Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

داء الاستخفاف

الحمد لله، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۝ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ۝ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ۝ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۝ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا

كنا نتحدث عن الموانع التي تحول بين العبد وبين أن يسلك دربه إلى الله عز وجل، وتكلمنا عن إسار وأسر العادة للإنسان وعن تقييدها له عن أن يخف إلى طاعة ربه تبارك وتعالى وامتثال أمره، واليوم نتحدث عن العلّة الثانية وهي أصل الأدواء وعلّة العلل وأعظم بليّة قد ابتلينا بها وهي داءٌ عميق متجذّرٌ في نفوس العباد إلا من رحم الله تبارك وتعالى أما العادة التي قد تكلمنا عنها فهي الحالة التي تصيب الإنسان الذي أراد أن يسلك هذا الدرب أو أراد أو حدّثته نفسه بأن يحدث تغييراً في حياته باتجاه القرب من الله تبارك وتعالى والاستقامة على أمره.

سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قل لي في الإسلام قولٌ لا أسأل عنه أحداً غيرك، – أو قال – أحداً بعدك، شيء أكتفي به، لا أحتاج بعده إلى سؤال يكفيني طيلة عمري وفي زمان حياتي، فقال صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم هما كلمتين قل آمنت بالله حديث عن إدراك ومعرفة لعظمة الله تبارك وتعالى ولحقّه تبارك وتعالى على عباده، ولجزائه وفضله وثوابه لمن أطاعه وعقوبته لمن عصاه، فإذا أدركت ذلك وعرفته لم يبقى إلا أن أسلك الطريق الموصل إلى الله وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

أما حديثنا اليوم ففيما هو وراء ذلك وهو ما يمكن أن نسميه داء الاستخفاف الاستخفاف: عدم إدراك الوزن أو العظمة أو القيمة أو القدر لأي شيء من الأشياء، قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ۝ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا لابد لكي تستطيع أن تحمل هذا العبء الثقيل من أن يكون لك هذا الزاد الإيماني العظيم، فهذا في مقام التعليل قُمِ اللَّيْلَ ليه؟ ده أمر من الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لعلّةٍ يبيّنها لأن سنلقي عليك قولاً ثقيلاً لا تستطيع أن تتحمل تبعاته إلا بهذا القيام.

فالاستخفاف وقريبٌ منه عدم الاكتراث أو اللا مبالاة أن يعامل الشيء العظيم بالتحقير وعدم التوقير، قال الله تبارك وتعالى وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ۝ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ۝ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

قال الله تعالى على لسان نوح عليه السلام مخاطباً قومه متعجّباً من موقفهم من هذه الرسالة العظيمة ما لكم مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا.

سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أُبي بن كعب رضي الله عنه وقد جاء له حديثٌ في خطبتنا الماضية في قوله صلى الله عليه وسلم له إن الله تعالى قد أمرني أن اقرأ عليك سورة البيّنة، قال: أوسماني لك، قال: نعم، فبكى أُبي رضي الله عنه، إن الله أمرني أن اقرأ عليك، طب ليه؟ سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال يا أبا المنذر: أي آية في كتاب الله معك أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر: أي آية في كتاب الله معك أعظم، قال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ يقول أُبي: فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم أبا المنذر، سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقرأ الصحابة وأعلمهم بالقرآن فيما علمت وفيما حفظت وفيما مرّ عليك وتناولت من آي الكتاب، أي آيةٍ هي أعظم آيات الكتاب، فقال رضي الله عنه متأدباً متعلّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلمن قال: الله ورسوله أعلم، ينتظر التعليم والتوجيه النبوي، فكرر عليه السؤال صلى الله عليه وسلم فهو يسأله لكي يستخبر ما عنده ولكي يستنطقه لا يسأله ابتداءً لكي يعلّمه، فلما رأى أنه يسأله ويريد منه جواباً قال اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فضرب في صدره مهنِّاً إياه بما آتاه الله من علم، كيف انتهى أُبي بن كعب رضي الله عنه من دون تعليم ومن دون سابق توجيهٍ وإنما بفهم ووعي واجتهادٍ إلى أن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل كيف وصل إلى ذلك، كيف علمه قبل أن يعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذاً فقد كان رضي الله عنه يعلم أنه ليس أعظم مما فيه تعظيم الرب تبارك وتعالى أعظم معنى وأعظم قيمة وأعظم ما يذكر هو ما فيه تعظيمٌ وإجلالٌ وتوقيرٌ وإكبارٌ لرب العزة تبارك وتعالى، هذا قد تكرر عنده مسبقاً، ده واحد، ثم طبّقه على آي الكتاب، ده اتنين، فلما طبّق ما قد تكرر عنده على آي الكتاب لم يجد فيما حفظ وفيما مرّ عليه من آيةٍ قد أفردت وقد أخلصت لبيان عظمة الله تبارك وتعالى من هذه الآية فعلم أنها أعظم آيةٍ في كتاب الله تبارك وتعالى فهو يقرأ لا كقراءتنا، وله نظرٌ وعلم وفهم وإدراكٌ ثم تدبرٌ فيما مرّ عليه من كل الآيات، كل الآيات في كتاب الله ثم استخلص منها أن هذا المعنى هو في هذه الآية أعظم منه في آية أخرى، وبالتالي أصبحت هذه الآية هي أعظم آية، فلما استنطقه رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخبر ما عنده أخبره بأنه رأى هذه أعظم آية في كتاب الله فأقرّه رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشّراً ومهنّئاً اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

فأول استخفافٍ يحيق بالعبد هو ألا يعظم ربه تبارك وتعالى حق تعظيمه ولا يستشعر عظم هذه المكانة وهذا القدر الإلهي العظيم ثم بالتالي يستخف بلقاء الله تبارك وتعالى، قال تعالى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ۝ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ۝ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ۝ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ۝ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ من هم هؤلاء المطففون، إنه يتحدث سبحانه عن هؤلاء المتمردين من كفار قريش، يعجب من حالهم فيقول أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ۝ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ من أين يكتسب هذا اليوم عظمته؟ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ۝ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۝ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ۝ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ وهذا استخفافٌ ثالث، استخفافٌ بنظر الله تبارك وتعالى ورقابته لعباده، قال تعالى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ۝ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ۝ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ۝ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ۝ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ۝ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ۝ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ۝ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ۝ خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ۝ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ۝ يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ۝ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ۝ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ۝ فَيَذَرُهَا – أي الأرض – قَاعًا صَفْصَفًا ۝ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ۝ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ۝ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ۝ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ۝ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا.

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ۝ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ۝ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ۝ لَاهِيَةً قُلُوبُهُم هذا استخفافهم بحديث ربهم، هذا استخفافهم بكلام مليكهم، هذا استخفافهم بوصايا نبيّهم صلى الله عليه وسلم، اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وحالهم وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ۝ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وهذا من رحمة الله ذكر محدث أي تتوالى عليهم، تتوالى عليهم التذكيرات والتبيهات والعلامات والآيات إِلَّا اسْتَمَعُوهُ استمعوه، ولكن وَهُمْ يَلْعَبُونَ ۝ لَاهِيَةً قُلُوبُهُم إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ وهو شهيد، حاضرٌ قلبه، حاضرٌ بوجدانه وإحساسه، مع أركانه وجوارحه، وإذاً فأصل الأدواء وأصل الآفات هو الاستخفاف والتحقير بالعظيم والجليل وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ۝ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فأول ذلك عدم التعظيم لمقام الجليل سبحانه، وبالتالي عدم التعظيم لنظر الله تبارك وتعالى ورقابته لعباده وبالتالي عدم التعظيم للقاء الله، وليومٍ يقف فيه العباد كل العباد بين يدي الله تبارك وتعالى فيسأل كلاً عن عمله وبالتالي الاستخفاف وعدم الاعتناء وعدم الاكتراث بالمواعظ الإلهية وبكلام الله تبارك وتعالى، وبالتالي عدم الاكتراث وعدم التقدير وعدم التعظيم لنعمة الله تبارك وتعالى علينا بكتابه وبرسوله وبدينه، كيف وقد منّ الله تبارك وتعالى علينا بمن قال فيه لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وقال الله تبارك وتعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ۝ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا استقرأها صلى الله عليه وسلم من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: اقرأ عليّ، قال: يا رسول الله ءأقرأ عليك وعليك أنزل، قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فاستفتحت النساء وجعل يقرأ رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع إليه، يقول حتى إذا بلغت إلى قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا وَجِئْنَا بِك أي برسول الله صلى الله عليه وسلم على هؤلاء ده اللي هما احنا، يبئه مين اللي هيشهد؟ صلى الله عليه وسلم، وبماذا يشهد، يشهد على ماذا؟ على إنه قد بلّغ، ويشهد علينا بأن قد امتثلنا أو قد تخلّينا، ولذلك كان في حجّة الوداع وهو يذكّر ويعظ وينصح مواعظ ونصائح المودّع، يقول: ألا هل بلغت اللهم فاشهد، يرفع يديه إلى السماء وينكتها إليهم، ألا هل بلّغت اللهم فاشهد، ألا هل بلّغت اللهم فاشهد، فهو يقرأ رضي الله عنه ويسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى هذه الآية فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قال: حسبك، قال: فرفعت رأسي، هو مشغولٌ بقراءته رضي الله عنه مطأطئ رأسه متفكّرٌ فيما يقرأ، فقال له حسبك، قال: فرفعت رأسي فإذا عيناه تزرفان صلى الله عليه وسلم، علام يبكي، إذا كان هذا هو حال الشهيد، فما حال المشهود عليه، يعني هو يبكي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يبلّغ، أم يبكي رحمةً لهؤلاء المشهود عليهم ألا يكونوا قد قاموا بحقّ الشهادة فتكون شهادته إهلاكاً لنا, لأنه إذا سؤل الشاهد هل بلغت هؤلاء فيقول قد بلغت ثم ينظر إليهم فيقول ثم كان ماذا؟ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ, فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم,

الحمد لله رب العالمين, ودون ذلك صورٌ وصور, ولكن حديثنا اليوم لا ينبغي أن نمره هكذا, ولا يصلح مثل هذا الأمر خطبة ولا خطب, فهو داءٌ عميق يحتاج إلى تفكير وإلى تبصر وإلى علاج له, ثم لهذا آثارٌ وآثار, لأنه إذا استخف عبد أو لم يعظم هذه القيم العظمى حق تعظيمها فلا تسأل عن شئ, كان عمر رضي الله عنه يرسل إلى عماله فيوصيهم ويأمرهم بالمحافظة على الصلوات, فيقول كما في موطأ مالك: إن أهم أمورك وأهم أعمالكم عندي –أهم وظيفة – الصلاة, ثم يعلل رضي الله عنه فيقول, فمن كان مضيعاً لصلاته فهو لما سواها أضيع, الذي يستخف أول ما يستخف بحق الله تبارك وتعالى, لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن ولم يضيع منهن شيئاً إستخفافاً بحقهن كان حقاً على الله أن يدخله الجنة, خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن ولم يضيع منهن شيئاً إستخفافاً بحقهن كان حقاً على الله –واجباً – أن يدخله الجنة, إستخفافاً بحقهن, فهو يقول رضي الله عنه, أن من ضيع حق الله أو إستخف بحق الله فلا تسل عن حفظ حقٍ من حقوق العباد بعد ذلك, يقول تبارك وتعالى وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّـهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ, وإن يريدوا خيانتك ده عادي يعني, عبد أول ما خان خان ربه تبارك وتعالى, هل يحفظ أمانات العباد؟!

ولذلك إذا استخف بهذه الأقدار العظيمة فلا تسأل عن الإستخفاف بقيمة أو بخلق أو بغير ذلك, قال سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ , ليه فاسق؟ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا بعد ذلك, بعد أن يتبين لكم أنكم ظلمتم أو تعجلتم نَادِمِينَ, طب ليه إن جاءكم فاسق؟ ليه فاسق؟ لأن هو يستخف برقابة الله وبالحفظة الكرام الكاتبين ويما يسطرون وبما يدونون وبمقامه بين يدي الله تبارك وتعالى, ولذلك مش هيبالي بما يقول, حقاً كان أو باطلاً, صدقاً كان أو كذباً, مش هيبالي بآثاره, بما يترتب عليه من أضرار, أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ معناها إن هذه الجمل هيترتب عليها ضرر أو ظلم أو تعدي أو تجاوز, مش في دماغه ما يهموش, ما تفرقش معاه, ليه؟ لأن ربنا وصفه بكده, الفسق, ضعف التعظيم والخروج, الفسق هو الخروج عن طاعة الله, فإذاً لما كان كذلك وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ۝ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗوَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ۝ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ, يبقى ده إستخفاف بالأقوال وده أستخفاف بالأفعال, ” جاءكم فاسق بنبأ… ” ده أقوال, ” سعى في الأرض… ” ده أفعال, كل المشكلة منين, من هنا؟ الأستخفاف بعقول العباد, والإستخفاف لعقول العباد, الإستخفاف بمشاعر الناس, الإستخفاف بالأحاسيس يدوس على أي حد ما تفرقش معاه, كل دي صور من صور الإستخفاف إللي إحنا بنتعامل معاها تقريباً في كل ثانية, هو في أصل واحد, هو أصل واحد, إحنا في حاجة عندنا إسمها الفهلوة وإسمها الفكاكة, في حاجة إسمها الفقاهة إللي هو الفقه, الفقه إللي هو الفهم, الفهم لحقائق علمية معينة, الواحد بيمشي بناءً على قواعد علمية أو بناءً على أصول معينة, طيب الفكاكة؟ الفكاكة إنك تمشي نفس السبيل بدون القواعد العلمية, يبقى إحنا عندنا فكاكة وفقاهة, فلان ده فكيك, المفروض إن في حاجة إسمها فقيه يعني عالم يبني على أصول علمية, طب وفكيك ده إيه؟! هو هو على فكرة هيفتي برضه بس بدون أي أصول, بعدين تطورت بقى إسمه فكيس! إللي هو كان إسمه فقيه زمان! يبقى عندنا نموذجين, إحنا مغيرين ومبوظين الدنيا, يعني إيه كده؟! يعني إيه فهلوة طيب؟ فهلوة إني همشي في حاجة لها أصول بدون أصول خالص, وهتسلك معايا لأن أنا بالفطرة فكيس يعني بفهم, على فكرة ده أصل, ده أصل موجود, إحنا بنمشيها كده, أي حاجة إحنا ممشينها كده, أصلاً إحنا هادمين أصل كبير جداً, إن في حاجة إسمها أصول وقواعد, إن في حاجة إسمها صح أو حق بنمشي إحنا عليه ونوصل لنتيجة, إحنا كمجتمع عملنا قيم جديدة, الفكاكة والفهلوة دي قيمة, قيمة يعني إيه, يعني تتحول لثقافة مستقرة في المجتمع, الناس مش بتستنكرها, إحنا مش بنستنكرها عادي, ده أسلوبنا في الحياة, يبقى الفكاكة دي عبارة عن إيه؟ عبارة عن إستخفاف بالفقه, الفقاهة لما تحولت لفكاكة تحولت لإيه, لإن أنا إستخفيت بالفقه إللي هو العلم والفهم والأصول لكل حاجة, إحنا كتير جداً لا نمل من ترديد قوله صلى الله عليه وسلم, من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين, إن الفهم ده أساس البصيرة إساس الرؤية, يخليني أشوف الدنيا صح وبالتالي أسلك المسالك الصحيحة, كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ إيه الفرق بين الظلمة والنور؟ إيه الفرق بين الإثنين؟! النور إن أنت تبصر مواضع أقدامك, الدنيا قدامك واضحة فأنت عارف بتحط رجلك فين, المكان ده إللي إنت بتحط رجلك فيه أمن ولا مش أمن, مكان ممهد ولا فيه شوكة ممكن تخش في رجلك؟ أرض زلقة ولا أرض ممكن الواحد يمشي عليها؟ يخاف يتزحلق ولا لأ؟ في قشر موز في السكة؟ فالكتاب ده ليه؟ عشان إحنا نرى الأمور وبالتالي نسلك المسالك الصحيحة والظلمات دي كثير, مالهاش عدد, وهو نور واحد بس, نور ربنا سبحانه وتعالى, أي حاجة غيره ظلمة, كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ له هدف له رساله, الكتاب ده رسالته إيه, لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ   طب لو أحنا بنطبش وفي ضلمة, يبقى إحنا معناش كتاب ولا حاجة, أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ بالإيمان وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا, أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ.

وإذاً هي كلمة واحدة, التعظيم, نحن نفتقر تمام الإفتقار لهذا المعنى, التعظيم والإجلال لله تبارك وتعالى, ولنظر الله, وللقاء الله, ولكتاب الله, ولرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولدين الله تبارك وتعالى, ولحقوق عباد الله تبارك وتعالى, كل ده مختل! قال تعالى فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ, يبقى إحنا محتاجين نعمل إيه؟ إعادة غرس التعظيم, التعظيم لله تبارك وتعالى هيجعل الإنسان يحفظ حدود الله تبارك وتعالى, إذا الإنسان إستشعر, شئ من الإستشعار, بأن الله سبحانه وتعالى رقيب مطلع عليه, إذا كان بينظر قول الله تعالى اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ۝ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الإنسان إذا إستشعر عظمة مقام النبوة وإن النبي صلى الله عليه وسلم نعمة من أعظم النعم اللي ربنا من علينا بيها, وإن هو بيمثل المنهاج القويم والصراط المستقيم, وإن ربنا سبحانه وتعالى رضيه لنا أسوة وقدوة, يستشعر عظمة كتاب الله وإن إحنا محتاجينه, أعظم ما نكون إحتياجاً, هو الفصل ليس بالهزل, إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ۝ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إستشعر معنى الرحمة بعباد الله, معنى التقدير للعلم وللمعلومة وللقيمة والكلمة التي تلقى, إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً, إن العبد ليلقي بالكلمة لا يلقي لها بالاً, هو مش عارف هو يقول إيه, أهو يخبط أي كلام وخلاص, ولذلك كان عمر بن عبد العزيز يقول: من عد كلامه من عمله قل كلامه في مالا يعنيه.

فإحنا محتاجين نطلع بحاجة واحدة بس, الحاجة للتعظيم, تخيلوا لو المعاني اللي اتكلمنا فيها دي, إحنا كمجتمع بنعاملها بالتعظيم والتقدير والإجلال الذي تستحقه, أو جزء, جزء من الإجلال اللي تستحقه, نهتم بها جزء من الإهتمام الذي ينبغي أن نوليه لها, لو الإنسان يراقب ربنا سبحانه وتعالى في قوله وفعله, يستشعر الرحمة بالناس, يستشعر قول النبي صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن, إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, يستشعر عظمة القرآن, عظمة النبي صلى الله عليه وسلم, وإنه إمام يتبع وقدوة يقتدى بها, دي آفة عامة, للأسف كلنا كده, ومن أدوى الأدواء وأعظم الآفات إن ده يبقى في الدين نفسه, إن الإنسان لما يتكلم في الدين أو عن الدين, أبرز نفسه كأنه داعية أو كغيره إن هو يستشعر المعنى ده, إن كل كلمة أنا بقولها كلمة ذات مسئولية كبيرة, كلمة ذات أثر كبير, لو كل واحد بيوجه أو بيكلم أو بيفتي يستشعر أو يستحضر عظمة ربنا سبحانه وتعالى وإنه مسئول عن كل كلمة, وإن ربما يضل بها أو يفتن بها فئات من الناس, وجه الحياة يتغير, لو ده موجود وجه الحياة يتغير, ولذلك قلت في أول الخطبة إن ده أصعب بكثير من العادة, العادة حاجة الواحد تبينت له السبيل بس هو أضعف من إن هو يتحرك, أو الضغط الإجتماعي مأثرعليه, لكن الثانية أسوأ, إحنا مش مدركين أصلاً, مش مدركين إن في خطورة كبيرة, أو إن في قيمة عظيمة, أو إن في يوم نقف فيه أمام الله سبحانه وتعالى فيسأل عن النقير والقطمير, لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن علمه ماذا عمل فيه, وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه, النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من هول يوم القيامة يود الناس لو إنصرفوا ولو إلى النار, نمشي وخلاص, نمشي وخلاص, يود الناس لو إنصرفوا ولو إلى النار, ربنا يقول فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ, الكلام ده موجود, الكلام موجود بس الفكرة كيف يحضر, عشان يكون مؤثر في حياتنا عملياً, إيه القدر من التركيز والإهتمام إلي ينبغي إن إحنا نوليه لده عشان يبقى مؤثر زي ما كان مؤثر في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, هي دي القضية.

إحنا محتاجين لإستعادة الشعور بالتعظيم, فإذا فعلنا, إحنا كده فعلاً بناخد خطوة حقيقية باتجاه التغيير, هي حاجة واحدة بس, لو إحنا كمجتمع بدأنا نشعر بمعنى التعظيم الله ولكل المعاني المحيطة بده, هو ده الأصل, الإنسان لو عظم ربنا سبحانه وتعالى هيعظم كل ما يرد عن الله, وهيعظم حقوق العباد اللي ربنا عظمها, وهيعظم لقاء الله إللي ربنا عظمه, هي كلها كده هي حاجة واحدة وأصل واحد بص, كل ده فرع عن أصل واحد, مدى تعظيم الإنسان لله وتعظيم الإنسان لما يأتي عن الله, الدين النصيحة, قلنا لمن؟ قال لله, ثم, لكتابة, ثم, لرسوله, ثم, لأئمة المسلمين, ثم, لعامتهم, إنتظمت كل حاجة, أصلها لله, الدين هو النصيحة, قلنا لمن يا رسول الله, قال لله ولكتابة ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم, دي منظومة متدرجة, واحد يقود لإثنين, لثلاثة لأربعة لخمسة, فلو ما فيش واحد ما فيش حاجة تانية, ومش هتيجي أي واحدة من دول إلا بتعظيم الأصل الأول, تعظيم الله تبارك وتعالى.

اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه, اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات, وحب المساكين, وحب المساكين, وأن تغفر لنا ترحمنا وتتوب علينا, وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا

متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا, واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, واجعل الجنة هي دارنا, واجعل الجنة هي دارنا, واجعل الجنة هي دارنا

اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين, اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين

اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك, اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك

اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفوا عنا, اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفوا عنا, اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفوا عنا, اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفوا عنا, اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفوا عنا

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة.

أضف تعليق