Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

من دلائل النبوة

الحمد لله الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًاوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً وتوحيداً، وأشهد أن محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً ثم أما بعد :

مازلنا مع حديث البر والإحسان، في كتاب ابن حبان وغيره بسند جيد  وله طرق تشده عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه يقول: لما أراد الله عز وجل هدى زيد بن سعد. قال زيد: كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه، يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما. يقول: فجعلت أتلطف لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكي أخالطه فأنظر ذلك منه.

فزيد يحكي لعبدالله بن سلام رضي الله عنه، يحكي له كيف كان إسلامه، يحكي أولاً قد علم واطلع وعرف كثيراً من أمارات وعلامات النبوة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظر إليه ولم يتبقى له إلا علامتين، وإذاً فعلامات ودلائل النبوة علامات كثيرة صنف فيها العلماء كتباً وسطروا فيها صحائف، هذه العلامات إنما يراد بها الدلائل التي تثبت للعبد أن هذا الرجل صادق فيما يدعيه على ربه تبارك وتعالى أنه قد أرسله إلى الناس كافةً بشيراً ونذيراً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا

وكانت من رحمة الله عز وجل أن عدد هذه الدلائل حتى تستوعب العباد جميعاً، وأن كل عبدٍ يريد معرفة الحق والصواب، يريد الوصول إلى الهداية والرشاد، أن الله سبحانه وتعالى يقيم له هذه الدلائل والعلامات ليوصله إلى هذه الحقيقة وما يبلغ به هذا اليقين.

من ذلك أن عبدالله بن سلام رضي الله عنه نفسه الذي يحكي عن زيد بن سعد، حكى عن نفسه رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فانجفل الناس إليه فكنت فيمن انجفل ( انجفل: أي أسرع )، لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينته صلى الله عليه وسلم أسره الناس إليه ،مسلمهم ومشركهم، وثنيّهم وكتابيّهم – وعبدالله بن سلام كان من علماء وأحبار اليهود – فأسرع الناس جميعاً إليه مسلمهم يريد أن يمتع نفسه برؤيته ولقائه وأن يسمع كلامه وحديثه، ومشركهم يريد أن ينظر في وجه هذا الرجل ويسمع كلامه ليتفقد حاله ويعلم كيف يكون شأنه معه، وأما الكتابيّ فعنده دلائل وبيّنات يريد أن ينظرها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حاله كما فعل زيد بن سعد، لكن عبدالله بن سلام رضي الله عنه يقول: فكنت فيمن انجفل، فلما أن رأيته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، هكذا وهكذا فقط.

لم يكن يحتاج إلى أن يحادث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أن يخاطبه ولا أن يتناقش معه ولا أن يعرض عليه أموراً، كان يكفيه ويكفيه فقط، أن ينظر في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لأن هذا الرجل الذي أتى إليهم إما أنه صادق في دعواه أنه رسول رب العالمين إلى الناس كافة، فلابد أن يكون هذا الرجل الذي اختاره الله عز وجل على عينه فيه من الفضائل والخصائص والخلال والصفات ما يظهر للناس صدقه، وأمانته وبره وإحسانه، وإن لم يكن كذلك فهو العيّ، دجال كذاب يفتري على الله الكذب ويدعي زوراً وبهتاناً أن الله عز وجل قد أرسله ولا يكون هذا العبد إلا مريباً، ذو مرأىً ينقبض منه العباد، فلا يمكن أن يلتبس رسول بدجال أبداً.

فلما أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر في وجهه، فرأى فيه أمارات الخير والبر والإحسان التي ترتاح وتسكن إليه النفس.

يقول: فعلمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فلم يكن يحتاج بعد ذلك إلى دلائل ولا إلى بينات.

ثم يقول ابن سلام رضي الله عنه: فكان أول ما سمعته يقول أنه قال: يا أيها الناس أفشو السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.

يقول ابن سلام رضي الله عنه أن هذه كانت أول كلمات قرعت مسامع الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما وصل إلى المدينة، يخاطب الناس كافة من دخل في دينه ومن لم يدخل،

وهذه الأشياء الذي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصح ولا تقبل من عبدٍ إلا إذا آمن بالله عز وجل، إلا إذا وحد ربه عز وجل وتوجه إليه خالصاً فكان الأولى في التقديم أن يدعوهم إلى عبادة ربهم تبارك وتعالى، ثم يدعوهم إلى هذه المواقف، لكنه صلى الله عليه وسلم اختار أن يبدأ كلماته في هذا المجتمع الذي لم يأت إليه إلا الساعة بهذه الكلمات.

أول ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأمر بإفشاء السلام في مجتمعٍ تسوده الفرقة والإختلاف، يسوده التنازع والتصارع والإقتتال، كانوا قبل زمان وجيز قد دخلوا في حروب متتابعة حتى كادت أن تفنيهم، بينهم إحن وضغائن وشحناء.

فكان أول ما خاطبهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السلام، إفشاء السلام، وإفشاء السلام أي إلقاء التحية التي ترتب أمنً وسلام، وقد ذكرنا هذا المعنى قبل ؛

أنه حينما يلقي إنسان على إنسان سلامً فهو يضمن هذه الكلمات أنه لا يناله منه إلا كل أمن وسلامة، وأنه لا يمسه بشر ولا بسوء ولا يضمر ذلك في نفسه، ولذلك جُعلت هذه التحية، تحية أهل الإسلام وتحية أهل الجنة.

تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ولذلك لما دخل عمير بن وهب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أنعم صباحاً يا محمد صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ” قد أبدلنا الله بتحيتك ما هو خير منها أبدلنا بها التسليم ” لأن أنعم صباحاً هذه ( يعني صباح الفل كلمة ملهاش أي معنى ولا ليها أي دلالة ) ولا ترتب في حق ملقيها أي أثر ولا أي مسئولية, لكن إذا قلت لإنسان السلام عليكم, فهذا عهد مني له ألا يناله مني إلا الأمن والسلامة, هذا تعهد أتعهد به لمن أخاطبه ” أفشوا السلام وأطعموا الطعام ” الإحسان إلى أهل الفقر والفاقة والاحتياج ” وصلوا الأرحام ” التي قد قطعت بهذه الضغائن وهذه العداوات التي وقعت بينهم, وقد كانت الأوس والخزرج بنو عم قبل أن يقع الاقتتال والفتنة ” وصلوا والناس نيام ” إذا فعلتم ” تدخلوا الجنة بسلام “.

نعود إلى زيد بن سعد رضي الله عنه فهو يقول أنه يريد أن يتحقق من هاتين العلامتين, وما كان يحتاج إلى ذلك, لأنه إذا ثبت عندك بعض دلائل النبوة بيقين, فأنت لا تحتاج إلى تتميم بقية العلامات, إذا كانت النبوة من فضل الله عز وجل على العباد أن لها من الدلائل الشئ الكثير فأنت إذا ثبت عندك بعضها ثبتت عندك النبوة ولا تحتاج إلى بعد ذلك إلى مزيد من الدلائل ولا مزيد من البينات, فأنت إذا تلوت كتاب الله عز وجل علمت يقيناً, أنه لا قبل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بهذه الكلمات, سواء منها ما تعلق بأمور الغيوب الماضية والمستقبلة التي لم يكن له بها علم صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ۝ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ولذلك قال الله تبارك وتعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ من أين تأتي بهذا العلم, بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ, فهو يريد أن يستوثق من اكتمال العلامات والبينات, ولكي يتحقق من ذلك أراد أن يتلطف أن يقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه خفي, لا يلتفت فيه إليه صلى الله عليه وسلم حتى ينظر في تعاملاته, حتى يتحقق من هذه العلامة ومن هذه الآية ( حين تجد ) وظل يتتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حركته وسكونه حتى يتحقق من ذلك, يقول: ” فبينا هو يوم خارج من الحجرات ” من حجرات أزواجه ” ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ لقيه رجل على راحلته كهيئة البدوي ” رجل من أهل البادية يركب ناقة أتى بها من باديته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا رسول الله: إن قرية بني فلان ” وروي أنه قرب بصرى ناحية ديار الشام ” قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وقد كنت أخبرتهم أنهم إذا أسلموا أتاهم الرزق رغداً وقد أصابهم شدة وقحط من الغيث وإني أخاف أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً, فإن رأيت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترسل إليهم شيئاً تغيثهم به فعلت ” ابعتلهم فلوس ” فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل بجانبه, يقول زيد أظنه عمر أو قال الله أعلم فقال: لم يبق منه شئ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ويكأن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده بقية من زكاة أو صدقة أو مال وكان لا يبقي عنده شيئاً إذا أتاه أسرع ينفقه هاهنا وهاهنا حتى ينتهي ما عنده ” فنظر إليه كأنه يومأ إليه هل بقي من المال شئ؟ قال: لم يبق منه شئ, قال فدونت منه ” فرصته بقى ” فقلت يا محمد: هل لك في أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ”  يعني أنا هديك فلوس دلوقتي هاخد بيها تمر لم يطلع في أوانه, معلوم يعني مقدار معين إلى أجل معلوم يعني في شهر كذا هتسلمهولي هتسلمني هذا المقدار في هذا الأجل ” من حائط بني فلان ” من بستان فلان الفلاني, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يا يهودي, ولكن أعطيك تمراً معلوماً إلى أجل معلوم ولا أقول من حائط بني فلان “.

فنحن هاهنا أمام أمرين, الأول منهما هذا الرجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل الشاهد في قصتنا هذه هو موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء القوم الذين خشي على دينهم وعلى إيمانهم, فهذا الرجل قد دعا هؤلاء إلى الإسلام ( ده جميل مفيش مشاكل ) لكنه قد تعهد أو أخبرهم أنهم إذا أسلموا أتاهم الرزق رغداً فقحطوا ( طب وبعدين, هو النبي صلى الله عليه وسلم مقلهوش يقولهم كده هو الراجل كده من نفسه قلوهم الكلمتين دول وحصل مشاكل طب هنعمل أيه؟ ) فلما شعر هو بالقلق وأن هؤلاء ربما لا يصبروا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يستمد منه, فيعطيهم فيسكن قلوبهم ويطمأنهم, قد جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المال فتسكن قلوبهم, وهاهنا إشكال, قال الله عز وجل وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا وقال الله تبارك وتعالى على لسان نوح عليه السلام:  فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا, وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا فإذاً فعلاً في موعود الله عز وجل لمن آمن بالله عز وجل سلم لأمر الله وأطاعه أن الله عز وجل يرزقه المعيشة الرغدة, لكن هاهنا الإشكال أنني حينما أقبل على الله لا أقبل على الله لأنني أريد منه هذه الحياة الدنيا, وإنما هذا أثر وثمرة ورزق يعطيه الله عز وجل لمن آب إلى الله وأناب إلى الله وأوى إلى الله عز وجل رغبة في رضوان الله.

فهؤلاء حقهم أن يدخلوا في الإيمان وأن يدخلوا في دين الله رغبة في رضوان الله والدار الآخرة, فإذا فعلوا أعطاهم الله عز وجل ثواب الدنيا وثواب الآخرة, أما أنهم يريدون من الله الدنيا أو لا يريدون الله عز وجل وإنما يريدون من الله فهذا هو حقيقة الداء وأصل الإشكال, ولذلك قال الله تبارك وتعالى مبيناً عقده من عباده المؤمنين قال: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ فإذاً ما شرطه الله لعباده وما شرطه عليهم لم يكن في العقد الذي عاقدهم عليه أن يعطيهم من الدنيا وإنما هذه منة وفضلاً زائداً يعطيه الله عز وجل لمن أراد رضوانه والآخرة, ولا يمكن لعبد, كائناً من كان أن يتعهد للعباد أنه يملك أن يعطيهم شيئاً من الدنيا ( ميقدرش ) ليس هذا من طاقته ولا من قدرته ولا من سلطانه.

عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم تتحول معيشتهم بمجرد مجيئهم إليها رغداً, وإنما كما قال الله تبارك وتعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ لابد من شئ من التميز والتمحيص لكي يعلم الذي يريد الله سبحانه وتعالى حقاً هذا هو الذي يعطى, لكنه يعطى غداً وليس اليوم وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ فكان الخطأ والإشكال هاهنا, أنه ويكأنه ربط إيمانهم بهذه الدنيا, ولذلك قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ” وإني أخاف أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً ” هو يعلم أنه بذلك قد أدخلهم في الدين طمعاً ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاقد أصحابه من الأنصار في بيعة العقبة التي كانت مقدمة الهجرة, عاقدهم على أن يؤوه وأن يحموه وأن يمنعونه مما يمنعون منه نسائهم وأبنائهم فقالوا يا رسول الله ما لنا إن نحن وفينا, قال: لكم الجنة ( مقلش حاجة تاني ) قالوا: ربح البيع, فوالله ما نقيل وما نستقيل ( لاحنا هننقد العقد ولا حتى انت إذا طلبت مننا ننقده إحنا مش هنرجع فيه ) فإذاً قد عاقد الله عز وجل عباده على الجنة وعاقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على الجنة, فحينما فعلوا وحينما امتثلوا وحينما صدقوا وحينما أخلصوا, أعطاهم الله عز وجل.

لكننا الآن أمام موقف, هذا الرجل قد فعل ما لا ينبغي له أن يفعله, ووضع الناس في موقف شك وريبة ( هو دلوقتي عملهم اضطراب, قلنا الدنيا هاتنور معاه وهاتبقى فل وبعدين أول ما دخلنا في الدين الدنيا ضلمت, ده المطر كان بينزل بطل ينزل يا عم هي ايه الحشرة اللي إحنا اتحشرناها دي ) فمع وجود الأزمة فالنبي صلى الله عليه وسلم كان حريص أشد الحرص ( برده الناس دي آمنت لابد اللي إحنا نسعى في ألا نفتنهم, لو عرفت اتصرفلهم في فلوس هاتصرفلوهم في فلوس بس مفيش فلوس ) فنظر إلى عمر رضي الله عنه فلم يجد عنده شيئاً فعلم هذا الرجل أن النبي صلى الله عليه وسلم حينئذً الآن إذا عرض عليه مالاً أنه سوف يقبله على أي حال ( لأنه عايز فلوس ضروري لازم يتصرف في فلوس هيستدين عشان يلحق الناس اللي هناك دي ) فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم هذا العرض, طيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يا يهودي؟ ” ( أيه اللي لأ؟ إنه مش عايز يسمي أو يعين حائط بني فلان, ليه؟ لأن ممكن الحائط بعينه ميثمرش, ده اسمه في شريعة ربنا تبارك وتعالى اسمه غرر, ان دلوقتي أنا هادي واحد فلوس في مقابل انه هو هايديني بضاعة آجلة, طبعاً السعر اللي أنا هاشتري بيه دلوقتي غير سعرها لما تنبت أو لما تخرج الثمرة ده بسعر أقل, هو دلوقتي هيعطيه تمراً معلوماً أي مكيال معين, هاسلمهوله في أجل معين, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: ليس من حائط بني فلان, ده هو في ذمتي أنا الشخصية, لأني لو قلت من حائط بني فلان طب افرض مأثمرش, يبقى الراجل المشتري هياخد بمبة مش أنا المشلكة عند اليهودي اليهودي هو اللي هيلبس أسود أنا مليش دعوة أنا اتفقت معاه من حائط بني فلان طب ده مأثمرش خلاص يخبط دماغه في الحيطة أنا مليش دعوة, هو اللي عين الحائط ده أنا ماقلتلوش حاجة, فالنبي صلى الله عليه وسلم مراعاة لحق اليهودي مش هو, إن الراجل ده ممكن الفلوس اللي دفعها دي مايخدش بيها حاجة قاله لأ المال في ذمتي أنا مينفعش من حائط بني فلان أنا المسؤول عنه, وأنا اللي حاوفيك إياه ملكش دعوة أنا هاجيبه منين ) فقال: ” نعم قبلت فتعاقدا ” فالراجل طلع ثمانين مثقال من ذهب وأعطاها للنبي صلى الله عليه وسلم وبايعه على ذلك, أن يعطيه تمراً معلوماً في أجر معلوم, ” فلما كان قبل الأجل بيومين أو ثلاثة ” هو هنا هيعمل الأكشن هو عايز يجربه هو فضل قاعد مستني حد ينرفز النبي صلى الله عليه وسلم محدش نرفزة وهو متنرفزش فلازم هو بقى يتحقق من النتيجة هيعمل بقى هو الحركة دي هو بقى اللي هينرفزه, قال: ” فلما كان قبل مجئ الأجل بيومين أو ثلاثة ” لسه الميعاد مجاش ميعاد تسليم البضاعة مجاش ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه فلما انتهى من دفنه أتى إلى حائط أو إلى جدار فجلس إليه “, النبي صلى الله عليه وسلم قعد وسند على الحيطة, قال: ” فأتيته فأخذته من مجامع ثوبه ” علطول كده مش يكلمه دي أول حاجة ” ونظرت إليه بوجه غليظ ” مش بس كده لأ هو قلبلوه سحنة كمان ” ثم قلت ألا تقضيني حقي يا محمد فوالله لقد علمتكم يا بني عبد المطلب قوم مطل ” كمان مش بس جاء قبل الميعاد ومسكه من هدومه وقلبله وشه وبيقول انتو أصلاً عيلة مماطلة ” وقد كان لي بمخالطتكم علم ” ولا الكلام ده حصل ولا كان ليه أي علاقة, أنا عرفكوا كويس أنتو أصلاً حلني لما آخذ فلوسي أنا عارف, ثم يقول: ” ونظرت إلى عمر بن الخطاب فإذا عيناه كالفلك المستدير ” بتلف زي المجرات والكواكب, وشه بدأ يجيب ألوان, يقول: ” ثم رماني ببصره فقال: أي عدو الله تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل به ما أرى, فوالله لولا ما أخاف فوتاً ” أي من رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لضربت عنق هذا بسيفي ” لولا إن النبي صلى الله عليه وسلم يزعل وابقى انا عملت حاجة غلط وكده, فالنبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى عمر وقال, يقول زيد والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة فقال صلى الله عليه وسلم: ” يا عمر كنا أنا وهو أحوج منا إلى غير ذلك, أن تأمرني بحسن الأداء ” رغم إن الميعاد مجاش ” وأن تأمره بحسن اتباعه ” أي بحسن الطلب, ” اذهب معه يا عمر فاقضه حقه, وزده عشرين صاعاً من تمر عوضاً عما روعته ” يعني انته فاجعته فاديللو عشرين صاع من تمر زيادة عشان خاطر انت فزعته قال: ” فذهب بي عمر فقضاني حقي, ثم زادني عشرين صاعاً من تمر, فقلت ما هذه الزيادة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعطيك هذا التمر جزاء ما روعتك, فقال أتعرفني, قال: لا من أنت؟ قال: زيد بن سعد, قال: الحبر, قال: نعم الحبر ” فاستغرب عمر يعني ده مش سلوك واحد ولا طريقة يتبعها مع النبي صلى الله عليه وسلم, قال: ” فما حملك على أن قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت وصنعت به ما رأيت, فأخبره الخبر  ” أنه كان عايز يتأكد من هاتين العلامتين أنه يغلب حلمه جهله ولا يزيد شدة جهل الناس عليه إلا حلماً, قال: ” فقد رأيت وعلمت فإني أشهدك يا عمر أني رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً وأن شطر مالي فإني أكثرها مالاً ” أكثر اليهود مالاً ” صدقة على أمة محمدصلى الله عليه وسلم قال عمر: أو على بعضهم ” لأن ما معك من المال أو ثروتك هذه لا تسع أمة محمد جميعاً , قال: ” فعلى بعض أمة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم ذهب زيد مع عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشهد شهادة الحق ثم شهد معه المشاهد كلها رضي الله عنه,

أقول قولي هذا واستغفر الله لي وبكم ,

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال الله عز وجل فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ يعجب الله عز وجل من حال من هلكوا من أمم الأرض أنهم لم ينتفعوا بالموعظة ولم يستجيبوا للرسالة ولم ينفعهم ترغيب ولا ترهيب وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ۝ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فالله عز وجل يقول فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا يريد الله عز وجل أو يخبر عن نفسه تبارك وتعالى أنه كان من إرادته ومن محبوبه تبارك وتعالى أن يستجيب هؤلاء لرسلهم وأن يدخلوا في طاعة ربهم عز وجل فينعمهم ويمتعهم لكنهم أبوا إلا كفراً وشركاً إلا أمة واحدة إلا قوم يونس لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ أتى يونس عليه السلام قومه فأخبرهم أنهم إن تمادوا على ما هم عليه فسيأتيهم العذاب بعد ثلاث, ثم تركهم ومضى خرج قبل أن يأمره الله بالخروج, خرج مغاضباً لقومه, ( هو زهق منهم خلاص, يعني هو بقاله زمان كبير بيدعوهم وهم لا يستجيبون ) فغضب عليهم وحنق عليهم وسخط عليهم, فأخبرهم أنهم إن لم يستجيبوا يأتيهم العذاب بعد ثلاث ثم خرج ( لأنهم مش هيستجيبوا والعذاب هيأتيهم فسبهم ومشي ), فلما أن خرج من دياره وبدأت آمارات وعلامات العذاب تحيط بهم راجعوا أنفسهم, وتابوا إلى ربهم تبارك وتعالى وخرجوا يدعون الله ويجأرون إليه  ويستغفرونه وفرقوا بين كل والدة وولدها من البهائم استرحاماً واستعطافاً لربهم تبارك وتعالى فلما أن فعلوا ذلك رفع الله عز وجل عنهم ما كان مقدراً أن يحيق بهم بعد أيام معدودات, بل إن الله تبارك وتعالى ليس فقط لم يكشف عنهم هذا العذاب وإنما قال: وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ثم قال بعدها: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا إن أي أمة من الأمم أو أي مجتمع من المجتمعات إذا جأر إلى الله تبارك وتعالى, إذا أناب إلى ربه تبارك وتعالى وآب مهما كان حاله سابقاً, فحالنا قطعاً هو أحسن حالاً من حال هؤلاء القوم, الذين كانوا قد كذبوا رسولهم وكفروا بربهم تبارك وتعالى, لكنهم لما استشعروا أو أحسوا بأنهم ربما يحل بهم شئ من سخط الله عز وجل تذكروا واتعظوا وانتبهوا, فلما فعلوا ذلك كشف الله عز وجل عنهم الملم الذي كان مقدراً أن ينزل بهم, وأعطاهم أن متعهم في هذه الحياة الدنيا إلى حين, قال تعالى بعد ذكر قصة يونس عليه السلام: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ,فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ فإذاً حينما تابوا وأنابوا ورجعوا إلى ربهم تبارك وتعالى كشف الله عز وجل عنهم وهي سنة ماضية, ونعمة باقية من الله تبارك وتعالى لكل أمة من الأمم ولكل مجتمع من المجتمعات يريد أن يكشف الله عنه سوءاً أو ضراً أو بلاءاً أو شراً أو فتنة, أن ينيب أو يتوب إلى الله عز وجل هم لم يفعلوا شيئاً, إلا أنهم خرجوا إلى الصحراء يصدقون التوبة يجأرون إلى الله تبارك وتعالى يستعطفونه ويسترحمونه وفقط, فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ  فليس بيننا وبين أن ننال رحمة الله عز وجل ليس بيننا وبين أن ننال النعيم والسعادة في الأولى والآخرة ليس بيننا وبين أن نكشف عنا ضراً قد ينزل بنا ليس بيننا وبين أن ندرأ عنا فتنة قد لحقتنتا وحفت بنا إلا هذا الأمر البسيط وهذا الفعل اليسير يجأرون إلى الله تبارك وتعالى يدعونه يتضرعون إليه يرفعون أكفهم يسألونه فقط, وليس هذا شيئاً صعباً ولا عسيراً نحن نعود إلى ربنا الذي ليس من خير إلا آتانا من قبله سبحانه وتعالى, الشئ الطبيعي أن يأوب العباد إلى ربهم ده مش شئ صعب ولا حاجة الإنسان بيعملها على خلاف فطرته أو خلاف مراد نفسه أو خلاف طبيعته بالعكس, قال الله تبارك وتعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ القضية غاية في البساطة واليسر والسهولة لكنها كلما كانت سهلة وبسيطة ويسيرة كلما كانت العقوبة اللاحقة بنا عسيرة إذا إحنا تركنا الشئ السهل البسيط اليسير اللي مفيش فيه مشقة ولا حرج ولا شدة بالعكس دي الطبيعة الفطرية اللي فطر عليها الإنسان يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ احتياج الإنسان إلى الله شعور الإنسان بافتقاره إلى الله سبحانه وتعالى, إن الإنسان بيندفع في الشدائد والملمات إلى الله تبارك وتعالى قال الله عز وجل مخاطباً المشركين الذين هم المشركون مقيماً حجته عليهم: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ الله تبارك وتعالى يجيب دعوة المضطر ويجيب دعوة المظلوم ولو كان كافراً أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

اللهم هي لنا من أمرنا رشداً، اللهم هي لنا من أمرنا رشداً، اللهم هي لنا من أمرنا رشداً

اللهم من ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه.

اللهم يسر لنا أمورنا، اللهم يسر حسابنا، اللهم يمن كتابنا.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عنا

اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عنا

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.