Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

نعمة الإيمان بأن الله على كل شئ شهيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد: 

فنسأل الله أن يفتح أقفال قلوبنا للإيمان فإن مفاتح القلوب بيده سبحانه وتعالى.

حديثنا اليوم كما قد تواعدنا عن تعرفات الله تبارك وتعالى إلى خلقه، وقد ذكرنا أن الله تبارك وتعالى قد منّ علينا بان عرفنا بنفسه سبحانه وتعالى، فمن أصول هذه التعرفات أن يعرف المؤمن ربه تبارك وتعالى باسمه الشهيد، الشهيد هو الحاضر الذي لا يغيب، قال الله تبارك وتعالى وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ فهو سبحانه وتعالى يخبرنا عن نفسه بأنه هو الشهيد تبارك وتعالى.

 الشهيد هو الحاضر الذي لا يغيب وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ۝ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ۝ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ الآفلين الذين يشهدون ثم يغيبون، يحضرون ثم يذهبون، فهو يقول أن إلهي الذي أعبده والذي أطلبه والذي أرجوه والذي أتوجه إليه والذي التجأ إليه والذي أعتصم به هو الحاضر الذي لا يغيب.

حين تقول أن فلاناً شاهد فأنت تقصد أنه رأى، يمكن أن يرى عياناً أو بأي وسيلة، فحين ترى مقطع فيديو تقول أنني شاهدت المقطع، ولا تقول شاهدت إلا إذا كنت حاضراً، يقول الله تبارك وتعالى يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فحين يتعرف الله عزوجل إلى عباده بأنه الشهيد، هو الحاضر معهم دائماً لا يغيب أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ والنجوى الحديث الذي استسر به حتى لا يسمعه أحد غير هذه الدائرة مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فاذاً ربنا تبارك وتعالى يعرفنا بنفسه بالشهود والحضور، وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ والشأن الشيء الذي له قدر لأنه هنا يخاطب مقام النبوة، ربنا سبحانه وتعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم،يقول وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ لأن أحواله كلها أحوال عليّة، أحوال رفيعة القدر، وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ يذكر قيمة الشأن للأمر الذي له قدر وله قيمة، وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ رغم أن تلاوة القرآن شأن من جملة الشئون، لماذا القرآن؟ هذا تخصيص بعد عموم وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ لأن من أعظم شئونه وأجل شئونه وأعلى شئونه صلى الله عليه وسلم حين يكون تالياً لكلام الله سواءً في حاله أو في تبليغه، فتلاوة القرآن إما تقرباً إلى الله وإما ما يعين به العباد على أن يتقربوا إلى الله، لذلك تكلمنا سابقاً عن تعرف آخر من هذه التعرفات، أن الله تبارك وتعالى مما عرفنا به عن نفسه قول رسوله صلى الله عليه وسلم ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به ) فهو يعرفنا بنفسه سبحانه وتعالى أنه يستمع وينصت ويصغي محباً ومعجباً سبحانه وتعالى لقراءة أنبيائه لكلماته، ولذلك قال تعالى وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ ثم انتقل إلينا، قال وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ ولم يسمها شئوناً لأن غالباً لاترتقي لأن تسمى شأناًوَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ أي عمل، جل أم حقر، كبر أم صغر إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ حينما تشرعون وتسرعون ثم تفيضون وتتوسعون، أي من بداية ما يشرع الإنسان في العمل إلا أن يستتمه إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيه وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ لا يغيب عنه سبحانه وتعالى مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ هذه الشهادة مدونة مسطورة محفوظة.

يقول الله تبارك وتعالى إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ۝ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ۝ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ۝ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ۝ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۝ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ۝ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ۝ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ۝ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ يتلقى المتلقيان ما يلفظ من قول إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ۝ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ فإذاً ربنا سبحانه وتعالى يعرفنا بنفسه بالشهود، وما أثر هذه المعرفة على الإنسان؟، قلنا قبل ذلك أن هناك شيء يسمى حقيقة يتيقن منها الإنسان ثم قلب تستقر فيه الحقيقة، ثم أثر تظهر فيه هذه الحقيقة.

فالإنسان إذا كان على يقين أن الله سبحانه وتعالى شهيد عليه حاضر في كل طرفة عين، في كل لفظة وفي كل لحظة ولا يعزب عنه مثقال ذرة ما الذي يترتب عن ذلك؟ وما مقدار صعوبة ذلك إذا آمنا به حقيقة وفعلاً؟، لكن الغفلة هي الحال السائد علينا، تخيل نفسك أنك تؤمن وتشعر وتدرك وتستحضر أن ربنا سبحانه وتعالى معك يشهدك ويحضرك في كل وقت من أوقاتك؟ ماذا أثر ذلك؟ وهذا الأمر يتعلق بالكافة، يتعلق بالجميع، وهنا مايز ربنا سبحانه وتعالى بين الناس بهذه الحقيقة وبهذا الإيمان وبهذا اليقين.

 وغير المؤمنين هم الذين لا يؤمنون بهذا الشهود، لا يؤمنون بهذا الحضور وهذا سبب التردي والهلاك وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ وإذ           اً بما أن ذلك معيار الهلاك فما معيار النجاة بالمقابل؟ معيار النجاة أن يستحضر الإنسان المؤمن شهود الله تبارك وتعالى له وبالتالي أثر ذلك، وليس في الأقوال والأفعال بل الأصعب من ذلك ما يحدث بداخلي وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور، ففيصل التفرقة بين الإنسان المؤمن وغير المؤمن هو يقينه بهذا الشهود وبالتالي أثر ها الشهود على الأقوال والأفعال والمقاصد والخواطر والنيّات، هذا أولاً.

ثانياً: أثر الشهود على العبد حين يكون مظلوماً مهضوم الحق، ربما ينال العبد ظلم أو أذى في غيب عن أعين الناس حتى أنه لا يستطيع حتى أن يظهر حقه ناهيك عن أن يأخذه، فإذا كان هذا العبد يؤمن بشهود الله تبارك وتعالى له وحضور الله تبارك وتعالى معه، ما تأثير ذلك عليه؟ فإذاً يقين هذا العبد أن الله على كل شيء شهيد، هذا اليقين يجعله في طمأنينة أن الله تبارك وتعالى لا يضيع حقه، ولذلك حين حكى الله تبارك وتعالى عن القوم الذين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قصتهم وكيف أنهم نالهم ما نالهم في سبيل إيمانهم قال الله تبارك وتعالى وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ۝ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ثم قال وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ۝ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۝ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ۝ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فكم شهادة هكذا؟ ثلاثة، قال تعالى وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ هو سبحانه وتعالى الشاهد والشهيد، وما جرى وما وقع كان مشهودًا له تبارك وتعالى، فاليوم الموعود الذي يجازي فيه الشهيد تبارك وتعالى هؤلاء العباد الذين شهدهم بما يستحقون، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ۝ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ هم كانوا في حالة من الشهود والحضور والتمتع بما لا يثير متعة والتلذذ بما لا يثير لذة، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ۝ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِثم قال وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ على ” على ” ، حيث العلو والاستعلاء والقهر والهيمنة والإحاطة وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ثم قال تعقيبًا على الشهادة إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثم يأتي الحلم والعفو والصفح والمغفرة والرحمة فقال ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فإن لم يتوبوا، فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ وهذا مقام العزة، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وهذا مقام الحمد إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ۝ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا، إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ أثر الشهود؟ هذا الشهود ليس فعلًا سلبيًّا، هذا الشهود هو الوجود المؤثر، سواءً المؤثر في الحال، أو المؤثر في المآل، إما تأثير حالي أو تأثير في المستقبل، تظهر أثر الشهادة الإلهية في ما يستقبل، سواء يستقبل في الدنيا أو في الآخرة، وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ أثر الشهود؟ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ قضى داوود قضاءً وكان قضاءً بحق، وقضى سليمان قضاءً وكان قضاءً بحق.

إذًا القضاء بالحق يتفاضل ويتمايز، يعد قضاءٌ أفضل من قضاء، وقضاءٌ خيرًا من قضاء،،، أصحاب الغنم أهملوها فسارت في الزرع فأفسدته، فما الحكم؟ التعويض وهذا هو الطبيعي، فما التعويض؟ أن الغنم مقابل الزرع الذي تلف وقيمة هذا بقيمة هذا،، وبهذا حكم داوود عليه السلام، حكمًا صائبًا أم حكمًا خاطئًا، حكمًا عادلًا أم حكمًا جائرًا؟ حكمًا صالحًا عادلًا.

ثم خرجوا من عنده قال: بما قضى داوود، فأخبروه، فقال: إن لي قضاءً آخر، فعادوا إلى داوود؛ فأخبروه بقضاء سليمان في فأمضاه، وهذا هو القمة في تتبع الأصلح والأعدل، لا يوجد الحظ النفسي، فالأب والابن، الأعلى والأدنى، لا يجد غضاضة في أن يمضي ما يراه أصوب وأحسن، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ إذًا هناك ما هو حسن وما هو أحسن، ليس كل حسن يقابله القبيح، لا، الحسن ربما يقابله قبيحًا، وربما يقابله في الدرجة الأخرى ما هو أحسن، وما هو أفضل وما هو أرقى، بم حكم سليمان؟ حكم لأهل الزرع أن ينتفعوا من الغنم من ولادها إذا أنتجت ومن لبنها إذا حُلبت، وأن يعطي الزرع لأصحاب الغنم يصلحونه فإذا عاد كما كان استرد أصحاب الغنم غنمهم وعاد لأصحاب الزرع زرعهم صحيحًا سليمًا كما كان، فلما عاد الأمر إلى داوود أمضاه، وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فما أثر الشهود؟ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ثم عقّب لئلا يظن خلاف الحق وكلًا أي داوود وسليمان آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا لم يكن حكم داوود يخالف الحكمة ولا يخالف العلم، ولكن هناك قضاءٌ خيرٌ من قضاء، وقضاءٌ أمثل من قضاء، أما نحن فلا شهود لدينا ولا حضور، قال تعالى وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ۝ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ۝ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَوَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ لم تشهد ولم تعرف ولم تعلم، هذا هو العبد مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ إذن نحن نعرف ربنا بالشهود والحضور والعلم ونعرف في المقابل أنفسنا بالغياب والحصر والعيّ والجهل، ولذلك يعظّم العبد ربه ويعرف العبد قدر نفسه، لا يكون لا مغرورًا ولا متكبرًا ولا معجبًا، إذا كان يعرف ربه وفي المقابل يعرف نفسه، لأنه من عرف ربه عرف نفسه، ومن عرف ربه بعظمته عرف نفسه بحقيقة قدرها، من عرف ربه بعلمه وحكمته عرف نفسه بحقيقة قدرها، من عرف ربه بعلوه ورحمته عرف نفسه بحقيقة قدرها.

إذن أول لبنة أول لبنة نحاول أن نضعها في بنيان المعرفة أن يعرف المسلم ربه بأنه الشهيد، فإذا عرف، إذا عرف رزق وجلًا ورزق هيبة، ورزق خوفًا إذا كان على يقين أن ربه يشهده في كل وقت وحين، ورزق ثقة ورزق اطمئنانًا إذا علم أن ربه هو الشهيد، فالوجل من فعله ومن خطئه ومن خطيئته، والثقة والطمأنينة من عدل الله تبارك وتعالى ومن رحمته، ثم أن يوقن بأنه لا شهود لديه ولا علم فيرجع إذا أراد أن يعرف أو إذا أراد أن يعلم في أي أمرٍ قد غاب عنه، غاب عنه علمه وحقيقته، يرجع في ذلك للشهيد سبحانه وتعالى.

إذن هذا الكلام لكي يكون لبنة حقيقيّة في بناء الإيمان وبناء المعرفة ولكي يكون شكرًا حقيقيًّا لنعمة التعرف، مثلما قلنا الجمعة الماضية؛ القلب ” القلب ” كيف سيستقبل هذا الكلام؟ هذا الكلام الذي نقوله ليس به شيءٌ جديد لم نكن نعلمه، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ من الذي يعرف لأول مرة بأن ربنا هو الشهيد، من الذي يعرف لأول مرة أن ربنا حاضر ولا يغيب؟ لا أحد، فكلنا كنا نعرف، هذه المعرفة لماذا لا تؤثر في الحياة وفي الإحساس وفي الشعور وفي الممارسة والسلوك، لأنها ليست حاضرة في القلب، هذا الكلام أنا ناسٍ له، ولا أتذكره، غائب عني وليس حاضر، ولذلك نحن قلنا الجمعة الماضية إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ لكي يؤمن الإنسان بالشهيد لابد أن يكون قلبه أساسًا يكون شهيد، يكون القلب حاضر، وعى وأدرك وأيقن ويتفاعل.

هذه المعاني بعدما ننهي الصلاة ستختفي وتتبخر، ماذا نفعل لئلا يحدث هذا؟ فلابد أن نفعل شيئًا، نحن الآن نحاول أن نضع لبنة المعرفة الأولى، عندما نأتي بإذن الله نضع اللبنة الأخرى لابد أن توجد اللبنة الأولى لكي نكون نحن نبني شيئًا، فشيء فوق شيء فوق شيء فيوجد بنيان، وفي النهاية أنت تبني تبني الإيمان بداخلك، هذا البناء عبارة عن ماذا؟ لبنات تتراكب بعضها فوق بعض، إذا أحببت أن تضع اللبنة الثانية فوق الأولى ولم تجدها؟ ماذا سيحدث؟ لن يحدث شيئًا، فمن المفترض ماذا سنفعل؟ سنحاول أن نحافظ على هذه اللبنة لكي عندما نضع فوقها شيءٌ نجد هذا الشيء موجود، وهذه اللبنة إذا كانت حية فملاطها معها، والملاط هو الأسمنت، لكي تضع شيء على شيء فيلتصق، لابد أن توجد مادة تسمح بالالتصاق، فمن رحمة ربنا أن اللبنة بطبيعتها تقبل الالتصاق بأخواتها تلقائيًّا إذا كانت فيها النداوة والحياة، فهذا هو الموضوع، تخيل إذا أنا بقيت أسبوع لا أقول طيلة الوقت لكي أكون إنسانًا واقعيًّا، ولكن بنسبة ليست قليلة من الأسبوع أنا متذكر الشهادة الإلهية، فأكيد أنا سأكون محترمًا نوعًا ما، وأنت تتعامل معي ستشعر بأثر هذا قليلًا بأنني محترم فيما أقوله وفيما أفعله وأنني قلق قليلًا في المكان الذي أضعه فيه قدمي وفيما أفعل، لأجل ربنا سبحانه وتعالى، لذلك هذا الشهود سيكون متوقف على قدر التعظيم، أيضًا من الذي يشهدك؟ من الذي تفعل له هيبة وقدر، ليس كل من ينظر إليك أنت ترى أن نظره هذا له تأثير، فيوجد أناس أنت من الممكن أن تفعل ما تفعله والناس تنظر إليك، فهم أناس ليس لهم شأن، لابد أن يكون من ينظر إليك أو من يشهدك هو لديه عندك قدر، وله قدر من القيمة الكبيرة في نفسك، فمن المفترض إذا كنت أؤمن بالشهيد سبحانه وتعالى فمن المفترض أن ترى ممارساتي مختلفة خلال الأسبوع، هكذا أكون آمنت بالشهيد سبحانه وتعالى، فإن لم أرى؟ فلم يحدث شيئًا، فهذا هو الفرق بين أن أعرف وبين أن أؤمن، هذا الكلام قلناه كثيرًا، لأن المشكلة أساسها هنا، نحن كلنا كأناس مسلمين مدركين للحقائق، ولكننا لسنا مؤمنين بالحقائق، معنى مؤمنين بالحقائق: أي أن هذا الكلام يعمل داخل قلبي، فينتج أثره، فنحن نعلم، من منا لا يعلم أنه يوجد آخرة، وأنه موقوف بين يدي الله يومًا ما، وأنه لا يعرف متى سيذهب، أو المهلة التي أعطاها له ربنا متى ستنتهي، أنا لا أعلم، بعد كم؟ لا تعلم، من الممكن فجأة أن يسحبوا ورقتك، وانتهى، هذا الكلام نحن نعلمه على يقين، ونعرف أن هناك موقف بين يدي الله سنساءل ما الذي في هذه الوقة، فماذا أثر هذا الكلام في الحياة؟ نحن نتعامل ونمارس في العادة إلا النادر ممن رحم الله على أننا لا نعرف، وأن الحياة – ممارستنا تقول – أن الحياة الدنيا إلى فناء وليست إلى بقاء، وأما النظري الذي نقوله بلساننا؟ ونهز به رأسنا، نقول: لا، الحياة الدنيا إلى بقاء وليست إلى فناء، فمن أصدق؟ أصدق ما أسمعه أم أصدق ما أراه، من الأصدق تعبيرًا عني؟ ما أقوله أم ما أفعله؟ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ هو يريد أن يؤكد كلامه فيقول والله شهيدٌ على صدقي فيما أقول، فتخيل هذا، هذا، انتبه هو ليس فقط مؤمن بالشهيد، لا، فهو يقول – يقول – أنا أستشهد ربنا أيضًا؛ أي إنه نظريًّا مؤمن بالشهيد، فهل في الحقيقة تستطيع أن تقول عليه هكذا؟ هل تستطيع أن تقول أن هذا الشخص الذي يقول هذه الكلمات هو حقيقة يؤمن بالشهيد؟ لم يكن ليستطيع القول، لماذا؟ لأن ما بداخله عكس ما يقوله، وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ فما هو وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ۝ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ فهو ماذا يفعل؟ ” يعجبك ” يعجب من؟ من المخاطب؟ لا يعجبني أنا، أو يعجبك أنت، لا لا، هو يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأي مستوى من الكلام وعظمة وجمال ورونق الكلام وتأثيره،، ففي النهاية النبي صلى الله عليه وسلم سيعجبه الكلام فهذا الكلام في النهاية له قدرة تأثيرية كبيرة جدًا، ويبدو أيضًا أن به مصداقية لكي يعجب النبي صلى الله عليه وسلم الكلام، مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وهو يقول ويؤكد الكلام ” والله على ما أقول شهيد ” وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ الذي هو في الحقيقة شيء آخر تمامًا، فهذا نظريًّا آمن بالشهيد، لأنه يقول بلسانه أن ربنا شهيد، هو يقول هكذا، لكنه حقيقة تستطيع أن تقول أن هذا آمن بالشهيد سبحانه وتعالى؟ لا، لأنه لو آمن لا يستطيع أن يشهد ربنا على ما في قلبه وما في قلبه هذا ألد الخصام، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ الكبر فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ليس شيء دنيوي فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ.

فما نريده أن نحاول أن نضع هذه اللبنة في قلبنا ونرعاها، ونحاول أن نتذكرها لكي إذا منّ ربنا علينا ووضعنا لبنة فوق لبنة، فنحن في النهاية نصنع شيئًا نصل عند ربنا سبحانه وتعالى وعندنا بنيان للإيمان، هذا الإيمان مثلما قلنا الجمعة الماضية هو صرح، صرح الإنسان يبنيه في قلبه، ربنا سبحانه وتعالى مثّله بالشجرة العميقة الجذور المباركة النتاج والفروع أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ أنت لا تصل إلى آخرها، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ثمراتها الطيبة دائمًا تنتج، بِإِذْنِ رَبِّهَا برحمة ربنا سبحانه وتعالى وبعطائه وبمنته وفضله.

اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا

اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا

اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا

اللهم اغفر لموتانا واشف مرضانا، اللهم اغفر لموتانا واشف مرضانا

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا

اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذّة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة.

اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين

اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك، حرباً لأعدائك، نحب بحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك

اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.

اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه

اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.