إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم إنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه). (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك).
كيف ينعم العبد بحفظ الحفيظ سبحانه وتعالى؟ يبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى قدر ما يكون العبد حافظًا لله، على قدر ما يكون العبد محفوظًا من الله تبارك وتعالى، (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فهو يوصي صلى الله عليه وسلم أن يحفظ العبد ربه، فإذا كان العبد حافظًا لله، كان الله سبحانه وتعالى حافظًا له على قدر حفظه لله، وعلى قدر حفظه لله كان الله تبارك وتعالى وجهته ومقصده ومجيبه إذا تضرع إليه، إذا لجأ إليه، إذا رفع إليه يديه، وإذا تعرفت إلى ربك في الرخاء، كان الله تبارك وتعالى عارفًا إياك في شدتك، وهذه القوانين؛ التي امتن الله تبارك وتعالى علينا بها، تضع العبد أمام معايير ومقاييس يمكن أن يقيس وأن يقيم بها نفسه، يقول الله تبارك وتعالى وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.
فهو سبحانه وتعالى يبين أنه على قدر ما يتقي العبد ربه على قدر ما يناله من أثر ومن ثمرة هذه التقوى، فإذا وجد العبد نقصًا في هذه الثمرات، فهذا إنما يعكس نقصًا مقابلًا في قدر هذه التقوى، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ فإذا وعد الله عبدًا جزاءً على فعل فحاشاه سبحانه وتعالى أن يتخلف جزاؤه أو إحسانه أو ثوابه أو أجره، فإذا وجدنا نقصًا في ذلك، فهو الخلل في التقوى، الذي كلما جبره العبد كلما أتاه موعود الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا، فإذا تخلف هذا التيسير كان هذا لتخلف في التقوى، فيعود العبد إلى نفسه، يراجع العبد نفسه، يصلح العبد من حاله كي يحصل ما وعده الله به، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا من كل أمرٍ ضاق على الناس، فهو معنى عام جاء في سياق خاص، فهو يتكلم سبحانه وتعالى عن أزمة الأسرة، وعلاقة الرجل بالمرأة حينما تقع الخصومة ويقع النزاع ويقع الطلاق، ثم يعقّب أن من يلتزم بحدود الله التي حدها في هذه العلاقات آتاه الله هذا الموعود الذي وعده إياه، لكن هذا التعقيب تعقيب عام، يشمل هذا ويشمل غيره من بر وإحسان مرتجى ومنتظر من ربنا تبارك وتعالى أهل البر والإحسان وأهل الثناء والمجد سبحانه وتعالى وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ خارج دائرة التوقع، وخارج دائرة الاحتساب وخارج دائرة الظن، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ فإذا تخلف هذا الموعود، فقد تخلف شرطه، فيرجع العبد إلى نفسه،، الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ لم يقل ” فتح ” وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أي لهم أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا فإذا جُعل للكافرين على أناس سبيلًا، دلّ هذا على أن هؤلاء فيهم من نقص الإيمان ما استوجب نقص هذه الكفالة والولاية والرعاية، نحن نسير بالعكس، نحن نفترض أننا آتينا بالشرط، وقد تخلف عنا الموعود، وهذا لا يكون من أهل عقل ولا من أهل إيمان، لأن أهل الإيمان على يقين من كلمات الله، ولأن أهل العقل يستطيعون أن يقيموا مواقعهم ومواقفهم، فإذا خلا الأمر من هذا ومن هذا، فلا دين ولا عقل، لا دين ولا عقل، (احفظ الله يحفظك) إذا وجدنا خللًا في الحفظ، فيما يتعلق بأمور الدنيا، وأعظم منه فيما يتعلق بأمر الدين، حينما يسلط عليّ الشيطان فهو لخلل ونقص وانتهاك مني لحصن الرحمن الذي أودعني إياه، فإذا نقص حفظ الله لي فهو نقص في حفظي لله تبارك وتعالى، فيرجع العبد إلى نفسه لكي يصلح حصنه، لكي يحفظ ربه، وكيف يحفظ العبد ربه؟ فما معنى (احفظ الله)؟ حفظ العبد لله أن يحفظ العبد عظمة الله في قلبه، ولكي يحفظ هذه العظمة في القلب، لابد أن يحصلها أولًا، ثم يتشبث بها، ثم يحوطها ويرعاها لئلا تتفلت من قلبه، فإذا حفظ العبد عظمة الله في قلبه قاده ذلك ولابد إلى أن يحفظ فرائض الله، ويحفظ حدود الله، وينتهي عم حرم الله إلا ما لابد له منه بطبيعة البشر من الضعف والنقص والزلة، قال الله تعالى في وصف المتقين وذكرناه كثيرًا وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ إذن في لحظة الضعف والانتهاك هي لحظة نسيان، وغفلة، فإذا ما استفاقوا استعادوا حفظهم لعظمة ربهم، ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وقلنا قبل ذلك ما معنى الطائف؟ أحد يطوف حول مكان مغلق ومصمت، ومحصن ينتظر أن يجد فيه الثغرة لكي يلج فيه، – يلف – يطوف الشيطان حول قلب العبد المؤمن ينتظر الغفلة ولابد للعبد من لحظة الغفلة، فإذا وجدت اللحظة وجدت الفرصة فاغتنمها الشيطان إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ولذلك قال تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.
إذن حينما يضيع هؤلاء ربهم، حينما لا يحفظون ربهم في قلوبهم، حينما ينسون نعمته وفضله وإحسانه وبره وحقه عليهم، حينئذٍ ماذا يكون جزاؤهم، أن ينسوا أنفسهم، ينسوا طريق سعادتها، ينسوا حقيقة مصالحها، ينسوا حقيقة ما ينفعها، فيضرون أنفسهم وهم يحسبون أنهم يحسنون إليها، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ.
إذن قانون الحفظ على قدر ما يحفظ العبد ربه، على قدر ما يكون محفوظًا من الله، كما قال تعالى أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ فالعبد حق العبد يكون في كفاية الله وحفظه، فإذا نقصت الكفاية والحفظ دلّ هذا على أنني قد انتقصت من حق العبودية فانتقص من حق الكفاية أو من حظ الكفاية – ولا نقول حقًا – إنما هو إحسان وبر من الله تبارك وتعالى ولا يحق عليه شيء ولا يجب عليه شيء، وإنما هو فضله وبره وإحسانه ومنته، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ أدنيت وقربت من أهل التقوى حتى يرونها عيانًا، ويطالعون موعود الله بعين اليقين، بعد أن تيقنوه في دار الدنيا بعلم اليقين، تيقنهم من موعود الله جعلهم يسعون لابتغاء مرضاة الله فتحققت فيهم هذه الأوصاف ثم منّ الله عليهم، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ على مرمى أبصارهم يرونها هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ الأواب: هو الرجّاع إلى الله تبارك وتعالى على طيلة أوقاته، كلما رأى نفسه قد بعد، استدار وعاد أدراجه إلى باب ربه تبارك وتعالى، فهو في حال أوبة دائمة، وهذه ما معناها؟ معناها أن الإنسان دائمًا في حركة يبعد ويقرب، يبعد ويقرب، يبعد ويقرب، فالأواب: الدائم والكثير الرجوع يشعر بالوحشة والغربة كلما بعد عن باب ربه تبارك وتعالى فيسرع أوبته فإذا عاد كان حفيظٌ، حفيظٌ لعهده مع الله.
إذن إذا بعد عاد أدراجه سريعًا، فإذا عاد استمسك بعهده وحفظه، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ما الذي يجعل العبد أوابًا حفيظًا، إنما هو تعظيمه لله وخشيته لله، ولذلك بهذه الخشية قد دخل في عداد المتقين، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ويعظم ربه لعلمه به، ولمعرفته بعظمته، ومعرفته لجلاله، هذه المعرفة معرفة بالغيب، إذ لم ير العبد ربه في دار الدنيا، ثم هو يخشاه بالغيب أي في غيبته عن أعين الناس حيث حينئذٍ تختبر حقيقة الخشية، وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ هؤلاء يخاطبهم الله تبارك وتعالى فيقول ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
وإذن؛ فهذا العبد الحفيظ يحفظه الله تبارك وتعالى في دنياه بما يكفل له حفظًا في أخراه، فالله تبارك وتعالى إنما يحفظ العبد في آخرته من عذابه – وقانا الله وإياكم حر النار – على قدر ما حفظه الله في الدنيا من معصيته ومخالفته وجحود فضله ومعاندته، فإذا حفظ عليك دينك وإيمانك في دنياك، فقد حفظك من عذابه في أخراك، وهذا الحفظ هو حفظ من الله، يقول تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ أي قائمون بشئونهم، مسئولون عنهن، بِمَ؟ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بم آتاهم الله من مقومات هذه المسئولية والقيام بهذه الأمانة من عقل ورزانة وجلد وصبر، وثانيًا وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فجعل الله المسئولية منوطة بهؤلاء الرجال حينما يكونون رجالًا، وصفهم بوصفين، أنهم قد فضلوا من قبل الله تعالى بخصائص تمكنهم من تولي مهام الإدارة والمسئولية، بما حباهم الله من عقول راجحة ومن أناة ومن رزانة ومن جلد ومن صبر، وبسعيهم وكدهم وتحملهم للمشاق.
حسن؛ موقف النساء من هذه القوامة؛ احتمالين؛ قال تعالى فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا فهو يقول سبحانه وتعالى فَالصَّالِحَاتُ ما أثر الصلاح في الحياة؛ أثره في الحياة؛ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ أي: دائمات الطاعة والامتثال لأوامر الله، فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ أثر هذا القنوت والطاعة والصلاح؟ الحفظ، الحفظ، حافظات للغيب؛ يحفظن حقوق أزواجهن في حال غيابهم كما يحفظنها في حال حضورهم وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ إذن هذه في مقابلة الصالحات، إذن هذا الوصف يتنافى مع وصف النشوز، ما معنى النشوز؟ التعالي، التعالي، والتكبر والارتفاع والعناد والمعصية والحرص على المخالفة وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ إذن الصالحات؛ الصالحات لما لهن من هذه الخلة التي هي الصلاح فيهن وازع الحفظ الداخلي لا يحتجن إلى التذكير، وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ استنادًا لماذا؟ استنادًا لأصل الوازع الموجود في نفس امرأة يفترض أنها مؤمنة، فإذا ذكرت ووعظت تذكرت،، فإذا كان هذا ضعيفًا لدرجة أنه غير مثمر، وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ لابد أن يظهر الرجل استعلاءه، وعدم حاجته وأنه يمكنه أن يستغني، فهذه هي المرحلة الثانية، فإن لم تؤثر؟ شيء من الضرب التأديبي كما يؤدب الرجل ولده ” اضربوهن ضربًا غير مبرح ” أي لا يُحدث آثار، فلم هذا؟ حينما يؤدب الرجل ولده على خطأ أخطأه إنما يهذب نفسه ويعيد أموره إلى نصابها.
كل هذا الكلام له احتمالين، في أي مرحلة من هذه المراحل تعود الأمور إلى حال الصلاح، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا هو لن يحاول أن ينتقم ولا – يتلكك ولا يغلس – لماذا؟إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا لأن ربنا يخاطب مؤمنين، فهو يذكره أن ربنا سبحانه وتعالى فوقه، هو الكبير المتعال سبحانه وتعالى، فإذا كانت له قدرة يمكنه من خلالها أن يؤذي أو أن يظلم، فليذكر أن الله تعالى فوقه، فإذا لم تؤثر هذه الأشياء وَإِنْ خِفْتُمْ فيوجد دائرة محيطة، يوجد دائرة الأهل، ترقب وتنظر، ولم تتدخل حتى الآن، فإذا لم تثمر هذه الأشياء، فلابد أن يتدخل أحد لكي يصلح، ولذلك قال تعالى وَإِنْ خِفْتُمْ أن يصل هذا الأفعال إلى حد الشقاق فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا عدلًا عاقلًا، من الممكن أن نبعث شخصًا، ولذلك ربنا سماه حكمًا، لابد أن يكون به مواصفات التي ينبغي أن تتوافر في الحكم أو في القاضي فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا إِنْ يُرِيدَا هذا أمر نفسي، إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا.
إذن إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا من هؤلاء؟ الحكمين والزوجين،، نحن لدينا أربعة أطراف، إذا هذه الأطراف الأربعة أرادت الإصلاح لابد أن يوفق الله بينهم.
وعلى نفس القانون؛ فإذا تخلف التوفيق فلابد أن يكون بداخل أحد هذه الأطراف أو أكثر عدم الرغبة في الإصلاح.
لماذا نقول كل هذا؟ لأن ربنا قال في تضاعيف ما ذكر، قال: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ إنما حفظن الغيب بحفظ الله لهن عن أن ينشزن.
إذن لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ هذا الحفيظ إنما كان حفيظًا لأن الله قد حفظه، إذن (احفظ الله) أنت لكي تحفظ ربنا سبحانه وتعالى لابد أن يأتيك المدد من الله، إذن ما المطلوب؟ المطلوب في الحقيقة هو إرادة؛ إرادة أن تكون حفيظًا، فإذا اطّلع الله من قلبي على إرداة حقيقية أن أكون حفيظًا حفظني الله، فالصالحات حفظن من قبل الله لصلاحهن فصرن حافظات للغيب، فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ.
إذن ( احفظ الله) هذه كيف ستكون؟ ستكو بإرادة الحفظ، بالرغبة فيه، بالحرص عليه، أن يطلع الله من قلبي على أنني أريد أن أكون حافظًا لله، حافظًا لفرائض الله، حافظًا لحدود الله، منتهيًا عن محارم الله، فإذا اطّلع الله من قلب العبد على ذلك حفظه بحفظه، قلنا هذا قبل مرارًا.
قال تعالى وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ثُمَّ تَابَ أولًا، أولًا، ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا، فقلنا أن ربنا سبحانه وتعالى من رحمته،وهو التواب الرحيم من رحمته جعل توبة العبد بين توبتين من الل؛ توبة سابقة ثم توبة لاحقة، حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ هؤلاء قوم من المؤمنين الصالحين زلت بهم أنفسهم زلة يريد الله أن يطهرهم من هذه الزلة إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. التوبة: هي حال التطهر، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ فلما طهر الله قلوبهم وآبت نفوسهم إلى ربهم وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ حينئذٍ اجتذبهم الله إليه بتوبته، فإذا تابوا؟ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ توبته على عباده عن علمه بهم، عن علمه بهم، عن علمه بهم، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ وقلنا أن هذه ” عن ” وليس ” من ” الطبيعي، الطبيعي أن يقبل التوبة من التائب، إذا تاب قبل الله منه توبته، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ لماذا عن؟ لأنه في الحقيقة سبحانه وتعالى بالتوبة يرفع عن كواهلهم أثقال، يسقط عنهم أوزار، وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ فهو حينما يقبل التوبة عنا فهو يرفع عن كاهلنا هذه الأوزار والأثقال حتى لا تثقل ظهورنا في الدنيا، ولا نأتي محملين بها – عياذًا بالله – يوم القيامة، هو الذي يعطيك التوبة ثم يتقبل عنك، هو الذي يحفظك لكي تكون عبدًا حفيظًا، ولست أنت من تحفظ نفسك، (بما حفظ الله).
إذن ما المطلوب؟ الإرادة، الرغبة، الحرص، السعي وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
اللهم كن لنا ولا تكن علينا وأعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسّر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين، إليك أوّاهين منيبين
اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامح خطيئتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم