Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

وذكرهم بأيام الله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد :

قال الله تعالى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ۝ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ۝ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ۝ وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ

يقول تعالى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

الله سبحانه وتعالى أمتن على عباده بأن أرسل لهم رسل مبشرين ومنذرين يخرجونهم من الظلمات إلى النور فالرسالة نعمة من أعظم منن الله عز وجل ونعمه على الخلق ولذلك كانت نعمة هداية الناس للأسلام من أعظم نعم الله عز وجل على عباده

 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا الله عز وجل برحمه بخلقه يؤيد الرسل بآيات ومعجزات ودلائل وبراهين تؤكد صدق نبوتهم وصحة رسالتهم لئلا يرتاب الناس فى أمر الله عز وجل ولئلا يكون للناس حجة يدنون بها بين يدى الله عز وجل يوم القيمة.

 قال تعالى رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا هذا فوق ما فطر الله عز وجل عليه العباد من معرفته وتوحيده والتعلق به والتواد إليه سبحانه وتعالى .

قال تعالى وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ۝ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ

الله عز وجل من رحمه أخرج ذرية آدم عليه السلام قبل أن يخرجهم إلى هذة الحياة الدنيا بعدما خلق آدم عليه السلام أخرج من ظهره كل نسمة خلقها إلى يوم القيمة فأخذ العهد عليهم أنه ربهم وإلههم الذى خلقهم والذى إليه يرجعون وله يتألهون ثم أخرجهم إلى هذة الحياة الدنيا فأكد لهم هذا العهدوالميثاق بأرسال الرسل ليذكروهم بعهد الرسل الذى عاهدهم عليه.

قال صلى الله عليه وسلم ” كل مولود يولد على الفطرة على معرفة الله عز وجل والتوجه إليه فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه ” ولم يقل سبحانه وتعالى يسلمانه لأنه يخرج من بطن أمه مسلما موحدا كما قال الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى ” إنى خلقت عبادى حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ” فالله عز وجل خلق عباده حنفاء ثم أرسل إليهم رسلا بعدما أخرجهم إلى هذة الحياة الدنيا تتميما للنعمة ومزيدا للرحمة يذكرونهم بعهد الله وميثاقة وأيد هؤلاء الرسل بأيات ومعجزات لكى يستقر فى قلوب الناس أن هذا هو الحق المبين من رب العالمين سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم ” ما من الأنبياء نبى إلا آته الله عز وجل بمثل مايؤمن عليه الناس أى يؤتيه آيات بينات تبين حجته وتوضح نبوته وإنما كان الذى أتيته وحيا أوحاه الله عز وجل إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيمة ” ، الله عز وجل كان يؤيد أنبياءه بمعجزات حسية منظورة يراها الناس لكنه أيد محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة بيانية وحجة رسالية هى ” القرءان كتاب الله عز وجل.

 فالله – عز وجل – خلق عباده حنفاء ثم أرسل إليهم رسلا بعدما اخرجهم إلى هذه الحياة الدنيا تميما للنعمه ومزيدا للرحمة يذكرونهم بعهد الله – عزو جل – وميثاقه وأيد هؤلاء الرسل بآيات ومعجزات لكي يستقر في قلوب الناس أن هذا هو الحق المبين من رب العالمين سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلا آتاه إلا من مثل ما يؤمن به الناس توضح نبوته وإنما كان الذي.. وحيا أوحاه الله عز وجل إلى فأرجو أن اكون أكثرهم تابعا يوم القيامة الله عز وجل كان يؤمن أنبياءه بمعجزات حسية يراها الناس لكنه أيد محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة بيانيه هي القرآن كتاب الله عز وجل حجة الله على العالمين فكانت هذه الباقية إلى قيام الساعة هي أقوى من أي معجزة حسية رأها الناس في عهد الأنبياء السابقين فقال صلى الله عليه وسلم فأرجو أن أكون أكثرهم تابعأً يوم القيامة وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ هذه هي مهمه الرسل ومهمة الرسالة إخراج الناس من الظلمات إلى النور أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور والإخراج ليس فقط أن يخبرهم بما أنزل الله عز وجل عليه بل أن يحاول أن يأخذ بأيديهم لإخراجهم من النفق المظلم الذي يعيشون فيه إلى فضاء ورحابة توحيد الله ومعرفتة والتعلق به سبحانه وتعالى أخْرِجْ قَوْمَكَ خذ بأيديهم لكي يخروجوا من الظلمات إلى النور وهذه الظلمات جعلها الله عزوجل كثيرة متعددة متنوعة أما النور والحق فهو شيىء واحد لا يتعددو لا يتنوع أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ كما أخبر الله عزوجل في صدر هذه السورة كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ۝ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ

أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ

وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ الأيام كلها لله تبارك وتعالى يقدر في كونه ما يشاء فالله عزوجل يقدر في كونه ما يشاء هو سبحانه وتعالى يحكم لا معقب لحكمه في كونه لا معقب لحكمه وَاللَّـهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

فالكون كله مُلك لله عزوجل يتصرف فيه كيفما يشاء ولذلك قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الذي رواة البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار .

يؤذيني ابن آدم: أي يسبني.. كيف يسب ربه عزوجل؟ بأن يسب الدهر.. الزمن والأيام والليالي لانه لا يقصد سب اليوم أو الزمن باعتباره كونا ظرفا يوماً أو زمنً وإنما باعتبار ما يجري فيه من أحداث وما يقدر فيه من مقادير وبما قضي الله عزوجل عليه وقدر كتبها سلفا في اللوح المحفوظ فهو يقصد أن يسب أقدار الله عزوجل وأن يتهم قدر الله عزوجل مع أن الله عزوجل لا يقدر على العبد إلا الخير ولكن كما قال الله تعالى وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ فالأنسان بنظره القاصر يرى الشىء فيظنه شرا لكنه هو في الحقيقة خير كله ولكن كما قال الله عزوجل فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا

ولذلك قال الله تعالىقُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ

فكل هذا الذي قدره الله تعالى عل اختلاف اشكاله وأنواعه إنما هو الخير قال صلى الله عليه وسلم الخير كله إليك والشر ليس إليك.

الله سبحانه وتعالى لا يقدر شيئا هو شرأ محضاً من كل وجه من الوجوه ولكن الله سبحانه وتعالى إنما يقدر لنا الخير.

 وقد ذكرنا قبل ذلك ما ذكره الله عز وجل فى قصة موسى والخضر والتى تبين فى جملة أحداثها كيف أن نظر الانسان دائما يكون نظرًا قاصرًا ولكن العلم حق العلم والرحمة حق الرحمة والحكمة حق الحكمة هى فى أقدار الله عز وجل إذ أن الخضر لما خرق السفينة كان هذا بنظرنا هو فى الحقيقة شر قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا.

 لكنه لما بين له فقالأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا هذا الذى حدث يبدو أنه شر أصاب أصحاب السفينة وأنها سوف تغرق لكن الخضر بين لموسى أنهم يقتربون من الرسو فى ميناء قريب إذا أتوا لهذا الميناء وهذه السفينة بحالها لا عيب فيها فإن ملك هذه المدينه سوف يستولى على هذه السفينه،أما إذا كانت معيبة فإنهم سوف ينجون بسفينتهم من هذا الغصب فيكون هذا الخرق فى السفينة – الذى يعالج بشىء يسير – هو خير وأعظم من أن يسلبوا سفينتهم كلها، فنحن بنظرنا نرى هذا شرًا لكن ما يخبئه الله – عز وجل – فى القدر والله عز وجل وهو علام الغيوب يبين أن الأمر ليس كذلك ولكن الناس يتباينون فى ثقتهم بالله وفى علمهم بحكمة الله عز وجل وقدرته وبالتالى فى تسليمهم لأوامر الله عز وجل ولأقداره – علموا حقيقتها أو لم يعلموا – أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

قلنا أن الأيام كلها ايام لله – عز وجل – : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.

لكنه خص هنا من جملة الأيام أيامًا معينة فأيام الله – أى الايام التى تنسب لله من جملة الأيام والليالى والأحداث – هى الأيام التى يظهر فيها للناس عظمة الله عز وجل وقدرته، ويظهر فيها أن الله – عز وجل – هو المهيمن على كل شىء، ويظهر فيها للناس أن الله – عز وجل –هو القاهر فوق عباده، ويظهر فيها للناس أن كل من عدا الله – عز وجل – هو مخلوق ضعيف لا يملك من أمره شيئا، لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعًا ولا ضرًا، فنحن فى هذه الحياة التى نعيشها ربما غابت عنا هذه المعانى ربما تاهت عنا هذه الحقائق التى بينها الله – عز وجل – فى كتابه، وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم فى سنته، وبينتها قصص القران التى بثها الله – عز وجل – فى ثنايا كتابه الكريم، ربما تغيب عنا هذه الحقائق كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” إن الايمان ليخلق فى جوف احدكم كما يخلق الثوب ” فمعانى الايمان ربما الإنسان فى مشاهده وغفلته ومعتركات حياته ينسى كثيرا من المعانى التى يعتقدها، ينسى ويغفل كثيرا عن كثير من الاحاسيس التى يعتقدها ينسى كثيرًا ويغفل كثيرًا عن كثير من الاحاسيس التى ينبغى أن تستقر فى قلبه فتأتى هذه المذكرات، وتاتى هذه الآيات، وتاتى هذه الايام الإلهية لتعيد الناس إلى الله – عز وجل – لتذكرهم أن الامر كله لله عز وجل وأن الملك لله لا لغيره وأنه – سبحانه وتعالى – هو الذى يملك التدبير والتصريف والنفع والضر والخلق والرزق والإحياء والإماتة كما قال – تبارك وتعالى – تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ۝ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ۝ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا

فالله – عز وجل – هو المالك للملك بما فيه؛ فتأتى هذه الأيام الإلهية التى أمر الله عز وجل موسى – عليه السلام – أن يبينها للناس لتعود الناس إلى الله – عز وجل – لتقول لهم أن الأمر كله لله، وأن الرزق لا يملكه إلا الله، فالإنسان الذى يريد رزقًا فعليه ألا يتوجه إلا لله وأن هؤلاء الذين يبدو فى الظاهر أنهم يملكون من أمر الله شيئًا هم فى الحقيقة لا يملكون شيئًا

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ۝ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ فالله عز وجل هو المالك لكل شىء، تأتى هذه الآيات التى أمر الله – عز وجل – موسى – عليه السلام – أن يذكر الناس بها لتتدارك الناس برحمة الله عز وجل.

كما قال الله عزوجل: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ۝ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ. فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ كان هذا يوما من أيام الله.

خسف الله عزوجل بقارون وداره وأمواله وعصبته ومفاتيح خزائنه التي تنوء بالعصبة أولي القوة. خسف الله عزوجل به الأرض – بين عشية وضحاها – فأصبح الناس فلم يروا من هذه الزينة ومن هذا المتاع ومن هذه الأموال شيئاً, وكانت هذه رحمة عظيمة من الله عزوجل بهؤلاء الذين في قلوبهم إيمان ولكنه إيمان ضعيف لايقوى على تحمل آثارالفتنة وهذه الزينة الذي وصفوه بأنه إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.

فالله عزوجل هاهنا قسم الناس إزاء هذه الفتن والظلمات إلى فريقين لا ثالث لهما:

قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا هذا هو أول وصف لهم, أن قلوبهم متعلقة بالدنيا هم قد غفلوا أو قد نسوا الدار الآخرة وأصبح كل تفكيرهم تفكير دنيوي محض,فقال هؤلاء ياليت لنا مثل ما أوتي قارون ثم وصفوا حاله بأنه ذو حظ عظيم.

هذه هي حقيقة النعمة والمنة, رغم أن الله عزوجل بين هذا إنما هو في حقيقته إبتلاء فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ليس هذا هو الإكرام وليست هذه هي المنايا.

فالإكرام أن يكرم الله عزوجل عبده بأن يكون قريباً منه, قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ.

وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ هذه هي فائدة العلم الحقيقي, العلم الذي يثبت الإنسان على الحق, الذي يبين له الفرق بين الزينة والمهرج وبين حقائق الأمور, الفرق بين المفاهيم الصحيحة والمفاهيم الفاسدة. وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ هذا الثواب وهذا الأجرلايحصل عليه إلا أهل الصبر الذين صبروا إزاء الفتن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»..هذه الفتنة إنما كان سببها ضعف اليقين والثقة بالله. أنه رأى أن هذا العرض من الدنيا هولا يحصل عليه إلا بمعصية الله إلا بمخالفة أمر الله إلا بالسجود لغير الله, رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. فبين صلى الله عليه وسلم إن الرزق إنما هو من عند الله عزوجل كما قال تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ.

فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ استخدم الله سبحانه وتعالى الفاء الدالة على التعقيب والسرعة, فالله عزوجل من رحمته لم يمهل هذا القارون طويلا لأن قلوب هؤلاء المؤمنين ضعاف الإيمان لن تتحمل هذه الفتنة طويلاً.

 فالله عزوجل أذهبه وأذهب داره وأذهب ماله وملكه رحمة بهؤلاء المؤمنين, فقال تعالى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ وبالأمس فقط ليس بعيداً يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ…هؤلاء الذين كانوا بالأمس يتمنون هذا حينما مَنّ الله عزوجل عليهم بهذه المنة – وكانت هذه مِنَة – كان هذا الخسف وهذا الهلاك منة منه سبحانه..كما قال تعالى فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..فالله عزوجل عَقّبَ على قطع دابر الظالمين بأن هذه نعمة تستوجب الحمد والشكر.

وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ…وهذا التذكير يعني أن هذه الايام معروفة لديهم. لنا قبل ذلك في تاريخنا وفي قرآننا شواهد لهذه الايام, وهذه هي فوائد معرفة القصص ومعرفة السنن الإلهية ومعرفة تاريخ الأمم وتاريخ الناس.

أن الإنسان يستفيد من هذا التاريخ عظة وعبرة فيعرف سنن الله عزوجل في خلقه, ولذلك أمره أن يذكرهم وهذا التذكير يدل على أنه سوف يذكرهم بأمور كانوا يعلمونها ويعرفونها وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

 اقول ما تسمعون واستغفر الله لى ولكم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلي آل وصحبه اجمعين وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ واذن فالدرس الذي يعلمنا الله عز وجل اياه إن العبد ينذكر دوما أيام الله عز وجل والحكمه من وراء ذلك أن يكون دائما مستحضرا لعظمه الله عز وجل وأن يضع كل شخصا وكل وضعه وكل نظامه في محله الذي لا ينبغى له أن يتجاوزه فالامر والملك كله فى لله عز وجل لا لى غيره هذا هو الدرس الذي أراد الله عز وجل أن نتعلمه ولكنه قال أن فى ذلك لايات ليس ايه ولكن ايات هذا به ايات وعظات وعبر كثيرة ولكن لمن إن فى ذلك لايات لكل صبار شكور فالله عز وجل جعل فى هذا أيه ولكن لن ينتفع بهذه ايه إلا اصحاب هذه الاوصاف كما قال الله تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ

قال تعالى: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ فالله عز وجل أنزل هذا القرآن كما قال هدى للناس وايضا قال سبحانه وتعالى فى هذا القرءان هدى للمتقين هو هدى للناس باعتبار المخاطبين به كلنا مخاطبين بهذا القرآن يصلح أن يكون سببا لهدى ناس جميعا لكن من الذي سوف يهتدى هو الذى يريد إن يتقى الله عز وجل يريد أن يقترب من الله عز وجل

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ صبار فى وقت المحن وشكور فى وقت النعمه والهدايه فالانسان يتقلب بين حالين ففى حال الشده عليه إن يكون صبار والصبر ليس معناه الرضى بالظلم والقهر وانما صبر الانسان على اوامر الله عز وجل صبره على المحن وثباته على ما امره الله عز وجل به حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ۝ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّار فى وقت المحنه والشده ثم هو شكور فى وقت النعمه والمنه والرخاء.

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ۝ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ۝ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ

الله عز وجل قال الانسان الله عز وجل يمن على الانسان بمنن كثيره فاذا سلب بعض هذه النعم أو بعض هذه المنن يأس من زوال هذه الشده ويأس من زوال هذه المحنه وكفر بنعم الله عز وجل السابقه التى غمرها الله عز وجل بها منذ إن خرج إلى تلك هذه الحياه وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ۝ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي أيام السوء قد ولت انه لفرحا فخور يصاب حين إذا بالبتر وينسب الفضل لنفسه إلا الذين صبروا فى الحال الاول عندما جأهم الشده صبروا وعلموا إن هذا البلاء فيه فضل من الله عز وجل فيه تقدير من الله وتكفير من السيئات وفيه رفع للدرجات ولما من الله عز وجل عليهم بخير ورفع عن كاهلهم اسباب الشر والمحنه عملوا الصالحات اولئك لهم مغفره على وأجر كبير على ما فعلو من خير إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ فى ذلكم اى فى ما فعلوه فرعون بلاء اى شده عظيمه وفى ذلكم اى فى النجاه والنعمه بلاء اى خير عظيم من الله كما قال تعالى ونبلكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون الله عز وجل يبتلى الناس فى الدنيا بوجهي السراء والضراء لينظر كيف يعملون ثم اليه سبحانه وتعالى يرجعون فيجازى كل بعمله.

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ الله عز وجل يبتلي الناس في الدنيا بوجهين, السراء والضراء, لينظر كيف يعملون ثم إليه سبحانه وتعالى يرجعون فيجازي كلاً بعمله, يجازي المحسن بإحسانه ويجازي المسئ بإسائته,

وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ نفكر نحن وماذا بعد؟ ماذا يصنع الله لنا في أيامنا القادمة؟ الله عز وجل يجيبنا وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ فالناس إذا شكروا نعم الله عز وجل, إذا اقتربوا من ربهم عز وجل فأقاموا دينهم كما أمر الله عز وجل, إذا أصلحوا أحوالهم, إذا تآلفت قلوبهم فكانوا على قلب رجل واحد, إذا درأوا بينهم أسباب الفتنة والشر والفساد, كان هذا مزيداً من الخير من الله عز وجل ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ” ذلك بأن الله لم يكن مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ” هذا هو قانون الله عز وجل, هذه هي سنة الله عز وجل, وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إن لم نشكر نعم الله عز وجل علينا إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ كفر العباد بنعم الله, عدم شكر العباد لفضل الله عز وجل عليهم إنما يعود شره وبأسه وضرره عليهم ليس على الله عز وجل ” يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني, ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً, يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً.

 وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ غني عنكم إن كفرتم وأعرضتم, حميد يحمد لكم شكركم إن شكرتم وآمنتم, قال تعالى مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّـهُ شَاكِرًا عَلِيمً

إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ

ما يقدمه الله عز وجل أو ما يبذله الله عز وجل لنا هو على وفق ما نقدم نحن لأنفسنا, ما قدمناه لأنفسنا سوف تكون عاقبته ما يفعله الله عز وجل بنا, والله عز وجل رحيم بعباده لا يقدر لهم إلا الخير, ولكن أراد منهم سبحانه وتعالى أن يبتليهم ويختبرهم لينظر كيف يعملون قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

هذا إبتلاء شديد الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ.

 اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا, واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, واجعل الجنة هي دارنا.

اللهم ولي علينا خيارنا، اللهم ولي علينا خيارنا، ولا تولي علينا شرارانا

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يحكم في بكتاب الله عز وجل.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.