إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إن من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
ثم أما بعد,،،
لازالنا مع النور العظيم الذى آتانا الله تبارك وتعالى اياه والذى ما نقدره حق قدره أبشر بنورين أؤتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ بحرف منهما إلا أؤتيته كنا مع بسم الله ثم مع الحمد لله واليوم نقف وقفة مع هذا الاسم العظيم الله فنحن نستهل صلاتنا بهذه الكلمة أن نقول الحمد لله والحمد بهذا التعريف ألف ولام تعنى أن الحمد كله لا يكون إلا لله وما بكم من نعمة فمن الله يبقى إذا كلمة الحمد لله تعنى أنه هو المستحق وحده لإن يُحمد وإن كنا نشكر العباد لإجل التسبب فى الخير قال صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس.يبقى إذا الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة بالأصالة لإن هو سبحانه وتعالى الذى يسبب الأسباب هو الذى يعطف القلوب يعنى فلان إذا يُسر لأن يفعل لى خيرا كان هذا من تيسير الله ومن توجيه الله عزوجل لهذا القلب أن يعطف على وأن يقضى لى الحاجة بإذنه تعالى وهو الذى أعطاه القدرة وأعطاه المنة وأعطاه القوة على أن يفعل وعلى أن يكون سببا فى قضاء هذه الحاجة وتلبية تلك الطلبة فهو سبحانه وتعالى للمستحق للحمد بالأساس من وراء الأشخاص ومن وراء الأسباب لكنه سبحانه وتعالى أوصانا أن نشكر من جعلناه سببا لإنه قد تحرك فى تلبية حاجتنا وفى تحقيق ما نبتغيه وفى دفع ما نخافه ونحذره وإذا كل نعمة هى من الله سبحانه وتعالى وكل ما هو من الله فهو نعمة.
يبقى إذا الحمد لله كل ما تيجى لنا بنشوفها نعمة مصدرها مين؟ربنا سبحانه وتعالى وكل حاجة بتيجى لنا مصدرها من الله هى نعمة وإن لم نرها نحن كذلك يبقى لا يكون الحمد لله حمدا إلا بالأمرين النعمة حينما تأتى اللى أنا شايفها نعمة اللى أنا مدرك إن هى نعمة مدرك وجه الامتنان بها فإنما يشكر عليها المحسن والمنعم والمتفضل بها ومسديها سبحانه وتعالى ثم ما جاءنى من قبل الله سبحانه وتعالى وإن لم أره أنا منة وإن لم أره أنا نعمة وإن لم أره أنا خيرا فطالما أنه من قبل الله فهو الخير وهو النعمة وهو المنة أدركنا ذلك اليوم أو أدركناه غدا أو أدركناه يوم لقاءه تبارك وتعالى قال صلى الله عليه وسلم الخير كله بيديك والشر ليس إليك لا يفعل ولا يقدر ولا يقضى سبحانه وتعالى إلا ما هو خير وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وإنما يؤتى الإنسان من قلة علمه ومن إساءة ظنه بربه تبارك وتعالى فنحن نقول الحمد لله هذه الكلمة وهذا الاسم المعظم الله حقيقة إن هذا الاسم العظيم يُهاب ويُعظم يعنى حينما يكون الإنسان بصدد الكلام عن الله خاصة حين يتكلم عن اسم الله فهو يقف موقفا ليس بالهين يتهيب الإنسان أن يتكلم عن الله لإنك تتكلم عن أعظم عظيم وأجل جليل وقطعا سوف نكون مقصرين غاية التقصير حينما نتحدث عن الله لإنه إنما يتحدث الإنسان عن الله أولا على مقدار علمه بالله ثم على مقدار إحساسه بعظمة الله فإذا كان الإنسان جاهلا بربه جاهلا بعظمته جاهلا بصفاته وإذا كان غير مدرك لهذه العظمة غير مستشعر لهذا الجلال فأنى له أن يتكلم ولكن كما قلنا سابقا لابد مما ليس منه بد مهما كان حالنا لاسبيل لنا ألا أن نتلمس ونرجو أن نتقرب ولو بخطوة إلى هذا الجناب العظيم ولذلك كان أبو بكر القّافل الشاشى الكبير إمام الشافعية فى زمانه يكون فى مجلسه هو رجل فقيه يدرس ويعلم الناس الأحكام فكان كثيرا ما يكون فى مجلسه عادى هو قاعد طبيعى فيقع عليه البكاء فجأة يقع عليع البكاء وينقطع من كلامه ودرسه ثم يقول ما أغفلنا عما يراد بنا احنا مش هنا مع إنه فى مجلس التعليم وبيان لأحكام الله وكيفية عبادة الله لكن ماذا من وراء ذلك؟ الإنسان مقدم على أمر عظيم خُلق لغاية عظمى ومقدم هو على أمر عظيم وموقوف غدا بين يدى الله يعنى هو حتى فى مجلسه هذا كيف بالإخلاص وكيف بالنية وكيف بالعبادة وكيف بأمره وحاله هو شخصيا مع ربه تبارك وتعالى ورأى هذه الكلمات فهو حينما يرد على ذهنه هذا الخاطر يقع عليه البكاء وينقطع من كلامه وربما لايتم درسه ويقول ما أغفلنا عما يراد بنا طب الناس اللى حوله ايه؟ طلبته فى مجلسه ربما يتعجبون من هذا هو كان قاعد طبيعى خلاص وبعدين فجأة وقع عليه هذا الأمر وتبدل حاله.
طيب هذه الكلمة الله أولا هذا الاسم العظيم إنما يُختص به ربنا تبارك وتعالى لا يشاركه فيه غيره ولا يجرؤ أحد على أن ينازع الله فى اسمه المعظم ولذلك ربما نازعوه تعالى فى اسمه الملك قال صلى الله عليه وسلم إن أقنع الأسماء عند الله أذله وأحقره رجل تسمى شاه شاه بالفارسى ملك الملوك ثم يقول صلى الله عليه وسلم ولا ملك إلا الله طب ما هو ملك كفاية يعنى ملك ديها حاجة مش شوية لا هو يتعاظم طيب إذا تعاظم كان عند الله أخنع وأحقر وأذل ما يكون هكذا الإنسان إذا تعاظم هذا التعاظم لابد أن يعامل ربنا عز وجل بضد مقصوده أن يضعه من حيث أراد أن يرتفع على عباد الله فهو سبحانه وتعالى إنما اختص بهذا الاسم بحيث لاينازعه فيه غيره فرعون قال أنا ربكم الأعلى أراد أن ينازع فى هذه الربوبية وفى العلو أيضا فاسمه تعالى الله ليس له فيه سمى قال تعالى هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً.
وهذا الاسم المعظم لايمكن أن يحل محله غيره يعنى لو طلعنا بره دائرة العربية لا نستطيع أن ندرك شيئا من مرام هذا الاسم المعظم ولذلك كانت العربية نفسها منة من الله تبارك وتعالى صنع الله تبارك وتعالى لنا بها الخير لإنه لولا العربية لم يكن ثمة قرآن مش هينفع ولذلك لا يمكنك أن تحيل هذه المعانى القرآنية اللى فى العربية إلى لغة تانية متعرفش ولذلك لايمكن تترجم القرآن ممكن تترجم المعانى الإجمالية لآيات القرآن لكن ما فى مضمون هذه الكلمات العظيمة من معانى لا يمكن أن تترجم ولذلك لم يكن ثمة لغة تتسع لإن تتقبل القرآن إلا العربية لإن مطلوب فى القرآن العربى أن يظهر إعجاز هذه الكلمات وأنها فوق مقدور البشر يبقى احنا عايزين لغة فيها قدر كبير من الاتساع بحيث تبين البون الشاسع ما بين الكلمة الإلهية والكلمة البشرية فلو مفيش الاتساع ده والطبقات المتباعدة لو اللغة ضيقة لا تستطيع أن تدرك الفرق بين المستوى والمستوى ولذلك احنا عندنا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أؤتى جوامع الكلم ده أبلغ الكلام أعلى حاجة فى مستوى الكلام البشرى وتستطيع أنت إذا سمعت أن تميز بينه وبين كلام الله تعالى تمييزا بينا وده أعلى مستوى من البيان البشرى ثم دونه الشعر ثم دونه بقية كلام البلغاء ثم كلام آحاد الناس من امثالنا يبقى إذا هذا الاتساع العظيم لم يكن لولا أن من الله علينا بتلك العربية طب تاريخ العربية النبى صلى الله عليه وسلم يقول أول من فتق لسانه بالعربية المبينة اسماعيل عليه السلام طيب يبقى إذا من منن ربنا علينا سبحانه وتعالى أن أتى باسماعيل عليه السلام وأمه إلى حيث يبنون بيت الله يبقى لو احنا بندور على نشأة هذه الأمة فهذا هو تاريخ نشأتها ولذلك ننسب نحن دائما إلى ابراهيم عليه السلام مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ديها أول منة أن أتى به إلى محلة بيت الله المنة الثانية أن رزقه هذه العربية المبينة طيب اسماعيل عليه السلام بأصل لسان أبيه ليس عربى إنما اسماعيل حينما نشأ عند الكعبة تعلم العربية من قبيلة جرهم يبقى إذا هو أصله مش عربى وتعلم العربية من هؤلاء ثم أتاه الله وحيا يرقى به هذه العربية إذا ترقية العربية كانت وحيا إلهيا ليه؟ عشان هيجى بعد زمان طويل كتاب الله الختام يتنزل فتكون العربية حينئذ تستطيع أن تستقبل كلام الله قبل كده مينفعش العربية بتاعة جرهم مكنتش تنفع آخرها ميجبش أول من فتق لسانه بالعربية المبينة التامة اسماعيل عليه السلام.
ثم نزل القرآن فكان أول مانزل اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ يبقى ده خطاب فى دائرة الربوبية أول خطاب فى دائرة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَاقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ثم فى ثالث تنزيل ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَلَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فى تتمة التنزيل يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ وربك ثالث مرة وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ثم أَيُّهَاالْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًاإِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًاطَوِيلًاوَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا يبقى إذا الأربع سور اللواتى بدأ بهن التنزيل بتدور حوالين معنى الرب ونعم الرب واللجوء إلى الرب وإلى عطاءات الرب سبحانه وتعالى ثم نزلت الفاتحة خامسة التنزيل تبدأ بالحمد لله يبقى ديها بعد ذكر الرب فى الأربع سور أول مرة نخاطب فى القرآن بهذا الاسم العظيم الذى سوف يتكرر 1576 مرة بما لا يدانيه ولا يقاربه أى اسم آخر من أسماء الله يبقى إذا أول ما خوطب المسلمون أول ما وجه المسلمون لهذا الاسم العظيم كان فى هذه الكلمات الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يبقى إذا الرب الذى كرر وقرر ذكره فى السور الأربع جاءت كلمة الله لكى تستند إليه يبقى ربنا سبحانه وتعالى بيأمرنا أن نحمده ثم يعطى سبحانه وتعالى حيثيات الحمد الْحَمْدُ لِلَّهِ ليه هو سبحانه وتعالى رَبِّ الْعَالَمِينَ أولا هو الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثانيا وهو مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ثالثا ولذلك استحق أن نخاطبه فنقول إِيَّاكَ نَعْبُدُ ربنا سبحانه وتعالى نفسه العظيم المعظم فى عليائه يعطينا نحن البشر الضعفاء العاجزين يعطينا سبحانه وتعالى حيثيات لحمده وعبادته طب هل احنا كنا محتاجين حيثيات مبررات مسوغات لكى نحمد ربنا لكى نعبد ربنا إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ قبل أن نذرئ وأن نبث فى هذه الأرض إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواإِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْل وَكُنَّا ذُرِّيَّة مِنْ بَعْدهمْ أَفَتُهْلِكنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ فانقطعت الحجج وانقطعت عنا المعاذير قبل أن نبث إلى هذه الأرض كل مولود يولد على الفطرة قَالَتْ رُسُلُهُمْأَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ولكنه سبحانه وتعالى برحمته يعطينا الحيثيات المنطقية التى على أساسها نتوجه إليه ونعبده ونحمده سبحانه وتعالى فأولى بالبشر القاصرين بين يدى أعمالهم وبين يدى ما يقولون وبين يدى ما يطلبون وبين يدى ما يزعمون أن يتأسوا بالعظيم سبحانه وتعالى فيقدموا حيثيات لكل ما يدعون ولكل ما يطلبون ولكل ما يقررون إذا كان الرب سبحانه وتعالى الذى لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون هو سبحانه وتعالى يقرر ذلك فنحن أولى بذلك التقرير إذا فنحن نحمد الله تبارك وتعالى على هذه الحيثيات الثلاث العظمى رب العالمين الرحمن الرحيم وإنه هو سبحانه وتعالى هو المالك لهذا اليوم العظيم الذى إليه تصير الأمور أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.
الحمد لله رب العالمين، فماذا يحمل هذا الاسم العظيم فى طياته هل هو مجرد علم؟ نتوجه إلى الله تبارك وتعالى به وندعوه ونقصده تعالى به سبحانه وتعالى عن غيره فلا يساميه فيه غيره أم فى مضمون هذا الاسم لو قلنا إن الصحابة رضى الله عنهم وهم مع رسولهم صلى الله عليه وسلم وهم يستقبلون فاتحة الكتاب احنا قولنا إن الحمد لله ديها كانت فى التنزيل الواقعى فى الترتيب هى فاتحة ذكر اسم الله وهى كذلك فى ترتيب القرآن الذى قرر لهذه الأمة بعد اكتمال التنزيل هى أيضا فاتحة التعرف على الله ولذلك كانت فاتحة الكتاب أول ما تخاطب ربك تبارك وتعالى وأول ما تتلو تقول الحمد لله طيب انعكاسات هذه الكلمة أو إدراك المخاطبين بها ايه؟ سواء من آمن أو من لم يؤمن لإنهم هم مشتركين فى إدراك المعنى من حيث اللغة التى يخاطبون بها يبقى الكلمة ديها هيجى وراها معانى ولذلك احنا أمرنا بتدبر القرآن ولا يمكننا التدبر بدون إدراك لأصول هذه المعانى ما هتيجى ازاى؟ فى حاجات احنا ممكن نفهم بسهولة بس مش كل حاجة كده والأشياء العظيمة اوى هى عميقة جدا يعنى كلمة الله أو كلمة الرب دول أعظم كلمتين عمقا ودلالة مش هقدر أدركهم بدون شئ من البحث والتنقيب حول شئ من أعماق هذه المعانى لإنها عميقة جدا ولن نستطيع إن نصل إلى عمقها ولا إلى قريب منه لكن كلما ازدادنا تعمقا ازدادنا إدراكا وبالتالى بإذن الله وتوفيق الله نزداد شعورا وإحسانا لإن المفروض الإحساس يرتب الإحسان.
فالله أصلها الآله الهمزة اللى فى النص اتشالت تخفيفا واختصاصا تخفيفا لإن ديها أكثر كلمة بتلهج بها الألسنة لازم تكون خفيفة على ألسنتنا لإننا دائمى التعلق بها ودائمى الحاجة إليها فمن رحمة الله إن الكلمة نفسها تخفف تبقى سهلة على اللسان ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم من منن ربنا فى كلمات معينة قوله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فجعل من المنن فوق إنها محبوبة إلى الله سبحانه وتعالى فوق إنها ثقيلة فى ميزان العبد خفيفة يسهل عليها أن ينطق بها يسهل عليها أن يكررها ويرددها فكان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن تُنزع الهمزة للتخفيف طب والاختصاص إن كلمة الآله ممكن حد يجى ينازع فيه فلما نزعت ارتفعت لما نزعت الهمزة وخفت ارتفعت فصارت حيث تصان عن أن يُنازع الله تبارك وتعالى فيها تبقى الآله ديها معناها ايه؟ أله يأله عبد يبقى إذا أصل كلمة الله فى أصلها اللغوى الذى يستحق أن يُعبد ولذلك كانت كلمة الآله فى لغة العرب لا تطلق إلا على الآله الواحد حتى بدون نزع الهمزة الآله لاتطلق إلا على الله ولم يكن العرب يعرفون شركا فلما جاء عمرو بن لحى الجزاعى بالشرك من الشام طلع الشام لقى عندهم هبل كده عجبوا قالهم ده ايه قالوا ده حاجة احنا بنتمسح فيه كده لما نحتاج حاجة فبتشتغل معنا طب يا جماعة هاتوه هات بقى هبل على اللات والعزى على مناة أنت لما تيجى تقرا تلاقى قصص غربية وبعدين أصلهم قوم نوح عليه السلام طب قوم نوح عليه السلام كانت الأصنام ديها رموز لناس صالحين ماتوا وهم عايزين يفتكروهم فنصبوا لهم أصنام لأجل ايه تذكار ده الأول طب بعد التذكار بتوالى الأجيال الدنيا بتمشى كده بتوالى الأجيال تعظيم يتزايد لدرجة العبادة بس مفهومة وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا دى مفهومة فى التاريخ والتراث بتاعهم الثقافى دول موجودين لو سألت قوم نوح مين دول هيقولك فى التاريخ عندنا ده فلان الفلانى ثم أوحى الشيطان إلى عرب الجاهلية قبل الإسلام إن هم يحفروا ويطلعوا الأصنام ديها وينصبوها كل قبيلة اخدت صنم ولذلك تلاقى فى عبد يغوث طب يغوث ده منين طب التانيين قوم نوح دول مفهومين يعنى أنت فاهم فى التراث دول موجودين طب الناس دول طلعوا دول بتاع ايه يعنى لو سألتهم دول مين ميعرفوش على فكرة قبل ما ينزل القرآن ويسمى هؤلاء الأصنام الناس ديها انقطع تاريخها من أيام الطوفان محدش يعرف عنهم حاجة بس هى كده هم طلعوهم وشغالة برضوه ما هى كلها أصنام مش فارقة كلها شبه بعضيها لكن العرب لما أتاهم عمرو بن لحى الخزاعى لإن خزاعة هى فى الوقت ده اللى قائمة على البيت والرجل ده كان الزعيم بتاعهم فأى حاجة بيقولها بيمشوها حتى لما عملت كده لا تطلق الآله إلا على الله ولذلك لا يطلقونها إلا تقييدا مثلا آله بنى فلان أو رب بنى فلان لكن لا يقولون الآله بقيت هذه أيضا مختصة بالله سبحانه وتعالى لذلك هم كانوا مدركين إن مع كل شئ العظمة لله وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ولذلك احنا مر معنا ان النبى صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يكتب كتاب صلح مع قريش فى الحدييبة قالوا له اكتب باسمك اللهم لما عملوا الصحيفة الكلام ده اقولنا قبل كده للقطيعة كتبوا فى بدايتها ايه باسمك اللهم وعلقوها فى الكعبة إذا بقى العرب يدركون عظمة الله وإنه فوق كل حاجة طب والآلهة ديها الأصنام ديها مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى يبقى برضوه ربنا فوق سبحانه وتعالى اسمه مختص وصفته مختصة به والخلق خلقه والأمره أمره لكنهم تصوروا إن الأصنام ديها رموز لصالحين أو ملائكة لهم مكانة خاصة عند الله فهم وسطاء بنلجأ إليهم عشان يتوسط لنا عند ربنا فى جلب خير أو دفع ضر ولذلك احنا لازم نتقرب إليهم ومينفعش نزعلهم لإن زعلهم يستجلب السخط العالى.
ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم فى سنن الترمذى يقول عمران بن حصين :أنه سأل أباه قال يا حصين كم آلها تعبد قال سبعا ستة فى الأرض ديها الأصنام وواحد فى السماء قال فأى ذلك تجعل لرغبتك ورهبتك لما تكون عايز حاجة أو خايف من حاجة تروح فين قال للذى فى السماء يبقى هو فى ستة فى الأرض اهما طب لما تحتاج حاجة أو تخاف من حاجة تقلق تعمل ايه بتجرى تروح فين فوق فقال له صلى الله عليه وسلم إن أسلمت علمتك كلمتين تنفعناك أصل هيقوله ايه إذا هو بيسأله أنت كم تعبد قاله ستة وواحد طب وأنت لما بتحتاج حاجة بتروح فين قاله بطلع فوق حتكلمه وتقوله ايه بعد كده قال خلاص لما تسلم حقولك كلمتين ينفعوك أصل هيقوله ايه تانى الموضوع انتهى مفيش مدعاة للنقاش أكتر من كده فما لبث أن أسلم قال يا رسول الله الكلمتين اللتين وعدتنى قال قل اللهم ألهمنى رشدى وأعذنى من شر نفسى ايه الكلمتين قال اللهم اللهم ديها اللى هى الله اللهم ألهمنى رشدى وأعذنى من شر نفسى هم كلمتين الكلمتين دول هم خلاصة الإسلام إذا أسلمت هقولك الكلمتين دول فينفعك الله بهن أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يلهمه رشده يقذف فى قلبه أن يسلك سبيل الرشاد وأن يعيذه من شر نفسه الأمرة بالسوء التى تؤذه إلى طريق الغواية والمعصية والبعد عن الله يبقى هو الموضوع كله كده إن ربنا يلهم الإنسان رشده فيبصر طريقه ويعيذه من شر نفسه فلا يحيد عن طريقه بعد ما أبصره ما هى المشكلة كده يا أما مش شايف يا أما شوفت وحبت حاجة تانية فأنا عشان أصل إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رحمة الله هم الكلمتين دول أول حاجة إنى أبصر أشوف أشوف طريق الرشاد فعلا ابقى فهمه ومدركه ابقى شايفه كويس وبعد كده نفسى وهواى وشيطانى يريد أن يدفعنى باتجاه الضلال باتجاه البعد عن رحمة الله وأنا أدرك طريق الرشاد فاطلب من ربنا أن ربنا يعيذنى يعنى ايه يعيذنى احنا قبل كده أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذكرنها مرارا يعصمنى يحمينى يحفظنى يبقى إذا أنا لا أستطيع أن أخرج من أسر الهوى والشيطان والنفس الأمرة بالسوء إلا بإعاذة الله إلا بعون الله إلا بتأييده وتسديده يبقى الله أصلها الآله لها باقى الوقت مش هيسمح إن شاء الله فى الجمعه القادمة هنبحث إن شاء الله اعمق فى دلالات ومعانى هذه الكلمة بحيث إذا أدركناها نحن ندرك إن مجرد التدبر فى هذه الكلمة أو إدراك معانيها يكفى لتتميم بناء الإيمان للإنسان هى كلمة واحدة هى كلمة الله والرب لو أنا آمنت بهم أدركتهم وآمنت بهم هذا يكفى فى أن يتم الله عز وجل للإنسان بنيان إيمانا كاملا يقوده بإذن الله إلى رحمته وإلى رضوانه.
اللهم ألهمنا رشدنا وأعاذنا من شرور أنفسنا اللهم ألهمنا رشدنا وأعاذنا من شرور أنفسنا
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا
اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصر على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هى دارنا
اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا قلوبنا على دينك .. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا قلوبنا على دينك .. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه …
اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا قلوبنا على دينك
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
اللهم ارحم فى هذه الدنيا غربتنا اللهم ارحم فى هذه الدنيا غربتنا وارحم اللهم عند الموت كربتنا وارحم اللهم عند الموت كربتنا وارحم اللهم فى القبور وحشتنا وارحم اللهم فى القبور وحشتنا وارحم اللهم فى القيامة ذل مقامنا بين يديك وارحم اللهم فى القيامة ذل مقامنا بين يديك.
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم