إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بترابها مغفرة، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك)
تحدثنا عن طرف من حفظ العبد لله وأنه على قدر ما يوفق الله الإنسان لأن يكون حافظا لله، على قدر ما يأتيه مدد الحفظ من الله تبارك وتعالى، وهذ الحفظ من الله لعباده يشمل أمر دنياهم وأمر دينهم ويشملهم ويشمل من يحوطونهم. وقد ذكرنا قبل ما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا… ولذلك قد ذكرنا قبل أن سعيد بن المسيب إمام التابعين، كان يقول لولده (يا بني لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك) فهو يزداد في البر والصلاح رجاء أن يأتيه موعود الله تبارك وتعالى بالحفظ فيحفظ ذريته من بعده. قال عمر بن عبد العزيز ( ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله تعالى في عقبه وعقب عقبه ) في أولاده وفي أحفاده كذلك. يقول بن المنكدر رحمه الله (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات – الجيران – التي حوله فلا يزالون في حفظ من الله تعالى وستر) فالعبد الحفيظ الذي يحفظ ربه تبارك وتعالى جهده وطاقته يحفظه الله تبارك وتعالى ويحفظ من يعنيه شأنهم ويهمه أمرهم خاصة من يغادر هذه الدنيا وفي قلبه القلق والهم لأجلهم فإن الله تبارك وتعالى يحفظه من ورائه. وأعظم من ذلك أن تحفظ في دينك فيحفظ الله على العبد قلبه ويصرف عنه من الفتن ما قد يضره ويؤذيه بل يفسده ويرضيه، ..وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه ( إن الرجل ليهم بالأمر من التجارة والإمارة – يدخل في بيزنيس أو سيتولى منصب – حتى ييسر له – يكاد الموضوع أن يتم وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تحصيل ما يريد – فينظر الله تبارك وتعالى إليه ثم يقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإنه إن يسرته له أدخلته النار) يكون في ما يطلب وفيما يسعى إليه فتنته وضرره وفساد دينه فيصرفه الله عنه،فم يكون رد الفعل؟؟، يقول ابن مسعود ( فما يزال يتطير – يلطم – يقول قد سبقني فلان – هو من خطفها مني – قد داهاني فلان، وما يعرف أنه فضل الله عز وجل قد ساقه إليه) هنا يتكلم لبن مسعود رضي الله عنه عن حفظ يبدو في صورة التضييع، الحاجة التي كنت حريص عليها وأرى فيها مصلحتي، ربنا سبحانه وتعالى الحفيظ يتدخل بعلمه فيحفظ العبد مما يضره ويفسده ويؤذيه وإلا كان كمن قال الله فيه وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه – الدكتور منع عنه طعاما معينا وهو مصر أن يأكله – ، والمرض يضعف القلب) نصنع له هذا الطعام أم نمنعه منه؟؟، (إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه) أي أن الحماية والحفظ والصرف هو علامة الحب والحرص، ثم يمثل لكي نفهم، فنحن قد لا نفهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يمثل لنا بما نفهم لكي نفهم ما لا نفهم (كما تحمون مريضكم الطعام والشراب) لماذا؟ ( تخافون عليه)،لإذا من عظيم الحفظ أحيانا ما لا يبدو في صورة الرعاية والحفظ، فالله يحفظ عليك حاجات ويحفظ لك حاجات ويحفظك من حاجات، يحفظك من حاجات قد تبدو أذى وشر لا يختلف عليها وقد تبدو خيرا ..وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مما يتعامل به مع الحفيظ تبارك وتعالى أن تستحفظه ما تخشى عليه.
يقول ابن عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان لقمان الحكيم يقول: إن الله عز وجل إذا إستودع شيئا حفظه) شئ أنت تخاف عليه وتريد أن تحافظ عليه ولا قبل لك بحفظه فأنت عبد لا تملك من الأمر شيئا، ماذا تفعل؟؟،(…إن الله عز وجل إذا إستودع شيئا حفظه) الشئ الذي تخاف عليها ضعه وديعة، أين؟ وعند من؟ (إن الله عز وجل إذا إستودع شيئا حفظه).
يقول ابن عمر لرجل جاءه يودعه مسافرا، فجاء الرجل لابن عمر يودعه فقال ابن عمر (ألا أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لي: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) ما هي الحاجات التي كان النبي صلى الله وسلم كان حريص على أن تحفظ لدى أصحابه وأحبابه، يوجد قانون عام أن ما إستحفظته الله فيحفظه الله لك، لكن ما هي الأشياء التي تخاف عليه وتحتاج فعلا الى حفظ؟؟ أستودع الله دينك، أي أجعل الدين الذي آتاك الله إيه وديعة عند الله فيحفظه الله، وأستودع الله أمانتك، التي تحفظ بها عهود الله معك، وأستودع الله خواتيم عملك، أن يختم الله لك أعمالك بالإخلاص والقبول فتكون عند الله مرضيا.
يقول مجاهد خرجت وصاحب لي إلى العراق فجائني ابن عمر يودعني، فقال: ليس عندي من شيء اعطيكما إياه، هم الآن مسافرين وهو يريد أن يعطيهما مال، يقول وللأسف أنا ليس معي مال، وإن رسول الله قال: إن الله عز وجل إذا استودع شيئًا حفظه، فإني أستودع الله دينكما، وأمانتكما، وخواتيم أعمالكما.
يقول موسى بن وردان: أتيت إلى أبي هريرة رضي الله عنه أودعه فقال: ألا أعلمك شيئًا علمني إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جئته مودعًا، قال لي: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه – أستودعك الله: أضعك – أنت كلك – وديعة عند الحفيظ سبحانه وتعالى الذي لا يضيع ما استحفظناه عليه، فحين تؤمن بأن الله تعالى هو الحفيظ فأنت تستحفظه كل ما تخشى عليه وكل ما تحرص عليه، وكل ما ترجو بقاؤه على قدر ثقتك، على قدر ثقتك في حفظه تبارك وتعالى، وكل شخص سيحفظ الأشياء التي يخاف عليها، ولكي يكتمل مفهوم الحفظ، لابد أن ينضاف إليه مفهوم الكفالة؛ أن الله تبارك وتعالى لم يتعرف إلينا فقط بأنه هو الحفيظ، وإنما بجوار ذلك تعرف إلى عباده بأنه الكفيل؛ الكفيل: هو الضامن، الضامن؛ الأصل، الأصل في الودائع عند الناس أنها غير مضمونة، ولا يسئل عنها الشخص إلا فرّط،، أي أصاب شيء ماله، والودائع التي عنده هو ليس مسئولًا عنها، طالما أنه لم يفرط في حفظ الأمانة، لكن الحفيظ سبحانه كفيلٌ أن يضمن ما استودعته إياه، ويضمن لك حفظه.
يقول حميد بن هلال – هذه القصة ذكرناهاا قبل ذلك مرتان على ما أعتقد – يقول: كان رجل من الطفاوة طريقه علينا؛ أي إنه يمر على مكان قومه وقبيله، يقول: فحدثنا يومًا فقال – أي يحكي لهم قصة كانت له مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء الناس لم يروا نبيهم صلى الله عليه وسلم فهو يخبرهم عنه بما رأى وما علم؛ يقول: أتينا المدينة في تجارة لنا، هو أتى بتجارة يبيعها في المدينة، ويأخذ بضاعة من المدينة يبيعها في المحل الذي قد أتى منه يقول: فبعنا بيعتنا. أي انتهينا من العمل الذي كنا نعمل، فقلت: لآتينّ هذا الرجل،، أي أنه حينما أتى المدينة سمع أن هناك نبيًا فأتى إليه لينظر في أمره،، ” فلآتين من ورائي بخبره ” أي عندما يرجع الناس ستسأله؛ ما حال هذا الرجل الذي قيل لنا أنه قد ادّعى أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: فأتيته، فإذا به – فأتيته فإذا به – يريني بيتًا. وكلمة ” فإذا به يريني بيتًا ” هذه كأنه، أول ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم تعامل معه هكذا مباشرةً، أي المسافة التي كانت في المنتصف – التعريفية – كانت صغيرة، ” فأتيته فإذا به يريني ” أي أخذه من يده وقال له أترى هذا البيت الذي هناك هذا. قال: ( إن امرأة كانت في هذا البيت، فخرجت في سبيل الله) خرجت مع سرية (وقد تركت سنتا عشرة عنزة، وصيصية لها) تركت 12 معزة والسنارة أي الإبرة التي تنسج بها (فلما عادت فقدت عنزًا من عنزها وصيصيتها) أي عندما رجعت وجد معزة أخذت ومعها سنارتها، (فقالت: يا رب، يا رب، إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه – إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه – وإني فقدت عنزًا من عنزي وصيصيتي، فاللهم ردّها عليّ) فهنا الحفظ والكفالة، الأشياء ذهبت، لكن الحفيظ الكفيل، تكفل – تكفل – أن يرد على العبد ما فقد منه لأنه في ضمانه، ولا يؤخذ شيء من ضمانه سبحانه وتعالى، وهي تعتمد وتتكئ على ذلك، فتقول: (يا رب إنك قد ضمنت – أي تكفلت – لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني فقدت عنزًا من عنزي وصيصيتي) فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربها تبارك وتعالى، النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الرجل من يده، وقال له اترى هذا البيت الذي هناك هذا، قال فيه فلانة الفلانية؛ خرجت وبعدما رجعت فقدت كذا، وما فقدته هذا دعت ربنا سبحانه وتعالى أن يرده ثم بدأ يصف صلى الله عليه وسلم، ليس فقط هكذا، بدأ يصف شدة التضرع الذي تضرعت به إلى الله، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربها، قال (فأصبحت عنزها ومثلها) هم أصلًا اثنا عشرة، ونقص منهم كم؟ واحدة، فربنا سبحانه وتعالى رد عليها وضعف الذي فقدت، وصيصيتها ومثلها، ثم قال: (وهاتيك فائتها فاسئلها إن شئت) إذا لم تصدقني، هاهي المرأة بيتها هناك هاهو اذهب واسألها، قال: بل أصدقك).
هنا يوجد أمران: الأمر الأول: ثقة المؤمن في حفظ الله وضمانه، ولجوء العبد المؤمن إلى ربه تبارك وتعالى واثقًا من إجابة ندائه، هذا واحد، وهذا ما لأجله نذكر هذا الحديث.
لكن الأمر الثاني: الرجل حينما ذهب لينظر في حال هذا الرجل، عم حدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الرجل حينما جاء، هو يريد أن يعرف ما أحوال هذا الرجل؟ فعم حدثه النبي صلى الله عليه وسلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم حكى له حدوتة، النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ حكى له حدوتة، وقال له إذا لم تصدقني في هذه الحدوتة اذهب واسأل المرأة صاحبة القصة، فقال له: أنا أصدقك.
وأنا مصدقك هذه أتى إلى أحد هو لا يثق فيه ولا يعرف عنه شيئًا، ويريد مجرد أن يتلمس أخباره لأنه حينما يرجع الناس ستسأله، فالقصة لا تعنيه جدًا، لكنه لا يصلح أن يذهب إلى المدينة ويأتي ولم تسمع عن هذا الموضوع، ولم تفعل فيه شيئًا أو لا تعلم، لا تأت وتقول لنا لا أعرف، فهو ماذا يريد أن يفعل؟ فقط يجمع معلومات، ولكي يجمع معلومات؛ أحب أن يرى هذا الرجل ما أخباره، بماذا خرج؟ خرج بأمرين؛ خرج بالثقة والتصديق، الثقة والتصديق، هذا أمر، وخرج باليقين في الله تبارك وتعالى وحفظه، والنبي صلى الله عليه وسلم ماذا علمه؟ علمه أن من يتعامل مع الله لابد أن يحفظه الله بمثال عملي واقعي وليس بكلام نظري، في النهاية المثال الواقعي التطبيقي حينما ترى أنت شيئًا بعينيك، هذا الكلام يؤثر عليك أكثر من الكلام النظري، وإن كان الأصل أن تصدق موعود الله، هذا هو ميزان الإيمان، لكن ليس هذا هو الأكثر في الناس، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ هم متى اكتسبوا اليقين؟ هذا الشعب، اكتسب اليقين في كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول لهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكًا، متى انقطع جدلهم معه؟ حينما جاءهم بالآية الحسية، الأشياء التي سلبت منهم جاءت، وهم يروها وهي قادمة ولا يحملها أحد، ” تحمله الملائكة ” التابوت أتى يحمل نفسه ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فتحناه وجدنا فيه الأشياء التي كنا نعظمها وفقدت منا، لما انكسرنا وهزمنا، ولذلك قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ نحن قلنا أن الأيام كلها أيام ربنا، لماذا سميت هذه الأيام بأيام الله، وما المقصود بأيام الله؟ الأيام التي تجلت فيها عظمة الله وقدرته وسلطانه، وتبيّن فيها عجز البشر وضعفهم وحقارتهم، إلى عظمة الله وقدرته.
إذن ربنا سبحانه وتعالى هو الحفيظ وهو الكفيل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
وقد ذكرنا قبل أيضًا ما حكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال رجلين من بني إسرائيل استسلف أحدهما من صاحبه ألف دينار، شخص خرج لتجارة وليس معه رأس مال يكفي، وهو يريد أن يشتري أشياء معينة فأتى لشخص آخر طلب منه يسلفه ألف دينار سيردها له في الميعاد الفلاني، بمجرد انتهاء الرحلة هو حسبها كم ستكون بالضبط، سيرجع يرجع له المال، فماذا قال له؟ قال: فائتني بالشهداء أشهدهم، إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ يريد شهود يشهدوا على أني أعطيته مال، لماذا؟ لماذا الشهود؟ لئلا يجحد، يجحد الحق الذي عليه صاحبه، فمن الممكن أن يقول له أنا لم أرك قبل هذا وليس لك عليّ حق، فأنا أريد شهود، فقال له الرجل كفى بالله شهيدًا، فقال: صدقت، قال: فائتني بالكفيل. تمام، سنجتاز موضوع الشهود، الرجل لن يجحد ولن ينكر، ولكنه من الممكن أن يعجز، فمن الممكن ألا تؤتي هذه التجارة، ومن الممكن بدلا من أن يكسب يخسر، من الممكن أن يذهب هذا المال في أي شيء، يصيبها شيء، البضاعة تغرق في المركب فتذهب التجارة، فأنت لا تضمن، لا تضمن،، فأنا الآن لا أتكلم في أنني أريد شهود لأني قلق منك، لا، ولكنني أريد أن أضمن حقي، قال: فائتني بالكفيل،، أي اترك الشهداء، فقال: كفى بالله كفيلًا، قال: صدقت، فخرج؛ فمنّ الله عليه، فلما أن جاء الموعد تلمس مركبًا يركبها لكي يعود إلى صاحبه في موعده فلم يجد، أخذ يبحث ويحاول أن يأتي في الميعاد فلا يستطيع، فماذا فعل؟ خرج إلى ساحل البحر، وأتى بخشبة وشقها من النصف، ووضع بداخلها – هذا عقله سليم، هذا عقله سليم – من المفترض أن هذا الرجل الذي تاجر هذه التجارة وكسب هذا المال، فهذا لابد أن يكون عقله سليم، هذا الرجل السليم العقل ماذا فعل، أتى بخشبة ووضع بداخلها ألف دينار،، ألف دينار وقلنا أن ألف دينار أي أربعة كيلو وربع ذهب – أربعة كيلو وربع ذهب – وضعهم في الخشبة وقفل عليهم، ثم مسك الخشبة وقال: يا رب يا رب إنك قد علمت أني قد تسلفت فلانًا فقال: ائتني بالكفيل،، – هنا هو قلب؛ بدأ بالكفيل أولًا – ، فقال: ائتني بالكفيل، فقلت كفى بالله كفيلًا، فرضي بك، ثم قال لي: ائتني بالشهداء، فقلت: كفى بك شهيدًا، فرضي بك، وإني قد جهدت في أن أجد مركبًا في أن أجد مركبًا لأرد إليه المال في موعده الذي واعدته فلم أجد، وإني أستودعك إياها. إن الله تعالى إذا استودع شيئًا حفظه، ” وإني أستودعك ” هذا ليس مجنونًا، هذا واثق من حفظ الله، على يقين من أن ربنا إذا استودع شيئًا فإنه لا يضيعه، ووضعها في الماء، فخرج الرجل الذي له المال، هو أصبح في وضع محتاج للمال والميعاد جاء والمال لم يأتي وهو قلق ومتوتر، ومنتظر المال، فماذا يفعل؟ يطلع على الساحل حيث ترسو السفن ينتظر صاحبه أن يأتيه فلا يأتي، يخرج ليقف قليلًا ويرجع، وجاء ييوم خرج، فوجد خشبة قادمة هذه الخشبة رميت من مكان بعيد جدًا، وخشبة صغيرة، خشبة صغيرة، الطبيعي الطبيعي، يقينًا أنها لا تصل، سذهب لأي مكان، ستتقاذفهنا الأمواج لأي مكان، لا، هذه الخشبة الرجل وضعها في الماء وديعة عند الله، ليس فقط ساقها إلى الرجل، بل أخرج الرجل ليجلس في هذا المكان، وجلب الخشبة أمامه، ورآها الرجل، ما الذي يجعله يهتم بالخشبة؟ فقال أن الخشبة لفتت انتباهه، وقال سآخذها حطب لأهلي، فأكون فعلت شيئًا، يستدفؤوا بها، يعملوا بها شيئًا في الفرن، أي شيء، أرجع بأي شيء،،، ما الذي وضع في عقله أن تلفت هذه انتباهه، وأن يأخذها في يده ويسير بها؟ وأن يكون هناك سبب منطقي يأخذ لأجله الخشبة، فلماذا يأخذ الخشبة ولماذا هذه الخشبة؟ فأخذ الخشبة وفتحها فوجد فيها المال، ورسالة كتبها الرجل إليه، أنه لم يجد مركبًا وهذا هو المال، ثم أتى الرجل، فلما أتى إليه جاء له بالمال، ثم قال له: ألم تبعث لي بشيء قبل ذلك، فقال له: كيف أبعث إليك وأنا قلت لك أنني لم أجد مركبًا، ولم أعد إلا الآن، خذ الألف دينار وأنهي الموضوع، قال ” فإن الله قد أدى عنك الذي وضعته في الخشبة فانصرف بالألف دينار راشدًا ” .
النبي صلى الله عليه وسلم يحكي هذه القصة لكي يقول لنا ماذا؟ فيوجد رسالة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول حواديت، لم يكن يحكي لأنهم أصابهم الملل فيسليهم،، فما الرسالة؟ ماذا يريد أن يصل إلينا؟ فعلى قدر ما يثق الإنسان في الله، ويثق في حفظ ورعاية وكفالة الله، على قدر ما الإنسان يرضى بالله ويرضى عن الله على قدر ما يجد – ما يجد – من الكفالة والحفظ من الله ( أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) نحن الذين نحدد، (فليظن بي ما شاء) الإنسان هو الذي يختار.
نختم بقصة أعجب من هذا قليلًا، يقول جعفر بن سليمان؛ أنه قد أتى ومالك بن دينار إلى البصرة، يقول: فبينما نحن ندور فيها، – نسير في الشوارع – وجدوا شاب ينشئ قصرًا له، فهو يتكلم مع الناس العاملين أنه يريد أن يبني هنا كذا، وهنا كذا، وهنا كذا،، فمالك حينما رأى الشاب، رأى وجهه حسنًا، فأنت ترى أناس تشعر أن شكله – شكله – إنسان طيب، شكله إنسان كويس ولكنه بعيد، أي أنه ليس إنسانًا صالحًا، لا لا، هو بعيد ومعرض ولكن شكله شكله فيه قدر من الطيبة، والسماحة فهو عندما رأه تمنى أن يهديه الله، فماذا قال؟ قال: ما أحوجني أن أسأل الله تعالى أن يخلصه وأن يجعله من شباب الجنة، هو الآن عندما شاهده أحب أن ربنا سبحانه وتعالى يمن عليه لأنه رآه أهل أن يتفضل الله عليه، فماذا سيفعل؟ ماذا سيفعل؟ قال: ما أحوجني أن أسأل الله تعالى أن يخلصه من المشاكل التي هو فيها، وأن يجعله من شباب الجنة، ثم انطلق إليه، فسلّم عليه فردّ عليه السلام، – وهو لا يعرف من هذا أساسًا – ثم عرفوه؛ قالوا له: هذا مالك بن دينار العالم الزاهد، هو الآن عندما قالوا له: أن هذا رجل من أهل الخير،،، وانتبه هذا رجل بعيد، ولكن في قلبه تعظيم الناس الصالحة، عندما قالوا له هذا رجل صالح، – هو رد عليه وهو جالس – فقام وسلم عليه، وقال: ألك حاجة؟ تريد مني أي شيء، أي خدمة أأمرني بها،، فقال له: كم وضعت ميزانية لبناء هذا القصر؟ قال له: مائة ألف درهم، قال: هل لك أن تعطيني إياها، فأضعها في حقها حيث يحب الله؛ وأضمن لك بها قصرًا في الجنة.
هنا هو سيعتمد – سيعتمد – على الضمان الإلهي ويثق فيه، هو يقول له: أعطني المال أضمن، أنا أضمن لك بها على الله، فهو لا يقدر أن يعطي له شيئًا، فمن الذي يملك، يملك الدنيا والآخرة، من الذي يملك الجنة، قال له: أنا أضمن لك أن ربنا سيعطي لك بها قصرًا في الجنة بولدانه وخدمه وقبابه من ياقوتة حمراء، ترابها الزعفران وملاطها المسك في قصر أفيح في جوار العزيز الجليل سبحانه وتعالى.
هو قال له: حسن، ولكن دعني أفكر ومرّ عليّ غدًا صباحًا،، يقول جعفر: فبات مالك يفكر في الشاب، فلما كان السحر جعل يدعو ربه تبارك وتعالى أن يهديه، واجتهد في دعائه،، فهو أولًا قال: ما أحوجني إلى أن أسأل الله؛ واقعيًّا وعمليًّا؛ أتى إلى وقت القرب الإلهي فسجد لربه يسأله – يسأله – أن يمن عليه وأن يهديه، فلما جاء في اليوم الثاني: هش إليه ورحّب به، وقال له: العرض الذي عرضته عليّ البارحة؛ قال له: هل فكرت، قال له: نعم أنا أوافق، فكتب له كتابًا، ” إني – إني – أضمن – أضمن – على الله، – أضمن على الله – ” فهو على من يحيل؟ يحيل على كفالة الكفيل سبحانه وتعالى، ” إني أضمن لك على الله تبارك وتعالى قصرًا في الجنة كما وصفت والزيادة من الله في جوار العزيز الجليل تبارك وتعالى ” كتب كتابًا، ومضى له وأعطى له الكتاب وأخذ منه المال ووزعها كلها، لم يأت الليل إلا ووزع المائة ألف درهم على الفقراء.
يقول جعفر: مر أربعون يومًا، فلما صلى مالك الغداة – صلى صلاة الصبح – إذا بكتابٍ في محرابه، المكان الذي صلى فيه وجد كتاب ملفوف، ففتحه فوجد الكتاب الذي كتبه مكتوب في ظهره بغير مداد براءة من الله العزيز الحكيم إلى مالك بن دينار، أي الكفيل تبارك وتعالى قد ضمن ما ضمنته عليه، براءة من الله العزيز الحكيم إلى مالك بن دينار إنّا قد دفعنا للشاب الذي ضمنته علينا وزيادة سبعين ضعفًا.
فأخذ الكتاب وجري وذهب عند البيت، وجد بكاء، وقالوا له: لقد مات البارحة مساءً، فدعا بمغسله فسأله، قال له: هو قبل موته أعطى لي كتابًا، وقال له: هذا الكتاب اجعله بين كفني وبدني، فأخذته منه فوضعته حيث أمرني، قال له: هذا؟ تقصد هذا الكتاب؟ فلما رآه قال له: نعم هو، فقال لهم القصة، فجاء شخص واقف قال: يا مالك خذ مني مائة ألف درهم واضمن لي ما ضمنت له، قال: هيهات، قد كان ما كان وفات ما فات، والله يحكم ما يريد، هذا الشخص ربنا سبحانه وتعالى يعلم فيه خير فساقه إليه وألهمه الفكرة، فهذه فكرة صعبة، وصعب أن تخطر على عقل إنسان، أن شخص يقول لك أنا أضمن لك على ربنا سبحانه وتعالى ثقةً به وبوعده أن يوفيك عوضًا لها بما وصف لنا من قصور الجنة، وأمضي لك على هذا أيضًا، فقال له: لا هي لا تأتي هكذا، ليس كل إنسان يمر يقول له هكذا،، الموضوع ليس هكذا.
وهنا أيضًا أمران: ثقة العبد المؤمن في الله، ووعد الله وضمان الله تبارك وتعالى، الأمر الثاني: علم ربنا تبارك وتعالى بما في قلوب العباد، يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ هو يخاطب الناس الكفار، هؤلاء الكفار، – هؤلاء الكفار – متى يكلمهم؟ هؤلاء الناس الذين كانوا الأمس، الأمس فقط كانوا أئمة الكفر الذين يقاتلون أهل الإيمان، قتل منهم من قتل وأسر منهم هؤلاء، سبعون شخص مات، وسبعون شخص أسر، ربنا يقول للنبي صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء الناس، الذين في قيود الكفر، قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ أي المال، فهو يكلمهم أيضًا في المال، فهم يصعب عليهم الفداء الذي سيدفعوه جزاء ما فعلوه، أيضًا هذا ربنا سيعوضه، إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ هل المغفرة أعظم أم المال أعظم؟ المغفرة أعظم، هو قال لهم على المال أولًا لأن عقولهم تفكر في هذا، هم بعد ذلك سيرتبون الأمور بشكل صحيح، بعد ذلك سيدركون أن المغفرة والرحمة هذه أعظم شيء، يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ليس المال فقط، والإيمان، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ لا أحد يستحق خير إلا وسييسر له ربنا الخير، لا أحد ربنا يعلم من قلبه الخير إلا وسيهديه للخير، وسيرسل إليه الرسائل التي تقوده للخير، أو يرسل إليه الناس الذين يدفعوه أو يوجهوه للخير.
الخلاصة: على قدر ما يثق العبد في الله وعلى قدر حفظ العبد لله، على قدر ما يأتيه من حفظ الله ومن ضمان الله ومن كفالة الله تبارك وتعالى، من المفترض الطبيعي بناءً على هذا الكلام، أنه لا داعي لأن يكون الإنسان قلق أو متوتر أو يكون خائفًا على شيء إذا كان سيعلم أو سينجح أن يضعها في ضمان الله، لكن هذا صعب.
النقطة: أين الجزء الصعب؟ أن هذا يحتاج قدر من الثقة والإيمان كبير جدًا، والمشكلة عندنا هنا، اليقين، اليقين؛ هذه الكلمات كمعلومات معروفة، فكلنا نعرف أن ربنا هو الحفيظ، وكلنا سمعنا زمان ونحفظ ” احفظ الله يحفظك ” هذه موجودة، ولكن يوجد فرق بين أن نعرف هذا الكلام وبين أن نتيقن به وبالتالي نستطيع أن نعيشه، فما الفرق بيننا وبين الناس المؤمنين حقًا؟ أنهم سعدوا بالإيمان، لماذا سعدوا بالإيمان لأنهم عاشوه فعليًّا؟ تظهر قيمته حينما يسكن في القلب وتمارسه، فتكون الناس قلقه وأنت ليس قلق، الناس متوترة وأنت غير متوتر، لماذا؟ لماذا؟ لأنك تركن إلى حفظ الحفيظ، وغيرك؟ ليس لديه هذا، ليس لديه هذا لأنه غير متاح بالنسبة إليه؟ لا هو متاح لكنه لا يمد يده إليه ليتناوله، لا يمد إليه يده ليأخذه فقط.
فلكي يمد إليه يده ويأخذه، لابد أن يكون لديه يقين أنه حينما يمد يده سيجد بها شيء، لن يجدها فارغة، هذا الموضوع كله علام يُبنى؟ مبني على الإيمان وعلى اليقين، هذه هي أزمتنا، هذا الكلام قلنا كثيرًا نحن نعلم، ولكننا غير مستيقنين، مدركين ولكن لسنا مؤمنين، لسنا مؤمنين، حينما نكون مؤمنين سننتفع بعطايا ربنا سبحانه وتعالى وإحسانه وبره، هذه الخطوة لابد أن نأخذها، لا أحد يستطيع أن يزرع اليقين في قلوبنا إلا أن نسعى إليه، ربنا سبحانه وتعالى قريب جدًا مننا، ولكن في النهاية نحن نحتاج إلى الخطوة، هي خطوة واحدة، من تقرب إليّ شبرًا، والشبر أقل من الخطوة، شبر، ” من تقرب إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ” .
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك علمًا نافعا، وقلبًا خاشعا، ولسانًا ذاكرا، ويقينًا صادقا، ورزقًا طيبًا وعملًا صالحًا متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم