بسم
الله الرحمن الرحيم والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أول
حاجة أنا سعيدجدا إن إنتوا جيتوا انهاردة الحقيقة، إحنا كنا امبارح بنتكلم على
التأسيس الإيماني، ولو انتوا مش عارفين يعني إيه تأسيس إيماني، والذاكرة ضاعت.. مش
مشكلة المهم إن انتوا جيتوا. وبما إننا شعب يشق الاعتصامات فأنا ححاول أننا نتكلم
عن مقومات الإعتصام بالله.
أولا
ما هو الإعتصام؟ الإعتصام هو الإستمساك الشديد والتشبث بالشىء, فلو أننا إعتصمنا
بمكان فهذا معناه أننا سنظل فيه ولن نرحل عنه. الله سبحانه وتعالى يقول يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ
وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ
يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ثم قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.
الله
سبحانه وتعالى ذكر مرتبتين أو درجتين أو نوعين من الإعتصام.. الإعتصام بالله,
والإعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى. أول أمر أن الله سبحانه وتعالى حذر المؤمنين
من أن يطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب أو يوافقونهم على غيّهم.يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ
خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا
يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا
آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ
مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ
تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى
عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ.
إذن
ما العاصم للمؤمنين من أن يسلكوا سبيل هؤلاء؟
أمران:
الآيات التى تتلى، والنبى صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة ونموذج إعمال
وتطبيق الدين. ثم قال تعالى وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ثم قال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
إذا قيل للإنسان لا تموت إلا مسلم والإنسان لا يعلم متى يموت فهذا بمثابة
أمربملازمة الإسلام وبالإستمساك بالإسلام حتى يأتى للإنسان أجله وهو على ذلك, نسأل
الله سبحانه وتعالى أن يتوفانا على ذلك. ثم قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
إذن
فنحن لدينا الآن نوعان من الإعتصام, الإعتصام بحبل الله وهو القرآن, لماذا سمى
الله سبحانه وتعالى القرآن حبلاً؟ الحبل هو السبب الممدود بين شيئين. يصل شيئا
بشىء, فالقرآن هو الحبل الذى يصلنا نحن من على الأرض بالله سبحانه وتعالى فوق
سماواته.. فالحبل الممدود بين السماء والأرض هو القرآن ومن إستمسك به سيرقى فى
مراقى الوصول لله سبحانه وتعالى, الإعتصام بحبل الله معناه التمسك الشديد بالقرآن..
الإستمساك التام بأوامر الله تبارك وتعالى.. تنفيذ الأوامر الإلهية كما يحب ربنا
سبجانه وتعالى ويرضى.
هل
الإعتصام بحبل يكون يكون كل فردأو مجموعة على حدة؟ قال الله تعالى
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا فنحن لكى نحقق معنى الإعتصام
بالقرآن يجب أن نكون جميعا معتصمين اعتصاماً واحداً. التفرق والتشرذم وانقسام
المسلمين بانقسام العرقيات أو القوميات أو الجنسيات أو الأحزاب والجماعات كل هذا
مرفوض فى كتاب الله تبارك وتعالى.
إذن
طالما بقينا شيعاً إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ
مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ. إذن لكى نحقق الإعتصام بين أهل الإسلام يجب أن
يستمسكوا بالقرآن وهم جميعا يداً واحدة.
النبى
صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمنين – لم يقسّمهم – فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
كمثل الجسد – المؤمنين كلهم لم يقسّمهم أقساما ولا فرقا – إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر الجسد بالسهر والحمى. هذا أول أمر.
ماذا
سيعطينا الإعتصام بكتاب الله؟ الإعتصام بالكتاب سينير لنا السبيل ويوضح لنا هل
نسير فى الطريق الصحيح أم الخطأ. وإن كانت الأمور متداخلة وغير واضحة أين الطريق
الصحيح. عندما تكون الدنيا ظلام فلن نرى شيئا ولا يستطيع تبين أى طريق يسلكها, هل
هذا الطريق ميسر أم أنه مسدود ومغلق؟ هل الطريق به حيات وعقارب أم أنه آمن؟ هل هو
طريق ممهد أم غير ممهد؟ لا نعلم شيئا فهى ظلمة كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ
إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.
إذن
فالكتاب سيعطينا النور وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ
أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ
جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
فالكتاب
سيعطينا الهداية وينير لنا الطريق قال تعالىقَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا
بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ
اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى سيعطينا الهداية التى عكسها
الضلال، وسيعطينا السعادة التى عكسها الشقاء. إذن بإعتصامنا بالكتاب وإلتزامنا
وإجتماعنا كمسلمين عليه يحصل لنا التيسير بالهداية والسعادة. هل نسلم ونأمن؟ لا..
فربما نُحارب, فهناك من لا يحب هذا وهم أعداء للدين, فماذا نفعل؟ بعد هذا الإعتصام
يأتى إعتصام آخرفَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ
فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا
إذن
بعد الإعتصام بحبل الله يكون هناك الإعتصام بالله نفسه جل وعلا.. بمعنى الإلتجاء
إلى الله والإحتماء بالله لأنه هو السند والعون والمدد والحماية.
فنحن
لو إعتصمنا بالحبل – كتاب الله – من الممكن إن يتألب علينا الناس ولكننا نعلم أن
هناك فى النهاية الله سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده, والله سبحانه وتعالى
بكل شىء محيط وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ كل
الناس فى سلطان الله سبحانه وتعالى.
إذن
بعد الإعتصام بالحبل يكون الإعتصام بالرب سبحانه وتعالى الذى نزّل هذا الحبل وهو
الإله العظيم. إذا إعتصم الإنسان بالله سبحانه وتعالى سيهدى له الحماية والأمن
والطمأنينة التى يبحث عنها فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ.
ولكى
نصل لهذا, الإعتصام بالحبل والإعتصام بالله فنحن نحتاج إلى أن نستعصم..أى نطلب
الدخول فى هذه العصمة.قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ
وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ما معنى استعصم؟ معناها
طلب الدخول تحت العصمة الإلهية وأن يكفل الله له العصمة والحماية وَلَئِنْ
لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ
رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ
عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ.
إذن
لكى نحصل على حقيقة الإعتصام لا بد أن نطلب الإستعصام أى ندخل فى دائرة أو تحت
مظلة أو تحت حماية العصمة. فنحن نحتاج أولا أن نستمسك بالكتاب.. وأن نذيب الفوارق
الموجودة فى دائرة الإسلام لتصبح دائرة واحدة..دائرة الإعتصام الصحيح.
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، ونحتاج ثانياً أن نبتهل إلى الله
ونطلب منه ونرتجى من الله سبحانه وتعالى أن يدخلنا فى دائرة العصمة بالإستعصام,
فإذا فعلنا ذلك كان ذلك هو الإعتصام الذى يكفل الله له الحماية والرعاية والخير فى
الدنيا وفى الآخرة.
أقول
قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم