Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

تحرير المرأة وتحرير الإنسان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

انتهينا للكلام عما يوجّه للدين أو لما يسمّيه الناس إسلاماً من نقدٍ حول أنه ينتقص المرأة من حقّها ويحابي الرجل على حساب المرأة، وحول هذا انطلق دعوة من قديم؛ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؛ تحمل هذا الشعار؛ شعار تحرير المرأة، ونحن نريد أن نتكلم عن هذا المفهوم، مفهوم الحرية، ما معناها، وما حقيقتها؟؟.

وظيفة الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى هو أن يمنح الإنسان حريّته يتحرر الإنسان مم؟ يتحرر الإنسان من أسر الهوى، قال تعالى أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا وقال تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ كيف يتخذ الإنسان هواه إلهاً له؟ وما معنى الهوى؟ وكيف تتحقق حرية الإنسان؟ قال الله تبارك وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ وقال سبحانه وتعالى أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ۝ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ۝ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ

إذاً الإنسان ربنا سبحانه وتعالى خلقه لكي يرتبط بالله، بدايةً أن يحب ربه تبارك وتعالى، المفروض في هذه الحياة حبّاً كبيراً يملأ قلب الإنسان، محبته وارتباطه بربنا سبحانه وتعالى، وعن هذا الحب والارتباط والثقة، تأتي الطاعة والسير على المنهاج الذي رسمه الله تبارك وتعالى لسعادة الإنسان، وأي حب آخر في هذه الحياة من المفترض أنه يتفرّع عن هذا الحب، ولذلك كان في دعائه صلى الله عليه وسلم مما ندعو به، اللهم إني أسألك حبّك، هذا هو الأصل – ثم – وحب من يحبك وحب عملٍ يقربني إلى حبك، ثلاث أشياء؛ محبة ربنا سبحانه وتعالى، محبة الناس التي تحب ربنا سبحانه وتعالى، محبة الأشياء التي تقرّب إلى الله وبالتالي، بغض كل ما هو بضد ذلك، ” ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، إذاً هذا الإيمان يثمر شعور باللذة والسعادة والحلاوة، لمن؟ ” أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ” هذان فوق، وبعد ذلك ” أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ” فرع عن أصل، وبعد ذلك ” أن يكره ” الصورة المقابلة، طالما هو يحب هذا، فأكثر شيء هو ينفر منه ويحذر منها ويخاف منها، أن ربنا سبحانه وتعالى لا قدّر الله يعيده إلى ما كان عليه، يفقده القيمة التي أعطاه إياها، يحجب عنه النعمة التي أورثه إياها، فمتى يحدث هذا حينما يكفر الإنسان بالنعمة إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لا تذهب أبداً النعمة هذا قانون لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ أبداً السلب لا يكون من قبل ربنا سبحانه وتعالى، إنما يكون من قبل العبد، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ فالإنسان حينما يرتبط بربنا سبحانه وتعالى حينما يرتبط بالسماء يتحرر من الكثير من القيود، وأعظم هذه القيود الأهواء والشهوات التي تسيطر على الإنسان فتخضعه للشيطان، فما معنى عبادة الشيطان؟ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ معنى عبادة الشيطان التزام سبيله والتزام طريقه، واتّخاذه إمام، واتّباع ما يوجّه إليه الإنسان، وفي المقابل الإعراض عن ربنا سبحانه وتعالى وعن أمر الله.

فحينما نتكلم عن تحرير المرأة، تحرير المرأة أم تحرير الرجل؟ لأن هما الاثنان مشتركين في نفس الأصل ونفس القضية ونفس أسباب الخلل، الرجل يحتاج أولاً أن يتحرر، لأننا إذا قلنا تحرير المرأة من أسر الرجل، يعني أن الرجل يظلم المرأة، فما الذي يجعله يظلم؟ أو يحيف، أو يغمض الحقوق أو يسلب الأموال؟؟؟ أنه يتّبع هوى النفس، ولا يوجد شيئاً آخر؟ ما الذي يجعل الإنسان يفعل هذا؟ أنه حقيقةً في أسر الهوى وفي أسر شهوات النفس، فإذا تحرر الرجل من أسر الهوى، تحررت المرأة من أسر ومن قيد الظلم والحيف والاجحاف الذي يعاملها به الرجل، فما أصل المشكلة؟ وما معنى الحرية وحقيقتها؟ يعني الناس تظن في الحرية، لا يوجد حرية مطلقة، ولذلك في أي دنيا، في أي بلد، في أي شيء لابد أن يكون هناك قانون، ما معنى القانون؟ القانون هذا هو حجر، حقيقة القانون هو حجر بيمنع إطلاق حريّات الناس بما يضر بالمصلحة العامة أو بمصلحة الآخرين، أو بما يجور على حريات الآخرين، ولذلك اضطررنا إلى أن نقول أنت حرّ مالم تضر، هذا حسن ولكن ما مفهوم الضرر؟ يعني الإنسان يعتقد أنه إذا ارتكب المعصية في نفسه واستعلن بها أن هذا لا يضرّ إلا ذاته… لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا، قال أن المجتمع كله سيتحمّل جريرة المجاهرة التي لا تستنكر، وقبل ذلك قال تبارك وتعالى وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ليس مع أنفسهم فيها فما موقف بقية الناس؟ سيشاركون أو يرتضوا، أو أن كل فرد سيحاول أن يمارس بمقدار ما يتيسّر له من ذلك، إذاً فهم سلكوا سبيل والناس اتّبعتهم فيه فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا۝ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى هذه سنّةٌ مضطردة.

إذاً حقيقة التحرر أن الإنسان يتحرر من الشيطان ومن الهوى ومن الشهوات التي لا ترضي ربنا تبارك وتعالى.

فنحن حينما بدأنا نطلق هذه الجملة وتسري بيننا، يوجد مأخذان أساسيان، الأول – الذي نتكلم عليه – : من ماذا سنتحرر؟، الأمر الثاني: كيف يكون هذا التحرر؟

نحن بدأنا نتخيل أن تحرر المرأة المسلمة هو أن تحذوا حذو المرأة الغربية، فهل هذا هو سبيل التحرر فعلا؟؟ لابد أن نجاوب على السؤال، البداية ما معنى الحرية، وهل التحرر أنني أتحرر من أوامر ربنا سبحانه وتعالى؟ أم أنني أعود للالتزام بأوامر الله، يعني أصلاً هل المجتمع كان به مشاكل أم لم يكن به؟ كان يوجد به مشاكل، هذه المشاكل نتيجة لماذا؟ تحوّل الأديان إلى عادات، أو غلبة تقاليد معيّنة توارثناها عبر أجيال غلبت على حقيقة الإيمان، فماذا نفعل؟ من المفترض أن نعود إلى ما كنّا عليه من حقيقة الإيمان، فنحن لم نفعل هذا، وسمّينا هذا رجعيّة، وسمّينا ما يقابله تقدّم وتقدّمية، في الخمسينات والستينات كانت الموضة الشائعة أن كل الأحزاب الاشتراكية والشيوعية اسمها أحزاب تقدّمية، ما معنى تقدّمية؟ أي متقدّمة للأمام، وأي شيء غير ذلك، هذه تسمّى رجعية، ما معنى رجعية؟ أي ترجع للوراء، فهل الأمام والوراء هذه، أي أن التقدّم في الزمان أو جيل بعد جيل هذا علامة على التقدم فعلاً مستمر في الفكر وفي الثقافة، وفي الأخلاق وفي السلوك، لا ليس لها علاقة.

المجتمعات ترتفع ومن الممكن أن تنخفض، ليس كل تقدّم في الزمان يعني تقدّم ورقي للإنسان، ليس هذا شرطاً، جمل نستخدمها نحتاج لأن نفكّر فيها، وهذه الخطبة كلها تدور حول هذا، محتاجين أن نفكّر.

وفي أحداث الثورة، والوفد الذي يريد أن يسافر ليدافع عن حقوق مصر ضد بريطانيا، كان يوجد مظاهرات أمام السكنات العسكرية الإنجليزية، ويسمى الآن بميدان التحرير، وفي ظل هذه المظاهرات وأيامها خرجت مظاهرة من النساء تطالب بالحرية، وفي وسط المظاهرة – وكانوا يلبسون البيش – وفأزالوا البيش وألقوها، فلماذا اختاروا هذا التوقيت.

الآن أنت تريد أن تكسر شيء مجتمعي، أنت قلت كلام نظري وفكر تطرحه، وبعد الفكر لابد أن يطبّقه أحد، فمتى أتى التطبيق؟ جاء في هذه الأوقات، فلماذا في هذه الأوقات؟ لماذا اختار هذا الوقت؟ عموماً عندما يحدث ثورة، مم تتكون الثورة؟ أن المجتمع كله يختلط ويضطّرب مثلما نحن الآن، المجتمع كله، كل شيء يصبح مجال لإعادة النظر وإعادة التفكير، ومن الذي سيفعل هذا؟ سيفعله أناس قائمين، في مشهد بطولي، فهذا في النهاية مشهد يقدّر ويجلّ، مشهد من التضحية والمنافحة عن قيم الاستقلال والوطنية، فنحن سنقدّر هؤلاء الناس، وهم يفعلون ذلك سيفعلون شيء من الممكن أن أستنكرها قليلاً لكن هذه تزيل هذه، ففي النهاية الموضوع يتم تمريره، ولذلك ما الذي تفعله الثورة؟ هي تقلب ما هو تحت لفوق، وتجعلنا ندرك حقيقة ما نحن عليه فعلاً، وليس ما نحن متخيّلين أننا عليه، من نحن بالفعل، وليس ما نحن كنا نظن أننا على صفته.

ولذلك نحن لم نسأل أنفسنا سؤال، في الدين هذه الثورة – الثورة كمفهوم – شيء حسن أم لا؟ وهي دينيّاً بديل سياسي صحيح أم لا؟ نحن سرنا مع الموجة، أمور حدثت وأناس صعدت وأناس نزلت، ولكننا لم نفكّر أيضاً، هل هذا صحيح أم خطأ؟ يعني مثلاً فرنسا قامت فيها ثورة، وروسيا قامت فيها ثورة، وإيران قامت بها ثورة، فهل الثورة شيء حسن أم سيئ، وعلى أي معيار سأحدد هي حسنة أم سيئة؟؟ وهل دينيّاً هذا شيء مستحسن مستحب أن تسعى فيه الناس أم لا؟ هل نحن لدينا إجابات على هذه الأسئلة؟ نحن لم نفكّر، من ذهب يمنة ومن ذهب يسرة لم يفكّر، في كل الأحوال لم نفكر.

الآن حوالي أكثر من مائة سنة على الأشياء التي حدثت والشعارات التي أطلقت، إلام وصلنا؟ السادات في 16 أكتوبر تقريباً – أظن ذلك – في البرلمان كان يتكلم عن الحرب والأحداث التي حدثت، وبعد ذلك قال في وسط الكلام قال: وسف يأتي يوم نجلس فيه سويّاً – نحن لم نجلس طبعاً – لا لنتباهى ولنتفاخر بما حققناه – يقصد في الحرب، إن كان يوجد شيء يستدعي الفخر أو لا – ولكن لكي نتذكّر وندرس ونعلّم أولادنا وأحفادنا قصة الكفاح ومشاقّه، ومرارة الهزيمة وألمها، وحلاوة النصر.

هذا الكلام هو لم يفعله، ولم يفعله أحد، ولكن هذا المنطق منطق مهم، أي أنه لابد على الإنسان بعد أن تمر أيام على أي حدث من الأحداث، نجلس معاً نفكّر، نجلس فيه معاً؟ لماذا؟ ليس للتفاخر، لأن هذا التفاخر لا تأتي بشيء، نحن إلى اليوم جالسين نصنع احتفالات، هذا ليس منطقاً صحيحا، هذا ليس منطقاً صحيحا، هذا ليس منطقاً لأمة تريد أن تصنع شيئاً، أنا صنعت شيء قديم جداً، بغض النظر عن مدى حقيقتها، لكن في النهاية لن أجلس طوال عمري أحتفل وأغني على شيء قديم، هذا يدل على أنني لا أريد أن أصنع شيء

من المفترض أن أي أمة كل يوم تحقق نجاح، هذا هو الطبيعي، إذا كانت ترتقي فعلاً، فإذا لم يكن هكذا؟ ولذلك ذكرنا قبل هذا في جمعة قديمة، الشاعر وهو ينعى على بني تغلب، أخذنا زمان في المدرسة قصيدة لعمرو بن كلثوم، هذا رجل أمير بني تغلب، دعاه عمرو بن هند وكان ملكاً في العراق، وعمرو بن هند هذا رجل غريب، هو رجل يحب أن يكون فوق الناس، فقال لهم، هل في العرب رجل أمه لا ترضى أن تخدم أمي إذا كانت عندنا؟ هو يحب أن يذل الناس، فقالوا له: نعم:عمرو بن تغلب، فقال لهم: سأجرّب.

فأتى به ودعاه لطعام، وقال لوالدته عندما ينتهي الطعام، ويبدأوا في جلب الحلويات شغّلي أمه أي: أعطيني الطبق الفلاني، الشوكة الفلانية السكينة…، فهي قالت لها: ناوليني الطبق يا ليلى، فليلى ناولتها الطبق، بعد قليل قالت لها ناوليني كذا، فالمرأة فهمت أنها تقصد، فولولت… بس هذا، هي ولولت، فقام عمرو سحب سيفاً وضرب عمرو بن هند فقتله، ضربوا الناس الذين معه، وأخذوا السرادق هذا وسلبوا كل ما فيه وذهبوا، وقام قال قصيدة، فماذا فعلوا بني تغلب، منذ هذه المعركة، فهذه عركة، من ساعة هذه العركة، وهم لا يملكون شيئاً إلا هذه القصيدة، والقصيدة معظمها كلام ليس له معنى، فالشاعر ماذا يقول

 ” ألهى بني جشمٍ عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم ” لا يعرفون غيرها

 ” يفاخرون بها مذ كان أولهم ” من ساعة ما خلقهم الله ” يالا الرجال وفخر غير مسئوم ” هم لا يملّون

 ” إن القديم إذا ما ضاع آخره كساعدٍ فلّه الأيام محطوم ” ففي النهاية إن لم يكن هناك جديد يدعّمه على طول فهذا مثل الذراع القوي مثل ذراع الملاكم مثلاً وبعد هذا مع الكبر والسن انتهى.

فأنا بماذا أفتخر الآن، إن لم يكن هناك شيء جديد يدعّمه ” إن القديم إذا ما ضاع آخره كساعدٍ فلّه الأيام محطوم ” هكذا القضية.

فنحن بعد هذه الفترة كلها إلام وصلنا؟ وإلى أين نريد أن نذهب؟ وإلى أين نريد أن نذهب؟ هذه أسئلة نحن محتاجون أن نفكّر فيها وأن نجيب عليها

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

سأستأذنكم أن أتكلم بشكل شخصي، ليس شخصي محض، فأنا مثلاً عندي 42 سنة بالمصري، 43 بالسعودي أمثّل شريحة أو جيل متوسّط بين جيل الشباب وبين جيل الكبار، وتجربة شخصية مع تناقضات الفكر التي يعيشها الإنسان، من الأشياء المؤلمة جدّاً، – من الممكن أن تكون مؤلمة لي بشكل شخصي أيضاً وليست مؤلمة لأناس كثيرة – مشاهد الرقص الدستورية التي شاهدناها، ودعك من كل هذه الأمور التي تحث، هذا المشهد لا يمكن أن نتركه يمر، الآن السيدات محجّبات في الأربعينات والخمسينات عندما يقفوا في مكان عام ويرقصوا – عشرة بلدي – هذا أمر حسن أم سيئ؟؟ هؤلاء يا جماعة من المفترض هم الأمّهات؟! هم الأمّهات الائي يربون النشء، عندما ييفعلون هكذا؟ هل هذا شيء حسن أم سيئ؟

هل يحتاج أن نقف عنده أم لا يحتاج أن نقف عنده؟ لابد أن نأخذ أمورنا بالجدية قليلا.

الآن يوجد شيء اسمه ظواهر اجتماعية، ويوجد شيء يسمى أصول أخلاقية، هذه في النهاية التي يحكم بها ربنا على المجتمع أن يعيش أو لا يعيش، يكمّل أو لا يكمل، وهذه التي نحكم بها نحن غداً سنكون أفضل أم سنكون أسوأ، أول شيء لماذا حدث هذا؟ هل هذا نشأ من فراغ، عذراً، أنا سأتكلم عن نفسي بعد إذنكم.

علام نشأت أنا؟ ماذا كنت أشاهد في التلفيزيون في الخمسينات والستينات، في التلفزيون الذي كنّا نشاهده، والأفلام التي كنّا نشاهدها، – أنا لم أكن موجوداً في الخمسينات والستينات – ولكن الأفلام التي كانت موجودة في هذا الوقت، نحن شاهدنا تحية كاريوكا، هذه راقصة وتمثّل، ولابد أن يوجد أربع أو خمس رقصات في الفيلم، ونعيمة عاكف وسامية جمال، ماذا يسمون، هؤلاء بطلات ونجمات، أليس صحيحا؟ أنا الآن صغير، التليفزيون جاء في بيتنا وأنا عندي ست سنوات، فأنا نشأت على هذا، يوجد شيء اسمه العقل الواعي، والعقل اللاواعي، يوجد شيء يسمى اللاشعور، بؤرة الشعور وحاشية الشعور، عقل ظاهر وعقل باطن، هذه الأشياء، أنا لم أكن أفكّر فيها، ولكنها تخزّنت بداخلي، وتخزّنت بداخل أناس كثيرة جدّاً كانوا يشاهدون مثلما كنت أشاهد، هذه تسمى نجمة.

ربنا وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَفالنجم هذا موجود لكي نهتدي به، فطبيعي عندما نهتدي بهم لا يلوم علينا أحد، نحن نشأنا على هذا طبيعي، وبدون أن نفكّر فيه، وقلنا أن هذا بطل وهذه بطلة.

فالبطولة هذه: اسم عظيم نحن جعلناه ينصب حول هذا، فحينما يكون هؤلاء قدوات لا تلوم عليّ، هذا الحدث الذي يفعل لابد أن نفسّره، فهل هو بالنسبة لي شيء مستنكر، أو شيء سيئ؟ حقيقةً لا، فهل كنّا مدركين هذا؟ أي هل كنت مدرك لهذا، لا لا أدري، فأنت وأنت طفل صغير الأشياء تدخل داخلك وأنت تتلقّاها، وتظل تكبر معك، فالآن الشخص عندما يتكلم – وأنا تركت التلفزيون من زمان – لكن أيضاً بالأفلام والمسرحيات وإذا وجد – افيه – فهذه هي الأشياء التي فعلاً نشأت واترسّخت بداخلي بشكل طبيعي.

في الستينات كانت البنات معظمهم يلبسوا – ميكروا – شكل، ولكنه لم يكن حقيقةً هذا الكلام مؤثّر في الأعماق، ولذلك معظم هؤلاء بعد ذلك يتغيّروا، وبدأ في السبعينات الحجاب يزيد كظاهرة، لكن اليوم، هل الحجاب يزيد أم يقل؟ يقل، فهو عندما زاد لماذا زاد؟ وحينما قلّ لماذا قلّ؟

هو عندما زاد، زاد كظاهرة شكلية أم ظاهرة لها عمق كبير، لكي نعرف كم ستستمر، وعندما نزل – فالنساء كلهم كانوا يلبسون البيش وبعد ذلك بدأ يحدث انحسار كبير، وبعد ذلك ارتفاع والآن انخفاض، كل هذه الأشياء لابد أن تتحلل وتتعلل، لماذا لماذا؟ لماذا هذا يعلو وهذا ينزل، لماذا؟

وبعد ذلك جعلنا الراقصة أم مثالية وهذا أمر أصعب، الأم المثالية هذه يا جماعة مما نفهم أن هذه امرأة زوجها توفي وكان لديها أولاد، وكان ظروفها المالية ربما كانت صعبة وعينيها ضعفت من الخياطة أو كانت تعمل هنا أو هنا، لكي تخرج لنا – هذا معنى الأم المثالية – أخرجت لنا نشء لهم قيمة اجتماعية، هذا مهندس وهذا دكتور، وهذا مدرس، هذا يدرّس في الجامعة، هذا هو المفهوم المفروض.

نحن نقول هذه مثالية، ما معنى مثالية؟ مثالية أي مثال، نموضج يحتذى، فلو جعلت هذه نموذج، فإلى أين نريد أن نذهب، وما أخرجته لنا؟ لم تخرج شيء! لابد أن نفكّر، فنحن نريد أن ننصب هذا قدوة، أنصب هذا قدوة فإلى أين يصير المجتمع، وهذا ليس موجوداً في أي مكان في العالم، لا يحدث في أي مكان في الدنيا، بلاد إسلامية أو بلاد غير إسلامية، لا يحدث في أي مكان، لابد أن نفكّر إلى أين نريد أن نذهب؟

 ما القدوات التي نريد أن ننبصها، وماذا نغرس في نفوس الصغار؟ من حيث ندري أو لا ندري نشعر أو لا نشعر، والدنيا الآن أصعب، قبل هذا كان التلفزيون ضيّق ومفتوح، أما الآن في هذا العالم المفتوح أنت لا تستطيع أن تسيطر على شيء، ولو ظن شخص أنه يستطيع أن يضع ابنه في قمقم لن يستطيع أو بنته لا يستطيع، فهو لابد أن يبذل مجهود كبير في إعطاؤه قوّة داخلية يستطيع أن يقاوم بها، الأجيال تتطوّر تطوّر صعب، ولا يمكن الآن للآباء احتواء الأبناء.

فالآن واحد عنده أربعين سنة يتحدث مع طفل عنده خمس سنوات، فالولد يذهب بي ويأتي ولعب بي وأنا لا أفهم شيء، وهو يضحك – لأنني عبيط!!! –

هذا حقيقي لأن التطور الفكري والأشياء التي انفتح عليها الأولاد في السن الصغير أصبحت فعلاً كبيرة جدّاً، فماذا سنفعل لكي نعالج هذا؟

وأنا أتذكّر أيضاً زمان – بما أننا نحكي هكذا – كنت أحياناً أستيقظ الساعة خمسة ونصف أو ستة، وكان لدينا تلفزيون 12 بوصة، وأبي كان جالس يشاهد التلفزيون كان يشاهد رجل يلعب ملاكمة، أبي لا يشاهد إلا الكرة، ولا يحب الملاكمة، وهو رجل له برنامج معيّن في اليوم، مواعيد للاستيقاظ والنوم، ولا يستيقظ ليلاً، أنا كنت أرى هذا ولا أفهمه، وما هذه الأشخاص التي تتعارك، ما فائدتها؟ وبعد ذلك أدركت بعد سنين أن هذا محمد علي كلاي، فأبي كان يصحو من النوم ليلاً ويغيّر مواعيد نومه، ويفسد برنامجه لكي يشاهد هذا، لماذا؟ لأن هذا يمثّل بالنسبة له أن هذه معركة الإسلام.

أدركت بعد ذلك أن محمد علي كلاي، ليس مجرّد ملاكم، هذا رجل مسلم ومن أمامه هذا رجل كافر، الولاء العاطفي الديني الموجود بداخلنا رغبتنا في ظهور الإسلام، أو في استعلاء الدين أو في رفع منار الإيمان، وفي النهاية لا نجد ما نفعله، فأي شخص، رجل يأخذ حزام، أو أي شيء يحدث…

بعد سنين الشخص بدأ يترجم ماذا يحدث هذا الكلام؟ فالصغير لا يمرّ به أمر، فهو يظل موجوداً، وبعد سنوات تبدأ تظهر، فالفكرة الآن ماذا نريد أن نغرس، وإلى أين نريد أن نذهب؟

في مقابل ما كنت أشاهده، أخذت في المدرسة أن حافظ إبراهيم يقول:

 ” من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علّة ذلك الاخفاق

الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق “

أخذنا هذا الكلام في المدرسة، تخيل فأنا أشاهد هذا في التلفزيون، وأدرس هذا في المدرسة، فما الذي سيذهب وما الذي سيستقر؟ من القيمة الأعلى؟

من لي بتربية النساء، لماذا؟ ” فإنها في الشرق ” في مجتمعاتنا ” علّة ذلك الاخفاق ” ” الأم مدرسةٌ ” هذه هي المدرسة الأصلية ” إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق “

 ” الأم روضٌ – جنة – إن تعهده الحيا – المطر – بالريّ أورق أيّما إيراق ” إذا أنت اهتميت بها ستخرج لك ثمرات عظيمة

 ” الأم أستاذ الأساتذة الأولى شغلت مآثرهم مدى الآفاق ” وبعد هذا الكلام، يوجد حلول، هو لم يترك الدنيا هكذا

 ” أنا لا أقول دعوا النساء سوافراً بين الرجال يجلن في الأسواق ” اختلاط ليس له ضابط

 ” يدرجن حيث أردن – يفعلوا ما يريدون – لا من وازعٍ يحذرن رقبته ولا من واقي “

 ” يفعلن أفعال الرجال لواهياً عن واجبات نواعس الأحداق

في دورهن شئونهنّ كثيرةٌ كشئون ربّ الفيس والمزراق “

هم دورهم لا يقل أهمية عن دور القادة العسكريين الذين يحمون البلد، لأنهم يحموا النشء الصاعد، وفي المقابل

 ” كلا ولا أدعوكمو أن تسرفوا في الحجب والتقييد والارهاق

ليست نساءكمو حلىً وجواهراً خوف الضياع يصنّ في الأحقاق ” تغلقوا عليهم لئلا يضيعوا، هذه أيضاً ليست وسيلة الحفظ والحماية

 ” ليست نساءكمو أساساً يقتنى في الدور بين مخادعٍ وطباق

تتشكل الأزمان في أدوارها دولاً وهن على الجمود بواقي ” المجتمعات تتطور وتتغيّر وترتقي ونحن في نفس الوضع

 ” فتوسّطوا في الحالتين وأنصفوا فالشر في التقييد والاطلاق ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا في كل شيء

 ” ربّوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهنّ شر وثاق

وعليكمو أن تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياء الباقي ” هذا كلام حافظ إبراهيم.

فماذا أمضينا نحن؟ هل أخذنا بنصيحته أم تركناها، وفي النهاية إلام وصلنا الآن، إلى أين نريد أن نذهب؟.

فالذي قلناه اليوم؛ أولاً: أن الدين جاء لبناء الحرية الحقيقية، أن الإنسان يرتبط بربنا سبحانه وتعالى ويربط نفسه بالسماء ويحرر نفسه من أسر الهوى والشيطان، وبالتالي يتحرر من الظلم ومن اتّباع الهوى ومن الاجحاف ومن أكل حقوق الناس لأنه يراقب ربنا سبحانه وتعالى ويخشى عقاب الله ويرجو رضوانه، وحينئذٍ يتحرر المجتمع؛ الكبار والصغار، كل الطبقات، الاجتماعية والاقتصادية والرجال والنساء على حدٍّ سواء، والدعوة التي أطلقناها إلى أين وصلنا بها؟ وإلام نريد أن نذهب؟

محتاجين أن نفكّر الآن، وكل إنسان مسئول قال صلى الله عليه وسلم ” كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيّته “

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم