إن الحمد لله نحمده ونستعينه ،ونستهديه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد……
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ
كما ذكرنا فيما مضى لقد أتى الشيطان الإنسان من أقرب مدخل يلج منه إلية وهو طلب الخلد ودوام البقاء والاستقرار في النعيم وفي اللذة وفي المتاع وفي الملك الذي لا يبلى ولا ينقطع ولا يزول ولا يحول فطلب الخلد أمر مستقر في أعماق نفس الانسان لكن يختلف مفهومة من شخص لاخر فكلهم يطلب الخلد لكن يطلبه كل على وفق نظرة وفكرة ورؤيتة فربما يطلب الإنسان الخلد في محله الحق ومكانه الصواب فيطلب الخلد في دار الخلد التى أخبر عنها ربنا تبارك وتعالى سواء خلود أهل الإيمان في الجنة أو خلود أهل الكفر في النار والعياذ بالله فقال عزوجل في حق الكافرين ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴿٧﴾جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا
وأما غير المؤمن فإنه يرجي ويأمل الخلود والبقاء في الدنيا قال الله عزوجل وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿1﴾ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ فكلهم يطلب الخلد لكن فيصل التفرقة بين المؤمن وغير المؤمن هو في هذه القضية هو مدى ايمانه بالاخرة ومدى سعيه وعمله لها ومدى طلبه لدار الخلد التى أخبر الله عزوجل عنها.
ولذلك قال الله عزوجل وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لم يقل سبحانه وتعالى الذين لا يؤمنون بالله ، ليست القضية هي مجرد الايمان بوجود الله عزوجل وأنه خالق الكون ومدبره كما يظن كثير من الناس وإنما حقيقة الإيمان بالله الإيمان بأنه سبحانه وتعالى عدل لا يظلم وأنه سبحانه وتعالى سوف يقيم للناس كل الناس يوم يدانون فيه أمام الله عزوجل فيحاسب كل على عمله لذلك قال الله عزوجل أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى وقال سبحانه وتعالى أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
وقال سبحانه وتعالى وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
قال تعالى زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
يخبر تعالى أن الكافرين زينت لهم هذه الحياة الدنيا فصارت هذه الدنيا هي منتهى أملهم وهي منتهى ما يبتغون من هذه الحياة لها يسعون ولها يعملون قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فطموحه ونظره وتفكيره لا يتعلق إلا بهذه الحياة الدنيا ونظره وتقييمه للأحداث والأشخاص والأشياء والقيم والمعاني إنما يتعلق فقط بهذه الحياة الدنيا ولذلك كانت النتيجة الطبيعية وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا لأنهم يرون المؤمنين – بنظرهم – سفهاء ليس عندهم عقل لأنهم ببساطة يؤثرون الاخرة على الدنيا يضحون بالدنيا في سبيل رضوان الله عزوجل والجنة فهم بنظر الذين لا يؤمنون بالاخرة لا عقول لهم ولذلك قال نوح عليه السلام قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿٢٩﴾ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿٣٠﴾ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿٣١﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴿٣٢﴾ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
الله عزوجل عقب على كلام هؤلاء المجرمين بأنهم لا شأن لهم بهؤلاء المؤمنين قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٥﴾ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ
ولذلك كان طبيعيا في كتاب الله عزوجل أن نسمع وإذا قيل لهم وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُون
وفيما قبلها مباشرة وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن المتقين فوق الكافرين فى ميزان الله أولًا وفى دار الآخرة ثانيا فتظهر حقائق الأمور حينما يجمع الله- عزوجل – الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم حينئذ يتبين لكل إنسان حقيقة حاله لذلك قال سبحانه وتعالى يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ حينئذ يدرك الإنسان حقيقة الربح والخسارة فى هذه الحياة الدنيا.
كلمة التغابن أصلها من الغبن والغبن هو المكسب أو الخسارة فى البيع أو الشراء فإذا بعت شيئًا نفيسًا بثمن زهيد او اشتريت شيئًا حقيرًا بشىء غالٍ فأنت خاسر مغبون.
ففى يوم القيامة تظهر حقائق الأمور من الرابح؟ ومن الخاسر؟ من الذى كان يعقل؟ ومن الذى كان لا يعقل؟ فهذا يظهر، ويظهرأيضًا
فوقية المؤمنين فى هذا اليوم المعلوم لذلك قال الله -عز وجل-
وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿30﴾ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿31﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴿32﴾ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴿33﴾ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿34﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿35﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُون
فمتى تظهر هذه الحقيقة؟ فى يوم القيامة.
والله- عز وجل – يتحدث فى هذه الآيات فى أواخر سورة المطففين التى كان أولها قوله سبحانه وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴿1﴾ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ أى إذا أخذوا حقهم أخذوه كاملًا وافرًا بل ربما أخذوا فوق حقهم.
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ إذا أعطوا الذى عليهم نقصوا الناس و غبطوهم حقوقهم فقال تعالى أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ﴿4﴾ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿5﴾ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
فهو -سبحانه وتعالى-ينكر على هؤلاءالمطففين كيف غفلوا أو كيف نسوا حقيقة الآخرة، حقيقة اليوم العظيم الذى يصفه العظيم سبحانه بأنه يوم عظيم يوم يقوم الناس جميعًا أمام الله -عز وجل- فسائل كلًا عن عمله
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿22﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿23﴾ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴿24﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ﴿25﴾ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ
ففى الآخرة تظهر حقائق الأمور فالإيمان بالآخرة -بحقيقة الخلد- هو الذى يفرق بين المؤمن وغير المؤمن ولكن لكى يكون الإيمان إيمانًا لا بد أن يكون إيمانًا صحيحًا، قال الله- عز وجل- قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
يقول تعالى قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ هو يتكلم -سبحانه- فى هذه الآية عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهل نعدهم لا يؤمنون بالله، أولا يؤمنون بالآخرة، هم عندهم آخرة ولذلك قال تعالى قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
ولذلك لما سألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك قالوا ” نكون فيها أيامًا أى فى النار ثم نخرج منها فتخلفوننا فيها “
هم يخاطبون النبى -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين يقولون سوف نعذب أيامًا -الأيام التى عبدنا فيها العجل بقدرها وعددها- ثم نخرج من النار فتدخلون أنتم مكاننا.
فهم إذًا يعتقدون أن هناك آخرة، ويعتقدون بوجود الله، ويأتون بشىء من الشعائر فى التعبد لله لكنهم لما لم يكن إيمانهم إيمانًا صحيحًا ايمانًا حقيقيًا على وفق ما أنزل الله -عز وجل- على وفق الدين الحق فلذلك قال –تعالى- وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ لم يقل لا يدينون الدين فكل إنسان هو متدين بفطرته و طبعه ،لا يخلو الإنسان من التدين.
فالتدين هو التذلل والخضوع وهو لازم للإنسان لا محالة لكنه إما أن يعبد الله -عز وجل-، وإما أن يتوجه بعبادته لغير الله لذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا حديث يطول ” تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ” فجعله عبدًا للمال، وجعله عبدًا لمظاهر الدنيا ولوضعه الاجتماعى فجعله عبدًا.
قال -تعالى- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿60﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
قال -تعالى- أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
قال –تعالى- اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿31﴾ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿32﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
فالله- عز وجل – لم يعد الذين لايؤمنون بالآخرة إيمانًا صحيحًا لم يجعلهم مؤمنين ألبته فما الذى يحمل هؤلاء على ألا يؤمنوا بالآخرة إيمانًا صحيحًا، فكثير من هؤلاء وكثير من المؤمنين هو يؤمن بدار الآخرة لكنه لا يعمل لهذه الدار بل يعمل لهذه الدنيا وكأنه ليس هناك يوم يقف فيه أمام الله -عز وجل-
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ …فالله سبحانه وتعالى لم يعد الذين لا يؤمنون بالآخرة إيمانًا صحيحًا, لم يجعلهم مؤمنين البتة, فما الذي يحمل هؤلاء على ألا يؤمنوا بالآخرة إيمانًا صحيحًا؟ فكثير من هؤلاء وكثير من المسلمين هو يؤمن بالدار الآخرة لكنه لايعمل لهذه الدار, بل يعمل لهذه الدنيا وكأنه ليس هناك يوم يقف فيه أمام الله عزوجل.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
سماه الله عزوجل ﴿غد﴾ لأنه قريب قريب وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ نسوا الله فنسيهم! هذه هي القضية أنه نسي لقاء الله عزوجل والدار الآخرة, ومنهم من شَوَه هذه الصورة فحَرَفَ في كتاب الله لكي يتعامل مع الآخرة بصورة تُرضيه ولاتُؤذيه, قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ هم مؤمنون بالكتاب ويدعون لالتزام الكتاب الذي يؤمنون به والذي أَقروا بما فيه والذي أقروا بصحة نسبته إلى الرب تبارك وتعالى, ثم يتولى فريق منهم لايلتزمون بما يعتقدون صحته, قال تعالى يتولى فريق منهم وهم معرضون ليس هذا التَوَلي تَوَلي عارض في هذه اللحظة فقط, فهذا حالهم دائماً هم معرضون يعطون عرضهم وظهرهم لكتاب الله عزوجل, فما العلة؟ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ . فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
إذاً هم حرفوا في مفهوم دينهم أنه يكفيهم أنهم مسلمون أو أنهم موحدون أو عندهم لاإله إلا الله أو أن الله غفور رحيم أو أنهم من نسل شريف. كل هذه الأمور هم يتخذونها ذريعة لكي يعيشوا في هذه الدنيا على وفق أهوائهم. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا.
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى هذه الحياة الدنيا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا رغم أنهم لايتوبوا مرروا القضية على هذه الصورة, وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ هم مستمرون دائمًا في تناول الدنيا وشهواتها من حلال أم من حرام ولا يبالون, وهم من ورثة الكتاب أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ.وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ. الله سبحانه وتعالى قَسَمَ هؤلاء الناس الذين ورثوا كتاب الله إقراراً به وقبولاً له إلى فريقين: فريق اعتمدوا على ماافتروه على الدين, وعلى أن الله سبحانه وتعالى سوف يغفر لهم لأنهم لايشركون بالله شيئاً وهؤلاء بكتهم الله عزوجل بهذه الكلمات, أنهم لايلتزمون الكتاب الذي أنزله الله أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ هؤلاء ليسوا من المعرضين بل هم ممن يدرسون كتاب الله ويفهمون مافيه, ولذلك ذكرهم سبحانه وتعالى بالآخرة. ثم قال ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ﴾ يتمسكون بالكتاب حقيقة إحلالاً لحلاله وتحريماً لحرامه وعملاً بمحكمه وإيماناً بمتشابهه, وتطبيق ذلك عبادتهم لله ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾.
ولذلك لاتعجب إذا قرأت في كتاب الله عزوجل﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ عدنا مرة أخرى إلى قضية الخلود هو نسي كتاب الله ورائه ظهريًا وأراد أن يخلد في الحياة الدنيا.
ولو شئنا لرفعناه بها..فآيات الله حقيقة وجديرة بأن ترفع كل عبد تمسك بكتاب الله, ولذلك قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ… هو أَبَى ذلك ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ هو إن نصحته ووعظته أو لم تنصحه ولم تعظه, لايتبدل حاله ولايتغير. يلهث وراء الدنيا ولكنه لاينال منها مَطلُوبٌه, فيبقى دائماً في لهث وراء ما لايدركه ﴿إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… فقضية الآخرة ونظر الإنسان للآخرة هو الذي يرتب تفكيره وتقيمه وسلوكه ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.
نحن أمام رجلين أو أمام شخصين, كان لهما نوع تأثير في هذه الحياة على مدى فترة زمنية تكاد تكون متقاربة.
فمن كان يرجو لقاء الله قال تعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا .
نحن امام رجلين او امام شخصين كان لهم نوع تأثير فى هذه الحياه على مدى فتره زمنيه تكاد تكون متطابقه او متلازمه ثلاثون سنه من الثأثير فى مجريات الاحداث فى هذه الحياه الدنيا و اليوم يخرج كلا الرجلين من دائره التأثير الفعلى فى واقع الحياه يخرج احدهما من دائره التأثير بل يخرج من العالم الدنيوى الذى نعيش فيه الى عالم اخروى ليستقر في ما زعمه الى قاع البحر و الاخر يخرج من دائره التأثير الفعلى ليحتجز ويمتهن فى مستشفى لكى ينتظر مصيره و جزاءه الذى يعلمه الله عز وجل و لكن شتان بين المشهدين و بين الحالين أحدهما يبدأ هذه الحياه باموال لا نعلم عدها و حصرها مالها حلال ميراث من ابيه و الاخر يبدأ مسيرة حياته لا اعلم بكم … هو لا يبدأ بشئ فهو انسان فقير نشأ فى اسره فقيره و ينتهى هذا الى 500 يورو ليس بحوزته غيرهم و ينتهى الاخر بارقام لا نعلم و لا نعرف عدها و حصرها فهذا يخرج من هذا المال و هذا المتاع و ان يضحى بكل هذا لاجل قضيه يعتقدها و لاجل هدف يدينه و لاجل فكره مسيطره علي تفكيره ويطلب شئ فى دار غير هذه الدار يطلب خلد فى دار غير هذه الدار التى نعيش فيها و الاخر يطلب خلد ايضا و لكن فى هذه الدار الدنيا كما قال تعالى يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ هذا المال هو الذى يلبي له كل مطلب و هو الذى يمنع عنه كل سوء و هو الذى يرتب له بقاء فى هذه الحياه الدنيا و كلا الرجلين يظنوا اته على صواب و ان خصمه على خطاء و على خطر لذلك تقدم معنا قول الله سبحانه وتعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ﴿ وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ ﴾ هذا من نظر هذا لا يفقه و لا يعقل شئ هو يضحى بكل هذا المال و كل هذا المتاع و يؤثر حياة الجبال على ان يبقى فى مدينه الرسول صلى الله عليه وسلم هو لم يكن فى السكة هو كان فى مدينه الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى و يعتمر و يحج متى شاء و كيف يشاء هو لم يكن عربيد سكير و لكنه اثر على ذلك قضيه اراد ان يعيش من أجلها فهذا من نظر هذا لا يعقل او يفقه شئ و ايضا هذا فى نظر هذا لا يعقل او يفقه شئ و فى النهايه الكل يخرج من هذه الحياه الدنيا قال تعالى أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ هذا هو نهايه كل انسان قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
لكن حقيقه الحساب وحقيقه الربح والخساره انما تظهر عند الله عز وجل فى الدار الاخره بل ايضا فى الدار الدنيا فهذا تتبعه رحمات و هذا تتبعه اشياء اخرى هذا يثنى عليه الناس الموافق و المخالف فهو شخصيه جديره بالاحترام لانه صاحب قضيه وافقناه او خالفناه و اما الاخر فعليه لعنه الله والملائكة و الناس اجمعين و الشجر و الحجر و الدواب و كل مظلوم و غير مظلوم بل ان المقربين ربما يفضحونه و يبيعونه بثمن وبغير ثمن واما الاخر فالمقربين والابعدين يمدحونه و يثنون عليه و يترحمون عليه.
ولذلك قال ابراهيم عليه السلام اجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ذكر امرين اثنين الاول انه يبقى له والذكر الثناء الحسن فى هذه الدار الدنيا و ثانيا ان الله عز وجل يعطيه سئله و يعطيه ما اراد ففيصل التفرقه كما قولنا هو مدي ايمان الانسان بدار الاخره.
فالايمان الحق هو ايمان الانسان كما قولنا ليس فقط بوجود الله ان ابليسقَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ و انما ايمان بالاخره ايمان صحيح يرتب انقياد والتزام وامتثال لاوامر الله عز وجل و طلب لرضوان الله عز و جل هذا هو حقيقه الايمان الذى امرنا الله به عز و جل الذى لا يكون نجاه الا به نسأل الله عز و جل ان ينفعنا بما سمعنا و بما قولنا.