Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

مولى الزبير

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم …

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

نحن اليوم في حديثٍ عن طبيعة العلاقة بين الخالق سبحانه وبين المخلوق كيف هي وعلام تؤسس هذه العلاقة، نحن قلنا أن يقين الإنسان بأن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي خلقه هذا أمر فطري ولا تلتفت إلى جحد من يجحده، إنما ذلك جحد لسان الذي ينافيه ما وقر في القلب واستقرّ.

لكن هذه العلاقة الإنسان إزاءها ما من المفترض تكون رؤيته ومشاعره وأحاسيسه.

ربنا سبحانه وتعالى قدّر أن يوقع هذا الخلق في أصله على أسباب، فقدّر سبحانه وتعالى بحكمته أن ينفصل جزء من إنسان وينفصل جزء من إنسان آخر فيكون التقاء هذا الجزء المنفصل مع ذاك هو بداية تكوّن هذا الخلق.

فما أثر الانفصال؟ أن الإنسان سيتعامل مع هذا الخلق الذي قدّره الله تبارك وتعالى على أنه جزءٌ وبضعة منه، وبالتالي مشاعر الحب والارتباط والرحمة والحنان ستكون مشاعر فطرية، ولذلك لا نجد في الكتاب الحاجة إلى توصية الأصل بالفرع، لكن سنجد العكس، لا يوجد شيء بأنك توصي الأب أو الأم بالشفقة أو الحب أو العطف، لكنك محتاج أن توصي الابن أو البنت بالشفقة والرحمة والبر، ولذلك شوقي حينما أراد أن يصف عظيم الرحمة النبوية ماذا قال؟ قال:

وإذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحماء

فقط، فقط، فقط هما فقط، ” وإذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحماء ” لأن هذه رحمة فطرية موهوبة من الله سبحانه وتعالى.

فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر في سبي أوطاس رأى امرأة أضلّت رضيعاً لها، لا تجده، وقد تحلّب لبن الرضاع في ثديها، فكلما رأت طفل صغير تلقمه ثديها لكي تخفف من هذا الضغط، وتجري تبحث عن ابنها في هذا الزحام، حتى إذا وجدته ضمته إلى صدرها وألقمته ثديها.

النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل؟ يتابع ويراقب – هو دائماً هكذا – يتابع ويراقب، فحينما رأى هذا المنظر والناس رأوه، فال ” أترون هذه طارحةً ولدها في النار، قالوا: لا وهي تقدر على ألا تطرحه ” لأجل هذا هؤلاء الناس كانوا علماء وكانوا حكماء وكانوا فقهاء، هم لم يقولوا لا، قالوا: لا وهي تقدر على ألا تطرحه، لأن من الممكن أن تضطرّ لهذا لأنها ليس لها خيار آخر.

وهي تقدر على ألا تطرحه إما قدراً ” شيء غصب عنها ” وإما ديناً؛؛ لأجل هذا حكى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي قصة المؤمنين الذين حكى الله عنهم في ذكر الأخدود حينما أمروا أن يرجعوا عن دينهم أو يطرحوا فيها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ” فكانوا يتعادون فيها ويتقاذفون ” هم يقولوا من لم يرجع عن دينه سنقذفه في النار، هم لم يحتاجوا لأن يرموهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول أنهم هم الذين كانوا يجرون ويقفزوا، يجرون ويقفزون، فهذا ليس طبيعيّاً، فلماذا كانوا يفعلون ذلك؟ لأنهم اخيراً وجدوا ما يبحثوا عنه، وليس لديهم استعداد أن يتراجعوا أو يتخلّوا عنه.

أخيراً ربنا سبحانه وتعالى رزقهم ما يأملون وبعد ذلك يحكي صلى الله عليه وسلم، وجاءت امرأة ومعها صبي رضيع ووقفت، ليس من أجلها ولكن من أجل هذا – المولود – فالنبي صلى الله عليه وسلم قال أن هذا الرضيع قال ” يا أماه اصبري فإنك على الحق ” هي كانت محتاجة التدعيم، كانت محتاجة التثبيت، كانت محتاجة للرسالة، وربنا سبحانه وتعالى لا يضنّ بهذه النعمة على من يحتاج إليها، فهي كانت تقدر على ألا تطرحه بأن تتراجع ولكن لم يكن يصلح.

 ” أترون هذه طارحة ولدها في النار، قالوا: لا وهي تقدر على ألا تطرحه، قال: فالله أرحم بعباده من هذه بولدها ” فلو قيلت الجملة فقط بدون الموقف، هل تعطي أثر الجملة وقوة الجملة مع الموقف، أي لو قيلت هذه الجملة هكذا أن ربنا سبحانه وتعالى أرحم بالعباد من الأم بولدها،، فهي قوية وليست بسيطة، لكن هل قوتها مثل قوتها والمشهد وهم يشاهدوه، وهذه القطات وهم يتابعوها ومشهد المرأة وهي تجري هاهنا وهاهنا في قمة اللهفة – وماصدقت لقته – واحتضنته بقوة ثم أرضعته، ماذا ترون هذا؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ما ترون هذا بالنسبة للرحمة الإلهية للخلق.

إذاً هذا أصل تأسيس العلاقة، كيف نكون مؤمنين حقاً، النبي صلى الله عليه وسلم حذّر وقال ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم ” ونحن تكلمنا قبل ذلك كثيراً عن أن اليهود لهم رب، والنصارى لهم رب، والمؤمنين لهم رب، ونحن لم نعد نعلم هل إلهنا إله المؤمنين أم إله أهل الكتاب، – على فكرة – احنا ملخبطين، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم ” كل إله من هؤلاء له طبيعة، عندما تقرأ في التوراة تجد صورة عن طبيعة الإله،، فيه جبروت وبه شدة ولا يوجد حب للإنسان، بل إنك تشتم روح من روح المنافسة والصراع ويوجد قدر من التردد، أن يفعل الفعل ويرجع فيه، يأخذ قرار ويرجع فيه،، وأسوأ من هذا تجد

ولذلك نحن قلنا قبل ذلك لكي تستطيع أن تتعامل من شخص لابد أن تكون تعرف ما خلفيته وما معتقده وبالتالي ما تأثيره عليه نفسيّأً وسلوكيّاً.

ومن الممكن أن تجد إله آخر غريب قليلاً، هو في البداية، في البداية ظلم؛ أورث الناس كلهم العذاب بخطيئة واحد أكل من شجرة زمان، وبعد زمان طويل بدأ يشعر أن هذا ليس صحيحاً، بعدما دخل أناس النار وعُذبوا قرون، – صعبوا عليه – وبعد ذلك ما الحل، يريد أن يعالج الموقف، فهو سينزل أو ينزل أحد، فهل لا يستطيع أن يغفر من فوق؟! يوجد صورة من صور الاضطراب وصورة من صور العجز ولذلك هذا سيلقي بظلاله قطعاً على اضطراب النفسية والخلل عند الشخص إذا أراد أن يعتقد هذا فعلاً لأنه لن يعرف، هو لن يعرف، ولذلك نحن قلنا قبل ذلك زمان، في أصل قصة آدم في سفر التكوين، إن الإله أدخل آدم الجنة لكي يعمل، وليس لكي يتنعّم، لم تكن الجنة بالنسبة إلى آدم دار للنعيم، إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ۝ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى لا، أدخله الجنة ليعملها ويحفظها، – هذا الكلام قلناه زمان، قلناه أكثر من مرة – هذا الكلام خطير وليس بسيط، ما معنى يعملها ويحفظها؟ أي يعمل وقتين، يعمل جنيني صباحاً وغفير مساءً، فمتى سينام؟ متى سينام؟ ليعملها ويحفظها، هذه وظيفة وهذه وظيفة، شفت نهاري وشفت ليلي، فأنت حينما تقرأ هذا الكلام؟

إذاً الخالق لماذا خلق المخلوق؟ لكي يستعبده، ولكي يستعمله، ليس لكي يمنّ عليه أو ينعّمه أو يرحمه، لا لا، ليعمل، يستغلّه!! هو يستغلّه، فنحن حينما نتعامل مع البشر فمن الطبيعي أن نستغلّهم خاصةً أننا نقول أن الرب قال لنا أن هؤلاء الناس مباحين بالنسبة لنا، هو خلقهم ووجدهم ليس لهم فائدة فجعلهم عبيد وحمير لنركبهم،، فالمسألة هكذا، فهذا الكلام ليس سهلاً، ولابد أن نفكّر فيه.

فنحن ما ديننا؟، ماذا يقول؟ الدنيا لا تسير هكذا، علاقة الخالق بالمخلوق، علاقة الرب بالعبد، ما هي؟ النبي صلى الله عليه وسلم ابتناها بالأساس على الرحمة.

عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه يحكي، يقول: لما كان يوم الجمل دعاني الزبير فجئت حتى قمت إلى جنبه، الأب 65سنة وإلى جواره أكبر أبنائه رجلٌ ملء السمع والبصر 40سنة، ليس ملء السمع والبصر من ناحية السن، بل الصفات، نادى عليه.

فهو يقول أنا جئت ووقفت بجواره، ” قال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وما أراني إلا أقتل اليوم مظلوماً وإن أكبر همي لديني ” عليه ديون كثيرة، أتى به بجواره ليكلمه، يقول له أن أكثر ما يشغله الدين الذي عليه، ” فهل ترى مالنا يبقى منه بعد ديننا شيء ” تظن أن المال الذي معنا ما تبقى إذا تصرّفنا فيها يمكن أن تسد الدين.

 ” قال: بع ما لنا من مال واقض به ديوننا، وأوصى بالثلث ” قال له إن بقي شيء فيوصي بالثلث صدقة، وثلث الثلث لأولاد عبدالله لأنه كان كبيراً وله سبع أولاد وبنات.

الأب وابنه بجواره ويوجد عشرون آخرون عشر أولاد وعشر بنات آخرين، والابن عنده سبع أولاد وبعض البنات، فإذا فضل شيء..

يقول ” فجعل يوصيني بدينه ” هو مشغول قعد يتكلم، ثم ماذا قال له؟ قال ” فإن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي، قال: فلم أدري ما قال ” لم يفهم، ” حتى قلت: يا أبه، من مولاك؟ ” من تقصد قال ” الله “

يقول له عندما يثقل عليك الدين، حينما لا تستطيع أن تتصرّف، عندما يكون الثقل والهم أكثر من الإمكان، ماذا تفعل؟

 – على فكرة – عبدالله بن الزبير وهو عبدالله بن الزبير لم يدرك، هو في البداية لم يدرك قال أنا لا أفهم ما يقول، هو جاء في ذهنه أي بني آدم من البني آدمين ممن هو قريب لهم، فقال له عندما يصعب عليك الموضوع قال ” فاستعن بمولاي، قال: يا أبه ومن مولاك؟، قال: الله عز وجل ” فعبدالله بن الزبير ماذا يقول؟ ” يقول: فما وقعت في كربة من دينه بعد إلا قلت يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه ” ،، أعاد الجملة، كلما كان هناك أزمة، كلما وجد موقف صعب، كلما وجدت كربة، هو يدعو ربنا سبحانه وتعالى بالجملة التي قالها له، قال ” يا مولى الزبير اقض دينه، قال: فيقضيه ” ففيم كان هذا الدين؟

فما نريد أن نقوله أن ربنا سبحانه وتعالى في علاقته مع العباد، علاقة المولى بالعبيد، فكيف تترجم علاقة المولى هذه، نترجمها مثلما ترجمها الزبير رضي الله عنه، هذا الدين فيم جاء؟

الزبير بن العوام رضي الله عنه كان وصيّاً على عديد من أبناء الصحابة رضي الله عنهم، أناس كثيرة من عظماء الصحابة، كلما أتى واحد الأجل وعنده أولاد ويريد أن يحفظ شخص أولاده، من يدعو؟ يدعو الزبير، عثمان بن عفان رضي الله عنه، عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه المقداد بن الأسود رضي الله عنه، أبو العاص بن الربيع زوج زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه، مطيع بن الأسود العدوي رضي الله عنه وغيرهم من الصحابة، أسماء كبار.

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حينما أتته منيّته كتب وصيّة، قال ” بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به عبد الله بن مسعود إن حدث به حادث الموت من مرضه هذا أنه يجعل وصيّته، أو أن مرجع وصيّته إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم إلى الزبير وابنه عبدالله، وهما في حلٍّ وبلٍّ فيما وليا وقضيا ” حل وبل أي هما في سعة تامة لا تثريب ولا إنكار، يتصرفوا كما يشاءون ” وهما في حلٍّ وبلٍّ فيما وليا وقضيا، ولا تتزوج امرأة من بنات عبدالله إلا بإذنهما ” لا تتزوج بنت من بناته إلا إذا هما قاموا على هذا الأمر ويأذنوا بهذا الزواج،، هذا المجتمع كان هكذا، وهما علاقتهم كانت هكذا، ولذلك هما كانوا يشعرون بالأمان، يشعروا بالأمان، يوجد حفظ وتوجد عناية وتوجد رعاية.

مطيع بن الأسود، حينما جاء إلى الزبير، قال له: أريدك تكون وصي على ذريتي من بعدي، فهو اعتذر، لأن عليه كثيراً، وقال له يوجد بأقاربك أناس من الممكن أن يقوموا بالأمر، ” فقال: ناشدتك الله والرحم ” جلس يترجّاه، ” قال: فإني سمعت عمر بن الخطاب وكنت عنده يوماً، فدخلت عليه ثم خرجت، فلما خرجت قال: نعم ولي تركة المرء المسلم ” هو سمع هذا الكلام من سيدنا عمر، فهذا الكلام علقوا معه، فهو يريد أن ينفّذهم، فقال له اعذرني أنا جئتك لأني سمعت عمر يوماً ما وأنا كنت عنده وأنت جئت دخلت وخرجت، فأول ما خرجت قال هكذا ” نعم ولي تركة المرء المسلم ” وقال عمر :لو عهدت أو تركت تركة فإن أحبهم إليّ الزبير، إنه ركن من أركان الدين، عمر يقول هذا.

فماذا يفعل الزبير؟ هؤلاء الأولاد بعضهم يكون له تركة، مال، كان ينفق عليهم من ماله ويحفظ لهم أموالهم، لا يصرف مليم من تركة أحد منهم، يترك المال كما هو.

ولذلك طبيعي، طبيعي أن يدان، هو لا يدان كما نحن نتخيل، هو فيم يدان؟ يدان في هذا، يأتي أناس تريد أن تترك لديه ودائع، لا يرضى، يقول: قرض.

الوديعة أمانة إذا حدث لها أي شيء وأنا غير مسئول فهي ليست في ضماني، أما القرض الذي أقترضه فأنا أضمن المال، القرض الذي أقترضه أضمن المال، فهو لماذا يجعله قرض؟ لكي عندما يصرف لا يكون قلق، حاجة لشخص، نزل به شخص لديه كربة، شخص في أزمة، الناس الكثر التي يصرف عليها من الأولاد الصغار، فهي ديون في رقبته فيترص، وينفق من المال وهو غير مضغوط، وبالتالي…

فهل هو كان فقير؟ الزبير كان يملك ألف مملوك، ألف عامل وصنايعي يقدموا له خراج يومي، ألف واحد كل واحد يأتي له بيومية يعطيها له، يأخذ المال ويفرقه ولا يدخل بيته ومعه من هذا المال مليم.

فهو عندما مات هل بقي منهم أحد؟ ولا واحد، ولا واحد، أي أنه أعتق في حياته الألف مملوك كلهم لم يترك واحد، فهل ترك مال، مال نقدي؟ لم يترك، عبدالله بن الزبير يقول أن أباه حينما مات لم يترك ديناراً ولا درهما، وإنما خلف دوراً، له أبيات محصورة، وله قطعة أرض في الغابة في عوالي المدينة، فقط، لا يوجد مال ولا هؤلاء المماليك موجودين، كم ترك عليه من الديون؟ 2مليون و200 ألف درهم، هذا هو الدين، ما الذي يشغله وهو يغادر هذه الحياة؟ هو يقف في معركة،،، المال الذي عليه ماذا سيفعلون بها؟ والتركة الثقيلة التي يتركها لابنه كيف سيتصف فيها؟ وهو يرحل عن الحياة ما الحل الذي لديه؟ أمر واحد فقط ” قال: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولاي ” هذا هو الحل، هو لا يملك حل آخر إلا أن له مولى عظيم لن يتركه، لن يتركه، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى وضع هذا قانون، وهذا هو القانون الوحيد الذي من الممكن أن الإنسان يشعر معه بقدر من السكينة أو بقدر من الطمأنينة، قال تعالى وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا هذا هو الميراث الحقيقي الذي من الممكن أن يتركه الإنسان لمن ورائه ويكون واثق أنه سينفعه فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

هل كان يوجد شيء آخر؟ عنده عدد كبير من الدور، معظمها جعلها وقفاً، وكتب أن هذه الأوقاف يوجد حق فيها – نحن قلنا أنه كان لديه عشرة من البنات – للمردودة من بناته، إذا طُلقت واحدة منهم أين ستذهب؟ فجعل أن لهم حق أن يستعملوا هذه الدور الموقوفة لله ” غير مضرة ولا مُضَر بها ” لا تؤذي أحد ولا يُؤذيها أحد، قال ” فإن استغنت بزوج فليس لها في هذه الدور حق “

جاء حكيم بن حزام، حكيم بن حزام بن خويلد، ابن عم الزبير بن العوام بن خويلد عمتهم هما الاثنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فجاء قال ” يا ابن أخي ” قال لعبدالله بن الزبير، وحكيم بن حزام كان تقريباً سنه 99 أو مائة سنة، قال ” يا ابن أخي كم على أخي من دين؟ ” فلم يرضى أن يفجعه فقال له: ” مائة ألف، قال: ما أظنّ أموالكم تتسع لمثل هذا ” أي أن المال لن يكفي، ” قال: أرأيت إن كان ألفي ألف ومائتي ألف ” قال له لأ هم اتنين مليون و200ألف، ” قال: يا ابن أخي ما أراكم تطيقون هذا، فإن احتجتم لشيء فاستعينوا بي ” ولكن هل سيستعين به، بعدما قال له أبوه ” فاستعن بمولاي ” .

فعرض عليه 100ألف، فقال لا لا أريدهم،، 200، 300، 400، قال له أنا لا أريد هذا، أنا أريد منك طلب واحد فقط، فقال له ماذا؟، قال تأتي معي عند عبدالله بن جعفر له عندي أبي 400ألف ولا يوجد مال، فماذا تريد؟ أن تأتي معي وأخذ عبدالله بن عمر، فذهبوا إليه، فماذا قال لهم عبدالله بن جعفر؟ كان لا يريد المال، فقالوا لا، عبدالله بن الزبير لم يرض، ” قال: فأعطني نعليك هاتين ” خلاص أنا سأشتري بـ400ألف درهم الحذاء الذي تلبسه هذا، فقال: لا، قال: فهي إلى يوم القيامة، أي أنه منظر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عندما يكون لديك مال فائض أعطيني إياهم، فقال له:لا، فقال له: حكمك؟، أي ماذا تريد أنت؟ فقال له أن تأخذ بها قطعة أرض من الغابة التي في عوالي المدينة، فأخذ بال400ألف قطعة أرض، ثم بدأ يقطّع في الباقي ويبيع، وعندهم كذا دار في المدينة واثنان في البصرة، وواحدة في الكوفة، وواحدة في مصر.

فقطعة الأرض هذه قطّع منها وباع بحوالي 2مليون و600ألف وبقي أربع أسهم ونصف باعهم بـ450ألف ومعاوية رضي الله عنه اشترى قطعة الأرض التي أخذها عبدالله بن جعفر التي هي بـ400 اشتراها ب600، فالرجل أخذها ب400 وبعد أسبوع باعها ب600.

المحصلة النهائية للموضوع، ماذا حدث؟، يحكي عبدالله بن الزبير عندما انتهى، سدد الدين، فهم يريدوا أن يفرّقوا الميراث، لا قال ” حتى أنادي في الموسم أربع سنوات ” أي في الحج، ” من كان له على الزبير دين فليأتنا ” أربع سنوات أوقف المال، أربع سنوات مظنة أن الشخص سيأتي يحجّ أو شخص من أقاربه سيأتي فيقول له فيأتي، أربع سنوات، ثم بدأ يوزّع.

ترك أربع زوجات، ربع الثمن مليون و200ألف، مليون و200ألف، وهو كان يقول لابنه – أنا مش شايف إن الفلوس بتاعتنا ينفع تسد الدين – هل هي سدت الدين؟ لا لا، هي سدت الدين وأخرجوا منها الثلث، هذا الثلث بمفرده 19مليون و200ألف، وفرّقوا فخرج نصيب المرأة من أربعة التي هي ربع الثمن مليون و200ألف أي أن الأربعة مع بعض 4مليون و800ألف، المال التي قسّموها عليهم التي هي ثلثي التركة 38مليون و400ألف، والثلث الذي للصدقة 19مليون و200ألف، المجموع الكلي لهذا المال التي هي ” استعن بمولاي ” 57 مليون و600ألف، حينما تضيف عليهم الدين الذي هو 2مليون و200ألف يصبح 59مليون و800ألف، قطعة الأرض التي بعها عبدالله بن الزبير بهذا المال بكم اشتراها أبوه؟ بـ170ألف

كل هذا، كله على جملة واحدة فقط، قال ” فاستعن بمولاي ” ، ” يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي ” هذه هي حقيقة أو من المفترض أن تكون طبيعة العلاقة ما بين الرب وما بين العبد، ما بين الخالق وما بين المخلوق، نحن نراها هكذا أم نراها شيء آخر.

ربنا سبحانه وتعالى علمنا أن نقول رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا – على أي حيثية؟ – أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ۝ بَلِ اللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ

 ” المولى ” هذه ليست هكذا، هذه للناس الذين بينهم وبين ربنا صلة، الذين اعترفوا بهذه الخالقية والربوبية العظيمة ودانوا لها، الذين جعلوا أنفسهم عبيد لهذا السيد الأعظم سبحانه وتعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا انتظروا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ۝ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ۝ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ مَأْوَاكُمُ النَّارُ عياذاً بالله هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

أبو سفيان في يوم أحد وقف على الجبل من فوق ونادى، قال ” أفي القوم محمد؟، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟..لا تجيبوه، أفي القوم ابن الخطاب؟…لا تجيبوه، قال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم ” ونحن قلنا هذا الكلام قبل ذلك مرة أو مرتين، أبو سفيان وقف على الجبل وسأل عن ثلاثة أسماء فقط، هو عنده قوام الإسلام، قوام الإسلام على هؤلاء الثلاثة أركان، إذا ذهب هؤلاء فالموضوع يكون سهل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرد أحد عليه، اتركوه يضرب أخماس في أسداس، سيدنا عمر بعد السؤال الثالث لم يتحمل، قال ” يا عدو الله قد أبقى الله لك ما يسوؤك، قال: يا عمر ادنو ” اقترب أريد أن أكلمك ” قال: أنشدتك الله أقتلنا محمداً، قال: لا وهو الآن يسمع كلامك، قال: أنت أبر وأصدق من ابن قمئة ” الذي ادّعى أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فقريش صدّقته، فعندما سأل سيدنا عمر قال له لا وهو يسمعك الآن، فهو يقول له أنت أبر وأصدق، فهذا في حزبه وعلى ملّته وهذا في جمع أعدائه، لكن الميزان عنده واضح يفصح عنه أحياناً أو لا يفصح، لكن المعايير واضحة، قال أنت أبر وأصدق، أنت أبر وأصدق من ابن قمئة، ثم قال ” قال لنا العزى ولا عزى لكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا تجيبوه، فقالوا: بماذا نجبه يا رسول الله؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ” فهو في الأولى قال لا تردوا، وفي الثانية لابد أن ترد، فما الفرق بين هذه وهذه؟ هو عندما سأل هذه الأسئلة قال لا تردوا عليه، أما هنا قال لهم لماذا لا تردوا؟ فقالوا: بماذا نرد، فما الفرق بين هذا وهذا، لماذا هنا لا ترد، ولماذا هنا لابد أن ترد؟

فما هو الرد والإجابة،، هم عندهم العزى أي يعتزون بها، وهي التي تعزّهم، وهي التي تنصرهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال قولوا ” الله مولانا ولا مولى لكم ” هذا هو الشيء الذي من المفترض أن يعتز به الإنسان المؤمن.

النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو من حديث زيد بن أرقم في النسائي ” اللهم آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها ” اللهم آتي نفسي تقواها فهي من الله ” اللهم آتي نفسي تقواها وزكها ” هذا التطهير من ربنا، كله من ربنا ” اللهم آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها ” ” أنت وليّها ومولاها “

إذاً تأسيس العلاقة ما بين الرب وبين العبد، ما بين الخالق سبحانه وتعالى وما بين المخلوق هي مبنية على هذه الجملة، أنت وليّها ومولاها، أنت مولانا ” فاستعن عليها بمولاي “

أننا لدينا مولى عظيم سبحانه وتعالى لكن لابد أننا نتّخذ ربنا سبحانه وتعالى مولى لكي يكون مولى لنا، نحن الذين نضع أنفسنا في هذه الدائرة، نحن الذين نضع أنفسها في هذا السياج، في دائرة الحماية والحفظ.

وإذت منّ علينا ربنا ودخلناها من المفترض ألا نقلق من شيء إذا أدركنا هذه الحقيقة، فمن المفترض ألا نقلق من شيء، مثلما كان الزبير رضي الله عنه على يقين من أمره، ومثلما تلقن عبدالله بن الزبير من أبيه هذه الكلمات فكان كلما اشتد عليه الأمر كلما اشتد عليه الأمر يرجع لربنا سبحانه وتعالى، لا يقول أكثر من هذا، لم يكن يقل أكثر من هذا فقط ” يا مولى الزبير اقض دينه ” لا شيء، انتهى، هو أسند الأزمات وكل هذه الملفات، رفعها إلى السماء فوق عند المولى فوق، وكلما يحدث شيء يقول جملة بسيطة، ولكن هذه الجملة البسيطة عميقة في قلب الإنسان المؤمن.

فنحن الآن نضع الحجر الأول في تأسيس العلاقة ما بين الخالق والمخلوق كيف ينبغي أن تكون؟ علام تبنى؟ كيف تكن أحاسيسنا تجاه ربنا سبحانه وتعالى؟ كيف سنذهب إلى ربنا سبحانه وتعالى؟ كيف سندخل في دائرة الولاية؟ كيف سندخل في دائرة الحفظ والحماية، كيف ندخل في دائرة الأمان والسلام؟ هم أدركوا هذا الكلام فربنا منّ علينا، بقي أن ندرك مثلما أدركوا ونحاول أن نعيش مثلما عاشوا.

اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليّها ومولاها

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم