Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

مضغة تحترق

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً.

ثم أما بعد  ،،،

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ

كنا في الجمعة الماضية في حديث عن العلاقة العضوية ما بين القلب وما بين الصدر، وذكرنا أن القلب هو الموجّه الممد لكل جوارح الإنسان بما يكفل حياته وبقاؤه وقيامه بوظائفه، فالقلب يضخ لكل أعضاء الإنسان الدم الصالح الذي به قوام الحياة، ثم يستمدّ منه الدم الذي قد تغيّر باستعماله، ثم يعيد ضخّه إلى الصدر لكي يصلحه ثمّ يستمدّه منه فيقذفه مرّة أخرى وهكذا، إذاً القلب كما أخبر – صلى الله عليه وسلم – هو الموجّه وهو الميزان للصلاح والفساد، والقلب يستمدّ من الصدر، ونحن شرحنا عبر مجموعة من الخطب الكلام عن هذا الصندوق وما يحوي، فقلنا أن الصدر هو محل استقرار النفس، والصدر هو محل وسوسة الشيطان، والصدر هو محل استقبال العلم، فالقلب حينما يستمدّ من الصدر ربما يستمدّ وسوسةً وربما يستمدّ علماً، فعلى حسب ما يحتشي به هذا الصدر على حسب ما يتسرّب منه للقلب وبالتالي الذي سيستقرّ في القلب هذا هو الذي سينضح على جوارح الإنسان.

وأردنا أن نتكلم عن أخطر شيء من الممكن أن يتعرض له الإنسان، ما هو؟ أن النفس حينما تكون أمّارة بالسوء، نحن قلنا أن ربنا – سبحانه وتعالى – ذكر أن النفس لها ثلاث صور، لها ثلاث أحوال، حالة سيئة حالة راقية وحالة مترددة بين بين؛ فالحالة السيئة هي كون النفس أمّارة بالسوء، هذا هو الأمر المستقرّ فيها، هي دائمة التوجيه نحو السيئات، فإذا كانت النفس أمّارة بالسوء واستقرّت فيها وساوس الشيطان فتمكّنت، حينئذٍ أخطر شيء من الممكن أن يتعرض له الإنسان أن النفس الأمّارة بالسوء تحالفاً مع الشيطان تسيطر على القلب.

ولكنّ هذا لكي نوضحه ونوضّح خطورته، لابد ندرك بدايةً ماهية القلب، فنحن اليوم إن شاء الله سنتكلم عن ما هو القلب، والجمعة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن قضية خطورة احتلال القلب، والأثر السلبي لهذا على الإنسان، إذا كانت النفس الأمّارة بالسوء مع الشيطان احتلّت القلب واستولت عليه إلى أين ستوجه وتذهب به، وما الذي سيعصم الإنسان بإذن الله من هذا المحل الخطر.

ما هو القلب؟ نحن قلنا كثيراً أن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصف هذا القلب، هذه المضغة بأنها الميزان لأحوال الإنسان، نحن كل كلامنا هذا يدور حول هذه الجملة، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال أن هذا القلب إذا كان صالحاً ستنبعث الجوارح جميعاً بمقتضى هذا الصلاح، وإذا كان فاسداً تنبعث الجوارح جميعاً بمقتضى هذا الفساد ” ألا إن في الجسد مضغة ” هذه القطعة الصغيرة من اللحم هي الميزان، ” إذا صلحت ” بالتبع صلح الجسد كله، ” وإذا فسدت ” بالتبع ” فسد الجسد كله.

إذاً تستطيع أن تستدلّ بالصلاح الحقيقي – ليس الظاهري – بالصلاح الحقيقي لظاهر الإنسان واستقامة جوارحه على أن هذا ينبعث من مضغة باطنة يسودها الصلاح، وتستدلّ أيضاً – عياذاً بالله – من فساد هذا الظاهر واضطراب هذه الجوارح على أن هذه المضغة الموجّه قد اعتراها الفساد، إذاً إذا أردت أن أصلح، – هبدأ من بره لجوا ولا من جوا لبرا – لأنه لا يوجد معنى لإصلاح الإنسان لصورته الخارجية إذا كان القلب الذي ينبض دائماً ينبض بالفساد.

إذاً النبي – صلى الله عليه وسلم – يشير ويوجّه إلى أن من المفترض محلّ الاهتمام والتركيز ينصبّ حول هذه المضغة الصغيرة، فما هي؟

سيدنا أنس رضي الله عنه يقول، الحديث في سنن الترمذي، ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكثر أن يقول ” يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ” ” ” يكثر أن يقول ” – مش بيقول،، يكثر أن يقول، كان هذا من أكثر دعائه الذي يلهج به – صلى الله عليه وسلم – وكان من أكثر ما يقسم به، كان إذا اجتهد في القسم، – عندما يحب يقسم قسم عظيم – يقول ” لا ومقلّب القلوب ” ” لا ومقلّب القلوب ” ، كان يكثر أن يقول ” يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ” ، فقال أنس: فقلت: يا رسول الله آمنّا بك، فهل تخاف علينا؟.

إذاً النبي – صلى الله عليه وسلم – يتكلم عن ماذا؟ أو بماذا يدعو بشكل دائم ومستمر؟ يقول ” يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ” فسيدنا أنس انتقل إليه شعور بالقلق، النبي – صلى الله عليه وسلم – نفسه على عظيم قدره ومكانته كثيراً ام يلهج بهذه الكلمات، فسيدنا أنس قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” يا رسول الله آمنّا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ” أننا من الممكن أن ندخل في دائرة التقلّب قال: ” نعم، إن القلوب – عموماً – بين إصبعين من أصابع الله يقلّبها كيف يشاء “

يقول شهر بن حوشب في الترمذي أيضاً: قلت لأم سلمة رضي الله عنها ” ما كان أكثر دعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان عندك، فقالت: كان أكثر دعائه أن يقول ” يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ” تقول أم سلمة: يا رسول الله مال أكثر دعائك – ليه؟ – مال أكثر دعائك ” يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك “؟ فقال – صلى الله عليه وسلم – : يا أم سلمة إنه ليس آدميّن ” إنه ليس آدميّن ” – أي إنسان – إنه ليس آدميّن إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله إن شاء أقام وإن شاء أزاغ “

يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، والحديث في مسلم: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ” إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد يصرّفه كيف يشاء ” يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وعن أبيه ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” يا مصرّف القلوب صرّف قلبي على طاعتك “

فالنبي – صلى الله عليه وسلم – ما أكثر شيء يدعو به؟ وما أعظم شيء من الأشياء التي يقسم بها؟ التقليب للقلب، فالصفة الأساسية للقلب وهذا محلّ الخطورة، نحن الآن نتكلم عن القلب، أول شيء مرادف لهذا القلب مطابقة لمعناه أنه يتقلب كثيراً، ليس مستقرّ على حال، ليس الطبيعي له الاستقرار، الطبيعي له هو التقلب.

وفيم يتقلب؟ في أمرين؛ أهواء وآراء، توجّهات وميول، يتقلّب ما بين وجهات ورؤى وتوجّهات وأفكار وميول وأهواء وررغائب وشهوات، فهو – القلب – كل ساعة في حال، ما أكثر الأشياء التي من الممكن أن تؤمّن الإنسان؟ التوجّه إلى الله، النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف كان يواجه هذا الخطر، اللجوء إلى الله – تبارك وتعالى –

طيب، صفة التقلّب؟ يقول المقداد رضي الله عنه ” لا أقول في رجلٍ خيراً ولا شرّاً حتى أنظر ما يختم له – علام يموت – بعد شيء سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، قيل وما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” لقلب ابن آدم أشدُّ تقلّباً من القدر إذا اجتمعت غلياً – وفي رواية الطبراني – إذا استجمعت غلياناً ” ليس مجرد أنه يتقلب، النبي – صلى الله عليه وسلم – يمثّله إذا أنت – جبت حلّة وبتغلي وبتبكبك كدا – حركة اضطراب ومور سريعة دائبة لا تنكف، لا تقف، هو لا يقلب هكذا وانتهى،، لا، هو في حالة اضطراب، فهذا الاضطراب خطر، فسيدنا المقداد يترجم هذا فيقول أنه لن يشهد لأحد بالخير إلى أن أرى أن ربنا – سبحانه وتعالى – قد ختم له بخير، ولذلك قال – صلى الله عليه وسلم – في حديث ابن مسعود: ” إن العبد ليعمل الزمان الطويل – إن العبد ليعمل الزمان الطويل – بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن العبد ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ” ولذلك الإنسان لازم أن يكون قلق على نفسه دائماً ويرتجي للناس الخير دائماً، شعور الإنسان بالإطمئنان علامة على عدم الإدراك، لأنه حتى لو كان بالفعل الآن مغموراً برحمة الله لكنه لا يضمن نفسه – مش ما يضمنش ربنا،، ميضمنش نفسه – إِنَّ الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ربنا قال فَلَمَّا زَاغُوا فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ ربنا – سبحانه وتعالى – لا يصرف قلب الإنسان إلا إذا بدّل هو توجّهاته، لكن الحفظ من الله – سبحانه وتعالى – لأن القلوب ضعيفة والفتن التي يواجهها الإنسان كثيرة.

يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول ” الجليس الصالح خيرٌ من الوحدة، والوحدة خيرٌ من جليس السوء، ألا وإن مثل الجليس الصالح مثل العطر إلا يحزك يعبق بك من ريحه، ألا وإن مثل جليس السوء كمثل الكير إلا يحرقك يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمّي القلب قلباً من تقلّبه، ألا وإن ما مثل القلب مثل ريشةٍ معلّقةٍ بشجرةٍ في فلاةٍ من الأرض تقلّبها الريح ظهراً وبطناً “

 ” الجليس الصالح خيرٌ من الوحدة ” لأن فيها إعانة وتثبيت على الخير، الوحدة ممكن يكون الإنسان نهبة للشيطان، ولكن الإنسان بطبيعته يحب الأنس، فإذا كان من يأنس بهم لا يوجّهونه إلى خير يبقى حينئذٍ انفراده عنهم أفضل لأن هذا أحفظ له، وربنا – سبحانه وتعالى – لابد أن يعوّضه خيراً، قال – صلى الله عليه وسلم – لأعرابي والحديث في المسند قال ” إنك لن تدع شيئاً ” أي حاجة، أي حاجة ” لله إلا أبدلك الله ما هو خيراً لك منها ” هو سيترك هؤلاء ابتغاء مرضاة الله، لابد أن ربنا – سبحانه وتعالى – يبدله بوحشته أنساً، بدلاً من أن يأنس بالبني آدميين في معصية الله، يأني بالله – تبارك وتعالى – وبذكره وطاعته بعيداً عن هؤلاء وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ۝ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله – قعد بمفرده؟ – وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ۝ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ولكن متى كانت هذه الهبة؟ وهو وسطهم؟ ” فلما اعتزلهم… وهبنا ” ” فلما اعتزلهم… وهبنا ” لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا وأين ذهب إسماعيل؟ فإسماعيل هذا هو المنّة الأولى التي امتنّ الله بها على سيدنا إبراهيم، لكن ربنا هنا يتكلم عن ماذا؟ يتكلم عن الأنس المقابل للوحشة، فأين إسماعيل؟ إسماعيل في مكة، لكن من الملازمين له؟ الذي يأنس بهم فعليّاً لقربهم منه من؟ ابنه وحفيده فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا إذاً الإنسان حينما يترك شيئاً – أي شيء – ليتقرب إلى الله، ليبتغي مرضاة الله لابد أن يثق أن ربنا – سبحانه وتعالى – سيعوّضه خيراً.

هل هذا الخير لابد أن يكون من جنس الشيء الذي تركه؟ فمثلاً: صفقة أو عمل به شبهة أو حرام، أنت ستتركها، هل لابد أن يكون التعويض مالي؟ ربما كان مالي، ولكن ليس لابد دائماً يكون مالي، ربنا – سبحانه وتعالى – سيبدله خيراً، خير هذا أي شيء أفضل، من الممكن أن تكون حالة إيمانية ومعنوية وتوفيق لخير وتكفير لسيئة ورفع درجة، ولكن نحن لأننا دائماً مفاهيمنا للأسف أصبحت مادية صرفة، فدائماً ننتظر دائماً العوض المادي، هذا موجود، ولكن ليس دائماً يكون كل شيء هكذا، لكن الثقة اليقينية بوجود التعويض الإلهي.

طيب، ” مثل الجليس الصالح مثل العطر إلا يحزك ” أي أن يعطي لك قليلاً من العطر، ” يعبق بك من ريحه ” أي إن لم يعطك بشكل مباشر فرائحته الطيبة أنت ستنتفع منها وستسرّ بها طالما أنت تجالسه، فالذي سأستفيد به أمر من أمرين، أمر أنا سأحمله معي بعد انتهاء اللقاء تستمرّ معي من تأثّر بحالة أو بكلمة طيّبة سمعتها، أو على الأقل أنا جلست في جو حسن طهّرت به نفسي وأعدت تصفيّتها، أما الصورة المقابلة فرن النار هذا، إذا لم يحرقك أو يحرق ملابسك، فتكون في النهاية شممت رائحة تتعب صدرك، فإذا لم تخرج بعد اللقاء بشيء سيّء ذهبت به، ولكنك في النهاية أفسدت ما أصلح الله منك، ثمّ مثّل القلب وهذا هو الشاهد الذي نتكلّم عليه، ” إنما سمّي القلب قلباً من تقلّبه، ألا وإن ما مثل القلب مثل ريشةٍ معلّقةٍ بشجرةٍ في فلاةٍ من الأرض ” صحراء، لماذا صحراء؟ لأن تأثير الريح في الصحراء يكون كبير وظاهر، رياح شديدة في صحراء وهي معلّقة فقط، فهي ظهراً وبطناً؛ تقلب بشكل دائم.

إذاً القلب الذي جعله ربنا – سبحانه وتعالى – مناط الصلاح ومناط الفساد ما صفته الأساسية أنه دائماً يتبدّل ويتقلّب ويتغيّر، وبناءً على ذلك ما التوجيه النبوي؟ الدعاء الدائم لربنا – سبحانه وتعالى – أن ربنا – سبحانه وتعالى – يرزق الإنسان الثبات، يدعو ربنا – سبحانه وتعالى – المالك للقلوب الذي يملك تثبيتها وتقليبها أن يجعل القلب ثابتاً، ما معنى ثابتا؟ أي مستقر،، ثابت على ماذا؟ على الدين، لا يكون الدين داخل في دائرة التبدّل والتقلّب، هذا هو الأمر الأول، أما الثاني: التصريف، ” صرّف قلوبنا على طاعتك ” إذاً هذا التثبيت لشخص ربنا – سبحانه وتعالى – أعطاه هذه النعمة فيسأل ربنا – سبحانه وتعالى – أن يديمها عليه، وأما التصريف؛ التوجيه، عندما أكون بعيداً، أرجو من ربنا – سبحانه وتعالى – أن يوجّه القلب، يصرفه، يعني يحوّل وجهته، ويجعل قبلته، التوجّه إلى مرضاة الله، صرّف قلوبنا ” على ” طاعتك، لماذا ليست ” إلى ” ، ” إلى ” في المسند، ” اصرف قلوبنا إلى طاعتك ” لماذا على؟ هي تصرف إلى هذه الوجهة، لا تصرف عليها، لماذا ” على ” ولماذا ليست ” إلى ” ” صرّف قلوبنا على طاعتك ” أي: اصرفها إلى طاعتك ثم ثبّتها عليها، هذا ما يسمى في اللغة تضمين.

إذاً كأن النبي – صلى الله عليه وسلم – هنا يدعو بأمرين أن ربنا يرزقه التوجّه الصالح ثم يرزقه بعد الثبات على هذا التوجّه الصالح، عندما تقول ” اصرف قلبي ” أو ” صرّف قلبي على طاعتك ” أي وجّهها إليها لأنها بعيدة، اجعلها تستقبل القبلة التي هي مستدبرة لها، ثم ارزقني يا رب الثبات والاستقرار على هذا، فالثبات والاستقرار هذا يأتي بناءً على ماذا؟ بناءً على الحب، بناءً على الاطمئنان، أنت لا تستقر في مكان إلا عندما تسكن إليه أنت نفسيّاً، النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول ” وجعلت قرّة عيني في الصلاة ” ، قلنا قرّة العين هي وصف للشيء الذي تحبه، تهنأ به، تتعلق به، لا تريد أن تحيد عينك عنه، ” قرّة العين ” الشيء الذي إذا وقعت عليه العين فمن شدّة محبتها له، لهفتها عليه، لا تريد أن تتحول عنه، ” وجعلت قرة عيني في الصلاة ” القلب يجول فإذا حضرت الصلاة سكن واستقرّ لا يريد أن يخرج، لا يريد أن يخرج وَلَكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَلَكِنَّ الله  ليس نحن، وَلَكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ

إذاً التصريف والتثبيت علام سينبني؟ على ما يضع الله في القلب من الحب، هذا هو أساس كل شيء، محبة ربنا – سبحانه وتعالى – ومحبة مرضاة الله، حسن الظن بالله، الثقة بالله، رجاء الخير من عند الله – سبحانه وتعالى – ، هذا هو الذي سيجعل الإنسان يتوجّه هذه الوجهة محبّاً لها راضياً بها، ويستقرّ عليها حينما يرزقه الله – تبارك وتعالى – إياها

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

image 1
مضغة تحترق 2

الحمد لله رب العالمين

إذاً نحن الآن تكلّمنا عن صفة القلب، هو يتقلب آراء وأهواء.

طيب، هناك شيء آخر ربنا ذكره،، ” الفؤاد ” ما الفرق ما بين القلب وما بين الفؤاد؟ الفؤاد: هو القلب حينما يتّصف بصفات معيّنة، إذا أردنا أن نمثّل تمثيل تقريبي، نستطيع أن نقول في الرسمة التي في المنتصف هذه – الصورة – ، أن البياض الذي في العين هذا هو الصدر، السواد الذي بداخله هو القلب، حدقة العين هي الفؤاد، ثم القوة التي تملكها العين من القدرة على الإبصار هذه ما تسمى اللب.

فنحن لدينا ثلاث كلمات؛ القلب، الفؤاد، اللب، كل هذا في كتاب الله، القلب، الفؤاد، اللب، نحن تكلّمنا عن القلب وأصل معناهوخطورة صفة التقلب الشديدة فيه

أما الفؤاد؟ الفؤاد هو القلب حينما يتّصف بصفتين، يشتعل، ويضطّرب، يشتعل، ويضطّرب.

الفأد: أصلٌ يدلُّ على حمّى وشدّة وحرارة، التفأّد:التوقّد والاشتعال، فأد اللحم يفأده فأداً: شواه، والفأد أصلٌ يدل على الحركة والتحريك.

إذاً كلمة الفؤاد هذه ستجعل للقلب كم صفة؟ اثنتان، اشتعال واحتراق، نبضٌ وحركة واضطّراب، إذاً القلب وهو يتقلّب ما بين الاتّجاهات يسمى قلب، حينما يحترق ويشتعل، عندما يتحرق ويضطرب يكون اسمه الفؤاد، – الصورة المحترقة – هذه النار صفة الاشتعال، وهذه الإزاحة هذه هي التحرق والاضطراب.

هذا الفؤاد ما وظيفته، ربنا – سبحانه وتعالى – يقول وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ – ليه؟ – لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وسائل الإدراك لكل المسموعات والمرئيات، وَالْأَفْئِدَةَ محلّ التجاوب والتفاعل مع المسموعات والمرئيات محلّ الترجمة، – عشان يحصل ايه؟ – لكي يشكر العبد ربه – تبارك وتعالى – هل يحصل هذا؟، قال تعالى وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ثم قال تعالى قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ وقال تعالى هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ

إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – في سورة النحل بيّن لنا الحكمة والعلّة والنعمة، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لكي نشكر، هل يحدث لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ قال في المؤمنون وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ وقال في تبارك في الملك هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ۝ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ۝ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ الله  متى هذا؟ ربنا يعلمه وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ۝ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ۝ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ۝ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ أعطينا لهم أشياء لم نعطي لكم عشر معشارها وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ الله وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ۝ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ۝ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ثم ثنّى ربنا – تبارك وتعالى – ببيان حال من نفعه الله بسمعه وبصره، فقال معقّباً وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۝ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

فربنا – سبحانه وتعالى – يتكلم عن أناس ربنا رزقهم أدوات الاستجابة والسماع والهداية ولكنهم لم يستقبلوا هذا وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ لماذا إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ الله  وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا هؤلاء الناس كلهم الذين رزقهم الله أبصار في الدنيا سيعيد عليهم أبصارها في الآخرة لماذا أنا ليس مثلهم، لماذا سلبت هذا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى إذاً أين المشكلة؟ ربنا أعطانا هذا لكي يؤدي به وظيفة، عندما كفر هذا ربنا – سبحانه وتعالى – يبعثه مسوباً إياه، ربنا يعافينا كم من شخص لم يستخدم هذا فيما أمره الله به كم؟ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ولكن وبعد ذلك؟ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ هل الاعتراف هنا ينفع؟ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ لا شيء.

ثم في المقابل أناس، ربنا يتكلم عن أناس غيرنا تماماً، ربنا يتكلم عن شيء آخر تماماً،، جنّ، أناس خارج دائرة الإنس تماماً، لكنهم انتفعوا بما آتاهم الله قالوا قَالُوا أَنْصِتُوا هذا أول خطوة الاصغاء، لكي ينتفع الإنسان بما يلقى إليه إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ۝ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ليست كل أذن، ليست كل أذن.. لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً من المفترض أن هذا هو محلّها، هل كل الناس ستتعظ؟ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ

قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ الكلمات وقعت في الأفئدة فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۝ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى هذه مرّة واحدة، هذه مرة واحدة، كم من مرّة نحن سمعنا قرآن، هذه مرّة واحدة، وهم ماذا كانوا يعملوا، هم كانوا منتشرين، مجموعات من الجن ليعرفوا ما الذي يحدث في الدنيا، هم صعدوا إلى فوق يسترقوا خير السماء، وجدوا شهب وأناس تموت.. فهم لا يفهمون ماذا يحدث، لماذا الحرس الشديد والشهب هذه، ما الذي حدث، هم لا يفهمون، فأناس يبحثوا في كل مكان، فهؤلاء كانوا يسيرون والنبي – صلى الله عليه وسلم – يصلي الصبح في شعب من شعاب مكّة، ومعه جمع قليل من الصحابة، ولما مرّوا سمعوا هذا….. ما هذا؟ قَالُوا أَنْصِتُوا في الجن إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ۝ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ۝ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كل هذا، كل هذا هم أدركوه من الكلمات التي تلاها النبي – صلى الله عليه وسلم – كل ما حصّلوه من هذا العلم ومن هذا الإيمان بناءً على هذا المقطع القرآني الذي سمعوه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يتلو بأصحابه في صلاة الصبح، هي مرة واحدة، كل هذا في مرة واحدة إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ۝ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا – عظمة الله – مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا إذاً الآيات كان فيها ذكر الصاحبة والولد وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا إبليس عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ۝ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى الله كَذِبًا ۝ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ۝ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ الله أَحَدًا كل هذا حصل من آيات هم سمعوها لأول مرة، ولذلك ربنا – سبحانه وتعالى – حذّرنا كثيراً من طول الأمد وقسوة القلب، نسمع لكننا لا نترجم، السمع والأبصار والأفئدة، أين هم؟ أين هم؟ أين محلّهم؟ في محل الشكر، أم يجحدون أين هي

يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ الكلمات أثّرت فيهم حتى أنه لن يستطيع أن يأخذ موقف شخصي إيجابي واجتماعي سلبي، لا يقدر، لا يقدر، لأنهم مفطورين مثل أي بني آدم طبيعي سواءً من الإنس أو من الجن على المحبة للأقربين، محبتهم ومحبّة الخير، لا يقدر أن يحجز عنهم خير، وإلا يبقى ظالم ويكون أنانياً، ويكون ضنين، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وفي المقابل وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ الله  هكذا هي، استقبال السمع والبصر والفؤاد للقرآن سيترتب عليه أمر من اثنين الإجابة أو عدم الإجابة.

ثواب الإجابة: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ أما عدم الإجابة فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وإلا إلى أين سيذهب؟ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ أين سيذهب؟ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا اخرج إن استطعت أن تخرج اخرج، لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ۝ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۝ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ

اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راكضين، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين

اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم إنا نسألك من كل خيرٍ سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك اللهم من كل شرٍ استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون

اللهم إنا نسألك من كل خيرٍ سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك اللهم من كل شرٍ استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم