Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

المسجد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

تحدثنا في المرة الماضية عن ليلة القدر وكيف جعلها الله عز وجل بهذه المثابة وبهذه المنزلة العظيمة وذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلمسه لفضل هذه الليلة وفي تطلبه لها صلى الله عليه وسلم أراد أن يجمع شرف المكان إلى شرف الزمان فكان يمكث في المسجد، ويلازم المسجد طيلة الليالي العشر الأخر من شهر رمضان تطلباً لهذا الفضل العظيم فيجمع إلى شرف الزمان شرف البقعة والمكان.

المسجد نسبه الله عز وجل إلى نفسه قال تعالى وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا المسجد وصفه الله عز وجل بأنه بيت الله تبارك وتعالى قال تعالى وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ فالله عز وجل نسب البيت إلى نفسه تبارك وتعالى وأمر إبراهيم عليه السلام أن يرفع قدره وأن يطهره وأن ينزهه ليكون محلّاً مناسباً لهذا الأمر العظيم الذي يقصد له المسجد، وهو عبادة الله تبارك وتعالى الطواف والقيام والركوع والسجود،قال الله تبارك وتعالى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الوصف العظيم، أنه سبحانه وتعالى هو النور وهو الذي ينور السماوات والأرض بنوره تبارك وتعالى ومثّل نوره سبحانه وتعالى في قلب العبد المؤمن بنورين يتظاهران نور الفطرة والإيمان ونور الحجّة والبرهان والقرآن، ثم ذكر تبارك وتعالى محل تطلب هذا النور، أين نجد هذا النور، أين نجد هؤلاء الناس الذين تحقق فيهم هذا النور الإلهي فقال تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۝ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ۝ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فالله عز وجل ذكر أن محل النور هو في بيت الله تبارك وتعالى، هو فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أمر الله سبحانه وتعالى وأوصى وقضى وقدّر أن ترفع أي تكرّم وتطهر ويرفع مكانها ومنزلتها لأنها تنسب إلى الرب تبارك وتعالى فإنما ترفع هذه البيوت بإذن الله تبارك وتعالى لا تحتاج بعد إذن الله لإذن مخلوق كائناً من كان، لا يحق لمخلوق أن يجعل رفع بيوت الله عز وجل موقوفاً على إذنٍ منه أو إذنٍ من عبدٍ كائناً من كان، فإن الله عز وجل قد أذن ترفع وقضي الأمر، ولم يجعل سبحانه وتعالى في ذلك شرطاً ولا حدّاً، قال صلى الله عليه وسلم: من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة – عش الحمامة، عش العصفور، عش الطائر، دلالة على أنه ربما كان حجمه ومساحته صغيرة – من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة، بنى الله له به بيتاً في الجنة. فلم يحد له حدّاً ولم يجعل له قدراً ولم يجعل بين المسجد والمسجد مسافة إنما أذن الله عز وجل برفع بيوت الله كائناً من كان.

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ليذكر فيها اسمه أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ بكرةً وعشيا، في أول النهار وفي آخره رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ فوصف الله عز وجل أهل المسجد بأنهم الرجال حقّ الرجال وبيّن أن الرجولة حقّ الرجولة ألا يشغل الإنسان عن طاعة الله عز وجل شيء لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ فهم يرتادون هذه الأماكن ويأخذون بهذه الأسباب ويفعلون هذه الأشياء لكنها لا تصدهم أو تشغلهم أو تلهيهم عن المقصد الأساس والغاية العظمى وهي عبادة الله تبارك وتعالى، ثم ذكر تبارك وتعالى الحامل لهم على ذلك، ما الذي قوّى هؤلاء الرجال على هذا الأمر الصعب الذي ربما لا يقوى عليه غيرهم يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُتضطرب وتتحرك من أماكنها خوفاً وفزعاً من هول هذا اليوم العظيم وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ۝ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فإنما مكّنوا من هذا الأمر حينما قامت في قلوبهم هذه المعاني، يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ثم ذكر ثوابهم لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ قال الله تبارك وتعالى إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ۝ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ۝ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ الله سبحانه وتعالى أذن للمؤمنين بأن يحتملوا سلاحهم وأن يقاتلوا ثم ذكر علّة ذلك أن الله سبحانه وتعالى إنما أمرهم بذلك ليادفعوا الكفر والكافرين لولا هذه المدافعة لم يذكر اسم الله عز وجل في الأرض، فكان غاية هذه المقاتلة، وغاية هذه المدافعة أن يبقى اسم الله عز وجل مرفوعاً يذكر في البيوت التي تنسب إلى الله تبارك وتعالى وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا لذلك قال الله تبارك وتعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ الله سبحانه وتعالى يقول أنه ليس عبدٌ من عباد الله أظلم من هذا العبد الذي يمنع مساجد الله أن يرفع فيها اسم الله وأن يذكر فيها اسم الله تبارك وتعالى وقضى على هؤلاء بالخوف والمهانة والخزي والذل في الدنيا والآخرة وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ويكفي أن الله تبارك وتعالى وصف عمّار بيته بهذه الكلمات العظيمة إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ شهادة من الله إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ

قال الله تبارك وتعالى وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ۝ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لما اشتدّ هذا الفرعون وملاءه وجنوده لبني إسرائيل حتى أنهم لا يستطيعون أن يجاهروا بصلاتهم أمر الله نبيه موسى عليه السلام أن يتّخذ لبي إسرائيل بيوتاً نائيةً عن بطش فرعون وأن يحوّلوا هذه البيوت إلى مساجد لكي يقيموا فيها العبادة لله تبارك وتعالى ويقيموا فيها ذكر الله عز وجل حتى في هذه اللحظات العصيبة وفي ظلّ هذه الظروف الشديدة لابد أن يقام المسجد، ولابد أن تقام العبادة لله تبارك وتعالى وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ – أي اتخذا – لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً – أي مساجد – وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ لأن الإنسان في لحظات الشدّة هو أحوج ما يكون إلى العبادة هو أحوج ما يكون إلى أن يزيد في العبادة، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، إذا اشتدّ عليه أمر صلى، كانوا إذا فزعوا فزعوا إلى صلاتهم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بأن فرج الله عز وجل ونصره قريب كما قال الله تبارك وتعالى فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ۝ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا جعله قريناً له ولم يجعله لاحقاً تابعاً مترتب عليه بل هو مصاحب له من حين حلوله إلى حين زواله وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ

قال الله عز وجل وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۝ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ۝ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ جاء أُناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون أن يبنوا مسجداً أو بنوا مسجداً بالفعل قريباً من مسجد قباء، وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بهم في هذا المسجد ليتّخذه الناس مسجداً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوشك على الخروج إلى غزوة تبوك فاعتذر لهم بالانشغال وضيق الوقت ووعدهم أنه إذا أتى فإنه سوف يصلي فيه فلما آب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلامة الله وفضله إلى المدينة، أنزل الله عز وجل عليه هذه الآيات ونهاه وحذّره أن يقوم في هذا المكان لأنهم لم يقيموه للعلّة الصحيحة لأجل إقامة عبادة الله وإنما لتفريق كلمة المؤمنين ولتدبير المؤامرات ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد صحابته ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم معل بن عديّ ومالك بن الدقشم أن يحرّقا هذا المسجد، فحرّقاه ونسفاه، فقال تبارك وتعالى وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا لكن لماذا اتّخذوه، ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا أي إعداداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ لكنهم يظهرون خلاف ذلك وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فنهى الله تبارك وتعالى رسوله ونبيه عن أن يقوم في هذا المكان قال لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا فوصف الله عز وجل هذا المكان بوصفين عظيمين، النيّة والمقصد الأساس من إنشاء المكان، وهذا يدلّ على أن المقاصد والبواعث الأساسية لها تأثيرٌ في المواطن والأماكن، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ المسجد ويجعله مكاناً للصحابة يصلون فيه، كان من الممكن أن يفعل هذا، يخرج منه هؤلاء ويبقى مسجداً يذكر فيه اسم الله تبارك وتعالى.

لكنه لما كان أصله ومنشأه ومنبته فاسداً كان التحريق أولى، لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ثم وصف أهله فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ۝ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ الجرف هو الحد الذي يكون للشيء، هارٍ: أي متصدّع، فإذا أنشأت بنياناً أو أقمت بنيانك هنا، أو وقفت أنت هنا فسوف يهوي بك هذا المكان في محلٍ سحيق لا محالة أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ۝ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ولذلك استحقت هذه الأماكن أن توصف بهذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها.

فهذا المكان الذي هو المسجد يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل محلٍ على الأرض على الإطلاق، وأحب مكانٍ في هذه الأرض إلى الرب تبارك وتعالى وفي مقابل ذلك ذكر أن الأسواق هي أبغض الأماكن إلى الله تبارك وتعالى فالمكان شرفه وعدم شرفه، محبة الله له أو عكس ذلك إنما تكون بما يجري في هذا المحل من خيرٍ أو شر، فهذا المحل لما كان محلّاً لأكرم وأفضل شيء وهو عبادة الله تبارك وتعالى وذكره، كان أشرف مكان، والأسواق لما كانت محلّاً للغش والخداع والأيمان الكاذبة والربا وأكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك من الأمور المنكرة كانت أبغض الأماكن إلى الله عز وجل، وإن كان الإنسان يحتاج إلى أن يذهب إلى سوق، يحتاج إلى أن يبيع ويشتري، لكن هذا المكان لما يكون ملهياً عن عبادة الله، مشغلاً عن ذكر الله.

قال الله تبارك وتعالى وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ فإذاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يمشي في الأسواق لكن هذا السوق لما يكون صادّاً عن ذكر الله، ملهياً عن عبادة الله، مشغلاً للإنسان عن طاعة الله، محلّاً لمعصية الله تبارك وتعالى كان هذا المكان أبغض شيءٍ إلى الله تبارك وتعالى فالمسجد بيت الله كان في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب مكانٍ إلى الله عز وجل أفضل مكانٍ يتعبد فيه لله عز وجل في هذه الأرض، ولذلك كان المسجد مكاناً حقيقاً لكل عبدٍ مؤمن أن يجعله بيته،كما جاء في الحديث ” المسجد بيت كل تقي ” كما مرّ معنا في الآيات التي ذكرنا أن هذا المكان مكان يأوي إليه كل عبدٍ مؤمن لذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الأصناف أو في جملة الأشخاص الذين يظلّهم الله عز وجل في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، حيث تدنو الشمس من رؤوس العباد حتى تكون على قدر ميل، ويغرق الناس في أعراقهم فمنهم من يبلغ عرقه إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ عرقه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، حينئذٍ يكون أُناس في ظل عرش الله تبارك وتعالى فعدّ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ورجلٌ قلبه معلّقٌ ف المسجد ” مثل هذا السراج مثل القنديل مثل المصباح المعلّق في المسجد، وقد ذكرنا المعنى في قول الله تبارك وتعالى مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ كأن قلب الإنسان المؤمن مثل هذه المشكاة والمصباح المنير، يخرج ببدنه من المسجد ويترك قلبه معلّقاً فيه حتى يعود إليه مرة أخرى، فيلتئم بدنه لى قلبه فيعود قلبه إلى محله، فإذا خرج مرة أخرى خرج ببدنه وترك قلبه في المسجد حتى يعود إليه ” ورجلٌ قلبه معلّق في المسجد “

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة عند أبي داوود: بشّر المشّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قلنا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط.

بل هناك ما هو أقوى من هذا وأشد وأغلظ، هذا الدين إنما بناه الله عز وجل على التيسير وعلى رفع الحرج وألا يكون فيه مشقة بوجه من وجوه، ومع ذلك أتى ابن أم مكتوم رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل ضرير البصر شاسع الدار – بيته بعيد – وليس لي قائد يلاومني – ليس له شخص ملائم يقوده إلى المسجد – فهل لي من رخصة في أن أصلي في بيتي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: لا أجد لك رخصة.

على هذا الحال الذي وصفه ابن أم مكتوم رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ذهاب البصر وبعد المكان وأنه ليس له قائدٌ يلائمه، ومع ذلك لما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يسمع نداء، يسمع ” حي على الصلاة ” ، يسمع ” حي على الفلاح ” قال نعم، قال: لا أجد لك رخصة،، وفي رواية في مسند الإمام أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد يوماً فرأى في الناس رقّة، رقّة: أي خفّة أو قلّة، عدد الناس الموجودين حال إقامة الصلاة عددٌ قليل.

فقال صلى الله عليه وسلم :إني لأهمّ – أي أعزم – على أن أجعل للناس إماماً ثم أخرج فلا أجد رجلاً يتخلف عن هذه الصلاة في بيته إلا أحرقته عليهم وقال ابن أم مكتوم يا رسول الله:إن بيني وبين المسجد لنخلاً وشجراً ولا أقدر على قائد كل ساعة أي: في كل وقت صلاة،فهل لي من رخصة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :هل تسمع الإقامة قال: نعم، قال: فأجب.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق في رجال معهم حزمٌ من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأُحرّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء

فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ الذي قال الله تبارك وتعالى فيه فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ والذي قال الله تبارك وتعالى فيه لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ هو هو صلى الله عليه وسلم الذي همّ بهذا الأمر الجلل العظيم أن يحرّق بيوتاً على رؤوس أصحابها بأنهم يتخلفون عن الصلاة في بيت الله فأيُّ عظمة لهذا الأمر، وأي قدرٍ لهذا الأمر في دين الله تبارك وتعالى.

قال عبدالله بن مسعود: من سرّه أن يلقى الله عز وجل غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهنّ فإن الله قد شرع لنبيّكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنّ هنّ – أي الصلاة في المسجد – من سنن الهدى، وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم، ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم، ومن خرج من بيته إلى مسجد من هذه المساجد كتب الله عز وجل له بها حسنة، ورفعه بها درجه وحطّ عنه بها خطيئة ولقد رأيتنا – يقول ابن مسعود – ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل مهادى بين الرجلين – مستند على رجلين – مهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتدّ به الوجع واشتدّت به الحمى، كان يغمى عليه صلى الله عليه وسلم فأفاق، فقال: أصلى الناس قالوا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب – طشت لأجل أن يغتسل به – فاغتسل ثم ذهب ليقوم – يقوم بثقل – فأغمي عليه صلى الله عليه وسلم ثم أفاق بعد قليل فقال: أصلى الناس، قالوا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب، ثم اغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس قالوا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماءً في المخضب، ثم اغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، فعل ذلك ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم ليخرج من بيته ليدرك الصلاة مع الجماعة ثم لمّا لم يتمكن من ذلك قال: مروا أبابكرٍ أن يصلي بالناس، ثم وجد في نفسه بعد ذلك قوّة صلى الله عليه وسلم فخرج يهادى بين الرجلين، بين العباس وبين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وتخطُّ رجليه في الأرض خطّاً لا يستطيع أن يرفع رجليه حتى أقيم على يسار أبابكر رضي الله عنه وهو يصلي بالناس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبوبكر يسمع الناس التكبير لأن صوته صلى الله عليه وسلم لم يكن يقوى على أن يسمع الناس.

فهذا الأمر جعل له في دين الله عز وجل مكاناً عظيماً، لا ينبغي لعبد مؤمن بعدما ألقي في سمعه هذه الآيات وأُلقي في سمعه هذه الكلمات ورأى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذه العبادة، لا يسعه أن يتخلف عنها وهو غير معذور.

عند ابن حبّان عن ابن عبّاس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر.

وعند ابن أبي شيبة عن عليّ رضي الله عنه قال: من سمع النداء فلم يأته لم ترفع صلاته فوق رأسه أو قال: لم تجاوز صلاته رأسه إلا بالعذر.

نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا من عمار المساجد الذين زكاهم الله عز وجل فقال   إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ  وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى  أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ

اللهم اجعلنا هداة مهتدين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين. سلما لأوليائك حرباً على أعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملاً يقربك إلى حبك.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

اللهم توفنا مسلمين، اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.