Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

المساجد وإشعاع الرفق والرحمة

بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ها قد إنتهينا إلى خاتمة هذه الكلمات، مع خاتمة هذه الكلمات العظيمات وقد لفّنا فيها القصور والتقصير ولكننا نطمع ونرجو رحمة ربنا تبارك وتعالى، فلا يسع الإنسان إلا أن يرحمه الله تبارك وتعالى ويعفو عنه بمنّه وكرمه.

قال عمرو بن ميمون الأودى رحمه الله: أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوت الله عز وجل فى الأرض المساجد وحقّ على الله تبارك وتعالى أن يكرم زائره. فنحن نرجو ربنا تبارك وتعالى أن يكرمنا لأننا أوينا إلى بيته تبارك وتعالى. وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضى الله عنها كلمات تقولها فى ترقب ليلة القدر فعلمها أن تقول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى, لم يزد على هذه الكلمات التى تدعو الله تبارك وتعالى باسمه العفوّ وترجوه أن يشتملنا فى عفوه ليس لأننا نستحق ولكن لأنه سبحانه وتعالى يحب أن يعفو، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى.

وقد تكلمنا قبل عما نرجو ونحب أن نخلص به من هذه الليالى وذكرنا أمورا أربعة.. الأول: أن نأوى إلى ركن الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل حاكيا عن لوط عليه السلام لما أطاف به قومه هؤلاء السفهاء وأرادوا أن يؤذوا أضيافه ولم يكن له قبل بهم ولا سلطان يدافعهم قال قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ أى أحتمى بجناب قوى يحمينى ويحفظنى ويحفظ آلى ويحفظ أضيافى. فعقب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات وقال رحم الله أخى لوطاً لقد كان يأوى إلى ركن شديد، إلى جناب الله تبارك وتعالى. فهذا هو أول أمر. الإرتكان إلى هذا الركن الركين ركن الله تبارك وتعالى.

الثانى: ألا نهجر كتاب الله تبارك وتعالى الذى الإتصال به كل خير وكل سعادة, قال تعالىوَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.

والثالثة: ألا نهجر بيوت الله عز وجل التى هى خير البقاع ومحل كل خير ومحل تنزّل كل رحمة وكل سكينة من الله تبارك وتعالى. وذكرنا رابعا: المحافظة على ذكر الله تبارك وتعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

وأخيرا: الدعاء..وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ, قال صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة.

ونختم ونقول أن مجتمعنا هذا الذى نعيش فيه هو أحوج ما يكون إلى أن يعود إلى الله تبارك وتعالى, هو أحوج ما يكون إلى أن يستظل بظلال رحمته سبحانه وتعالى. وهذا هو دورنا واجبنا لما ذقنا مما آتانا الله عز وجل من الشعور برحمة الله, من الشعور بسكينة الصلاة, من الشعور بالهدوء والطمأنينة فى بيوت الله أن ندعو كل من حولنا وكل من نحب إلى ظلال الله تبارك وتعالى. قال صلى الله عليه وسلم لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. فنحن نحب للناس جميعا أن يظلهم الله عز وجل جميعا فى ظله الوارف وأن يمنّ عليهم بمنّه وفضله وكرمه. نحن نعيش تحت ضغط التوتر الزائد والقلق المستمر والتربص وتوجس الناس بعضهم من بعض, عدم القدرة على الإحتمال والشعور بعدم الأمن. كل هذه الأدواء والأمراض لا دواء لها ولا علاج لها إلا حينما نأوى إلى الله تبارك وتعالى. نحن نحتاج إلى أن نشعر بالأمن قال الله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ.

نحن نحتاج إلى الرحمة، نحتاج إلى الرفق، نحتاج إلى السكينة، نحتاج إلى الحب, قال رسول لله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن.. إرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء. وقال صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم. قال صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على سواه. قال صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق فى شىء إلا زانه وما نزع من شىء إلا شانه. قال صلى الله عليه وسلم: إن الله أوحى إلىّ أن تواضعوا حتى لا يبغى أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد.. هذا وحى أوحاه الله لنبيه موصيا لنا بهذه الكلمات موصيا لنا بهذه الكلمات.. بالتواضع والسكينة حتى لا يبغى أحد على أحد – أى لا أحد يفترى على أحد – ولا يفخر أحد على أحد – أى لا أحد يتكبر على أحد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا, أولا أدلكم على شىء إذا فعلتوه تحاببتم؟ أفشوا السلام.. أفشوا السلام بينكم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا ما هم بالأنبياء ولا الشهداء يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة لمقامهم وقربهم من الله عز وجل, قيل يا رسول الله صفهم لنا.. قال هم ناس من الناس توادّوا وتحابوا فى ذات الله تبارك وتعالى على غير أرحام بينهم – ليسوا أقارب – ولا أموال يتعاطونها – ليس بينهم تعامل مادى – فهم على منابر من نور وإن وجوههم لنور.. لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.

قال أبو إدريس الخولانى رحمه الله دخلت مسجد دمشق فإذا فتى برّاق الثنايا حسن الوجه وإذا الناس حوله فإذا اختلفوا فى شىء ردوه إليه وصدروا فيه عن رأيه – إذا اختلفوا فى شىء يرجعون إليه ويتبعون مشورته – فسألت من هذا قيل هذا معاذ بن جبل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال فلما كان اليوم التالى هجّرت إلى المسجد – أى بكّرت فى الذهاب إليه قبل صلاة الظهر بقليل – فوجدته قد سبقنى بالتهجير وإذا هو قائم يصلى, فانتظرته حتى انتهى من صلاته وجئت له من قبل وجهه وقلت له إنى أحبك فى الله فقال آالله؟ قلت آالله. قال آالله؟ قلت آالله – هو يستحلفه بالله هل أنت كذلك بالفعل؟ فقال ثالثا آالله؟ قلت: آالله, قال فأخذ بحبوتى فجبذنى إليه – أى جذبه إليه من ردائه – وقال أبشر فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” قال الله تعالى: حقّت محبتى للمتحابين فىّ وحقّت محبتى للمتجالسين فىّ وحقّت محبتى للمتزاورين فىّ وحقّت محبتى للمتباذلين فىّ.

نحن نحتاج إلى هذه المشاعر، نحتاج إلى هذه الصلات، نحتاج إلى الله تبارك وتعالى، نحتاج إلى الدين هذا هو الذى يحقق لنا ما نحبه وما نريده وما نصبو إليه. نحتاج إلى أن ننقل هذه الكلمات.. ننقل هذه الأحاسيس إلى كل الناس من حولنا لننعم كما قلنا بالظلال الوارفة لرحمة الله عز وجل ورضوانه.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.