Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

نعمة الإيمان بأن الله حفيظ 2

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

تحدثنا عن الشهيد الرقيب الحفيظ سبحانه وتعالى وذكرنا أن الله تبارك وتعالى حفيظ على أعمال عباده ثم هو تبارك وتعالى حفيظ على هذا الكون بما فيه ومن فيه، فالحفظ حفظ للأعمال، فلا يغيب ولا يفقد ولا يضيع منها شئ وهو تتميم لمعنى الشهيد ولمعنى الرقيب ثم تكلمنا عن حفظ آخر. إن الله تبارك وتعالى الذي خلق هذا الكون سبحانه هو الحفيظ على كونه وهو الحفيظ على خلقه ولولا حفظه تبارك وتعالى لهذه الحياة لفنيت ولذهبت ولأفلت ولضاعت. قال الله تبارك وتعالى في آية عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم آية في كتاب الله حيث عرف الله تبارك وتعالى عباده بنفسه ودلهم على عظمته فكان من جملة هذه الدلالة وهذا التعريف قوله تبارك وتعالى ….وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا… حفظ الله للسماوات والأرض ليس بشئ وليس بثقل وليس بعبء عليه سبحانه وتعالى حاشاه تبارك وتعالى.

 قال الله تبارك وتعالى وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ يخبر الله تبارك وتعالى أنه قد جعل هذه السماوات محفوظة بحفظه تبارك وتعالى محفوظة أن يعرض لها خلل من أي وجه من الوجوه، قال تعالى …مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ۝ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ فقد حفظها تبارك وتعالى من كل خلل ومن كل نقص وقال تعالى …وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ… وقال إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ۝ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ۝ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ۝ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ۝ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ۝ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ فمن حفظه تبارك وتعالى للسماوات ألا تستطيع الشياطين أن تسترق الى أخبار السماء، الى أخبار المستقبل التي تتناقلها ملائكة السماء، وحفظا فوق حفظ، حفظ الله تبارك وتعالى هذه السماوات حفظا مشددا حال تنزيله لهذا الوحي العظيم قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ۝ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ۝ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ۝ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۝ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ۝ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ۝ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ۝ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ۝ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا قال الله تبارك وتعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فكان هذا الحفظ من حفظه تبارك وتعالى لوحيه ولدينه ولكلماته. فمن عظيم حفظه ومن عظيم منته أنه تبارك وتعالى حفظ على العباد أصول دينهم حتى تبقى محفوظة متاحة لكل من أراد الهداية ولكل من أراد أن يقبل على الله تبارك وتعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

و من حفظه تبارك وتعالى الحفظ بمعنى التحفظ، نحن نقول تم التحفظ على فلان أو التحفظ على أموال فلان، هذا يعني أنها تبقى تحت حياطة فلا يمكن التصرف فيها إلا بما يراه من تحفظ عليها ولا يمكن للشخص أن يتصرف فيها إلا أن يعطى إذنا بالتصرف. يقول الله تبارك وتعالى في ذكر سليمان عليه السلام وما آتاه الله وما من عليه، قال وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ، كنا لهم حافظين، ما معنى هذا؟، أي أنهم تحت حفظ سيطرة ربنا سبحانه وتعالى، أي تحت التحفظ الإلهي لأنه لا يمكن لسليمان عليه السلام أن يسيطر وعلى هؤلاء إلا بأن يحفظهم الله تبارك وتعالى تحت يده فيأتمرون بأمره لا يفرون ولا يهربون منه لا يؤذون أحدا من بني آدم ممن هم تحت سلطانه وفي مملكته، فلا يمكن لسليمان عليه السلام أن يقوم بذلك إلا إذا كانوا تحت حفظه تبارك وتعالى وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ.

وذكرنا حفظ الله لعباده، قال تعالى لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ من منة الله على عباده، على كل عباده، أنهم هيأ لهم ملائكة تحرسهم وتحفظهم، يتعاقبون في هذا الحفظ وفي هذه الرعاية، يستوي في ذلك الجليل والحقير والكبير والصغير والرئيس والمرؤوس كلهم من حيث أن الله تبارك وتعالى كرمهم، من تجل منهم ومن تزدري، من توقر منهم ومن لا توقر كلهم تحت حفظه تبارك وتعلى وتحت حماية الملائكة لهم، تتعاقب الملائكة على حفظهم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، وهذا من تكريم الله لخلقه، لكل خلقه، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، طائعهم وعاصيهم.

ثم حفظ آخر وهو أعظم مايعنينا، قوله صلى الله عليه وسلم موصياً ابن عمه، قال له: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، فهو يخبره على سبيل تحصيل حفظ فوق حفظ وحفظ خير من حفظ، أن الله تبارك وتعالى يحفظ عباده المؤمنين حفظاً خاصاً فيما يتعلق بدينهم وفيما يتعلق بدنياهم، لكن هذا الحفظ الخاص لا يصل إليه العبد إلا إذا قدّم بين يده حفظاً منه لربه تبارك وتعالى، يقول له: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك.

فإذاً الفعل المطلوب من العبد واحد وما يعطيه له الرب سبحانه وتعالى ومايمنحه إياه متعدد، احفظ الله فإذا حفظت الله حفظك الله، وإذا حفظت الله كان الله أمامك، فأثر الحفظ يكون في شيئين: أحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك.

بإذن الله إذا أعطانا الله العمر والمنة ويسّر لنا الأمر نتحدث في الجمعة المقبلة بإذن الله عن هذا المعنى، كيف يصل العبد المسلم إلى أن يكون محفوظاً من الحفيظ تبارك وتعالى.

لكننا قبل ذلك نعرج على صورة من صور الحفظ، كيف يتمثل هذا الحفظ واقعاً، فيما أخبر الله به تبارك وتعالى فيما عده ووصفه وأسماه بأنه أحسن القصص، إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ فقال له أبوه عليه السلام قالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ هذا أول الحفظ، أمره أن يحفظ هذا السر فلا يفشي سر هذه الرؤية وسر هذه المنة إلى أخوته، فهذا أول الحفظ..لماذا؟ قالَ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ لا تقصص رؤياك على أخوتك فيحسدونك.. لا هو لم يقل ذلك، لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ أثر هذا القصص فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا أي كيداً عظيماً كبيراً، الأب يحدث ابنه الصغير فينهاه أن يقص رؤيا ما منّ الله به عليه، يقصها على من؟ على أعدائه؟.. على من يصترعون معه؟.. من يتنافسون معه على دنيا أو على منصب؟ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى.. إِخْوَتِكَ لماذا؟ قال فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ.

إذاً يعقوب يدرك أن ابناءه الكبار يحسدون أخاهم الصغير على أشياء وقعت في نفوسهم، فهو لا يريد أن يهيج الحسد الذي بداخلهم، فإذا رأوا اصطفاء الله له ومنة الله عليه وما أعده الله له لا تستطيع نفوسهم أن تتحمل مع مابها من الحسد فيحولون الحسد الذي هو فعل داخلي أو إحساس مكنون بداخلهم إلى ممارسة، ويأخذون إجراءً حيال ذلك، فهو يريد أن يوقف ذلك الإجراء لأنه لا يقدر أن ينزع الحسد في قلوب أبنائه، النبي صلى الله عليه وسلم لايستطيع أن ينزع حسداً من نفوس أبنائه على أخيهم!، ولكن يستطيع أن يكفكف من أثر ذلك وشره، فلا تقول لهم حتى لايتملكهم الشيطان فوق ما تملك، قد ضعفت نفوسهم فلا تحملهم على ما هو فوق ذلك فلا يطيقون حمله، ولذلك الإنسان قد يكون مؤمناً وتعتري نفسه هذه المشاعر، يمكن أن يكون فيه إيمان وفيه حسد والحسد قد يكون لأقرب الناس إليه وأولى الناس أن يكون حريصاُ ومحباً للخير لهم، فأول شيء قال احفظ السر لأنه يريد أن يكفكف أثر الحسد في النفس ويأخذ بالسبب لكن السبب لم يفلح، فالبرغم أنه امتثل أمر أبيه ولم يخبر إلا أن ما فيه نفوسهم من الحسد حملهم على أن يصنعوا ما صنعوا.

حسناً، ما الذي سيفعلونه؟ قرروا أن يتخلصوا منه، قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ۝أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ يستغربون من خوف أبيهم وقلقه منهم، هل تخاف عليه منا، هذا أخونا الصغير، هل هناك مجال لأن تقلق على الأخ من إخوته! مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ،لكي ندرك عظم معنى النصيحة يكفي أن نذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) محبة الخير والحرص عليه فهم يقولون أنهم، أنهم محبون لأخيهم محبون للخير له ولذلك هم يريدون أن يرفهوا عنه ولأنهم له ناصحون قطعا سيكونون له حافظين أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فالآن يوكل يوسف إلى حفظ العبد، حسن، حينما أوكل يوسف إلى حفظ العبد، أولًا: لم يكن العبد صادقا في حفظه لأنه لم يكن صادقا في نصحه، فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وكان هذا من حفظ الله له أن صرف قلوبهم عن أن تقتله أو تطرحه أرضًا، هؤلاء الذين قالوا: وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ حفظهم هذا سيتمثل في ماذا؟ في قولهم اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ نتخلص منه ثم نتوب إلى الله، ولا نستقيم على أمرنا ونصلح فيما بيننا وبين ربنا، ولكن لا يبقى من أمام يعقوب من أبنائه إلا نحن، فكان من حفظ الله له وقد ضيعه هؤلاء أن صرف قلوبهم عن قتله، إلى أن يلقوه في غيابة الجب، ليبقي الله عز وجل عليه ويستمر في حفظه ورعايته له، فهاهنا الحفظ، اذا أسند الى العبد ولم يكن صادقًا، فإذا أسند الحفظ إلى العبد الذي ليس بصادق فلابد أن يضيع، لكنه إذا أراد أن يضيع وأراد الحفيظ تبارك وتعالى أن يحفظ فلا تغلب إرادة العبد المضيع إرادة الحفيظ سبحانه وتعالى هم أرادوا أن يضيعوه وأراد الله تبارك وتعالى حفظه، فحفظه الله، ثم كان من أعظم حفظ الله إياه، أن قال كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ قال تعالى وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ يحفظه من أن يقع فيما لا يرضي الله، يحفظه، وقد كانت كل الدواعي التي تضغط عليه عليه تقوده وتؤزه إلى أن يقع فيما يسخط الله، لكن الحفيظ سبحانه وتعالى حفظه ونجاه، قال كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ لأنه إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ

فحفظ يوسف عهد أبيه فلم يخبرهم، ثم ادعى إخوانه الحفظ فلم يكونوا صادقين، ولكن الحفيظ تبارك وتعالى كان حافظًا له من كيد إخوته وحافظًا له كذلك من كيد الشيطان

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ مرة أخرى ! قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لا أوكله إلى حفظ مخلوق بعد، مرة أخرى؟ مرة أخرى ! قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فضيعتم، وإنما أكله إلى حفظ الله له، وكأنهم قد فهموا من ذلك أنهم سوف يرسله معهم، لكنه يرسله هذه المرة في حفظ الله وكلائته وليس في حفظهما ورعايتهم، فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا خير من تأتمنه، خير من تستحفظه، خير من تسترعيه هو ربك تبارك وتعالى، ولكن شرط الحفظ أن يحفظ العبد ربه، قال فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا لأنه أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ هو خير حافظ لأنه خير راحم سبحانه وتعالى، فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا مرة أخرى وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ۝ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ تأخذ بالأسباب، هذه المرة الثانية،، المرة الأولى قال لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ والمرة الثانية؟ قال لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ إلا إن كان الأمر فوق طاقتكم وقدرتكم، وهذا هو حقيقة العدل، لا يكلفهم ما لا يطيقون، لكنهم يلتزمون بحفظه ويأخذون عهد الله وميثاقه على ذلك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا فهو لقلة ثقته فيهم مع أنه قد استحفظ الله، هل إذا استحفظ العبد ربه يحتاج إلى حفظ غيره.

إذن؛ هو يستحفظه ربه لكنه يأخذ بما أمر به العبد من أسباب في تحصيل هذا الحفظ، هؤلاء أناس غير مؤتمنين، التاريخ يقول هذا، التاريخ يقول هذا، فهذه المرة يأخذ عليهم العهد والميثاق مع الله، إذن هؤلاء في قلوبهم تعظيم لله، وإلا لا معنى أن تأخذ ميثاقًا على أحدٍ لا يعظم الله، ولذلك نحن قلنا أن الإنسان ينطوي قلبه على إيمان لكن النفس البشرية كذلك قد تنطوي على قدر من الحسد والحقد.

ولذلك حينما قيل للحسن البصري، ” أيحسد المؤمن؟ ” هل يصلح؟ هل من الممكن أن يكون موجود؟ فقال: ما أنساك لإخوة يوسف،كانوا في عداد المؤمنين، وأبوهم، وأبوهم وجدهم وجد أبيهم من أعظم أنبياء الله.

حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ.

هذه المرة هم يريدون أن يحفظوا فعلًا، لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، في النهاية؛ الحفظ من الله، أول مرة هم لم يكونوا صادقين، هذه المرة هم كانوا صادقين وأخذوا على أنفسهم العهد والميثاق، لكن في النهاية أنت لن تستطيع أن تفعل شيئًا إلا إذا يسره ربنا سبحانه وتعالى وهيأه ووفقك له وأعانك عليه،، فهم لم يستطيعوا أن يعودوا به، وبعد ذلك؟ وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ الآن بعد أن حاول أن يأخذ بأسباب حفظ يوسف من الحسد هو يحاول أن يأخذ بأسباب حفظهم من العين، فهم حينما يكونوا مجموعة من الرجال الكبار حسني الهيئة عظيمي الهيبة، حسني الصورة، يظهر عليهم أنهم إخوة، وهم يدخلون معًا؛ هذا قد يعرضهم لعين العائن، فقال لهم؛ بعضكم يدخل من هنا والبعض الآخر يدخل من باب آخر لئلا تقتحمهم العين، ثم ماذا قال؟ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ في النهاية أنت تأخذ بأسباب ربنا سبحانه وتعالى علمك إياها، لكن في النهاية الأمر لله تبارك وتعالى، إذا أراد أن يقدر شيئًا لعبده قدره لا محالة، لكن الإنسان يأخذ بالسبب، يستعين بالله سبحانه وتعالى ويدعو الله ويتعوذ بعياذه تبارك وتعالى، فهو يقول: وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ إذا أراد أمرًا أبرمه تبارك وتعالى، ثم يقول عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ

إذن قوله لهم لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ لا يتنافى مع اعتماد قلبه مع الله، مع استناده إليه، قال إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ من يريد أن يعتمد على أحد يعتمد على الله سبحانه وتعالى، من يريد أن يرتكن إلى أحد يرتكن إلى الله، فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ.

وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وهذه الحاجة مبنية على علم، وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.

فهم لم يملكوا أن يحفظوا أخاهم لأن الحفظ بيد الله، فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ما معنى ” وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ “؟ أي إننا عندما أعطينا لك العهد لم نكن ماذا سيحدث في المستقبل، وإنما العلم عند الحفيظ تبارك وتعالى الذي علم كل شيء، وقدّر كل شيء وكتب أقداره في لوحٍ محفوظ، وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ نحن لم نكن نعرف ما الذي سيحدث، وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ولا نعلم ما حدث، أي أنه أخذ صواع الملك فعلًا، فنحن لم نكن معه طوال الوقت، أم أنهم دسوه عليه، فلا ندري أيضًا،، فـ وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ فنحن عندما أعطيناك الميثاق لم نكن لندري ما الذي سيحدث في المستقبل ولا نعلم الآن ونحن نكلمك نعرف ما الذي حدث، نحن رأينا مثلما رأى الناس فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ فتشهم واحد واحد، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ فماذا قالوا؟ هم قالوا أنه لص، ما الذي وقع في نفوسنا، من المفترض والطبيعي؛ أخونا اتُهم بالسرقة فنحن من المفترض نستنكر أنه سرق،، لا لا لا، لم يحدث هذا، بل العكس، قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ ليس فقط هذا، بل يوسف أيضًا الذي ألقيناه منذ زمن، نحن لم نستنكر أن أخونا سرق، ووقع في نفوسنا الريبة مما يحدث والثقة فيه، لا لا لا، قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ.

فالإنسان لا يملك أن يحفظ لا نفسه ولا يملك أن يحفظ غيره، ولا يملك حفظًا للغيب، ولا يعلم من العلم إلا ما علمه الله تبارك وتعالى، لكن الله تبارك وتعالى هو الحفيظ الذي يحفظ الغيوب ويحفظ أعمال العباد، ويحفظ عباده، ويحفظ حفظًا خاصًا المؤمنين من عباده، يحفظهم في ذواتهم، وفيما يملكون وفي دينهم، وفي طاعتهم، ويحفظهم من الشيطان.

آخر الحفظ، قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ فيوسف عليه السلام وصف نفسه بأن الله تبارك وتعالى آتاه علمًا وآتاه حفظًا، والحفظ أوسع من الأمانة، هو الآن يريد أن يتولى مهمة معينة، هذه المهمة قائمة على الحفظ، هذا الحفظ أنه يستطيع أن يخطط لكي يحصل لهم ما يقوتهم ويخطط لكي يحفظ لهم ذلك، هذا الحفظ حفظ أمانة وحفظ رعاية، فالشخص من الممكن أن يكون مؤتمنًا ولكنه لا يستطيع أن يدير، هو مؤتمن لكنه لا يعرف أن يتعامل، هو مؤتمن، فإن أعطيته الشيء يبقى كما هو، لكن هذا الشيء لا يستطيع أن ينميه ولا يستطيع أن يحفظه ولا يعرف كيف يديره، ولذلك قدّم الحفظ على العلم لأن العلم سيظهر في هذا الحفظ، لأن الحفظ يحوي وينطوي على العلم، قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ولأن الأمانة هنا أهم قدّم الأمانة على حسن الدراية قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ فالحفيظ سبحانه وتعالى آتاه، آتاه من هذا الوصف العظيم ومن هذا الخلق الفاضل، فجعله عليه السلام حفيظًا، وهذا الحفظ هو الذي استحق به يوسف هذه المكانة التي أراد الحفيظ تبارك وتعالى أن يمنحه إياها، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ هو الآن سيقوم بعمل رعاية وسقاية محتاج قوة، ولابد أن يكون مؤتمن لئلا يأخذ من هذه الأشياء شيء، ولكن في البداية لابد أن توجد القوة، وبعد القوة يحتاج إلى الأمانة، فإذا لم توجد القوة فلا معنى للأمانة في هذه الوظيفة، فلن يستطيع أن يفعل شيئًا، فالأمانة مترتبة على القوة، القوة ستوجد والأمانة ستحفظ.

لكن يوسف عليه السلام لما أراد أن يبين للملك استحقاقه لما يطلب قدّم الحفظ أولًا على العلم، لأن العلم هو ما يقابل القوة، والحفظ ما يقابل الأمانة، هو لم يقل ” إني عليم حفيظ ” لا، قال قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ أولًا إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم.

إذن ربنا سبحانه وتعالى في سياق هذه الآيات يحدثنا بشكل واقعي عن الحفظ الإلهي، وكيف يتعامل العبد مع هذا الحفظ، وكيف تظهر آثار حفظ الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين في واقع الحياة، هو حفظ يوسف عليه السلام نفسه من أن يضيع، واختار له أن يكون في قصر العزيز وأورثه وأعطاه سبحانه وتعالى حفظًا، وحفظ له دينه وحفظ له إيمانه فعصمه من الشر ومن الفساد ومن الفاحشة والفتنة، وحفظ ليعقوب عليه السلام بنيه، وردهم إليه على صورة تقر بها عينه وتطمئن إليها نفسه، وينشرح لها صدره، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا بحفظه تبارك وتعالى، كم مضى على هذا الكلام؟ رقم كبير، من حين ما رأى الرؤية إلى حين أن انطبقت الرؤية واقعًا، كم سنة كي تنفذ؟ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ماذا يطلب؟ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ نهاية الرحلة، ماذا يطلب، ماذا يرتجي؟ بماذا يتعلق قلبه الآن؟ أن يختم الله له بخير، أن يحفظ الله عليه نعمته حتى يلقاه، أن يحفظ الله عليه الإيمان حتى يقابل ربه تبارك وتعالى، أن يحفظ الله عليه إسلامه، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راكضين، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين.

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.