إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
اللهم لا سهلاً إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
حديثنا عنوانه ” وهو مليم “
قال تعالى وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ يخبر تعالى عن عبده ونبيّه يونس المجتبى المصطفى المختار عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ توكيدٌ وتثبيت وتقرير لهذه الحقيقة، هو رسولٌ من رسل الله تبارك وتعالى ونبيٌّ من أنبيائه إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ الإباق هو أن يفرّ العبد من سيّده فالعبد الآبق هو الذي هرب وفرّ من سيّده رغبة عن طاعته وعن اغتنام أمره وعن التقيّد بما ألزمه به وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ حينما أبق أين ذهب أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ سفينةٌ مملوءة بالرجال، وإذا بالأمواج تلعب بالسفينة وتضطرب بهم اضطراب، حينئذٍ يتّجه أهل السفينة على أ يخفّفوا حمولتهم لئلا تغرق بما بها، فخسارة البعض خيرٌ من خسارة الكل.
فأجروا بينهم قرعة، من الذي يلقي بنفسه في البحر فكان يونس النبيُّ الصالح والعبد الصالح عليه السلام ممن ساهم، فخرج سهمه، فأبوا عليه وهم يعرفونه – يعني لما هنرمي مش هنرمي الشيخ اللي في المركب – فخرج السهم عليه مراراً، علم أن المراد، فألقى بنفسه من السفينة فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ وكان على موعدٍ مع حوتٍ أرسله الله فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ يقول تعالى في سورة الأنبياء وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وصفه تعالى بأنه أبق إلى الفلك ووصفه بأنه ذهب مغاضباً.
كان يونس عليه السلام في قومه يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى يعظهم وينصحهم ويرشدهم لكنّهم كعادة أكثر الخلق لا يستجيبون ولا يزعنون ولا يؤبون ولا يعودون فأنذرهم بحلول العذاب وضاق بتكذيبهم ذرعاً فغادرهم وهو مغاضبٌ لهم، سئم منهم ويئس من حالهم فخرج لأنه رأى أنهم لا يستجيبون، لكنّه خرج على غير أمر، لم يسبق إذنٌ من الله تبارك وتعالى له بالخروج ولا ينبغي لنبيّ ائتمنه الله على أمانة أو وصع في عنقه رسالة أن يتحرك حركة، أو يخطو خطوة خاصّةً فيما يتعلق بمضمون رسالته وأصل دعوته إلا أن يأذن الله تبارك وتعالى له فهو سبحانه وتعالى لم يأذن له بأن يغادر قريته، لكنه غاضبهم.
يقول تعالى فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ما معنى مليم؟، المليم: هو المسيء أي أنه حينما التقمه الحوت، إنما التقمه لأنه أبق وخرج دون أن يأذن الله تبارك وتعالى، فهو مسيء فيما فعل ولذلك فهو ملوم على هذا الفعل الذي فعل.
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ بلعه، ثم يقول تعالى فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ كان قد بقي في هذا السجن، في هذه الظلمات إلى أن يبعث الله الخلائق، لكنّه كان من المسبّحين، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ يستظل بها ويأكل من ثمرها حتى عافاه الله تبارك وتعالى، ثم وَأَرْسَلْنَاهُ مرة أخرى إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ.
إذاً الله سبحانه وتعالى هاهنا يخبرنا عن عبدٍ ونبيّ ورسول يبدأ خطابه إيانا سبحانه وتعالى بأن يؤكد لنا ويجزم بأنه نبيٌّ رسول وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ثم يخبر على أن هذا النبي الرسول قد أخطأ خطأً أو تجاوز حدّاً ما كان ينبغي له أن يفعله، فلما فعل أصابه تبارك وتعالى بابتلاء جزاءً على ما فعل، ولنا هاهنا وقفات، الأولى أنه مهما عظم قدر ومكانة ومنزلة العبد فإنه جزاء شرطه، وإنه ربما يعتريه الخطأ ويصيبه الزلل، هذا أولاً
الثاني: أن هذا الخطأ وهذا الزلل لا يسلبه ولا ينفي عنه ولا يسقط عنه وصف النبوة الذي أكرمه الله تبارك وتعالى، إذاً ما من عبدٍ يخلو من خطأ وزلل، هذا أول،، ثانياً: أن فضل ومكانة العبد التي اكتسبها ببر وإيمان وتقوى وسوابق خير لا تزول ولا تنتفي بالخطأ الواحد.
الثالث: أن الله تبارك وتعالى لا يحابي أحد لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
إذاً أي عبد مهما بلغت مكانته أو منزلته يمكن أن يعتريه الزلل، فإذا فعل فالعجب أن يلقى جزاء حبك14 49، قال الله تبارك وتعالى وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ هاهنا تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى، إن الله سبحانه وتعالى لرحمته بعباده على كل ما يفعلون، ولا يعاقبهم على قدر ما يجترحون، ولو كان ذلك لهلك من في ارض جميعاً وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا يعلم سبحانه وتعالى ما يستحقه كل عبد من هؤلاء، ولذلك لمّا تعجّب الصحابة في يوم أحد لما أصابهم ما أصابهم كيف يدالون علينا وهم المشركون ونحن المؤمنون وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا بالأمس – يوم بدر – قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إذاً ربنا تبارك وتعالى لا يحابي عبداً من عباده، بل ربما كلما كان العبد أكثر قرباً من الله، كلما كان أحوج إلى هذا التنبيّه وإلى هذا التحذير، فإنه سبحانه وتعالى يعامل كلّاً على حسب حاله وموضعه ولذلك كان مما يجري على ألسنة العلماء قولهم حسنات الأبرار سيئات المقربين، هو حقيقةً لا تتحول الحسنة إلى سيئة ولكن المراد أن ربنا سبحانه وتعالى يحاسب كلّاً على حسب وضعه ومحلّه ومكانه ومنزلته فهو يعامل هؤلاء، كما أنه سبحانه وتعالى اجتباهم أو اصطفاهم أو أعطاهم أو منحهم، فعليهم أن يقوموا بحقّ ما خوّلهم ربهم تبارك وتعالى إياهم من النعمة، ولذلك يخاطب هؤلاء بما لم يخاطب به غيرهم كلٌّ بحسب مكانه ومنزلته، ولذلك لا تعجب حينما يقول الله تبارك وتعالى مخاطباً نبيّه صلى الله عليه وسلم عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيّه صلى الله عليه وسلم وهو من هو في المكانة والمنزلة التي لا نحتاج إلى أن نقررها، لكنه لعظيم مكانته وعظيم منزلته لا يتحمل منه حتى الخطأ في الاجتهاد، النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتكب إثماً، وإنما كان يخاطب رجالاً من كبراء قريش يبتغي صلى الله عليه وسلم هدايتهم، يرى في وجوههم نوعاً من التأثر، ثم يأتيه ابن أم مكتوم وهو معذور فهو لا يرى ولا يبصر، ولا يدرك الموقف، فيقول: يا رسول الله علّمني مما علّمك الله ويلحّ عليه وهو صلى الله عليه وسلم مشغولٌ بمن يخاطبهم، يريد أن ينتهي من خطابهم ثم يلتفت إليه، لكنه لمّا ألحّ عليه تغيّر وجهه، هو لم يرى الرجل من ذلك شيئاً لأنه لا يبصر، هو لم يعطيه أو لم يسبب له أي قدراً من الإيذاء لأنه لم يرى شيئاً، النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم وإنما تغير وجهه، وأعرض بوجهه، عَبَسَ وَتَوَلَّى.
لكنه سبحانه وتعالى يريد أن يعلّم ويريد أن يصوّب ويريد أن يبيّن لنبيّه صلى الله عليه وسلم أمرين هامين، أولاً أن النصرة من الله، هو صلى الله عليه وسلم حريصٌ على هؤلاء لماذا؟ لأنهم الرؤساء الكبراء، فإذا آمن الرؤساء الكبراء آمن الناس جميعاً، أو كانوا سياجاً واقياً يحموا دعوته ويحموا المستضعفين من أصحابه، هو إذاً يريد أن ينشر حقّه ورسالته ودعوته، لكنّ الله سبحانه وتعالى يريد أن يبيّن له، أنك إنما تدعو هؤلاء لمصلحتهم ولمنفعتهم في الدنيا والآخرة، أما دين الله، وأما الحقّ الذي أنزله الله فهو في غنىً عن هؤلاء وعن أمثالهم وعن أشباههم، وعن هم من أعظم منهم، هذا أولاً
ثانياً: هذا المؤمن المصدّق الذي يأتي وهو خرم نور عينيه، يأتي يتلمس الجدران حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهد ومشقّة، يريد آيةً يستزيد بها علماً وإيماناً هذا هو الأولى بالتكريم والتبجيل، اترك هؤلاء لأنهم في الحقيقة معرضون لا يبالون، ولذلك قال عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ رحمة الله سبحانه وتعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم هو لم يخاطبه، لم يقل: قد عبست وتوليّت،، كأنه يتكلم عن غائب هو لا يريد حتى يواجهه بأنك فعلت ذلك قال عَبَسَ وَتَوَلَّى كأنه شخص آخر، أَنْ جَاءَهُ ليس جاءك،، هو يكلمه هو،، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ثم التفت إليه وَمَا يُدْرِيكَ فهو حينما ذكر الفعل الذي يلومه عليه لم ينسبه إليه مباشرةً، كأنه يكلمه عن آخر، ثم التفت إليه معلّماً سبحانه وتعالى وموجّها ومربّياً وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى هذه الكلمة التي ستقولها له ربما تغير من حاله وتدنيه من ربه وترفع قدره ومكانته ومنزلته، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى هو لا يريد ربنا في شيء، هو لا يريد كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى.
وقال تعالى وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ هذا مسطح رضي الله عنه قريبٌ لأبي بكر من فقراء المهاجرين ثم يخوض الناس في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرض إمرأته عائشة رضي الله عنها بنت أبي بكر، ويكون مسطح ممن يتكلم، وكان أبي بكر رضي الله عنه عظيم الإحسان، عظيم البرّ بمسطح قبل ذلك، فلما أن تكلم في عرض عائشة أقسم أبوبكر ألا يناله منه خيرٌ بعد اليوم – على فكرة ده أقل واجب، تخيّل انت لو واحد بيتكلم في عرض ابنته – ، شهراً كاملاً يشيع هذه المقالات، وأنت قد سبق لك إليه إحسان وبرّ دائم، ثمّ هو يفعل ذلك – ده أقل حاجة إن انته تمنع عنه، ده أفل حاجة – ومع ذلك الله سبحانه وتعالى لعظيم قدره وعظيم مكانته رضي الله عنه يأب عليه رضي الله عنه أن يفعل ذلك وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ الفضل هو ادين، مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ النعمة والمال، ربنا يذكّره بنعمته عليه في الدين والدنيا وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ويعطف قلبه عليه، رغم أن الرجل هو قد جنى فعلاً وَالْمَسَاكِينَ وهو محتاج وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فضيلة ربنا بيغفر له بها، وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ الجزاء من جنس العمل.
إذاً ما نريد أن نقول أن الإنسان كلما علا قدره ومكانته ومنزلته كلما كان حسابه عند الله سبحانه وتعالى، كلما كانت إرادة الله بتطهيره من كل ما يقع فيه، كلما كانت هذه الإرادة أعلى وبالتالي كلما كان حسابه أشدّ.
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، قال تعالى وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ.
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ، ما من إنسان يعاقب عقوبة إلا كان مستحّقاً لها ملوماً على مسببها، فحينما يقول الله تبارك وتعالى فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ويقول عن فرعون فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ، فهل معنى ذلك أن يونس عليه السلام وفرعون قد استويا، يعني يمكن أن نقول إن يونس بمنزلة فرعون لأن ربنا وصف هذا بأنه مليم، ووصف هذا بأنه مليم، لكن ربنا سبحانه وتعالى بيعلم عباده أن يكونوا قائمين بالحقّ والقسط، وأنه لا محاباة في الحق وفي الحقيقة، كان مليماً عليه السلام، وفرعون كان مليماً ولكن ليس لومٌ كلوم، ليس لوم هذا الرسول وليس فعله كلوم هذا الآخر وفعله، قال تعالى فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فنبذناهم – هؤلاء كثيرون – وهو مليم المفترض يكون وهم، هم كلهم، هذه هي الزعامة والقيادة الموجّهة التي حملت هؤلاء كلهم وساقتهم هذا المسار.
المهم ربنا سبحانه وتعالى يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ – العدل – شُهَدَاءَ لِلَّهِ – الإخلاص – وَلَوْ كانت الشهادة تجور على نفسنا أو من نحبّ، لأن هذا ميزان الحقّ والعدل، كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ إذاً الله سبحانه وتعالى في آية النساء يأمرنا بالعدل والقسط، حتى لو أن هذا سيضرّ من نحبّ، وفي آية المائدة يأمرنا بالعدل والقسط حتى لة كان هذا في مصلحة من نبغض، ولكنّه ميزان العدل والقسط.
فالله سبحانه وتعالى وصف يونس وهو من هو بأنه كان مليماً، ووصف فرعون وهو من هو بأنه كان مليماً، ولكن ليس هذا اللوم كهذا اللوم، ثم حينما وقع اللوم هاهنا ووقع اللوم هاهنا، كان هذا اللوم لوم رحمة، وكان هذا اللوم لوم عذاب، فما الفرق، قال تعالى فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ والثاني فلما أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قال آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
الحمد لله رب العالمين.
فإذاً الله سبحانه وتعالى يبيّن لنا أولاً أن سوابق الخير التي فعلها العبد، كانت هي بإذن الله التي أنجته من هذا الشر ومن هذا الابتلاء ومن هذا السوء ومن عاقبة فعله الذي قد وقع فيه، فهو عليه السلام فعل فعلة لم يكن محبباً عند ربه تبارك وتعالى، وسبحان الله هو ضاق بقومه ذرعاً لكنه حينما تعجّل أمر الله تبارك وتعالى انتقل إلى أضيق عليه وأحوج، لقد كان بطن الحوت ليونس عليه السلام أضيق عليه من دار قومه التي قد خرج منها ضائق بها ذرعاً، ما الذي أخرجه عليه السلام من بطن الحوت.
هل كان الحوت ليونس عليه السلام رحمة أم كان نقمة، – دوقتي – يونس عليه السلام عندما ألقى نفسه، ألقى نفسه فين؟ في البحر، طيب،، فرعون وجنوده ربنا – رماهم فين؟ – نبذهم فين؟ في البحر أيضاً، هؤلاء في البحر، وهؤلاء في البحر، يونس عليه السلام لو نزل البحر زي ما فرعون نزل البحر، هو لو نزل هذا البحر مثل فرعون يهلك، إذاً الحوت عندما ظهر، الحوت هذا كان رحمة أم كان عذاب؟ الحوت كان رحمة،، لو الحوت لم يظهر كان يبقى الحال أسوأ وأسوأ، ولذلك ربنا قال فَالْتَقَمَهُ الحوت لم يؤذه،، بلعه، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ بالليل، قاع البحر، بطن الحوت، ثلاثة، ظلمات مركّبة وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِهذه لا يمكن أن نفّوتها، ما معنى ألا نقدر عليه إن ربنا سبحانه وتعالى لن يضيّق عليه، أي لن يؤاخذه بما فعل، نحن كثيراً ما نفعل ذلك، نضع الظنّ في غير محلّه، ونسمي الغرور بالظنّ الحسن إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ إن الإنسان فعل الخير الذي يفعله، إحسانه وبرّه، طاعته لله، هذه التي تستجلب له حسن الظنّ، لكن التقصير والمخالفة والمعصية والإعراض لا يتماشى معاه حسن الظنّ فهو ظنّأَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فلماذا؟، هذه الفكرة فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ لماذا؟ هو فعل ما يستوجب العقوبة، لكن هو يظن أنها هتمشي معاه كويس ليه؟، زي ما قلنا لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فبان أن هذا الظنّ ظن في غير محلّه فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
حينئذٍ لما أصابته هذه الصدمة انتبه، راجع نفسه، نظر وراءه قليلاً ما الذي أتى بي هنا؟ أنا في بطن الحوت، أنا ناوي – أئبد هنا ولا هطلع، مهو احنا قاعدين مطولين يا احنا هنخرج، طب احنا لو عاوزين نخرج، عشان نخرج لازم هو: استرجع هو عمل ايه فأدرك فاستدرك – فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ قال تعالى فَاسْتَجَبْنَا لَهُ بسرعة هو بمجرد ما وصل لهذا خلاص، هذا هو المطلوب، المطلوب أنه يؤب ويرجع، مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا أليس هذا كلام ربنا، مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وفي المقابل قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ
نحن ليس لنا وزن ولا قيمة عند ربنا إلا بالإيمان، إلا بالدعاء، إلا باللجوء إلى الله قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا خلاص مهو هي كده وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ مفيش حاجة تانية، فإذا غاب الرسول فلم يبقى في الأمة إلا الاستغفرا،، موجود أو مفقود، إما موجود وإما مفقود، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ مهو معروف أن سنّة ربنا سبحانه وتعالى مطردة، يعني أي شخص سيعمل مثله سيصل لنفس النتيجة هذا شيء معروف، لماذا ينصّ عليها ربنا سبحانه وتعالى أن أي شخص من المؤمنين سيسلك نفس المسلك، ربنا سبحانه وتعالى سينجيه كما نجّا يونس عليه السلام، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدعو بها رجلٌ مسلم في شيء قط، في شيء قط، إلا استجاب الله له، ذاك كلام النبي صلى الله عليه وسلم، دعوة ذي النون وهو لم يكن خرج من الحوت بعد، هذا كان محلّ التوبة، بطن الحوت محلّ التوبة، بطن الحوت محلّ التوبة، دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدعو بها رجل مسلم في شيء قط، في شيء قط، إلا استجاب الله له، إما أن نكون مصدّقين أو لا، مهو النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول، فالكلام هذا صحيح فنعمل بمقتضاه.
إن لم نكن مصدّقينه إذاً يوجد مشكلة عندنا في اليقين، فلابد أن نراجع هذا أننا الكلام الذي يقوله ربنا سبحانه وتعالى أو الكلام الذي يقوله النبي صلى الله عليه وسلم عندنا ليس في محل اليقين، فلابد أن يكون عندنا اليقين، فإذا كان عندنا اليقين، لابد أن يترتب عليه أثر، فإذاً ربنا سبحانه وتعالى ذكر إن يونس عليه السلام بماذا نجّاه ربنا؟ أول شيء: بتاريخ – كان من المسبّحين، تاريخ طاعة،، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة، شيئين، قبلها كان له سوابق خير ربنا سبحانه وتعالى رحمه بها، الحاجة الثانية: أنه لم يصرّ، عندما شعر أنه أخطأ بدأ يستدرك، فلماذا صنع عندما استدرك، قال ثلاث أشياء: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما هي الأولى: لا إله إلا أنت: أي أن ربنا سبحانه وتعالى هو إلاهنا وهو ربنا سبحانه وتعالى ربنا المعبود الذي ليس لنا غيره، الذي نحن ليس لنا مفزع ولا ملجأ إلا هو سبحانه وتعالى، هذا أول شيء، الحاجة الثانية أننا لابد أن نلتزم بأمره ونطيع كل ما أمرنا، أو كل ما وجّهنا به.
إذاً لا إله إلا أنت: فأنا أعترف أو بجدد العهد بأنني ليس لي مرجع أو مفزع أو إله إلا هو سبحانه وتعالى، الشيء الثاني: هو سبحانك، هو سبحانه وتعالى لا يأتي في أفعاله نقصٌ أو عيب، الذي أنا فيه الآن إنني في بطن الحوت هذا أنا الذي فعلته أم ربنا سبحانه وتعالى، لا هذا أنا، فسبحانك: أي لا يأتي منك نقصٌ وإنما الظلم مني أنا، إني كنت من الظالمين، فقط، فقط.
إذاً ماذا مطلوب مننا، إقرار واعتراف فقط، إقرار واعتراف فقط، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيّد الاستغفار، ما الشيء الذي تستوجب للعبد أن ربنا يغفر له، لا شيء، أن يقول: االلهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على هدك ووعد ما استطعت – أول شيء الاعتراف أنني لي رب، وأنني عبده، ولا زالت على عهد العبودية، أنا لست كإبليس، أنا لن أخرج عن سلطان الله، أنا لا أتكبّر على ربنا، وأنا لازلت على العهد، يعني الذي صنعته هذا، – العك اللي أنا بعكّه ده – أنا لا أقصده، أنا بني آدم تعبان وبعك، – كعبله – .
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: لا زلت على العهد، ثم: أعوذ بك من شر ما صنعت: أنا فعلاً أخطأت، أبوء – أعترف – لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، باعترف إن اللي نازل من ربنا هو الخير واللي طالع من عندي هذا هو الشر، أبوء لك بنعمتك علي: إن فعلاً ربنا سبحانه وتعالى لا يعطينا إلا الخير، وأبوء بذنبي أعترف بالفضل وأعترف بالتقصير، وبعدين: فاغفر لي، أهم شيء في هذا الدعاء – فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت – هذه، أنا قصّرت فربنا سيغفر لي لماذا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، نحن ليس لنا مرجع ولا مفزع إلا ربنا سبحانه وتعالى، احنا هنروح فين، أنا دلوقتي عصيت هنروح فين يعني، أنا في النهاية ليس أمامي إلا الباب الإلهي هذا، أنا عندي يقين أنني ليس لي مفزع إلا الله ليس لي ملجأ إلا هو فقط، فقط، إذاً ما المطلوب مني لأجل أن يعفو ربنا سبحانه وتعالى يعفو عن الذنب ويكشف عني الكرب الاقرار والاعتراف فقط.
إذاً الإنسان عشان ربنا يعطيه العافية محتاج شيئين:محتاج أنه يكون عنده استجابة فعل خير أو طاعة دائمة لله لأن هذه التي يرفع الله بها العبد عندما يقع، كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ الشيء الثاني: إذا الواحد وقع في شيء فعوقب بجريرة فعله أنه يسارع إلى الله، لا يتلكأ ولا يتباطأ ولا يعرض ولا يصرّ
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال صلى الله عليه وسلم: أذنب عبدٌ ذنباً فقال: أذنبت ذنباً فاغفر لي، فيقول الله تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب – أنا عارف إنني عندي رب بيغفر لي لو رجعت له وممكن يعاقبني لو أعرضت عنه قد غفرت لعبدي.
يبئه إذاً ربنا غفر له لماذا؟ قال: قد علم عبدي شيء بداخله اليقين وتعلّق الله في قلب الإنسان، ثم مكث ما شاء الله له أن يمكث، – مشي شوية محترم وبعدين – تاني، فأذنب ذنباً، طب هيعمل ايه؟ قال: ربي أذنبت ذنباً فاغفر لي فيقول الله تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله له أن يمكث، – بني آدم – ثم أذنب ذنباً، فقال: ربي أذنبت ذنباً فاغفر لي، فيقول الله تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء.
ما معنى فليعمل ما شاء؟ يعني يروح يبرطع ومفيش مشاكل، طالما هو على الحال هذه، هو خلاص في مغفرة ربنا سبحانه وتعالى ولو فعل مثل ما فعل ولو ألف مرّة ولو مليون مرّة، طالماً هو على هذه الحالة، هو بيحاول يمشي كويس ولما بيتكعبل، أول ما يتكعبل بيطلب من الله ويطلب من الله المغفرة وعارف أنه ليس له باب إلا باب ربنا بس، هو يعمل هكذا على طول.
طب افرض استمر في الذنب كثير أهم حاجة لا يكون مصرّ عليه أو أنه لا يكون مبرمجه، هو الواحد يكون ماشي محترم، وبعد ذلك بيتكعبل، زي أي حد، ولما بيتكعبل بيقول يا رب، بس، هو الدنيا صعبة ليه؟ لايوجد شيء صعب، المخارج واضحة ومعروفة.
يبئه أول شيء لا يوجد أحد ما بينه وبين ربنا نسب، أي حد فينا مهما كان قدره ومكانته ومنزلته لن يكون أعظم من يونس عليه السلام،، أي حد هيقصّر في حقّ الله أي حدّ بيذنب، أي حدّ بيقصّر في الأمانة التي ائتمنه عليها ربنا لابد أن يعاقب.
وأنه في النهاية الظن الحسن لابد أن يكون في محله فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ مش صحيح، طب لما الإنسان يدرك أنه أخطأ، لما يدرك أنه وقع في خلل، وقع في زلل سهلة، العود والأوبة من الله زي ما النبي صلى الله عليه وسلم ما قال.
هذا هو المخرج فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ولذلك قال سبحانه وتعالى لرسول الله فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ في الكرب لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُبرده رحمة ربنا واسعة وبعد ما سبهم حصل ايه، هو لما سابهم هم قلقوا، قالوا بس الرجل مشي إذاً العذاب سينزل، فخرجوا إلى الصحراء وأخرجوا النساء والأطفال الصغيرة والبقر والجاموس وفرّقوا بين كل ذات رحم وولدها، يعني كل بقرة وبنتها، وكل امرأة وأولادها، وبدأوا يتضرعوا لله سبحانه وتعالى، فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ قال تعالى وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ رجّعه مرة أخرى، بعدما استجابوا فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ربنا سبحانه وتعالى لما أخلص له التوبة ربنا سبحانه وتعالى عوّضه بل أصلح له قومه الذي كان متضايق منهم، هو ترك البلد لماذا؟ – خلاص يا عم الناس دول مفهمش فايدة – لا لا تيأس من أحد،، هم أدركوا أن هناك مشكلة، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى منّ عليهم بالخير وعوّضه هو خير وعلّمه أن في النهاية قلوب العباد فعلاً بيد الله سبحانه وتعالى إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ما معنى وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ أي هو سبحانه وتعالى يعلم من فعلاً الذي يستحقّ الهداية أو بيطلبها أو قلبه فيه خير فيوصلها له
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا،وانصرنا على القوم الكافرين.
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، واغفر لنا ذنوبنا كلها لا إله إلا أنت، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، واغفر لنا ذنوبنا كلها لا إله إلا أنت.
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم