Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد،.

قال الله تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ۝ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قَدْ جَاءَكُمْ جاءنا نور الله عز وجل وكتابه من غير سعي منا ومن غير بحث ومن غير جهد بذلناه بل هي محض منة وفضل وكرم من الله تبارك وتعالى قَدْ جَاءَكُمْ إلى حيث أنتم، وقع في أيديكم قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ ها النور الذي أتى إنما أتى من العلي الكبير سبحانه وتعالى نزل إلينا من فوق سبع سموات، قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ لا تقع معه ظلمة ولا التباس ولا اضطراب ولا اختلاط ولاغبش قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ كتاب اسم للشيء الذي جمع بعضه إلى بعض، أي أن الله سبحانه وتعالى جمع لنا في ها الكتاب كل ما نحتاج إليه في أمر الماش والمعاد في أمر الدنيا والآخرة، قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ بيّن واضح يبيّن للإنسان كل ما احتاج إليه هذا الكتاب وهذا النور المبين الذي أنزله الله عز وجل إنما أنزله للهداية للإرشاد إلى طريق السعادة؛ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ۝ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ الهداية منة ونعمة إلهية من الله تبارك وتعالى لكنها تؤتى لمن يطلبها ولمن يبحث عنها يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ الذي يتتبع مراضي الله تبارك وتعالى الذي يسعى لكي يرضي ربه عز وجل يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ أي طرق السلامة والأمن والخير في الأولى والآخرة وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

هل يحتاج الإنسان بعد هذه الكلمات من الله عز وجل إلى شيء آخر قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ۝ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ هذا هو الشرط الوحيد مَنِ اتَّبَعَ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ

وإذن فلا عذر لنا إذا التبست علينا أمورنا، إذا اختلطت علينا واضطربت وبين أيدينا هذا النور الإلهي الذي هو حُجة الله عز وجل على العالمين لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ليس لنا حجة ليس لنا عذر عند الله عز وجل بعدما أرسل الينا رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل علينا كتابه الذي وصفه فقال تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ تبيانا لكل شيء لم يستثني سبحانه وتعالى شيء من هذا التبيان وهو الهدى وهو الرحمة وهو البشارة لأهل الإسلام والإيمان بالخير العميم وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ

قال الله تبارك وتعالى وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ الله عز وجل، جعل من مقاصد تنزيله، من حكم تنزيل هذا الكتاب العظيم المبارك تفصيل الآيات وتبيّنها واستبانة سبيل المجرمين، الفصل هو الفرق والإبانة، نفصل الآيات أي: نوضحها ونبينها، كيف نوضحها ونبيّنها بأن نفصل ونفرق طريق الحق من طريق الباطل، سبيل أهل الحق وأهل الصلاح وأهل الخير وأهل البر من سبيل وطريق غيرهم بحيث يتميز ويتبين فتستبين حين إذن سبيل المجرمين أي: بهذا التفصيل وبهذه التفرقة وبهذا الايضاح البالغ تستبين وتظهر وتتجلى سبيل أي طريق المجرمين في اضلالهم وفي تلبيسهم وفي حربهم لنور الله عز وجل.

فالله عز وجل لم يكتف بأن بيّن لنا طريق الحق والصواب والهداية بل مبالغة في هذا التبيان بيّن لنا ما يناقضها وما يعارضها بتفصيل ليس بعده مزيد تفصيل فالله سبحانه وتعالى بين لنا في الكتاب النفاق وصفات أحوالهم وأفعالهم ووقائعهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين لنا حقيقة الكفر، كفر أهل الإسراك، وكفر أهل الكتاب، وفصل تفصيلاً لا مزيد عليه في بيان أحوال اليهود وفي أحوالي النصارى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بين لنا سبحانه وتعالى في كتابه صفة العراب وأن منهم من هم أهل إيمان ومنهم من ليس كذلك، بين لنا أن في اهل المدينة منافقون وفي حول المدينة منافقون، وأن منافقي أهل المدينة قد مردوا على النفاق وهم أشد نفاقاً من غيرهم من المنافقين، فالله عز وجل بين لنا في كتابه كل شيء.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ الله عز وجل أرسله أول مهمة أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور ويجلي لهم حقائق الأمور حتى لا يختلط عليهم الظلمة والنور وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ التي يظهر فيها قدره وقدرته وعظمته وكبريائه سبحانه وتعالى.

وإذن فنحن لا نحتاج إذا التبست علينا الأمور.. إذا اختلطت علينا المواقع واضطربت علينا الأحداث فلم ندري كيف ننظر ولم ندري كيف نتحرك.. لا نحتاج إلا أن نرجع إلى كلام الله عزوجل واثقين بأن الله عزوجل الذي ضمن هذا الكتاب اسباب النور واسباب الهداية سوف يرشدنا إذا كنا مستبشرين مفتقرين إليه سبحانه وتعالى أنه سوف يهدينا إلى سبل السلام.

الأمر الثاني: انه إذا اضطربت الأمور وإذا عسرت الأحوال فإن المخرج منها هين بين سهل واضح في كتابه قال الله عزوجل: وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الله سبحانه وتعالى يذكر انه من رحمته انه يذيقهم شيئا من العذاب شيئا من الخبل شيئا من قلة الأمن شيئا من الاضطراب لانهم حين إذن يلجأون ويفزعون إلى الله عزوجل فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ۝ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وقال تعالى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ۝ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ

حين إذن إذا كانت الشدة ولم يكن التضرع ولم يكن اللجوء إلى الله عزوجل ثم أعقب هذه الشدة إنفراجة لم يكن هذا في كتاب الله وفي كلام الله عزوجل خيراً وإنما كان هذا إيذان بهلاك هؤلاء لانهم لا خير فيهم، هم لا يرجعون إلى ربهم لا في السراء ولا في الضراء فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ۝ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ۝ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ولقد إخذناهم بالعذاب فلم يجدي معهم شيئا ولم يرتب لهم خيرا ولا نفعا فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ إذن كل المطلوب من الإنسان أن يتضرع.. أن يلجأ.. أن يفزع.. أن يتوب.. أن ينيب إلى الله عزوجل وفقط !! هذا بين واضح في كتاب الله، فلا تدري بعد هذا لماذا كل هذا الاضطراب؟ لماذا كل هذا الخلل الذي نعاني منه؟ إذا كان هذا بين واضح في كتاب الله فلا نحتاج بعد هذا إلى شيء.. ذكرنا من جملة الاستعانة كيف فصل الله عزوجل في أمر فرعون في مواضع عديدة في كتاب الله تفصيلا وتبياناً ليس بعده مزيد تبيان ولا ايضاح ولا تفصيل وبين لنا سبحانه وتعالى كيف كيف كان سياستة؟ وكيف كانت إدارتة؟ وما هي الطرائق التى اتخذها لكي يقيم بنيان الظلم ويسيطر على عباد الله عزوجل كان هذا واضحا بينا جليا في كتاب الله عزوجل وذكرنا السحرة ولبس الحق بالباطل وذكرنا القهر والإرهاب وذكرنا انه لا يري العباد إلا ما يراه قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ برؤيته ومنظارة وأنه جردهم من كل علم ومن كل وعي ومن كل إدراك فإستخفهم بأن جعلهم فارغين فأستطاع أن يوجههم إلى حيث شاء وبين سبحانه وتعالى أن علة هذا الاستخفاف أن هؤلاء القوم كانوا قوماً فاسقين ليس لهم غرض إلا شهواتهم الدنية فهذا هو الذي مكنه منهم قلنا إن العلة إنما كانت في نفوس هؤلاء ومن هذه العلة التى في هذا النفوس التى بينها الله عزوجل وجلاها ووضحها ومن هذه العلة تمكن هو منهم فإستخفهم فكانوا له مطيعين يوجههم كيف شاء وفي مقابل ذلك بين الله عزوجل حقيقة الرسالة في هذا الوضع وفي هذا الحال ارسل الله عزوجل رسوله موسى عليه السلام وكانت رسالته تتضمن امرين:

الأمر الأول: أن يرد العباد إلى ربهم عزوجل أن يذكرهم بعظمة الله عزوجل وانه هو الذي بيده مقاليد كل شىء يردهم إلى فطرتهم التى فطرهم عليها.

والأمر الثاني: أن ينقذ المستضعفين مما يعانون منه في حكم هذا الفرعون وقد ذكرنا أيضا كيف بين موس عليه السلام رسالته وهو يخاطب فرعون كما أتى في سورة الشعراء في قول فرعون قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ فإذن موسى عليه السلام أتى لهذا الفرعون ليدعو إلى عباده رب العالمين ونلاحظ في كتاب الله عزوجل أن الله لا يرسل رسولا إلا إلى قومه باجمعهم وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ

 وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا، وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا، وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا، كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ۝ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

هذا هو الطبيعي كل رسول إنما يرسل إلى أمه من الناس يرسل إلى قومه فيجمعهم ليدعوهم وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ۝ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ليس للناس.. وليس للأمة لأن الأمة أصبحت تحت سيطرة هؤلاء الثلاثة هم البلد.. البلد أصبحت ثلاث افراد إلى.. إلى فرعون.. هامان.. قارون.. فقالوا ساحر كذاب، ليس للناس ولا للأمة ولذلك قال الله عزوجل في سورة العنكبوت وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ۝ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ۝ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ۝ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ۝ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

اختزلت بلد بكل ما فيها إلى ثلاث أشخاص …..

وجاء موسى عليه السلام ليرد للناس ذاتيتهم وحريتهم وأنهم كغيرهم مربوبون كلهم لله رب العالمين، ليست لهذا الفرعون ألوهية ولا ربوبية إنما الألوهية والربوبية لله عز وجل وحده فهو يقول رب العالمين قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ۝ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ۝ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ

موسى عليه السلام لديه رسالة واضحة يريد إن يوصلها للناس، هويريد إن يرد الناس إلى الله، لا يلتفت عن هذه الرسالة يمنة ولا يسرة

اى نوع من التشويش أو التشغيب على هذه الرسالة هو لا يلتفت اليها، هو يمضى فى طريقه يكمل رسالته التى امره الله عز وجل بها قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ۝ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ۝ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ لم يقل له يا مجنون، هو لا يلتفت إلى هذا، هو له رسالة واضحة يريد إن يوصلها، امانة ائتمنها الله عز وجل عليها قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ۝ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ

اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ۝ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ۝ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ۝ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ۝ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى السلامة والامن لمن تبع هدى الله عز وجل إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ۝ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ۝ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ۝ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ۝ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ۝ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ۝ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ۝ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى

كانت هذه رسالة الله عز وجل الذى ارسلها بها رسوله موسى صلى الله عليه وسلم، اذن كانت حقيقة هذه الرسالة تذكير الناس بالله، تذكيرهم بعظمة الله عز وجل، إن الملك لله سبحانه وتعالى، إن العزة لله جميعا، وأنه لا يراد للانسان إذا اراد سعادة الدنيا والاخرة إلا إن يفئ إلى الله، إلا إن ينيب إلى الله، إلا إن يتوب إلى الله، إلا إن يلتزم بأمر الله عز وجل وحده، فهى سعادة الدنيا والاخرة، وأن الله عز وجل لم يجعل لعبد على عبد سلطاناً، ولم يجعل لعبد على عبد قهرا، وإنما السلطان والملك لله عز وجل وحده، وبالتالى فأن ما ادعاه فرعون من الالوهية ومن الربوبية باطل مردود عليه، وهذه الالوهية التى يدعيها الفرعون ليست كما يتوهم كثير من الناس انه يقصد انه خالق وان الناس تسجد له وتركع، ولكن هذه الوهية سياسية، ألوهية الحكم، أن له أن يحكم فيها بما يشاء والا فان فرعون ياتى المعابد يتعبد لألهتهم التى يعبدوها وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ فهو آلهة يركع لها ويسجد كغيره، وإنما أراد بقوله مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي انه يحكم فيهم بما يشاء ويقض فيهم بما يريد ولذلك قال فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى إذا أراد موسى أن يقول أن له رباً فوق السماوات هو الذى يقضى وهو الذى يحكم فهو الأعلى، فكانت رسالة موسى عليه السلام هى رد الناس إلى الله عز وجل لم يكن لهم هدفاً أو غاية أخرى.

قبل أن أختم هذا الكلمة، أود أن اعلق على عنوان قرأته فى جريدة بالأمس أو قبل الأمس فى إحدى الجرائد السيارة فى الصفحة الأولى مضمونه نقلاً عن الشاطر أنه يذكر أن الشريعة أو تطبيق الشريعة شئ من هذا القبيل لا أتذكر تماماً هدفاً أساسيا لديه والعنوان المكتوب بعد هذه الكلمات أو قبلها أن الشاطر يغازل السلفيين بهذه الكلمات، أريد هنا أن أتكلم عن نقطتين:

الأولى: فرق بين الخبر ومابين التعقيب أو التعليق على الخبر، مهمة الناقل أن ينقل أخبار مجردة، ليس من حق احد أن يحتكر عقول الناس أو يوجههم إلى حيث يشاء أو إلى حيث يريد، نحن لنا عقول نفكر ونفهم، أنت تنقل لى خبراً: فلاناً قال كذا وفقط، أنا حينئذ أفكر ولدى عقل أهتدى بهذا العقل إلى الصواب وإلى الرشاد، لاتوجه عقلى ولا تحصره، هو قال مش أكتر من 3 كلمات، من اين اتى بأنه بهذه الكلمات انما اراد إن يخاطب بها معينين يريد إن يصل بها إلى معنى معين.

الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابها أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ النبأ هو الخبر المجرد بلا تعليق ولا تعقيب إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ فأذن الله سبحانه وتعالى أوصانا وهذا من نعم عز وجل التى ذكرناها انه بين لنا فى الكتاب كل شئ أنه اوصانا سبحانه وتعاللى فى نقل الاخبار أن نستوثق إذا نقل الينا شخص خبر نظرنا فيه إن كان عدلاً موثوقاً مؤتمناً فى دينه يعلم أن الكلمة أمانة وأنه مسئول أمام الله عز وجل عن هذه الكلمات فهو يتق الله فيما ينقل وفيما يخبر، إننا حينئذ نقبل كلامه، أما إن كان غير ذلك فنحن نتوقف فى هذا الكلام حتى يتبين صدق الخبر ام كذب هذا هو النقل، أما التعقيب على النقل أو التوجيه فهذا من طريقة فرعون مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ

هذا الكاتب رأى من هذا الخبر شئ معين، هو تصوره أو توهمه سواء كان صواباً أوخطأ هذا لا يعنينى، أنا لا يعنينى هذا الكلام صواب أم خطأ، ولكن يعنينى قضية التوجيه والمنهج الفرعونى فى التوجيه مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ، هى – هى هذا هو الاول.

ثانياً التعبير، يعنى يغازل دى يعنى يتصور منه شاب حاطط كده جيل فى دماغه واقف قدام مدرسة البنات مستنى السلفيين لما يطلعوا

القضية الثانية، هل الشريعة التى هى القرءان التى هى الإسلام التى هى الدين هى قضية السلفين؟؟!!

يعنى لا يريد قرءان فى مصر، لا يريد كتاب الله، لا يريد شرع الله سبحانه وتعالى إلا هؤلاء؟

كأنه هو يتهمنا نحن بأننا قد خرجنا من ديننا، هؤلاء فقط هم الذين يريدون حكم الله عز وجل، فنحن إذا قبلنا هذه الكلمات أو مرت علينا هكذا وتشربتها قلوبنا، وقع فى قلبنا هذا إذا تكلم شخص بعد ذلك عن حكم الله عز وجل أو عن كتاب الله أصبح هذا دول السلفيين ، دوول حاجة تانية، نحن إذا اعترضنا على مسلك جهة أو جماعة إنما نعترض على مسالك اشخاص، لا نعترض وحاشا لله على منهج أو على دين أو على قرءان، إحنا مسلمين ليس لنا موقف سلبى من الإسلام، مفيش حد مننا مش عايز حكم الله.

إذا كنت أنت بتتكلم على أسلوب شخص أو طريقة إدراة أو منهج سياسة، ده ملوش دعوة بالدين، لا نريد أن تختلط الامور، احنا مش هنفقد الثقة فى ديننا، دينا ثابت، كتاب ربنا سبحانه وتعالى، سنة النبى صلى الله عليه وسلم، اللى كان عليه الصحابة، هذا هو الدين.

أى شئ آخر ده ممكن يحتمل الخطأ والصواب، يتغير ويتبدل، لكن هذه ثوابت

لا نريد أن يحملنا شئ من فقدان الثقة فى بعض المواقف من بعض الناس أو بعض المسالك السياسية اللى احنا شايفين أنها لا تستقيم

أو يفقدنا الثقة فى بعض الناس، لا نفقد الثقة فى الدين. الدين شئ محكم ثابت احنا بنتعبد به لله سبحانه وتعالى بنبغى به ثواب الله سبحانه وتعالى فى الاخرة.

 ونعتقد ونثق أنه سعادة الدارين وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.

الحمد لله رب العالمين..

يبقى إذن من خلال ما علمنا الله عز وجل من سيرة وطريقة موسى عليه السلام أن مهمة أهل العلم وأهل الدين هي مهمة واحدة وواحدة فقط هي رد الناس إلى الله عز وجل هذه هي القضية لا تلتبس ولا تخ تلط بأي قضية أخرى قضيتهم ومهمتهم إذا كانوا حاملين للأمانة حقاً هي قضية واحدة ربط الناس بالله تذكير الناس بعظمة الله سبحانه وتعالى، بيان حقوق الله سبحانه وتعالى على العباد وحقوق العباد بعضهم على بعض والصورة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لعباده وأن هذا الدين إنما جاء بتوحيد الله وتعظيمه وحده سبحانه وتعالى بإقامة العدل بين الناس بأن الناس سواسية لا فضل لأحمر على أسود ولا لأعجمي على عربي إلى بالتقوى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ بالعدالة في الأحكام وفي توزيع الأموال إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ هذه – بكلمات بسيطة – هذه هي حقيقة الدين وهي حقيقة الرسالة نحن نعقد الأمور ونصعبها على أنفسنا والقضية سهلة جداً وبسيطة جداً هي الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها..

مهمة أهل العلم وأهل الدين هو أن يبينوا للناس حقيقة الدين لكي يفيؤا إليه وتميل إليه قلوبهم.. نحن نخاطب قوماً مسلمين الأصل إننا مسلمون.. لم نترك يوماً من الدهر.. وإنما ربما أشغب علينا المشغب ربما زمان الفرعوني أثر علينا فنحن نحتاج إلى من يبصرنا بالأمور من يجدد لنا ديننا من يردنا إلى أحكام ربنا حينئذ إذا اتضحت الأمور فاء الناس إلى دينهم لا يلتبس هذا ولا يختلط هذا الالتباس وهذا الاختلاط وهذه التحركات الغير مفهومة هي التي تغبش وهي التي تسبب الاضطراب لكن كما قلت أولاً ليس لنا عذرٌ إذا التبست علينا الأمور وبين أيدينا كتاب ربنا حجة الله عز وجل على العالمين فإذا كان أهل العلم والدين على وفق الصورة التي ارتضاها الله عز وجل وقاموا بما أوجب الله عز وجل عليهم حينئذ استقامت الأمور واتسقت قد ذكرنا قبل أن أعداء الدين ذكروا أربع أصول عليها يقوم الدين الكعبة المصحف الأزهر ومنبر الجمعة.. أربع أركان حيث وحدة الإسلام وقبلة المسلمين الواحدة المصحف.. كتاب الله عز وجل الذي فيه الهداية للعالمين.. الأزهر العلم والعلماء الذين كانوا دائماً هم ملاذ الأمة وملجأها منبر الجمعة الذي يبث فيه لعباد الله عز وجل – وهم في موقف العبادة لله عز وجل – يبث حقائق دينهم ويُذكرون بأمر بهم عز وجل إذا استقامت هذه الأركان الأربع استقام لهذه الأمة دينها واستقام لهذه الأمة بالتبع دنياها فإذا لم يكن..

 حينئذ كان الفساد وكان الهلاك وكان البوار.. فاستقامة العلم والعلماء وقيامهم بمهمتهم ودورهم هذا هو ملاك أمر الخير والبر تذكروا – واختم بهذه الكلمات – كلمات قالها تقي الدين بن دقيق العيد القشيري إمام من أئمة العلماء في القرن السابع وكان يعده كثيراً من العلماء من مجددي أو مجدد القرن الذي كان فيه أي أنه أعظم أهل العلم في زمانه يقول.. متحدثاً عن نفسه :

يقُولُونَ لِي هَلاَّ نَهَضَتَ إِلى العُلاَ … فَمَا لَذَّ عَيْشُ الصَّابِرِ المُتَقَنِّعِ

وَهَلاَ شَدَدْتَ العِيْسَ حَتَى تَحُلَّها … بِمِصْرٍ إِلى ظِلِ الجَنَابِ المُرَفِعِ

ففيها من الأعيان مَن فيض كفه … إذا شاء روى سيله كل بلقعِ

 ” يقُولُونَ لِي هَلاَّ نَهَضَتَ إِلى العُلاَ ” المكانة الرفيعة والمناصب العالية التي تستحقها بعلمك الذي بلغت.. ” فَمَا لَذَّ عَيْشُ الصَّابِرِ المُتَقَنِّعِ ” يعني الحياة التي أنت عايشها حياة الصبر والقناعة وشدة العيش هذا لا يتناسب مع وضعك وقدرك وإمكانياتك

 ” وَهَلاَ شَدَدْتَ العِيْسَ ” اللي هي الإبل ” حَتَى تَحُلَّها… بِمِصْرٍ ” القاهرة.. هو كان في طنطا اللي هيه طنطا حيث الحمص وحب العزيز هما عايزينوا يروح القاهرة العاصمة ” بِمِصْرٍ إِلى ظِلِ الجَنَابِ المُرَفِعِ ” حيث سلاطين المماليك الذين يقدرون ويعظمون العلماء ويعرفون أقدارهم ومكانتهم ” ففيها من الأعيان ” من الأعيان التجار ورجال الأعمال ” مَا الفيض كفه… إذا شاء روى سيله كل بلقعِ ” فيها الأعيان وكبار رجال الأعمال اللي هما أصلن حيمدوك بالخير والأموال وأنت تحتاج إلى هذا..

فَفِيها قُضَاةٌ لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهُمُوا … تَعَيَّنُ كَوْنَ العِلمْ ِغَيْرَ مُضَيَّعِ

يعني هؤلاء القضاة اللي بيحكموا ويقضوا بين الناس يعني دول مش عارفين إن الدين له قيمة ومكانة عالية.. يعني دول مضيعين الدين يعين أنت عايز تقول إن الناس ديه مش بتتقي الله.. ” فَفِيها قُضَاةٌ لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهُمُوا ” الكلام اللي أنت بتقوله ده ” تَعَيَّنُ كَوْنَ العِلمْ ِغَيْرَ مُضَيَّعِ “

وَفِيها شُيُوخُ الدِيْنِ وَالفَضْلِ وَالأوْلَى – الفضائيات –

وَفِيها شُيُوخُ الدِيْنِ وَالفَضْلِ وَالأوْلَى … يُشِيْرُ إِليْهِمْ بَالعُلاَ كُلُّ أُصْبُعِ

وَفِيها وَفِيها.. فيها خير كثير

وَفِيها وَفِيها وَالمَهَانَةُ ذِلَّةٌ … فَقُمُ واسْعَ وَاقْصِدْ بَابَ رِزْقِكَ وَاقْرَعِ

اتحرك شوية بماذا يجيب هذا الإمام وهذا العالم الغريب وسط أهله وذويه الذين يقولون له هذا الكلام يقول:

نَعْمْ أَسْعَى إِذَا شِئْتُ أَنْ أُرِى … ذَلِيْلاً مُهَاناً مُسْتَخَفاً بِمَوَضِعِي

 ” وَأَسْعَى إِذَا مَا لَذَّ لي طُوْلُ مَوْقِفِي… ” أبقى واقف كده على الباب ولا يريد هذا الكبير أو هذا.. رجل الأعيان اللي بتتكلم عليه أن يأذن لي فأفضل واقف على ساعة أدام الباب  ” عَلَى بَابِ مَحْجُوْبِ اللِقَاءِ مُمَنَّعِ “

وَأَسْعَى إِذَا مَا لَذَّ لي طُوْلُ مَوْقِفِي … عَلَى بَابِ مَحْجُوْبِ اللِقَاءِ مُمَنَّعِ

وَأَسْعَى إِذَا كَانَ النِفَاقُ طَرِيْقَتِي … أَرُوْحُ وَأَغْدُوْ فِي ثِيَابِ التَّصَنُّعِ

وَأَسْعَى إِذَا لم يَبْقَ فِي بَقِيَّةٌ … أُرَاعِيْ بِهَا حَقَّ التُّقَى وَالتَّوَرُعِ

حين إذن أسعى كما تقولون ثم يقول:

فَكم بَيْنَ أَرْبَابِ الصُدُوْرِ مَجَالِساً … تُشَبُّ بِهَا نَّارُ الغَضَى بَيْنَ أَضْلُعِيْ

هؤلاء الناس الذين تتحدثون عنهم المتصدرون أصحاب السيادة وأصحاب الريادة العلمية في مجالسهم إذا جلست معهم شبت النيران في قلبي بما يفعلون وبما يحرفون وبما يبدلون..

وَكم بَيْنَ أَرْبَابِ العُلُوْمِ وَأَهْلِهَا… إِذَا بَحَثُوْا فِي المُشْكِلاَتِ بِمَجْمَعِ

إذا اجتمع العلماء علشان يبحثوا قضية كبيرة من قضايا الأمة ” مُنَاظَرَةً تُحْمِي النُّفُوسَ ” يختلفوا وده يتكلم وده يتكلم وده يسخن وده يسخن

تُحْمِي النُّفُوسَ فَتَنْتَهِي … وَقَدْ شَرَعُوا فِيها إِلى شَرِّ مَشْرَعِ

تنتهي إلى أسوأ نتيجة

إِلى السَّفَهِ المُزْرِيْ بِمَنْصِبِ أَهْلِهِ … أَوْ الصَّمْتِ عن حَقٍ هُنَاكَ مُضَيَّعِ

يعني هما ينتهوا في الأخر لكلام في تغيير وتحرييف لنور الله سبحانه وتعالى قدامك حاجة من الاثنين يا إما تبقى سفيه زيهم يا إما تسكت عن الحق الذي يضيع وأنت بين ظهرانيهم.

فَإِمَّا تَوَقَّى مَسْلَكَ الدِيْنِ وَالتُقَى … وَإِمَا تَلَقَّى عُصَّة المُتَجَرّعِ

ولَوْ أنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُم … ولَوْ عَظَّمُوهُ فِيْ النُّفُوسِ لعَظِّمـَا

ولَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانوا ودَنَّسـُوا … مُحَيَّاهُ بالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَـا

” ولَوْ أنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُم ولَوْ عَظَّمُوهُ فِيْ النُّفُوسِ لعَظِّمـَا ” لعظم أصحابه وعظم هؤلاء العلماء.. ” ولَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانوا ودَنَّسـُوا مُحَيَّاهُ بالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَـا “.

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.

اللهم لا تؤخذنا بما فعلنا، اللهم لا تؤخذنا بما فعلنا

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا فيما جرت به المقادير.

اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير، اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير.

اللهم اغفر لنا الذنوب واستر منا العيوب وتب علينا يا ربنا لنتوب

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.