Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

فلما قضى زيد

الحمد لله. .. الحمد لله حمدا كثير طيبا مبارك فيه كما يحب ربنا ويرضاه وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب غيره ولا معبود بحق سواه وأشهد أن محمد عبده ورسوله أتقى عبداً وأنقاه وأذكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وما أهتدى بهديه وأتبع هداه. 

ثم أما بعد …

كنا فى حديثا عن تربية القرآن كنا نتكلم عن أصل من الاصول التى علمنا الله تبارك وتعالى اياها عبر أحداث وقعت وعبر وقائع جسام أهتدى لها مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مدينته وقد ذكرنا مرارا أنما نتكلم عن أصول علمنا الله تبارك وتعالى اياها لتكون ميزان لنا فى الحكم وفى التقييم لكل حدث ولكل قول ولكل فعل مما يعترينا ومما يمر بنا وبين نحن نتحدث عن واقعة الافك وعن آيات سورة النور كمثال تقريريا على كيفية وضع هذه الاصولى وكيف ربى الله سبحانه وتعالى المؤمنين على التوثق والتثبت فى كل ما يسمعون وألا ينقلوا شئ إلا بعد ما يتحققوا منه وأن هناك ميزاناً دقيقاً للحكم على الأخبار وعلى المنقولات وعلى الشائعات التى تروج فى مجتمع من المجتمعات.

وقلنا أن هذه التربية وهذا التعليم كان تعليما مكلفا ووقع عبئه بالاساس ودفع ضريبته كامله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا على هذه النقطة معنى النبوه وظيفة النبوه مقدار ما كابد صلى الله عليه وسلم فذكرنا قصة الافك على مدى خطبتين طيب فى هذه القصة وفى هذه الواقعة انما كان عبئها على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بيت صاحبه الاخص أبى بك رضى الله عنه ثم انتقلنا إلى أمر آخر فى الجمعة الماضية فيما يتعلق بقضية السحر وكيف انه صلى الله عليه وسلم مازال يدفع ضريبة هذا الاصطفاء وضريبة هذا الاجتباء من الله تبارك وتعالى وان الله سبحانه وتعالى قدر ان يجرى عليه هذا الامر ليكون أسوه لامته وليكون سلوى لكل عبدا مؤمن أصابه من ذلك بعض ما اصابه صلى الله عليه وسلم ووقع عبء ذلك أيضا على بيته وأسرته وعلى علاقته بأمراته واليوم نستتم الكلام حول هذا المعنى بواقعة ثالثة لا تقل خطرا ولا ثقلا عن الواقعتين الاوليين يقول الله تبارك وتعالى ” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا.. مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا.. الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا.. ا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ” هذه الآيات تتكلم عن واقعة مست شخصه وبيته وعلاقته الشخصيه مرة ثالثة وقبل هذه الآيات يقول تبارك وتعالى ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ” .

أراد زيد بن حارثة رضى الله عنه أن يتزوج بزينب بنت جحش وأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكى يتوسط له ثم ساق علىّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه مرة ثانية فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زينب بنت جحش رضى الله عنها أبنت عمته يطلب منها أن توافق على هذا الزواج لكنها أبت قالت لست بناكحته فالنبى صلى الله عليه وسلم بلى فأنكحيه قالت يا رسول الله أأومر فى نفسى – دى قضية شخصية – فبين هى كذلك فانزل الله تبارك وتعالى ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” فقالت يا رسول الله أترضاه لى زوجا قال نعم قالت فقد رضيت بما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انكحته نفسى. قبل الحتة دى هنحتاج نرجع شوية شوية كتير كيف كانت علاقته صلى الله عليه وسلم بزيد وكيف منزلة زيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كان زيد صبى عربى من أهل الشام خجت به أمه لكى يزور أخواله فبين هو فى طريقه إذ أعترضتهم خيلا فأغارت عليهم وأخذوا الصبى وأسترقوه كما وقع ليوسف عليه السلام وباعه فى مكة فأشتراه حكيم بن حزب بن خويلد وأهداه الى عمته خديجة رضي الله عنها فأهدته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فى خدمته فاعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار مولى له المولى هو التابع الشخص لما يكون عبد وصاحبه يمن عليه فيعتقه فيكون بمثابة الخادم له وتابع له وإن كان حرا وطفق أبوه يبحث عنه فى كل مكان يبحث عن ولده الذى فقده على حين غفلة وغرة ويتفطر قلبه على صبيه الذى قد فقده صغيرا فكان يقول :

 بكَيْتُ على زيْدٍ ولم أَدْرِ ما فَعَلْ أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دونَه الأَجَلْ

فو اللّهِ ما أدْرى وإنْ كنتُ سائلا  أغالَكَ سَهْلُ الأرضِ أم غالَكَ الجبلْ

فياليتَ شعري هلْ لكَ الدهرَ رجعةٌ فحسبي من الدنيا رجوعُك لِي بَجَلْ

تذكِّرُنِيه الشمسُ عند طلوعِها وتُعْرِضُ ذاكرهُ إذا قاربَ الطَّفَلْ

وإن هبَّتِ الأرواحَ هَيَّجْنَ ذِكْرَه فياطُولَ ما حُزنْي عليهِ ويا وَجَلْ

سأُعْملُ نَصَّ العيسِ في الأرضِ جاهدا ولا أسأَمَ التَّطْواف أو تسأَمَ الإِبِلْ

حياتِي أو تَأتْي عَلَيَّ منيَّتي  وكلُّ امرىءٍ فانٍ وإن غرَّه الأملٌ

ثم كان بعض قومه فى مكة فرأوا زيد فعرفوه فأتوا إلى أبيه فقالوا أن ولدك فى مكة فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وعمه وهو جالس عند الكعبة فقال يا محمد انتم أهل بيت الله – الكلام ده فى الجاهلية – تفقون العانى وتطعمون الاسير ثم ذكر أن ولده أسترق عنده يسأله أن يطلقه وان يعطيه اياه ويعطيه من المال ما يشاء فقال صلى الله عليه وسلم أو خيرا من ذلك أٌخيره أمامكم طب ليه امامكم علشان امامهم مفيش أى شبهة أنه ضغط عليه فإن أختارنى فما انا بالذى يرضى على الذى أختارنى فداء وان اختاركم فهو لكم بغير فداء قال قد احسنت فجزاك الله خيرا ثم أتى قال يا زيد هذا ابوك وهذا عمك ثم قص عليه الخبر ثم خيره فقال زيد ما انا بالذى يختار عليك أحد فقال له أبوه يا زيد أتختار العبوديه على الحرية هو لم يكن عبدا وإنما هذه التبعية اعتبروها نوع من انواع العبودية، قال رأت من هذا الرجل من الإحسان ما يجعلنى لا أستطيع أن اوثر على صحبته أحداً فقام رسول الله فاخذ بيديه ثم خرج إلى حجر الكعبة حجر إسماعيل عليه السلام فقال يا من حضر أنى أشهدكم أن زيد ابنى يرثنى وأرثه فسمى زيد بن محمد من حين أذن إلى أن نزلت هذه الايات، فرضى أبوه وطابت نفسه وعاد إلى دياره، فكان زيد يدعى ويسمى زيد بن محمد صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيد الذى أنزله منزلة ابنه الى زينب يسألها أن تنكحه فأبت.

طيب فأبت ده ينفع ولا مينفعش هو النبى صلى الله عليه وسلم بيطلب أو بيتوسط أمر شخصى ولا بأعتبار مقام النبوة ان ده من التوجيه الالهى هو ده المفصل فإذا كان أمرا شخصيا فمن حق الشخص أن يقبل أو لا يقبل أما إن كان توجيه إلهى فحين إذن يقضى الامر فى حق المؤمنين ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” فعملت على مقتضى الاصل فلما نزلت الآية عملت على مقتضى الامر الأصل إن مفيش أمر ومفيش وحى.

أحنا ذكرنا قبل كده من فترة أن بريرة كانت أمة متزوجة من عبد يسمى مغيث ثم سعت بريرة فى عتاق نفسها فكاتبت من يملكونها المكاتبة أن اعمل بينى وبينهم عقد أنى أعطى لهم مبلغ معين من المال نتفق عليه فى مقابل ان يعتق العبد فعجزت ان توفى هذا المال فأتت الى عائشة رضى الله عنها تستمد منها فقالت عائشة بل اعطيكى خيرا من ذلك أصب لهم الدنانير صبا ثم أعتتق ولذلك كانت بريرة مولاة عائشة فلما اعتقت أصبحت هى بمنزلة فوق – الزوج الرجال قوامون على النساء – لازم يكون فى نفس المنزلة على الاقل أو الرجل فوق فلما هو يبقى عبد وهى حرة يبقى هى اعلى منه درجة يبقى كده القوامة متتسقش طيب ايه اللى الدين وضعه لحل هذه المشكلة ” التخير ” يعنى يعود الامر اليها لو هى عاوزة تكمل كده طيب لو هى عاوزة تنفصل يفسخ العقد فهى مش عاوزة مش عاوزة الراجل وعاوزة تسيبه والراجل متعلق بها ومعه عيال وبيجرى وراها فى الشوارع يتحايل عليها وبيعيط وهى مفيش اى حاجة ولا كأن فى اى حاجة بتحصل فالنبى صلى الله عليه وسلم مر يوما فرى هذا المشهد وكان معه العباس بن عبد المطلب وكان الرسول صلى الله عليه وسلم رؤفاً رحيماً فقال يا عباس الا تعجب من حب مغيث لبريرة وبغض بريرة لمغيث فحملته رحمته ورقته على ان يتوسط بينهما فقال إلا راجعته فقالت يا رسول الله أتأمر أم تشفع طيب أحنا قولنا إن ده مستوى الثقافة عند جارية صغيره فما بالك بقى بكبار الصحابة هذا الفقه العميق النبى صلى الله عليه وسلم بيطلع بمنظرين، يأمر ويشفع يأمر ده توجيه إلهى سمعنا وأطعنا طب يشفع أمر شخصى، أفكر فيه.

قال بل أشفع قالت لا حاجة لى فيه طيب وساطة النبى صلى الله عليه وسلم مش حاجة كبيرة يعنى يعنى أحنا لو حد فينا دخل مع حد كده فى موضوع زى ده يعنى انت مش محترم مجيتى وبعدين النبى صلى الله عليه وسلم أعلى قدرا ومكانا ومنزلة على فكرة لم يقع فى نفسه شئ عادى ولا حد من الصحابة أستنكروا عليها ذلك لا البنى أعترض ولا استاء ولا حد من الصحابة اتكلم ده حقها مفيش حد يقدر يجبرها على حاجة ربنا سبحانه وتعالى جعل لها فيها الخيره…

فهنا زينب بمقتضى الاصل أنا مش عاوزاه طب لما نزلت الآية طيب هذا التوجيه ده امر شخصى ليه يتحول الامر الشخصى لتوجيه الاهى ليه؟ ربنا سبحانه وتعالى جعل ميزان الاسلام إن أكرمكم عند الله أتقاكم قالى صلى الله عليه وسلم لا فضل لعربى على أعجمى ولا لابيض على أحمر ولا اسود الا بالتقوى أزالة الطبقية الاجتماعية دى أمراة من قريش وده رجل كان عبد وصار مولى ومش من قريش ففى طبقية أجتماعية موجودة مش هتنفع دى فربنا سبحانه وتعالى اراد ان يربى وان يوجه وان يصلح وان يرشد عبر هذا الفعل او هذه الممارسة الواقعية يبقى فى نماذج زينب دى بنت عم النبى صلى الله عليه وسلم وهيزوجها لواحد مولى مع ان هو فى الوقت ده اسمه زيد بن محمد بس برضو مش فارقة طيب ده كده مش يبقى زى عتريس وفؤادة أصل دى صورة من صور القهر واحدة هتتزوج واحد مش…. الشخص المتقدم ده شخصا كفء لهذه المراة سواء كان نسباً اأو كان صلاحاً او كان إيماناً هو على فكرة مفهوش حاجة تتعيب هو ده خلل فى المعايير الاجتماعية محتاج يتصلح هو نفسه مفهوش حاجة تتعايب مفهوش نقيصة بالعكس بس هى الفكرة أن فى معايير معينة فاسدة اجتماعية محتاجة تتصلح واسوأ حاجة أنت بتواجهها العادات الاجتماعية المستقرة.

يعنى أحيانا يبقى الحاجة بتضيق بها ذرعاً ومتقدرش تخالفها إحنا مثلا عندنا فى العزاء نظام معيين لازم كلنا نلتزمه وإلا الناس تاكل وشنا أنت ممكن تكون مش مقتنع به وظروفك مستلف علشان تعمل الشادر وأنت مش مقتنع به لكن فى النهاية يقولك أهو زحلقوا أبوهم وما صدقوا إنه مات وأخدوا القرشين فإنت بتضطر تعمل كده، طيب ده علشان يتغير لازم حد يخرج عن ده واقعياً وعمليا، يبقى النص لوحده احيانا مبيبقاش كفاية فى الحاجات المستقرة أوى دى لازم ممارسات، حد كبير قدوة وأسوة يعمل ده.

طيب ومشت الجوازة، الجوازة دى كانت فى مكة قبل الهجرة وأستمرت حتى السنة الخامسة قبل الهجرة بس فى مشاكل هو حاسس انها برضو لما بتحصل مشاكل بتطلع كده حتة لأ شوف أنت مين وانا مين… طيب ده ينفع فى الدين إحنا قولنا ان الدين ده مهمته انه يرقى الانسان ويطلع به من تحت لفوق هيطلع به بشكل متدرج ويربيه يوم بعد يوم، وآيات وممارسات وصلاة وعبادة، ده بيوصل الانسان وهو الراجل بيشتكى للنبى صلى الله عليه وسلم يقوله اصبر دى برضوا ست طيبة وصالحة وصوامة وقوامة مش هتلاقى احسن من كده، قال صلى الله عليه وسلك لا يفرك مؤمن مؤمنة ميكرهاش إن كره منها خلقاً رضى منها آخر، هي على بعضها كده طالما هى فيها إيمان وهو فيه إيمان يبقى لازم يكون فى خير ففى حاجات بتشيل حاجات، حاجات كده وحاجتا كده، إن كره منها خلقا رضى منها آخر.

فقال تعالى وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أنعم الله عليه بالإسمان وبصحبة النبي صلى الله عليه وسلم من وهو صغير وإن هو من اوائل، يعني دا رابع أربعة ممن دخلوا في الإسلام من أول يوم.. خديجة وعلي وأبو بكر وزيد، مفيش أعظم من كده والنبي صلى الله عليه وسلم من عليه بالقرب والمحبة والمودة بل أعطاه اسمه، ونسبه إليه، فهو بيقول له أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وبعدين؟؟ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ طيب إيه اللي هو بيخفيه في نفسه؟ أن أراه الله تبارك وتعالى أنه يتزوج زينب، رأى أنها تكون امرأته ولا تكون كذلك إلا إذا فارقها زيد، فهو عارف إن الجوازة دي مآلها إن هي حتبوظ، طيب ليه بيقول له أمسك عليك زوجك وهو عارف إن الموضوع في النهاية مآله إلى إنه يبوظ؟!!

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

 الحمد لله رب العالمين.

هنا نقطة مهمة جداً، واجب النصيحة دا واحد، والعلاقة ما بين الواجب وما بين التقدير، دي نقطة مهمة جدا، الميزان الدقيق في الإسلام ما بين الشرع والقدر، ما بين الأمر، وما بين ما يقدره سبحانه وتعالى ويقضيه، يعني دلوقتي مقتضى النصيحة لزيد أن يمسك امرأته، لأنها ذات صلاح وتقوى حتى لو فيه بعض المشاكل اللي بتظهر أحيانا في لحظات العراك، فأنا المفروض الواجب عليا أوجه إلى الشخص النصيحة اللي انا شايف إن هي دي الحق والمصلحة، وأحيانا أنت بتبقى موقن إن الشخص حيقلب الكلام اللي أنت بتقوله، مش حينتفع منها بحاجة، أو مش حيسمع الكلام، بس أنت بتعمل إيه؟ بتلتزم بحق النصيحة وحق الإخلاص فيها اللي ربنا سبحانه وتعالى وجهك إليه. طيب وأنت تعلم أن الله سبحانه وتعالى.. إحنا ما نعرفش لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف.. إن الموضوع دا مش حيأول لحاجة.. طيب ما خلاص يعني، يعني الموضوع قطمه أحسن من نحته، مادام كده كده حيبوظ، ما ننجز يعني، لأ.. انت بتعمل اللي انت المفروض بتعمله، او اللي أنت شايف إن دا المفروض الصح اللي يتعمل بغض النظر عن اللي حيقع في الواقع.

رقم اتنين: إن إحنا المفروضبنمتثل اللي ربنا سبحانه وتعالى وجهنا إليه ونسليم باللي ربنا سبحانه وتعالى قدر أن يكون، أن بتعمل اللي ربنا سبحانه وتعالى وجهك إن أنت تعمله وتسلم الأمر إلى الله يختار ما يشاء، ولذلك قال سبحانه وتعالى في الآية الأولانية أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ يعني إيه؟ يعني إذا ربنا وجهنا لحاجة إحنا نتيجة إن إحنا المفروض مؤمنين مش حنبقى في دائرة الاختيار، إحنا حنبقى في دائرة التسليم لأمر الله سبحانه وتعالى ولتوجيهه، الاختيار دا ممكن يكون أمر شرعي ودا الأصل، وممكن يكون أمر تقديري.. أوامر ربنا نوعين، أوامر اللي هي افعل ولا تفعل، اللي ربنا بيرسم بيها المنهاج بتاعنا، نمشي إزاي؟ لازم نمتثل له. وفيه أوامر اللي هي الأوامر الكونية، الحاجات اللي ربنا قدر إن هو يختارها لنا، فلما يختار لنا ما ينفعش نختار على اختيار الله، دا مقتضى الإسمان، ولذلك إحنا النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا إننا نستخير.. يعني إيه نستخير، يعني الحاجات اللي فيها توجيه إلهي بافعل فبنفعل، الحاجات اللي فيها توجيه إلهي بلا تفعل، فلا نفعل.. طيب الحاجات اللي هي في دائرة المباح، حاجة انا عايز اقدم عليها من الأمور الدنيوية انا مش عارف هي كويسة ولا مش كويسة، حتبقى خير ولا لأ، حعمل إيه؟ حستغير.. يعني إيه استخير؟ أوكل الاختيار إلى الله سبحانه وتعالى وبعدين؟؟ أرضى بالاختيار الإلهي.. ما هو دلوقتي أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ إيه الخيرة؟ إن زيد يتزوج زينب.. طيب الجوازة مشت؟ اشتغلت الجوازة ولا باظت في الآخر؟ طيب إحنا دلوقتي صلينا استخارة في جوازة وباظت.. كانت لزمتها إيها الإستخارة؟؟ ما إحنا بنفكر كده.. الإستخارة دي عشان تبقى إستخارة مظبوط لازم تكون جوازة كاثوليكي.. لا مش لازم تكون جوازة كا ثوليكي.. ما هو إيه معيار الخير والشر؟ إيه معيار إن دا خير أو مش خير.. قال تعالى وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ يبقى إذن اللي ربنا حيختارهولنا حتى في الأقدار هو الخير، الخير دا بس إيه ميزانه؟ ميزانه إلهي.. إحنا ما نعرفش.. يعني بعد بوظان الجوازة دي هو زيد حصل له نقص أو زينب حصل لها نقص؟ لا ما حصلش حاجة.. ربنا كل واحد منهما انتقل إلى وضع أفضل من الوضع اللي كان عليه، طيب والتجربة؟ تجربة كانت رحمة بيهم ورحمة بعباد الله المؤمنين عموما في تشريع هذا الشرع الإلهي وفي تطبيق هذا النموذج اللي هما أصبحوا قدوة فيه وتربية إيمانية وترقية وتعلية للإنسان، حاجات كتير أوي عند ربنا بتحصل، دي عند ربنا بتساوي خير… ممكن ارتقاء الشخص في الآخرة في ميزانه عند الله.. دا عندنا مش محسوب.. إحنا بنحسب بالميزان الدنيوي الضيق اللي إحنا بنعتبره خير أو شر، فمش حتيجي كده.. ما تنفعش كده.. ولذلك الاختيار دا كان هو الخير.. رغم إن الزواج انتهي إلى الانفصال.

طيب وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ طيب فهمنا إن هو ربنا سبحانه وتعاله حيبديه أو حيظهره إن هي الجوازة حتبوظ وإن هو صلى الله عليه وسلم حيتزوج زينب، طيب وبعدين وَتَخْشَى النَّاسَ طيب وليه تخشى الناس؟ دا اللي إحنا بنتكلم عليه.. العبء النفسي الشديد.. الآن هم حيقولوا إيه؟؟ أصل هو الكلام دا ما بينه وما بين الإفك.. إحنا لسه مطلعناش من الحادثة الأولانية إلا من زمن وجيز.. خبطتين في الراس توجع.. إذا كان من الهوا وعملوا قصة زي دي.. طيب ودلوقتي.. حيقول لك أهو اتجوز مرات ابنه يا عم قابل بقا، ما هو حيحصل كده، فهو بيتمنى إن ربنا سبحانه وتعالى يدفع هذا زماناً، ما هو حيحصل حيحصل.. بس إيه يعني.. عشان قالة السوء… طيب قالة السوء دي موجودة فين؟

النبي صلى الله عليه وسلم دلوقتي هو النبي في مجتمع النبوة وسط المؤمنين ومع ذلك هو قلقان الأمر الإلهي لما هو ينفذه، هو حينفذه، هو حيمتثل لأمر الله، هو لغاية دلوقتي مفيش حاجة.. بس هو عامل حساب بكرة، والكلام اللي هو حيسمعه وحيؤذيه، لذلك قال تعالى في نفس السورة.. السورة كلها وجهة واحدة إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الأذى يقع على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا.. قالوا: تزوج حليلة ابنه. مراته.. وقد نهى عن حلائل الأبناء.. قال تعالى وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ الذين الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ يبقى دا افترى، معلش هو دا موجود في القرآن؟ هو دا ابنه في القرآن؟ هو دا موجود؟ لأ.. بس هما عايزين إيه عايزين الطعن، بيتذرعوا إليه.. طيب هما دلوقتي حيتذرعوا بشكل مباشر؟ لأ ما ينفعش.. إحنا برضه في مجتمع مسلم ومش حينفع يعملوا الكلام دا.

لأن دا حيبقى طعن في مقام النبوة يخرج من الدين، فحيعملوا إيه، حيعملوه في مقام الاستشكال او الاستغراب.. يعني إزاي؟ مش هو قال كده؟ مش هو نزل في القرآن كده؟ إحنا في مجتمع دلوقتي ممكن أي حد يدخل في النبي صلى الله عليه وسلم وش مفيش مشكلة، بس المجتمع دا مكنش ينفع، فلازم يطلع الموضوع إن إحنا مش فاهمين ومستغربين وإيه اللي بيحصل، طيب وإيه يا جماعة وإيه اللي حصل؟ عشان إيه؟ عشان يتوصولا لهز هذه الصورة والطعن فيها، في شخص النبوة نفسه في مجتمع المؤمنين، الكلام دا مش في مكة إحنا في المدينة.

قال تعالى فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا هو مالوش دعوة بالموضوع أصلا، ما لوش دعوة ومكنش عايز يتجوزها زَوَّجْنَاكَهَا ليه؟؟؟ لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ هو الموضوع دا كله بقا، كل دا عشان إيه؟ عشان ربنا سبحانه وتعالى يريد أن يقرر شيئاً في الحياة.. يغير منظومة اجتماعية، عادات وتقاليد مسيطرة على المجتمع، النص القرآني مع عظمة النص لم يكن كافيا وحده لعلاج هذه الأزمات، في أول السورة يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ۝ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ۝ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ما لكش دعوة بيهم وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ۝ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ اللي أنتم ادعيتهم أبنائكم وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم دا مش حق ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ۝ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ طب فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ أنا اتعودت إن أنا اقول له يا زيد بن محمد فبقولها كده..دي مفيهاش مشكلة وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ۝ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ طيب الآيات دي نزلت في أول سورة الأحزاب اللي إحنا بنتكلم فيها، طيب الآيات دي نزلت ومع ذلك لسه فيه مشاكل، لسه فيه قدر من الحرج، لسه فيه قدر من الثقل، مش قادرين نطلع منه، لازم مين بقا اللي حيتصدر المشهد دا؟ وحيتحمل العبء؟ برضه تاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينزل الله سبحانه وتعالى آيات عشان يبين التعليل عشان يخرجه من تحت نير هذه الأسئلة ومن تحت نير هذا الطعن قال لِكَيْ لَا دا ليه؟ هو مالوش دعوة.. لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ۝ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ دي سنة ربنا في المرسلين إنه هما القدوات وهما اللي بيتحملوا التبعات وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً إيه صفاتهم؟ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ يبقى من تمام التبليغ إقامة الأمر واقعيا في الحياة وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ۝ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ طيب ليه؟ أول حاجة ليه قال من رجالكم؟ ما هو أبو البنات ما النساء موجودين.. وأبو الصبيان اتنين منهم توفوا، وبقي واحد تأتيه الوفاة.. طيب ليه مش أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ لأن هو في مقام الأب للجميع، فمش حينفع يبقى فيه أقرب وأبعد، هو أبو الروح مش الحس.. الروح لجميع المؤمنين، أراد الله سبحانه وتعالى أن يكونوا جميعاً مشتركين في هذا بنفس القدر والدرجة والنسبة وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً.

ماذا أعطى الله زيداً؟ وماذا اعطى الله زينب على هذا الامتثال الأول.. أما زينب فرفعها الله تبارك وتعالى فسارت من عداد أمهات المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وأما زيد فوضع الله اسمه في كتاب الله يتلى في محاريب المؤمنين إلى أن تقوم قيامة المؤمنين عوضاً عن نزع اسم رسول الله من اسمه فصار يدعى بعد حب رسول الله، الناس كانت بتناديه تقول يا زيد يا حب رسول الله، وفي القرآن فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ خصه الله سبحانه وتعالى بشيء ما أعطاه لأحد من صحابته.

النبي صلى الله عليه وسلم أتى أبي بن كعب فقال له يا أبي إن الله قد أمرني أن اقرأ عليك سورة البينة، يا أبي إن الله قد أمرني أن اقرأ عليك سورة البينة، قال أوسماني لك؟ أوسماني لك؟ قال لك اقرأ على أبي؟ قال اسمي؟ أوسماني لك؟ أذكرت باسمي في الملأ الأعلى؟ قال: نعمز فجعل أبي يبكي. طيب دا وحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوسماني لك.. ما بالك بواحد بقا اسمه مكتوب.. اسمه مكتوب في كتاب الله يتلى في العبادة والصلاة، إلى أن يلقى آخر رجل من المؤمنين ربه تبارك وتعالى.. أي إكرام وأي عوض أتاه الله سبحانه وتعالى لهذا العبد الكريم !!

يبقى إذن خلاصة اللي إحنا عايزين نقوله كم تكبد وتحمل صلى الله عليه وسلم في سبيل تقرير هذا الإيمان، وإن الإيمان لا يقوم فقط بمجرد الكلمات، حتى لو كانت هذه الكلمات في بعض الأحيان وحياً إلهياً، يعني أهل الإيمان وخاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقبلون كلمات الله حينما تنزل، لكن هل كل المجتمع كده، او هل كل جزيرة العرب كده، لأ مستويات الإيمان متباينة، فيه ناس محتاجة أقوى من كده، محتاجة واقع وتجارب ونماذج وقدوات وناس تشق لها السبيل فتمسي وراها، مش كل الناس بتعمل على الجمل المجردة وإن كان دا الأصل، مش كل الناس كده ولا أكتر الناس كده. ولذلك مما أمرنا به أن نستحضره في العبادة والصلاة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ سكة ناس سبقتنا ومشت فيها وإحنا بنتابعهم ونمشي وراهم، محتاجين كده، إحنا بنحتاج كده، حد يشقلنا السكة فاحنا نمشي وراه، مش كل الناس تقدر تشق الصخر، لكن الل ربنا سبحانه وتعالى بيضعه في منزلة أن يشق طريقاً في جبل له من الجزاء والمنزلة والمكانة والقدر عند الله ما الله به عليم لأنه يقوم مقام النبيين، يقوم مقام المرسلين يشقون للناس طريقهم.

يبقى إذن البلاغ المبين فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ البلاغ المبين دا مش مجرد كلمات، كلمات دا الجزء الأول، والتاني احياة بالكلمات، شق الطريق للكلمات وسط عواسير وعقبات في المجتمع، مش سهلة، وكل حاجة ليها وزنها وقدرها وجزاؤها من الله سبحانه وتعالى وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مين هم؟ اللي إحنا بنقول يارب اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ، فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ۝ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ مش من العبد، من الله، هؤلاء الذين رفع الله منزلتهم إنما وفقهم سبحانه وتعالى وأرشدهم وهداهم، الفضل دا مش من العبد ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً من الذي يستحق هذا الفضل، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ذكرناها في آيات الإفك وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ بعلمه ولطفه وخبرته بعباده سبحانه وتعالى وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ.

وكما قلنا مراراً، لا أقل من ان نحفظ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من حقه وقدره تعظيماً وإجلالاً، لازم نعرف هو تكبد أد إيه عشان إحنا نبقى مسلمين، دي ما كنتش رخيصة، ومكنتش سهلة، وعلى فكرة مكنتش مجرد كلمات، ما أهونها لو كانت مجرد كلمات، ولذلك قل كلمتك وامض، هو دا ممكن يكون مش وحش، بس دا مش نبوة، ولا دا اللي بيصلح ولا دا اللي بيغير، الإصلاح الحقيقي له تكلفة، وإذا لم يتحمل أناس هذه التكلفة كما تحملها رسل الله وأنبياؤه، ويحرصوا أن يقيموا الإسلام في الواقع فعلاً، يطبق الدين على نفسه حقيقة وواقعاً، صورة وحقيقة فإحنا نشوفها، فلما نشوفها نحس بعظمة الدين.

آخر كلمة قال الله تبارك وتعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ يكتمون ما انزلنا !! من بعد ما بيناه !!.. دلوقتي ربنا سبحانه وتعالى بيقول إن هو سبحانه وتعالى بين كل حاجة للناس في الكتاب، طيب بما إنه بينها في الكتاب، ما خلاص ما هي باينة بالنسبة لنا، لازلنا إحنا كبشر عاديين، ناس عاديين محتاجين ناس يوضحوا لنا ويبينوا لنا ويشرحوا لنا هذا المعاني، طيب لو كتموها؟ إحنا نضيع مع وجود البيان القرآني.. البيان القرآني دا بالنسبة لنا كناس عاديين ما يكفيناش، محتاجين ناس تقوم بالبيان والإيضاح والإسقاط على الحياة، والتنزيل على الواقع، إزاي نمارس الكلام دا في حياتنا، إزاي في الإحداثيات بتاعة الزمان والمكان نطبق الأحكام الألهية دي؟ إزاي؟ نفهمها إزاي؟

فلازم يوجد هذا الدور وهذه الوظيفة، لازم حد يبين، يبقى إذن البيان القرآني لعموم الناس مش كافي وإلا يبقى مالهاش معنى الآية إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ الكتاب.. البيان موجود في المصحف، بيان كافي، لكن لازم واسطة تنزيلية وإسقاطية أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ طيب مطلقاً؟ لأ.. باب الرحمة مفتوح على طول إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ في سلوكهم وَبَيَّنُواْفي أقوالهم فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.. التوبة الأول، الإصلاح في الأحوال، والبيان في الأقوال.. لازم يكون دا موجود، ولازم إحنا نفكر في دا، وزي ما قلنا لازم إحنا يكون فيه حل، بس المشكلة إن كل واحد فينا بيحيل على الآخرين، يعني في النهاية إحنا كل واحد فينا شايف إن الإسلام دين عظيم وإن هو الإسلام لابد ان يقوم، وهو سوف يقوم بأمره تبارك وتعالى، لكن إحنا كجيل إيه وضعنا. كيف يستقبلنا ربنا تبارك وتعالى ودا وضعنا؟ حنعمل إيه؟ دايما كل حد فينا بيحيل على حد تاني.. دايما فيه حد تاني هو المسئول مش أنا.. المسؤولية في الدين فردية وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً لازم كل واحد يحاول هو شخصياً يعمل أي حاجة عشان يقابل بيها ربنا.. افرض إن أنا خربان مضيع، طيب وبعدين؟ وفلان طلع برضه بايظ، وفلان طلع دماغه خربانه، وفلان طلع تاجر دين، طيب يا جماعة بعد الفيلم العندي دا وبعدين بقا؟ لازم حد يعمل حاجة، لازم أي حد يعمل أي حاجة لأن دي مسئولية شخصية.. مسئولية شخصية، لازم حد يحمل راية النبوة عشان ما تقعش على الأرض، ما ينفعش تقع على الأرض. راية النبوة التي سيأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وتتبعه بها أمته، لازم تكون مرفوعة وتبقى مرفوعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لازم حد يشيلها، مينفعش كلنا نسيبها فتقع على الأرض.

فهو لازم كل واحد يفكر مع نفسه هو شخصياً حعمل إيه ينجيني عند ربنا سبحانه وتعالى بكرة عندما يسائلني.. وكل واحد على قدر جهده وطاقته، بس الواحد ما يدخرش من جهده ووسعه، لأنه على فكرة لما يدخره مش حيستفيد منه في حاجة تانية، لأنه في النهاية وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتكـ ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا وأجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.