Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

تحصيل الأمان بمعية النبي العدنان

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً

لازلنا في حديث الأمنة والأمان نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على مجرد أنه سراج الهداية لهذه الأمة أو أنه الرحمة التي أرسلها الله تبارك وتعالى للعالمين، وإنما فوق ذلك على أنه كان صمام الأمان لأصحابه ولأمته، كان وجوده حياطة لهم وحماية من كل فتنة ومن كل شر ومن كل فساد، وهذا المعنى الذي هو الحياطة والحماية لم يكن فقط بمجرد بركة وجوده صلى الله عليه وسلم وسط أصحابه وإنما بسلوكٍ وفعلٍ وممارسةٍ يدير بها رسول الله صلى الله عليه وسلم شئون أمته.

هو محل القدوة فيم؟ هو محل القدوة يتمثل في هذه الممارسة، فنحن نريد أن نتكلم عن أن حصول الأمان أو تحقيق الأمان إنما يكون بأن نلزم غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني الآن النبي صلى الله عليه وسلم ليس موجوداً بدمه ولحمه وسط أمته.

هل هذا سيغيّر كثيراً، أي هل نحن نقدر أن نستعيد هذا رغم عدم وجود شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ماثلاً بين ظهرانينا، ينفع أم لا.

لو قلنا أن الأمان في وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو في محبته وتعظيمه وترسّم خطاه وبركة النور الذي أنزله وامتثال هذا النور، فإذاً هذا متاح لكل أجيال الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا مقتضى الحكمة والعدالة الإلهية، ختم الرسالة وبقاء نور هذه الرسالة في هذه الأمة فتستطيع أن تستمد منه في كل وقت وحين.

وبدأنا نتكلم عن صور وأمثلة واقعيّة، كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يمثّل حقيقةً حقيقة الأمان؛ فذكرنا كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كاد ينشب بين الأوس والخزرج حينما ألقى اليهودي بذور الضغينة وذكّرهم بذكريات الشر التي كانت بينهم قبل ذلك، ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، كيف كان يمثّل الأمان؟

يقول صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم، وهذا الحديث ذكرناه قبل ذلك.

الشيطان يئس أنه يحيل المؤمنين عن الإيمان إلى الشرك، فما الذي يعوّل عليه؟ أن يوقع العداوة والبغضاء في قلوب المؤمنين، ولذلك جعل سبحانه وتعالى من علل تحريم بعض حرّم هو وقوع هذه الضغائن، قاليُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فربنا سبحانه وتعالى يقول أن هناك أشياء يضعها الشيطان ليس اعتباطاً، ولكن لأنه يريد أن يحصّل من وراءها أشياء، يريد أن يحقق من وراءها نتائج ومقاصد وأهداف

ولذلك ربنا سبحانه وتعالى جعل حدود، لماذا الحدود؟ لكي تفصل بيننا وبين الفساد والشر والضياع، تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وبعد ذلك وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُهو في النهاية على من يعود الضرر؟ يعود علينا نحن.

التحريش ما معناه؟ عندما تأتي بفرختين لكي تطبخهم فأنت تبذل مجهود لكي تحرش بينهم أي تسخّنهم على بعض، فالشيطان سيمارس ممارسة لكي يحرش بين قلوب المؤمنين، فالنبي صلى الله عليه وسلم لماذا يقول لنا هذا الكلام؟ لكي نعلم أن هذا من أعظم مكائد الشيطان فنتجنّبه.

وذكرنا في المرة اللي فاتت أحداث ما بعد غزوة بني المصطلق واثنان تعاركوا على جردلين خارجين من بئر، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد أن قال لهم ” دعوها فإنها منتنة ” فسكنوا، وقلنا أن هذا مبني على أن هناك بناء إيماني وقرآني النبي صلى الله عليه وسلم بناه عبر سنين، فعندما يستدعيه يستطيع أن يستخرجه ويبني عليه، إذا قال لهم هذه الجملة عندما رآهم أول مرة فإنها كانت لن تحدث شيئاً، ولذلك قلنا أنه قال في المرة الأولى ” أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ” أما المرة الثانية قال ” ما بال دعوى الجاهلية ” فهو سيذكّرهم بما بناه وبالمواقف التي حدثت قبل، وذكرنا كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ما فعله عبدالله بن أُبيّ.

قلنا أن الكلمة التي قالها كانت أشدّ خطر من الحادثة نفسها ومن الواقعة التي حدثت، النبي صلى الله عليه وسلم قال هاتين الكلمتين وانتهى الموضوع، وبعدما انتهى الموضوع هو بدأ يثير ضغائن مبنيّة عليه، وليس هذا وفقط بل هو يقول أشياء غير موجودة في الواقع، مثلما قلنا المرة الماضية ولن نكرر.

ولكن قلنا كيف تصرّف النبي صلى الله عليه وسلم؟ أول شيء عندما جاءه الكلام من زيد بن أرقم النبي صلى الله عليه وسلم أراد من زيد أن ينكفّ عنه، هو يعلم أن هذا الكلام صحيح، ويعلم أنه قال هذا، ولكنه لا يريد أن يُثارالموضوع، فقال له: لعلك غضبان منه، لعلك لم تتيقن من الكلام، لماذا؟ لكي يسكن الموضوع وينتهي الكلام فيه، وبعد ذلك جاءه عبدالله بن أُبي فأقسم أنه لم يقل، والنبي صلى الله عليه وسلم تقبّل وسكت، وبعد ذلك ماذا فعل، وقلنا أن هذا هو المحور الأساس الذي عالج النبي صلى الله عليه وسلم به المشكلة، أنه أمرهم بالرحيل ورحل سريعاً، نحن قلنا أننا إذا بقينا قاعدون في نفس المكان والكلام يدور، وكان الكلام قد انتشر في المعسكر، فماذا سيصنع لكي يصرفهم عنه؟ يشغلهم بما ينفعهم، أو بما يفيدهم، إذاً نحن قلنا أين المشكلة؟

أن العطالة والبطالة هذه سبب من أسباب إثارة الفتن وذكرنا قول سيدنا أبوبكر ” لأنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد ” .

وبعد ذلك جاء عبدالله بن عبدالله بن أبي قال يا رسول الله سمعت أنك تريد أن تقتل أبي فلو ستفعل فيكون أنا من يقتله، لماذا هو الذي يقتله؟؟ قال له لأنني لو أمرت شخص غيري أن يقتله ربما لا أتحمل أن أرى من قتل أبي – حتى ولو كان مستحق لذلك – يمشي على الأرض، لن أتحمل، وإذا نفسي استجاشت والشيطان وجّهني هذه الوجهة، أكون قد قتلت مسلماً بكافر فأدخل النار.

فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم: قال ما أردت قتله وما أمرت بذلك ولنرفتنّ به ولنحسننّ صحبته ما بقي بين أظهرنا، سنتحمّله على مشاكله وعلى علّاته.

وكرنا أنه بعدها مباشرةً بدأ يتكلم عن السيدة عائشة وعن صفوان، فهو بمجرد أن انتهى من الموضوع الأول فدخل في الثاني وأتى بما هو أسوأ وأسوأ.

المهم: أنه وهو راجع إلى المدينة فقام عبدالله بن عبدالله – ابنه – وفي يده السيف وواقف به على باب المدينة ولا يتحدث مع أحد، هو واقف وفي يده السيف، فعندما جاء والده ليدخل قال له: وراءك، قال له: مالك ويلك – في ايه؟ –

فقال: ألست القائل لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العزيز، فوالله لا تدخل بيتك ولا يؤويك ظلّه حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، – فالراجل مش عارف يعمل ايه؟ –

فقال: يالا الخزرج ابني يمنعني بيتي، يالا الخزرج، – عاوز يلم أقرباؤه وأصحابه –

من قليل كان يقول يالا المهاجرين ويالا الأنصار،، يالا المهاجرين هذه هي التي عملت له الأزمة، وقال – ازاي بعدما آويناهم… –

فهو الآن أراد أن يستغيث أيضاً لكن الناس ماذا ستصنع له، المشكلة مع ابنه، لأن يالا الخزرج هذه إذا كان بينه وبين أحد آخر، أما هذا فابنه فماذا يفعلوا.

والناس كلموه وهو رافض ومصمم على أن النبي صلى الله عليه وسلم يأذن له.

أين كان النبي صلى الله عليه وسلم؟ في آخر الجيش، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يكون في ساقط الجيش لماذا؟ ليس في الأمام، يكون دائماً في الوراء، لماذا؟ لأنه ربما يحدث لأحد مشكلة، شخص يبرك الجمل به…… فهو دائماً يمشي في الخلف ويحرص الناس وما يحتاجون إليه

فذهبوا له يخبروه، أن عبدالله مانع أبوه من دخول المدينة ودخول بيته، فقال: قولوا له خلّيه ومسكنه، اتركه يذهب لمنزله.

وبعد هذا، كلما أحب عبدالله بن أبي أن يفعل فعله مثل هذه أصبح قومه هم الذين يزجروه ويمنعوه ويعاتبوه ويؤنبوه ويوبّخوه.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لسيدن عمر مرة، قال: ما ترى يا عمر أما والذي نفسي بيده لو قتلته حين أمرتني بقتله لأرعدت له أنوف لو أمرتها أنا اليوم بقتله لقتلته، فقال عمر: قد والله علمت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري.

فلماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لسيدنا عمر؟ هو يريد أن يوجّهه ويعلّمه، ولذلك نحن نتكلم كثيراً عن إمرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما في هذه الإمرة من جوانب العظمة، من أين جاءت؟؟؟ من أين جاءت هذه العظمة؟

هذه التربية وهذا التعليم الطويل هذا ومواقف القرب هذه والتوجيه المستمر هذا هو الذي يبني في النهاية، فهو بعد ذلك يعي هذا عندما يقوم هو بالأمر سيكون عارفاً ماذا سيفعل، كيف سيسوس الناس.

قلنا لماذا كان يحدث كل هذا؟ أن عبدالله بن أُبي أين كانت مشكلته؟ كانت في أنه كان سيصبح ملك والملك ذهب عنه عندما جاءت النبوة.

ونحن قلنا أن أسيد بن حضير رضي الله عنه سيد الأوس عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترى لما يقول صاحبكم.

فقال له: يا رسول الله ارفق به،،، لماذا؟؟؟ فإنّا قد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز لكي يتوّجوه، هم يعملون له تاج.

فلماذا يصنعون له تاج؟ الوضع في الجزيرة كلها أنظمة قبليّة، فلماذا يريدون أن يحوّلوها إلى مُلك؟ لأن قبيلي المدينة من الأوس والخزرج – وهما أصلان أولاد عم – بينهم نزاعات كبيرة دائماً اليهود يوقدوا نارها فهي لن تقف، فإذا جعلناها قبليّة من سيسلّم للآخر، فهم يريدون أن يحوّلوها لظام ملكي – سيغيّرون النظام السياسي – لكي يصلوا لصورة من صور الاستقرار، لئلا يكون دائماً هناك نزاع وعراك،، واختاروا عبدالله بن أبي باعتبار أن هذا أمثل شخص توافقوا عليه.

فبينما هم كذلك النبي صلى الله عليه وسلم جاء،،، فالذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أقل من ملك ابن أُبي أم أعظم؟ أي الذي سيعطيه الله سبحانه وتعالى لابن أبي بالإسلام أعظم أم التاج الذي سيضعه على رأسه هذا؟

أي أنه لو وعى،، ولذلك دائماً ربنا سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن المنافقين يقول: لا يعلمون، لا يفقهون، لا يعقلون، لماذا؟ لأنهم دائماً يرون أنهم مدركين، وهم غير مدركين في الحقيقة، أي منّة ربنا عليه بالإسلام وبالإيمان والمراتب التي سيعطيها له ربنا سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة ستكون أعلى أم يكون ملكاً على مجموعة من المشركين.

يعني هو عندما يصلي فجر الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم جمعة أو في غالب الأيام وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا هذا أفضل أم ما كان يبحث عنه، لكن المشكلة أنه كان مغلق الذهن؛ يعني هو لا يريد أن يسمع ولا يريد أن يستجيب ولا يريد أن يهتدي، لماذا؟ لأنه مبدأيّاً نفسه أُغلقت، لماذا؟ لأنه ينظر نظر دنيوي ضيّق، ولا ينظر للنعمة ولا للرحمة، ولكنه ينظر ماذا سيكسب وماذا سيخسر.

فأنت الآن ماذا ستفعل؟ الآن الأمر استقرّ على هذا، فماذا ستفعل؟ وهذا الرفض إلام سيؤدي؟ سيؤدي إلى خسارة دنيوية وخسارة أخروية وليس غير ذلك.

كذلك عبدالله بن عبدالله عندما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له هاتين الكلمتين، والنبي صلى الله عليه وسلم ردّ عليه هذا الرد، فماذا قال له؟ قال له نفس الكلام، قال: يا رسول الله إن أهل هذه المحلة كانوا قد اتّفقوا عليه ليتوّجوه عليهم فجاءنا الله عز وجل بك؛ فوضعه الله ورفعنا الله عز وجل بك، وإنه ليكون حوله رجالاً يطوفون به يذكّرونه أموراً قد غلب الله عز وجل عليها.

هو ماذا يقول؟ يقول: نفس الكلام الذي قاله أسيد بن حضير وأن هذا وقع موقعه في نفسه، وقال له شيء آخر؛ قال له: يوجد أشخاص لا يتركوه، يعني هو إذا أراد أن يسكن هناك أشخاص لن يتركوه، هناك أناس يطوفون به يعني يدورون حوله ” يذكرونه أموراً ” أي الأشياء التي كان سيحصل عليها من الملك والسيادة فخسرها، ولا يتركونه يهدأ أو ينام ” يذكّرونه أموراً قد غلب الله تعالى عليها “

فهؤلاء الناس سيظلّون يبثّون هذه الروح، فأسيد بن حضير قال له على الملك لأن هذا أمرٌ ظاهر، لكن عبدالله بن عبدالله لأنه معه في البيت يعلم الصحبة الخاصة التي تجلس معه ماذا تقول له، فهو مطّلع على ما لم يطّلع عليه غيره، فهو يقول أن هناك رجال لا يتركونه.

فماذا كان نهاية المطاف؟ النبي صلى الله عليه وسلم سيحسن صحبة هذا الرجل ما بقي بين أظهرهم مع ما يحدثه من شر وفساد، وبعد ذلك جاء أمر الله الذي يأتي لكل عبد،،، الموضوع في النهاية ماذا آخره؟ إنما آخره الموت.

يعني أننا لو افترضنا أنه قد نجح، وأخرج الأعز من وجهة نظره الأذل، وماذا بعد..، سنفترض أنه فعل هذا وأحدث فتنة والأنصار ارتدّوا عن دينهم ورجعوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية وأخرجوا المهاجرين من المدينة، وماذا بعد؟ سنفترض أنه سيرجع له الملك واتّفقوا عليه مرة أخرى وماذا بعد؟ كم سيظلّ؟ وماذا بعد هذا؟ في النهاية إنه الموت، وليس غيره.

فلما مات جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله قميصه الذي يلبسه أن يكفّن فيه أباه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، ثم أمره حينما يشرعون في دفنه أن يؤذنوه لكي يأتي فيصلي عليه، فقالوا له، فالنبي صلى الله عليه وسلم قام ليصلي، فسيدنا عمر مسك ملابسه وقال له – رايح فين!! رايح فين!! – وقال له: إنه ابن أُبي، أليس الذي قال يوم كذا: كذا وكذا، وقال يوم كذا كذا وكذا، وظلّ يعدد عليه كل الوقائع والمصائب الذي فعلها ابن أُبي من حين أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إلى هذه اللحظة عشر سنوات.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: أخّر عني يا عمر، إنّي خُيّرت فاخترت، ولو أعلم أني إذا زدت على السبعين غفر له لفعلت.

سيدنا عمر ذكّره بهذه الأشياء، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له أخّر عني – سبني – فقال: أليس قد نهاك ربك أن تصلي عليه.

ربنا سبحانه وتعالى قال اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فهو يقول أن ربنا خيّرني وأنا اخترت أن أفعل مع أنه مدرك أنه لا جدوى من هذا، وقال: لو أنا زدت على السبعين ربنا سيغفر له لكنت زدت، إذاً فهو يعرف أن هذا في النهاية لن يغيّر شيء،،، فإذا كان لن يغيّر شيء فلماذا سيصلي؟ عندما نقرأ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ندرك عمق هذه الكلمة، حتى هذا الرجل النبي قام ليصلي عليه وسيدنا عمر حاول أن يوقفه، فأنزل الله تبارك وتعالى وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ لماذا لا يصلي؟ وهذه الآية لم تكن نزلت، فمن أين علم سيدنا عمر أن ربنا نهاه عن الصلاة، وهذه الآية لم تكن أنزلت.

لماذا توجد صلاة الجنازة؟ وجدت لكي يُستغفر لمن مات، فربنا يقول له: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ فالصلاة الذي مقصود منها هو الاستغفار، لكي نعرف عظمة فقه الصحابة، فالآية لم ينزل بها ذكر صريح للصلاة، فمن أين فهم؟ أن صلاة الجنازة هذه استغفار، وبما أن هذا الاستغفار لن يُقبل، فهذه الصلاة ليس لها معنى، مفرّغة من المضمون، فنحن نصلي الجنازة لكي نستغفر للمتوفى، وهذه القراءة التي نقرأها بين يدي الدعاء، ولذلك العلماء يتكلموا أن من آداب الدعاء أن العبد يحمد الله سبحانه وتعالى ويثني عليه ويصلي على النبي، من أين أتوا بهذا الكلام؟ الحمد والثناء في الفاتحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية وهذه مقدمة بين يدي طلب الشفاعة في المتوفَّى، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا تخيير وأنا سأصلي.

فلماذا لا يصلي، وهذا للنبي صلى الله عليه وسلم وحده لكن لو شخص آخر سيصلي، ولذلك سيدنا عمر ماذا كان يفعل، سيدنا حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم قال له أسماء المنافقين، فلما يموت شخص كان عمر ينتظر هل سيصلي سيدنا حذيفة فسيصلي، وإن لم يصلي فلن يصلي عمر، وهذا في خلافة عمر، لم يكن يأمر أو ينهى، فالناس كانوا يصلون، فهذا رجل مسلم مات والناس ستصلي عليه لكن سيدنا عمر لن يصلي إلا إذا رأى سيدنا حذيفة يصلي.

فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره من البشر، هذا صاحب مكان عظيم فلا يصلح أن يقف يشفع لأحد سيكون مردود الشفاعة، لأنه في النهاية ربنا سبحانه وتعالى لم يأذن أن يغفر لهؤلاء فلا يصح وأنت على هذا المقام العظيم أن تقف بين يدي الله تسأله وتطلب منه وتكون مردودة، ولن تقبل.

فمن الممكن أن يصلي وربنا لا يشفع لهؤلاء وهذا لا يصلح، فما هو الحل؟ لا تصل، ولاتعطي هؤلاء من القدر مالا يستحقّونه.

إذاً النبي صلى الله عليه وسلم كيف أمرّ المسلمين من هذه الأزمات الكبيرة؟ عبر مجموعة من الأمور منها ما يتعلق بالإيمان الموجود في القلوب ومنها ما يتعلّق بحسن إدارته صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الأمور، ولذلك نحن عنونا الخطبة الماضية بماذا؟ بالحزم والحسم، أنه من عوامل الأمان،،، فهي ليست مجرد الطيبة – مش مبخرة – لا هناك عوامل معيّنة، لماذا هو قدوة لنا؟ لأن هناك ممارسات وهناك أسلوب وطرية الإدارة وطريقة التعامل لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قدوة نحن سنتّبعه، فيم سنتّبعه؟ في كل شيء هو شرعها لنا وبذلك يستقيم أمر المؤمنين، وطالما نحن لا ننتوي أن نرجع لهذه النقطة سنظل دائماً في مشاكل وأزمات تتفاقم، ربنا قال لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وستظل هكذا، لأنه لابد أن نقف في النهاية ونرجع لهذهه النقطة وهذه الحيثية، أننا في النهاية نرجع إلى رسول الله، النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل بحزم، قلنا حزم بلا عاصفة يعني لا يوجد اضطراب،، ولكنه الرفق ” ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ” كل شيء برفق، هو يدير الأمور بحزم وفي نفس الوقت بحسم لكن حزم بلا جائفة، الجائفة: هي الطعنة التي تدخل تصل إلى جوف الإنسان، يعني هو لا يجرح ولا يكوي ولا يأذي لكنه في النهاية في المواقف التي تحتاج إلى الحزم والحسم فهو يتعامل صلى الله عليه وسلم بمقتضى ما ينبغي أن تكون عليه الأمور وهذه حقيقة الحكمة، الحكمة: هي وضع كل شيءٍ في محلّه، وهذه الحكمة من أين تأتي؟ تأتي من الحكيم سبحانه وتعالى، نحن نؤمن أن ربنا سبحانه وتعالى هو الحكيم، هو الذي يؤتي الحكمة من يشاء، قال تعالى يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

الحمد لله رب العالمين

بقي موقفين نقول واحد ونؤجل واحد،.

النبي صلى الله عليه وسلم وهو داخل مكة، فسأل ابن عبادة سيّد الأنصار وهو القائد معه راية الأنصار وداخل بها، فماذا كان يقول كان يقول ” اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الكعبة ” فواحد من المهاجرين سمع فذهب إلى رسول الله وقال يا رسول الله أتسمع ما يقول سعد إني أخشى أن تكون له في قريش صولة، فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، نحن نتكلم عن الحزم والحسم، قال لعليّ، قال: اذهب فخذ منه الراية فكن أنت الذي تدخل بها – على طول كده – ثم سلّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن؟ لقيس بن سعد بن عبادة، لكي لا يفهم أن الراية أخذت منه لفرد من المهاجرين، فهذا لا يصلح، فلماذا يدخل بها عليّ؟ لكي يمرّ بها هذه المرحلة وبعد ذلك أعطى النبي الراية لابنه لقيس بن سعد بن عبادة،،، فهو لم ينتظر لحظة.

فأول ما دخل مكة، النبي صلى الله عليه وسلم وجد قريش جامعة الأوباش، الأوباش الذي نسميه اليوم بلطجية، قريش جمعتهم ووضعتهم أمام النبي صلى الله عليه وسلم، قبال كتيبته.

يقول أبوهريرة: يقولون – يعلل لماذا وضعوا هؤلاء – يقولون نقدّم هؤلاء، فإن كان لهم شيء – إذا قدروا على عمل أي موقف – دخلنا معهم، أي: التحقنا بهم ونتعارك، وإن لم يكن – أي أصيبوا – أعطينا محمد الذي سألنا – خلاص هنعمل ايه بقى –

فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ دعا أباهريرة، فأبوهريرة قال: لبيك يا رسول الله، قال: اهتف لي بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري، فأتوا حتى أطافوا به، – لفّوا حواليه – قالوا: أترون أوباش قريش وأتباعهم قالوا: نعم، فقال بإحدى يديه على الأخرى قال: احصدوهم حصداً حتى توافوني، – دول مفيش معاهم هزار، ليه مفيش معاهم هزار؟ – لأنهم إذا ترك لهم مساحة سيفعلوا قدر كبير من المشاكل والفتن وهؤلاء ليسوا أصحاب قضية ولا أي موضوع – دول اللي واخد عشرة جنية واللي واخد عشرين.. – فهؤلاء لا يصلح أن يفعل معهم إلا هذا،،، فمن الحزم والحسم وفي نفس الوقت الرحمة.

ماذا يريد أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل مكة بدون مشاكل قدر الإمكان.

فأول شيء عمله لم يقل إلى أين يذهب، ولذلك عندما قلنا أن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه عندما بعث رسالة لقريش لكي يقول لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قادم، ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، طلب من الزبير وعليّ يلحقوا بسرعة أن يأتوا بالرسالة التي مع المرأة التي أخذتها قبل أن تصل مكة لماذا؟ لأن قريش إذا أتت لهم الرسالة مبكراً ستأخذهم الحمية والعنجهية وهم ليس لديهم إمكانيات أصلاً، ولكن هم سيحاولون أن يقاتلوا، فالأفضل بلاش، سيفاجؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه وصل مشارف مكة، فعندما وصل ماذا فعل، معه عشر آلاف شخص، كل شخص أوقد نار فقريش ليلاً وجدت نفسها بالنهار، تخيل عشر آلاف شخص كل واحد موقد شعلة نار بجوار بعض، فاستحالت ظلمة الليل إلى نهار، فقريش أدركت أننا لا قبل لنا بمواجهة هؤلاء وذهب أبوسفيان يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الأمان، فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم جعل سيدنا العباس يحجزه قليلاً وهذه الكتائب تمر من أمامه.

فهو رأى النار أولاً وهذه القبائل تمر، وكلما مرّت كتيبة يقول من هؤلاء: يقول العباس هؤلاء مُزينة – مُزينة ايه اللي جابهم هنا – قال: مالي ومُزينة، من هؤلاء؟ هؤلاء بني تميم، من كل هؤلاء

فالنبي مرّ في كتبة خضراء المهاجرين والأنصار وعليهم الخوذ، فلا يراهم، فقال له: من هؤلاء؟ قال له: هذا النبي صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال يا عباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً، لا قبل لنا به.

فماذا قال له العباس؟ قال: يا أبا سفيان إنها النبوة، فقال أبوسفيان: فنعم إذاً

وقلنا أن هذه الكلمة كلمة عظيمة نهتم بها،،، هو ملك فهذا الملك تخضع له الرقاب نحن مضطرين أن نقاوم لأننا لا نملك القوة، ولكن عندما قال له أنها النبوة قال: فنعم إذاً، ما معنى فنعم إذاً؟ أي حينئذٍ تخضع القلوب، هذا دين وليس دنيا، فبما هو إنه دين، قال: فنعم إذاً

فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما عمل هذا فالصحابة دخلوا على هؤلاء الناس فلم يفعلوا أي شيء، لم يفعلوا أي شيء

فأبوسفيان عندما وجد الأمر هكذا، فقال: يا رسول الله قد أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم – قريش هتخلص – قال: من أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.

في النهاية نحن لا نواجه إلا من يحمل سلاح، فالعباس قال له: أبو سفيان رجل زعيم ويحب الفخر، قال: ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.

فأبو سفيان ذهب وجمع الناس وقال لهم أنا أتيت لكم بالأمان، فمن يدخل بيتي فهو آمن، فقالوا له – أنت مجنون مكة كلها ستدخل عندك – وما يغني عنّا دارك،، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا، قال كل شخص يغلق بابه يكون آمن ومن يدخل المسجد يكون آمن، وبعدين من يدخل دار أبي سفيان فهو آمن،، فأبو سفيان ترك هذا ولم يقلها الأول لا هو قالها وحدها. قالوا: وما يغني عنّا دارك

فهذا موجود ” إن أبا سفيان رجلٌ يحب الفخر فاجعل له شيئاً ” .

أبو سفيان هذا قيادة مكة الكبيرة ولكن هناك قيادات أخرى رافضة للتسليم والأمان مثل: سهيل بن عمرو الذي أبرم الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لم يرض،، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية

لماذا لأن هؤلاء آباؤهم ممن قتلوا في بدر، كبار القيادات الذين قتلوا في بدر، فهم سيقاوموا حتى لو كان هذا عمل غير مجدي ولكن لابد أن نفعل موقف، فجمعوا بعض الناس في مكان اسمه الخندبة فكان يوجد رجل اسمه حماس بن قيس البكري، كان من بنو بكر، وبنو بكر هؤلاء هم من أدوا إلى أزمة فتح مكة لأنه كان هناك صلح وهدنة، فهم نقضوا العهد وقتلوا خزاعة داخل الكعبة، فهذا الرجل أتى بسيف وكان يعدّه، فامرأته سألته عما يفعل، قال لها: أعدّه لمحمد وأصحابه، فقالت: وهل يقوم لمحمد وأصحابه شيء، – ساعات الشخص لما يشوف من بعيد بيشوف أفضل – قال لها: إني لأرجوا أن أخدمك بعض هؤلاء، – يعني كمان أنا هجيب لك بعضهم أسرى وهيخدموك – .

فهو ذهب وبعدها مباشرة ظهر سيدنا خالد بالجيش فجروا أمامه، فهذا الرجل جرى وطرق الباب فدخل وقال لها أغلقي الباب أغلقي الباب، قالت: فأين ما كنت تقول – هي لن تتركه، وقالت له: قعدت تتكلم – قال لها:

أما لو شهدت يوم الخندبة إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة – الناس الكبار جروا –

وأبو يزيد قائم كالمؤتمة – مثل لوح الخشب لا يذهب يمنة ولا يسرة –

واستقبلتهم السيوف المسلمة يقطعن كل ساعد وجمجمة – الناس دسه ما بتهزرش –

ضرباً فلا تسمع إلا غمغمة – مفيش شتيمة كله ضرب – ثم قال لهم نهيت خلفنا وهمهمة.

خلفنا أي نحن جرينا، في ضمن الكلام أنهم جروا لأن القتال قوي، فهم جروا فلما جرينا سمعناهم يجرون وراءنا، قال:

لهم نهيت خلفنا وهمهمة لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة

أنت لو رأيتي ما رأيته لم تكوني تتكلمي،، فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ هو أراد أن يضع قريش في موقف أنها تميل،، فهم رغم أنهم ناقضين عهد فهم يستحقوا القتل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم وضعهم في موقف الأمان والمسالمة، وأي حد يحاول أن يخرج خارج هذه الدائرة يتعامل معه بالحزم والحسم لكي يردّه إلى الموضع الذي من المفترض أن يكون فيه

فإذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ فلو كان دخل مكة على نظرية سعد بن عبادة؟ فلو لم يقل اذهبوا فأنتم الطلقاء ماذا كان سيحدث؟

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم