Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

وهم أم إيمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.  إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

كلمتنا اليوم على نمط مختلف، كنا نتحدث عن قيمة الإيمان بالنبوة والرسالة، وعن مراد هذا الإيمان وعن أثره في الحياة وعن ضرورة إحياء ذكرى النبيين في حياتنا، وكيف يؤمن العبد حق الإيمان بأنبياء الله ورسله، ونعرض اليوم لهذا الأمر ولكن من منظور آخر، من جهة أخرى، كيف يبدو الأمر في الجهة المقابلة.

 امرأة لها ابن تريد ألا تفرط فيه، ولا بد إن بلغ سناً معيناً أن يرغب في الزواج ولا يمكنها صراحة أن ترفض ذلك لأنها لا تحب أو لا ترضى أن تأتي امرأة أخرى لتخطف هذا الولد الذي قد تعبت في تربيته وادخرته لسنها الكبير، ولكن هل تستطيع أن تقول ذلك؟ لا، وما الحل البديل؟ إيجاد العراقيل طيلة الوقت، وهذه مشكلة من أكبر مشاكل الإنسان، وهذه من الأشياء الأساسية التى أنزل ربنا سبحانه وتعالى من أجلها الدين، التعرجات والالتواءات الداخلية في نفس الإنسان، والمفترض أن وظيفة الدين هي أن يجعل الإنسان المعقد ” اللى فيه كعبلة كتير ” إنسان بسيط وسهل ليس فيه هذه الالتواءات والانحناءات والتعرجات، الأمور أسهل وأبسط، ويفصح عما بداخله حتى وإن رأى أن الذي بداخله ليس مثالاً أو قد ينتقد، لكنه يفصح خارجياً عن الأشياء التى تستكن في نفسه، ولذلك نحن ذكرنا كثيراً أكثر من مرة أن سعيد بن المسيب رحمه الله يحكي عن جده واسمه حزنٌ، حزن أي صعب، فجاء ليسلم فأراده صلى الله عليه وسلم على أن يجعل اسمه سهلاً، وما الفرق بين حزن وسهل؟ حزن تصبح الديا معقدة ومتشابكة وبها صعوبات طيلة الوقت، والنبي صلى الله عليه وسلم يريده أن يكون سهلاً بسيطاً في معاملته وفي تناوله للأمور وفي تعامله مع الناس، فإذاً الاسم يؤثر في المسمى وإلا لن يصبح هناك فرق، سيؤثر في المسمى وإلا إن لم يكن هناك فرق لماذا سيغير اسمه؟ ” بيغر اسمه كدا؟.. لأ ” ، هو يغير اسمه لأن تغيير اسمه يغير من صفته، يحيله من حالة إلى حالة، فلم يقبل الرجل، هو رجل كبير، قال: لا، لا أغير اسماً سمانيه أبي، ” أنسى ” ، فحفيده سعيد بن مسيب يعلق ويقول: فمازالت فينا الحزونة بعد، نعاني من آثار الصعوبة في كل شيء.

 فالمرأة أفسدت العديد من محاولات الخطبة، وفي مرة من المرات خرج الموضوع عن سيطرتها وعقد الأبن عقد قرانه، ماذا تفعل الآن؟ أهتدى رأيها أن تسعى لزيادة مستوى المشاكل والعقد، حتى الآن الأمر طبيعي، فيتدخل الزوج، ماذا يريد؟ يريد أن يرضي امرأته، فماذا يفعل كي يرضي امرأته؟ قال لابنه: يا بني طلق البنت التي تجوزتها، حسناً، هل امرأته تريد أن يطلق ابنها هذه الفتاة؟ لا، وهذه هي مشكلة الرجل حين يتدخل وهو لا يعرف طبيعة الموضوع، لماذا تدخل؟ يريد أن يرضي امرأته، وهل هي تريد أن تفسد الزواج؟ لا، هي تريد أن يبقى الأمر على ما هو عليه من العقد والمشاكل، كيف يفكر الرجل؟ يفكر بإسلوب الحسم ” مش عايز صداع، شيل دا عن دا يرتاح دا من دا، خلاص يبني طلقها وراضي أمك ومتصدعناش ” حسناً، أما المرأة؟ لا، كل يوم يجب أن يكون هناك حدث، إن طلقها في أي شيء نتناكف فيه غداً وبعد غد؟ يجب أن يكون هناك حدث، هو لا يفهم، هو يتخيل أن بهذا الفعل يراضيها، ولكنها لا تريد أن يذهب هو إلى هذه المنطقة، ولكنها لا تستطيع أن تقول له لا أريد هذا.

 إلى الآن هذا الأمر طبيعي ليس فيه مشكلة، أين مشكلتي؟ أنه حين جاء يبرر فعله قال أن سيدنا إبراهيم قال لابنه طلق امرأتك وكان يجب عليه أن يطيع كلام أبيه، وأنا أبوه وآمره أن يطلق امرأته.. هنا المشكلة، هنا تدخلت قصص الأنبياء وتدخل ما نتكلم فيه من الإيمان بالنبوة، كيف يكون الأمر من الناحية الأخرى؟…

” ما هو يا جدعان العيال اللى هتلعب دي يا تعلب برة يإما تقعد، مش هينفع اللى احنا فيه دا ” ما هي فلسلفة أن آتي بطفل صغير إلى الخطبة؟ أول شيء أنا أعذبه، أنا أتكلم في خطبة، هذه الخطبة طويلة وليست قصيرة، هل يصلح أن آتى بطفل صغير سأجلسه على رجلي واطلب منه أن لا يتحرك لمدة أربعون دقيقة مثلاً، أنا الآن أحسن إليه أم أضايقه؟، الآن هو لا يستطيع أن يجلس هل أستطيع أن ألوم طفل صغير؟ ” هو دلوقتي لما يعمل دوشة ويفسد علينا الخطبة مين اللى هيتحمل وزر دا؟ لو أنا أجيبه وهو بيعرف يقعد، يقعد على رجلي، لو مكانش أصلي في مسجد فيه خطبة صغيرة ” ، أنا أريد أن أعوده أن يأتي إلى المسجد، يأتي في الصلوات المفروضة لا يأتي في خطبة طويلة لكي أشقيه وأتعبه وأعذبه، وسيصبح انطباعه عن المسجد أنه يأتي هنا يجلس ولا يتحرك، وإن فعل شيئاً نضربه ونعنفه، وفي النهاية ماذا سيكون انطباعه عن المسجد؟ نحن نريد أن نحببه أم نبغضه، إذا أردنا أن نحببه يجب أن نضعه في الوضع الذي من خلاله يحب المسجد وليس العكس، أحياناً نحن نفعل أشياء ونتائجها تكون عكسية، فالموضوع أنه إذا أردت أن يحب المسجد يجب أن آتي به في وضع يحب من خلاله المسجد، إذا كان بطبيعته هادئ ويجلس دائماً مع أبيه فهذا شيء جيد، أما إذا كان يريد اللعب فالجمعة ليست وقتاً لهذه الأشياء، سيخرجون لللعب بالخارج؟ حسناً إن لم تكن هناك سيارات أو شيء يؤذيهم، لكن بداخل المسجد ” رايحين جايين ” لا يصح ذلك، وكل جمعة، يجب أن نعرف ماذا نفعل؟ ولماذا؟ قد تكون آذيت أحد أو أفسدت عليه حضوره أو أفقدت للخطيب تركيزه، انقطاع الذكر وأثره من الذي سيتحمل تبعته؟ .

 نرجع للموضوع، هذا الرجل يقول أن سيدنا إبراهيم قال لابنه طلق امرأتك، والآن ماذا يفعل هذا الرجل؟ بمن يقتدي؟ وبمن يتأسى؟ وبمن يستند؟ يستند بسيدنا إبراهيم عليه السلام، حسناً، هذا الكلام خطره في شيئين، هل ما نقوله حقيقةً مطابقة للواقع؟ هذا أولاً، الأمر الثاني، إذا فعلت شيء وأرى أنني مستند فيه للدين وأنا لم أكن مستنداً فيه للدين، فهذا سيصبح شيئاً خطيراً، كل شيء نفعله نبحث له عن أسانيد هذه الأسانيد تعطينا ثقة أننا نسير بالشكل الصحيح، أو قد لا يكون كذلك، حسناً، الابن الذي سيقال له سيدنا إبراهيم جعل ابنه يطلق امرأته.. كيف ينظر إلى سيدنا إبراهيم؟ لا تنظر من ناحيتك انظر من ناحية الابن، كيف سينظر إليه في هذا الموقف؟ هو نفسه لن يتقبل سيدنا إبراهيم، ونحن بذلك سنكره الولد وامرأته في سيدنا إبراهيم.

 حسناً، سيدنا إبراهيم الذي هو سيدنا إبراهيم، ماذا كان يفعل؟ حكينا هذه القصة كثيراً، مضطرين نأخذ منها هذا المقطع، سيدنا إبراهيم يقيم في فلسطين وابنه وزوجته يقيمون في مكة، كل فترة يأتي سيدنا إبراهيم من فلسطين إلى مكة لكي يطمئن على ابنه وعلى امرأته، ثم كبر ابنه وتزوج، وتوفيت وزوجته، السيدة هاجر توفيت وبقي إسماعيل مع زوجة، من أين يأتي سيدنا إبراهيم؟ يأتي من فلسطين، يأتي من فلسطين على جمل إلى مكة.. لماذا؟ لكي يطمئن على ابنه، سيدنا ابن عباس يقول: كان يأتي يطالع تركته، يطالع أي يتابع ويتفقد ويطمئن ويرى أحوال التركة، الشيء الذي تركه، الجزء الذي منه الذي تركه في هذا المكان يأتي ليطمئن عليه، لكن الطبيعي أن الولد هو الذي يذهب لكي يطمئن على أبيه ” هو دلوقتي مين اللى يطمن على مين؟ مش الولد يطلع من مكة يروح فلسطين عشان يطمن على أبوه ويحب على يده ويرجع ” هذا لا يحدث هنا، هو يأتي يطمئن عليه، جاء، طرق الباب لم يجد الولد، تقول زوجته أنه خرج يبتغي، يبتغي أي يطلب الرزق، يصطاد، فسألهم عن أخبار الحياة والمعيشة، قالت: نحن بِشّر، في ضيق وشدة، قال لها حسناً حين يأتي اقرئيه السلام وقولي له أن عليه أن يغير عتبة بيته، وجاء سيدنا إسماعيل، وكأنه أحس أنه قد زاره أحد، فسأل فأخبرته فقال لها: هذا أبي ويأمرني أن أغير العتبة، أي المرأة، ألحقي بأهلك، ومضت فترة، ونفس الرحلة يأتي سيدنا إبراهيم من فلسطين إلى مكة، يطرق الباب يطمئن ويرجع، كم تستغرق الرحلة ذهاباً وعودة؟!، لم يدخل ولم يجلس، كم من التعب كان يعانيه؟!، لماذا؟ لكي يطمئن على ابنه ويتفقد أحواله، يعيش جيداُ أم لا، كان من الممكن أن ينتظره حتى يأتي، فجاء مرة أخرى وطرق الباب وخرجت زوجته التي تزوجها بعد الأولى فسألها نفس السؤال فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، نحن بخير وسعة وأثنت على الله، حمدت ربنا كثيراً، فقال لها حين يأتي اقرئيه السلام وقولي له أن يثبت عتبة الباب، حين جاء سيدنا إسماعيل وسأل، الأولى حين وصفت الرجل قالت: جاءنا شيخ وصفه كذا وكذا، حينما جاء وسأل امرأته الثانية عن صفة الرجل الذي زاره، قالت: جاءنا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه، الآن هناك أمرين، كيف وصفت حالهم، وكيف وصفت الرجل، والإثنين لم يجري حوار بينهم وبين سيدنا إبراهيم إلا هذه الجمل، نفس الجمل، سأل ما أحوالكم؟، كيف هي معيشتكم؟، قالت كذا، حسناً اقرئيه السلام وقولي له كذا.. فقط، الأولى قالت نحن في شر وبدأت تشتكي من العيشة ومن الضيق، ماذا يفعل سيدنا إسماعيل؟ ذهب إلى الصيد، ماذا كان يفعل في المرة الأخرى؟ كان أيضاً يصطاد، ولذلك لما سأل زوجته الثانية قال لها ماذا تأكلون؟ قالت: اللحم والماء، لأنه يصطاد ويشربون الماء من زمزم، فقال: اللهم بارك لهما في اللحم والماء، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن في مكة يومئذ حب ولو كان لدعا لهما، دعا لهما أن يبارك لهما الله في الذي عندهم أياً كان، ليس مهماً ما الذي نملكه أهم شيء أن يبارك ربنا في الذي نملك، فيقول أنه لم يكن هناك حب فدعا ربنا أن يبارك لهما فيما رزقهم، ” طيب العيشة دي هي هي العيشة دي ” ، ما الفرق بين شخص وآخر؟ الذي يشتكي والذي يقول الحمد لله؟ الذي يقول نحن في شر وضيق والذي يقول أننا في خير وسعة، ما الفرق بين هذا وذاك؟ النظرة والرضا عن الله فقط، هذه قالت نحن في شر وهذه أثنت على الله، والشيء الثاني هو انطباعها عن هذا الرجل، الأولى قالت أنه قد جاءنا شخص حسن الهيئة وأثنت عليه، هذا الرجل يبدو عليه أنه رجل صالح ووجهه منير، والثانية قالت قد جاءنا شيخ كبير وقال كلاماً ومشى، هذه لا تعرفه ولا الأخرى تعرفه، النظرة مختلفة.

 حسناً، حين يقول سيدنا إبراهيم دع هذه وغيّر هذه، علام ينظر؟ ينظر لمصلحة الأبن، هذه سترهقه، في النهاية الشخص الذي لا يشكر ربنا ولا يحمد ربنا سبحانه وتعالى ستكون لديه مشكلتين، أول شيء أن الحياة سيكون فيها قدر كبير من الضيق والكدر والضغط، الشيء الثاني أنها إن لم تكن تشكر المنعم الخالق هل ستشكر العبد؟، النبي صلى الله عليه وسلم يقول القانون العام ” لو أحسنت إلى أحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت لم أرى منك خيراً قط، كل شيء يمحى من أول موقف يحدث فيه مشكلة، هي لا تتجاهلها ولكنها تمحى ” مبيظهرش على الشاشة إلا الأسود مبيظهرش الأبيض ” ، هي لا تجحد ولكنها لا تراه، لا تتذكر إلا هذا، فإذا كان هذا هو الشيء الطبيعي فما بالك بمن ليس راضياً عن الحياة، ليس راضياً عن الله، لا يقول الحمد لله، كيف سيكون شكل الحياة؟.

 هل أستطيع أن أقول من هذا الموقف وأقدر أن استدل وأقول أن سيدنا إبراهيم أمر ابنه بتطليق امرأته وكان يجب عليه أن يطيع كلام والده ” تعسفاً يعني ” ، حسناً، ما هو قانون البر؟ قانون البر هو أن تحسن المعاملة ولا تأذي إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا لا يصح أن أقول أي كلام أو أفعل أي أفعل يؤذي نفسياً، وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ المبالغة في إظهار التواضع ” وإن أنا بخدمهم ” ولا استنكف أن أخدمهم، ويعينك ربنا أن تحملهم حينما يحتاجونك أن تحملهم، وتذكر وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا إذا لم تكن هناك رَبَّيَانِي لن يكون هناك شيء، لأنه رصيد يوضع ثم تسحب منه مستقبلاً ” لو متحطش رصيد هتسحب من ايه؟ ” ، نحن إذا بدأنا بالعقوق لا ننتظر البر، البر هذا نتيجة شيئين، نتيجة أنك تعامل ربنا سبحانه وتعالى ولا تعامل العبد، فهو إذا أحسن أو لم يحسن يتعامل جيداً أو لا أنت تريد أن ترضي ربنا وكمال البر أنك تعمل ولا تريد مقابل، الشيء الثاني الرصيد السابق، الأشياء التي بنيت، هذه الأشياء ربنا يذكر بها الإنسان، اطلب لهم الرحمة كما سبق من إحسانهم وفضلهم أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ الشكر لا يكون إلا لنعمة وإحسان سابق أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، فالآن هل أستطيع أن أقول أنني أتأسى وأقتدي بشخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام؟ لذلك يقول ربنا فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ فهذا الرجل يطبق فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ !! ” هنقوله إيه طيب؟ ” ، لذلك من المهم جداً أن نتعرف بالأنبياء، نؤمن بالأنبياء حقيقةً، نتأسى بالأنبياء، هذا هو النموذج، هذا ما اختاره ربنا واصطفاه وجعله إمام لنا.

 ماذا يقول سيدنا ابن عمر؟ يقول: كانت تحكي امرأة كنت أحبها، متعلق بها، وكان عمر يكرهها فأمرني أن أطلقها فقلت: لا، فأتى عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكي له، ” فيه واحدة أنا مش حببها وقلتله طلقها فمرضيش ” ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا يقول سيدنا عمر؟ يقول: ولقد كرهتها له، ولقد كرهتها له، ليس بينه وبينها أمر شخصي ولكنه يرى أنها ليست الزوجة التى يرتضي أن تكون امراة ابنه، هو متعلق بها، متعلق بها فلا يريد أن يوافق أبيه على ما يراه لكن والده يرى أن هذه لا تصلح لولده، ستؤذيه وتضره، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أنني قلت له ذلك وأبى، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أطع أباك، هنا لدينا شيئين، هناك التعلق الشخصي، الحب، هو مرتبط بها لكن هذا الارتباط.. هل سينفعه؟ هل سيكون معها أفضل؟ هل ستكون حياته أفضل؟ فسيدنا عمر ينظر من هذه الزاوية، معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: ولقد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، الدنيا ستفتح وتتسع ويكثر المال، ” وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء ” في أي شيء؟ قال: ” إذا سورن الذهب، ولبسن ريط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد ” بطبيعة النساء أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ هذا طبيعي أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ التزين والتجمل والرغبة في الدنيا والتوسع فيها عالي، حسناً أنا مرتبط وأريد أن أرضيها وهي تريد وأنا لا أريد أن أحزنها، أريد أن أسعدها، فاستمر في المحاولة، أحاول أحاول والمطالب لا تنتهي، إلى أن تصل في النهاية إلى ” أتعبن الغني ” حتى الذي يملك مالاً كثيراً لا يستطيع أن يلاحق كل هذه الطلبات ” أتعبن الغني ” ، والذي لا يملك؟ ” بيقولك واحد في صنية كحك قام موت مراتة، دلوقتي هو معهوش وهي لازم تعمل كحك العيد، هيعمل ايه هو؟ تخيل لما يوصل الضغط بمستوى دا، في العيد خلى بالك، احنا في رمضان وبنسقبل العيد، هيستقبل العيد بجناية هيخلص على مراته ليه؟ عشان كحك العيد، تخيل ايه المستوى اللى وصلة لكده؟ أصل هي مقالتلهوش جملة قام جايب سكينة ودبحها هي ضغطت عليه ضغط جامد وهو فعلاً معندوش فهيعمل ايه؟ وهي مبتسكتش، مفيش فيشة بتتشال، فيعمل ايه؟ هيفصل هو بقا، هيفصلها خالص بحيث أن هي تبطل تتكلم، خلي بالك احنا في رمضان، ناس صايمة وبتصلي ومع ربنا في حالة، ومنتظرة عيد هتفرح بيه، ماهو الكحك دا بيتعمل امتى؟ الكحك دا بيتعمل في العشر الأواخر يا جماعة مبيتعملش في العيد، اللى دبح مراته دبحها امتى؟ في العشر الأواخر من رمضان، تقرب إلى الله بأنه دبح مراته، ايه اللى وصلة لكده؟ ايه اللى وصلة لكده؟ ” .

 فسيدنا عمر يقول لأبنه لا تفعل ذلك، ولكنه يقول أنا أحبها، وأبيت وقلت له لا، ونحن نعلم من صفات سيدنا عمر أن سيقوم بضربه ويأمره بأن يطلق امرأته ” ويبعت يجيب المأذون ” ولكنه لم يفعل ذلك، سيدنا عمر حين ضاق به الأمر ماذا فعل؟ لم يجد أي شيء يفعله، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: قد قلت له كذا وهو لم يرضى، النبي صلى الله عليه وسلم قال: أطع أباك.. ما معناها؟ أن هذا له مسوغ، لأنه لا يصح أن يقول له النبي صلى الله عليه وسلم أفعل كذا، وهذا الشيء فيه ظلم.

 أتى رجل للإمام أحمد وقال له: إن أبي أمرني أن اطلق امرأتي، قال: تطلقها، قال: فإن عمر أمر عبد الله بن عمر أن يطلق امرأته فطلقها ” دا العلام برضة سعات لما بيجيب الكافية “، فقال: حتى يكون أبوك مثل عمر، حتى يكون أبوك مثل عمر، لو كان في عدل عمر، في رحمة عمر، في إدراك عمر، في تدين عمر، في حكمة عمر حينئذ يفعل هذا لأنه لا يدعوك إلا لحاجة ولمصلحتك في الدين وعلاقتك مع ربنا ومستقبل أيامك وسعادتك في أحوالك، ليس فيها أمر شخصي، قال له: حتى يكون مثل عمر.

 حسناً، طلق ابن عمر امرأة أخرى، فقالت امرأته بعدما طلقها: هل رأيت مني شيئاً تكرهه؟، مع أنه قبل ذلك كان متمسك بامرأته السابقة ووالده يأمره بطلاقها وهو يأبى إلى أن أمره النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وقال له: اطع أباك، هنا العكس، هو هو ابن عمر وتزوج واحدة وطلقها، ولا نعرف هنا هل أبوه مازال على قيد الحياة أم لا، فهي تقول له: هل رأيت مني شيئاً تكرهه فأدت بك إلى هذا الأمر؟ قال لها: لا، قالت: ففيما تطلق المرأة العفيفة المسلمة، لماذا؟ هل هو ظلم؟ ” غلاسة “؟ هوى؟، فارتجعها، حين قالت له هذا ارتجعها، فإذاً هذا شيء وهذا شيء آخر، هل يصح أن يقول الرجل: أنا والده مثل سيدنا إبراهيم، الموضوع كله في هذه الجملة ” مثل سيدنا إبراهيم ” ، سيدنا إبراهيم أعظم وأجل وينزه عن أن يفعل شيئاً خلاف الخير وخلاف العدل وخلاف الدين وخلاف ما يرضي رب العالمين.

 أقول قولي هذا واستغفر الله، الحمد لله رب العالمين، هذا هو التعقيب الأول، التعقيب الثاني، طبيب محترم من أصدقائنا يقول لي أنك الآن تقول كلاماً يبدو متناقضاً، قلت في خطبة سابقة أن الدين سهل، وقلت الجمعة السابقة فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، هل الدين سهل أم فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ؟ نجاوب على هذا السؤال.

 يقول ربنا سبحانه وتعالى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ويقول ربنا سبحانه وتعالى مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ويقول ربنا سبحانه وتعالى يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ربنا سبحانه وتعالى عقب على دعاء المؤمنين رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قال: قد فعلت رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ قال: قد فعلت، قال صلى الله عليه وسلم: بعثت بالحنيفية السمحة، وقال: إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، جعل ربنا الدين ميسر والذي سيأخذه بالعنف لا يستطيع أن يستمر في ذلك، الدين هو الشيء الموافق للفطرة الذي تسكن وتطمأن إليها، تسكن بتوجهك إلى الله وتضطرب إذا اشركت بالله، ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا حين تكون لدي مجموعة من الشركاء الذين يتنازعوني وكل واحد فيهم له مطالب معينة، وكل واحد منهم يريد مني شيء، وكل واحد منهم يدعوني إلى أشياء لا تتوافق مع بعضها البعض، مدى التشتيت النفسي الذي يصاب به الإنسان، هذا أفضل أم حينما يكون للإنسان وجهة واحدة وهذه الوجة ترحم وتحسن وتبر وتعدل، لا تدعوك إلا لخير وإلا لمصلحتك، لا توجد منفعة تعود على ربنا سبحانه وتعالى من أن يحسن العباد أو يصلحوا أو تستقيم أحوالهم، وربنا قد فطرهم على الإيمان حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ شيء من اثنين، أما أن يقطع أو يهبط إلى أسفل السافلين، ربنا سبحانه وتعالى دعانا إلى الصدق، هل تسكن النفس إلى الصدق أم الكذب؟ دعا إلى الأمانة، دعا إلى الحب، دعا إلى الرحمة، دعا إلى الإحسان، النفس تستجيب إلى هذا بالطبيعة والفطر، أين المشكلة؟ المشكلة هي ضعف الإنسان، إتباعه للشهوات، وساوس النفس الأمارة بالسوء، نزغات الشياطين، هل الدين نفسه به شيء صعب؟ به شيء خلاف ميل النفس؟ به شيء خلاف محبوبات النفس؟ لا، لكن لكي تصل إليه ولكي تستقيم عليه يجب أن تكون على حالة من الإيمان وحالة من الاتساق وحال من الاستقامة، الصعوبة هنا.

 كل ما قلناه هي آيات وأحاديث، حسناً، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ربنا هو الذي يقول، فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ربنا هو الذي يقول، وما هي العقبة؟ هي أنني أستطيع تجاوز شح النفس، واستئثار النفس، وأثق في ربنا سبحانه وتعالى وعطاؤه وفي عوض ربنا سبحانه وتعالى وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ، حسناً، حين أثق في ذلك، أتعب أم أرتاح؟ أقلق أم اطئن؟ حين أكون مع ربنا فعلاً، أؤمن بربنا فعلاً وأوقن به فعلاً، غداً هل سأصبح متوتراً منه أم سأحيا بقدر من الإيمان والثقة، وهذه هي الفكرة، ولكي أفعل ذلك يجب أن أجاهد نفسي على اليقين، وأجاهد نفسي على الاستقامة، واستعيذ بالله سبحانه وتعالى من نزغات الشيطان وأحاول أن أحبب نفسي في الخير لأنها أحياناً تحيد عنه، الجنة هي الجنة ولكن يحطيها مكاره، الجنة ليس بها شيء مكروه ولكن لكي تصل لها عليك بعبور بعض الأشياء وهذا ما يميز شخص عن شخص، لكن القانون العام وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ هذا هو الموضوع، شيء جميل، نعمة عظيمة وسييسرها الله سبحانه وتعالى للذي يريدها، وقد قلنا قبل ذلك أن ربنا يقول فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ثلاثة أشياء، ثلاثة أشياء، العطاء، الإحسان، التقوى.. تجنب مساخط الرب، والتصديق بالعوض الحسن وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى الجزاء الحسن عند ربنا في الآخرة، هذا الجزاء الحسن هو ما يجعل الإنسان يقدر أن يعطي ويتقي إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ۝ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ولذلك ماذا كان يقول سيدنا عمر؟ يقول: ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون، لن تسير الأمور هكذا، يتكلم وهو أمير المؤمنين، يقول إن لم يكن هناك يوم القايمة أمام الإنسان كيف سيقاوم نزعات النفس؟ للتسلط وللتجبر وللإفساد، القيامة.. هي فقط من يقوم بذلك، فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى مصدقاً وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ماذا يحدث؟ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى فإذاً هناك شيئين، اليسرى هذه هي طبيعتها ولن تتغير، هذه هي طبيعتها، طريق ربنا وصراط ربنا وصفه تعالى بأنه اليسرى، حسناً، ولكنه عندي عسير؟ إذا جاهدت نفسي وحاولت أن أعطي وحاولت أن أتقى، ربنا سبحانه وتعالى سيعطيني التيسير، تسير الأمور بشكل جيد وأحبها وأميل إليها وأسعى فيها، والصورة المقابلة؟ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ مقابل أعطى وَاسْتَغْنَى مقابل أتقى، هل عكس اتقى استغنى؟ ما الذي يحمله على عدم التقوى؟ كما قلنا عدم الافتقار والإحساس بالحاجة إلى الله وعدم تعظيم ربنا سبحانه وتعالى حق التعظيم، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى بالجزاء الحسن من الله هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ، وبعد ذلك؟ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى فإذاً هناك سكة تسمى اليسرى، هذه الميسرة، ” حلوة ” ، والسكة الأخرى تسمى ” المكعبلة ” هكذا تسمى ومن الطبيعي أن لا يسير فيها أحد ولكنه حين كذب ومنع واستغنى تتيسر له السكة التى يصر عليها، حسناً، هل تيسير الإنسان لليسرى هو عين تيسيره للعسرى؟ لأن هنا َسَنُيَسِّرُهُ وهنا سَنُيَسِّرُهُ، الإنسان الذي يمشي في السكة الميسرة هي نفسها ميسرة، وأنت تسير فيها هل ستكون مثل من يمشي في السكة المعسرة؟ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا هل هذه مثل هذه؟ هو يسير في هذه السكة ولكنه دائماً سيكون متعثر لأنها وهاد وكلها زلط وطوب ومرتفعات ومنخفضات، هذه السكة قد جعلها الله سبحانه وتعالى ميسرة ويسير لها أهلها الذين أرادوها، ولذلك وجهنا ربنا سبحانه وتعالى لأن نقتحم العقبة، نتجاوز المنطقة الصعبة.

 وأين هي هذه المنطقة الصعبة؟ العقبة هذه عقبة نفسية، عقبة نفسية، لا في الطريق ولا في السبيل الذي يسره ربنا، إن لم تكن هناك مجاهدة للنفس فلن ترتقي مطلقاً. لن ترتقي مطلقاً، ربنا سبحانه وتعالى يقول فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا هل هذا الاستعداد موجود؟، حسناً، ما دور الإنسان؟ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا هذه هي وظيفة الإنسان، ماذا أفعل؟ النفس فيها الاستعدادات، إلى أي جهة أسير؟ من يزكيها هو المفلح ومن يدسها هو الخائب، وقد قلنا أفلع عكسها خسر وليس خاب، ربنا لم يسمي هذه خسارة وإنما سماها ” خيبة ” ، لماذا؟ ” الخيبة هي الإنسان بيكون في إيده حاجة وفي متناوله حاجة ومش صعب عليه يعمل حاجة ومبيعملهاش احنا ديماً بنستخدم الكلمة دي، كلمة الخيابة والخيبة في ايه؟ مش في الحاجات الصعبة، الخيبة هي تراجع الإنسان عما كان يمكنه أن يحصل عليه لو مد ايده ” ، ربنا هو الذي يقول ذلك قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا الذي يحاول أن يطهر نفسه، يحاول أن ينقي نفسه، يحاول أن يعالج آفات نفسه، والذي سيخبئ نفسه؟ دساها هذه ما معناها؟ بالغ في إخفائها ” بيسبها لحد ما تكمكم ” وبذلك يؤذي نفسه ويضرها.

 فإذاً ما هي وظفية الإنسان؟ أن يسلك سبيل التزكية ويتجنب التدسية، وما معنى التدسية؟ أي أنني سأخفيها وعكسها أنني سأعرضها للنور، أعرضها لتربية ربنا، أعرضها للقرآن، كما وصفنا هذا الكلام كثيراً ” طلع الحاجة من الدولاب أو من تحت السرير وحطها على المنشر، دا كده بيزكيها، والشمس هي اللى بطهرها مش أنا اللى بطهرها، ولو سبتها؟ هيبقى فيها براغيت وفيها عتة، ما أنا اللى عملت كده، أنا اللى دستها ” ، والتزكية؟ أخرجها للنور وأعرضها للخير، يعرض الإنسان نفسه للخير، للنور، للهداية، لأثر العبادة، ولا يخفيها ولا يقصيها حتى لا تزداد التواءاً وصعوبة.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

 اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.