إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
نستتم بإذن الله سبحانه وتعالى ونستكمل ما كنّا نتحدث عنه في الجمعة الماضية، إننا نتحدث عن القرآن والحياة، الفكرة التي أردنا أن نبيّنها في الجمعة الماضية ونستتمها اليوم بإذن الله أن الله سبحانه وتعالى هو الحيّ القيوم وأن القرآن العظيم هو كلام الحيّ سبحانه وتعالى فهو يستمدّ من صفة المتكلم سبحانه وتعالى فالقرآن هو الذي يورث الإنسان الحياة ولذلك ذكرنا أن ربنا سبحانه وتعالى وصف القرآن بأنه هو الروح، وقلنا إن الروح هذه هي مصدر الحياة وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا إذاً القرآن هو الذي يعطي القلوب الميّتة الحياة، وإن الإنسان بدون اتّصال بالله سبحانه وتعالى، بدون معرفة بالله بدون قرآن ليس في جملة الأحياء، قال تعالى أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا في ظلمات الشرك والغفلة فَأَحْيَيْنَاهُ بالإيمان وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ يبئه إذاً القرآن سيعطينا الحياة، وما وسيلة هذا، كيف يحدث هذا؟ هذا هو الذي نتكلم عليه، أن القرآن ليس مثل أي كلام، الإنسان إذا قرأ القرآن أو حاول يقرأ القرآن كما ينبغي أن يقرأ حاول أنه يتدبر كما أمر الله سبحانه وتعالى، لا يقرأ مثل العادي الذي نقرأه، إذا امتثل الأمر الإلهي فإن القرآن الذي يقرأه يتمثّل في صورة حيّة نابضة، الإنسان يعيشها بأحاسيسه وبمشاعره وبوجدانه، ليست مجرّد شيء يقرأه فتتمثل هذه الحقائق حقائق حيّة بتنقل له شعور الحياة ولذلك نحن أخذنا مثل في المرّة الماضية في آيات سورة الأعراف التي قرأناها ما الهدف؟ أو ما الغاية؟ أننا إذا حاولنا أن نعايش هذه الآيات كأن ربنا سبحانه وتعالى بينقلنا نقل حقيقي من دار الدنيا إلى دار الآخرة فنعيش حقائق الآخرة الغيبية كأنها شيء ملموس نحن نعيشه أو نراه، وقلنا هذا الذي يسميه ربنا علم اليقين، أن الإنسان تتحول الحقائق الغيبيّة إلى حقائق مشاهدة كأنه يراها، فهل هذا سيؤثر في الإنسان بماذا؟ ما تأثير هذا علينا؟ إن الإنسان إذا وصل لليقين فكأنه يرى حقائق الغيب كأنها عالم الشهادة حينئذٍ وحينئذٍ فقط تؤثّر المعاني هذه في نفس الإنسان وبالتالي تجعله يسير على وفق أوامر الله سبحانه وتعالى، ولذلك نحن قلنا أن مشكلتنا أننا نعيش حياة دنيوية، الحياة التي نعيشها نعيشها بكل حواسّنا، أما حقائق الغيب، معرفة الله سبحانه وتعالى، أو إدراك حقيقة القيامة أو الجنّة والنار هذه مجرّد معلومات مختزنة في الذهن أو في الذاكرة متى تكون مؤثرة؟ عندما يبدأ الإنسان يستشعرها أو يحسّها أو يراها، ولذلك نحن ذكرنا في المرة الماضية قول حنظلة الأسيدي رضي الله عنه: نكون عند رسول الله يذكّرنا بالجنّة والنار فكأن رأي عين، ما معنى (فكأن رأي عين) الجنة والنار هذه نحن نراها، لا هي مجرد معلومات نحن نعرفها،
النبي صلى الله عليه وسلم لتأثره ويقينه بهذه الحقائق بينقل هذه المشاعر للصحابة المحيطين به بحيث أن يبقى أثر هذا أنهم كأنهم يرون الجنّو النار،
طب الذي يرى الجنّة والنار رأي العين، أثر ماذا سيكون أثر هذا عليه؟ في استقامته على أمر الله تبارك وتعالى ورقابته لربنا سبحانه وتعالى وسلوكه طريق السداد ولذلك الصحابي اعتبر أنّ ضعف هذه المعاني أو شيء من غيابها عن بؤرة الشعور أو ضعف هذا المستوى من التأثير، هذا نوع من أنواع النفاق، النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا شيء طبيعي إن الإنسان حينما يخالط الناس في الحياة أو حينما ينشغل لن يكون مستوى الإيمان أو اليقين بهذا المستوى لكنّه يحتاج أن يستعيده في كل وقت، إذاً القرآن وكذلك موعظة النبي صلى الله عليه وسلم بتوصل الإنسان إلى هذا المستوى من اليقين إن الكلمات تتحول إلى حقائق مشاهدة محسوسة كأن الإنسان شايفها، كأنه هو عايش في هذا الوسط، أو في هذا الحال، كأنه عايش مع أهل الجنّة ومع أهل النار نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل الجنّة وأن يعذنا من النار، كأنه هو عايش معاهم في الموقف، دول ينادوا دول ودول بيردوا عليهم، وفي ناس على الأعراف في النص فوق صور بيكلموا دول وبيكلموا دول، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ذكرها بصيغة الماضى نادى، كأن الحجات ديه نخ رأيناها وربنا يذكّرنا بها، فتكلمنا المرة الماضية في مثال عن جنّة البقاء أصحاب الجنّة وأصحاب النار، والنهارده سنأخذ مثال عن جنّة الفناء يقول تعالى، أنا بامسك المصحف وبقرأ منه، فكرة أننا المفروض كأننا بنتمثل الموضوع احنا بنقرأ كده أهوه، نفتح المصحف ونقرأ الآيات وهنقرأ زي ما احنا بنقرأ وبعدين نشوف احنا المفروض نعمل ايه يقول الله تبارك وتعالى إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
قصة ربنا سبحانه وتعالى يقصّها وهذا سينقلنا نقلة ثانية في عظمة كلام الله سبحانه وتعالى، نحن قلنا أن القرآن يعطينا صور ماثلة كأننا نرى أو نعيش هذه القصّة وبالتالي نتأثر بها، أحياناً يكون عندنا صورة معيّنة أو لوحة، هذه اللوحة ذات أجزاء، يعني أنا عندي صورة وعندي شوية مكعبات، المكعبات هذه نحطهم جنب بعض يطلّعوا صورة، فأنا عندي مكعبات ديه بس ليست كاملة، عندما أضعها قدامي أقدر أستنتج من عدد المكعبات الموضجود بقيّة الصورة تبئه عاملة ازي، مهو في حجات لو أنا أدركتها، يعني هنا في ودن، يبئه في ودن الناحية التانية،،، فأنا أقدر أستنتج ما هذه الصورة، أكمل الفراغات التي توجد في القصّة وهذا من عظمة كلام الله سبحانه وتعالى، ولكنّ هذا كيف سيتمّ، عندما أضع هذا في شكل صورة فأرى هذه الصورة طب لو أنا قرأت كده عادي مش هتلاقي حاجة، وبالتالي هتفضل القصّة فيها فراغات…
هنا عندنا ربنا سبحانه وتعالى بيذكر قصّة أُناس تبدأ القصّة من أول فين؟ إِذْ أَقْسَمُوا على طول كده إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ نحن داخلين هكذا في منتصف الموضوع، ناس يحلفون أنهم الصبح باكراً سيحصدوا كل ثمار الجنّة بتعتهم ولن يتركوا منها شيء،، هما حرّين، هي جنّتهم ويعملوا فيها ما يريدون،،، ماذا يحدث،، ولماذا الصبح باكراً،، نذهب في أي وقت،، احنا عاوزين نذهب الصبح باكر ليه؟ لأن هناك ناس نحن نريد أن نتجنّب مجيئهم اللي هما الغلابة لأن هؤلاء الغلابة لا نريد أن نعطيهم شيء من ثمار الجنّة، فهذا يعكس أن هذه القصّة هذه لها خلفيّة، هذه الخلفية غير موجودة، لكنني سأستنتجها من خلال هذا التوتر الحاصل عندهم، والمآمرة التي يفعلوها ورغبتهم في الإسراع مبكراً سنذهب أول ما يطلع الفجر قبل ما حد يأتي،، فحد يأتي، إذاً كان هناك أناس تعودوا أنهم تأتي كل سنة في معاد الحصاد في وقت معيّن وستأخذ من هذا الثمر الحقّ الذي كفله لهم ربنا سبحانه وتعالى وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ.
إذاً نحن عندنا وضع يوجد فيه (الحجّ) الحجّ هذا رجل كبير ومحترم وعنده رحمة وميل للإحسان، عوّد الغلابة في حياته على أنه يوم الحصاد بيرضخ لفلان ولفلانة ولعلّان يجيب كرسي ويقعد، وحوله عياله – ويقول ادي عمّك فلان، وخد الكبشة ديه اديها لأم فلان اللي واقفة هناك ، وواحد عدى ؛ يا حجّ أنا عاوز كذا) هذا جميل وكانت هذه الحالة سائرة،، وبعد ذلك نحن نرى أن الحجّ يده -فرطه- أكثر من اللازم، وأن الحمد لله ربنا مبارك لنا كمّاً وكيفاً وهذا الثمر ممتاز والتجّار واقفين يريدون أن يأخذوه وعرضين أسعار عالية،،
طب يا عم الحج نحن أولى بهذه الفلوس، نحن والعيال، بس ماذا نصنع،، هذا الحج قاعد والأرض أرضه والزرع زرعه، بس احنا مش بالعين الموضوع، ولسنا مقتنعين بالذي يفعله،
فالحج ربنا يرحمه تُوفي،، أول شيء سنفعله، هو تغيير هذا البرنامج نهائياً تماماً، سنلغيه، لأننا نرى أن المصلحة ومقتضى العقل أننا لا نفعل ذلك، لأن مفيش حاجة كده في الدنيا، ولذلك احتجنا أننا عاوزين نروح أول ما الفجر يطلع، نحصد ونلم الزرع بسرعة ونمشي بحيث أنهم عندما يأتوا، يأتوا الساعة 10 الساعة 11، أو سيأتوا الظهر فلن يجدوا شيء، فلو بدأنا في الميعاد الطبيعي -هيكلوا وشّنا- يا إما سنحرج فنعطي لهم، وإما البلد كلها هتبتدي تتكلم علينا،، فما الحل؟ أننا بدري بدري كده،
طيب،،، كل هذا ليس مكتوباً ولكننا من خلال الذي يحدث أدركنا خلفيّات الموقف، فاتضحت عندنا الصورة إِذْ أَقْسَمُوا طب احنا خلاص، احنا يا جماعة احنا الفجر هنروح نحصد الثمر، فلماذا نحلف؟، لماذا القسم؟، فالقسم هذا يعكس أننا كنّا متضايقين جداً من النظام القديم وقعدنا نراجع الذي كان يحدث -طب والله العظيم ما مدي أي حد أي …- مهو القسم ده بيعكس صورة معيّنة أو حالة من الحنق أو الضيق على الأسلوب الذي كان الوالد بيتّبعه في التعامل مع هؤلاء لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ سيحصدوها في الصباح الباكر وَلَا يَسْتَثْنُونَ مش هيسيبوا منها حبة، خلاص هم اتفقوا على هذا الكلام بعد العشاء، وكل واحد ذهب لينام عشان الصبح بدري،، مهو عاوزين يناموا بدري عشان لا يتأخرون، أصل لو هذا صحي الساعة 10، وهذا صحي الساعة 11،الدنيا باظت، فلازم في النهاية على أذان الفجر نكون بنتحرك، فخلاص يا جماعة اتفقنا، نروح ننام بقى.. طيب.
هم روّحوا ناموا، وبعدين فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ الآن هم ذهبوا للنوم، ولكننا نحن مازلنا مستيقظين، لم ننام، فربنا سبحانه وتعالى يأخذنا نحن، نحن الآن بنقرأ، وسينقلنا إلى أين، لمكان الجنّة، سنتركهم في البيت، ونذهب لمكانه ربنا الجنّة، ماذا سنرى أن ربنا سبحانه وتعالى بينما هؤلاء يبيّتون ما يبيّتون ربنا سبحانه وتعالى بيرسل الريح القاصفة على هذه الجنّة التي تمالؤا على أن يمنعوا منها حقّ الفقير والمسكين، وهذا هو الذي يبارك بسبحانه وتعالى وهذا الذي يطهر به ربنا سبحانه وتعالى وبيطهر به المال ويثمّر به المال، وما نقصت صدقة من مال،،
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ الليل الأسود المظلم ، اتحرقت وبقت رماض، اسودّت خالص، مش الزرع راح،، الأرض اتحرقت، نحن الآن ربنا سبحانه وتعالى أطلعنا على هذا هل هم رأوه،، لا هم مازالوا نائمين سيستيقظوا الساعة 4، ويمروا على بعض، فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ يبئه لما صحى كل واحد، بدأوا ينادوا على بعض، كل واحد ينزل اللي فوق ، بالا عشان… أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ لو أنتم ستلتزموا بالذي اتفقنا عليه، إن كنتم هنا (صارمين) يا إما أصحاب عزم على الفعل، يا إما صارمين مثلما قلنا لَيَصْرِمُنَّهَا القطع والجذاذ لهذا الحرث أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ حرثكم هو: الزرع اللي أنتم حرثتموه، قال تعالى أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ الحرث حرثنا، نح شقّينا الأرض، بس احنا اللي زرعنا، هو الزرع ده بتعنا، هو احنا اللي عملناه، هو احنا اللي طلّعناه ده أصلاً من عند ربنا سبحانه وتعالى أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ مين اللي مطلّع ده، ربنا سبحانه وتعالى، أقل درجات الشكر، لكن هذا هو الإنسان.
أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ بيوشوشوا بعض أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِين – محدش النهاردة ، ولا واحد غلبان هينال حاجة وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ الحرد هو المنع، هم غدوا: أي نزلوا الصبح بدري يروا نفسهم قادرين على المنع، قادرين على منع المساكين من حقّهم أو من الرزق اللي ربنا سبحانه وتعالى قسمه لهم، هم يرون كده، لكن هم في الحقيقة ليسوا كذلك، هم كانوا قادرين على الحرد، بس حرد مين حرد نفسهم، هم في الآخر من المحروم، من الممنوع، هم، أصل المساكين كده كده ربنا هيرزقهم، إن لم يكن من هذا فمن هذا، لأن أنا الزرع بتاعي اللي أنا تآمرت به لم يبق منه حاجة، ده الأرض اللي أنا المفروض كنت بزرعها اتحرقت، فاتحرقت قدامي أد ايه عشان أعرف أستصلحها تاني عشان أقدر استعيد اللي أنا خسرته فــ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ أي هم كانوا عندهم قدرة على المنع، هي قدرة حقيقية أو التي يمدح بها الإنسان القدرة على العطاء، الإحسان، أما المنع فهذا يحسنوا كل أحد، فـ غَدَوْا عَلَى حَرْدٍ مثل: فلان ده مش فالح إلا في الخيابة، ديه فلاحة، عندهم قدرة بس على ايه؟ على المنع، منع نفسهم من الخير ومن تنزّل الرحمة فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا احنا صحينا الصبح بدري والدنيا ملوشة واحنا لسه في الظلمة والصبح مطلعش، فاحنا لسه مش واخدين بالنا، أكيد ديه مش أرضنا، قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ احنا تهنا،، لأ، بس ده بيت عم فلان،، آه، وديه الساقية بتاعت فلان صح،، آه، لأ على فكرة احنا واقفين صح، احنا واقفين صح بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ الرجل المتّزن اللي فيهم أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ بس ده هينفع ايه دلوقتي، يبئه هما كان فيهم واحد: يا جماعة بلاش وخلينا ماشيين زي ما أبونا كان ماشي، وربنا كان كرمنا، مفيش داعي للجو ده، احنا كده كويسين، بس في النهاية هو بعد النصايح ديه مش عاوز يخرج عن المنظومة ولا يخالف إخوته وبالتالي كلهم باظت معاهم، بس لما باظت بئه: ما أنا قلت لكم ، ما أنا قلت لكم يا جدعان ايه!! ما خلاص أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ المفروض كنّا نعظّم أمر الله سبحانه وتعالى وربنا أمرنا بالزكاة نطلّع الزكاة والغلابة دول ربنا هيكرمنا، قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ طبيعي أول ما الدنيا تبوظ، كل واحد بيلقي اللوم على التاني، أنت صاحب الفكرة، ما أنت وافقت، معلش ما أنت اللي صحتنا النهاردة، ولو أنت مكنش عجبك مكنتش جيت، فهو كده، واحد صاحب فكرة وواحد أيد الفكرة وواحد سكت لم يعترض، وواحد اعترض شوية وبعدين خلاص ماشي مادام أنتم شايفين كده خلاص وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ يبئه أول حاجة احنا ظالمين، طب الظلم ده عاد على المساكين، لا الظلم ده عاد علينا احنا، احنا ظلمنا أنفسنا وفي التانية إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ تجاوزنا الحد اللي كنا المفروض نقف عنده وطغينا ولم نمتثل أمر ربنا سبحانه وتعالى وجعلنا نفسنا احنا اللي بنعطي واحنا اللي بنمنع وهندي، ومش هندي عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا يجي بئه الإنسان يبتدي يراجع نفسه إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ثم يعقّب تعالى كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
إذاً من الذي كان فاهم صح،، الحج الله يرحمه هو اللي كان فاهم الدنيا صح، وهو الذي كان يحسن التعامل مع ربنا سبحانه وتعالى وهو الذي كان يحسن فيحسن ربنا سبحانه وتعالى إليه قال تعالى هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ودول مكنوش فاهمين حاجة، بس أدركوا الكلام ده امته؟ بعد الدنيا ما باظت،
يبئه إذاً اللي احنا عاوزين نقوله من القصّة غير المغزى والمعنى اللي فيها أن ربنا سبحانه وتعالى من خلال هذه الآيات يرينا زي ما قلنا الحقائق ماثلة، أننا المفروض يعني نعيش في وسط هذه القصّة نمشي مع هؤلاء الناس، بنأخذ معهم الجمل والمواقف، بحيث أننا في النهاية هذه الحقائق، وتتحول هذه القصة لركيزة من ركائز القلب، فأنا بالتالي لأني وعيت القصّة هذه وعشتها بكل حواسي، بتفكيري وبعقلي ومرّيت معاهم، أنا عشت معاهم كأنني فرد من هؤلاء، وعشت معهم التقلبات اللي هما فيها، بل بالعكس ده أنا من رحمة ربنا كنت سابق لهم لأن ربنا سبحانه وتعالى أطلعنا واحنا بنقرأ على الذي كان يجري بالليل وهم مش شايفين، نحن كنّا أسعد حالاً منهم في هذه القصّة، يعني احنا ما اتخضناش زي ما هم اتخضوا،هم جم لقوا…. لا ربنا كان أخبرنا، فائدة اتّصال الإنسان بالله ايه؟ أن هو يدرك الحقائق ويبئه عنده البصيرة، يعني يشوف الحجات قبل ما تحصل، هو بيبقى شايفها أو متوقّعها، لأن ربنا علّمه وربنا فهّمه في في القرآن سنن للحياة ربنا علّمها لنا، المقدمات تؤدي للنتائج، ما بتخضش، هذه الفكرة، احنا كنّا شيفين، هما كانوا مخضوضين ، بيقولك الأرض ديه مش بتعتنا بس احنا متأكدين إنها بتعتهم، لأن ربنا سبحانه وتعالى أطلعنا على ده.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله العالمين، كلام ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الحياة، إذا الإنسان حاول يتدبّره كما أمره الله، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذه الحقائق يعطي أيضاً الحياة ويحوّل الأشياء الغيبية لأشياء مشاهدة مدركة إدراك حقيقي، ربنا سبحانه وتعالى بيقول وَلَوْ تَرَى وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ترى هذه الآيات ربنا سبحانه وتعالى بيذكر أشياء هذه صورة من صور يوم القيامة والحوارات التي تجري فيه ربنا سبحانه وتعالى بيعبّر بأنهو تعبير وَلَوْ تَرَى يعني أستطيع إن أنا أرى من خلال القرآن، هذا المفروض هو القرآن وما يعطيه، لو ده مش موجود، يعني لو احنا اتعاملنا مع القرآن مش بإعتبار إنه بيعطي هذه الحقائق بهذه الصورة، أو زي ما قلنا الجمة الماضية، لو كان تعاملنا مع الدين أو الخطاب الديني اللي احنا بنسمعه أو بنتلقه لا يعطي الحياة أو لا يعطي الروح عمره ما يؤثر،،
اركب مع سواق تاكسي كده راجل غلبان والدنيا حرّ والمتور بيطلّع صهد، الزباين مش عارف مالهم، والدنيا زحمه والراجل غلبان مشغل إذاعة القرآن، والله يصعب عليك، يعني بخلاف القرآن اللي هو كلام ربنا، تلاقي ناس بتتكلم أسلوبهم في الكلام تشعر أنه كتاب ناطق، يعني المحرر الوجيز لأبن عطيّة مثلا، أو تفسير البغوي كأن واحد بيقرأ كتاب، مفيش،، انته عاوز تلقط منه حاجة، أو حاجة تفهمها،، مفيش حاجة، يعني الراجل ده لو قلب وجاب الإف إم وجاب نجاة، متقدرش تقوله حاجة، أصل هو عاوز حاجة هو يتجاوب أو تسليه أو يتواصل معاها وهو ماشي في الهم اللي هو في ده، مفيش، طب الناس مثلاً عاوزه تطور شوية أداء الخطاب، مثلا: يعقوب حسّان، الناس اللي هما اسمهم الدعاة الجدد؛ عمرو خالد، مصطفى حسني، بس هو بيعمل ايه في الحقيقة هو بيعمل موسيقى تصويريه، قال: -أن أن- أصل -أن أن- ديه مش حاجة، القضية أنا عاوز تنقل لي الحدث أو تخليني أنا أحس به أو أعيشه، أنا هتجاوب معاه مش انت لما خضتني أو فجعتني أو شوحت، محصلش حاجة يعني، واحد يقولي انت يا جدع متخلف مبتفهمش حاجة ده في حاجة اسمها بدي لنجودج،، أنا ما بفهمش مفيش مشكلة، بس في النهاية لا ده اللي المفروض يحصل ولا ده اللي بيحدثه القرآن ولا ده اللي النبي صلى الله عليه وسلم كان بيعمله إن أنا أعيش الحدث،
في المقابل بئه، ده الخطاب الديني، خد في مقابله الخطاب المقابل اللي هما بيسموه الفنّ، أو بنسميه التمثيل، التمثيل ده عبارة عن ايه؟ التمثيل ده بيجيب حاجة مكتوبة صح ، مادة مكتوبة بيحاول يحوّلها لحقيقة أو لحاجة مشاهدة ملموسة أنت تشوفها وتتجاوب معاها، لو حطيت ده في مقابل ده، مين اللي هيأثر، أو مين اللي هيكسب، أو مين اللي هيسيب أثر في نفوس الناس أو هيغير في المجتمع التمثيل طبعا.
زمان كان اسمه التشخيص، التشخيص ده تعبير أقوم لأن التمثيل ده أنت هتمثل كأنك هتعمل مثال لحد، لكن تشخيص حاجة مكتوبة تحولها لصورة شاخصة مرئية، قطعاً ده هيبقى أكثر تأثيراً لأنني بعيش بحواسي وجوارحي مع شخص، ديه حاجة حيّة إنسان بيتحرّك، ليه تعبيرات وش، في مشاعر بيحاول ينقلها ولذلك الكلام ده هيحدث أثر.
المفروض الأثر العظيم بيحدثه القرآن ليه؟ لأن القرآن بيعطي ده وأعظم منه لأنه سيعطينا التأثر والتفاعل اللي هو الحياة اللي احنا بنقوله، طب القرآن مبئاش بيدي، مش لأن هو عطاؤه انتهى، لأن احنا مش بنطعاطى معاه كما ينبغي أن يتعاطى، والناس اللي المفروض تساعدنا على ده ربما مش بتؤدي ده، ولذلك ربنا أمرنا احنا بتدبّر القرآن، هو لم يحيل ده لحد تاني، كل واحد فينا في علاقة شخصية مع الله ومع القرآن هيصل للحياة إذا امتثل الأمر القرآني، إذاً لو احنا لم نستعيد هذا هيبقى في النهاية الموازين غير معتدلة، وهيبقى في النهاية إن الرسالة المشخّصة هي الرسالة المؤثرة، ده طبيعي لأن الإنسان لما يكون عايش أو متجاوب مع حاجة طبيعي هيتأثر به، الكلام ده على فكرة مش اعتباطاً، يعني
عبدالسلام أمين في تتر الفوازير زمااان بيقول جمل بتبيّن إن ده عمل مبرمج هي الدنيا مش كده، بيقول سهر،، بيوصف اللي هما بيعملوه دلوقتي عشان يجهّزوا الفوازير :سهر ، وديه أول حاجة ما بيناموش بالليل،، قلق: عندهم توتر عشان يؤدوا كويس، تعب، عرق، وبعد كده ايه الهدف بقى، لحد ما يخلوا هما الورق ينطق بكل لقطة ومشهد من المشاهد، الورق هيعمل ايه، أصله مش عمل عشوائي،لأ هم فاهمين بيعملوا ايه، هم عاوزين الورق ينطق، يعني ايه ينطق؟ يتحول لحقيقة ماثلة، مش كده يعني، وبالتالي، لو قارنّا ما بين ده وما بين ده، طبيعي إن احنا ننساق في الاتّجاه ده، طب احنا عاوزين ما ننسقش في الاتّجاه ده، أصل احنا حاجة من اتنين : يا نظبط الاتجاه ده يبئه في النهاية الكلام ده بإتجاه المصلحة، أو بإتجاه الخير، أو بإتجاه نفع المجتمع، الفكرة إن التمثيل، المشكلة مش إن هو بيمثل، هو رايح فين بالتمثيل.
زي ما بيقولوا مثلاً (الأدباء) حلو جدّاً، يقول لك (الأديب) الأديب ده يعني بينقل للناس أدب، أدب يعني ايه؟ يعني خلق رفيع بيقود المجتمع بإتجاه المصلحة والمنفعة والرقي، صح كده المفروض ده اللي اسمه الأدب، طب الأديب لو كاتب حجات ملهاش علاقة بالأدب، هيبقى أديب ازاي، بس هو اسمه كده، كذلك التمثيل بيودي فين، ايه المضمون اللي احنا عاوزين ننقله للناس، لو مضمون صالح، هيكون شيء كويس، طب لو مش صالح، وفي المقابل اللي المفروض يبئه مضمون صالح مش مؤثّر، عايشين احنا في المأساة ديه.
احنا عندنا مسرحيّتين لعلي سالم (العيال كبرت) و (مدرسة المشاغبين) احنا عندنا مؤسستين تربويتين في المجتمع، المدرسة والبيت، دول في اللي في الآخر بيخرجوا ويربوا، العيال كبرت: بايباي البيت،، ومدرسة المشاغبين: بايباي المدرسة، خلاص كده، ودول على فكرة مسرحيتين، احنا طلعنا على المسرحيتين دول
البيت وقيمه التربوية باظت في مسرحية، والمدارس،، وبعدين يقول لك ايه احنا بندعوا للفضيلة، المسرحية أربع ساعات تلت ساعات ونص، أو أربع ساعات إلا ربع بوظان، وبعدين في الآخر الحمد لله بقوا كويسين، أنت بتعيش الحدث الممتد، معلش يعني هما هيلقوا على الناس موعظة، يعني هو في الآخر ديه موعظة، انت عيشتني في تفاصيل البوظان، أنا عشته بوجداني بقيت كده، على فكرة مسرحيّتين بس، أحدثوا ثمرة،
في مقابل كده القرآن العظيم والسنّة المطهّرة ليه لا تحدث نفس الثمرة، مش ممكن تكون الحجات ديه أقوى تأثيراً من القرآن ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم مش ممكن أبداً لكن في الواقع ده موجود، هي ديه الحقيقة اللي احنا عايشنها، الخلل فين؟
بالمرة كده، حسين كمال المخرج، بيقول إنه بعد عبدالحليم حافظ ما مات هو قلق على مستقبل الأغنية العاطفية في مصر ، ديه رسالة،، عبدالحليم مات، فأغنية العاطفية في مصر مهددة بالخطر، طب هو عمل ايه بقى عشان يحل المشكلة، توجّه إلى محرّم فؤاد، فجعل ديه أمانة في عنقه، فهو بيقول بعد عشرين سنة من الكلام ده، إن هو كان زعلان إن الراجل ما قمش بالأمانة وبالتالي حصل خلل، بس الجمل ديه معناها ايه، يبغض النظر عن دماغ الراجل،، هو متصور إن ده رسالة، وفي حاجة بتتعمل وتقدم للناس، حاجة بتتعمل وبتقدم للناس ديه في واحد كان سادد هذه الثغرة، قائم بهذه الوظيفة بيجاهد لأجل الأغنية العاطفية، طب هنعمل ايه دلوقتي يا جماعة لازم حد يسد هذه الثغرة، هتقوم بها يا فلان قال له: رقابتي، بعد رقبتي معملش حاجة، فده زعلان إن ازاي الراجل ده ما قمش باللي عليه، ده اللي المفروض يكون باتجاه الحق أو الدين، إن هي رسالة وأمانة كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
ولذلك سيدنا عمر كان بيستعيذ من جلد الفاجر وعجز الثقة إن في النهاية الثقات اللي هما أهل الخير يعني، مبيعملوش حاجة وفي المقابل النا اللي باتجاه الشر، بترسم، عندها اجتهاد، عندها بذل، بتعيش قضية، حتى لو كانت قضية باطلة، في النهاية صاحب القضية هو اللي بيكسب، لو احنا قلنا اللا قضية في مقابلة قضية الباطل، قضية الباطل تكسب، متى تنتصر قضية الحقّ، لما يكون في أصحاب قضية، فاحنا دلوقتي عندنا دلوقتي عندنا النظام ده كده، والتاني ده اللي فيه الحياة، وبالتالي لازم المجمع ينساق باتجاه التأثير الحقيقي، الناس اللي بتبذل بإتجاه التأثير هي اللي هتكسب،
طب ايه الحل، ما احنا مش هنعرف نمثّل، يبئه احنا لازم في تعاملنا مع القرآن في تعاملنا مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لازم نعيشه، أصل ده دورنا احنا، إن احنا نحاول ننقل ده للصورة المعاشة.
آخر حاجة: أهمية تصوّر الموضوع بشكل واقعي: عن خبّاب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردة له في ظلّ الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا -احنا بنقرأ أهوه- فقال: لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنّكم تستعجلون، خلينا نشوف ده،
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردة له في ظلّ الكعبة، طيب يعني سيدنا خباب ومن معه من الصحابة جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وهم بيعانوا من الضغط والتعذيب، فجلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعدين طلبوا منه الدعاء: يا رسول الله ادعي لنا، في رواية: فجلس محمراً وجهه، النبي صلى الله عليه وسلم غضب، لو هما قعدوا كده وقالوا يا رسول الله ادعلنا، ديه حاجة مفهاش أي مشاكل صح، ايه اللي هيخلي النبي صلى الله عليه وسلم يغضب مفيش حاجة، فلما أجي أقرأ هنا هيبقى عندي أنا هنا في ايرور، الناس ما قلتش حاجة يعني، طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم إن هو يدعو لهم، طب هو ليه (فجلس محمراً وجهه) وقال الكلام الجامد ده، يبئه هما ما قالوش كده،
أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا له: يا رسول الله ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا ،، كده حالة من الجزع موجودة عندي، حالة من الجذع ديه هشفها ازاي، أنا قرأت كده، هعرفها ازاي، فلازم أنا أتمثّل أو أعيش ده، هأدرك قال ده ليه
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم هنا جلس محمرّاً وجهه مفهومه، وفي نهاية الحديث قال ايه: ولكنكم،، أصل معلش احنا عرفنا منين إنهم كانوا في حالة من الجزع، هنضرب الودع، قوله: ولكنّكم قومٌ تعجلون، وفي رواية: تستعجلون، إذاً هي حالة من استعجال وقلّة الصبر والجزع أدت إن النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل بهذه الصورة.
مثال تاني وأخير، عن أنس بن مالك أن الرُبَيْع -عمته- كسرت ثنية جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقال: أنس بن النضر يا رسول الله أتكسر ثنيّة الربيع، لا والذي بعثك بالحقّ لا تكسر ثنيّتها، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص، فرضي القوم فعفوا، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.
دلوقتي الرُبَيْع كسرت السنة ديه لبنت صغيرة، فهما معلش حصل خير يعني،، لا محصلش خير، طب شوفوا يا جماعة الدية أد ايه واحنا ندفعها، لا البنت ديه سنتها اتكسرت احنا لازم نكسر السنّة ديه في مقابل السنّة ديه، جميل أوي، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص،، فقال: أنس بن النضر، يا رسول الله أتكسر ثنيّة الرُبيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها،
النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالقصاص، فأنس بن النضر قال ايه؟ قال له: يا رسول الله أتكسر ثنيّة الربيع، لا والذي بعثك بالحقّ لا تكسر ثنيّتها، يبئه زي اللي بيرد على النبي صلى الله عليه وسلم وبيقول له لأ مش هتكّسر، طب مش مكسورة،، طب وهو هينفع الصحابي يقول كده للنبي صلى الله عليه وسلم، أصل احنا ممكن نقرأها كده، ولذلك النبي قال: يا أنس كتاب الله القصاص،
هو قال في حال من التأثر يا رسول الله أتكسر ثنيّة الربيع،ثم قال: لا والذي بعثك بالحقّ لا تكسر ثنيّتها، ربنا سبحانه وتعالى لم يكن ليفعل بها كده ولذلك بعدها الناس رضوا، ربنا أرضاهم من غير ما حاجة تحصل، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم علّق ايه في الآخر، قال: إن من عباد الله من لو أقسم،،، يبئه إذاً لما قال لا والذي بعثك بالحق، كان بيقولها كده، ديه كانت لفوق بينه وبين ربنا سبحانه وتعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيعلّق وبيقول: إن في ناس بنهم وبين ربنا الصلة اللي تجعله لما يستعظم شيء أو يسأل ربنا سبحانه وتعالى أو يرتجي أو يبتهل إلى الله فيه إن ربنا لا يخيّب رجاؤه ، يبئه احنا قرأناها لو طلعت كده يبئه احنا في سكّة بعيدة :ازاي الصحابي يعترض على أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
طب احنا عرفنا ده منين (من لو أقسم على الله لأبرّه) طب ده بيجي ازاي أنا هتعامل مع النصّ وأتأمله وأحاول إن أنا أعيشه، وأفكّر فيه، فهو سيعطيني صورته الصحيحة وبالتالي يديني معانيه الصحيحة،
سيعطيني في الحديث الأولاني إن الإستعجال وقلّة الصبر ده شيء احنا المفروض نبتعد عنه، وفي التاني هيديني إن علاقة الإنسان القوية مع الله سبحانه وتعالى تجعله إذ توجّه إلى الله سبحانه وتعالى في شيء، إن ربنا سبحانه وتعالى لا يخذله، يبئه إذاً تمثّل النصّ أو التفكير في النصّ هو ده اللي هيخليني أحسن فهمه وأقدر أتأثر به وأعايشه، ده هيجي ازاي، طب لو أنا قرأته زي ما أنا قرأته، هو لا يحدث شيء، هو غالباً لما بنقرأه هو لا يحدث هكذا ولا هكذا، لأنه عدّا، يعني احنا فتحنا الكتاب وقرأنا الحديث والحمد لله، مفيش مشكلة بالنسبة لنا احنا لأن بالنسبة لنا يمين زي شمال، لكن المفروض مش كده.
يبئه خلاصة الموضوع احنا عاوزين نقول ايه عاوزين نقول إن ربنا سبحانه وتعالى واهب الحياة بكلام الله سبحانه وتعالى بيهبنا احنا الحياة وده مش هيتمّ إلا إن احنا نعايش القرآن أو نتدبّر كما أمر الله سبحانه وتعالى حينئذٍ يحصل التأثر، احنا هنعيش بكياننا كله مع كلام ربنا سبحانه وتعالى، هنعيش بوجداننا كله، مع حياة النبي صلى الله عليه وسلم، هي السيرة ليه مهمة؟ السيرة ديه عبارة عن ايه؟ إن احنا بنشوف النبي صلى الله عليه وسلم وهو عايش ازاي بيمشي بيتعامل مع الناس ازاي بنشوفه وبالتالي نتأثر به، وبالتالي نحاكي هذه الحالة، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ازاي هيبقى قدوة ازاي هيبقى قدوة إذا كنّا احنا مش شايفينه عشان نقتدي به، يبئه احنا لازم ننقلها لصورة حيّة والصورة الحيّة ديه في الآخر هي اللي هتعطي الثمرة، لو مكنش هيفضل المجتمع يسير في الاتجاه الآخر لأن هو ده الاتجاه اللي بيعمل المعايشة وبيعمل التأثير، وطالما احنا مش هنقدر نوزن ده، فلازم نوازن ده ونعادله بما هو أقوى بما هو أعظم بما هو أرقى إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم زهدنا في دنيانا، اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضليين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.