إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم …
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
كنا في حديث عن عالم القيم وعالم الاحتياجات وكنا في مقارنة بين العمل وبين المال أيهما يصلح أن يكون قيمة وأيهما لا يعدو أن يكون مجرد وسيلة، ونحن اليوم نتكلم عن دراسة معتمدة مستقرة تتحدث عن حاجات الإنسان هذه الدراسة هي فيما يسمى بالدراسة الوصفية،، ما معنى الدراسة الوصفية؟
الدراسة الوصفية: أن تدرس الواقع الحقيقي الملموس الموجود في الحياة وبناءً عليه تخرج منه مجموعة جمل أو مجموعة تحليلات أو مجموعة توصيات،، فأنا الآن لا أتكلم عما مفترض أن يحدث،، ولكن ما الذي يحدث بالفعل، ما الذي يحدث بالفعل، ما الذي يستهدفه الإنسان أو يفكّر فيه، وبناءً على هذه الدراسة أصل إلى نتيجة تحليلية مبنية على هذه الدراسة، مثلما تدرس أي مادة خلقها ربنا سبحانه وتعالى بشكل معملي لكي تصل نتيجة للتحليل إلى مجموعة من الخواص أو الخصائص أو الوظائف.
ما المناهج التي يتّبعها الإنسان عموماً، يوجد منهج يقوم على أنك تكتب القانون؛ بمعنى؛
الآن الإنسان كيف مفترض أن يعيش،، هذا الكلام سنستمده من ربنا سبحانه وتعالى أو من نتاج فكر إنسان أو فلسفة معيّنة؛ أيّاً كان المصدر،، المهم أننا نقول أن الإنسان من المفترض أن يستهدف كذا، يعيش بالأسلوب الفلاني؛ يتبنى الطريقة الفلانية؛ يرتب حياته بالشكل الفلاني؛ فهذا يسمى منهج فلسفي أني أقول ما المفترض أن يحدث.
ويوجد ما يسمى منهج وصفي،، أنا أرى ما الذي يحدث بالفعل وأبني عليه، فنحن لدينا في الدين،، المنهج الذي نتّبعه هو منهج وصفي أم منهج مثالي؟
أي هل الدين يأتي ليقول ما المفترض أن يحدث أم يأتي ليقول ما الذي يحدث بالفعل؟ أم أنه شيء يجمع بين هذا وهذا؟
اليوم سنتكلم عن هذا الهرم ” هرم ماسلو ” هذا الهرم عن ماذا يتكلم؟ يتكلم عن دوافع واحتياجات الإنسان، الفكرة ببساطة علام تقوم؟ على أن الإنسان لديه احتياجات، هذه الاحتياجات أشياء أساسية بالنسبة إليه،، هذه الاحتياجات ترتب عليه دوافع،، ما معنى دوافع؟ شيء بداخلي تضغط عليّ وتدفعني أن أسير باتجاه معيّن، لماذا؟ لكي أشبع احتياجات وليست رغبات،، احتياجات موجودة عندي، وهذه الاحتياجات لها ترتيب حسب مستوى ضرورتها للإنسان.
الذي وضع هذا الهرم أو هذا السلم وضعها في خمس مراحل ثم أضاف مرحلتين أخرتين.
إذاً ما هو الدافع؟ الدافع: شيء أو مشاعر داخلية تضغط عليّ لكي أسير في اتجاه معيّن أو أسلك سلوك معيّن، فأنا يوجد شيء بداخلي أنا محتاج إليه أو أريده بشكل ضروري ويحدث لي شيء من التوتر النفسي،، فأنا غير مستقر، وأريد أن أستقر لابد أن أشبع هذه الحاجة عندي لكي أشعر بالراحة والاستقرار.
إذاً يوجد شيء بالداخل، هذا الشيء يضغط عليّ، يسبب لي اضطراب، يسبب لي توتر، تحدث لي استثارة نفسية، تؤدي إلى أن أسلك سلوك وأفعل أفعال وأسير في مسار وأتوجّه توجّهات ما هدفها؟ هدفها تلبية الاحتياجات والاستجابة للدوافع.
فإذا أردت أن تفهمني، وتفهم لماذا أفعل ذلك، وتفهم سلوكي وممارستي أو أسلوبي في الحياة، ماذا ستفعل؟ أنت محتاج أن تعرف أو تفكّر أو تستنتج ما الدوافع التي بناءً عليها أنا آخذ القرارات وأتصرّف هذه التصرفات وأتوجّه هذه التوجهات.
فإذا أردت أن أفهم نفسي، فأنا الآن أفعل أشياء، هذه الأشياء التي أفعلها هذه من الممكن أن تكون في النظري لدي ليس لها تفسير، الذي نسمّيه أحياناً بوجود تناقض عند الشخص، فالذي أقوله شيء والذي أفعله شيء آخر، الذي أتكلم عنه شيء والذي أعيشه شيء آخر.
فلماذا يوجد مسافة بين هذا وهذا؟! لأن ما أفعله مبني على الدوافع الحقيقية الموجودة بداخلي، أما الذي أقوله؟ مبني على ما أريد أن أريه للناس أو أتمنى أن أعيشه،، فمن الممكن أن أتمنى شيء وما بداخلي شيء آخر،، فهذا صراع، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ماذا قال؟ قال وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ربنا وصف هذا بأن هذه يه الخيبة،، يوجد إنسان مفلح، وفي مقابله إنسان خايب خايب قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا هذا الفلاح هو الفوز والنجاح، في مقابل الفلاح يكون الخسارة، لا لا لا،،، الخيبة، اسمها الخيبة وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا فهذا الخائب ماذا يفعل؟ الخائب يخفي نفسه واحتياجاته عن الآخرين بل عن نفسه، ولذلك يبقى دائماً يسير ويعيش في أزمات، لوجود الكثير من التناقضات الداخلية، هو ليس لديه استعداد أن يسلط عليها الضوء، أو أنه يتعامل معها بشكل حقيقي أو فعلي.
الآن هذه النظرية وضعها شخص يدعى ” ماسلو ” ماسلو رجل أمريكي كافر؛ فنحن الآن سنسير على هذه النظرية، قلنا أن هذه النظرية تصف وتحلل واقع الإنسان الغربي وهو الإنسان المتحضر المتقدم، وهذه الصورة المفترض أن يكون عليها الإنسان.
هذا الكلام بالنسبة إلينا كأناس مسلمين ندين وننتمي للإسلام؛ هذا الكلام كله صحيح، أم يوجد شيء صحيح وشيء خطأ؟
نحن أولاً سنتكلم عليه فقط – سنعرضه – ثم نحاول الجمعة القادمة إن شاء الله نتفكّر في هذا من خلال القرآن، ولكن يوجد مشكلة في شيء؛ أن هذا الكلام منذ أن وُضع وهو بالنسبة لنا نحن كأناس مسلمين نتابع، بالنسبة لنا هذا يقيني أو شبه يقيني، أي أن العلماء المسلمين في موقفهم من هذا اعتبروا هذا مقبول القبول المطلق، وهذه مشكلة؛ لماذا هي مشكلة؟
الآن أنت تريد أن تدرس هذا أو تقيمه دينيّاً، أنا أتكلم عن نفسي شخصياً الآن، أنا أريد أن أقيّمه دينيّاً، لابد أن يوجد أمامي أئمة تكلموا في هذا وأنا سأنسج على منوالهم أو سأسير مثلهم، لكن عندما تأتي في مكان وبعدما بحثت لم تجد أمامك أحد، ماذا ستفعل؟ فهذه أزمة!!
الإمام أحمد قال كلمة غاية في العظمة وغاية في العمق؛ قال للميموني – وهو تلميذه – قال ” لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ” أي لا تكون أنت المتصدر، لا تكون أول شخص، لا تتحمل تبعة القضايا والتوجيهات، انظر أحد يكون موثوق وله وزن وله ثقل وله نظر، وله خبرة ودراية ومعرفة ثم سيشير هو إشارات وأنت من الممكن أن تتوسع على أساسها أو تنسج على منوالها، لكن هكذا أن تسير وليس أمامك شخص؛ هذا وضع غاية في الصعوبة وغاية في الخطر، وأشد خطر أن تكون شاعر أنك مضطر أن تقدم على هذا.
المهم أننا الآن نتكلم عن هذه الصورة ” هرم ماسلو ” هو يقول أن أمامنا خمس مراحل أول شيء يضغط على الإنسان احتياجاته الجسدية أو احتياجاته العضوية؛ هذه أكثر شيء يحدث للإنسان قدر من التوتر إلى أن يشبعها، فالآن الإنسان محتاج أن يتنفس فهذا شيء ضروري جداً، ومحتاج الأكل ومحتاج الشرب،، فهذه أشياء أساسية جداً، ومحتاج أن يجد حمام، ومحتاج أنه عندما يتعب ينام، ومحتاج أن يقضي شهوة، ومحتاج أن يجلس في جو معتدل من حيث الحرارة لا حر شديد ولا برد شديد ومن حيث الرطوبة لا طرب جداً ولا جاف جدّاً.
هذه الأشياء حينما تكون فاسدة فهو لن يكون متّزن ولن يكون هادئ، سيكون دائماً قلق ومتوتر، وسيكون تفكيره كله هنا، فهو يريد أن يشبع هذا لأن هذه أشياء ضاغطة عليه، لا تطلب منه شيء لا في مجال الفكر ولا البناء ولا مجال الإرشاد، فالإنسان مستغرق كله في هذا.
هذا محتاج أن يشبعه لماذا؟ لكي يتفرغ أن يصعد لأعلى، فهو الآن علام يتكلم؟ يتكلم عن أن الإنسان سيرتقي في الإنسانية عبر مراحل أول شيء فيها الأشياء التي يشارك فيها الحيوان، يوجد خصائص مشتركة ما بين الإنسان والبهائم، ولكنه لو تجاهلها وبدأ يهتم على معايير الإنسانية التي تميّزه عن الحيوان، سيستطيع؟ لن يستطع، لأنه هو هنا في أزمة لن يستطع أن يفعل أي شيء، ولذلك لا يصلح بالإنسان أن يتجاهل هذه الأشياء.
فإذا استطاع أن يلبي احتياجاته في هذا الجانب سيبدأ بالهدوء قليلاً فينتقل إلى ما هو أعلى: ” الأمن ” ، بعد الاحتياجات العضوية للإنسان سينتقل إلى مرحلة الأمن، البحث عن الأمان، لأن هذه الأشياء هو حقق منها قدر من الاشباع هذا اليوم، أما غداً؛ إذا كانت هذه الأشياء مقلقة غداً وبعد غد وبعد بعد غد لن أستطع أن أفكر في شيء آخر، هو محتاج للشعور بالأمان تجاه احتياجاته الأساسية هو مطمئن لها، يأمن على نفسه وعلى حياته، يعيش في بيئة أو في وضع يسوده الأمن، يأمن على ذويه ويأمن على ممتلكاته، فلو لم يكن يشعر بالأمن؟ سيبقى متوتر دائماً، حالة القلق هي الحالة السائدة المسيطرة عليه، ولذلك ” التأمين الصحي ” شيء مهم، لماذا شيء مهم؟ لأن هذه من أكثر الأشياء التي تخوّف الإنسان وتقلقه، أي شخص – ربنا يعافي الجميع – هو عرضة للمرض، فإذا كان هو عرضة لأن يمرض في وضع العلاج فيه غالي جداً وهو وضعه المالي متوسط أو ضعيف، فأنت اليوم الإنسان الفقير لا يستطيع أن يعالج، الطبقة المتوسطة تستطيع أن تذهب إلى الدكتور وتصرف الروشتة، معظمهم لا يستطيعون أن يجروا عملية، لابد أن تكون غنيّاً لكي تستطيع أن تجري العملية، فليس سهلاً، الموضوع صعب ليس سهلاً.
فأنا الآن هذا الموضوع يقلقني؛ الأمن الوظيفي أنا أعمل عمل، لا أعرف هذا العمل غداً سأظلّ أعمل فيها أم لا.
والأوضاع الاقتصادية الآن ليست مستقرة، افرض أن الرجل صاحب العمل قرر أن يسافر غداً، سيسافر ويغلق العمل، وبعد؟!! أنا كموظف ماذا أفعل؟ متوتر وقلقان.
شعور الزوجة بالأمن تجاه الزوج من الممكن بسهولة أن ينهي العلاقة أم يوجد شعور بالأمان والاستقرار، طالما يوجد الشعور بالأمن، يبقى الإنسان دائماً قلقان ومتوتر ومضطرب ولا يستطيع أن يعيش فهو محتاج أن يحقق هذا ” الاحتياجات العضوية ” ، ومحتاج أن يطمئن هنا ” الشعور بالأمن “
هنا ” الاحتياجات العضوية ” أنت تفعل أشياء وتتناول أشياء، لكن هنا ” حاجات الأمن ” هذا شعور فقط، أنت تريد أن تشعر أنك مطمئن تشعر أنك غير قلق، أنت لست متوتراً، أنت لا تخشى الغد، لا تخشى الغد بدرجة لا تجعلك تستطيع أن تعيش اليوم.
فلو اطمأننت قليلاً، تريد أن تشعر بالحب والانتماء ” المستوى الثالث ” مشاعر الحب والانتماء؛ المشاعر الاجتماعية؛ أنت تنتمي لمجتمع صغير أو كبير، تحب فيه أناس وتبادلك هؤلاء الناس مشاعر الحب، أنت مطمئن من جهاتهم وواثق فيهم، وتريد أن تنتمي لشيء، ولذلك هو يتكلم هنا أن الإنسان لديه شهوات يشبعها بأي شكل ” الحاجات الفزيولوجية ” وهذا عالم الحيوان، اسمه عالم الحيوان،، هنا ” في الحاجات الاجتماعية ” على أنك تكون أسرة، وتكون أسرة هذه ليست لها علاقة بالشهوة، هذا أمر اجتماعي، استقرار إنساني في إطار أسرة هادئة مستقرة.
