إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ،،،
سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، رجل من بني مدلج كان يجلس في نادي قومه، إذ دخل رجل فقال أنه رأى في طريق الساحل رجلين فظنهما محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، وقد كانا خرجا في طريقهما من مكة إلى المدينة، وكانت قريش قد أرصدت دية رجل أي مائة ناقة لكل من يأتي بواحد منهما حيًا كان أو ميتًا، فلما أخبر سراقة بما أخبر به زيف الخبر، يعني قال لمن قال له ذلك ليسا بهما وإنما رأيت فلانًا وفلانًا يقول ووقع في قلبي أنهما هما، يعني هو عرف أن هما دول لكنه عشان الشخص اللي ظنهم النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر لا يسلك المسلك اللي هو عايز يسلكه، هو عايز يفوز بالمائتي ناقة قال لا لا مش هما، وبدأ هو يسلك سبيله في هذه المطاردة، فذهب إلى بيته خلسة وأمر الجارية أن تخرج فرسه وتوديه في حتة بعيدة وطلع من الباب الخلفي لكي لا يراه أحد ثم اقتاد فرسه وأخذ رمحه وانطلق، فلما قربت منهما عثرت بي الفرس، لما قرب من النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر الفرس بتعته اتكعبلت فوقعته على الأرض، يقول فخررت إلى الأرض، ثم قمت، فأخرجت سهامي من كنانتي فاستقسمت بالأزلام، يعني هو دلوقتي في كعبلة حصلت طب هو هيعمل إيه بقى؟ هل دي علامة على إن الموضوع ده مش كويس يعني فميكملش ولا يكمل؟ يعمل إيه؟ هيطلع ثلاث أسهم من الجعبة ” ويضعهم أمامه ” واحد مكتوب عليه يفعل وواحد مكتوب عليه لا يفعل وواحد حيادي، فهو استقسم بالأزلام، فيقول: فاستقسمت بالأزلام أضرهما أم لا؟ فخرج الذي أكره، إيه اللي يكره؟ أن يرجع، لأنه كده هيخسر المائتي ناقة، يقول فقدت فرسي وعصيت الأزلام، يعني هي دلوقتي مجتش على هواه هيعمل إيه؟ لأ لأ مش مشكلة بقى هينفضلهم وهيكمل، لأن هو قافلة معاه إن هو يكمل، يبقى أو حاجة إن سراقة أدرك صحة وصواب الخبر لكنه أظهر خلاف ما يبطن، ليه؟ لأن مصلحته في إظهار خلاف ما يبطنه، مش كل حد بيقول حاجة بيبقى حقيقة معتقد بده جواه، طب إيه اللي بيجعل واحد يلتزم بالحق، وواحد يخالف الحق؟ الذي سليتزم بالحق الكلام ده مبني على حاجتين: تعظيمه لقيمة الحق، وتعظيم الحق سبحانه وتعالى، طيب اللي هايظهر خلاف ما يبطن ده هيبقى ده هيكون مبني على إيه؟ إنه لا يعظم الحق وإنما يعظم ما يراه موافقًا لهواه أو لما يراه مصلحة، كما فعل سراقة، طيب هو دلوقتي مشي وظهرت له علامة على أنه ماشي غلط، هو رجل فارس ومعه فرس جيد وفجأة وبدون أي سبب الفرس أتكعبل ووقعه فهو أدرك بداية إن هنا في مشكلة، وهو ماشي كده حس إن دي ممكن تكون علامة على إن الموضوع ده مش كويس طيب هيعمل إيه؟ إحنا في اللي ربنا من علينا به في حاجة اسمها استخارة تكلمنا عليها قبل كده مرارًا، إن أنا برجع لربنا سبحانه وتعالى الذي يعلم الخير ويقدر على الخير فاسترشده فالذي يرشدني إليه سبحانه وتعالى أعمله طيب اللي ماعندوش ده هايعمل إيه؟ ما هو لازم يرجع لحاجة، عايز حد يفصل له في الموضوع، قوة ثانية بيعتقد أنها تعلم ما لا يعلم وتقدر على ما لا يقدر عليه فيستشيرها ويرجع إليها.
إحنا كنا اتكلمنا عن الدين في المرة اللي فاتت واللي قبلها وقلنا إن ده شيء لازم للإنسان لو ماكنش حق لابد أن يحل محله بديل ثاني لأن دي طبيعة الإنسان، فهو دلوقتي الأزلام لما قالت له لا تفعل هو عمل إيه؟ هيسقع بقى وهيكمل في طريقه، ليه؟ لأن هواه ورغبته غالبة عليه، يبقى هو إذًا جائت له علامة على إن اللي ماشي فيه ده مش صح، فهو بيقول إيه؟ فاستقسمت الأزلام، يعني تقوله المقسوم، أضرهما أم لا، طب هو يقدر يضرهم؟ أصل التعبير ده معناه إيه؟ أكن هو بيظن أنه يملك أن يضرهم هو سوف يتسبب في أفعال ممكن تضرهم، لكن هل يملك أنه يضرهم؟ إذا ربنا سبحانه وتعالى لم يأذن مش هيقدر يعمل حاجة، بس فكرة الإنسان لما يكون بعيد عن ربنا سبحانه وتعالى، هو بيعتقد أنه يملك، فبعد كده قرر أن هو يكمل.
يقول: حتى إذا قربت منهما حتى أسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمل لحد ما بقى قريب سامع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بيتلوا القرآن وهو لا يلتفت، مش بيبصله، مع أنه خلاص صوته قرب خالص، وأبو بكر رضي الله عنه يكثر الالتفات، هو قلقان على النبي صلى الله عليه وسلم جدًا، فكل شوية بيبص وراه ده بيقرب بيقرب، وبعدين سراقة معروف، معروف فروسيته وخطره وضرره، طيب لما وصل لهذا الحد إيه اللي حصل؟ يقول: فساخت يدا فرسي في الأرض، فساخت يعني غطست، طيب إحنا دلوقتي بنتكلم في تربة صخرية، رجلين الفرس القدامانية وصلت يقول: حتى بلغت إلى ركبتيها، اللي قدام نزلوا واللي ورا زي مهما واللي قدام هما اللي نزلوا إلى الركبة، يقول: فسقطت، طبعًا وقع، يقول: فقمت فزجرت الفرس، قومتها، يقول: فما تكاد أن تقوم، يعني هي مش عارفة تطلع، يقول: فلما استوت، وقفت، استقسمت الأزلام، ما هو معندوش حل تاني، تاني مرة، فخرج الذي أكره، تاني مرة برده حصل اللي هو مش عايزه، يقول: فاستأمنتهما، يعني طلبت منهم الأمان، طب دلوقتي مين اللي بيدي مين الأمان؟ هما المطاردين وهو اللي بيطاردهم، وهو اللي معاه الفرس وهما راكبين رواحل، هو معاه الرمح والسيف وجاي من وراهم مين اللي بيطلب من مين الأمان؟ المفروض إن هو يقولهم أنتم آمنون، لأن ما حدث له جعله يدرك إن هو اللي محتاج إن هما يعطوا له الأمان، رغم إن هما خاليين من الأسباب وهو اللي عنده الأسباب، ثم يقول إن الفرس لما طلعت خرج عثان من الأرض، العثان زي غبار، يقول كالدخان حتى سطع في السماء، يعني خرج غبار الغبار ده امتد من الأرض إلى السماء بحيث بقى عامل زي الستارة ما بينه وبينهم، يقول: لما رأيت ذلك علمت أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يظهر، لأن دي حاجة فوق بشرية فوق القدرات الإنسانية.
طيب إحنا القصة دي كلها بنحكيها عشان إيه؟ عشان رجلين الفرس اللي ساخت في التربة الصخرية، دلوقتي الفرس دي عشان تؤدي الوظيفة اللي هي مفروض تقوم بها أو الشخص الفارس عشان يصل بفرسه إلى ما يريد، لازم تكون الأرض اللي هو ماشي عليها أرض صلبة، طب لو ماكنتش كده أو قوائم الفرس تسيخ في الأرض، هايقدر يمشي ولا هيتقلب؟ هيتقلب، يبقى إحنا عشان نسير في الحياة على هدى لازم تكون الأرضية اللي إحنا واقفين عليها على مقدار من الصلابة والثبات والقوة، بحيث إن قوائم أفراسنا أو رجلينا وإحنا ماشيين لا تسيخ في هذه الأرض، طيب الكلام ده برده عايزين نرجع به لإيه؟ إن إحنا عندنا أصل إحنا بنرجع إليه، الأصل ده بيمثل السند بالنسبة لنا ويمثل الأرض الصلبة اللي إحنا ماشيين عليها وإحنا مستقرين ومطمئنين نقدر نتحرك عليها فنتقدم للأمام، الأرض الصلبة دي بتمثل بالنسبة لنا الوحي، النور الإلهي القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، طيب لو إحنا استشعرنا في لحظة من اللحظات إن الأرض بتميد من تحتنا إن أقدامنا بتسيخ في هذه الأرض يحصل إيه؟ نتقلب، ما هو كده الفرس هتتكعور تحت وإحنا هنتقلب من عليها، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى حينما وصف وحيه قال: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ عندهم هوى نفسي خلاف الحق فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ اللي معناه محتمل ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ يعني إيه الراسخون في العلم؟ أقدامهم ثابتة مطمئنة عندهم اليقين اللي ربنا سبحانه وتعالى أورثهم إياه عبر هذا العلم، يبقى مفيش معنى إن إحنا نمشي وإحنا أقدامنا مش ثابتة، طب إزاي أقدامنا تبقى ثابتة؟ يبقى إحنا قلنا يا ويح سراقة ليه؟ عشان سراقة بفعله ساخت أقدام فرسه في الأرض، لذلك إحنا لو حبنا نترجم العنوان ممكن نسميه تثبيت الأقدام على ملة الإسلام، طب ده هايجي إزاي؟ أول حاجة إن الواحد بيبني اليقين في الوجود الإلهي العظيم، وجود الخالق العظيم لهذا الكون الذي في تدبر قدرته تبين عظمته، النبي صلى الله عليه وسلم صلى ليلة بكى بكاءًا طويلًا بل فيه لحيته ثم بل حجره ثم بل الأرض ثم فسر ذلك البكاء الطويل بقوله ” لقد نزلت علي اليوم آيات ويل لمن قرأها ثم لم يتدبرها إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا أي عبثًا بدون لازمة سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ طيب إذا الإنسان انتهى إلى هذه الحقيقة فصارت يقينًا، هينتقل بعدها لإدراك أن الله ما خلق هذا باطلًا ولا عبثًأ إنما خلق الخلق لحكمة، وهذه الحكمة مبينة في الكلام الإلهي المنزل، يبقى بعد اليقين في الله سبحانه وتعالى اليقين في كلام الله، طب اليقين في كلام الله هانجيبوا منين؟ هنجيبوا من القرآن، كلام ربنا سبحانه وتعالى هو حجة بنفسه لا يحتاج إلى دليل خارجي، يعني القرآن يقيم الحجة بنفسه على أنه فوق قدرات البشر بل فوق قدرات الخلق قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ مش البني آدميين بس عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا لو كلهم اجتمعوا عشان يطلعوا ده مش هيقدروا، ولذلك قريش ربنا سبحانه وتعالى تحداهم بالقرآن وهذا التحدي قائم إلى قيام الساعة، وهم لم يتجاوبوا، طب ليه لم يتجاوبوا؟ أصل هما لو كانوا تجاوبوا كانوا أبطلوا حجة القرآن وكانوا أبطلوا الرسالة أصلًا ورأسًا تمامًا، لكنهم لم يقدروا أن يفعلوا ذلك، لماذا؟ ليقينهم أنهم مش هايقدروا يعملوا كده، حيهزأوا نفسهم لو خاضوا هذه المحاولة، هيبقوا محل الهزء والسخرية من العرب جميعًا ولذلك هما أقصى حاجة عملوها إيه؟ حاجتين: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ يبقى نحاول نغلوش عشان ننتصر ولو ظاهريًا، طب الحاجة التانية وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا ماشي يا عم بقى خلاص!! ارحمنا بقى! لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا على فكرة لو إحنا عايزين نقول زيه عادي يعني بس إحنا مش فاضيين!! إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ عاملين زي الأسطة عمارة بتاع الليلة الكبيرة كده عنده إمكانيات كبيرة قوي بس هو مش فاضي أو لابس بدلة جديدة!! هو الجو ده كده!، يعني هما دلوقتي ربنا سبحانه وتعالى تحداهم مرارًا وهي دي الحاجة اللي هتبطل الرسالة بأدنى شيء، طب متحاول، طب قول أي حاجة فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ يعني مفتريات؟ القرآن عبارة عن حاجتين: رونق وبلاغة تعبيرية وبداخلها مضمون عظيم وراقي وعالي، فربنا سبحانه وتعالى قالهم لأ شيلوا واحد من الاتنين بلاش المضمون بلاش المعاني العظيمة الراقية لأ خذ الزخرف الشكلي وهات شبهه، يعني شوف أي كلام ملوش معنى هات الطشت قالي!! وقلها بصياغة قرآنية، حاول، مش هاكلفك بمضمون لأ شكل بس، طب بلاش عشر سور، بسورة مثله؛ واحدة بس، ده كل ده في المكي، طب في المدينة؟ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، طب أيه الفرق ما بين مِثْلِهِ اللي في يونس ومِنْ مِثْلِهِ في البقرة؟ مثله يعني زيه بالظبط طب من مثله حاجة قريبة بلاش زيه بالظبط، طب حاجة كده تيجي شبهه يعني الواحد يحس إن دي قريبة من دي، وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ يعني متسفش عليهم أكتر من كده، طب في الآخر، في الأنفال قالوا إيه؟ لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا.
يبقى الحجة القرآنية حجة مسقلة مش محتاجة رسالة، القرآن نفسه يناظر عن نفسه وينافح عن نفسه ويثبت مصداقيته بنفسه، ولذلك إحنا دلوقتي أهو في وضعنا اللي إحنا فيه اللي هو ملوش أي لزمة، لازال القرآن للناس أصحاب العقل – ودي من عظمة القرآن – هو مين الشخصيات اللي القرآن بيقتنصهم من الشرق أو الغرب؟ المثقفين والمفكرين والبروفيسورات وأصحاب العقول والفطن مبيخدش الناس العادية، لأن دول الناس اللي فوق مستوى التقليد اللي عندهم شعور بالاستقلالية الفكرية، فمن عظمة القرآن إن مين الناس اللس بيقعوا تحت إطار تأثيره وسلطانه؟ الناس الأرقى في هذه المجتمعات مش الأدون مش الأقل، طب القرآن هو حد بينقلوا للناس دي؟ لأ هو بينقل نفسه ويقيم حجته بنفسه ويناظر بنفسه ويقرر الحقائق بنفسه ويقيم سلطانه على الناس بنفسه، لأن ده كلام ربنا سبحانه وتعالى بيأخذ من سلطان المتكلم سبحانه وتعالى.
فإذا استقر عند الإنسان يقينية القرآن استقرت عنده المضامين الإيمانية والتشريعية المبثوثة في القرآن، لذلك أنا لو آمنت أن القرآن كلام ربنا هل ينفع إن أنا أعترض على جزيئة من جزئياته؟ يعني أنا دلوقتي آمنت أن القرآن على بعضه كده كلام ربنا سبحانه وتعالى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ وبعدين أقول لأ أصل الآية دي مش عجباني! معنى إن الآية دي مش عجباني إن دي مش قرآن، يعني القرآن مخلط كده، كلام ربنا ومعاه كلام ناس تانية!!!.
ولذلك مهم جدًا الإنسان يدرك العقل الإنساني أين تقف حدوده؟ يعني الإنسان بيعمل عقله لحد ما يوقن عبر دلائل كثيرة سواء أكانت فيزيائية أو فلكية أو كانت لغوية أو كانت تشريعية أو أخبار غيبية أو حاجات فوق الطاقة البشرية اللي العلماء يسمونه إعجاز القرآن اللي هي الآيات الدالة على إلهية القرآن، طب إذا آمنت به المرحلة التالية إن أنا أتبعه، فالعقل بيقودني إلى أن أؤمن بالقرآن، طب وبعدين دور العقل بعد كده إيه؟ إن هو يفهم ويحلل ويستنبط عشان يمشي، مش هاينفع إن هو يعترض، لأ معنى اعتراضه الجزئي إيه؟ عدم إيمانه الكلي بالأصل، يبقى إحنا كده بنرجع ورا، أو أصلًا أقدامنا لم تكن ثابتة في اليقين والثقة.
يبقى إذًا عشان أبقى واقف على أرضية إيمانية صلبة لازم أؤمن أولًأ بيقينية الكلام الإلهي، طيب بعد كده؟ أومن بصحة الرسالة النبوية، يبقى إحنا عندنا بابين كبار لأبواب اليقين بالإيمان، باب القرآن ده لوحده، وباب دلائل النبوة دة وحده تانية مستقلة، وواحدة من الاتنين هتقودنا للتانية، يعني لو أنا أيقنت إن ده كلام ربنا، يبقى إذًا الذي أتى بهذا القرآن قطعًا هو رسول من عند الله أصل هو هيجيبوه منين، وإذا أيقنت أن هذا الشخص لوحده كده رسول بصفاته الشخصية أستطيع أن أدرك أن الذي أتى به هو كلام إلهي، بمضمون الاتنين تقف أقدامي على الأرض الثابتة الراسخة المستقرة، ولذلك إحنا لما حكينا قبل كده قصة هرقل ملك الروم مع أبي سفيان رضي الله عنه، هرقل مجبش سيرة القرآن،استدل على صحة النبوة بصفات النبي صلى الله عليه وسلم مش بحاجة تانية، طب أنهو صفات؟ ما يتعلق بسنن ربنا في المرسلين يعني هو عارف من خلال العلم السابق إن ربنا سبحانه وتعالى بيرسل ناس لهم صفات معينة ولهم سنن حياتية طريق في الحياة تجارب هيمروا بيها، فهو سأل عن كده، أول حاجة سأل عن النسب، كلها حاجات شخصية، فأبو سفيان قال هو فينا ذو نسب، فهرقل علق قال هكذا الرسل تبعث في أنساب قومها في نظام في قانون إلهي سنة إلهية للمرسلين، دي واحد، طيب هل كان في آبائه من ملك، قال له لا، قال لو كان في آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه هما كده، هل قال هذا القول أحد قط قبله، في حد التراث القديم بتاعهم قال حاجة زي كده قال لا، قال لو كان في حد قال الكلام ده لقلت رجل اقتدى برجل قبله، سمع كلام وعايز يقول زيه، أو استنبطه منه، طيب وبعد كده سأل عن إيه؟ سأل عن طبيعة الأتباع، قال له الناس العاليين أوي اللي بيتبعوه ولا الناس الغلابة، قاله الغلابة، قال أولئك أتباع الرسل، طيب يزيدوا ولا بينقصوا؟ قاله بيزيدوا، قال وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، قال له لا، قال كذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، قال هل قاتلتموه؟ قال نعم، قال طب الحرب بينه وبينكم، قال سجال ينال منا وننال منه، قال كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، ثم سأل هل يغدر؟ قال له لا، قال كذلك الرسل لا تغدر، يبقى إذًا هرقل استدل بإيه؟ بمجموعة حاجات – هو دلوقتي بعيد عن القرآن خالص – استدل بمجموعة حاجات تمثل صفات للرسل لو هو شبههم يبقى هو منهم، آخر سؤال سأله قاله بماذا يأمركم قال يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما كان يعبد أباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة، قال إن كان ما تقوله حقًا فسيبلغ موضع قدمي هاتين، وفي رواية المسند قال هذه صفة نبي، يبقى هرقل استدل بهذه الصفات لوحدها على صدق وصحة هذه الرسالة، طب إيه اللي منعه من الاتباع؟ الخوف على الملك من الضياع، يبقى إذًا عشان إحنا مانبقاش على سنة سراقة ورجلينا مش مستقرة أو راسخة على قدم الإسلام محتاجين إيه؟ محتاجين اليقين، اليقين في إيه؟ في يقينية ومصداقية القرآن وفي ثبوت ويقينية الرسالة المحمدية لرسولنا صلى الله عليه وسلم، لو الحاجتين دول كانوا موجودين يبقى إحنا عندنا الأرض الصلبة المستقرة اللي ممكن لما أفراسنا تمشي عليها تتقدم للأمام.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
يقول الله تعالى – وده خطاب لمن أيقن بالقرآن، ما هو الشخص لو أيقن إن ده كلام ربنا يبقى الكلام ده بالنسبة له في محل الثقة واليقين، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ مش إحنا وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، طب الذكر ده اللي هو إيه؟ الوحي الإلهي، الوحي الإلهي ده يشمل الكلام الإلهي المنزل والتفسير النبوي المبين والمفسر لهذا الكتاب، الاتنين دول في الذكر اللي ربنا حفظه، ربنا سبحانه وتعالى برحمته تكفل لنا بحفظ المبيَّن والمبيِّن، المبيَّن اللي هو القرآن والمبيِّن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته وسنته وأحواله وأقواله وأفعاله، طب ليه؟ لأن ربنا سبحانه وتعالى بعظيم رحمته جعل محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، إحنا قلنا لما كنا بنتكلم عن تاريخ الإسلام المرة اللي فاتت، إن تاريخ الإسلام مر بمراحل، إن أحوال الرسل عامة قبل مجيء موسى عليه السلام كانت بتقوم غالبًا على وقوع التكذيب من غالب الأقوام، وبالتالي هلاك هؤلاء الأقوام ونجاة النبيين والقلة القليلة المؤمنين بهم فلما وجدت أمة آمنت واستجابت واستقرت اللي هي أمة بني إسرائيل أنزل الله لهم تشريعًا ينير لهم سبيلهم قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ هذه التوارة التي أنزلها الله على موسى جعل عليها حفظًا إيه الحفظ؟ تتابع النبيين النبي صلى الله عليه وسلم ” كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم ” تقودهم ” كلما هلك نبي خلفهم فيهم نبي ” يبقى إذًا يعني إيه كانت تسوسهم الأنبياء يعني ربنا سبحانه وتعالى جعل الأنبياء في بني إسرائيل متتابعين كل ما نبي يموت يأتي نبي آخر يخلفه، يبقى إذًا النبوة شاخصة حية في بني إسرائيل متمثلة في أشخاص النبيين واحد ورا واحد لذلك هما مش محتاجين لهجي وسيرة محفوظة ليه؟ لأن عندهم الهدي والسنة شاخصة النبي نفسه موجود ولما يموت بيجي نبي تاني برده موجود بيرجعوا له وهو اللي بيوجههم ويرشدهم طيب عندهم استقرت النبوة به صلى الله عليه وسلم مفيش نبيين بعد كده ازاي الدين يستمر؟ وإزاي النور الإلهي يحفظ؟ وإزاي حجة الله سبحانه وتعالى تقوم على العالمين؟ لذلك كان لابد من رحمة الله أن يحفظ للناس نوره ووحيه وهدايته تتلى عليهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: العلماء ورثة الأنبياء ” ليه؟ لأنهم هيقوموا بمقام الأنبياء في بني إسرائيل مش حاجة بسيطة يعني دورهم إيه؟ دورهم إنهم يحفظوا على الناس الدين زي ما أنبياء بني إسرائيل كانوا بيعملوا لذلك العلماء قالوا إن علماء هذه الأمة بمنزلة أنبياء بني إسرائيل، ليه؟ لأنهم بيقوموا بنفس الوظيفة وبنفس الدور، دور مزدوج؛ حفظ الوحي نفسه وتطبيقه للناس في صور واقعية ولذلك حينما يقول ربنا سبحانه وتعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ طب هو قدوة لنا، طب لكم دول مين للصحابة؟ ولا لكل الأمة في أجيال متتابعة؟ إزاي هتبقى لكل الأمة أجيال متتابعة وهذا الوحي العظيم غير محفوظ، كيف يمكن أن تطبق هذه الآية؟ وكيف يحاكم الله العباد إلى شيء لا يستطيعون أن يقوموا به؟ قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا طب هنرده إلى الرسول إزاي بدون ما يكون الوحي محفوظ؟ قال الله تبارك وتعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا طب هو فين اللي آتانا إياه؟ لابد أن يبقى محفوظًا بحفظه تبارك وتعالى، قال الله تبارك وتعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ عشان نوصل إن ربنا يحبنا نعمل إيه؟ نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، طب هانتبعه إزاي إذا ماكنش ده محفوظ؟ يبقى إذًا حفظ ربنا للوحي دي حقيقة إيمانية لا تقبل الشك أو الريب أو الزعزعة طب لو وقع فيها ده؟ يبقى حينئذٍ إحنا بنفقد الإيمان بنفقد السند، بنفقد الأرض الراسخة اللي إحنا المفروض بنرتكن إليها.
ولذلك من عظمة فقه الصحابة كلمات هانلتقطها مش كلمات كتير إحنا خلصنا، بس إحنا عايزين نقول حاجة مهمة إن الصحابة رضي الله عنهم أهل عمل أهل ورع أهل زهد أهل تحقيق يعني مش أهل كلام ماكنوش بيتكلموا كتير ولذلك علشان تتعرف عليهم إنتا اللي محتاج تبذل مجهود لأن هو مابيسوقش لنفسه مابيظهرش أعماله مابيظهرش علمه أنا اللي محتاج أدور في ثنايا الكلام والتصرفات عن الدرر دي وألتقطها مش سهلة لأنهم كانوا أهل إخلاص وإخفاء مش أهل إظهار وإعلان.
كلمة بسيطة ابن عباس بيقول رضي الله عنه الكلمة في تاريخ ابن عساكر بيقول: لقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
وقال عبد الرحمن بن يزيد: قلنا لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنبئنا عن رجل يكون قريب الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم هديًا وسمتًا، عايزين واحد شكله في تصرفاته وسلوكه شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي نتشبه به ونأخذ عنه، قال والله ما رأيت أحدًا أشبه سمتًا وهدياً ودلًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد ” عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ” حتى يواريه جدار بيته، يعني أنا هو بيعمل إيه في البيت، بس اللي إحنا بنشوفه هو ده أشبه حاجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقول حذيفة رضي الله عنه: ولقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة. يبقى من كلام ابن عباس ومن كلام حذيفة هنأخذ الكلمة دي بس يعني إيه المحفوظون؟ اللي ربنا حفظهم عشان هما هايحفظوا لنا الدين، بص الكلمة دي جدت في وسط الكلام وجرت، لقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني إيه المحفوظين؟ الأنبياء معصومون، طب الصحابة محفوظون، طب إيه الفرق بين الاثنين؟ المعصوم ده مابيعملش حاجة غلط لأنه قدوة في أقواله وأفعاله، طب المحفوظ اللي بيحفظ لنا هدي المعصوم، لأن المحفوظ ده لو ماحفظش هدي المعصوم يضيع وبالتالي إحنا نضيع، لقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبقى إذًا الصحابة ربنا جعلهم محفوظين ليه؟ مش عشان ذواتهم، عشان هما هايحفظوا لنا هذا الدين، يحفظوا لنا هذا الوحي هذه السنة هذا الهدي هذه السيرة، فلازم إحنا يبقى عندنا اليقين إن إحنا واقفين على أرض راسخة ثابتة، هذا هو الذي يعطي يقين الإيمان، واللي على أساسه هانشمي، طب لو إحنا واقفين على أرض مهزوزة قابلة للزعزة والتشكيك الدائم، مفيش الثقة عندنا في الأصول اللي ربنا حبانا بيها مش هانعرف نمشي ومش هانعرف نعيش، طب أقل درجات شكر هذه النعمة؟ إن إحنا لتحصيل هذا اليقين، يقين في الكلام الإلهي يقين في هديه صلى الله عليه وسلم، هانجيبه منين؟ ما هو مش هايوحى إلينا لازم نسعى إليه، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كل شيء واجب مقدمته واجبة، يعني إحنا واجب علينا نصلي، ربنا أمرنا بإقام الصلاة، عشان أصلي لازم أستقبل القبلة عشان أصلي لازم أغطي السوأة وأداري العورة، عشان أصلي لازم أطهر بدني وثوبي ومكاني من الأنجاس والأحداث، الحاجات دي واجبة وجوب الصلاة لأنه من غيرها مفيش صلاة، كذلك الإيمان واليقين ده أوجب حاجة علينا سبيل تحصيله واجب علينا ما هانجيبه إزاي، لذلك العلماء قالوا أوجب حاجة على الإنسان النظر، هو واجب عليه الإيمان، قالوا عشان يوصل إلى الإيمان لازم يبحث وينظر ويتفكر في آلاء الله وبعضهم قال القصد إلى النظر، يتوجه ويعزم إنه يدخل في السبيل ده، يبقى إذًا عشان نقف على أرض راسخة عشان نقف على أرض اليقين ما هو اليقين ده واجب علينا الإيمان ده شيء إحنا أمرنا به أحصله إزاي؟ له سبيل إزاي أوصل لليقين إن أنا واقف على أرض راسخة إزاي أوصل لليقين إن هذا الكلام الإلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه فعلًا تنزيل من حكيم حميد إزاي أوصل لليقين إن كل ما نقل إلي مما غربله العلماء ونقله الصحابة هو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا وصدقًا، في سبيل أعمل إيه؟ لازم أعمل حاجة، طب لو ماعملتش ما أنا اللي مسؤول وقفوهم إنهم مسؤلون لو أنا قصرت في تحصيل اليقين هاتسال عنه، يبقى أنا لازم أعد للسؤال جوابًا وإلا نرجع نبقى زي سراقة، يبقى إحنا عايزين نوصل لإيه دلوقتي؟ عايزين نوصل لتحقيق اليقين بوحي خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، زي ما قلنا تثبيت الأقدام على ملة الإسلام وتحقيق الثقة واليقين بوحي خير المرسلين، بنحط عناوين ليه؟ عشان العناوين دي هي اللي بتفضل موجودة في دماغنا، يعني ربما تفضل موجودة تذكرنا بالمعنى، زي كده الأمريكان كل ما يحبوا يعملوا حاجة يعلملولها عنوان كل عركة يعملولها عنوان؟ ليه بيعلولها إعلان؟ هما بيستخدموها إعلاميًا هي ملهاش لازمة، لكن العنواين بالنسبة لنا ضرورية، ليه ضرورية؟ لأنها بتحط قدمنا إحنا بنعمل إيه ليه؟ يعني الخطبة دي كلها إيه هدفها هي عايزة توصل لحاجة، الحاجة دي أنا بعتقد إن هي ضرورية، أنا باعتقد إن أوجب حاجة علينا إن إحنا نستعيد الثقة في ديننا نستعيد اليقين فيما أوحى الله عز وجل إلينا، لأن إحنا لما نستعيد اليقين فيه هانقدره حق قدره هانعطي له قمته هنعطي له عظمته وهنستفيد منه وهنلتفت إليه إحنا ليه مش بنبصله؟ عشان إحنا مش حاسين بقيمته، لم نحس بقيمته وإنه ضروري بالنسبة لنا هانبصله، طيب عشان نحس بقيمته؟ لازم ندرك يقينيته، طيب هانجيبها إزاي؟ لها وسائل، لازم نتتبع الوسائل، والعلم دلوقتي متاح، يعني لو واحد دلوقتي عنده نت بقرش صاغ، عنده واحد ميجا، يقدر يوصل لقدر كبير من اليقين، عبر البحث، لأن العلم وصل لبيوتنا، عادي ممكن الواحد وهو قاعد على السرير.. غير زمان، وكلما يزداد العلم تيسيرًا، كلما تزداد حجة الله سبحانه وتعالى علينا رسوخًا وتثبيتًا، لو إحنا موقنين إن إحنا هانتسأل بكرة لازم يكون في استعداد للإجابة، عاملين حسابنا إن إحنا في الامتحان يكون عندنا إجابة، يبقى خلاصة الموضوع عشان منبقاش زي سراقة وتسيخ أقدامنا في أرض الضلالة لابد إن إحنا نستعيد الثقة واليقين في هذه المنة وفي هذا الوحي الإلهي.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تجمع بها شتات أمرنا وترشدنا بها إلى أيسر أمرنا وترد بها غائبنا وتحفظ بها شاهدنا.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.