وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا
كنا في حديث عن الزوجية وما ينقضها وما ينقصها, هناك أشياء تناقض الزوجية, لا تستقر ولا تستتم معها حياة وهناك أمور تدوم معها العشرة وإن كانت فيها شيئ من الغمط ومن النقص. فذكرنا في جمعتنا الماضية قولا الله تبارك وتعالى وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا…. وذكرنا أن الزوجية لا تبطل مع الغيرة التي ربما تستتبع نوع إيذاء, وأما هاهنا فالله تبارك وتعالى يأمر نبيه أن يخير أزواجه بين البقاء وبين المفارقة.
قلنا في المرة الماضية أن الله تعالى وجه نساء النبي صلى الله عليه وسلم, من كن منهن في هذه القضية, الى التوبة الى الله وعدم الإصرار والإسترسال في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حذر سبحانه فقال عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ… أما هاهنا فيقول الله تعالى لنبيه …إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا أمتعكن أي يعطيهن شيئا من المال يرضيهن به, أسرحكن أي أفارقكن, سراحا جميلا أي لا إيذاء فيه ولا غضاضة ولا منازعة, وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا يخبر الله تبارك وتعالى أنه قد من على نبيه وعلى صحب نبيه فأعطاهم من الدنيا بعد أن كانوا في ضيق شديد وقانون هذا العطاء قول الله تبارك وتعالى لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا من أعطاه الله سبحانه سعة يوسع في حدود هذه السعة من غير سرف ولا مخيلة ومن قدر وضيق عليه رزقه فلا يكلفه الله تعالى إلا ما آتاه فينفق على قدر ما وهب وعلى قدر ما رزق ثم قال تعالى … لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا…لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا… ثم قال الله تبارك وتعالى مبشرا من وجد فيه نوع تضييق في معيشته …سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا.
فعندما اتسعت الأمور أراد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسع عليهن كما وسع على غيرهن من النسوة, هم لا يطلبون ما هو فوق الطاقة, لقد اتسعت الآن الأمور قليلا ومن حولنا قد اتسعت أمورهم بهذا الإتساع, وهذا المكان وهذا البيت بيت النبوة؟ ماذا كان شأنه؟ كان صلى الله عليه وسلم إذا أفاء الله عليه ادخر لأزواجه قوت سنة, قمح أو شعير يكفي لمدو عام, القوت هو الغذاء الأساسي, سوف يخبزون به خبزا فقط من بر أي قمح أو شعير ليس أكثر, ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق ما فوق ذلك على الفقراء والمساكين وفي مصالح المسلمين. فنظر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الى غيرهن وأردن أن يوسع عليهن كما يوسع على بقية النسوة. يقول عمر رضي الله عنه أنه أتى الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد ببابه لا يؤذن لهم, فجاء أبو بكر رضي الله عنه فاستأذن فأذن له ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له, فيقول عمر ” فدخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال من الوجوم ” أي متضايق ونسائه مجتمعين عنده وأبو بكر موجود من قبله, فأراد أن يدخل عليه السرور ويضحكه, فقال ” يا رسول الله أوما رأيت الى بنت خارجة – زوجته – جائت تسألني النفقة – أي تريد مالا – فوجأت عنقها – أي ضربها بيده في سفحة العنق – ” فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال ” هن حولى كما ترى يسألنني النفقة ” أي هذا الاجتماع من التسعة أزواج لنفس السبب, فقام أبو بكر الى ابنته عائشة فوجأ عنقها – نفس ما فعل عمر – ثم قام عمر الى حفصة فوجأ عنقها ثم قال ” تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟؟ ” قلن ” لا نسأل رسول الله أبدا ما ليس عنده – أي لا نطلب أبدا ما فوق طاقته – ” فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتزلهم لمدة شهر وبعد هذا الشهر أنزل الله تبارك وتعالى هذا التخيير. متى نزلت هذه الآيات؟ هذه الآيات ” قل لأزواجك… ” نزلت بعد ” وأورثكم أرضهم وديارهم… ” بحوالي 3 سنين ونصف, أواخر سنة 5 وأوائل سنة 9. الى ماذا يدعو الله نبيه في هذه الآيات؟ هو تبارك وتعالى يخبره أن أزواجه يجب أن يختاروا, الدنيا والمتعة والزينة أم رضا الله سبحانه ومثوبة الآخرة؟؟لماذا؟.
هنا تأتي نقطتين مهمتين, النقطة الأولى هو أن هؤلاء النسوة اختارهم الله ليكونوا أسوة وقدوة لغيرهن من نساء المؤمنين لكي يتبعوهن ويفعلوا مثلهم ويحيوا مثلهم, السؤال, ماذا لو انعكست هذه الصورة؟ أي أن هؤلاء النسوة, أزواج النبي, ينظروا لمن غيرهن من النساء وإن كان هذا مباحا, أي أنهن يردن أن يكونوا مثلهن ويقتدوا بهن, ولكن هذا لا يليق بأزواج النبي, إذاً ليس مكانهن بيت النبوة, لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ هؤلاء هم القدوة اللائي سيقتدي الناس بهن, فإذاً كيف تكون القدوة؟ القدوة هي الأعلى, والأدني يقتدي بالأعلى, حسناً, إذا كان الأعلى ينظر إلى الأدنى, الأعلى يريد أن يحاكي الأدنى, إذاً هو لا يعلم أين وضعه الله سبحانه وتعالى, لا يدرك المكانة التي أعطاها ربنا سبحانه وتعالى له, وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ قد أعطاك الله ذلك, هل تعي ذلك؟ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى له صلى الله عليه وسلم؟ يقول له أنني أعطيتك القرآن فلا يصلح إذا أعطيتك القرآن تنظر إلى ما هو أسفل من ذلك, إذاً أنت لا تقدر قيمة ما معك, لا تعرف ماذا أعطاك ربنا, ولذلك ما القانون الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم لنا؟ قال أن الإنسان لديه نظرين, نظر للدين, ونظر للدنيا, وفي الحالتين هناك أناس في الأعلى وأناس في الأسفل أياً كانت النقطة التي تقف بها, دنيوياً هناك أناس في الأعلى وأناس في الأسفل, ودينياً أناس في الأعلى وأناس في الأسفل, حسناً, إرشاد النبوة هو أنك كيف تنظر؟ رقبتك تملك الصلاحية أن تنظر إلى أعلى أو إلى أسفل, وهي سوف تتحرك أعلى وأسفل, كيف تحركها؟, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول أن في الدين أجعل رقبتك تتحرك إلى أعلى, وفي الدنيا أجعلها تتحرك إلى أسفل, ولكن إذا عكس الأمر ما يحدث؟, حسناً ,هو صلى الله عليه وسلم يعلل الأمر فماذا يقول؟ لماذا يوصينا أصلاً بهذه الوصية؟ يقول: ذلك أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم, الإنسان من الممكن أن يكون في نعمة كبيرة وحين ينظر إلى أسفل يدرك قدر نعمة ربنا سبحانه وتعالى عليه, ولكن إذا نظر إلى أعلى؟ يتحول الشكر إلى سخط, تتحول القناعة إلى عدم رضا, بأنني غيرت نظري, وبما أنني جعلت رقبتي دينياً إلى أعلى, سأجعلها دنيوياً إلى أسفل, وإذا عكست ونظرت دنيوياً إلى أعلى فالطبيعي أنني سأنظر دينياً إلى أسفل, وحين أنظر دينياً إلى أسفل سأرى بالطبع أناس أسفل مني وبالتالي أنا أفضل منهم وبالتالي أين سيتحول طموح الإنسان؟ أين سيكون سعي الإنسان؟ سيكون في المنطقة التي يشعر أنه ناقص فيها, في المنطقة التي يشعر أنه ليس له حظ فيه, في المنطقة التي يشعر أنه ضعيف فيها, فإذا نظر دينياً إلى أعلى سيكون سعيه في هذه الجهة, جهة إرضاء الله وطلب ما عند الله, حسناً وإن لم يفعل ذلك؟ سيكون زاهداً في مرضاة الله, زاهداً في التقرب إلى الله, زاهداً في عبادة الله, وحريصاً أشد الحرص على أن يسابق في الدنيا, لأنني أريد أن أسبق الذين هم أعلى وأفضل مني في المكانة, حسناً, فأنا الآن أين أسعى؟ أسعى في الدنيا, حسناً وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ربنا سبحانه وتعالى يوجه الناس إلى أين تسعى, أين تكون المنافسة؟ ” المنافسة هتتعمل في حتة, لكن هو حقيقة وواقعاً معمول فين؟ معمول في حتة تانية خالص, السبق بتاعنا ماشي في حتة تانية خالص ” تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ هذه طبيعة الدنيا كما وصفها ربنا, وفي النهاية؟ وَفِي الْآخِرَةِ شيء من اثنين عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ
ما الذي يستنكره ربنا سبحانه وتعالى عليهم؟ أو لماذا يخيرهم؟ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ… وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ فإذاً على ماذا يدور الكلام؟ الموضوع كله يكمن في داخل الإنسان, الإنسان أمامه طريق من اثنين لا يصلح أن ينقسم القلب إلى اثنين, لا يصلح أن ينقسم القلب إلى اثنين, هو في شيء واحد فقط, إرادة القلب وتوجهه سيكون في شيء واحد فقط, أين تكون الإرادة؟ للدنيا والزينة إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ رأس الأمر هنا, ليس الكلام على مصروفات أو شيء من هذا القبيل إنما في أنك بدأت تنظر إلي أين, أو توجهاتك إلى أين, وإلى أن ينتهي طموحك؟ وإلى أين تنظر عينيك؟ وأين سيذهب قلبك؟, أنت تريد شيئاً, والقلب بداخلك يريد شيء واحداً فقط, هل ترى مرضاة ربنا أم ترى متاع الدنيا؟ فربنا سبحانه وتعالى يقول لهم اختاروا, أمامكم طريق من اثنين, سكة إرادة الدنيا لن تسير في المكان الذي يعيشون فيه, لن تسير مع الشخص الذي تقترن به, لا ينفع أن تكن زوجات لهذا الرجل الذي تجرد من هذا الإرادة, لن يستطيعون أن يكملوا مع بعضهم البعض, وبالتالي الأفضل أن يشق كلاً منهما طريقه ليبحث عما يريده, وإن أردتم ربنا سبحانه وتعالى والدار الآخرة فهذا هو المكان الذي تستحقون أن تستمروا فيه, ربنا سبحانه وتعالى يقول مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ حين حدث ذلك ماذا حل بالمؤمنين في أحد؟, ما الذي كسر الناس بعدما منّ عليهم ربنا؟ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ انقسم الناس وحين انقسم الناس, ماذا حدث؟ حدث ذلك الهوي نتيجة لاختلاف التوجهات, فالذين أرادوا الدنيا أدى بهم ذلك إلى ما حدث ولذلك قال ربنا أنهم قالوا: أنى هذا؟, قال تعالى: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ما الذي حدث في النفوس؟ أن توجهاتهم اختلفت, ولذلك نحن قلنا قبل ذلك أن سيدنا إبراهيم الحليم الأواه المنيب الذي قال ربنا له يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى ماذا يفعل؟ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ سيدنا إبراهيم يطلب من ربنا سبحانه وتعالى بعدما أخبر أن العذاب قد أتاهم أن يستأني ربنا سبحانه وتعالى بهم لعلهم يتوبون ويرجون إلى الله, يجادل في من؟ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ, أبعد الناس عن استحقاق الرحمة أو استحقاق الرفق إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ,نفس هذا الشخص يقول لأبنه عن طريق زوجته, رسالة يوصلها إياه يقول له فيها: غير عتبة بابك, أليس هذا شخص واحد؟, هذا الشخص على هذه الدرجة من اللين والرفق والرحمة لماذا هنا يأخذ القرار الحاسم؟ لماذا؟ لأنه لا ينفع أن تكمل الدنيا هكذا, هو جاء فوجد زوجته تشتكي مما أتاها الله, ابنه لم يكن موجوداً, فجاء إبراهيم وسأل عن أخبار المعيشة فردت عليه وقالت أن المعيشة صعبة, فماذا قال لها؟ وجد ابنه خارج ليصطاد، فقال لها: عندما يأتي اقرئيه مني السلام وقولي له ” يغيّر عتبة الباب ” ، فعندما جاء، قال: هذا أبي ويقول…. ” أي طلقها “.
جاء مرة أخرى في نفس البيت وفي نفس الظروف ونفس الإمكانيات ويسأل زوجته، ما أخبار المعيشة؟ فحمدت ربها وأثنت عليه،، ما الذي تغيّر؟ ما الذي تغيّر؟ فالموضوع في الحقيقة هو ينبت من داخل الإنسان، فالظروف لم تتغير قدر أنملة، هذه هي الظروف، وهي هي نفس الظروف، وشخص يتسخط، وشخص يشكر، شخص غير راضي ويشتكي، وشخص يقول الحمد لله، لم يتغيّر شيء، فهو هنا ماذا يقول له؟ يقول له: ثبّت هذه العتبة، حافظ على هذه لأن هذه نعمة أعطاها ربنا لك.
أما الأولى؟ تجعل الحياة صعبة، لأنه دائمًا، دائمًا هو مضغوط، دائمًا هو عليه مطالبات، دائمًا لا يوجد رضى، دائمًا هو مقصّر، إلى متى؟ لأنه سيأتي عليه وقت لن يستطيع أن يكمل، والظروف لا يملكها أحد، أحيانًا يكون الإنسان في وضع، وأحيانًا هذا الوضع من الممكن أن يتغيّر، فوضعك أيًّأ كان، ومستوى المدخرات والمستثمرات، وأيًّا كان مستوى الأمان الوظيفي، لا شيء تستطيع أن تقول أنها مضمونة إلا أنك تثق في ربنا وأن ربنا سبحانه وتعالى هو موجود دائمًا ومعك دائمًا، أما أي شيء آخر لا تضمنها أيًّا كانت، لا تضمنها.
فإذا تغيّر وضع شخص، وهو يتعامل مع شخص هكذا؟؟ تتحول الحياة إلى جحيم.
إذًا هناك أشياء الحياة من الممكن أن تسير معها، شيء من النكد والغلاسة،، يوجد أشياء عادية، ويوجد أشياء لا يصلح أن تستمر معها الزوجية، إذًا الأشياء المتعلقة بالإيمان والمتعلقة بالعلاقة مع ربنا سبحانه وتعالى، هذه فصم ربنا فيها العلاقة، قال امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ولم يقل زوجات، فقلنا أن هؤلاء لن يصلحوا أن يكونوا زوجات تمامًا، ويوجد أشياء تسير وتمر، ويوجد أشياء الحياة معها صعبة أن تستمر،، فكيف نعرف ما الذي يصلح أن نكمل معه وما الذي لا يصلح، ما الذي يصلح أن يستصلح، وما الذي لا يستصلح؟ ما الذي تصبر عليه وما الذي لا تصبر عليه؟ من أين ستعرف؟ ومن من ستتعلم؟ فالدين هذه وظيفته، الدين سيرسم لك ويقول لك، ما الذي يصلح وما الذي لا يصلح، ما الذي يصلح أن تختاره وما الذي لا يصلح، ما المعايير التي ستبني عليها، وما المعايير التي لا تصلح، فلو كان الدين ليس كذلك؟ فقد ضيّعنا قيمته، وضيّعنا وظيفته، ضيّعنا حقيقته.
فإذا صلى الشخص وقرأ قرآن وهو لا يفهمه،، هذا يحدث، ولكن الحياة؟ الحياة؟ الحياة؟ هذا الدين لكي يجعلك تعيش الحياة بشكل يكفل لك الهدوء والسكينة والطمأنينة، إذا لم يأت بهذا فنحن أضعناه وبالتالي أضعنا أنفسنا، أين هو من بناءك النفسي؟ أين من أخلاقك؟ أين من حياتك الاجتماعية؟ أين من حياتك الأسرية؟ أين من معاملاتك المالية؟ هذا هو الدين، ربنا سبحانه وتعالى لم يترك شيء أنت محتاج إليها إلا وقالها لك، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قال أبو ذر رضي الله عنه: لقد تركنا – لقد تركنا – رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يحرّك جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علمًا.
ما ترك من شيء يقرّب من الجنة إلا أرشدنا إليه، وما ترك من شيء يقرّب من النار إلا حذّرنا منه صلى الله عليه وسلم، والنعمة إما أن تشكر وإما أن تكفر وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
وقد ذكرنا قبل أيضًا قول الله تبارك وتعالى قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فهنا ربنا سبحانه وتعالى قال أنها تشتكي وسماه زوجًا، إذًا الزوجية هنا باقية، ليست منقوضة، حتى إذا وجد بعض المشاكل؟ حتى إذا وجد بعض المشاكل.
أوس بن الصامت رضي الله عنه رجلٌ قد كبرت سنه، – هي تصفه – سنه كبر، ونفسه ضاقت ولم يعد يتحمل، فهو يتكلم في شيء أو يقول لها شيء، فهي راجعته، وترد عليه كلامه، فهو لا يتحمل أن يرد عليه الكلام أحدًا، فقال كلمة من كلمات الجاهلية، قال: أنت عليّ كظهر أمي.
وماذا بعد؟ بعد أن قال الكلمة، ندم وتحيّر، ولا يعرف ماذا يصنع، فهو الآن يجعلها مثل والدته، إذًا هي ستحرم عليه، لأنه شبّهها بوالدته، فهو من المفترض أن يحرم عليه معها ما يحرم عليه مع أمه، وماذا بعد؟
فقال لها: ما أراك إلا قد حرمت عليّ. وماذا بعد؟ قالت: اذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم واسأله، فقال لها: ماذا أقول له؟ أنا سأستحي منه، فما الذي صنعته، وتحرّج أن يذهب إليه، فذهبت هي تريد حلّاً وتريد مخرجًا.
فهي ماذا تقول؟ تصف؛ تقول: هذا ابن عمي، وتزوجته من زمن، وهو الآن بدأ في الكبر ويضيق صدره ويتغيّر، وهما متزوجين ولا يوجد أزمة، والحياة مستمرة، حتى إذا وجدت مشاكل، فالحياة مستمرة، فنحن معًا، ولكنه الآن فعل شيئًا، هذا الفعل سيفسد العلاقة ولا نجد لها حلًا، تقول: يا رسول الله أكل شبابي، ونثرت لها بطني،، فهو تزوجها وهي صغيرة، وهي الآن كبرت وعندها أولاد كثير، قالت: يا رسول الله إن لي صبية صغارًا؛ إن ضممتهم إليّ جاعوا، من أين سأصرف عليهم؟، وإن ضممتهم إليه ضاعوا؛ فكيف سيربيهم هذا الرجل؟ لن يصلحوا معي ماديًّأ، ولا يصلحوا معه تربويًّا، فماذا سنفعل؟، يا رسول الله هو ابن عمي وأحب الناس إليّ، فهو مع العشرة هي تحبه، حتى إذا ضاق صدره أو حدث له ما حدث، ففي النهاية ماذا سنفعل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعط إجابة، فهو الذي فعل ذلك، ” ما أراك إلا قد حرمت عليه ” ماذا سنفعل؟ ” اللهم إني أشكو إليك لا إلى رسولك ” فأين الملجأ؟ أين الملجأ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس لديه حل، ماذا سيفعل له، فهي منتظرة الفرج أن يأتي من السماء، أن ربنا سبحانه وتعالى سيرحمها ويرحم ضعفها وسيجد لها حلًّا.
فالآن هذا سماه ربنا زوجًا تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا على هذا السلوك ! نعم. فالرجل في النهاية به إيمان وبه خير وبه طاعة، لكنه في النهاية به أخلاق صعبة والكبر أثّر عليه، فماذا تريد هي؟ تريد أن تستمر الحياة، وستتحمل لكي تكمل الحياة، لا يوجد مشاكل من جانبها.
فربنا سبحانه وتعالى أنزل المخرج والحل، أن يعتق رقبة. لا يوجد مال. فليصوم؟ لا يستطيع أن يصوم – من الناحية الصحية، فليطعم ستين مسكين؟ ليس معه مال، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لها انتظري حتى يأتي مال، فعندما جاء المال، قال لها: أنا سأعطيك عرق من تمر، فهذا من الممكن أن يكفي النصف، فقالت: وأنا يا رسول الله أعطيه عرقًا آخر، فهي ستدفع له كفارة لكي ينتهي الموضوع، فمن الذي سيدفع؟
انتبه هذا الرجل الذي سيصرف على العيال، الذي من المفترض إذا اضموا إليها هي، هي التي ستدفع نصف المال، والنبي صلى الله عليه وسلم دفع النصف الآخر، فواضح أن حالته المادية ضعيفة. ومع هذا – مع هذا – الزوجية باقية ويوجد رغبة في أن الحياة تستمر.
إذًا عندنا يوجد أشياء، تتماشى معها الحياة، وأشياء لا تتماشى معها الحياة، فالأشياء التي لا تتماشى معها الحياة هل سيؤخذ فيها قرار القطع؟ لا لا، لابد من استصلاحها، لكن في النهاية لابد أن تصل فيها إلى حل، ويوجد أشياء من الممكن ألا يكون لها حل، وهذا هو الذي تكلمنا فيه عن حسن الصحبة، الحياة، الحياة ستكمل مع الإحسان وشيء من الاحتمال، فهكذا من الممكن أن تستمر الحياة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال – وهذا الكلام قلناه مرارًا قبل ذلك – أن المرأة بالأصل فيها عوج وأصل العوج في الأعلى – في العقل – وهذا العوج لا يستقيم استقامة كاملة، فأنت لابد أن تتقبل شيء من العوج، لا تستطيع أن تغيّر أصل الطبيعة، فأنت ستتحمل هذا وتتماشى معه،، وهذا مع أي امرأة، فهذه الأشياء التي نتكلم عنها هذه من الممكن أن نظنّ أنها غير دائمة،، لا، في الإطار الطبيعي الدائم ” وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج ” قال ” وكسرها طلاقها ” فأنت إذا أردت أن تقيمه إقامة كاملة ستكسره، وتكسره أي تفارقها، وإن تركته؟ يظل أعوج،، فأنت محتاج أن تحاول أن تقيمه، كلما مال قليلًا تقيمه قليلًا، فهكذا ستسير الحياة، وغير ذلك لن تتماشى أصلًا، وهذا مع أي أحد، مع أي أحد، هذه هي الصورة الطبيعية المستقرة، ويوجد أشياء زائدة، وهذه الأشياء الزائدة يمكن أن تحتمل.
ولذلك سيدنا أبو الدرداء ماذا يقول لزوجته؟ يقول ” إن أنا غضبت فرضّني، وإن أنت غضبتي رضّيتك وإلا لم نصطحب ” أي لن نستطيع أن نكمل، فهو يقول حينما تجدني غاضبًا حاولي أن ترضيني، لا داعي للجدال والكلام والعراك والغلاسة وأنا غاضب، يقول لها حينما تجدني غضبت، ماذا تفعلي؟ رضيني، وإن رأيت… فأنا سأفعل نفس الكلام، فأنا لا أطلب منك هذا من طرف واحد، ” وإن أنت غضبتي رضّيتك وإلا لم نصطحب ” فالحياة لن تستمر إلا هكذا، حينما يكون شخص في لحظة الانفعال، لابد أن الآخر يهدأ ويهدئ الأمور ويتحمل قليلًا، وعندما تهدأ الأوضاع نتكلم، هذه الناس لا تسير هكذا.. نحن لابد أن نتعلم، هذا الكلام موجود، سيدنا أبو الدرداء يوصي زوجته يقول لها افعلي كذا، وأنا أفعل كذا وهكذا نستطيع أن نكمل وغير ذلك لا نستطيع أن نكمل.
هذه الجملة ما مقدارها؟ وإذا اتّخذناها قانونًا كيف تتغير الحياة؟ وإذا خالفناها كم من المشاكل تحدث؟ ولذلك نحن قلنا لابد أن نعرف ما معنى دين؟ ” دين ” هذا سيساوي كل شيء أنت محتاج إليه لكي تصبح حياتك طيبة، مدونة ومسطورة ومكتوبة ومشروحة، كل ما تحتاج إليه أن تستخرجها وتحاول أن تنفذها، وتضع كل شيء في مكانها، ونحن أمامنا شيء من اثنين، إما أن الإنسان يريد أن يساعد نفسه فسيفعل ذلك، وإما أن الإنسان عياذًا بالله يريد أن يشقي نفسه فسيخالف هذا ويتنكب طريقه، قال تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي أعرض عنه: معناه أنه أعطى له ظهره وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا لا يوجد شيء ثالث، هما احتمالان فقط للحياة، فَمَنِ اتَّبَعَ اتّبع أي يسير وراءه، يسمع كلام ربنا، فلا يقول على عيني ورأسي وأنا مصدق وفقط،، لا، سيتّبع وسيعرض،، الذي سيتّبع هذا سيسير خلف كلمات الله، والآخر سيجعلها خلف ظهره فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى لا يوجد بديل ثالث، وأنت تختار، أنت تختار، نحن للأسف في تفكيرنا نعتقد أن الدين مساحته تتعلق بجزء من علاقة الإنسان الخاصة بالله، وجزء من العبادة، وأنه لن يسعفنا إن أخرجناه خارج هذه الدائرة، إطار حياتنا العامة الاجتماعية، فنحن حينما نجد مشكلة لا ننظر إلى الكتاب ولا ننظر إلى السنة ولا ننظر إلى الصحابة، إما أننا نعتمد على خبراتنا وعقلنا أو أي شخص أعطانا أي كلمة، أو أي شخص آخر أو توجيه آخر، أو أي إرشاد آخر جاء من شرق أو من غرب أو من أي مكان… متى سنقتنع أننا لابد أن نرجع للننظر ماذا يقول ربنا؟ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
المعلم الذي امتنّ ربنا علينا به عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ماذا قال؟، الناس الذين تعلموا منه وتربّوا وفهموا، ماذا قالوا؟ هذا هو حقيقة العلم
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان.
هذا هو العلم، هذا هو العلم، ” ربنا يقول ” ” رسوله صلى الله عليه وسلم يقول ” ” أصحاب نبيه وتلاميذه والمتربون على يديه يقولون ويفعلون ويوجّهون ويرشدون ويطبقون ” هذا هو العلم هذا هو العلم، أي شيء آخر ليس علمًا، وأي شيء آخر لكي تقول هذا صحيح أم خطأ لابد أن تقيسه على هذا، اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ هذا هو الميزان، ستقيس عليه، الذي يوافقه يكون صحيح، والذي يخالفه يكون خطأ، ولكن في النهاية لابد أن يوجد موقف حاسم، أين نضع أقدامنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنا نسألك علمًا نافعا، اللهم إنا نسألك علمًا نافعا، وقلبًا خاشعا، ولسانًا ذاكرا، ويقينًا صادقا، ورزقًا طيبًا وعملًا صالحًا متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء.
اللهم، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.