إذاً الشهوات هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” والأسرة هذه شيء فوق الشهوات، ولذلك المجتمع الذي يتساوى فيه ” الحاجات الفزيولوجية ” و ” الحاجات الاجتماعية ” فهذا مجتمع فاسد،، فالأول شيء مشترك مع الحيوان والآخر شيء يميّز الإنسان، مع أنك إذا درست عالم الحيوان ” لمحمود سلطان ” ستجد أن الحيوانات لديها أيضاً بناء أسري واجتماعي، لديها، ولكننا نحن الذين لا نعرف،، نحن قلنا قبل ذلك إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ إذا ركّزنا قليلاً ودرسنا قليلاً وتعمّقنا قليلاً، ولكن علم الإنسان محدود وتعمّقه محدود، فإذا ركّزت قليلاً ستجد أن لديهم أشياء كثيرة جداً مما نعتقد أنها ليست موجودة عندهم، فأنا أريد أن انتمي لنادي أو أنتمي لمجموعة ” جروب “
مثلاً فلان رجل أعمال؛ هذا عمل، لكن يوجد ما يسمى بـ ” مجتمع رجال الأعمال ” يوجد فارق بين كونك لديك ” بسنس ” وما بين أن الجروب بتاع البسنس أنت تنتمي إليه،، معنى هذا أنك ستحاكيهم وتحاول أن تقترب منهم، ستتشبّه بهم في سلوكهم وطريقة حياتهم وصرفهم؛ سيتكون مجتمع اسمه مجتمع رجال الأعمال، مستشار سينتمي لمجتمع القضاة، فسيكون هذه بيئته،، هذا مفهوم ” الشلّة ” شخص لديه ” شلة ” أو ” جروب ” يوجد كيان هو ينتمي إليه ويشعر فيه بالحب والأمان والحماية هذه أشياء يحتاجها الإنسان، درجة درجة درجة،،، هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” احتياجات الحياة، هنا ” حاجات الأمن ” احتياجات الأمان، ثم احتياجات الحب والانتماء، وبعد ذلك ” أشار إلى الحاجة إلى التقدير ” الاحتياج للتقدير؛ أنا أحترم نفسي وأسعى أن يحترمني الناس الذين من حولي،، إذاً ” يحترمني ” فوق ” تحبني ” ، ” تحترمني وتقدرني ” فوق ” تحبني “
بعدما يوجد هذا ” الحاجات الاجتماعية ” أنا أريد أن أنتقل إلى هنا ” الحاجة إلى التقدير “
فما الذي يجعل الإنسان يشعر أنه مقدّر أو محترم نفسه؟ لابد أن يكون الإنسان في صورة اجتماعية وحالة خلقية تشعره بأنه يقدّر نفسه، ومن حوله نتيجة لصورة تعامله معهم التي بها قدر كبير من الرقي والإحسان والإعانة، والتكافل يحترموا هذا الشخص ويقدّروه، إذاً الإنسان سيظل يرتقي في مراقي معيّنة، كل هذه، انتبه أن كل هذا دوافع،، ما معنى دوافع؟ أي أنه يوجد شيء بداخلي تضغط عليّ لكي أحقق هذا، أي يوجد شيء سيدفعني لكي أكوّن المجتمع الذي أنتمي إليه، أبحث فيمن حولي عن شخص أبادله مشاعر الحب والمودة، أبحث عن مجتمع أحشر نفسي فيه،، واضح حينما نقول ” دافع ” ” دافع ” ما معنى دافع؟ أي شيء بداخلي ليس شيء أنا أتكلفه، شيء بداخلي يدفعني، يدفعني إلى هذا المكان، فإذا لم يدفعني شيء؟ لن آتي إلى هنا ” الحاجات الاجتماعية ” ، فلماذا سآتي إلى هنا؟ طالما لا يوجد ما يدفعني أنا لن آتي إلى هنا، وهنا ” حاجات التقدير ” إذا لم يوجد ما يدفعني، لو هذه القضية لا تعنيني لا يهمني أن تنظر إليّ الناس نظرة تقدير، لا يشغلني، فعادي، ولذلك البلد الذي لا يعرفك أحد فيها لا يهمك التقدير فيها، نعم لا يعنيك نظرة الناس لك،، وهذا منطق عجيب المنظر، فهذا ما معناه؟ أنني لا أحترم نفسي، أنا ليس لدي تقدير لنفسي، أنا كل ما يهمّني نظرة الناس لي، أما الناس الذين لا يعرفوني لا يعنيني ما الذي سيقولونه عليّ، أما أنا شخصيّاً، أولاً الإنسان يحترم نفسه ثم يستجلب احترام الناس له، وبعد ذلك حشر شيئان هنا في المنتصف ” بين ” الحاجة للتقدير ” و ” الحاجة لتحقيق الذات ” ” الحاجة للمعرفة ” و” الحاجة للتجمّل ” البحث عن الجمال أمران.
المعرفة: أن الإنسان يريد أن يفهم الدنيا كيف تسير، يبحث عن الحقيقة يريد أن يكون فاهماً ومدركاً ومستوعب للأشياء التي تجري من حوله ولماذا تجري هكذا، وما ميزان الحق والباطل، هذا أين وضعه،،، فيييين بعدما تنتهي كل هذه الأشياء ” أي المراحل الأربعة التي قبله ” وبعد ذلك؟ أن الإنسان لا يطيق الفوضى وهذا هو ” الجمال ” ولا يستطيع أن يتعايش مع القبح وعدم الاتساق؛ نفسيّاً نفسيّاً لا يستطيع أن يعيش في بيئة هكذا، فأنت تدخل بيتك تريد الأكل ثم تنام، ثم ستنظر على نظام البيت،، فتريد البيت بشكل معيّن، وأنت قبل ذلك من الممكن أن ا انتبه لذلك أو غير منشغل به، وبعد مرحلة معيّنة يوجد أشياء معيّنة تعنيني؛ أن هذا المكان يصبح مكان يصلح لأن أعيش فيه.
آخر شيء: الإنسان يريد أن يحقق ذاته؛ أي يصنع شيء في الدنيا، يقدّم قيمة في الحياة، يفعل شيء للمجتمع الذي يعيش فيه، يبدع أو يبتكر شيء يخدم بها البشر الذي خلقهم ربنا، هذا متى؟ هذا بعدما يصعد الإنسان – المفترض – في هذا السلم إلى آخره.
نحن بالنسبة إلينا ما الذي سنستفيده من سلم ” ماسلو “؟ يوجد أمران أساسيان؛ لابد أن أفهم شخصيّاً أين موضعي من السلم، وبالتالي لو هرمي معوج أو مقلوب أو غير مرتب،، فهذا سيكون التفسير الأساسي لحالة عدم الاستقرار أو عدم الارتياح النفسي الذي أوجد فيها، هذا هو الأمر الأول المهم جداً، الأمر الثاني فكرة الدافع، أنا ما الذي يجعلني أتحرك.
أنا حينما أضع نفسي على هذا النظام،،، لأن هذا لابد أن يتحول إلى برنامج شخصي لأن هذا برنامج فردي؛؛ أن الإنسان يفهم نفسه ويقدر أن يتعامل معها أو يضعها في وضع أحسن أو أمثل،، أنا ما الدوافع التي تحركني؟ وبالتالي أستطيع أن أفهم نفسي وأفسّر سلوكي، وإذا أحببت أن أعدّله أعرف ما الذي أعدّله فيه.
فأنا الآن غير راضي عن نفسي، فإذا كنت غير راضي فكيف سأصلح هذا؟ لابد أن أكون أولاً فاهم.
النقطة الأخيرة أن الإنسان يتشكل عبر كل هذه الأشياء، فكل هذه الأشياء هي احتياجات إنسانية، الإنسان باعتبار كونه إنسان أيّاً كان انتماؤه، هو هنا يتكلم في إطار المجتمع، وهذا ليس مجتمع مسلم،، الإنسان أي إنسان يكون له احتياجات ترتقي وعندما ينتهي من هذا ” الحاجات الفزيولوجية ” يتوجّه ويندفع لأن يصعد إلى هنا ” حاجات الأمن ” أن يصعد إلى هنا ” العلاقات الاجتماعية، أن يصعد إلى هنا ” الحاجة إلى التقدير ” أن يصعد هنا ” الحاجة لتحقيق الذات ” كل هذه الأشياء احتياجات للإنسان، ونحن بمفهومنا هذه ليست احتياجات للإنسان، فنحن لدينا الإنسان العادي ليس له علاقة بهذه القصص، فهنا تمام ” الحاجات الفزيولوجية ” وهنا ماشي ” حاجات الأمن ” ، وهنا يعني ” قليل ” العلاقات الاجتماعية ” أما الباقي فغير موجود، فهذا هذا ” الهرم ” هو الإنسان، ولذلك حينما ترى شخص ينفق ماله في سبيل هذا ” تحقيق الذات ” يكون منطقي، نحن نكون مستغربين، شخص غير مسلم يصرف مال كثير هنا ” تحقيق الذات ” لماذا؟؟ نحن لا نجد لهذا الكلام تفسير، ولذلك عندنا أن الشخص طالما يفعل ذلك فسيدخل الجنة!! ليس لها علاقة، فهذه حاجات إنسانية، إنسانية،، فنحن لا نعرف ما معنى الإنسان،، هذه احتياجات الإنسان، نحن تعريفنا للإنسان قاصر ومحدود،، كل هذا يمثّل الإنسان في نظرية ” ماسلو ” الرجل الأمريكي الكافر،، هذا الرجل الكافر، ليس الرجل المسلم،، هذه ” الهرم ” تركيبة وبنية الإنسان باعتبار كونه إنسان، باعتبار كونه إنسان.
أقول قولي هذا وأستعفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
هذا الكلام في عالمه وجهت إليه بعض الانتقادات نتيجة للاستقراء.
نحن بالنسبة إلينا نحن هنا ” الحاجات الفسيولوجية ” سنقول أن المجتمع المصري هنا، هذه أزمته منذ فترة وهذه الأزمة مستمرة.
المجتمع عندما تكون أزمته أو أزمة معظمه هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” هل ستطلب منه يرتقي إلى هنا أو هنا أو هنا أو هنا ” المراتب الأربعة الباقية من هرم ماسلو ” أو يفكر في هذا أو هذا أو هذا أو هذا….
الإنسان مشغول طبيعي بالأشياء الضرورية بالنسبة إليه صعب أن يطمح أو يتعلّق بأشياء أخرى لأننا قلنا أن الدافع شيء ضاغط من الداخل وهو لا يخلقها فهو لابد،،، من الممكن أن يوجد مجتمع آخر أزمته في الأمن، ولو أزمته في الأمن أزمة ضاغطة، الأوضاع السياسية من حوله مضطربة أو سيئة، وهم لا يعلمون ماذا يفعلون وليس لديهم القدرة لحماية أنفسهم، فماذا سيفعلون؟ ستكون أزمتهم كلها هنا ” حاجة الأمن ” وبالتالي أيضاً الارتقاء في هذا السلم لن يوجد.
هذه الدائرة ” الحاجة لتحقيق الذات ” التي في الأعلى هذه دائرة الناس الذين سيعون ليجعلوا حياتهم أو مجتمعهم أفضل أو أرقى أو تخلق تغيير اجتماعي باتجاه الأفضل، هذه الدائرة هي التي تفعل ذلك وليس هذه الدائرة ” الحاجة الفزيولوجية ” ،، فهنا كانت الثورة ” الحاجات الفزيولوجية ” ألم تكن هنا، نحن أناس جائعين ونريد أن نأكل.
الذي يصلح أو الذي يعدّل أو الذي يعيد تشكيل الأمور أو إصلاحها هم الناس الذين هنا ” الحاجة لتحقيق الذات ” وليس الناس الذين هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” فالناس الذين هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” من الممكن أن يخرّبوا ولن يبنوا،، يكسّرون ولن يبنوا، الذي يبني يبني هنا ” الحاجة لتحقيق الذات ” إذا أردت أن تبني، فأنت ستبني من هنا ” الحاجة لتحقيق الذات ” وليس من هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” ، أنت من هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” تكسر، تهدم، تدمّر، ويوم بعد يوم نظلّ نهبط ولا نعلو،، فإذا أردت فعلاً أن تتحرك نحو الأفضل فأنت ستفكّر هنا وليس هنا، فهنا ” الحاجات الفزيولوجية ” دائرة الاحتياجات، والاحتياجات تحتاج لتلبية، لكنها ليست دائرة البناء ولا دائرة الإصلاح ولا دائرة النمو، ولا دائرة التحسن، فهذه ” الحاجة لتحقيق الذات ” وليست هذه ” الحاجات الفزيولوجية ” لابد أن يكون هذا واضحاً، هذه شيء وهذه شيء آخر.
الناس المكتملة وليست الناس التي تستشعر النقص.
الآن هذا هو الهرم، ونحن قلنا؛ ماذا نريد من الهرم؟ نريد أن نفهم دوافعنا، ونفهم ما معنى إنسان، نفهم نفسنا بشكل واضح حينما نضع أنفسنا على هذا ” الهرم “
ماذا بقي معنا؟ بقي معنا ؛؛ على وفق الإسلام وعلى وفق القرآن هل هذا صحيح مائة بالمائة أم خطأ، أم صحيح بنسبة.
النقطة الأخيرة التي نتكلم عليها من البداية؛ وضعية المال، أين المال هنا ” الهرم “؟! المال لكي يغطّي، لكي يلبي، ليس موجوداً غاية في السلم حتى عند الرجل الذي ليس له دين، لأنه يدرس الإنسان، وعندما يدرس الإنسان يقول في النهاية هذه احتياجات الإنسان وهذه دوافع الإنسان وليست المال، المال ستكون ضرورة لأجل هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” وستكون مهمة هنا ” حاجة الأمان ” لكن هل تنفع هنا ” العلاقات الاجتماعية ” هل يصلح أن تشتري الحب بالمال؟! ولذلك حينما نصل إلى مرحلة أن الأب لكي يشتري حب أولاده يصرف مال، لكي يستمد ودُّهم لابد أن يرشيهم بالمال، فكيف سيعيش هذا، المال لا تأتي بثمرة هنا ” العلاقات الاجتماعية ” ، ولكن للأسف في واقعنا يحدث هذا كثيراً؛ أنت تشتري أولادك بالمال، تشتري حبهم بالمال، تدفع مال لكي تنتمي.
المال له حدود؛ أنت هنا ” الحاجة للتقدير ” ستحسن، وهذا الاحسان من الممكن أن يأتي لك بالتقدير، وهنا ” الحاجة لتحقيق الذات ” لكي تبدع أو تبتكر محتاج للمال، فالمال عبارة عن ماذا؟ عبارة عن شيء أنا أستخدمها لكي ألبي الاحتياجات وأستجيب للدوافع، لكنها ليست هنا ” الهرم ” ، ليست شيء
كم نسبة الناس الذين لديهم أن المال غاية؟ تحصيل المال بنفسه قيمة، تنمية المال هي الهدف، هو ليس موجوداً هنا، شيء محتاجه لغيره، وليس محتاجه لذاته.
ولكن كما قلنا ستبقى لدينا المشكلة، نحن في الإسلام ماذا؟؟ فنحن قلنا أن هذا الهرم هرم تمّ اعتماده إسلامياً، فهل هو هكذا فعلاً محتاجين لأن نفكّر في هذا، هل هو هكذا فعلاً؟؟ أنا أحاول أفكر في هذا، ونحن جميعاً محتاجين نفكّر في هذا، لأنني مثلما قلت ليس لدي إمام، لن أرجع لشخص يقول لي هل هذا صحيح أم خطأ، فأنا لا أعرف، ولكني سأحاول المعرفة، لماذا أحاول المعرفة؟ لأن الناس الغربيين عندهم هذا النموذج على أساسه يبنوا الإنسان، أما نحن فما النموذج البديل لدينا.
هذا هذا هو بناء الإنسان الغربي، ووصول الإنسان لحالة الراحلة النفسية والطمأنينة، فانت لكي تطمئن وتستقرّ نفسيّاً لابد أن تغطي هذه الأشياء.
فنحن الآن في مجتمعاتنا لكي نطمئن ونستقر نفسياً ماذا نفعل؟ فنحن ليس لدينا هذا الهرم، هل لدينا هرم غيره؟ لا ليس لدينا غيره، ليس لدينا رؤية أصلاً، نحن لا نعرف ما معنى الإنسان لا نعرف معنى الاحتياجات، ليس لدينا خطة كيف نسير، حتى أنا كشخص في وضعي الشخصي، أنا حياتي مستقرة أم غير مستقرة بناءً على هذا؟، ولابد أن يكون لدي بديل،، فأنا إن لم أملك هذا، هل الدين قدّم تصوّر، قدّم بديلاً، أم لم يقدّم؟ نحن لا نعلم، فهل من المهم أن نعرف؟ فنحن إن لم يكن مهماً أن نعرف فنحن في النهاية الاستقرار أو الأمان أو الاطمئنان الذي نبحث عنه، السعادة التي هي هدف كل إنسان التي من المفترض أن تكون موجودة على هذا السلم، ولذلك أنت ستقرأ أن أناس كثيرة تنتحر، لماذا ينتحر أناس كثيرة؟ أناس معها مال،،، إذا وجد لدينا أناس ينتحرون فهذا مفهوم،، ولكن أناس تنتحر بعدما حققوا كل شيء، لماذا؟ لأنه سيخرج من السلم إلى خارج الحياة، هو اعتبر أن الإنسان هنا فقط ” الحاجات الفزيولوجية ” أشبع كل شهواته، وعمل كل شيء يُعمل، كل شيء يُعمل انتهى، فهو هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” وهنا ” حاجات الأمن ” هذا انتهى وهو مستمر في إشباع هذا، فملّ ولم يحقق ما يريد، نفسيّته ليست مرتاحة، يبحث عن شيء آخر؛ عبر الولوغ في مزيد من الشهوات، فليس شيئاً غير ذلك، هو هنا فقط،،، هو اعتبر أن الإنسان يساوي الحيوان، وبقي يعمل هنا ” الحاجات الفزيولوجية ” بقي يعمل ويعمل ويعمل، بقي يعمل إلى أن ملّ تماماً، هل يوجد جديد يا جماعة، الحضارة أنتجت جديد، هل يوجد شيء جديد أنا من الممكن أن أستمتع بها؟ لا لا يوجد، فيخرج من الحياة.
فإذا كان هذا الإنسان نفسه لو كان على هذا الهرم وأحب أن ينقل من هنا إلى هنا إلى هنا إلى هنا ” يشير إلى مراحل هرم ماسلو ” لن ينتحر،، الإنسان الغربي نفسه إذا سار على هرمه لن ينتحر، هو لماذا ينتحر؟ لأنه يقف هنا ولا يتجاوزه.
من الممكن أن يكون لديه صديقه ولكنه لا يريد أن يكون لديه أسرة،، لماذا لا يريد أن يكون لديه أسرة؟ لماذا لا يريد الغربي أن يكون أسرة؟ لأنه يقول أن الأسرة تكلّف مالاً، إذا طلّقتها ستأخذ نصف مالي،، فلماذا تأخذ نصف مالي؟! لماذا تأخذ نصف مالي؟ّ! انتبه هو سيرفض الأسرة لأجل المال، فهل المال موجود هنا ” هرم ماسلو “؟ ليست موجودة هنا، ولكنه وضعها هنا، فهو لن يكون لديه أسرة لئلا يوجد ضرر على ماله، فماذا سيفعل بالمال؟ ولذلك من الممكن أن تجده يستبدل الأسرة بالكلب أو بالقطة، الكلب والقطة شخصية راقية جداً خصوصاً في أمريكا،، فالكلب وبعده الأمريكي الأبيض وبعد ذلك القطة وبعدها الملونين،،، كلب !!! فلماذا الكلب؟ قالوا لأن هذا الكلب مخلوق يتسم بالحب والإخلاص والوفاء، الإنسان ليس وفيّ والكلب مخلوق وفيّ، فسنضعه هنا ” العلاقات الاجتماعية ” فهو هنا بالفعل هذه هي الحقيقة، استبدلنا الكلب بالإنسان، أصبح الكلب أرقى من الإنسان في ماذا؟ في المشاعر في جانب المشاعر.
فالذي نحتاج لأن نفكّر فيه،، نحن في قرآننا وفي ديننا ما هو الهرم،، احضر ورقة فارغة وارسم فيها هذا الهرم فارغ، واكتب من خلال ما فهمته من الدين، ومن السيرة ومن كتاب ربنا سبحانه وتعالى كيف من المفترض أن نكون،، احتياجاتنا ودوافعنا كيف رُتِبت، نسبة كم مننا من الممكن أن تستجيب لما أقوله؟ لكي نكون واقعيين، فنحن الآن نسمع لهذا الكلام، كم شخص من الممكن أن يأتي بورقة ويفرغ من ذهنه ربع ساعة ليس أكثر من هذا،، ويأتي بورقة فارغة ويكتب هو فيها من خلال ما فهمه عن ربه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن دينه ما هي غايات الإنسان وما طموحاته وما أهدافه وما ترتيب أولوياته في الحياة؟ وقتها فقط يستطيع المسلم أن يدرك قيمة الإسلام.
فأنت لماذا ستعظّم دينك، وستجلّ دينك بناءً على ماذا؟ بناءً على احساسك بقيمته، على احساسك بعظمة الدين، في مقابل أي شيء آخر خارج إطار النور الإلهي، خارج إطار الوحي الرباني، نحن ربنا يكلّمنا، ربنا يكلمنا لكي نكلم نحن الناس،، هذا لم يحدث، لم نستجب نحن لكلام ربنا ووعيناه، ولا فعلنا ما أمرنا به من أن نكون خير أمة أخرجت للناس، فما معنى خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أول شيء ما معنى الخيرية؟ أننا سنقدّم الخير للناس،، فإذا قدّمنا لهم شيء آخر، فإذا تعاملوا معنا بالسفه هل سنتعامل معهم بالسفه، تعاملوا معنا بالظلم، هل سنقابل الظلم بالظلم، فما ميزتنا في الحياة ما قيمتنا؟ كُنْتُمْ خَيْرَ ” خير ” أناس سيقدمون الخير خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ ليس لنفسها، ” للناس ” لأن ربنا سبحانه وتعالى امتنّ علينا بالنور الإلهي، الرسالة الخاتمة إلى قيام الساعة فنحن لكي نقدّم شيء للناس، فهم قدّموا لنا هذا ” هرم ماسلو ” ، ونحن لم نقدّم شيء، بعيداً عن التقنيات، نحن من المفترض أن نقدّم للناس إنسانيات، فنحن متخلفين؛؛ متخلفين حضاريّاً، هذا مفهوم،، فزيائيّاً وكيميائياً، كل هذا مفهوم، لكن في مجال الإنسانيات لا يصلح، لا يصلح،، لأن علم الإنسان هو القرآن، وهذا معنا من عند الله خالصاً صافياً لم يشب، فما عذرنا بأننا لا نفهم القرآن، لا نستطيع أن نقدّم للناس شيء حتى في مجال الإنسانيات، نحن لن نقدّم إليهم حضارة لأنها ليست إمكانياتنا، لكننا نستطيع أن نجعلهم إنسانيّاً أفضل مما هم عليه، فعليّاً، فهل نحن مقتنعين بهذا، أم أننا مقتنعين أننا الذين نحتاج إليهم إنسانياً كما نحن محتاجين لهم تقنيّاً؛ نحن نعتقد هذا.
لابد أن نكون واقعيين مع أنفسنا لابد أن نتعامل مع أنفسنا بصدق، نحن نرى هذا أننا في الأسفل وهم فوق في كل شيء، هم في الأعلى تقنيّاً لأننا مقصّرين، لكن إنسانيّاً هم ليسوا في مرتبة عالية،، ونحن لسنا راقيين لأننا لا نطبّق الإسلام،، لكن نظريّاً من المفترض أن نكون نحن الراقيين، ربنا كلّم الصحابة وهم مهزومين قال وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ العلو مرتبط بالإيمان لأن ربنا فوق، ربنا هو العليّ الأعلى المتعالي سبحانه وتعالى ومن يرتبط بربنا يكون فوق، على مقدار ما هو مرتبط بالله، فأنت تستمد من فوق لكي تعطي الناس الذين في الأسفل،، فعلى الأقل أن يكون لدينا هرم مثل هذا ” هرم ماسلو ” نحن عندنا هرم خوفو، هذا جميل، لكن هذا عبارة عن تربة،، هرم خوفو تربة، لكن نريد هرم مثل هذا ” ماسلو ” هذا هو الذي يؤثر في الحياة، أما هرم خوفو ماذا أفعل به، أجلب به مال فقط،، لكنه لا يبني شيئاً في الحياة، هرم خوفو لا يبني حضارة، هذا مقابر، مقابر، فهو ليس حتى بناء دنيوي،، هذا شخص صنع مقبرة، مقبرة، ما معنى مقبرة؟ الخروج من الحياة، ليس بناء الحياة ” هرم ماسلو ” هذا يبني الحياة، فلابد أن يكون لدينا شيء هكذا،نحاول أن نفكّر، نفكّر فقط ونأخذ أمورنا بجديّة يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ لابد من هذا
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك
اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك اللهم لذّة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة، غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة.
اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، غير ضالين ولا مضلين
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم