إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم،
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
صغيرٌ يطلب الكبرا، وشيخٌ ودَّ لو صغرا.
صغيرٌ يطلب الكبرا؛ يستقلّ ويحقق ما يتمنى من آمالٍ ومن طموحات وشيخٌ ودَّ لو صغرا، عادت به الأيام إلى الوراء فحقق ما كان يأمل وما كان يصبو إليه (ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما صنع المشيب)
وخالٍ يشتهي عملا، وذو عملٍ به ضجرا
وربُّ المال في تعبٍ؛ حتى لو كان له من يدير أعماله فهو في همٍّ كذلك وفي تعب
وربُّ المال في تعبٍ، وفي تعبٍ من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ؛ بهم حاضرهم وهمّ مستقبلهم من بعده.
وذو الأولاد مهمومٌ وطالبهم قد انفطرا.
الذي لم يرزق أولاد ومضى على زواجه سنين يتألم ما لا يتألمه غيره حتى لقد انفطر قلبه.
وذو الأولاد مهمومٌ وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكا ؛سواءً في نفسه أو في زوجه، في نفسه فينظر فلا يسر بمطلعه وينظر إلى زوجه فيندم على أن لم يكن قد اختار من هي أجمل منها.
ومن فقد الجمال شكا، وقد يشكو الذي بهرا؛ سواءً بنفسه أو بزوجه؛ لحسد حاسدٍ أو بترفع منها عليه
ويشقى المرء منهزماً ولا يرتاح منتصراً
ويبغي المجد في لهفٍ فإن يظفر به فترا؛ الإنسان دائماً الشيء اللي بتطمح إليه عينيه يتمناه أشد ما يكون التمني حتى إذا وقع في يده لم يبال به لماذا؟ لأنه دائماً حيث تتابع عيناه، عيناه تنظر بعيداً، والذي في يده هذا قريب أول ما يأيت في يده يزهد فيه ويطلب ما ليس في يده.
فإن يظفر به فترا، شكاةٌ ما لها حكمٌ سوى الخصمين إن حضرا
فهل حاروا مع الأقدار أم هم حيّروا القدرا، فهل حاروا مع الأقدار أم هم حيّروا القدرا؛
شهادةٌ سطّرها العقاد على بني الإنسان ألا يرضى الإنسان عادةً بحالة، يتمنى غير ما رزقه الله وغير ما منّ به عليه، ويحقر نعمة الله عليه في نفسه، ولذلك كان شعار العبد المؤمن الحمد لله، يحمد ربه تبارك وتعالى على ما أولاه وعلى ما أعطاه، وكما قلنا في الخطبة الماضية، ويحمد ربه تبارك وتعالى على كل حالٍ كما كان تعليمه صلى الله عليه وسلم ولا يعني ذلك ألا يشعر الإنسان بألم أو بحزنٍ لشيء قدّره الله تبارك وتعالى ولكنّه مع الألم ومع الحزن يقول كذلك الحمد لله وهذا هو المرتقى الصعب الذي يصعب علينا أن نرتقي إليه أن يشعر الإنسان بالألم وبالشدة وبالحزن وهي تضغط عليه وهو مع ذلك يقول الحمد لله راضياً بقضاء الله يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد خبّأ فيه خيرًا.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: جئنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي سيف القين وكان ظئراً لإبراهيم، الظئر هو: المرضع، زوج المرأة التي ترضع الصبي الصغير، فكان ظئراً كانت امرأته أم سيف ترضع إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رزق به صلى الله عليه وسلم في أواخر أيامه وقد كان دفن صلى الله عليه وسلم في مكة ابنين له، دفن ابنين له قبل ذلك ودفن كذلك ثلاثاً من بناته وبقيت فاطمة رضي الله عنها التي توفيت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بستة أشهر فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبّله وشمّه يقول أنس ثمّ جئنا إليه بعد وإبراهيم يجود بنفسه كان كل فترة يمرّ عليه فيقبّله ثم يرده إلى الظئر ترضعه ولم يلبث إلا قليلاً حتى مرض فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه ذرفت عيناه فقال ابن عوف عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: وأنت يا رسول الله، يعني ربما نحن نحزن ونتألم ونضعف فنبكي، وأنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عظمة مقامك في الرضا والتسليم بأمر الله سبحانه وتعالى تبكي أيضاً؟!
فقال صلى الله عليه وسلم يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها فقال: إن العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، فهو صلى الله عليه وسلم يخبر أنه إنما يحزن لفراق هذا الغالي العزيز عليه لكنه مع ذلك يرضى ويسلم بقضاء الله ولا يقول إلا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى ولا يرضيه سبحانه وتعالى إلا الحمد وإلا دوام الحمد فهو يحزن لهذا الفراق ويتألم لما يوجب الألم ولكنه مع ذلك يشعر قلبه هذا المعنى العظيم؛ الحمد لله.
ولذلك ورد معنا في الخطبة الماضية، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره، قال: الحمد لله على كل حال فهو يتألم إذاً لأجل الفراق راضياً مسلّماً لأمره تبارك وتعالى.
ومعنا صورة أخرى من صور الفراق وهي عجبٌ من العجب؛ هذا الكتاب اسمه جمهرة اللغة هذا الجزء الأول ويوجد اثنان مثله أيضاً، معجم غير مفهوم (لكن الناس اللي بتفهم فاهماه).
أبو الحسن الفالي رجل من الأدباء، كان عنده نسخة من هذا الكتاب ثم باعها اشتراها منه الشريف المرتضى بستين ديناراً فلما فتح الكتاب يتصفّحه ويقرأه، فلما فتح الكتاب وجد بخط بائعه:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها فيا طول وجدي بعده وحنين – يتكلم عن الكتاب – .
أنست بها؛ أي بهذه النسخة، أنست بها عشرين حولاً صحبة عشرين سنة، وبعتها، بعد عشرين سنة من دوام القراءة والمطالعة، وشخص يقرأ في كتاب عشرين سنة لماذا؟؟
هذا نوع آخر من الحب والعشق ربما لم نطلع نحن عليه ولم نعرفه، ولكن هذا يرزقه الله سبحانه وتعالى لأناس يحبب إليهم هذا العلم لكي يحفظ علينا هذا الدين، لأنه إن لم يحبب إليهم هذا العلم ويبذلوا أعمارهم ووقتهم وجهدهم ويؤثروه على غيره ضاع وإذا ضاع ضعنا نحن تبعاً لذلك لأن الله سبحانه وتعالى إنما يحفظنا بأن حفظ لنا هذا الذكر، إنا نحن إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وإنما حفظه بأن هيأ له من يحفظه.
أنست بها عشرين حولاً وبعتها فيا طول وجدي بعدها وحنيــــــن
الوجد والحنين على فقدان هذا الورق، حبرٌ وورق،
وما كنت أظنُّ أنني سأبيعـــــه ولو خلّدتني في السجون ديوني
لم أكن أتخيل إن أنا ممكن أعمل كده وأتخلّص من هذه النسخة حتى لو كانت الديون تكاثرت بحيث أبقى خالداً في السجن جزاءً على ما أخذت من ديون، ثم يقول:
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيـــــــةٍ صغارٍ عليهم تستهل عيونــــــــي
يقول إنه إنما اضطرّ إلى ذلك اضطراراً لضعف – كبر سن – فلا يستطيع أن يكتسب فيسد ما عليه من دين، وافتقار – حاجة شديدة – وأولاد صغار لا يستطيعون أن يقومون بأنفسهم فحمله هذا على أن باع كتابه العزيز عليه.
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيـــــــة صغارٍ عليهم تستهل عيونـــــــــي
وقد تخرج الحاجات يا أم مالـــكٍ كرائم من ربٍّ بهن ضنيـــــــــــــــنُ
الحاجات، احتياجات الإنسان والضغوط اللي عليه ربما تخليه يتخلى عن أشياء كريمة عليه عزيزة عليه جدّاً هو ضنين بها، ولكن مع ذلك الحمد لله.
وأعظم حمد ربما لا يمرّ علينا مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عائدٌ من غزوة أحد بعدما دفن أصحابه السبعين رضي الله عنهم في سفح الجبل، يقول رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه، والحديث في المسند والمستدرك وفي الكبرى للنسائي، يقول: لما انكفأ المشركون أي رجعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: استووا حتى اثني على ربي، – ده فين؟ – عند سفح أحد، دفن من استشهد من صحابته ثم وقف بجوار من استشهدوا فأمر أصحابه فقال: استووا، قفوا ورائي صفوف حتى اثني على ربي عز وجل ثم رفع يديه وقال: اللهم لك الحمد كله أين يقول هذه الكلمات؟ في أي موطن يقولها صلى الله عليه وسلم في هذه البليّة والشدة الشديدة التي لم يصب المسلمون بمثلها وعامة من اصطفّوا وراءه صلى الله عليه وسلم إنما كانت جراحهم تنكأ دماً يعني غير هؤلاء أصيب من الصحابة كثير، فهم بجراحهم يقفون خلف نبيّهم يرفعون أيديهم إلى ربهم، يقولون: اللهم لك الحمد كله، ثم يقول صلى الله عليه وسلم: اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرّب لما بعّدت ولا مبعّد لما قرّبت، اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت.
إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يمن على عبد بعطيّة وأراد الخلق كل الخلق أن يمنعوه منها ما استطاعوا، ما استطاعوا.
ولا مقرّب لما باعدت، يريد أن يعطي عبداً شيئاً في أجلٍ قدّره سبحانه وتعالى لا يمكن أن يتقدّم عنه لحظة ولا يتأخر لحظة، لا مقرّب لما باعدت ولا مبعّد لما قرّبت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف والغنى يوم الفاقة، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا ومن شر ما منعتنا، هذا ينطوي على شر وهذا ينطوي شر، يريد خيراً لا شرّ فيه، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا من نصر بالأمس ومن شر ما منعتنا من نصر اليوم وإن كان بجريرة أفعالنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك ويصدون عن سبيلك اللهم أنزل عليهم عذابك ورجزك إله الحق، ثم مضى إلى المدينة فهو هاهنا صلى الله عليه وسلم يحمد ربه تبارك وتعالى ويثني عليه الثناء كله على ما أصابهم من قتل وجراحات ثم يذكّر نفسه ويذكّر أصحابه بأن الأمر كله لله وأن مقادير كل شيء بيده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ثم يسأل ربه تبارك وتعالى من بركته ومن رحمته ومن فضله ومن رزقه ثم يسأله النعيم يوم القيامة.
إذاً بدأ بالحمد صلى الله عليه وسلم ثم بإسناد الأمر كله إلى الله ثم طلب السعة والرحمة والرزق من الله ثم طلب نعيم الآخرة منه سبحانه وتعالى ثم طلب الثبات والدوام على الإيمان فهي النعمة الكبرى، النعمة العظمى، وهو النصر الأعظم، إن كانوا قد انكسروا في ميدانهم فلم ينكسر إيمانهم، قال تعالى أول ما خاطب المؤمنين، قال وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ لأن الهدف والمراد للكافرين أن يردوا المؤمنين عن إيمانهم فقد هزموا وانكسروا في ذلك وانتصر الإيمان وانتصر المؤمنون بثباتهم على الإيمان، يسألون ربهم تبارك وتعالى أن يحبب إليهم الإيمان وأن يزيّنه في قلوبهم، وأن يكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، فهو سبحانه وتعالى الذي يحبب الخير، وهو الذي يزهّد ويبغّض في الشر، الأمر كله بيديه والمنّة كلها منه سبحانه وتعالى وأن يجعلنا من الراشدين، ثم الثبات على الإيمان؛ الوفاة عليه والحياة عليه وأن يلحقه بهؤلاء الصالحين الذين قد ذهبوا والذين قد دفنوهم لتوّهم غير خزايا ولا مفتونين، ثم يختم ذلك بكلمات يسيرة في الدعاء عليهم، هو لم يعبأ، يعني الطبيعي أن النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ دعاؤه، أو يكثّر من مساحة الدعاء على هؤلاء الذين أدموا وجه نبيّهم وقتلوا أصحابه وهو يدعوهم إلى ربهم، لكنه جعل هذا في نهاية دعائه بكلماتٍ لأنهم بإيزاء قوّة ربهم لا وزن لهم ولا قيمة ما صدّره في الدعاء هو الأعظم والأهم والأجل الذي شغل به صلى الله عليه وسلم وأراد أن يشغل به قلوب أصحابه ولذلك كان أول ما سكّن قلوب هؤلاء المؤمنين، كلمات ودعوات نبيّهم صلى الله عليه وسلم ثم ما أنزله ربهم تبارك وتعالى مواساةً لهم وتعليماً وتذكيراً، فهو يعلّمنا صلى الله عليه وسلم أن الحمد كله لله في كل حال وفي كل موطن وأنها نعمة عظمى من الله ولكننا لا نوفّق إليها، هي صعبة وليست سهلة، فلا يوفّق إليها إلا من وفّقه الله تبارك وتعالى، ولذلك نسأل ربنا تبارك وتعالى أن يوفّقنا لأن نحمده تبارك وتعالى حمداً حقيقياً قلبيّاً لا تسخّط فيه ولا كراهة لما يقدّر سبحانه وتعالى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين، بقيت معنا كلمتان؛
أما الأولى: فهي صورة من صور الحمد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه تبارك وتعالى نتلمّس بها عمق مشاعر الامتنان والتعظيم والتقدير لله تبارك وتعالى في قلب نبيّنا صلى الله عليه وسلم وفيما علّمنا إياه وهي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمد ربه تبارك وتعالى بعدما يأكل طعامه، معروف أن المسلم بعدما يأكل يقول الحمد لله وهذا كافي، إذا كنّا بنستشعر معناها فعلاً وأن هذا فضل ربنا سبحانه وتعالى هذا كافي، لكن كيف كان صلى الله عليه وسلم يحمد ربه على طعامه، كان يقول صلى الله عليه وسلم: اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت.
هذا ليس مجرّد ثناء متعلّق بلقيمات بتؤكل ولكنّه صلى الله عليه وسلم يتحسس ويتلمّس مواطن النعم حتى البسيطة منها، لم يكن صلى الله عليه وسلم قد أوتي بسطة من دنيا أو وفرة من طعام، لكنه مع ذلك يحمد ربه تبارك وتعالى بهذه الكلمات العظيمة كأنه يتلمّس ويتحسس مواطن النعم ولو كانت بسيطة لكي يستفيض في الثناء على ربه تبارك وتعالى، هو يتحين الفرص لذلك، فهو يقول: اللهم أطعمت وسقيت – طيب – هذا المتعلّق بالأكل، وأغنيت وأقنيت وهديت، فما علاقتها بالأكل، هو يريد أن يستحضر في كل موقف مقدار ما يغمره من نعم ربنا تبارك وتعالى عليه، وهديت وأحييت سواء كانت الحياة بالمعنى الحسي المعروف أو الحياة اللي هي حياة الإيمان، لذلك ربطها بالهداية أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ قال تبارك وتعالى.
الإنسان الذي منّ عليه ربنا بالإيمان هذا هو الذي يستحقّ وصف الحياة الذي يليق بالإنسان أما الجزء الذي يشترك فيه الإنسان مع غيره فهذا عام، لكن تفضيل الإنسان وتكريمه إنما كان بهذه الحياة، هذه الحياة للقلب وللروح التي اختصّ الله سبحانه وتعالى الإنسان بأن نفخها فيه وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت، يقول صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوّغه وجعل له مخرجًا.
أطعم وسقى – مفهوم – طيب سوّغه؛ جعل مستساغاً مقبولاً محبوباً لأن حاجة الإنسان إلى أن يشتهي الطعام، لو كان الطعام غير مشتهى بالنسبة لنا حتى لو كنا محتاجينه بنُكره نفسنا عليه إكراهاً ما قبلناه فإذا لم نقبله ذبلت الأجساد وذهبت القوى، سوّغه أي يسّر دخوله إلى بدن الإنسان، قال تعالى في وصف أهل النار يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ لا يستطيع أن يبتلعه، لا يستطيع، الذي سوّغه هو الله، (وجعل له مخرجاً) فإذا بقي أذاه بداخلنا، لم نخرجه، فكان من رحمة الله أن أبقى علينا نفعه وأذهب عنّا ضرّه (الذي أطعم وسقى) هو يتابع الأكل صلى الله عليه وسلم والنعم فيه (سوّغه) كيف دخل إلى هنا، وكيف انتفع الإنسان به بما نفعه الله به ثم أذهب عن الإنسان آفاته وأذاه وما يضرّه.
ولذلك ابن السمّاك دخل يوماً على هارون، هارون الرشيد (الخليفة) فاستسقى هارون – طلب كوب ماء – فقال: يا أمير المؤمنين بالله؛ إن أنت منعت هذه الشربة – شربة الماء هذه – بكم كنت تشتريها قال: بملكي، قال: فلو منعت خروجه منك بكم كنت تشتريه – احتبس البول والماء لا تريد أن تخرج ماذا تفعل – قال: بملكي.
قال: فإن ملكاً قيمته لا تعدل شربة ماء لحريٌّ ألا ينافس عليه – إذا كان آخره هكذا فلا يستحقّ –
فبيقول له: أنت محتاج لها وتريد الشربة وعطشان تعتاض عن كوب ماء – ليس زجاجة – كوب ماء بهذا الملك كله بسعته، أوسع دولة وأوسع امبراطورية كل هذا بماله بأراضيه كوب ماء حسناً.
وكوب الماء هذا إذا دخلت ولا تخرج فهو يريد ضعف ملكه لكي يشرب كوب الماء ويخرجها، قال: فإن ملكاً قيمته لا تعدل شربة ماء لحريٌ ألا ينافس فيه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي كفانا وأروانا – وفي رواية: كفانا وآوانا – غير مكفي ولا مكفورٍ ولا مودّعٍ ولا مستغنىً عنه ربنا. بعد ما ينتهي من طعامه يقول صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي كفانا وأروانا أو قال: كفانا – كفانا كل ما نحتاج إليه – وأوانا – ضمنا إليه وإلى رحمته وإلى حمايته – غير مكفيٍّ – هو سبحانه وتعالى يُطعِم ولا يُطعَم هو غير محتاج لأحد هو الذي يعطي الكفاية ولا يحتاج إلى أحد هو الغني سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفيٍّ ولا مكفور) لا نكفر نعمة الله علينا (ولا مودّع) لا نترك شكره وحمده، (غير مكفيٍّ ولا مكفور ولا مودّعٍ ولا مستغنىً عنه ربنا).
كان إذا طعم لقيمات قال هذه الكلمات العظيمة فهو صلى الله عليه وسلم كما قلنا حريصٌ على أن يثني على ربه تبارك وتعالى في كل وقتٍ وفي كل محل بأعظم ما يكون من الثناء والدعاء يذكّر نفسه ويذكّرنا بما يغمرنا من نعم الله تبارك وتعالى علينا.
ثم آخر نقطة الغيرة على الحمد؛ قدمت امرأة من أهل العراق على عمر بن عبدالعزيز في دمشق؛ أمير المؤمنين محلّته في دمشق هي قدمت من العراق إلى الشام فدلّت على بيته فقالت: أعلى باب أمير المؤمنين حاجب؟ – يوجد شخص أنا بأقدم له طلب واستأذنه – قالوا: لا فلجي إن أحببت – هذا هو البيت فادخلي إن أحببتي – فدخلت فوجدت فاطمة بنت عبدالملك – زوجة عمر – جالسة في دارها وفي يدها قطنٌ تعالجه – معها قطن تحشو به كيس مخدة –
من هذه؟ من هذه؟ فاطمة بنت عبدالملك هذه من تكون؟ مروان بن الحكم خليفة المسلمين ابنه عبدالملك بن مروان وهو أبو فاطمة خليفة المسلمين من بعد أبيه، ابنه الوليد بن عبدالملك أخو فاطمة خليفة المسملين من بعد أبيه، أخوه سليمان بن عبدالملك أخو الوليد خليفة المسلمين من بعد أخيه، عمر بن عبدالعزيز ابن عمّهم وزوجها خليفة المسلمين من بعد ابن عمّه، أين نشأت هذه المرأة من أول جدّها خلفاء، من قبل أن تولد، أين نشأت هذه المرأة؟ في أي بيتٍ وفي أي عزٍّ وفي أي نعيم، ثم ولي زوجها الولاية ساءت أحوالهم وهو أمير المؤمنين فدخلت البيت وهي معها بعض القطن تعالجه، ثم جلست المرأة فجعلت تقلّب نظرها في البيت فلا ترى فيه شيئاً ذا بال – بيت مفهوش عفش حتى الجدران!! – بيت مثل بيتها التي تركته في العراق وجاءت، فقالت: إنما جئت لأعمر بيتي من هذا البيت الخرب – أنا جئت من العراق لكي أعمر بيتي من بيت أمير المؤمنين، بيتي أفضل من هذا البيت الخرب -.
فقالت لها فاطمة: إنما خرّب هذا البيت عمارة بيوت أمثالك، هو لم يكن هكذا، إنما خرّب هذا البيت عمارة بيوت أمثالك، ثم جاء عمر فدخل الدار فمال إلى بئر في ناحية الدار فأخذ منها دلاءً – كام جردل – فصبّها على طينٍ في ناحية الدار – بيطين حاجة – وهو في ذلك يديم النظر إلى فاطمة – بينظر لزوجته كثيراً – فقالت المرأة – واعية – : استتري من هذا الطيّان فإنه يديم النظر إليك – عينه منك الولا ده –
فقالت: ليس هو بطيّان إنما هو أمير المؤمنين، – يعني أصلاً البيت ثم هذا –
فدخل عمر فسلّم ثم مال إلى مصلى كان له في البيت – عامل جزء بيصلي فيه – فسأل عن المرأة – قالوا له أنه كانت امرأة… – فقالت فاطمة: هي هذه، فأخذ مكتلاً – زنبيل صغير أو مشنّة صغيرة بها عنب – فجعل يتخيّر لها خياره، – هو ينتقي لها العنب السليم ويعطيه إياها للمرأة القادمة هذه يقدّم لها عنب، ثم قال: حاجتك – أنت ماذا تريدي – قالت: إني امرأة من أهل العراق لي خمس بنات كسل كسد جئت أبتغي نظر أمير المؤمنين إليهن.
كسل: يعني لا ينفعون في شيء، لا يستطيعون أن يعملون ولا يسدّوا أي مسد، وكسد: يعني لم يتزوجوا – بايرين في سوق الجواز – يعني لا أستطيع أن أصنع لهم شيئاً.
فجعل عمر يبكي ويقول: كسل كسد ويكررها، ثم دعا بدواة وقرطاس فجعل يكتب إلى أمير العراق، – نائبه على العراق – فقال لها: سمي لي كبراهن – الكبيرة ما اسمها ليكتب لكل واحدة منهم أنه يصرف لها مبلغ محدد، عطاء من بيت المال – فكتب لكبراهنّ فحمدت الله تبارك وتعالى ثم كتب للثانية والثالثة والرابعة وهي في كل ذلك تحمد الله فلما كتب للرابعة استفزّها الفرح فجعلت تدعو له وتحمده وتجزّيه خيراً.
– مفيش حاجة قالت له: جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين بس – فأمسك عن الكتابة؛ قال إنما كنّا نفرض لهنّ حيث كنت تولين الحمد أهله فمري هؤلاء الأربع يفضن على هذه الخامسة.
صعب!! هي قالت له جزاك الله خيراً – هذا أقل واجب – هذا شيء طبيعي والنبي صلى الله عليه وسلم قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله هي كل مرة كانت بتقول الحمد لله في الأولى والثانية والثالثة وهو يكتب، عندما قالت له جزاك الله خيراً، عدلت عن الحمد لله لجزاك الله خيراً، وقف قال: إنما كنّا نفرض لهنّ حيث كنت تولين الحمد أهله.
أين مصدر النعمة؟ ربنا سبحانه وتعالى، يريد أن يعلّم وأن يرشد ألا يحمد العبد إلا ربه تبارك وتعالى وأن مصدر كل خير بيد الله وأنه مجرّد سبب، أنّا لنا بهؤلاء الأناس، ثم خرجت المرأة فذهبت إلى العراق ثم دخلت على الأمير فأعطته الكتاب فجعل الأمير يبكي ويقول رحم الله كاتب هذا الكتاب – هي عندما وصلت إلى العراق كان هو تُوفي – فصاحت المرأة وولولت، – الفلوس ذهبت – طبعاً هذا ذهب وسيجيء آخر فسيلغي كل هذه الاستحقاقات هذه فجعلت تولول وتلطم.
فقال: لا بأس عليك ما كنت لأردُّ شيئاً قد كتبه فصرف لها ما كتبه عمر لبناتها – إنما كنّا نفرض لهن حيث كنت تولين الحمد أهله -.
أهل الثناء والمجد أحقُّ ما قال العبد.
وهذا عمر وكعادتنا نحن نسيء استخدام كل نعمة أسديت إلينا نحن، عمر هذا فيما نستعمله؟ عندما يأتي شخص مثلي صاعد على المنبر ويريد أن يذم حاكم من الحكّام مثلاً، ماذا يفعل؟ يأتي بسيرة عمر بن الخطّاب وعمر بن عبدالعزيز لكي يسب فقط الحاكم.
هل الموضوع هكذا يعني عمر بن عبدالعزيز الذي نشأ هذه النشأة كيف وصل إلى هذا الحال؟
إقامة العدل تبدأ من أن يقيم الإنسان العدل على نفسه وفي نفسه وفي ذويه ومن حوله (كلّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيّته) ثم يتدرّج في مراقي العدل والقسط حتى يصل إلى ما يصل إليه.
يوجد تعديلات نفسية بتحدث بداخل الإنسان، الإنسان كيف يصنع، كيف نشأ؟ كيف تكوّن؟ كيف استطاع أن يجاهد نفسه لكي يصل إلى ما يصل إليه في هذه البيئة المحيطة التي لم تكن على هذا السنن؟ لم يكن من قبله أو من بعده على نفس سننه، كان منهم من هو قريب، نعم، ولكن ليسوا على هذا السنن، كيف استطاع عمر في هذه البيئة أن يعيد سيرة عمر بن الخطاب، وكيف استطاع عمر بن الخطاب نفسه أن يأطر نفسه على الحق أطراً؟ كيف استطاع أن يجاهد نفسه وأن يزمّها بزمام الحقّ؟ هذه هي المجاهدة الصعبة التي تلزم كل عبد في نفسه، في حاله مع الله وفي حاله مع القريب وفي حاله مع البعيد، تلزم الناس جميعاً ولذلك نحن لم نحسن الاستفادة من هذه السير لأننا إنما نعرضها إما لإن احنا – نمصمص عليها – أو ننتقص بها أناساً وفقط وإذا كان هذا هو كل ما نستفيده من هذه السير وقبلها وأعظم منها من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن مغبونون في صفقتنا – نحن خاسرون لسنا رابحين – ومسئولون عما أسدي إلينا فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الأسوة: القدوة حد أنا سأتخذه إمام وأمشي وراءه حذو القذة بالقذة ولكن لمن؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ أيها الناس جميعاً فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هذا هو المفروض، من الذي سيسلكه؟ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا هم الذين سيفعّلوا هذه القدوة حياتيّاً فعلاً، لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
إذاً خلاصة ما ذكرنا أن الحمد أعظم واجب على الإنسان وأن هذا شيء صعب ليس سهلاً يحتاج إلى هداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى وإلى تفكّر من الإنسان في فضل الله سبحانه وتعالى ونعمه وإلى امتثال للإنسان لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليمه لنا وأن هذا بيستقرّ في نفس الإنسان حتى مع الآلام والأحزان التي لا ينفكّ عنها إنسان قال الله تبارك وتعالى في وصف أهل الجنّة وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ أذهب عنّا الحزن هذا أين؟ هذا في الجنّة، إذاً طبيعة الدنيا أن يبقى فيها كدرٌ وحزن لكن الفرق ما بين المؤمن وغيره أن هذا الترياق الذي هو الحمد لله؛ يخفف هذا الكدر وهذا الحزن، أما غير المؤمن فهو محروم من ذلك، (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له).
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأقــــــــــــــــــــــدار
(مش هيحصل) إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ولكن تبقى الحمد لله، ولذلك قلنا في الخطبة الماضية إن من أعظم نعم ربنا أننا كلما أتانا وقت صلاة خرجنا من هذه الضغوط وهذه الهموم وهذه الأحزان إلى الحمد لله في كل ركعة (الحمد لله) في استفتاح كل ركعة تذكير بهذا المعنى (الحمد لله) لو منّ علينا ربنا تبارك وتعالى بأن رزقنا حقيقة معنى الحمد لله هذا هو الرجاء الذي نرجوه من ربنا تبارك وتعالى.
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورزقك ورحمتك وفضلك، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول،
اللهم إنا نسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف والغنى يوم الفاقة، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين، اللهم توفّنا مسلمين، وأحيننا مسلمين وأحيننا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين،
اللهم قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك ويصدّون عن سبيلك اللهم أنزل عليهم عذابك ورجزك إله الحق،
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه،
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك،
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.