Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الخالق العظيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الذنوب ويبقى الخزي والعار

تبقى عواقب سوءٍ في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

كنا في الجمعة الماضية نطلب الإذن على بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن نطرق هذه الأبواب الكريمة ولم يكن ثمَّ أبواب أصلاً، إنما كانت سترٌ على هذه الحجر الصغيرة، ربما أتينا على وصفها يوماً ما.

نتكلم وقد تكلمنا قبل من بضع خطبٍ عن خلق الإنسان وطبيعة الإنسان وقلنا إننا لكي ندرك حقيقة الدين أو وظيفة الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى خاصةً لهذا الإنسان ثم ألحق به الجن، لابد أن ندرك ما هي هذه الطبيعة، ما هي طبيعة الإنسان؟ وما هو التركيب الذي انبنى عليه هذا المخلوق.

إن ربنا سبحانه وتعالى قد خلق مخلوقات عظيمة وكل خلق الله عظيم لكنه سبحانه وتعالى قد اختصّ الإنسان بخصيصة وميّزه وفضّله وكرّمه وإنما يدلّ ذلك على أن الله سبحانه وتعالى قد اختصّ هذا المخلوق بخصائص ومزايا ليست لغيره، نصّ على ذلك وأكده سبحانه وتعالى، فقال وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ هذا التكريم لهذا المخلوق يدل على أن له خصائص وصفات ووظائف وقال سبحانه وتعالى مبيّناً صورة أو أصل هذا الإكرام مخاطباً ابليس مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِين قال تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ هذا أصل الخلق، ثم فضّل الله سبحانه وتعالى خلقاً بمزيد تفضّل واعتناء وتكرم، ولذلك خاطب الله سبحانه وتعالى الشيطان سائلاً إياه عن علّة استكباره عن السجود لهذا المخلوق الذي اختصّه الله سبحانه وتعالى أن خلقه بيده، وبالتالي يكون لهذه الفضيلة وهذه العظمة الزائدة أثراً في تقدير الشيطان لهذا المخلوق.

روى ابن جرير في تفسيره وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عمر أن الله سبحانه وتعالى خلق العرش بيده وخلق جنة عدن بيده، وخلق القلم بيده ” إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب، قال: يا ربي وما أكتب، قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ” وخلق آدم بيده ثم خلق كل شيء ب ” كن ” ، إذاً هو يريد أن يقول أن هناك أشياء اختصّت بصفة الخلق المباشر، إذاً هذا المخلوق يقع في دائرة الاصطفاء وفي دائرة مزيد من الصفات المرتبطة لهذا الخلق.

كيف يدرك الإنسان صفات الإنسان؟

الله سبحانه وتعالى نصّ في كتابه على أنه سخّر لنا هذا الكون بما فيه ولولا تسخير الله سبحانه وتعالى هذا الكون للإنسان لما استطاع أن يبدئ فيه أو يعيد، وقال تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فسخّره وهيّأه هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

وفي سورة النعم سورة النحل ذكر سبحانه وتعالى كثيراً من صور هذا التسخير سواء فيما يتعلّق بالكون والشمس والقمر أو ما يتعلّق بالأرض وما بثّ فيها سبحانه وتعالى من دابة، ثم أمر الإنسان بالسعي والتفكّر والتبصّر والقيام بأمره سبحانه وتعال، ومن رحمته أن جعل لهذه الأشياء خصائص وصفات ثابتة لها خواص ثابتة وطريقة في التفاعل مع بعضها البعض مستقرة ولذلك استطاع الإنسان أن يستخرج منها قوانين ثابتة عبر هذا التسخير الذي أتاه الله إياه وعبر هذه القوانين الثابتة التي لا تتغير استطاع الإنسان أن يبلغ إلى ما بلغ أما طبيعة الإنسان نفسه أو حقيقة الإنسان نفسه فأنّا للإنسان أن يضطّلع عليها أو يدركها ولذلك ربنا سبحانه وتعالى في القرآن لم يشرح طبائع المواد أو صفات الأشياء وإنما أمر الإنسان بالتوجّه إليها حيث قد سخّرها له، لكن انصبّ الكلام كله في القرآن على ايه؟ على الإنسان الطبيعة، الصفات، التاريخ، الخصائص، الوظيفة، والمآل ليه؟ لأن الإنسان لا يمكنه بعيداً عن هذا النور الإلهي أن يدرك هذه الأشياء ولذلك كان من العلماء من ينعى علينا أو يستنكر أو يستغرب أن معظم العقول المتميّزة بتتجه إلى دراسة ايه؟ تدرس هندسة وطب والعلوم وما يحوم حولها ويتعجّبون أنهم لا ينشغلون بدراسة ما هو أعظم وأهم وهو الإنسان التي تسمى علوم إنسانية، اللي هذه الأشياء أصلاً إنما وضعت وسخّرت لأجلها وإن ضبط الإنسان وعلوم الإنسان أهم، لأن هذا هو الذي يضعه في دائرة النفع والإصلاح والخير والرشاد وبالتالي يوظّف الأشياء في محلّها الصحيح وهذا كمنطق هو منطق سديد، لكن حاول أنت في الواقع تتأمل هذا واقعيّاً، أي انتقل عن هذه العلوم وابدأ انظر على الانثربولوجي، انظر لعلم النفس، انظر لعلم الاجتماع، وانظر الفرق بين هذا وبين هذا، أي أنت – لو دماغك عليك هتخش كلية الآداب تعمل ايه؟ اقعد اقرا – لن تجد شيء ذات بال أو لها معنى، ولذلك أنت في النهاية أين ستضع طاقتك؟ في الشيء الذي ينفع بالفعل أو في الشيء الذي من الممكن أن تحقق نتيجة بها بالفعل، أو تشعر أنك قد وصلت لنتيجة، أما في علوم الإنسان حقيقةً لن تصل إلى شيء.

فهذا الكلام كأصل صحيح، لكن كتطبيق! لماذا لن نصل إلى شيء، لأننا لا نملك أدوات هذا الشيء فلن نصل إليه، لا نملك مقدماته ولذلك النعمة العظمى أين؟ في هذا النور الإلهي الذي سيبصّرنا بالأشياء التي هي عندنا عمياء، لا يمكنك أن تدرك ما هو الإنسان إلا حينما يخاطبك خالق الإنسان سبحانه وتعالى مبيّناً لك طبيعتك وصفاتك وخصائصك، وظيفتك رسالتك، منهجك الذي من المفترض أن تسلكه لكي تنال السعادة ثم المآل الذي تؤول إليه بعدما تغادر هذه الحياة.

ما أكثر شيء يشغل الإنسان؟ نفسه، معرفتها وفهمها وهو طويل العشرة مع نفسه، ما الذي يسعدها ويشقيها، ما أمانيها وطموحاتها وأحلامها، ورغم كل هذا كل شخص مننا تأتي عليه لحظات كثيرة يكون مستغرب نفسه، متعجّب من أقوال قالها أو مواقف أخذها أو تصرّفات تصرّفها، رغم تركيز الإنسان الشديد على نفسه إلاأنه في الحقيقة أجهل شيء بنفسه وبعد ذلك اهتمامه بالقريبين من حوله، ومع ذلك هو لا يقدر أن يفهمهم ولا يقدر أن يحسن التعامل معهم، لماذا؟ لأن المفاتيح غير موجودةن مفاتيح الإنسان، حتى مفاتيح نفسه غير موجودة معه لابد لكي ينالها يبحث عنها في محلّها الذي توجد فيه، كثير من الأسئلة التي يحار الناس فيها حقيقةً هم لا يملكون إجابتها، دلوقتي الإنسان هو الجسد أم الروح؟ فما الروح؟ بني إسرائيل حينما سألوا أو أرشدوا قريشاً أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم لا يعرفون، قريش لا تستطيع أن تحسم أمرها، أو عندهم شبه يقين أنه محق ويبحثون عن مخرج، فقالوا لهم سلوه عن ثلاث أشياء، ذكروا أصحاب الكهف وذكروا ذو القرنين وذكروا الروح، أجاب عن الأولى والثانية، فعندما جاء عند الثالثة التي هي ألصق بالإنسان وأخص به، روحه التي هي سرّ حياته، لم يكن هناك إجابة، ليه؟ لأننا لن نعرف نفهم أو ندرك هذا وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ سر من أسرار الله قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا طيب بني إسرائيل عندما أخذوا الإجابة.

السؤال عن أصحاب الكهف أو ذو القرنين، كان له إجابة، والإجابة تدل على العلم، إذا سألتني سؤال وأنا لم أستطع أن أجاول، عدم الإجابة تدل على العلم أم على نقصان العلم،، يعني الطبيعي أن يجاوب صح، لتكون علامة العلم، أما هنا لا

هنا أدرك هؤلاء الأحبار من بني إسرائيل أن حيدته عن الجواب وإيكاله العلم في هذا الأمر إلى الله هو علامة العلم وعلامة الصدق وعلامة النبوة.

إذاً علامة العلم أن الإنسان يتكلم في حدود العلم وأن يسكت في حدود مالا يطيقه علمه ولا يدركه، هذه هي علامة العلم، أما الذي يتكلم في كل شيء ما يحسن وما لا يحسن، هذه علامة على النزق والطيش والتهوّر وربما التكبر وليس العلم، ولذلك أحياناً عدم الإجابة أو إيكال الأمر إلى الله هذا هو دليل العلم وليس عكسه.

فالروح وهي سرّ الوجود الإنساني هي غير معلومة للإنسان، هي مجهولة بالنسبة له. طيب جوهر الإنسان وحقيقته ما هو؟ هل هو الجزء الظاهر منه أم الجزء الخفي الذي لا يطّلع عليه أحد اللي هو نفسه ربما لا يكون يفهمه أم هو مزيج بين الاثنين، كيف يكتسب الإنسان المعارف وما المعايير التي تقدر تميّز بها بين المعرفة الصحيحة والمعرفة الخاطئة، بين اتّجاه سديد وبين اتجاه غير سديد، ولماذا يعتقد الإنسان دائماً أن علاقته الشخصية هي علامة اليقين والصواب وأن معارف الناس التي جاءت من نفس المسارات أو من نفس الوسائل أو بنفس الأدوات هي دائماً مشكوك فيها ومحل للاستنكار، مع أن هذه معرفة وهذه معرفة.

طب الإنسان الأصل فيه العقل أم العاطفة أم هو مزيج بين العقل والعاطفة، أيهما الأغلب عليه، طيب الإنسان كائن خيّر أم شرير، أم هو أيضاً مزيج بين الاثنين.

وهل الكون الذي خلقه الله أو هذا الإنسان فيه خير محض وشرّ محض أي شخص مائة في المائة خير ومائة في المائة شر، أم أن الإنسان عبارة عن مزيج من الخير والشر ينطوي عليه قلبه وفؤاده ونفسه.

ما طبيعة النفس الإنسانية؟ وكيف يخالطها الشيطان؟ ما الذي يحدد توجّهاتها؟ هل هناك حاجة اسمها موضوعية أم أن كل حاجة ذاتية؟، أهواء الإنسان وحبه وكرهه وغيرته أحياناً وحسده وحقده تؤثر على فكره وتوجّهاته، يؤثر على تقيماته للأمور، نظرته للناس، يؤثر على سلوكه وبأي نسبة.

هل الإنسان يولد وله طبيعة أم هو صفحة بيضاء ستشكّلها البيئة؟ هل البيئة تحوّل الطبيعة وتغيّرها أم لا؟ فإذا شكّلت البيئة الفرد ثم نضج يستطيع أن يرجع إلى الطبيعة الأولى أم أنه لا يستطيع؟ وأشياء كثيرة غير هذا،، كل هذه أسئلة هل لها إجابات واضحة؟ هل يمكننا أن نصل إلى إجابات يقينية في هذه المسائل.

كيف سنضع الإنسان في المعمل؟ كيف سنخرج بالإجابات؟ من أين؟ لا يوجد غير مصدر واحد أن الخلّاق العليم سبحانه وتعالى يرشد الإنسان إلى حقيقة وماهية الإنسان ويله إجابات على هذه الأسئلة ومن غير هذا لن يستطيع أن يصل إلى شيء ولذلك نحن نتخبّط نتيجة لهذا.

الإنسان له طبيعة، هل هي طبيعة مستقرّ أم أنه يتقلّب، أحياناً تجد الشخص الواحد – وكل واحد يدرك هذا من نفسه – يتقلب في اللحظة الواحدة من حال لحال – المود – بيطلع وينزل في حجات كتير، من قمّة الذكاء في موقف، والموقف الذي يليه يكون في قمة الحماقة، من قمّة الحلم إلى قمة الطيش، من قمّة العلم إلى قمة الجهل، من قمّة الرقة، إلى قمّة الفظاظة، فهذا التقلّب هل هذه كانت طبيعتي؟ نعم أنا كنت أسير بشكل معين، من المفترض أن أكون مستقر، وتتعامل مع شخص تمدح له موقفاً حسناً وبينما أنت تثني عليه إذا به يسلك مسلكاً يناقض هذا المسلك الأول فلماذا؟ ما الذي حدث بداخله وما الذي تغيّر؟ وبالتالي إذا لم نفهم أنفسنا ولم نفهم الأقرباء مننا فكيف سنتعامل معهم؟

لماذا نقول كل هذا الكلام؟ الآن نريد أن ندخل البيت الأعظم بيت النبوة ونرى هذا البيت كيف يدار، ما هي طبيعة العلاقات؟ هذا هو النموذج الذي نريد أن نأخذ منه نسخة نضعها في بيوتنا، هذا البيت من بداخله؟ بداخله في النهاية بشر، أناسي.

طيب من هم أصلاً، يقول معاوية بن حيدة رضي الله عنه يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتيته فقلت والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولئك ألا أتيك ولا أتي دينك وأشار بيده هكذا، أي أنه حلف أكثر من صوابع يديه الاثنين أي أكثر من عشر مرات، كل مرة يكون نوى أن يأتي ويقترب ويدنو، ثم يقسم الأيمان المغلّظة ألا يأتي ويتراجع وبعد ذلك تحدّثه نفسه ويريد أن يقدم ويأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك يتراجع، يقول أكثر من عشر مرات – أكثر من عدد صوابع يديه – وبعد ذلك في النهاية أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا؟

إذاً دلائل االحق كلما تكاثرت كلما أضعفت جانب المقاومة الذي يدعّمه الشيطان والنفس الأمارة في قلب العبد، ففي النهاية رضخ للحق وقرر أن يأتي مؤمناً مسلماً.

ثم يقول: وقد جئت امرأً لا أعقل شيئاً إلا ما علّمنيه الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، هذا ما نريد أن نقف عنده، هذه العبارة، يقول: وقد جئت – بعد الأيمان الكثيرة هذه – وقد جئت امرأً لا أعقل شيئاً إلا ما علّمني الله تبارك وتعالى ورسوله، هذه الذي نريد أن نتلقّنها هو مقبل على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة وبهذه الطبيعة، هو أتى مثلما قلنا الخطبة الماضية مسلم قياده لكي يفهم ويتعلم ويبني ويشكّل ويؤسس، لكي لا يكون هناك خلط أو اضطراب، هو قادم الآن بخلفيات بناها من بيئة عاش فيها، سيضع عليها أشياء أخرى، هذا الخليط إلى أين يوصل؟ سيعطي اضطراب، فلكي نصل أنها حقيقة لابد أن نخلي أنفسنا من غير هذا الحق أو هذا الوحي، ثم قال: فأسألك بوجه الله بما بعثك الله إلينا؟ قالك الإسلام، قال: وما أية الإسلام؟ – اللي هو ايه؟ – فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: تقول أسلمت وجهي لله وتخليت. – استسلمت لربنا سبحانه وتعالى وتخليت – ما معنى تخليت: أي تركت ورائي كل ما سوى ذلك وهذه الجملة الثانية وخليت – ثم قال: وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، ثم قال: كل مسلم على مسلم محرّم.

ما هو الإسلام؟ أنني أسلم لربنا سبحانه وتعالى وأتخلى عن كل ما ينافي ذلك وأحقق ذلك بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة التي هي احسان إلى عباد الله وفي المقابل كف كل صور الأذى عن المؤمنين، ” كل مسلمٍ على مسلم محرم ” ليس له أن يستبيح منه دماً ولا مالاً ولا عرضاً ولا غير ذلك ثم قال: ” أخوان نصيران ” المؤمنين أو المسلمين الرابط الذي بينهم؛ الأخوة والنصرة والحفظ والود، الحب، الحماية ” لا يقبل الله من مشرك يشرك عملاً بعدما أسلم أو يفارق المشركين إلى المؤمنين ” لازم يغادر المكان الذي هو فيه، المجتمع القائم على الكفر بالله أو الشرك أو الإلحاد ويفيء حيث ظلّ الإيمان، أين سيمارس الإيمان؟ سيمارسه في مجتمع، ثم قال صلى الله عليه وسلم ” مالي أمسك بحجزكم من النار ” أنا أحاول أبعدكم عن النار وأنتم مصرون تتقحموا قال: ” ألا إن الله دعيّ وسائلي هل بلّغت عبادي؟، وأنا قائل له: أي ربي بلّغتهم ألا فليبلّغ الشاهد الغائب، ثم إنكم مدعوّون ” ربنا سبحانه وتعالى بعدما يستشهد الرسل هل بلّغوا سيأتي إلى من أرسل إليهم فيسائلهم ” ثم إنكم مدعوّون مفدّمةٌ أفواهكم بالفدام ” مربوطة الأفواه لكي لا تتكلم والفدام: القماش الذي كانوا يضعونه على الإربة لكي يغطوها ” وإن أول ما يبين من أحدكم فخذه وكفّه ” قلت: ” يا رسول الله هذا ديننا، قال: هذا دينكم وأينما تحسن يكفك ” أي عمل من أعمال الخير أو الإحسان تقدّمه ابتغاء مرضاة الله يكفك من شر الدنيا ومن شر الآخرة فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا

الحمد لله رب العالمين.

تكلمنا من جمعتين مثلما قلنا عن طبيعة الإنسان ووقفنا عند الخلق الأجوف وتسلط الشيطان، نحن الآن نتكلم عن الإنسان، قلنا أن إبليس عليه لعنة الله جعل يطيف بآدم عليه السلام بعدما لخق طيناً وقبل نفخ الروح فيه، فلما أطاف به علم أنه أجوف وقلنا أجوف: أي أنه فارغ من الداخل، فلما رآه أجوف علم أنه خلق خلقاً لا يتمالك.

قلنا لا يتمالك: أي يسهل أن ينهار داخلياً لأنه فاضي من جوه، محل لزعزعته بالوساوس وبث الأهواء فيه، وتفزيعه وتخويفه، إذاً وسيلة الشيطان في التسلط على الإنسان استغلال التجويف، الضعف الداخلي، وإن كان الظاهر يبدو قويّاً متماسكاً لكن من الداخل هناك ضعف، وخلق الإنسان ضعيفاً، وكنّا ذكرنا صفات أخرى لن نعيدها، لكن ما أريد أن أقف عنده وذكرناه الجمعة الماضية، أنّى لنا بأن ندرك ذلك، أي إذا ربنا سبحانه وتعالى لم يمنّ علينا بهذا الوحي كيف نفهم؟ ومن أين لنا أن نعرف هذه المعلومات؟ من أين سندرك الأصول البعيدة جداً لخلق الإنسان وطبيعة الإنسان وطبيعة الشيطان به.

يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فمنهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، ومنهم السهل والحزن وبين ذلك، ومنهم الخبيث والطيّب وبين ذلك.

ربنا سبحانه وتعالى خلق آدم من تراب نصّ عليه سبحانه وتعالى في كتابه، هذا التراب قبضة استوعبت ظاهر هذا الأرض، والظاهر هذا مختلف في طبيعته وفي لونه، إذاً أصل الخلق لهذا المخلوق ” آدم ” عليه السلام اشتمل على أصل هذه التربة بكل خصائصها، إذاً هناك علاقة بين هذه التربة وعلاقة بين الإنسان الذي تشكّل منها في طبيعتها وفي صفاتها.

إذاً الإنسان الكائن الترابي أو الطيني لابد يكون مدرك أن هذه أصل تركيبته وبالتالي فيه من خصائصها وبالتالي يحسن فهم نفسه وفقهها ويحسن التعامل معها، طيب من هذه الطبيعة جاءت هذه التباينات؛ ألوان حمرة وبياض والسواد وبين ذلك، مزيج من النسب، طيب هذا في الشكل وفي الصفات، السهل: هو اللين الرفيق الهيّن، والحزن: هو الصعب الشديد ” وبين ذلك ” : أي بنسب، فتجد سهل أوي وحزن جداً وبين ذلك نقط كثيرة جداً على خط مستقيم طويل جداً تدنو من هنا ” السهل ” وتدنو من هنا ” الحزن ” .

 ” والخبيث والطيب وبين ذلك ” كذلك على نفس الخط الطويل.

هذا أصل خلق الإنسان ومن أين أتت المرأة، عندما ندخل هذا البيت، من الذي مستكن في هذا البيت؟ النساء، نساء بيت النبوة، خلاصة وصفوة النساء، هؤلاء النساء من أين جاء أصلهم؟ قال صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ” يبقى خلق الإنسان الترابي وتفصيله ربنا سبحانه وتعالى ذكره وبيّنه في القرآن في مواضع عديدة، والنبي صلى الله عليه وسلم زاد ذلك إيضاحاً وتفصيلاً وهذه هي وظيفة السنة مثلما قلنا كثيراً.

طيب، وخلق المرأة إنما كان من ضلع من الرجل، ما شكل هذا الضلع؟ أعوج، أصل خلقته أعوج، وبالتالي كيف أتعامل معه، أو أفهمه، لماذا يفسّر النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ لماذا يشرحه هذا الشرح التفصيلي هذا؟ لكي يفهمك أن هذا النموذج عبارة عن ماذا؟ ما طبيعته وما تركيبه بأصل خلقته وبالتالي كيف ستتعامل معه؟

النبي صلى الله عليه وسلم وضع هذا في إطار الوصيّة في الأول وفي الآخر وبعد ذلك قال معنى النساء، وبعد ذلك قال كيف يكون التعامل، وبعد ذلك قال فاستوصوا بالنساء مرة أخرى.

إذاً الإطار العام هو إطار الوصيّة وبالداخل بيان الخلقة والطبيعة، روى أصحاب التفسير أن ربنا سبحانه وتعالى عندما خلق آدم أودعه الجنة ثم احتاج إلى أن يأنس فرأى في منامه امرأة ثم استيقظ فإذا هي بجواره، فقال لها: من أنت، قالت: حواء خلقني الله لتسكن إليّ وأسكن إليك.

إذاً الأول هو استشعر الوحشة وبعد ذلك خلق الله له منه ليس من خارجه، خلق له منه من يؤنسه أو من خلق لكي يؤنسه، فأصل الخلق لكي يؤنسه، خلق منه لكي يؤنسه.

إذا سرنا على هذه الرواية، أن يشعر أولاً، أولاً أنه محتاج لهذا الاستئناس فإذا خلق له من يؤنسه أدرك النعمة عليه بما خلق له، وإلا لو كان وجدها ابتداءً كان سيضيق منها.

فلهذا شعر أولاً ثم خلق الله له من يؤنسه فيستقبله الاستقبال الذي يناسب ذلك، مما خلق؟ من جزء منه، ما طبيعة هذا الجزء؟ الطبيعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشعره سبحانه وتعالى بتألم أو بأذى أخذ من جسمه جزء ولم يشعر بشيء، سلّت منه في نومه ولم يدرك، لماذا؟ لأنها إذا سلّت منه بتألم يبقى شعور هذا الألم له تأثيره في هذه العلاقة، أنها وجعتني، أول ما ظهرت في الدنيا وجعتني، فيكون أثر هذا الوجع أن يكون بعيد عن الرحمة أو عن اللطف أو عن العطف أو عن الرقة، لأنه أصلاً موجوع من البداية، فهي ليست هكذا.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن هذا الضلع معووج يعني أن طبيعته غير معتدل ليس في حال استقامة، في حال عوج، هذا العوج أين؟ ربما في الطبيعة، في الحالة، في السلوك، في التصرف، أصعب جزء معووج أين؟ في الجزء الأعلى ” وإن أعوج ما فيه ” أي أنه كله معووج ولكنها العوج الأكبر،، الجزء الأعلى ” الدماغ واللسان ” وهو معوج بالطبيعة فماذا أفعل؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال أن هناك مسارين تسير فيهم، إذا أردت أن تقيم المعوج بأصله تكسره، أصل خلقته أنه مائل، إذا أردت أن أضعه في وضع استقامة كاملة أي تسير على ما أراه أو ما أريد دائماً، هذا غير ممكن – أكسره – لأن أصله أصله فيه عوج، لابد أن أتقبّل أن هذا موجود لأن هذا بالأصل وليس بالتكلّف، وجاء في رواية لمسلم قال ” وكسرها طلاقها ” أي إذا أردت أن أضعها على الاستقامة الكاملة لا تستقيم لي على وضع تماماً، إذا أردت أن أجعلها هكذا سينتهي الموضوع بالمفارقة، فهل تصبر على هذا أو تطيق المفارقة؟ أو ستكون أفضل عندما تفارق؟ أم أن هذا أصل وأفضل؟ ” وإن تركته لم يزل أعوج ” يظل دائماً معووج، ثم قال: ” فاستوصوا بالنساء ” .

إذاً النبي صلى الله عليه وسلم بيّن ما هي الطبيعة، بيّن أنك إذا عرفت هذه الطبيعة لن تتعجب، لأن جزء كبير من مشاكلنا أن الشخص يتوقع شيء فيجد غيره، لا الطبيعي أن هناك عوج، فهذا العوج كيف يدار؟ لا تقدر أن تجعله يعتدل تماماً، ولا ينفع أن تتركه يسترسل تماماً مع العوج، فماذا سأفعل؟ أحاول أن أعدل وأحسن في هذا العوج، برفق وعلى مراحل، لكن إذا ضغط بقوة ستكسر ستسمع صوت كسر الضلع وهذا الصوت هو صوت المأذون.

فإذاً هذا البيان، أنا تكلمت كثيراً عن أن الطعن الكثير على السنة أين سيصل بنا؟ إلى أين سيصل بنا؟ سيحرمنا من هذا النور وهذا الخير، وبعد ذلك؟ لابد أن نعرف مآل الكلام وإلى أين سيصل بنا، الآن إذا حرمنا هذا الخير، كل شخص لديه زوجة كيف سنتعامل معهم، لا نتحدث عن الصلاة والصوم.

كيف سنفهم طبيعة الإنسان؟ كيف سنتعامل معه؟ هذا الكائن الملازم للرجل كيف سيتعامل معه؟ ولا غنى له عنه إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا غراما: يعني لازقه، الغرام أي الشيء اللازق مع البني آدم.

الإطار العام: إطار الوصيّة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” النساء شقائق الرجال ” ما معنى شقائق الرجال: أي من أصل الرجال خلقن، فهي طبيعة واحدة، وصفات واحدة، والمرأة مشتقة من الرجل، ولذلك الأحكام جاءت في الشريعة للرجال والنساء على حد سواء إلا ما ورد فيه الاستثناء باختلاف الطبائع الشخصية في بعض الأشياء، فنحن لكي ندخل هذا البيت العظيم لابد أولاً أن نكون فاهمين، مع من سندخل؟ سندخل مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولمن سندخل؟ سندخل لزوجاته، زوجاته هؤلاء عبارة عن ايه؟ هم بنات حواء أصل المرأة أصل الضلع الأول، إذاً لهن نفس الطبيعة، ولن يكونوا مختلفين عن هذا، طيب هو صلى الله عليه وسلم النموذج والمثال والقدوة العظمى كيف كان يدير ويتعامل مع هذا؟ إذا لم نكن نعرف من هؤلاء سواء الرجل أو المرأة وما هو الإنسان وما هي الطبيعة الخاصة للنساء لن نستطيع أن نفهم أو نترجم أو نعرف نتعامل، ولا نستفيد، فهذه هي البداية، أدرك أولاً ما معنى الإنسان؟ أدرك طبيعة الرجل وخصائصه، طبيعة المرأة وخصائصها، عندما أرى النموذج التطبيقي في بيت النبوة سأستطيع أن أترجم كيف يتم التعامل وكيف تدار الأمور وما هي صورة النموذج المثالي، ما الصورة التي يصل لها هذا النموذج من الكمال البشري، ما أكمل شيء؟ ربما في تضاعيف هذه الحركة نفاجأ بأشياء في بيت النبوة من الممكن ألا نتخيل أن تكون موجودة أحياناً يكون هذا، يعني من الممكن أن الشخص بعدما يقرأ، يرى أن ” ” الله ديه كويسه الولية ديه دا أنا كنت ظالمها ولا ايه ” ” هذا معناه مثلما قلنا أن في النهاية يوجد شيء اسمه نموذج مثالي للأسرة وللبيت وللمجتمع، مثالية بشرية، ليست مثالية ملائكية وطبيعتها تحتوي على قدر كبير من النقص والضعف هذه طبيعة الإنسان.

الدين وظيفته مثلما قلنا كثيراً، وظيفته يعالج، الرسل وأتباع الرسل إنما هم أطباء وليس رجال قانون، هذا شيء وهذا شيء آخر، هناك فرق بين الطبيب وبين رجل القانون، رجل القانون عنده حيثيات يعطي أحكام، هذا صحيح وهذا خاطئ، هذا مذنب وهذا برئ، المرأة أو الرجل في هذا الموقف جاني أو مجني عليه وبعد الحكم سيقع عقوبة الأنبياء ليست هذه وظيفتهم، الأنبياء وظيفتهم العلاج والإصلاح، في مشاكل وهناك ضعف، وهذه طبيعة الإنسان فكيف يتم التعامل معها؟ كيف تستطيع أن تأخذ بيد شخص من أسفل إلى أعلى؟ كيف تتقبل لحظة الضعف وتحاول تعالجها؟ كيف ترتقي بإنسان من حالة إلى حالة أخرى راقية عبر جهد كبير وعبر صبر طويل، الأنبياء أطباء للقلوب وليسوا رجال قانون وظيفتهم في النهاية الحكم لأن الحكم في النهاية ليس هو الذي سيصلح، الحكم هو الذي يعطي الحد ولابد أن يكون موجود، لابد أن يكون عندنا معايير واضحة للحق وللباطل وللصواب وللخطأ، وإلا كيف سنميّز بين الصواب والخطأ وإلا فكيف نسير، لابد أن يكون هناك قانون، ولكن لكي نصل إلى الصورة المثالية التي يرشدنا إليها القانون لابد أن نعالج نفوس البشر، إذاً الدين يعطي شيئان يعطي النموذج أولاً ويعطي الطريق الذي يوصّل إليه، قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا كل نبي ربنا سبحانه وتعالى أرسله بشريعة ومنهاج، طيب ما معنى شريعة ومنهاج، قلنا هذا الكلام زمان، ما معنى شريعة؟ قلنا الشريعة هذه هي مورد الماء العذب الصافي.

إذاً لماذا استخدم ربنا سبحانه وتعالى الشريعة كتعبير؟ أن الشريعة هذه هي مورد الماء المعين الذي يحتاج إليه كل الناس ولا يقدرون الاستغناء عنه، ولو استغنوا يهلكوا.

إذاً الدين بالنسبة للبشر مثل قيمة الماء بالنسبة لحياتهم الحسيّة، أما المنهاج: هو الطريق الذي ستسلكه لكي تصل إلى الماء.

إذاً هذه الشريعة هي النور الإلهي محتاجة إلى شخص ليستنبطها أو شخص يفهمها أو شخص يترجمها، هناك طريق، هناك شريعة وهناك منهج لابد أن يكون الاثنان موجودين، الشرعة هي الشيء الذي نريد أن نصل إليه، والمنهج: هو المسلك الذي سنسلكه، النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة وإمام لنا في ماذا؟ في أنه هو الذي سيرينا المنهج، كيف سنسير؟ لكي نصل إلى ما نريد أن نصل إليه بأيسر طريق بعيداً عن العسر والمشقّة والعنت ووعورة الطريق، منهاجه هو المنهاج الميسّر وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى اليسرى من جانبين

اليسرى هي الشريعة والدين والملة، وهو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه نموذج للتيسير في تناول الشريعة والدين والملة ” ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين – أي حجتين – إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد شيء عنه ” هذا حد، حدود ربنا تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا إذاً هناك حدود لا تتعدى وهناك حدود لا تقرب، بعيداً عن هذه الحدود يحرص دائماً صلى الله عليه وسلم على اختيار الأيسر والأرفق قال صلى الله عليه وسلم ” ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ” قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ومالا يعطي على سواه ” فعندما ندخل البيت لابد أن نعرف مع من سنتعامل، هذا هو النموذج الأعلى في إطار طبيعة البشر، ربنا سبحانه وتعالى أتانا نعمة عظمى وديناً عظيماً، أول شيء عرّفها لنا، عرّف لنا احنا عبارة عن ايه، وبالتالي كيف سنتعامل، وربنا سبحانه وتعالى ما هي السنن والقوانين التي وضعها لحياتنا وكيف يستقبلنا سبحانه وتعالى حينما نؤوب ونعود إليه

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن عضال الداء، ومن خيبة الرجاء.

اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.