكرت خيراً، قالل الحمد لله نحن في نعمة، فهل سيدنا إبراهيم وضعه تغيّر، فهو من حين ما جاءه أول مرة، – على فكرة – في الرواية عندما سأل: ما طعامكم، قالت له نفس الأشياء، لم يتغيّر شيء، يعني سيدنا إسماعيل من حين ما جاء أبوه أول مرة إلى أن جاء المرة الثانية – كان طلع اشتغل في السعوية!، هو أصلاً ساكن في السعودية – هو أصلاً عراقي وأمه مصرية، ويعمل في السعودية، هو طبيعي يعمل في السعودية، فوضعه المالي لم يتغيّر، ولكن ما الذي اختلف؟ شعور الإنسان بما هو فيه، هو شعر أنه الحمد لله وهو راضي عن قسم الله، راضي عن قسم الله، فإن لم يكن راضياً هل سيرضيه شيء؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لو أن لابن آدم وادٍ من ذهب لتمنى له ثانٍ، ولو كان له واديان من ذهب، لتمنى لهم ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، الإنسان هكذا، والتطلّع ليس له منتهى، سيظلّ دائماً يلهث ولن يرتاح، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس ” ، الإنسان إن لم يستغنى داخليّاً فلن يستغنى عمره، إذا لم يشعر هو بالرضا الداخلي عما آتاه الله، فلن يرتاح عمره، فالشخص من المفترض ماذا يفعل؟ أن ينظر حيث يتذكّر فضل ربنا عليه وليس العكس، ولذلك قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وبعد ذلك وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا من المأمور بذلك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ لا تلتفت عن هذه الصحبة تطلب النظر إلى هذا المتاع لماذا؟ لأن النظر سيؤدي التعلق القلبي، والتعلّق القلبي سيؤدي إما مثلما قلنا إلى الهمّ، أو إلى اللهث الذي لن يصل إلى نتيجة في النهاية، لن يصل إلى شيء.

عبدالله بن عون يقول: صحبت الأغنياء فلم أرى أحداً أكثر همّاً مني، أرى دابّةً خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، هو يجلس مع هؤلاء الناس، هو معه لادا 2003، الحمد لله جميلة وسليمة، عندما صاحب هؤلاء الناس، فالعربيات أقلّهم بـ170، إذاً ما الذي أنا أركبها هذه؟ أنا عندما – أتمعظم بجيب من عند نجا، فلقيت مركات مش عارف ديه ايه وبكام – فأنا كنت سعيد في الأول، كنت سعيد.

قال: فصحبت الفقراء فاسترحت، تركت هؤلاء الناس وجلست مع – الغلابة – فشعرت أنني الحمد لله وتمام، ولم يتغيّر شيء، هو الذي غيّر الصحبة، فهو كان يجلس هنا كان يحزن هو كما هو، وعندما جلس هنا أصبح سعيداً، ولم يحدث فيه شيء، فما الذي حدث؟ أنه عندما غيّر الوسط ونظر حوله رأى أن – والله الحمد لله الواحد في نعمة، أحسن من غيرنا – ولذلك الإنسان أحياناً يحتاج

فمثلاً: إنسان يريد أن يتصدّق، من الممكن أن يعطي المال لشخص ويخرج الصدقة فهذا حسن، لكن أحياناً الإنسان من الحين للحين محتاج أن يحرك قدميه ويذهب إلى بيوت الفقراء والمساكين، أول شيء هو يشعر بشعور أنه أدخل سرور على أحدن وأو أحسن لأحد، هذا من أعلى مشاعر السعادة التي يجدها الإنسان، هذه أعلى كثيراً من لذّة الأكل والشراب، إحساس أنه أدخل سرور على أحد، أو خفف عن أحد.

الأمر الثاني:أنه يرجع إلى بيته راضي بفضل ربنا عليه، أو إذا ذهبت إلى الميري مرة، أو إلى عبدالناصر مرّة لا لشيء، فأنا سأقطع تذكرة في ميعاد الزيارة وأدخل أنظر أو أزور أي شخص من الناس – الغلابة – وأجلس معه قليلاً، فأنا سأخرج بنفسيّة مختلفة تماماً، تماماً، فأنا محتاج أني كل فترة أن أذكّر نفسي بنعم ربنا عليّ بأن أحرّك قدميّ هذه الحركات، إذا لم يؤثّر تذكري مع نفسي، إذاً فلابد من أحرّك قدمي لكي أقترب من هذا أو أصل له.

إذاً ما نريد أن نقوله، أول شيء: أن الإنسان يغضّ بصره، الشيء الثاني: ينظر إلى ما أنعم الله سبحانه وتعالى عليه، الشيء الثالث، وهذا مهم جدّاً جدّاً جدّاًن يرضى باختيار ربنا له، يعني ربنا أعطي لي هذا، هل ربنا أعطى لي هذا عياذاً بالله ضنّاً وشحّاً وبخلاً حاشاه سبحانه وتعالى، هو قسم لي هذا، فهذا هذا أصلح لي، هذا الذي قسمه الله لي هو المناسب لي، أنا إذا لم يعجبني معنى هذا أنني معترض على اختيار ربنا سبحانه وتعالى لي، أنا أرى أن وضعي كان سيكون أفضل إذا وضعت أنا الرزق لنفسي، ربنا سبحانه وتعالى ماذا قال، وهذه الآية قلناها كثيراً، فلنضعها أمامنا، لا نريد أن ننساها اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ الجملة الأولى اللَّهُ لَطِيفٌ – بمن – بِعِبَادِهِ لم يقل بمن يشاؤ من عباده، لم يذكر طائفة، لا لا، لطف ربنا سبحانه وتعالى التي هي رحمته الخفية، هذا اللطف هو الرحمة الخفية غير الظاهرة التي لا نراها اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ بكل العباد، وبعدها مباشرةً يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ فماذا نفهم من ذلك، أن من عباده من يلطف بهم بإيتائهم، ومن عباده من يلطف بهم بمنعهم ” إن من العباد عباداً لا يصلحه إلا الغنى، ومن العباد عباداً لا يصلحه إلا الفقر ” أحياناً الإنسان يكون في وضع معيّن، إذا فتحت عليه يفتن، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فوالله ما الفقر أخشى عليكم ” الصحابة أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافوه في صلاة الصبح، المدينة بها جوامع، يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويوجد مساجد أخرى الناس تصلي فيها، فسيدنا أبوعبيدة قادم من البحرين ليلاً، جاء قبل السحر، قبل الفجر بقليل، يعني من المفترض لم يره أحد والناس كلها نائمة في بيوتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعدها بقليل صلى الفجر ” فوافاه الناس ” ما معنى وافاه؟ أي أن المدينة كلها صلّت معه الفجر، الناس كلهم صلوا معه، وبعدما انتهى من الصلاة وجدهم واقفين لا يتكلمون، ولكنهم واقفين، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم فهم، قال ” قد سمعتم أنا أباعبيدة جاء بجزية البحرين ” سمعتم أنه يوجد فلوس صحيح؟، ولكنهم متى سمعوا؟ فالناس كلها كانت نائمة ليلاً، وهو قدم في ساعة متأخرة ليلاً، الفجر أذّن فكان كلهم في الجامع، – احنا بنشمشم على الفلوس، فأول ما جت الفلوس شمّوا رائحتها فكلهم جمعوا – فالنبي صلى الله عليه وسلم بشّرهم وقال ” بشّروا وأمّلوا ما يسرّكم ” يعني سوف ينالكم منها خيراً، ثم قال ” فوالله ما الفقر أخشى عليكم ” هذه ليست المشكلة ” ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم، فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم ” .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

النقطة الأخيرة، والموضوع – على فكرة – صعب، وربما يحتاج إلى كلام كثير، لكننا لعدم وجود الوقت، – ولا يصلح أن تكون على مرتين – اختصاراً؛ النقطة الآخيرة: تذكّر الآخرة، تذكّر الآخرة؛ أن الإنسان يطمح لدار النعيم المقيم، التي هي أصلاً نعيمها لا يشوبه كدر، الدنيا مهما كان نعيمها لابد أن يكون به شيء من التنغيص، وبه شيء من المعاناة واللذّات تزول سريعاً، وهذه طبيعة الدنيا وهذا من رحمة الله، لأنها إن لم تكن هكذا؛ كلنا نركن إلى الدنيا ونفغل ونهمل ونعرض عن الآخرة لابد، فمن رحمة الله أنها لا يخلص فيها نعيم لكي ييرنو الإنسان دائماً ببصره ويحنّ بقلبه إلى دار النعيم المقيم، وهذا ما كان دائماً ينبّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم، سيدنا عمر يقول أنه دخل على رسول الله في مشربة له – المشربة مثل السندرة – حجرة صغيرة أعلى قليلاً من الطبيعي، ويضعون له خشب – درجة سّلم مائلة – فمن يريد أن يصعد يصعد عليها درجة أو اثنين أو يقفز.

فهو يقول أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المشربة، وبعد ذلك ” فرأيته على حصير ما بينه وبينه شيء ” يعني لا يوجد ملابس، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس إزار ولا يوجد رداء، أي أن هذا الجزء كله مكشوف ونائم على الحصير، فجلده صلى الله عليه وسلم يمسّ الحصير مباشرةً، والحصير ليس جيّد، فالجصيّر علّم في جنبه خطوط، قال ” ووجدت تحت رأسه وساداً من أدم – مفيش غيرها – حشوها ليف، ورأيت عند رجليه قرظاً مصبوباً ” القرظ هو النبات الذي يصبغو به الجلد، – شوية مكوّمين تحت رجليه – ” ورأيت عند رأسه أهباً معلّقاً ” – شوية جلد مش مدبوغ – فمم تتكون الحجرة؟ حصيرة ينام عليها ومعلّم في جنبه، والمخدة واضع رأسه عليها، بعض القرظ موضوعين عند قدمه، وقليل من الجلد معلّق على الحائط، يقول ” فبكيت، فقال رسول الله: ما يبكيك، قال: يا رسول الله غن كسرى وقيصر فيما هما فيه – أي من النعيم – وأنت رسول الله كما أرى ” يعني أنت في هذه الحالة وهؤلاء.، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة، قلت: بلى ” فكيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم الموضوع؟ أولاً سيدنا عمر ليس حزيناً لنفسه، هو لعظمة محبّته لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنّى أن يؤتيه الله خيراً من ذلك، فهل لم يكن؟

النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إني خيّرت بين مفاتح كنوز الدنيا والخلد فيها وبين لقاء الله، فاخترت لقاء الله ” – على فكرة هو مش قصر ذيل – النبي صلى الله عليه وسلم خيّره بين أمرين، يعطيه كنوز الدنيا ويبقى خالداً إلى قيام الساعة ثم الجنة، فهو لن يذهب إلى النار بعدها، لا، مفاتيح كنوز الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، وبين لقاء الله والجنة، ” فاخترت لقاء الله ” ، ولذلك لا يوجد أزمة، هو لا يشعر داخليّاً بالنقص، وسيدنا عمر مشفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم لدرجة أنه أرسل عينيه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهم يحفرون الخندق، النبي صلى الله عليه وسلم كان واضع على بطنه حجر من شدة الجوع، فهذا عناء وضيق شديد، وماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم وهو يشاركهم ويحفر معهم، يقول: إن العيش عيش الآخرة، اللهم إن العيش عيش الآخرة، الحياة الحقيقية وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ الحياة الحقيقية وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

نقطة آخرى: مسلمة بن عبدالملك يقول: دخلت على عمر بن عبدالعزيز في بيتٍ له بعد صلاة الفجر وكان إذا صلّى الفجر دخل هذا البيت فلا يدخل عليه أحد، أي يجلس من الفجر إلى الشروق في هذا المكان فلا يدخل أحد عليه، فمسلمة بن عمّ عمر دخل عليه في هذا البيت، لأنه من خاصّته ومن المقرّبين منه لا يحجزه ولا يمنعه، فدخل قال: فتدخل جارية بطبقٍ فيه تمر صبحاني – تمر جيّد – وكان يعجبه التمر، – عمر يحب التمر – إلى هنا عادي، قال: فأخذ كفّاً منه، – أخذ قليل من التمر وضعهم في يده – وقال: يا مسلمة لو أنّ رجلاً أكل هذا، ثم شرب عليه من الماء، فإن الماء على التمر طيّب أكان يكفيه ذلك إلى الليل، هل هذا يغنيه في يومه، قلت: لا أدري، قال: فأخذ كفّاً أكبر منه، – خلاص فأخد بيده – قال: فهذا، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان يكفيه دون هذا – أقل من الحبة دول – كان يكفيه دون هذا إن طعمه ألا يبالي ألّا يذوق طعاماً غيره، قال عمر: فعلام ندخل النار، يقول له فهذا هو الذي نجري عليه ونقتل بعض بسببه، هذا هو، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يقول ابن آدم مالي مالي، ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت أو تصدّقت فأبقيت ” لا يوجد شيء آخر، فهو يقول له هذا القدر من التمر إذا أكله وشرب ماء هل يكفيه بقية اليوم، قال له نعم وأقل من هذا قال: فعلام ندخل النار.

يقول مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه، لماذا؟ لأن هذه ليست موعظة واعظ، نحن قلنا قبل ذلك كثثيراً، أن الوعظ – مابيجبش أصلاً – هذه موعظة شخص يعيش هذا فهو أمير المؤمنين، وهو أمير المؤمنين، وهو أمير المؤمنين يعيش هكذا ويفكّر هكذا، ويوصل الرسائل هكذا.

انظر كيف شرح له الموضوع، هو لم يعظه كثيراً، أن الدنيا،، والدنيا فانية،، والآخرة باقية،، قال له: هذه هي

سيدنا عمر مرّ فوقف على كوم من القمامة – فمشكلة الزبالة قديمة – فوقف كثيراً حتى تأذى من كان معه من ريحها، يعني ظلّ واقف طويلاً إلى أن تضايق الناس من رائحة القمامة التي يقفوا بجوارها، فقال: هذه دنياهم التي يصطرعون عليها، هذه هي، هذه هي وليست شيئاً آخر.

آخر شيء: جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرّ على عمر ومعه حمال لحم، معه قليل من اللحم يحملها، فقال له عمر: ما هذا؟ قال: قرمنا إلى اللحم، قرمنا هذه معناها اشتهناه واشتقنا له جدّاً، منذ زمن لم نأكل لحم، فتشوقّنا للحم، قرمنا للحم فاشتريت لحماً بدرهم – لأنه عارف إن عمر هيلبه – فقال له بدرهم والله العظيم بدرهم، فماذا قال له عمر؟ قال: أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره أو ابن عمه، أي يترك قليلاً ويعطي هذا المال لشخص قريبه أو جاره فقير ممكن يكون محتاجها جداً وهو من الممكن أن يستغنى عن هذا، انظر إلام يوجّه سيدنا عمر؟ هو لا يقول له لا تأكل، هذه عظمة حياة هؤلاء هو لا يقول له لا تأكل، هو يريد أن يقول له أن الإنسان لابد أن يفكّر بأنه يعيش في مجتمع، ولابد يؤثر أحياناً، وأن هناك أشياء من الممكن أن نستغنى عنها، ليس ضرورية جدّاً أحياناً، لكنها تفرق كثيراً مع شخص آخر، فمثلاً: بالنسبة لي الـخمسين جنيهاً في اليوم لا تساوي شيء، لكن أنا إذا دخلت – قبلي كثيراً – الخمسين جنيه هذه بالنسبة لشخص، وبالنسبة لأسرة شيء كبير جداً، الحسبة تختلف هكذا، لابد أن نفهم، أنا بالنسبة لي فعلاً لن تفعل شيء، ماذا ستفعل؟ تساوي ماذا؟ ماذا أشتريه بها؟ لا شيء، لاشيء، لكن بالنسبة لأناس آخرين هذه حقيقةً مال كثير ” أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره أو ابن عمه، فأين تذهب عنكم هذه الآية أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا هذه رواية في الموطّأ، وفي رواية الإمام أحمد في المسند، أن جابر قال له مجيباً؛ قال: لحماً اشتريته اشتهيته، يعني هو – وحشني يعني – ، قال: أوكلما اشتهيت شيئاً اشتريته هذه الجملة ” أوكلما اشتهيت شيئاً اشتريته ” أما تخشى أن تكون من اهل هذه الآية أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وهذه نحتاج أن نتكلم عليها وحدها، فكرة الاستهلاك التي غرقنا فيها، هذه الجملة منهج كبير جدّاً جدّاً جدّاً، ” أوكلما اشتهيت شيئاً اشتريته ” لأن كثيراً من الأشياء التي نكبّل أنفسنا بها وتتعبنا جدا وتضغط علينا جدّاً، هي أشياء ليست ضرورية بالنسبة لنا، هي فقط شهوة الإنسان التي مصدرها كما قلنا من العينين التي ننظر بها.

إذاً خلاصة ما نريد أن نقول، أن الإنسان عليه أولاً ألا ينسى نعمة ربنا عليه، وهو ربنا جعل له رقبة وعينين فمن المفترض أن ينظر دينياً ينظر هكذا – فهذه وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم – دينيّاً ينظر هكذا ” لمن هو أعلى ” ودنيويّاً ينظر كذا ” لمن هو أقل ” فإذا لم يفعل؟ فرقبته تعمل مثل الردار، تطلع وتنزل، فإذا نظرت دينيّاً هكذا ” لمن هو أقل ” سأنظر دنيويّاً هكذا ” لمن هو أعلى ” والعكس، فالقضية كيف سأنظر، من المفترض أن فيما يرضي الله – النعيم الذي أتمناه – أنظر هكذا لكي أسارع وأسابق إلى رحمة الله، أما دنيويّاً بماذا نصحنا رسول الله؟ ننظر هكذا ” لمن أقل منك ” ، العينين والسيطرة عليها..

الأمر الثالث والأخير: تذكّر الإنسان للآخرة، تذكّر الإنسان للآخرة، النبي صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ثوب حرير، فالصحابة ظلّوا يمسكونه وينقلوه بعضهم لبعض، يتعجّبون من لينه، تخيّل هم جالسين – ايه ده الله، وبعدين واحد يسحبه: وريني كدا – فالنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم، – وخلي بالك دول الصحابة يعني – فهم بني آدمين أيضاً – الله ايه دا، اللهم صل على النبي ايه الحلاوة ديه – نعم هم عملوا هذا، فمشكلتنا أننا نأخذ النص باللغة العربية الفصحى فلا نستطيع أن نترجمه، هذه مشكلتنا في الدين، أنت تقرأ النص من الحديث – الموقف – تقرأه ” بالنحوي ” لا نستطيع أن نترجمه، إذا ترجمناه باللغة المعاصرة أو حاولنا نتمثّله أو نتخيّله سنجده عادياً ونجد الحياة التي نعيشها.

فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتعجبون من لين هذا، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أرقّ من هذا وألين، إلى أين نقلهم، انظر أين كانوا وإلام نقلهم، هم يقولوا – يا حلاوة ايه الحلاوة ديه – قال لهم هذا، ليس ثياب سعد، ليس ثيابه في الجنة، لا المناديل، المنديل، ” لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أرقّ من هذا وألين ” فماذا فعل؟ وتخيّل نحن هنا في هذا الموقف – نقول الله ايه الحلاوة ديه – وبعد ذلك نقلنا في الجنة، ما الذي من المفترض أن يحدث عندنا، – خلي بالك – هذه صدمة، هذه العبارة عبارة عن صدمة، أنا إذا استوعبتها، هو نقلني من الدنيا للآخرة في ثانية، وجعلني رجعت مرة أخرى – أن عادي يعني مفيش حاجة – الحمد لله دنيتي جيدة، نتيجة لماذا؟ أنه نقل فكري من هنا إلى هناك، هذه هي القضية، أين أعيش بفكري ووجداني؟ أنا أعيش بدنيّاً في الدنيا، إذا استطعت أن أنقل فكري ووجداني إلى حيث مرضاة الله.

فلماذا وصف لنا ربنا الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم لماذا وصف الجنة وصف بالغ؟ لأجل هذا، لماذا وصف النار؟ لكي نستطيع أن نعيش هذا، نخاف من هذه فعلاً، ونتعلق من هذه فعلاً، هي تكون هكذا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم زهدنا في دنيانا ورغّبنا في أخرانا، اللهم زهدنا في دنيانا ورغّبنا في أخرانا

اللهم إنا نسألك فقهاً في ديننا، اللهم إنا نسألك فقهاً في ديننا، وبصيرة في أمرنا

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم تقبّل صيامنا، اللهم تقبّل صيامنا، اللهم تقبّل صيامنا، اللهم تقبّل صلاتنا، اللهم تقبّل صلاتنا

اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، واجعلنا من المقبولين

ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم، ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم