الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لازلنا في حديث عن ركنية العمل في بنيان الإيمان، وعن قيمة العمل للإنسان وللمجتمع؛ للفرد وللأمة وعن ضرورة التفريق بين ما هو غاية في حياة الإنسان وبين ما هو وسيلة لتحقيق الغايات التي أرادها الله تبارك وتعالى للإنسان.
قلنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الأسماء ذكر أن من الأسماء ما هو أحب إلى الله ومن الأسماء ما هو أصدق وأدقّ في التعبير عن الحقيقة وعن الدلالة، فقلنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن أصدق الأسماء حارث وهمام ” حارث وهمام؛ قلنا أن هذا يعكس طبيعة الحركة في الإنسان هذه هي الصفة الأساسيّة في الإنسان.
تكلمنا زمان عن أصل كلمة الإنسان مم انشقّت، قلنا مشتقة من النوس؛ مشتقة من الأنس، مشتقة من النسيان، الإنسان أصلها من النوس، والنوس هو الحركة؛ الإنسان دائماً دائماً ما يجول ويتحرك نفسياً وبدنياً، وجداناً وجسداً، هذا أصل الإنسان.
إذاً الإنسان يفقد من إنسانيته كلما يفقد من حركته، إذاً الركود عكس الإنسانية، الحركة هي الإنسان والركود عكس الإنسان، هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: الأنس؛ فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده، لا يجد سكون أو طمأنينة إلا إذا كان موجود في وسط إجتماعي يدعّم هذا الشخص نفسيّاً ووجدانيّاً ويعطيه الشعور بالسكينة والأمان، فهذا هو الأمر الثاني؛ الإنسان كائن يتحرك؛ الإنسان كائن اجتماعي؛ الإنسان كائن يغلب عليه الغفلة والنسيان.
قال صلى الله عليه وسلم ” إن المؤمن خُلق مفتّناً تواباً نسيّاً إذا ذكّر ذكر ” ” إن المؤمن خُلق مفتّناً تواباً ” يقع في الفتن لكن يسارع بالتوبة، يغفل وينسى لكن إذا أتاه التذكير تذكّر وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
إذاً الإنسان له من الإنسانية بمقدار ما له من الحركة، فهذه أصدق الأسماء ” الحارث ” الذي يعمل؛ هذه حركة في الخارج، و ” الهمام ” الذي يعزم ويفكّر ويبني للعمل، فيوجد حركة بالداخل وهذه ” همام ” وحركة في الخارج هذه ” حارث “
ولذلك حينما يقول صلى الله عليه وسلم ” ألا إن في الجسد مضغة ” فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول أن الإنسان أولاً يكون همام ثم يصير حارثاً، هذه المضغة إذا صلُحت تحول الهم الخيّر الداخلي إلى حركة خيّرة خارجية، عياذاً بالله إذا فسُدت المضغة تحوّل الهم السيّئ الداخلي إلى حركة سيئة خارجية عياذاً بالله من ذلك، فهذا هو الإنسان.
وأحب الأسماء إلى الله؟ فهذا الإنسان الذي يتحرك يريد ربنا أن يتحرك أين؟ يتحرك باتجاه العبودية، فهذه أحب الأسماء إلى الله، وهذه أصدق الأسماء التي لابد أن تنطبق على مسماها، مطلوب من الإنسان يجعل حرثه باتجاه عبادة الله، ويجعل همه باتجاه عبادة الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول ” أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ” ولكن ” وأصدقها حارث وهمام ” فهذه هي النفطة التي نحن فيها، وهذه هي النقطة التي نريد أن نتحرك لها، ليس كل الناس تتحرك باتجاه عبدالله ولا عبد الرحمن، لذلك سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم ” أحب ” ولكن لم يصفها بأنها ” أصدق ” فهي ليست أصدق في حقيقتها،، ولكنها ليست أصدق في تطبيقها الواقعي، الاسم يكتسب حقيقته من مدى انطباقه على مسماه، ولذلك حينما تُسمي المولود باسم تحاول أن تتخير الاسم الذي سيقود للحقيقة التي تتمناها له، فهل هو سيحقق هذا أم لا؟ على قدر سعيه وعلى قدر جهده وعلى قدر توفيق ربنا سبحانه وتعالى له.
إذاً أول شيء أن الحركة، العمل، الهمّ، والتفكير والممارسة هذه هي حقيقة الإنسان ولذلك الإنسان توجّهاته ستكون إلى الأمام أو إلى الخلف قال الله تبارك وتعالى وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ طريقين صاعدين لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ لم يذكر سبحانه وتعالى إنسان ساكن في محله لأن هذا ليس الإنسان ولذلك الشخص الراكد هو فاقد للإنسانية، نحن لا نتكلم عن الإيمان، فاقد للإنسانية بالأساس، نحن لا نتكلم في دائرة الإيمان،، الإنسان بطبيعته يتحرك، ربنا سبحانه وتعالى أنزل الوحي لماذا؟ لكي يحرك الإنسان في المكان الصحيح ويبعده عن التحرك في المكان الخطأ وهو سبيل الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم وقلناه الجمعة الماضية ” كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ” لم يقل بعض الناس، قال ” كل الناس ” ” كل الناس يغدو ” يستيقظ صباحاً ليتحرك في هذه الحركة هو يبيع نفسه، إلى أين يصل بها؟ لله فيعتقها،، للشيطان عياذاً بالله يوبقها أي يهلكها.
” كل الناس يغدو فبائع نفسه ” فالدين أراد أن يوجه الإنسان إلى أين؟ لهذا الجانب، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى لم يجعل خصيصة المؤمن مطلق العمل لا، قال إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا لأن كل الناس تعمل، كل الناس تعمل، إما عمل داخلي وجداني، وإما عمل خارجي جسماني، هو يعمل، لكن المطلوب أنه حينما يؤمن، هذا الإيمان سيقوده إلى العمل الصالح ولذلك لا يوجد عمل صالح بدون إيمان، لكن يوجد عمل بدون إيمان – عمل – .
إذاً أثر الإيمان في الإنسان أن يوجهه لعمل الصالحات، نحن قلنا الجمعة الماضية قانون الإنسان، ولذلك حينما يأتي الإمام الشافعي ويقول أن الناس لو تفكّرت في هذه الكلمات البسيطة تكفيهم ندرك كم مدى الفقه الذي كان يتحلى به هؤلاء الناس هذا أولاً، وندرك في النهاية أن استقامة الإنسان ليست مبنية على كثرة المعارف أو كثرة المعلومات، هو يقول ” الإمام الشافعي ” أن سورة العصر هذه لو تدبّرناها وفهمناها وأصبحت ميزان للحياة تكفي فقط.
نحن قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى يقسم بالعصر – الزمن والوقت والعمر – محل الاستثمار أن الإنسان مغبون وخاسر في هذه الصفقة؛ يضيع عمره هباءً منثوراً، وقلنا أن الإنسان لم يوصف بمطلق الخسران، وصف أنه مغموس في الخسارة إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ فلكي ينتشل منه لابد أن يخرج على مدارج أربعة؛ الإيمان، أثر الإيمان المباشر: تحويل العمل إلى عمل صالح إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ هكذا فقط؟ سيتواصوا بالحق لكي يدعّموا العمل الصالح هذا ويستمر، ويتواصوا بالصبر وهو الديمومة على العمل الصالح، فهذه قضية ثانية مهمة أن الإنسان يستمر على هذا العمل إلى أن يلقى الله عز وجل.
إذاً الإنسان سيخسر إلا الناس الموصوفة بهذه الأوصاف، وقلنا أنه يستثني الجمع من المفرد، فالإنسان هذا: اسم جنس يدل على أفراد ” الإنسان ” فرد، فمن المفترض أن يستثنى منه ” إلا الذي آمن وعمل صالحاً ” إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ تكلمنا على هذا المعنى كثيراً، لأن هذا ركن مهم جداً في بناء الإيمان، ركن الجماعة الاجتماعية، إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ هذه طبيعة الإنسان، الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فركن الاجتماع ركن مهم في التدعيم النفسي للإنسان إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وقلنا قبل ذلك؛ أنا أصلي، لكن في الصلاة أن أقول كلمات معيّنة،، وأنا أصلي جماعة مفهوم،، وأنا أصلي بمفردي؟! وأنا أصلي بمفردي أقول إِيَّاكَ نَعْبُدُ لا أقول ” إياك أعبد ” ، أقول إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ لا أقول ” إياك أستعين ” أقول اهْدِنَا لا أقول ” اهدني ” وأنا أصلي بمفردي مثلما أصلي جماعة أنا أستشعر شعور الجماعة والروح المؤمنة حتى وأنا أصلي بمفردي، حتى وأنا أصلي بمفردي، أنا لا أدعو لي بمفردي، أنا أدعو لكل المؤمنين أن ربنا يرزقهم الهداية، حتى إذا كنت في وضع حسي أنا منفرد عنهم، أيضاً أدعو للجميع، نحن جميعاً نعبد، وكلنا نستعين، كلنا نطلب الهداية، ونسأل ربنا سبحانه وتعالى أن يهدينا صراط الناس الذين سبقونا على طريق الهداية، ويجنّبنا سُبل الناس الذين انحرفوا عن طريق الهداية اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ هؤلاء هم الناس الذين من المفترض أننا نسأل ربنا في كل ركعة أن نسير خلفهم، ربنا يقول وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا فهذه المعية جاءت من عندنا؟ لا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِفلمن يعطيه ربنا؟ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا
إذاً الإيمان، العمل الصالح، التواصي بالحق، التواصي بالصبر هذه سمة المؤمنين، وهذا ميزان النجاة، الرابح والفائز والسعيد هو من له أوفر الحظ والنصيب من الإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، هذه هي القيمة وهذا هو الميزان.
وقلنا أن هذا العمل عميق الجذور في الإيمان، قلنا ماذا قال ربنا وهو يصف شجرة الإيمان، قال مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ أَصْلُهَا ثَابِتٌ؛ عميقة الجذور في قلب الإنسان، هل هي بالداخل فقط؟ لا وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا الإيمان القلبي هذا يؤتي ثمرته من الكلم الطيب والعمل الصالح في كل وقت، ولذلك نحن ذكرنا الجمعة الماضية الإمام الشافعي وهو يقول أن الإجماع من الصحابة، والإجماع هو اتفاق؛ اتفاق جميع الصحابة واتفاق جميع التابعين ومن أدركناهم من تابعي التابعين على أن الإيمان، ما هو الإيمان، ما كنهه؟ ما حقيقته؟ ” هو قولٌ وعملٌ ونية ” هذا القول هو الإقرار بالإيمان، الشهادة لله بالوحدانية ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم تحقيق هذا في واقع الحياة إخلاصاً لله وابتغاء ما لديه فقط ” قولٌ وعملٌ ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة دون الآخر ” لابد أن تكتمل هذه مع بعضها، هذا المزيج يمتزج وحينئذٍ يصير المرء مؤمناً، يقرّ ويحقق ويصدق، إخلاصاً واحتساباً وابتغاءً للفضل من الله عز وجل، هذه حقيقة الإيمان، ولذلك الإمام الزهري في قوله تعالى قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا قال ” نرى أن الإسلام الكلمة ” الذي هو الإقرار بالحقيقة ” والإيمان العمل ” الإيمان هو العمل، قال تعالى وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللهُ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
أبوذر رضي الله عنه وسبيل العمل، يقول رضي الله عنه ” سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال إيمان بالله وجهاد في سبيله، قلت: فأي الرقاب أفضل – يريد أن يعتق رقبة، أيها أحب إلى الله – قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها – الذين يشعرون أنها ذات قيمة لأنهم سيغلوا ثمنها – قال: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ” يقول له فإن لم أفعل هذا؟ فقال له ” تعين صانعاً ” شخص يصنع، وتكلمنا قبل ذلك عن الفرق بين العمل والصنع، وأن الصنع أعمق دلالة من العمل والفعل لأنه محتاج تخطيط وبناء فكري مسبق وتنفيذ على هيئة وعلى مستوى معيّن من الدقة، هذا معنى الصناعة، فالصناعة عملية فيها قدر كبير من إعمال الذهن ومن التركيز ومن بناء مواصفات معيّنة ذات دقة، قال ” تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ” شخص لديه قدر من العجز لا يستطيع أن يقوم بمصالح نفسه، فمن يحاول أنت تساعده وتدعّمه، ومن لا يعرف أنت ستقوم بالأمر نيابة عنه أو بدلاً عنه، تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قال ” فإن لم أفعل، قال: تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدّق بها على نفسك ” إن لم أستطع أن أفعل خير ” فنوم الظالم عبادة ” ابعد الشر عن العباد. ولازال يكمل معنا..
يقول أبو كثير السحيمي حدثني أبي قال سألت أبا ذر رضي الله عنه قلت: ” دلّني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة ” علام يبحثون، علام يسألون؟ يقول أنا أريد شيء لو تمسّكت به ربنا يكتب لي الجنة، قال ” سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذاً سيدنا أبو ذر حينما سأله الرجل يرشده عن هذا العمل، قال له أنا سألت نفس هذا السؤال بالضبط، فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال ” إيمانٌ بالله ورسوله ” هذا هو الأصل؛ يسأله على عمل، عمل،، عمل شيء سيفعله ويدخل الجنة، إذاً حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إيمانٌ بالله ورسوله ” فهذا الإيمان هو عمل، فلماذا الإيمان عمل؟ لأن الإيمان أصلاً هو حركة الوجدان الذي سيترتب عليه حركة السلوك، وهذا الكلام قلناه كثيراً، وقلناه الآن،، الإيمان حركة ولذلك الإيمان عمل، قال ” إيمانٌ بالله ورسوله ” هذا هو الأصل لكل شيء الذي عليه سيكون مقدار التوفيق من الله أو الخذلان عياذاً بالله، الذي عليه سيكون مقدار القبول أو عدم القبول من الله سبحانه وتعالى، قال ” دلّني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة، قال: إيمانٌ بالله ورسوله، قال: يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً قال: يرضخ مما رزقه الله ” يخرج يتصدق ينفق مما أعطاه الله وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ” قال: فإن كان معدماً لا شيء له ” ليس معه مال، ” قال: يقول معروفاً بلسانه “
” دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة، قال: إيمانٌ بالله ورسوله قال: إن مع الإيمان عملاً قال: يرضخ مما رزقه الله، قال: يا رسول الله أفرأيت إن كان معدماً لا شيء له ” ليس معه مال مم يخرج، ” قال: يقول معروفاً بلسانه ” يوجّه إلى خير.
ماذا قال ربنا؟ قال إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلَا يَحُضُّ – يَحُضُّ – عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ – يَدُعُّ الْيَتِيمَ – وَلَا يَحُضُّ فأنا من الممكن أن أكون لا أملك، فإن لم أكن أملك هل خرجت عن إطار المسئولية؟ لا، الحث والحض والتيسير والتوجيه والإعانة، إيصال الخير لأصحابه، إيصال النفع لمستحقيه، أنا لابد أن أفعل شيئاً، ولن أفعل شيئاً إلا إذا تحرّك شيء بداخلي وقال لي لابد أن أفعل شيئاً، لابد أن يوجد إحساس بداخلي يقول لي أنه لابد أن أفعل شيئاً، الرحمة التي بداخلي تدفعني أن أفعل شيئاً، الإحساس بالآخرين الذي بداخلي يدفعني إلى أفعال، لابد أن يوجد إحساس بداخلي يقول لي أن أفعل شيئاً، الرحمة التي بداخلي تدفعني أفعل شيئاً، الإحساس بالآخرين الذي بداخلي يدفعني إلى مكان، شعور الأخوة والولاء يدفعني لمكان، رغماً عني سيدفعني، فإن لم يدفعني فهو غير موجود، لا تبحث عن شيء بالخارج طالما هو غير موجود بالداخل.
الدافع إن لم يوجد لابد أن تصنّعه، لا يصلح أن تجلس تنتظر أن الكلام الذي يأتي من الخارج سينتج في الخارج قبل أن يدخل إلى الداخل، لن يدخل أبداً ولن يخرج شيئاً، لن يحدث شيئاً، ليس من هنا.
” يقول معروفاً – معروفاً – ” فلماذا سمي المعروف معروف والمنكر منكر، الذي يأمر به ربنا هو الذي تعرفه النفس بفطرتها، كأنها سمعته قبل ذلك، تسكن وتطمئن إليه، وغير ذلك تستنكره وتنفر منه بدون أن تسمع، ربنا يقول سبحانه وتعالى نُورٌ عَلَى نُورٍ عندما وصف قلب الإنسان المؤمن قال أنه منير بفطرة الإيمان، من الممكن أن يكون لا يعلم المعلومات، لكنها مخزّنة ومسجّلة بداخله، حينما يسمع حينما يسمع الآية، يسمع التوجيه النبوي يتحرك بداخله شيء ويستشعر أن هذا هو الكلام الذي كنت مستشعره أو كنت أبحث عنه، لأجل هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ” أو يقول ” استفت قلبك ” هو لا يخاطب أي قلب، لا يصلح أن يسير أي شخص على هذا الكلام، هذا يخاطب قلب الإنسان المؤمن الذي وصفه الله بأنه منير بفطرته بمفرده، فالشيء الذي يرتاب منه ” الاثم ما حاك في نفسك، والبر ما اطمأنت إليه النفس ” بفطرة الإيمان، فإذا لم توجد، إذا لم أنير نور ذاتي، لا أستطيع أن أرجع إلى هذا الاستفتاء، لا يمكن، فالمعروف هو ما يميل إليه الإنسان بفطرته الخيّرة التي وضعها ربنا بداخله، فأنا عرفته قبل أن أسمعه فعندما رأيته عرفته، نعم هذا هو بالضبط، مثلما تتعارف أرواح المؤمنين، ” الأرواح جنود مجنّدة ” شخص أنت لم تراه قبل ذلك، لكن حينما تراه تشعر أنك قابلته قبل ذلك، أو كأنك تعرفه منذ زمن أو رأيته قبل ذلك، وانت أول مرة تراه ولا تعرفه لا تعرفه، لكنك شعرت أنك تعرفه.
” يقول معروفاً بلسانه، قال: يا رسول الله أرأيت إن كان عييّاً لا يبلغ عنه لسانه ” وعندما يقول ” عييّاً لا يبلغ عنه لسانه ” معنى ذلك أن الإنسان لكي يعبّر بلسانه عن المعروف لابد أن يعبّر بأسلوب به قدر كبير من الدراية والحكمة والرقي، وإلا فأي كلام، لا يحتاج لأن يقول عيي، فأنا أريد أن أقول كلاماً سأقول له كلام،،، ليس لها أي معايير،، لا
سيدنا أبو ذر يقول أنه ليس هكذا، ليس هكذا،، ” يقول معروفاً بلسانه ” هو مدرك تماماً أنه لابد أن يوجد أسلوب وطريقة وقدر من الرقي والدراية لكي أستطيع أن أوصل الكلام، فيقول أن لسانه لن يبلغ عنه وليس لديه البلاغة اللسانية، قال ” فيعين مغلوباً قال: فإن كان ضعيفاً لا قدرة له ” لن يستطيع ” قال: فليصنع لأخرق “
” إيمانٌ بالله ورسوله، يرضخ مما رزقه الله، يقول معروفاً بلسانه، يعين مغلوباً، يصنع لأخرق ” ” قال: أرأيت إن كان أخرق، قال: فالتفت إليّ وقال ما تريد أن تضع في صاحبك شيئاً من الخير ” يعني هو ليس له نفع، ليس له نفع في الحياة، كل شيء لا يعمل…
قال ” قال: فليدع الناس من أذاه ” إن لم يستطع أن يفعل شيء، إن لم يستطع أن يفعل شيء يوجد شيء أيضاً يستطيع أن يفعله،.
إذاً أحياناً أحياناً السكون والفعل السلبي صدقة وعمل خير،، إذاً الترك الترك جزء من العمل، فأنا الآن سأحجّم نفسي وأجلس في البيت بنيّة بنيّة أني لا أعكر على أحد أو أضايق شخص من عباد ربنا، سأنال ثواباً
” فليدع الناس ” و” يدع ” هذه معناها أنه سيترك ويحجّم نفسه، سيمنع نفسه فهذا عمل، سيكف نفسه، والكف هذا معناه أن شيء يذهب وأنت تمنعه سيكف أذاه، ” فليدع الناس من أذاه، قال: يا رسول الله إن هذا كله ليسير فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من عبدٍ يعمل بخصلة من هذه الخصال يريد بها وجه الله إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة “
أبو ذر الثالث والأخير
يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يصبح على نفس ابن آدم صدقة كل يوم طلعت فيه الشمس، قال: يا رسول الله ومن أين لنا بصدقة نتصدّق بها ” فالنبي صلى الله عليه وسلم يخاطب مجتمع المدينة، معظم زمان النبوة هو مجتمع فقير، ولكنه ليس راكد، لكنه مجتمع فقير نتيجة لأسباب لا مجال لتفصيلها، فهم يريدوا أن يتصدقوا لكن من أين يأتوا بالمال.
” قال: إن أبواب الخير لكثيرة؛ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ” سبحان الله صدقة، الحمد لله صدقة، فمفهوم الصدقة واسع، أتصدق على نفسي وعلى الغير، وهذه الأشياء التي أقولها هذه ستصلح نفسي وتعينني على الإحسان للغير ستتحول من نفع ذاتي لنفع متعدي، ” التسبيح التحميد التكبير التهليل – قول لا إله إلا الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإماطة الأذى عن الطريق وأن تُسمع الأصم – شخص سمعه ثقيل وأنت تريد أن تسمعه فتعلي صوتك لتسمعه – تُسمع الأصم، تهدي الأعمى ” تأخذ بيد شخص لترشده لمكان ” تدلّ المستدل ” شخص يسأل يريد أن يصل لمكان لا يعرف أن يصل إليه، فتقول له ” وتدل المستدل وتسعى بشدة ساقيك ” القوة التي أعطاكها ربنا، ” مع اللهفان المستغيث، وتحمل بقوة ذراعيك مع الضعيف فإنها صدقة تصدّق بها على نفسك “
فعندما يكون كل هذا الكلام سيدنا أبوذر رضي الله عنه هو الذي يوجهه لنا أو ينقله لنا، لا يصلح أن يكون هذا الكلام عشوائي، فهو شخص يتتبع شيء معين، ويتلمس مظانّها، ولذلك قال لنا أنا سألت عن كذا، وسألت عن كذا، وقيل كذا وأنا جالس ووعيته ونقلته، عم يبحث؟ يبحث عن أبواب الخير، أبواب العمل أبواب الإحسان.
النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله هذا،هذا إذا تحوّل إلى جزء من المفهوم للإنسان المسلم، كم سيؤثّر في الحياة التي نعيشها؟ نحن في وضع كلنا مدركين له، من الممكن أن تجد شخص يكلمك عن المجتمع الياباني أو الثقافة اليابانية.
ما لهم اليابانيين يا جماعة؟ اليابانيين عبارة عن ماذا؟ عبارة عن أناس عندهم قيمة للعمل وقيمة عالية للالتزام وقيمة عالية جداً للانتماء، هذا هو الشخص الياباني، يعمل، دؤوب في العمل، عنده قدر عالي من الالتزام، عنده قدر عالي جداً من الانتماء، ليس اختراعاً، وهذا الكلام سلبي وليس إيجابي، لأنه يدمّر أكثر مما نحن فيه من دمار، ليس هذا هو العلاج، ليس هذا هو العلاج، ليس الحل.
وهم كلهم أناس عاديين، فهي أسباب أنت تأخذ بها على أي مستوى من المستويات، وهذه حكمة ربنا سبحانه وتعالى في هذا القانون أن الإنسان إذا عمل يجد أثر العمل، المجتمع إذا عمل على قوانين يجد أثر العمل، هذا طبيعي، ليس اختراعاً، ونحن ما آتاه لنا ربنا أكثر بكثير من أي مجتمع آخر، وسيبقى هؤلاء الناس ليس لديهم هدف ولا رؤية، ستظل أهدافها ورؤيتها محدودة وضيّقة، وفي النهاية هم أناس وثنيين، أناس بوذيين وأخلاقهم حتى في التعامل الشخصي وبين الرجال والنساء…. فالدنيا فاسدة، فلا شيء.
لكن في النهاية نحن من أعطانا ربنا، ماذا فعلنا؟ نحن ربنا أعطى لنا لأن كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ فهذه الناس من المفترض أنها محتاجة لنا لأننا نقدّم شيئاً للعالم، نقدّم للبشرية، نقدم شيء للناس، المسلمين لما كانوا مسلمين كانوا يقدموا أشياء على مستوى الحضارة وعلى مستوى الثقافة شيء كبير، وأين نحن الآن؟ نحن اليوم لا شيء، فلماذا نحن اليوم لا شيء؟ فالدين وراءنا هاهو، الدين وراءنا، لم يضيع شيء، نحن من قررنا أن نتخلّى، فلما تخلينا إلام وصلنا؟ ليس شيئاً أيضاً، لأننا قلنا أن الإنسان يكتسب قيمته بالعمل، يكتسب قيمته باحساسه أنه يقدم شيئاً، ربنا قال وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ليس لله ولا للناس، الإنسان لن يشعر أنه إنسان إلا إذا شعر أن له قيمة، نحن نكسّر في أنفسنا وندمّرها.
في النهاية هذا الركود الذي نحن فيه إلام يوصلنا؟ فنحن غير سعداء ولن نكون سعداء، فالإنسان قيمته بأنه يصنع شيئاً، يشعر أنه قدّم شيء.
ليس أننا كان معنا نفط، والناس تبيع لنا حاجات نستهلكها، ونتكبّر على الناس، والذي يخرج يرمي يوروهات ودولارات في الشارع يقول لكي ينحنوا لنا،، فهذا خبلان، هذا خبلان،، ولكنه الموجود.
ثم يقولوا أن الناس ينظروا إلينا نظرة دونية!! هذا طبيعي، فكيف سينظرون إلينا فنحن هكذا فعلاً، نحن أتينا بالعار لديننا، لأنهم قالوا بما أنهم هم هكذا، فدينهم هكذا،، ونحن قلنا قبل ذلك ” لو كان فيه خير مكنش رماه الطير ” لو الدين هذا شيء حسن فستكون منتجاته حسنة، لو الدين حسن ستكون منتجاته حسنة هذا طبيعي، تخيّل لو عندك خط انتاج يخرج مائة ألف وحدة،، منهم 4أو5 وحدات 10 وحدات او 100 وحدة فاسدين،، فهذا مفهوم، لكن عندما يكون خط الانتاج يخرج 100ألف وحدة منهم 100ألف وحدة كلهم فاسدين، فلا تقل أن خط الانتاج سليم لكن المواد هي التي فاسدة،، هذا خبلان، لا طبعاً خط الانتاج هو الذي فاسد.
فخط الانتاج الذي هو الإسلام ماذا يخرج؟ فلا تقل أن الإسلام حسن، كيف حسن؟ إذا كان حسن لا يخرج مثل هذه المنتجات،، إذاً هو ليس حسناً، إذاً من المفترض أن خط الانتاج هذا يخرج منتجات حسنة، هل هو قادر أم ليس قادراً.
قلنا قبل ذلك، هل الدين قادر أم يغر قادر على انتاج إنسان صالح أم لا، إذا كان الدين قادر فلابد أن نفيئ إليه، وإن لم يكن قادر فلنأخذ موقف حاسم نتركه ونجد شيئاً آخر يخرج إنساناً صالحاً، لابد من موقف حاسم، لابد من موقف حاسم، فنحن الآن لو كان الدين فعلاً هو النموذج ونحن مؤمنين بهذا وعندنا يقين منه لابد أن نلتزم به التزام جادي حقيقي يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فإن لم يكن؟ فلنجد الشيء الذي سيخرج الإنسان الصالح،، ففي النهاية هذا هو الموضوع؛ خلاصة الأمر أن العمل العمل هو الإنسان،، العمل الصالح هو الإيمان، العمل على قدره تكون سعادة الإنسان في الدنيا وفي الآخرة،، إحساسه أنه إنسان، إحساسه بالقيمة في الحياة، حسن استقبال ربنا سبحانه وتعالى للعباد في الآخرة، نيل الإنسان للجنة وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم تب علينا لكي نتوب، اللهم تب علينا لكي نتوب
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم