Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

نواقض الزوجية 1

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ثم أما بعد:

نتحدث اليوم عما يمكن أن نسميه نواقض الزوجية، تحدثنا قبل ولم نستتم الكلام عن قانون المصاحبة في الحياة الدنيا، وقلنا أن العلاقات في هذه الحياة إنما تقوم على حسن الصحبة، وحسن الصحبة يكون بتقديم الإحسان وباحتمال الأذي، ولا تستقيم الحياة إلا بذلك، وأنه لا يصحب العبد في الآخرة إلا من أحسن صحبته في الدنيا، وتكلمنا عن معنى الزوجية وأن مبتناه في كلام الله سبحانه وتعالى على التجانس والتوافق والمشاكلة، وأن هذا معنى عام تدخل فيه المرأة إذا كانت تستحق الوصف.

 قال الله تبارك وتعالى: فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ۝ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ۝ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ۝ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ هذا الخطاب موجه لمن؟ من يوجه إليه الخطاب؟ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ هذا خلق آدم ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ فهذا خطاب من الله تعالى لجنس الإنسان يذكر مننه ونعمه وآلائه عليه، ثم قال: ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا لمن هذا الخطاب؟ أيضاً لجنس الإنسان، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً لمن هذا الخطاب؟ أيضاً لجنس الإنسان، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ۝ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ لمن هذا الخطاب؟ أيضاً لجنس الإنسان، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ۝ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ هذا خطاب لمن؟ أيضاً لجنس الإنسان إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ۝ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ۝ مِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ۝ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ۝ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، إذاً يمتن تبارك وتعالى على الإنسان، جنس الإنسان بقوله: أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ فإذاً هذا الجعل الإلهي للمودة والرحمة سيختص بها أهل الإيمان فقط أم هي نعمة على جنس الإنسان؟ هذه نعمة يمتن بها سبحانه وتعالى على جنس الإنسان ويذكر الإنسان بفضل الله ونعمته وقدرته تبارك وتعالى لكي يفييء إلى الله ولكي ينيب إليه ولكي يعبده ويوحده.

حسناً، أَزْوَاجًا فإذاً نحن نتكلم في إطار من التجانس البيئي، أي كانت هذه البيئة، كاثوليكية أو بوذية أو هندوسية أو بروتستنتية أو بيئة مسلمة، كل هذه البيئات سيتوافر فيها مفهوم الزوجية إذا كانت الثقافة والرؤية والعادة والتقليد واحد، وكلهم إذا أحسنوا الصحبة كانت بينهم المودة والرحمة، فهذا أساس العلاقة الزوجية بقطع النظر عن الإيمان، بقطع النظر عن الإيمان.

 حسناً، لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا فإذاً الذي يحتاجه هذا الشخص هو الشعور بالسكون والهدوء حينما يأوي إلى بيته.

لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا أي أنه سيعود إلى زوجه حيث يجد السكينة ولكن إذا كان يعود وهي تعود أيضاً، كيف توجد السكينة؟، ما معنى السكينة أصلاً؟ السكينة تعنى أن شخصاً يعاني بقدر من الضغوط ثم يأوي إلى شخص يخفف عنه أثر هذا الضغط، فإذا كان المطلوب منه أن يخفف أثر الضغط هو نفسه يشارك في أعباء ومتاعب ومقاساة المعاناة اليومية الوظيفية، هل نستطيع أن نطلب منه أن يؤدي الدور الذي يجب عليه أن يؤديه؟ هل يقدر على ذلك؟ قطعاً لن يقدر لأنه ليس لديه طاقة على تحمل ذلك.

 ومعنى لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا أن الرجل في هذا المكان يكون كائناً مستأنساً، وكائناً أليفاً، يطلب السكن والطمأنينة ” وأن حد يطبطب عليه ” هو بالطبيعة يكون كذلك،فلا يحتاج لكي يحصل على السكن لأنه يطلبه، فلا يوجد جهد كبير مطلوب لكي يحدث هذا.

 وبعد ذلك إذا استقامت العشرة نوعاً ما، تولدت المودة بجعل الله تبارك وتعالى، إذا استقامت العشرة نوعاً ما، تولدت المودة بجعل الله تبارك وتعالى، ثم تولدت بعد الرحمة، لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ هذا الجعل منسوب لمن؟ فعل من؟ هو فعل الله تبارك وتعالى وفضله، هو الذي يضع ذلك في القلوب، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ فهذه العلاقة ذهاباً وإياباً، مَوَدَّةً لماذا مودة هنا وليست محبة؟ ما الفرق بين المحبة والمودة؟ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ لماذا ذكر يُوَادُّونَ ولم يذكر يحبون؟ المودة هي عملية إظهار المشاعر، إذاً هنا الكلام ليس عن شيء مستكن في نفس الإنسان أو في قلبه، لا، المودة هي عملية إظهار من الإنسان لمشاعره عبر ممارسة وسلوك وتصرف.

 والرحمة؟ متى تظهر الرحمة؟ تظهر حينما يظهر نوع خلل، إذا افتقر شخص بعد غنىً، أو مرض بعد عافية، أو أصابه شيء من تقلبات الدهر، فلم يعد قادراً على أن يقوم بما قد كان يقوم به، وأصبح محتاجاً لنوع عناية ورعاية، حينئذٍ يظهر أثر الرحمة التي وضعها الله في القلوب، هذه قوانين عامة، ما الذي يفسدها، يفسدها تغيير الإنسان لهذه السنن وهذه الفطر، ولذلك تجد هذا الاستقرار موجوداً في أوروبا الشرقية أكثر منه في أوروبا الغربية، موجوداً في المجتمعات الريفية في أمريكا وفي أوروبا الغربية أكثر منه في المدن، حيث ضغط الحياة التي يسمونها الصناعية، المعايير والمفاهيم تغيرت، وحين تغيرت المعايير والمفاهيم تشوهت صورة الحياة.

 إذاً مفهوم الزوجية هنا هو مفهوم من التجانس يقع بين رجل وامرأة بقطع النظر عن الثقافة وعن الدين وعن المرجع.

 حسناً، ما الذي يبطل هذا المفهوم وما الذي لا يصل لدرجة الإبطال، قال الله تبارك وتعالى: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ۝ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ، قال الله تبارك وتعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وذكرنا قبل قول الله تبارك وتعالى مبينًا حقيقة هذا الاتصال الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ الآن نحن أمام مخالفة لهذا القانون، وقد تكلمنا قبل عن هذه القصة ونحن نفترض أننا نبني على ما أصّلنا، فنحن نقول كلام ولا نحتاج عندما نذكّر به أن نعيده.

فخلاصة ما قلناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من سنّته وعادته أنه يمرّ على نسائه فيسلّم عليهنّ ويطمئن عليهن، يمكث قدرًا يسيرًا من الزمن في بيت كل امرأة، ثم ينتهي إلى البيت الذي سيقيم فيه ليلته فيمكث فيه، كل يوم يفعل ذلك، فهي عادة مطّردة مستمرة، يمر على على كل امرأة ويطمئن عليها ويجلس وقت قليل ويذهب.

فلوحظ أنه إذا دخل إلى بيت زينب بنت جحش رضي الله عنها أطال المكث قليلًا، وقلنا أنهم لشدة تعلقهم به كانوا يرصدوا كل شيء، فهذه الأشياء من الممكن ألا تلاحظها، لكنها لن تمر على عائشة رضي الله عنها،، هو يجلس في بيت زينب أكثر قليلًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم نموذج العدل المطلق، إذا جلس هنا خمس دقائق فهو سيجلس هنا خمس دقائق وسيجلس هنا خمس دقائق، ولن يجلس في بيت سبع دقائق،، وهو يجلس هنا سبع دقائق ونصف، فلماذا يجلس سبع دقائق ونصف، لابد أن هناك شيئًا فما الذي يحدث؟ لماذا يجلس سبع دقائق ونصف،، وبعد عملية استقصائية تبيّن أن زينب اشترت عسل وتصنع للنبي صلى الله عليه وسلم عسل، ولما تصنعه يمرّ وقت – وهي تريد أن يمر وقت – وتضع العسل في الماء وتقلبه ويشربه النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم،، فهذا الشيء يأخذ هذا الوقت، فماذا سنفعل؟ عادي، فمن الممكن أن يشرب العسل ولا يحدث شيئًا، لا، لابد أن نأخذ إجراء.

ما المشكلة في أن يشرب العسل؟ لا، ولماذا يجلس ثلاث دقائق زيادة، فماذا سنصنع لكي نحل هذه المشكلة؟ سنطعن في أن هذا العسل عسلًا،، فماذا سيكون إذًا !!، نحن لدينا خطة، ما الخطة؟

يوجد مادة شبيهة الطعم بالعسل ذات طبيعة صمغية تحدث أثرًا كريهًا في رائحة الفم،، هذه المادة تسمى مغافير، فنحن سنستثمر أن طعمها شبه العسل فسنقنعه أن هذا مغافير وليس عسلًا فلا يجلس هذه الدقائق الثلاث، هذه هي الخطة.

كيف ستنفّذ؟ لابد أن يتم تأكيد وتدعيم المعلومة، فكلما يدخل مكان يقال له نفس الكلام فيعتقد أنه هو المخطئ،، من الذي سينفذ هذا؟ عائشة رضي الله عنها وتوافقها حفصة، فقط، هما سيفعلان هذا الأمر.

فدخل إلى بيت عائشة ؛؛ ما هذه الرائحة الكريهة؟ ماذا أكلت؟ فقال لها: عسل،، فقالت: لا لا لا لا، هذا ليس عسلًا، فرائحته ظاهرة، هذا ليس عسلًا.

طيب، هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم – فعياذًا بالله – لن يكون غافلًا، فهو متأكد أنه عسل، هو عسل، ولكنها مصرّة أنه ليس عسلًا، فانتهى، ودخل إلى بيت حفصة وصنعت نفس الأمر بالضبط، فقالت: ما هذا؟ فقال لها: عسل، فقالت له: لا لا لا لا، ليس عسلًا، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ” إنما شربت عسلًا – فهذا موضوع منتهي – ولا أعود إليه ” أي أنني فهمت ما تريدان وأنا لن أشربه مرة أخرى ” فلا تخبري بذلك أحدًا ” لكي ينتهي هذا الأمر.

فهذا عسل – لا لا لا – هذا عسل، وأنا لن أشربه مرة أخرى وبالتالي هذه الدقائق الثلاث أنا لن أجلسهم – لكي ينتهي الموضوع – ،، وعليه ” فلا تخبري بذلك أحدًا ” فماذا فعلت؟ لابد أن تقول لشريكتها أن الخطة نجحت، فلا يصلح بعد هذا الموضوع ألا نحتفل بأننا نجحنا، فعادت حفصة رضي الله عنها إلى عائشة تخبرها أن الخطة نجحت، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ” لا تخبري بذلك أحدًا ” فجاء صلى الله عليه وسلم فقال لها أنت فعلت كذا، فهل قال لها كل شيء؟ لا، فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ ربنا أطلعه عليه، فماذا فعل؟ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ لم يقل كل شيء، هو فقط أحب أن يفهمها أنه عرف فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ليس إلا أن عائشة رضي الله عنها قالت، أو سودة بنت زمعة قالت، فالموضوع لم يخرج عن هؤلاء الثلاثة قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ نحن مع من نتعامل إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ إن لم تقوّموا هذا العوج، وتعاملوه كما ينبغي أن يعامل وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ هذا حشد، حشد حشد، فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ۝ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا

إذًا هنا ربنا سبحانه وتعالى جعل هؤلاء النسوة رغم الحدث الذي حدث لازلن في إطار الزوجية، لم ينقضن هذا العقد بهذا الفعل، فمتى يصبحوا ناقضين له أو مفسدين له؟ إذا أصرّوا على هذا الطريق أن يسلكوه، ولم ينيبوا إلى الله تبارك وتعالى وحينئذٍ تكون النعمة التي أولاهم ربنا إياها، هم غير أهل لها، فربنا سبحانه وتعالى ينصح ويوجّه ويحذّر أن تشكر النعمة، قال عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ وهنا ربنا يقول ” عسى ربه ” إنّ له ربًّا يحوطه ويحفظه يرعاه في كل مكان، كما يحوطه من أذى من يؤذيه من المنافقين والكافرين والمشركين، فهو يحوطه حياطة تامة من أذى كل من يؤذيه وإن كنّ من زوجاته، عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ فما معيار الخيرية؟ ذكر أوصافًا مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ القنوط: دوام الطاعة تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ السياحة: الانقطاع التام لطاعة الله، ثم قال ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا وهذا ليس الموضوع، لأنه من الممكن أن يأتي في الذهن أن البكر ستكون أفضل له من الثيّب؟ فهل كانوا أبكار؟ فكلهن ثيبات ما عدا عائشة، فربنا سبحانه وتعالى ينوّه أن هذا ليس موضوعًا وأن هذا ليس معيارًا للتفضيل ولا للتمييز وإنما يرشدهم للصفات التي من المفترض أن تتحقق فيهم، وإنهم إن لم يقمن بذلك…

وبعدما انتهى من ذلك ماذا قال؟ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

فهنا ربنا سبحانه وتعالى نزع صفة الزوجية من هاتين المرأتين، وهذا تحذير شديد، وكلام مخيف، هما الآن ربما يرتكنوا – يرتكنوا – إلى مكانهم ومنصبهم وموضعهم من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأن هذا سيضعهم بذاته في منزلة معيّنة عند ربنا سبحانه وتعالى ويجعلهم في محل محفوظ وفي شفاعة مضمونة منه صلى الله عليه وسلم، فربنا سبحانه وتعالى يعلمهم أنه ليس كذلك، إذا لم يقمن بهذا الحق ربما سلبن إياه، فهم الآن هذه الأشياء التي يفعلونها هذه بمقتضى الغيرة وهذا أمر عادي في النساء، لكن ربما هذا يقود إن لم تعرف المرأة حق نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لما هو أسوأ منه، وهذا ربما يخرجهم من هذه الدائرة ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ مكانهم هذا من هؤلاء النبيين لم يغني عنهم شيئًا، قال صلى الله عليه وسلم ” من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ” إذا كان فلان ينتسب إلى النسب الشريف، ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم ولادة ووراثة ثم لم يهتدي بهديه إيمانًا وعملًا واستقامة وسلوكًا ما نفعه ذلك، ” من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه “

يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هو يذكّر بالأعباء التي عليه، الشدائد التي يتعرض لها، بالمهام الجسام الذي أقامه الله تبارك وتعالى فيها، هو في أي شأن؟ وهنّ في أي شأن! هو فيم يفكر، وهن فيم يفكرن؟! هو منشغل بماذا؟ وهن بماذا انشغلن ! ولذلك قال كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا أظهرن الإيمان وأبطنّ عكسه، أظهرن الموافقة التي هي حقيقة الزوجية، ولكنهم في باطنهم المخالفة، ولما كان الرسول متمحضًا لهذه الرسالة، فما هي وظيفة الرسول؟ وظيفة الرسول أنه مبلغ عن الله، إنسانيته كلها تأتي هنا، فإذا خانت امرأته الأمانة والرسالة والإيمان كانت خائنة له، فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ

وفي المقابل وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إذًا هذا المكان الذي هو أطهر وأشرف مكان، قال تعالى وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ هذا المكان من المفترض ما الذي ينبني فيه؟ يبنى فيه إيمان، من الممكن أن يكون الشخص في هذا المكان لكنه لا ينتفع به مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ وفي المقابل، البيت الذي ليس فيه إلا الشر وإلا الشرك وإلا الكفر لا يحرم القلب المؤمن أن يرزق الإيمان، هنا بيت نوح وبيت لوط عليهما السلام، كانا أعظم البيوت إشعاعًا وإشراقًا بالنور والإيمان، ويوجد بداخله، يوجد بداخله شخص، هذا الشخص لا ينتفع بهذا.

وهنا في المقابل،، ولماذا ذكر ربنا فرعون؟ لأنه أشد الناس عتوًّا على الله، فَحَشَرَ فَنَادَى ۝ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى وفي هذا البيت وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

إذًا ما الذي ينقض الزوجية وما الذي لا ينقضها؟ يوجد أشياء تعكّر عليها ويوجد أشياء تفسدها،، خيانة الإيمان خيانة الأمانة، البعد عن الاستقامة، البعد عن هدى الله تبارك وتعالى هذا هو الذي ينقض الزوجية.

طيب، وغلبة الغيرة، أو مثل ذلك مما يأتين به عادة ينقص ويُرشّد، لكنه لا يبطل ولا يفسد

يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ۝ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا هذه الآية أين موقعها؟ هل هي مما ينقص أم مما ينقض؟ نترك السؤال مفتوحًا

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعة رسولك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعة رسولك

اللهم إنا نسألك حبك، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، وحب من يحبك، وحب كل عملٍ يبلغنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.