Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

ومولى محمد صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأشرف الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد:

كنا في حديثٍ عن الخالق العظيم سبحانه وتعالى ثم انتقلنا إلى الكلام على العلاقة ما بين الخالق سبحانه وتعالى وما بين عبيده من المخلوقين؛

النظرة الفلسفية لقضية الخلق تقف عند أن هناك خالق – لأن المنطق يقول هذا – يوجد خالق خلق الكون، وبعد ذلك انقطعت الصلة أو العلاقة ما بين الخالق وما بين الحياة، أما في الدين فمعنى الخالقية معنى عظيم لأنه معنى متجدد، قال تعالى أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ربنا سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى خلق هذا الكون ومازال في كل لحظةٍ يخلق خلقاً جديداً، خلق عظيم ومتنوع؛ ذوات وأشياء، علوم وأقدار، إرادات وتوجهات، أما العلاقة ما بين الخالق والمخلوق؟ هذا ما تكلمنا عليه الأسبوع الماضي.

تأسيس العلاقة ما بين الرب سبحانه وتعالى وما بين العباد مبنية بالأساس على الرحمة وعلى أن الرب سبحانه وتعالى هو المفزع والملجأ للعباد؛ الركن الركين الذي يرتكن إليه كل مخلوق، وتكلمنا عن المولى؛ السيد الاسم العظيم من أسماء الله تبارك وتعالى وذكرنا أنه يخبر سبحانه وتعالى عن يوم القيامة فيقول وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً الملائكة حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ وماذا بعد، أين سيذهب؟ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ إذاً مرد العباد، أين سيذهبون في النهاية؟ سيذهبون إلى المولى الحق سبحانه وتعالى، فلماذا المولى الحق؟ فهو المولى وكفى!

لأن الناس في الدنيا كثير منهم إلا من رحم الله يتخذوا له مولىً وموالي غير ربه ومولاه الحق، وبعد ذلك أين سيذهب في النهاية؟ سيرجع إلى المولى الحق هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ كل شخص سيختبر تاريخه في الحياة، ما قدمه لهذا اليوم ولهذا اللقاء، وَرُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ وأكّد سبحانه وتعالى في القرآن على علاقة الولاية ما بين ربنا سبحانه وتعالى وما بين المؤمنين وذكر أن غير المؤمنين ليس لهم ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ إذاً المولى الحق لنا كلنا سنرجع إليه يوم القيامة وحينئذٍ لا يكون مولىً إلا هو، أما في الدنيا، في الدنيا كلنا لنا رب واحد، ولنا موئل واحد، ولنا مفزع واحد، ولنا رب واحد، ولنا إله واحد، ولكن هناك من يعترف بهذا ويدخل في هذه الدائرة من الكلاءة والحفظ، وهناك من يفضل أن يبقى خارجه، هناك أناس تستظلّ بظل عرش ربنا سبحانه وتعالى، وهناك من يقفوا في الطل؛ في الشمس وفي الهجير والمطر، فما الذي يدخلني أنا في دائرة الولاية؟ ما الذي يجعلني أستمتع بهذه الحماية؟ لا شيء، أعترف بها فقط،، ما الفرق بين الإنسان المؤمن والإنسان غير المؤمن؟ الإنسان المؤمن يعترف أن له سيّداً ووليّاً ومولىً وربّاً وإلهاً يلجأ إليه ويفزع إليه فقط، فقط.

ويوجد من يستكبروا عن هذا وتجحد هذا وترفض هذا، فهل حينما يفعل ذلك يكون لديه بدائل أخرى؟ لا، بل هو الوهم والسراب لَا مَوْلَى لَهُمْ لا شيء، فالموضوع كله هنا، ليس بين العبد وبين أن يتولاه الله إلا أن يدخل نفسه في إطار ولاية الله لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا

تكلمنا عن الزبير رضي الله عنه كنموذج ومثال لشخص أدرك معنى الولاية، وأدخل نفسه في دائرة الولاية ولذلك ذكرنا – في الجمعة الماضية أيضاً – تجاوب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كلمات أبي سفيان في يوم أحد، فنحن قلنا أنه صعد على الجبل وبدأ يسأل هل محمد موجود؟، أبوبكر موجود؟ عمر موجود؟ والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجيب أحد، وبعد ذلك؟ هو يريد أن يشعر نفسه، يشعر نفسه بحلاوة الظفر والنصر فقال: اعل هبل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا تجيبوه؟ محدش هيرد عليه، قالوا: بماذا نجيبه يا رسول الله؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجلّ.

 ” لنا العزى ولا عزى لكم ” قال: ألا تجيبوه؟ قالوا: بماذا نجيبه يا رسول الله؟ قال قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، ” يوم بيوم بدر ” قال: ألا تجيبوه، قالوا: ماذا نقول يا رسول الله؟ قال: لا سواء؛ قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، هؤلاء ليسوا كهؤلاء.

النبي صلى الله عليه وسلم استقر في قلبه هذه الكلمات الإلهية الذي ألقاها إليه ربنا سبحانه وتعالى إليهم في سورة محمد صلى الله عليه وسلم بعد يوم بدر ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ.

أما الزبير؛ الزبير له مولى عندما تضيق به الأمور ماذا يفعل؟ عندما تتأزم به الحياة ماذا يفعل؟ إنه فقط يستعين بمولاه، واليوم سننقل نقلة أخرى.

مولى الزبير مع الزبير وهو يغادر الحياة، فمتى قال الزبير هذه الكلمات؟ قال له عندما تقع في كربة من أمر الدين الذي تركته لك، قال: فاستعن عليه بمولاي، هذا الكلام متى يقوله وهو ذاهب، يوصي ابنه وهو ذاهب أنني تركت لك تركة ثقيلة وتركت لك عبء وأنا أعلم أنه عبء، لكني تركت وأنا أغادر هذه الحياة حياطة وحماية ورعاية مولاي، فعندما تضيق لا تفعل شيء ارجع له فقط، وهو كان لديه هذا اليقين، وعبدالله تلقّن منه هذا اليقين ونفّذه، وعندما نفّذه؟ وجد مولاه عند حسن ظنه أم لم يجد؟

فاليوم سننقل إلى مكان آخر أبعد قليلاً وأصعب قليلاً يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۝ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ نحن لم نصل بعد، ولكننا سنقف هنا.

ربنا سبحانه وتعالى يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم على خلفية حدث قد يبدو أنه ليس له معنى، شيء بسيط، فهل تستحق أن ينزل فيها قرآن؟ ربنا سبحانه وتعالى رآى ذلك وقدّر ذلك، وأنزل لك وتكلّم بهذه الكلمات، رسول الله صلى الله عليه وسلم يوميّاً يمرّ على أزواجه، يدخل في كل بيت ويجلس قليلاً ويتكلم يؤنسهم ويطمئن عليهم واحدة واحدة، فهو يمرّ، ثم إنه يرى أين يبيت اليوم فيذهب ويجلس

فالملاحظة الدقيقة قالت أنه يطيل في بيت زينب، فهو دقيق جدّاً، يعدل في كل شيء، فإذا جلس هنا ربع ساعة سيجلس هنا ربع ساعة، سيجلس هنا ربع ساعة،، فهو يجلس هنا أكثر،، فلماذا؟ ماذا يحدث؟ الملاحظة الدقيقة لعائشة رضي الله عنها تقول أنه يدخل هنا فيطيل، فلماذا يطيل؟ بعد مجموعة تحريّات واستقصاءات، زينب تعطيه عسل يشربه، فتجلس لتضبط العسل فتتأخر عمداً طبعاً لكي يجلس أطول، ثم يشرب العسل ويغادر، فما الحل؟ ماذا سنفعل؟ لن نجلس صامتون نشاهد فقط، لا يكون، لابد أن نتخذ موقف،، نتخذ موقف ماذا نفعل؟ عائشة وحفصة، عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر رضي الله عن الجميع، هذا لوبي والتحقت بهم صفية،، نعم لوبي يوجد مجموعة ومجموعة، فهذا اللوبي قرر أن يأخذ إجراء، فماذا سيفعل؟

النبي صلى الله عليه وسلم بعدما يأتي من عند زينب سيدخل إلى بيت عائشة فسيجلس ويتكلم، فماذا هي ستفعل؟

 ” ايه دا،! أنت واكل ايه،؟ أنت واكل مغافيير صح؟ ” المغافير هذه مادة صمغية شبه العسل في الطعم ولكنها تعطي رائحة كريهة، تخيل إن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عسل عند زينب ودخل عند عائشة فقال لها ” لأ أنا شارب عسل، قال له: لأ، عسل ايه يا عم! رحته باينة أهيه ” لكنه متأكد، فهذا سيدنا محمد، هو متأكد إنه عسل، ولكنها تقول لا هو ليس عسل.

فخرج من البيت، فالبيت الذي بعده دخل عند حفصة، فحدث نفس الحركة، ” والله العظيم عسل يا جدعان،، عسل ايه! ما رحته اهيه ” فما الحل، ” طب خلاص خلاص، والله العظيم ما شاربه تاني ” عسل أو غيره أنا مش هشربه تاني ” ولا تخبري بذلك أحداً “

فهل ستسكت؟ لا، فذهبت إلى عائشة لكي تقول لها أن الخطة نجحت، هي لابد أن تقول لها أنه لن يشرب عسل مرة أخرى، هي ربع ساعة يعني ربع ساعة لن يجلس دقيقة أكثر.

فلماذا كل هذا؟ لأنه يجلس أطول قليلاً عند زينب، فنحن نرى الموضوع أنه ليس له معنى، الموضوع بسيط وليس له معنى ولا قيمة، لكن ربنا سبحانه وتعالى في عليائه ينزّل قرآن، ينزّل قرآن لكي يتكلم على هذا، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه بالنسبة لهم نعم هو رسول الله، لكنه الزوج، فبالنسبة إلى الزوجة هو اسمه الزوج، فيكون ما يكون، أيّاً كان منصبه الديني أو الدنيوي، فالرجل بالنسبة إلى زوجته هو زوجها، ليس لها علاقة بهذه القصص، لن تفرق، هذه الأشياء لا تفرق، في هذه العلاقة لا تفرق.

فهو الآن يطيل هنا لابد أن نخرجه من هنا، سنتصرّف،، وتصرفوا

وبعد ذلك، فربنا سبحانه وتعالى ينزّل الكلمات لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ لكي يكونوا سعداء، فلا تضيّق على نفسك وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۝ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ أي شخص أقسم على شيء، فالنبي صلى الله عليه وسلم منع نفسه من شيء، فهل من الممكن أن يرجع لها؟ بأن يكفّر كفّارة يمين ويأكل العسل إذا أراد أن يأكل العسل قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ فلماذا فرض؟ ” ففرض ” هذه كأنها ” أوجب ” فهو ليس واجب، لأنه من الممكن أن يستمر في يمينه ولا يأكل العسل، فهذا أمر عادي، ربنا سبحانه وتعالى من رحمته بالعباد يريد أن يرغّبهم في التوسعة والترخيص فكأن هذا، فهذا ليس شيء خلاف الأولى أو غير حسن، لا لا لا، قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ أي تحل نفسك من القيد الذي قيّدت نفسك به، لماذا؟ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ فأثر أن ربنا مولانا أن يفكّنا ويعتق رقابنا من الأشياء التي نعطّل نفسنا بها، فهذا اليمين أنا من ألزمت نفسي به، أنا الذي ضيّقت على نفسي، فماذا يفعل مولاي معي؟ سيحلّني من هذا، سيفكني منه، سيعطيني مخرج أخرج به عندما أضع نفسي في دائرة مثل هذه.

قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ لأنه مولاكم وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ لم يقل لها كل شيء هو يعلمها، لم يقل لها كل شيء ربنا أخبره بها، ولكنه أفهمها أنه فهم فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ أنت من أين علمت؟ لأنه لا يوجد حل إلا أن تكون عائشة هي التي قالت له، فالموضوع بيننا، الموضوع بيني وبينها، فهذا الكلام الذي تقله لي من أين جئت به؟ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا سيقول لها عائشة قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِير ليست عائشة.

نحن قلنا قبل ذلك في موقف مثل هذا، قلنا قبل ذلك من فترة في موقف مثل هذا أسلم عمير بن وهب الجمحي، في مثل هذا بالضبط، عمير بن وهب الذي كان يسمى شيطان قريش جاء من مكة إلى المدينة بعد بدر عازماً على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف والسيف في رقبته، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له ما الذي جاء بك؟ قال له أنا ابني أسير لديكم وجئت لكي أفتديه وأريد أن تخففوا عليّ في المال، قال له :ما أتى بك؟، قال له: هذا هو،، قال له: أنت كنت جالس أنت وصفوان بن أمية في الحجر وقال لك أنه يتكفل ببناتك على أن تقتل محمداً صلى الله عليه وسلم وأسلم، لماذا أسلم؟ لأن هذا الكلام لم يكن يعرفه إلا هو وصفوان فقط، وربنا فوق.

فبما إن صفوان لم يقل له، إذاً ربنا من أخبره،، قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ هذه ثقيلة ليست بسيطة إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا مالت للخير، فمعنى إلى هذا أنها بعدت عنه، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ إذا أصررتم أن تظلوا هكذا، وهذا هو محل الشاهد الذي نقيم كل هذا الكلام من أجله وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ إذاً ربنا يتكلم عن ماذا؟ هذا أمر ليس ضوائق مالية ولا مشاكل اقتصادية ولا ظروف صحيّة في الحياة الأسرية والاجتماعية عندما تتعرض لشيء من أذى الناس أو شيء من مضايقة الناس أو الناس القريبين منك الذين تتوقع منهم سلوك معيّن، وخلق معيّن وممارسة معيّنة أقرب الناس لك لا يكونوا لك كما تريد، فماذا ستفعل؟ أين ستذهب؟ لمن ستلجأ؟ حتى في هذا! نعم.

وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وسيسوق له، يسوق له، سيسوق له عباد فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ ليس عموم المؤمنين لا لاوَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ هذا فقط؟ لا وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ

ربنا سبحانه وتعالى الولي والمولى يحشد، يحشد لرسوله كل هؤلاء الأنصار والأحباب والأودّاء والأعوان، ضد من؟ زوجاته عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ستكملوا في هذا المسار أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ نحن سنرجع إلى أصل الموضوع، هل نرى أن الموضوع يستحق كل هذا؟ لكنه في حق من؟

رقم 2: المولى سبحانه وتعالى ام موقفه؟ ما موقف المولى من أوليائه حتى في الأشياء البسيطة الصغيرة الضيقة جداً مثل هذه، هو موجود دائماً سبحانه وتعالى، الدور العظيم والفاعل والمؤثّر، نحن نريد أن نكون هكذا، نريد أن نكون في ولاية المولى سبحانه وتعالى في كل شيء، في حياتنا الإنسانية، الشخصية الأسرية الاجتماعية، ظروف اقتصادية، أحوال صحية، ماذا سنفعل؟ لا شيء، مثلما قلنا شيء واحد فقط، العبد يتولى المولى، العبد يدخل في حماية الرب، العبد يستغيث بالسيد، فإذا فعل؟ سيجده موجود أم غير موجود؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي ليس بعيداً؛ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فماذا نفعل؟ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي لا تجيب، ” تعالى على جنب ” فَإِنِّي قَرِيبٌ الترجمة المباشرة للقرب الإلهي إجابة الدعاء فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ بمجرد أن يدعو دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ كيف ندخل في هذه الدائرة؟ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ فقط، فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

المولى هو المعتق، المولى هو المعتق؛ السيد حينما يعتق عبده يسمى مولىً، فمم يعتق؟

نحن عندنا العبد عبدانح عبد طائع وعبد آبق، هذا العبد الآبق هو العبد العاصي الذي يفرّ من مولاه، وهذا يكون محل لسخط المولى وسخط الرب، أما العبد الطائع هو محل الرضا ومحل الرحمة ومحل الإكرام.

السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها تحكي، تقول: تزوجني الزبير وليس له مالٌ ولا مملوك ولا شيء، – ليس لديه شيء تماماً – إلا ناضح،، والناضح هو البعير الذي يستقوا عليه الماء، وفرس.

تقول أنها بناءً على هذا، كانت تعلف الفرس هي، وتستقي الماء وتخرز الغرب، الغرب هو الدلو أي تخيطه إذا خرق.

 ” وأعجن ولكني لم أكن أحسن الخبيز ” لا تعرف الخبز هي تعجن فقط لكن إذا وضعت شيء في النار تحرقه،، لأنها أسماء بنت أبي بكر لم تكن تعمل شيء في بيتها، فعندما تزوجت ولم يكن يساعدها أحد.

وكان لها جيران – نسوة من الأنصار كانوا هم من يخبزوا لها الأكل – وبعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير قطعة من الأرض، أقطعه أي: أعطاه قطعة من الأرض يستفيد بها لكن لا يملكها ينتفع بها فقط.

فتقول أنها كانت تحمل النوى على رأسها في أي أفّة من أول الأرض حتى منزلها، وطول هذه المسافة حوالي ثلثي فرسخ أي ميلان، تحمله وتضعه على رأسها ميلان.

فتقول أن سيدنا أبوبكر بعد فترة أرسل إليها خادماً يكفيني سياسة الفرس،، هذا هو أكثر أمر كان يتعبها،، أنها كانت تخدم الفرس وتطعمه وترعاه، قالت: فكأنما أعتقني، أباها عندما أعطاها هذا الخادم كأنها كانت أمة مسترقّة وهو أعتقها.

إذاً هنا العتق يخرج من ماذا؟ مولى العبد حينما يعتق العبد يخرجه من ماذا؟ يخرجه من الشقاء والمعاناة والضغوط والأعباء التي لا يستطيع أن يتحمّلها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في المسند حينما كان يتكلم عن رمضان، يقول ” إن لله عتقاء في كل يوم وليلة ” عتقاء ما معناها؟ هذه الرقبة ربنا سبحانه وتعالى يأذن لها بالنجاة من النار، فالمولى سبحانه وتعالى يعتقنا من ماذا؟ من أمرين: يعتقنا من مشاكل في الدنيا وأعباء تثقل كواهلنا نحن لا نستطيع أن نقوم بها لأنه سبحانه وتعالى الولي والمولى والوكيل ونأمل ونرجو إذا استمررنا على عهد العبودية بيننا وبين المولى سبحانه وتعالى أن يأذن لنا بالعتق من النار، فمولانا هو الذي سيعتق رقابنا.

نحن في الدنيا حينما تجد شخص يضغط عليك تقول له اعتقني أي ارحمني فأنت تضغط عليّ، فالعتق ما معناه؟ أن يزيل من على عاتقك، أشياء أنت لا تستطيع أن تحملها بمفردك لا تستطيع أن تتحملها.

أما هناك؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعدما ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفاعة المؤمنين وشفاعة الملائكة فيمن دخل النار من أهل الإسلام بعدما ينتهي كل هذا، ربنا سبحانه وتعالى يقبض قبضة من النار فيخرج أقواماً قد امتحشوا، أي احترقوا تماماً وبانت عظامهم فيقدمهم إلى نهرٍ عند باب الجنة يقال له نهر الحياة وفي رواية ماء الحياة، يغطسوا فيه، فيخرجون كاللؤلؤ.

ماذا كانوا؟ وماذا أصبحوا؟ ثم ياذن ربنا لهم فيدخلهم الجنة، ويختم في أعناقهم، مكتوب على رقابهم عتقاء الله،، وفي رواية في مسند أحمد ” فيقول أهل الجنة هؤلاء الجهنميون ” نسبة إلى جهنم لأن هؤلاء كانوا محروقين في النار، فيقول الجبار سبحانه وتعالى بل هم عتقاء الجبار.

أناس ربنا سبحانه وتعالى سيعتقم من النار، فهل فعلوا شيئاً؟ لا، محض الفضل والمنة والرحمة، يأذن سبحانه وتعالى لهؤلاء أن يرحمهم وأن يعتقهم، فهذا العتق عتق من؟ عتق المولى، فالآن الرب الخالق سبحانه وتعالى هو مولانا، مولانا جميعاً، وسيظهر هذا في الآخرة للجميع، لا يوجد مولى غيره.

فنحن الآن في الدنيا أمامنا طريق من اثنان إما أن ندخل في الولاية أم لا ندخل في دائرة الولاية، فالذي يدخل في الولاية ما المطلوب منه لكي يدخل فيها؟ وما الثمرات التي ستعود عليه ليدخل فيها؟ مطلوب منه لكي يدخل في ولاية الله أن يعترف بهذه الولاية وأن يتوجّه إلى المولى فماذا يحدث له؟ يحدث له كل شيء، كل شيء، يخرج من كل ضائقة، ويزيل كل بلية، ويكشف كل كربة، ويزيل كل شدّة، ويحقق كل أمنية، ويجلب كل خير، ويدفع كل شر، يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ الشأن: الأمر العظيم من أمور الخير والبر والرحمة التي يمنّ ربنا بها على مواليه وعبيده وأرقّائه سبحانه وتعالى ومنتظرين شيء آخر أهم من كل هذا فيما بعد، عندما نذهب إلى ربنا، عندما نقف بين يدي ربنا، سنذهب إلى المولى الذي اعترفنا له بالولاية فيكون اسمنا عتقاء ربنا سبحانه وتعالى إذا سرنا على هذا الشكل.

ومن لا يختار هذا؟ مثلما قلنا الجمعة الماضية مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ من لم يختار هذا ويختار الآخر عياذاً بالله، ومولاه،،، كان المخطط أن نتكلم عن السورة كلها لأنها كلها وحدة واحدة لا يصلح أن تتجزّأ، لكن ليس لدينا وقت.

فمولاه؟ هنا ربنا يتكلم سيجزوّجه عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ فإذا خطب شخص وسيلغي الخطبة أمه تقول له سأزوجك ست ستها،، فهذه أمه، لكن هنا من الذي سيقوم بذلك؟

عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ وهذا أشدّ ما يكون من التهديد، لأن مثلما قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” وكسرها طلاقها ” فالطلاق بالنسبة إلى المرأة هذا أمر يكسر، النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه يكسر، تكون متجبرة ثم بمجرد أن يحدث هذا تشعر أنها كُسرت فعلاً.

فهي كُسرت نعم،، وسيتزوج أيضاً، ومن سيتزوجها خيرٌ وأفضل،، فهذا أشد ما يكون من الألم النفسي عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ما أوصافهم؟ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍست أوصاف ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا لا فرق، ليست هنا المشكلة، ليس هنا الموضوع، ليس هنا الخيرية، ليس هذا خير من هذا.

فهل هم لم يكن بهم هذه الأوصاف؟ لا، كان فيهم هذه الصفات، كان فيهم منها، لكن يوجد فرق بين أن يكون فيهم من الصفات وبهم كمال الصفات مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

اللهم ارحمنا فانت بنا راحم، اللهم ارحمنا فانت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين

اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا

اللهم كن لنا ولا تكن علينا وأعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسّر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا.

اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين،واجعلنا لك مخبتين، إليك أوّاهين منيبين

اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامح خطيئتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، والعزيمة على الرشد، ونسألك شكر نعمتك، ونسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، ونسألك قلباً سليماً ولساناً ذاكرا، ونعوذ بك من شر ماتعلم، ونسألك من خير ما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم